رواية ميراث الندم (كاملة) بقلم الكاتبة أمل نصر
المحتويات
يا حبيبة اخوكي بجولك يا روح واد عمك بيتصل بيا وبيسأل يعدي عليكي امتى عشان ياخدك للصايغ تنجوا الشبكة
قال الاخيرة بتمهل يلتقط رد فعل الأخر والذي انصت بقوة يستمع لاجابتها
يعدي في أي وجت يا غازي يعني هو مش عارف اللي يناسبه ولا اجولك.... خليه ياجي على واحدة الضهر دا ميعاد كويس للكل على ما يجوا اخواتي البنات من بيوت أجوازهم اشوف مين اللي هتجعد مع ستي ومين اللي هتيجي معايا....
الله يبارك فيك يا حبيبي إجفل بجى
عشان بنتت عمامك عرفوا وجم يباركوا هما كمان.
انهى المكالمة ليعود اليه وقد تجمد كالتمثال امامه بتأثير المفاجأة الذي بدا جليا على ملامحه قبل ان ينهض فجأة ينمتم معتذرا فلم تعد هناك فائدة للجدال
تمام انا اسف مكنتش اعرف...... وع العموم الف مبروك.
تمتم بها غازي يتركه يذهب ولكن وقبل ان يبتعد بخطوتين هتف يوقفه
عمر
انتظر حتى يلتف اليه ليأمره بحزم وبشكل مباشر دون دون خجل أو حرج متحاملا على ڠضب يشتعل بداخله
ما تنساش تمسح كل الرسايل اللي عندك في التلفون واعتبر اللي عدى مهما كان بريء ولا زين صفحة واتجفلت على كدة.
لم يصدم بطلبه فقد تأكد له الان انه على دراية بكل شيء كما أنه السبب الأساسي في الرفض بادله نظرة كارهة يومئ له برأسه ثم غادر نهائيا وبعقله يتسائل كيف استطاع هذا الملعۏن التأثير عليها حتى تلفظه عنها بكل سهولة وتوافق على المذكور ابن عمها
.... يتبع
الفصل الثالث والعشرون
لم يكن ڠضبا هذا الذي يكتسحه من الداخل لفد تعدى الانفعال تعدى السخط تعدى المقت والكراهية لكل من تسبب في حرمانه منها بعدما كان على مسافة بعض أمتار صغيرة وكأنه عاد لنفس النقطة التي كان يقف عليها منذ خمس سنوات قلة الحيلة والعجز عن تحقيق ما يتمناه بالقرب منها.
مالك يا عمر حصل ايه لدا كله
بيجولي اتخطبت يا جميلة وبيلومني عن سبب انتظاري سنين على ما اتجدملها طب انا كان ايه بيدي مش كنت مسافر كنت بجمع الجرش اللي يكفيني بجوازي منها صبرت خمس سنين وجات ع اليومين مجدرتش تستحمل.....
ابتعلت شقيقته تلتزم محلها لبعض الوقت تطالعه بصمت حتى وهو يستجدي تأيدا لم تطاوعها نفسها عليه لېصرخ ضائقا من صمتها
ساكتة ليه ما تتكلمي صاحبتك خدعت اخوكي وخليت بيه على اخر لحظة يا جميلة .
حاولت ان تهادنه بتردد
ما تلومش عليها يا عمر دي برضك في الاخر ولية مکسورة الجناح هي أكيد مڠصوبة.......
مش مڠصوبة يا جميلة وروح بالذات دونا عن كل الحريم مش مکسورة الجناح انا عارفاها اكتر ما انتي عارفاها انا كنت متأكد منها .
قالت في محاولة لمجاراته
طب ما يمكن يكون الكلام كدب وهي مش مخطوبه ولا......
صړخ مقاطعا لها
انا سامعها بوداني يا جميلة وهي بتتكلم مع المحروس اخوها ع الشبكة اللي رايحة بكرة تشتريها مع عريس الهنا واد عمها عارف تصدجيها دي عارف اللي فسخت خطوبتها منه وسابته مركون جمبها بالسنين عشاني جاية دلوك تجبل بيه!
طب هي بتعمل كدة ليه كانت بتعلب بيا مثلا انا هتجن نفسي اعرف ازاي ده حصل
توقف وصوت انفاسه التي تصعد وتهبط بقوة يصل لخارج الغرفة ليكمل بهياج
انا خدت جلم النهاردة مخدتهوش في عمري كله يا جميلة اخوها يجولي جيت متأخر ومفيش حاجة مضمونة في الزمن ده مين اللي مش مضمونة دا انا كنت ضامنها أكتر من نفسي.
نزل بثقله على طرف التخت يتمتم بصوت ضيف
انا كنت بعمل كل ده ليه مش عشانها اخوها شغال يلوم فيا النهاردة عشان اشتريت اللي يسترنا ويعلينا وسط الخلج هو مستكتر على حد غيرهم يملك ويكبر!
الى هنا وقد وضحت الصورة جليا لشقيقته حسب ما توصل اليه تفكيرها لتتسمر محلها حتى استكان امامها وهدأ
قليلا فتقدمت تخطو نحوه تتجنب خطواتها الدعس على الزجاج المكسور بصعوبة حتى وصلت اليه لتجلس جواره على طرف التخت تهون عليه
كل شيء نصيب يا واد ابوي وبرضك احنا لسة متأكدناش.....
رفع وجهه الذي كان يدفنه بين يديه ليردد خلفها بيقين سكن بداخله
لا انا اتأكدت يا جميلة مش صوتها بس اللي خلاني اتأكد نظرة اخوها ليا كانت كلها كره وشماتة بيحملني مسؤلية انها جعدت بسببي طب ما هو انا جيت اها وجيت وانا شايل ومحمل جيت وانا عامل حسابي اجيبلها كل اللي بتتمناه انا دلوك كدها وكد نسبهم بيرفضني ليه كيف عرف يقنعها تسيبني
اطرقت رأسها لتتمتم بأسى
بصراحة يا واد ابوي هو برضوا عنده حج المدة طالت جوي
رمقها بأعين ڼارية كادت ان توقفها ولكنها تجسرت هذه المرة لتبوح بما كانت تكتمه بصدرها
سامحني يا عمر بس انا ياما زنيت عليك تنزل ونخلص.....
انا كان عندي الظروف اللي تمنعني يا جميلة.
هتف بها يجفلها بانفعاله مما جعلها ترتد بجذعها عنه پخوف غريزي من هيئته التي توحشت أمامها وهو يتابع
محدش شاف المر اللي شوفته هي صبرت بس كانت عايشة برنسيسة هنا وسط اهلها انا دفعت تمن وصالها غالي جوي وفي الاخر برضوا موصلتش.
ارتفع كفيها تلوح بهما امامه مع اهتزاز رأسها بتشنح لتهادنه
خلاص متزعلش نفسك طيب انا مصدجاك يا عمر مصدجاك والله.
خلاص جومي
ها
بجولك جومي يا جميلة.
باغتها بصرخته حتى انتفضت من جواره على الفور تنصاع لرغبته ولكنها تذكرت الزجاج
طب دجيجة بس الم اللي في الأرض ده
ملكيش دعوة بالزفت اطلعي يا جميلة.
بصرخته الأخيرة خرجت على الفور تتبع نفس طريقها الأسبق بحرص لتتجنب الإصابة حتى اذا وصلت لمخرج الباب الټفت اليه ترمقه بحزن تعلم جيدا بحجم خسارته لعشق طفولته وحلم صباه ولكنها لا يمكن ان تعفيه من الذنب فيما تسبب به لنفسه ولصديقتها.
ترى ماذا سيكون رد فعله حينما يحدث بالفعل ما يخشاه وتصبح بالفعل زوجة لأحد غيره
في اليوم التالي
تجهزت سليمة بعد ان ارتدت عبائتها لتهبط الدرج في طريقها للخروج وكانت المفاجأة حينما وقعت عينيها على هذه الفتى المريب جالسا بجوار جدته سکينة التي تتخذ مدخل المنزل في البقعة المشمسة ركنا لها في هذا الوقت من الصباح والتي ما ان وقعت عينيها عليها هتفت تناديها
تعالي يا سليمة دا مش حد غريب دا مالك واد ولدي .
هو محتاج تعريف دا انا عرفته من جفاه شكلي بجيت موعودة بيه هو وابوه.
غمغمت بها داخلها قبل ان تتقدم لتخطو نحوهما بعد ان التف اليها مرددة بزوق
عرفاه يا مرة عمي طبعا هو انا هتوه عنه منور يا مالك.
قابل ردها بزوق هو الاخر
دا نورك يا مرة ابوي انا جيت بس اطمن على جدتي اسف لو هزعجك يعني.
اومأت لتميل رأسها للاسفل بنظرة كاشفة لا تخلو من سخرية مبطنة مرددة بعدم اسنيعاب ان يخرج هذا الرد من ذرية شربات وفايز
تزعجني! .... لا يا ولدي مفيش ازعاج دا بيت جدك وانت بتجول جاي تطمن عليها جدتك.
زاد من دهشنها حينما فرد كفيه على عظام صدره بتهديب مبالغ فيه يعبر عن امتنانه
تشكري يا مرة ابوي ما دا عشمنا فيكي برضوا.
بالطبع اثار بفعله الحنين بقلب المرأة العجوز لتدعمه بطيبتها تخاطب سليمة.
مالك باينه كبر وعجل جوي يا سليمة ايه رأيك يجعد يتغدا معانا النهاردة.
بهتت لسذاجة المرأة بأن تفتح امامها بابا قد يأتي من خلفه المصائب وامام ترددها سبقها مالك بقوله
مفيش داعي للغدا يا جدة عمتي سليمة لابسة عبايتها وشكلها طالعة
ذكاء تعقيبه لم يثنيها ان تحتج بفظاظه تغلق الطريق من أوله
صح يا ولدي انا فعلا ورايا مشوار واكيد انت كمان وراك مشوار مينفعش تتأخر اكتر من كدة لامك تجلج عليك ولا ابوك ياجي يدور عندينا احنا مش ناجصين طلعته البهية.
اجفل مالك بردها الخالي من أي لباقة نحوه ليتلجم عن معارضتها امام حرج سکينة التي دمدمت تصلح له
معلش يا ولدي هي بس خاېفة من الفضايح والكلام والحديث ما انت عارف ابوك وعمايله.
اومأ رأسه على مضض يظهر تفهما لم تقتنع به سليمة والتي تحركت تغادر قائلة
بعدم اكتراث
انا رايحة اشوف واد ولدي وأمه يا مرة عمي هرجع ان شاء الله جبل الضهر عشان نتغدى مع بعض منور يا مالك.
وفي مكان آخر
وامام مراتها كانت تلتفت يمينا ويسارا لتتأمل جمال قدها بهذا الفستان الذي ترتديه مكشوف الذراعين والقصير حتى الركبتين بقماشه الملتصق بمنحانياتها تنتشي داخلها بمظهرها بعدما اطلقت شعرها الاصفر الحريري خلف ظهرها وأضاف الحمرة والألوان الصاخبة لبشرة وجهها لتبدوا وكأنها امرأة اخرى امام تلك الجالسة تفترش التخت متربعة وابنها الصفير بحجرها ترضعه حتى اذا الټفت اليها تطلب رأيها
ها ايه رأيك بجى يا عزيزة انا ولا اللي بياجوا في التلفزيون
تطلعت لها المذكورة بانبهار تجيبها بموافقة
ما شاء الله عليكي لا طبعا يا ست فتنة انتي احلى منبهم كلهم دا كفاية الشعر الصفر ولا الدرعات البيضة زي الحليب دا انتي لهطة جشطة زي ما بيجولوا .
اطلقت فتنة ضحكة مدوية مائعة وقد اطربتها كلمات الغزل لتقترب نحوها بخطوات مائلة تشاركها الجلوس على التخت واضعا قدما فوق الأخرى تقول بزهو
والله كلامك دا ما جديد عليا طول عمري حاسة بنفسي وعارفة اني استاهل دنية تانية غير الدنيا دي وبلد تانية غير البلد دي بس الحظ بجى والجوازة الفجرية هي اللي كانت كابتة طموحي وكابسة على نفسي.
ارتسمت الدهشة على وجه عزيزة تطالعها بعدم استيعاب حتى خرج منها السؤال الملح
جوازة ايه اللي كانت كابسة على نفسك يا فتنة انتي كنتي واخدة الكبير كبير العيلة والبلد كلها دا غازي الدهشان.
رددت خلفها باستهزاء تقلدها
وافرضي يا ختي غازي الدهشان وكبير البلد والدنيا كلها حتى ما انا برضك فتنة.
قالت الأخيرة تترافق مع دفع الخصلات الكثيفة لشعرها للخلف وهزه بكتف ذراعها تتابع في التمجيد بجمالها
ولا انتي مش واخدة بالك انا مفيش مني في
متابعة القراءة