رواية غرام المغرور بقلم نسمه مالك (كامله)

موقع أيام نيوز

البارت الأول 
تجلس على جانب الطريق أمام مقر عمل زوجها كعادتها مؤخرا 
عينيها تنهمر منها عبراتها بلا توقف بين يوم وليله انقلبت حياتها رأسا على عقب 
ټوفي زوجها الحبيب بعد زواج أستمر لثلاث سنوات فقط وأصبحت أرمله وهي لم تتم عامها الثاني والعشرون 
تدهور بها الحال للغايه ووصل بها الأمر أنها تركت شقتها الصغيره التي كانت تسكن بها هي وزوجها بعدما قامت ببيع كافة اثاثها حتي تستطيع الإنفاق على صغيرتها ذات العام والنصف 

وانتقلت للعيش برفقة والدتها التي بالأساس كان ينفق عليها زوجها نظرا لضيق الحال ولانهما من طبقه أقل من المتوسطه وزوجها كان هو العائل الوحيد لهما رغم انه كان عامل صغير بإحدى الشركات الضخمه 
سعت كثيرا على أوراق تأمين زوجها لعلها تحصل على راتب شهري ولو قليل يعينها على متطلبات الحياه ولكن سعيها كان دون جدوى 
فما أصعب الإجراءات القانونية بتلك الحالات خصتا إذا كانت لمواطن فقير لا وسيط له غير المولى عز وجل 
اغلقت جميع الأبواب بوجهها تكاثرت الديون عليها 
حتي بدأت تفقد السيطره على أفعالها حين رأت الجوع والمړض بدأ ينهش ووالدتها وصغيرتها تبكي بستمرار من شدة جوعها 
فحسمت أمرها اليوم لن تعود لمنزلها إلا بعدما تصل لصاحب تلك الشركه لعله يساعدها في الحصول على حق زوجها 
رفعت يدها ومسحت عبراتها پعنفوهبت واقفه عندما رات سرب حافل من السيارات الفارهه تقترب من باب الشركه معلنه عن وصول مالكها 
ارتجل من السيارات الكثير من رجال الحراسات الخاصه وأسرع أحدهم بفتح باب سياره بيضاء من أحدث الموديلات العالميه 
لم تفكر مرتين وبلمح البصر كانت ركضت بهروله وهي تصرخ مردده اسمه لمرتها الأولى 
فااااارس بيه 
تأهب جميع الحرس ووجهو اسلحتهم بوجهها ولكنها لم تأبي لهم وأكملت طريقها إليه 
كان يهم بالخروج من سيارته ولكنه بقي مكانه حين اخترق صړاخها أذنه خلع نظازته الشمسيه لتظهر عينيه الجريئه ونظر نحوها بنظراته الحاده 
تركض هي بكل سرعتها وتدفع يد كلا من حاول إيقافها پغضب شديد وهو يشاهد ما تفعله بهدوء ودهشه من هجوم تلك المجنونه التي لم يري وجهها بوضوح حتي الآن 
سبوني انا ليا حق عند صاحب الشركه دي وعايزه حقي 
قالتها وهي تلكم كل من يحاول الاقتراب منها بحقيبة يدها 
صړخت پألم حادواتسعت عينيها بذهول
سقطت من يدها الحقيبه وشحب وجهها بشدة وتوقفت عن الحركه حين شعرت بنقطاع أنفاسها ودوار شديد بدأ يجتاحها بلا رحمه خصتا وإنها لم تأكل شيئا لها أكثر من يومان 
أطبقت جفنيها بوهن لتهبط دمعه حارقه على وجنتيها وهي تهمس بأسم صغيرتها التي أصر والدها أن يسميها على أسمها من شدة عشقه لها 
إسراء 
استجمعت قوتها لأجلها وفتحت عينيها التي بدأ يتطاير منها الشرار دليل على شدة ڠضبها ونظرت بتجاه سيارة ذلك ال فارس 
كان ارتجل هو خارج سيارته ووقف يتابعها بهنجعيه وغرور ظاهر على ملامحه الوسيمه الصارمه وظن انها ستفر هاربه بعد ما حدث لها 
كلما اقتربت تزيد دهشته وذهوله وهو يتمعن النظر بملامحها الجميله حد الفتنه 
هم إحدي الحرس بإيقافها لكنه أشار له بيده أن يتركها 
ظل يتابعها وهي تقترب منه ببطء يدل على ضعفها وتألمها الشديد 
حاولت هي الحديث فلم يسعفها لسانها غير نطق اسم ابنتها تردده بقلب ملتاع 
إسراء 
همسها وصل لسمع ذلك المغرور توقع أنه أسمها فبتسم لها بصطناع وهو يقول 
ايه اللي رماكي في طريقي يا إسراء 
خطي بها لداخل شركته تحت نظرات الدهشه والذهول من جميع العاملين بل نظرات الصدمه 
البارت ال 
بإحدى المناطق الشعبيه داخل منزل قديم بالطابق الأول نجد شقه صغيره للغايه يبدو على اثاثها المتهالك الفقر الشديد تجلس امرأه بأواخر عقدها الرابع على الفراش حامله حفيدتها على قدميها التي لا تستطيع تحريكهما نهائيا فقد أصيب
منذ
سنوات بحاډث افقدها القدره على السير وأصبحت قعيده بالفراشوحتي لم تستطيع شراء كرسيي متحرك نظرا لضيق الحال وثمن علاجها الباهظ 
دموعها تنهمر على وجنتيها دون توقف تبكي بمرار على بكاء الصغيره التي تتلوي بين يدها من شدة جوعها تحاول تهدئتها بكافة الطرق ولكن دون جدوى 
رفعت عينيها للسماء متمتمه بتوسل 
يارب يا حنان يا منان حن على البنت اليتيمه دي لأجل حبيبك محمد 
يا تري أنتي فين يا إسراء يا بنتي! قلبي واكلني عليكي يا ضنايا 
الحمد لله انك نمتي يابنتي يارب تفضلي نايمه على ما أمك ترجع بسلامة وترضعك ويمكن ربنا يكون رضاها وتجبلك حاجه معاها تبل ريقك يا ضنايا 
قالتها إلهام بتمني وهي
تزيد من ضم الصغيره مكمله پألم الله يرحمه أبوكي عمره ما حوجنا لمخلوق من يوم ما خطب أمك ومن بعد ما راح واحنا الدنيا والناس عماله تلطش فينا شمال ويمين لما استوينا على الأخر وأمك المسكينه مش عارفه تفطمك علشان مش لاقيه حاجه تاكلهالك يا بنتي ويا
عالم الأيام مخبيلنا أيه تاني بس إحنا راضين بأمرك يارب راضين وصابرين الحمد لله على كل حال 
طرقات هادئه على الباب جعلتها تزيل عبرتها سريعا وتسمح للطارق بالدخول بلهفه حتي لا تزعج الطرقات حفيدتها 
أدخل يلي بتخبط الباب مفتوح 
خطت فتاه شابه بأوائل العشرينات ترتدي إسدال للصلاه حامله بيدها طبق مملوء بالطعام مغطي بالخبز الطازج واقتربت من إلهام وأردفت بابتسامة بشوشه وهي تضعه على كرسيي صغير بجوار الفراش 
سلام عليكم يا خالتي عامله ايه انهارده بادلتها إلهام الابتسامه وبتنهيده قالت 
وعليكم السلام يا إيمان يا بنتي 
تنقلت بنظرها بينها وبين الطعام وتابعت بعتاب 
ليه بس التعب دا يا بنتي احنا مستورين والحمدلله 
ديما مستورين يارب يا خالتي بس انا قولت لازم ادوقك الفته من ايدي وتقوليلي رأيك عرفت اعملها زيك المرادي ولا لاء 
تلفتت حولها مكمله بتساؤل 
هي البت إسراء فين علشان تدوقها هي كمان لسه مرجعتش من بره ولا ايه 
اجابتها إلهام بقلق بادي على ملامحها 
لسه يا بنتي وخارجه من صباحية ربنا قبل ما الساعة تيجي 7 حتي لبست عبايتها وخدت ورق جوزها الله يرحمه وجريت على الشركه اللي كان شغال فيها ادعيلها ربنا ينصفها المرادي وترجع مجبورة الخاطر 
ظهر الحزن على وجه إيمان وتحدث بإحراج قائله 
والله يا خالتي انا وشي منك انتي و إسراء في الأرض من عمايل تامر جوزي صمتت لبرهه تحاول التحكم بعبراتها وتابعت بدهشه من ساعة مۏت رامي أخوه وانا مش عارفه ايه اللي جراله جاب القسۏه دي مين علشان يقسي بالشكل دا على مرات أخوه وبنتها اللي من لحمه ودمه! 
أطبقت إلهام عينيها بقوه وبأسف قالت 
جوزك مفكر أن إسراء السبب في مۏت أخوه ومش ناوي يسيب بنتي في حالها يا إيمان أول ما يعرف انها اشتغلت في اي محل ولا عياده يروحلها ويعملها ڤضيحه لحد ما يطردوها واهي يا حبة عيني طلعت من بدري قبل ما هو يصحي ويشوفها وهي خارجه ويتخانق معها زي عوايده وناسي انه كده بيقطع رزق بنت أخوه قبل ما بيقطع رزقنا بس ربنا كبير وقادر ينور بصيرته ولا يبعتله اللي يوقفه عند حده 
بكت إيمان وهي تقول 
والله يا خالتي أنا غلبت معاه أفهمه واقوله أن مۏت أخوه دي حاجه بأيد ربنا بس هو بقى صعب أوي وأسهل حاجه عنده بقت الضړب 
رفعت إلهام يدها ومسحت عبراتها وربتت على وجنتيها بحنان مغمغمه بتعقل 
متقفيش قصاده تاني يا بنتي ولا تجبيلو سيرتنا علشان ميتخانقش معاكي ويله من غير مطرود ارجعي بيتك ليجي فجأه ويعملك حكايه 
أمسكت طبق الطعام ومدت يدها به لها مكمله 
وخدي الأكل دا معاكي أنا وبنتي مش عايزين حاجه من ناحية جوزك غير أنه يسبنا في حالنا 
تطلعت بها إيمان بأعين تملؤها الحزن وبعتاب قالت 
كده يا خالتي عايزه ترجعيني بالأكل و تكسري بخاطري 
إلهام بنبرة حانيه 
يا بنتي انا مش قصدي أكسر بخاطرك انتي عارفه اني بعتبرك زي إسراء بنتي بس مش عايزه أعملك مشاكل زياده مع جوزك 
لو بتعتبرني زي بنتك فعلا يبقي لازم تدوقي عمايل ايديا واطمني يا خالتي الأكل دا انا جيباه من فلوسي اللي أمي بتدهالي لما تيجي تزوني مش من فلوس جوزي 
قالتها إيمان وهي ترفع الخبز عن الطبق ليظهر اسفله الكثير من
الأرز الأبيض فوقه قطع من اللحم الشهي وبدأت تطعم
إلهام بيدها
مكمله 
انا عارفه ان ليكي علاج و لازم تاكلي الأول قبل ما تاخديه 
ابعدت إلهام وجهها سريعا ورفعت يدها ربتت على كفها وهي تقول 
تسلم يا بنتي بس انا مليش نفس دلوقتي هستني إسراء لما تيجي وناكل سوا قومي أنتي روحي عشان متتأخريش أكتر من كده 
وضعت إيمان الطعام من يدهاوهي تقول پخوف ظهر على محياها 
عندك حق يا خالتي انا همشي انا قبل ما يرجع والمرادي ممكن يقطم رقابتي 
ابتسمت لها إلهام قائله مع السلامة يابنتي ربنا يهدي سرك ويراضيكي بالخلف الصالح يا إيمان يا بنت مني قادر يا كريم 
آمنت إيمان على دعائها وسارت بخطوات مهروله نحو الخارج 
لتسرع إلهام بإيقاظ الصغيره بمنتهي الرفق وهو تقول 
قومي يا ضنايا كلي ربنا عالم بيكي وبعتلك رزق على ما أمك ترجع يا بنتي 
هبطت عبراتها على وجنتيها من جديد حين شعرت بقبضه قوية تعتصر قلبها من شدة قلقها على وحيدتها 
ربنا يحفظك يا إسراء يا بنتي ويفرحك بشبابك ويعوضك عن حزنك وكسرت قلبك يا ضنايا 
شركة فارس الدمنهوري المتخصصه لصناعة السيارات 
داخل عياده الشركة الخاصه يجلس فارس على إحدى الكراسيي واضعا ساق فوق الأخرى يتابع الطبيبه وهي تعالج چرح تلك المجنونه التي ألقت نفسها بطريقه حتي سقطت بين يديه 
خلصتي! 
قالها فارس بلهجته الحاده الصارمه 
جعلت الطبيبه تنتفض بفزع وأجابت على الفور 
أيوه يا فندم خلصت جرحها خد 6
غرز 
هب واقفا وسار بخطوات بطيئه نحو النائمه على الفراش حتي وقف أمامها يتأمل وجهها الملائكي بنظرات جامده يخفي بها إعجابه الشديد بملامحها الفاتنه الرقيقه 
بل الساحره نعم تمتلك هي سحر خاص لم يراه بحياته على أي امرأه رغم علاقاته المتعدده 
تأمل ملامحها بدقه لا تخلو من وقاحته من بداية
حجابها التي نزعته عنها الطبيبه ليظهر شعرها الحريري اللامع كخيوط من الذهب الخالص وعينيها الواسعه التي تزينها اهدابها الكثيفه أنف صغير منمق 
ايه اللي بيحصل دا! 
اجابته الطبيبه بعمليه واضح أنها بترضع يا فندم 
عقد حاجبيه ونظر للطبيبه نظره حارقه مرددا 
بترضع! 
الطبيبه بتوتر احححم ايوه يا فندمودا بيحصل للأم لما البيبي بيكون جعان 
فارس بيه 
همست بها إسراء بضعف وهي تجاهد لفتح عينيها 
همسها وصل لسمع ذلك الواقف فعاد بنظره لها يرمقها بنظرات ساخره وقد ظن أنها مثل معظم النساء التي تحلم بالوصول له حتي ترتمي أسفل حذائه 
فوقيها قالها فارس بأمر موجه حديثه للطبيبه 
فقالت الطبيبه بتأكيد
هي فعلا فايقه أنا مديها بنج موضعي بس عندها هبوط شديد نتيجه قلة غذا والمحلول اللي في ايديها هيساعدها تفوق أكتر 
حرك رأسه بالايجاب وأشار لها بالانصراف فسارت للخارج خلفها مساعدتها في الحال 
وضع يده بجيب سرواله ووقف يتابعها وهي تستعيد وعيها ببطء وتتأوه بصوت خفيض أربكه 
بإسمه بصوتها المتعب ولكنه ناعم ورقيق للغايه 
فارس بيه من فضلك ساعدني 
امممم ياتري عايزاني أساعدك في أيه بالظبط يا مدام! 
ف إحدي ذراعيها مصاپ بچرح ليس بهين والأخر موضوع به أبره بكف يدها تصل بمحلول معلق بجوار الفراش 
احتقن وجهها بحمرة الخجل ورمقته بنظره غاضبه وتحدثت بصوت مرتجف قائله أبعد عني 
رفع يده وسار بسبابته على وجهها يرسم ملامحها وهو يقول بعبث 
انا كنت بعيد عنك فعلا علشان أحذرك تقربي مني لكن واضح إني عجبك أوي وداخل مزاجك على الأخر لدرجة إنك مستعده تضحي بحياتك علشان توصليلي! 
انت بتقول أيه أنت أبعد عني احسنلك بدل ما أصوت واعملك ڤضيحه 
قالتها بأنفاس متلاحقه من شدة رعبها وهي تبتعد بوجهها عن يده بشمئزاز ظاهر على محياها 
انتي مين يا بت انتي ومين اللي بعتك 
استجمعت قوتها ورفعت يدها بضعف شديد تحاول أبعاد يده عنها ولكن يده كالصخر لم تتزحزح انش واحد مما جعلها تلتقط أنفاسها بصعوبه بالغهوعبراتها تهبط بغزاره على وجهها وبصوت يكاد يسمع قالت 
انا مرات موظف كان شغال عندك هنا في الشركه وماټ من 7 شهور 
تأوهت پألم وبضعف تابعت 
وجايه أطلب منك تساعدني أخد معاشه علشان أصرف منه على
بنتي اليتيمه كنت فكراك بني آدم زينا بس طلعت غلطانه!! 
واستغفرو لعلها ساعة استجابة
بارت 3
إسراء 
تجلس على
الفراش بملامح شاحبه من شدة تعبها حامله صغيرتها بين يديها تقوم بأرضاعها الطعام الوحيد المتاح لديها 
كتمت آهه نابعه من ألم قلبهاوليس ألم ذراعها الذي لم يشفي بعد رغم أنه مر عليه أكثر من أسبوع
ولكن قلة غذائها وعدم توافر المال لجلب الدواء جعله لم يلتئم بل ذادت حالته سوء وهي تتحامل على نفسها أضعاف فوق طاقتها 
شعرت بدوار عڼيف يجتاحها وبدأت تتصبب عرق غزير فضمت صغيرتها بحب تستمد منها بعض القوه متمتمه بضعف 
يارب أديني الصحه لخاطر أمي وبنتي 
أخذت نفس عميق وغادرت الفراش بوهن متجه نحو عبائتها السوداء ارتدتها على عجل وحجابها من نفس لون العباءه واقتربت من والدتها مسدت على يدها بحنو ومالت على اذنها قائله بهمس 
ماما أنا خارجه يا حبيبتي إسراء نايمه جنبك وانا بأمر الله هحاول متأخرش عليكم 
فتحت إلهام عينيها ونظرت لها وتحدث بلهفه حين لمحت شحوب وجهها 
رايحه فين يا بنتي وانتي شكلك تعبانه أوي كده! 
توجهت بنظرها للشرفه وتابعت بذهول 
هتخرجي إزاي دلوقتي والشمس لسه مطلعتش يا إسراء! 
ابتسمت لها إسراء ابتسامة باهته وبأسف قالت 
الجو مغيم شويه وشكلها هتمطر واطمني الساعه 7ونص يا ماما 
اعتدلت إلهام وجلست على الفراش وبقلق قالت 
طيب قوليلي انتي رايحه فين بس يا بنتي انا ببقي قلقانه عليكي ومش عارفه انتي فين ولا بتعملي ايه 
ربتت إسراء على ظهرها بحنان بالغ وأردفت بتنهيده 
يعني هكون بروح فين يا ماما اديني بلف يمكن ربنا يكرمني بأي حاجه اشتغل فيها مش عايزاكي تقلقي عليا يا حبيبتي ولو إسراء جاعت أديها لقمة عيش تاكلها على ما أرجع وان شاء الله ربنا يرزقني وارجعلكم بأكله حلوه 
طيب ريحي قلبي يا بنتي وقوليلي أيه اللي حصل معاكي لما روحتي لصاحب الشركة قوليلي يا بنتي الراجل عمل معاكي ايه انتي من يومها مش عجباني ولا اللي قولتيه دخل دماغي يا إسراء 
أردفت بها إلهام بصوت متحشرج بالبكاء 
أطبقت إسراء جفنيها پعنف لكبح عبراتها ورسمت ابتسامة زائفه على ملامحها الفاتنه وتحدثت بجديه قائله 
وانا من أمتى بخبي عليكي حاجه يا ماما!! الراجل طلع في منتهي الزوق زي ما قولتلك وخد مني الورق وقالي هيتابع الإجراءات بنفسه بس طلب استني عليه اسبوعين تلاته على ما يخلص شغل مهم في ايده وهيبعتلي معاش رامي الله يرحمه لحد
عندي كمان 
رمقتها والدتها نظره متفحصه وحركت رأسها بالايجاب وهي تقول 
ادينا داخلين في الأسبوع التاني اهو وماله نستني ونشوف أيه اللي هيتم والميه تكدب الغطاس 
ادعيلي قالتها إسراء وهي تسير نحو الخارج غالقه الباب خلفها ووقفت أمامه تبكي بصمت متمتمه بسرها 
أقولك ايه بس يا ماما اللي حصلي على ايد
المغرور دا ميتقلش 
جففت عبراتها وهبطت الدرج بخطي مرتجفه حين داهمتها برودة الجو الشديده 
توكلت على الله 
همست بها بقلب يستجدي المولي أن يرزقها رزق حلال من حيث لا تدري ولا تحتسب 
تسير بطريقها كالسيف غافله عن تلك السياره التي تتابعها منذ خروجها من منزلها بها مجموعه من الرجال يتابعون كل ما تفعله ويقومون بتصويرها 
بقصر الدمنهوري 
اعتدل بتكاسل وأمسك هاتفه ضغط زر الفتح وتحدث بصوته الصارم قائلا 
ايه الأخبار 
أتاه الرد سريعا 
فارس باشا البنت خرجت من بيتهم زي كل يوم بتلف على المحلات تسأل عن شغل بس شكلها انهارده تعبان أوي ورجعت أكتر من مره وكل ما تحس انها هتقع بتقعد على الأرض 
انتفض من على الفراش وهب واقفا وسار نحو غرفة الثياب أخرج ملابس له وبدأ يرتديها وهو يقول بأمر 
ابعتلي لوكشن بمكانها حالا 
أمرك يا باشا 
اغلق الهاتف وتابع ارتداء ثيابه محدثا نفسه بغيظ 
انا شوفت حريم كتير يمكن بعدد شعر رأسي لكن مشوفتش زيك ولا زي غبائك يا إسراء!! 
صك على أسنانه حين تذكر حديثها المتهور التي القته بدون ذرة تفكير منها 
فلاش باااااااااااك 
تطلع لها قليلا ومن ثم سار للخارج بخطوات مسرعه 
لتسرع هيوتعتدل بوهن جالسه وبحثت بعينيها عن عبائتها وجدتها موضوعه جوارها على الفراش نزعت تلك الابره من يدها الموصله بمحلول معلق بجوار الفراش 
وارتدت ثيابها وهبت واقفه بصعوبه وسارت نحو الخارج بخطي مجهده 
كان فارس يقف أمام الباب واضعا كلتا يده بجيب سرواله شهقت بصوت خفيض حين لمحته رمقته بنظره محتقره وهي تقول 
حيوان بهيئة إنسان 
نظر لها نظرة دبت الړعب بأوصالها واقترب منها مال على اذنها وهمس بوعيد 
سمعتك على فكره وهحسبك على غلطك دا 
ضحكت ساخرة ضحكه وبصوتها الساحر قالت 
هتقول لرجلتك تاني! 
قالتها ولم تنتظر منه إجابه وبدأت تسير نحو الخارج متمتمه 
حسبي الله ونعم الوكيل 
استني أردف بها فارس پحده اوقفتها دون أرادتها 
سار نحوهاوتابع حديثه وهو يشير نحو مجموعه من العاملين يقربون نحوهما 
انتي مش جايه عايزه معاش جوزك 
إسراء بنظره حارقه يغور من وشك المغرور دا يا فارس بيه 
لو غلطتي تاني صدقيني هندمك على اليوم اللي اتوالدتي فيه قالها فارس بابتسامة مصطنعه وهو يتعمق النظر لعينيها الواسعه التي تأثره بجمالها لينتبه على صوت أحدهم يقول بعمليه 
فارس باشا انا سيد شعلان مدير المصنع اللي كان شغال فيه رامي حسنين 
شنطتي قالتها إسراء وهي تجذب حقيبتها من يد إحدي الواقفين پعنف 
على مضض ابتعد فارس بنظره عنها ونظر لذلك الشخص وتحدث بصرامه قائلا 
ليه متصرفش لأهل رامي معاشه لغاية دلوقتي يا استاذ سيد! 
إجابه قائلا لأنه اترفد من الشغل يا فندم بعد ما اتمسك وهو بيسرق 
أخرس قطع لسانك انا جوزي أشرف منك ومن اللي مشغلهم كلهم 
صړخت بها إسراء پغضب عارم وصمتت لبرهه وتابعت بهدوء مريب 
يا سيد يا حرامي يلي بتسرق الراجل! 
نظرت ل فارس وأكملت بأسف مصطنع 
المغرور دا ولبستها لجوزي الغلبان ومۏته بحسرته بعد ما اتهمته أن هو اللي سرق بس ربك مبيرضاش بالظلم وخلي جوزي يحكيلي تاريخكم الأسود كله وكنت ناويه أقوله لصاحب الشركة 
شحبت ملامح سيد وازداراد لعابه بصعوبه وهو يتنقل بنظره بينها وبين فارس الواقف يتابع كل ما يحدث بصمت وهدوء مريب 
أخذت إسراء نفس عميق ونظرت ل
فارس بستحقار واكملت قائله 
بس اطمن يا سيد يا حرامي انا مش هحكي لولي نعمتك عن عمايلكم السوده خصوصا بعد ما شوفت كمية الغرور اللي عنده دي 
أنهت جملتها وسارت من أمامهم جميعا ليسرع سيد ويتحدث پخوف ظاهر على محياه 
دي بتكدب يا فارس باشا انا شغال مع سيادتك من اكتر من 15سنه من أيام محمد باشا والد حضرتك وتاريخي يشهد عليا 
أشار له فارس بالصمت وسار من أمامه وهو يقول 
هاتلي ملف رامي دا على مكتبي حالا 
أمرك يا باشا 
انتظر حتي اختفي فارس عن عينيه ونظر لإحدى الواقفين جواره وتحدث بأمر 
البت دي لازم تحصل جوزها بأسرع وقت قبل ما تقول للباشا اللي تعرفه عننا عايزها ټموت تقطعوا عنها أي وسيلة مساعده خليها ټموت من الجوع ومتلقيش اللقمه مفهوم 
ابتسم له رجل ابتسامة شريره مرددا 
طبعا مفهوم دي يا رقبتها يا رقبتنا يا كبير 
بينما بعث فارس رساله للحرس الخاص به محتواها 
عايز حراسه مكثفه على البنت اللي هتخرج من الشركة دلوقتي 
حرك رأسه بيأس محدثا نفسه 
مش هيسبوها بعد كلامها دا 
نهاية الفلاش بااااك 
ارتجل سيارته وقاد بنفسه خلفه سيارات الحراسه الخاصه به متجه نحو العنوان التي تتواجد به تلك الساحره 
كانت إسراء تستعد للنهوض بعد جلوسها فتره على جانب الطريق حين داهمها دوار عڼيف وبدأ جسدها يرتجف بوضوح وتتعرق بغزاره رغم انها تشعر ببروده شديده تكاد ان تكسر عظامها 
استطاعت الوقوف بصعوبه بالغه وسارت نحو إحدي المتاجروهمت
بدفع الباب الزجاجي ليوقفها رجل الأمن الواقف على الباب قائلا 
ملكيش شغل هنا يا ست اتكلي على الله يله 
تلاحقت أنفاسها دليل على شدة تعبها ونظرت له بذهول وبصوت ضعيف قالت 
انت عرفت إزاي اني هسأل على شغل! وبعدين ما انتو معلقين ورقه على الباب أهي طالبين ناس تشتغل 
يله يا
ست من هنا الله لا يسيئك مش ناقصين نصايب 
قالها الرجل بنبره راجيه وعينيه زائغه بينها وبين سيارة زجاجها عاتم تقف على مقربه منهما 
امتلئت أعين إسراء بالعبرات وبعدم فهم حدثت نفسها 
هو أيه اللي بيجرالي دا يا ربي كل ما أدخل مكان يقولولي ملكيش شغل عندنا أروح فين بس يارب انا تعبت أوي 
اندفعها بالحديث جعلهم يضعوها داخل دائره مغلقه هما مجموعه من الرجال الفاسدين يعملون داخل شركة الدمنهوري يمحون كلا من يكتشف العيبهم وهي اعلنتها صريحه انها تعلم عنهم كافة شئ 
ظلت تسير بالطرقات بلا هواده خطواتها مرتجفه تدل على شدة تعبها 
عينيها تملؤها العبرات ولكنها تأبي الهبوط 
ضاقت عليها من جميع الجهات تقفلت بوجهها كل الأبواب 
كيف ستعود للمنزل بدون علاج لوالدتها وطعام لصغيرتها! 
ظلت تسير حتي توقفت بجوار إحدي المطاعم تطلعت على الجالسين بالداخل تتابعهم بخجل واحراج شديد وقلب يعتصر ألما مپرحا يكاد ان يزهق روحها 
اذدردت لعابها بصعوبه والقت بكل شئ عرض الحائط وأولهم كرمتها وعزة نفسها 
رسمت ابتسامة هادئه على ملامحها الفاتنه الحزينهوخطت نحو الداخل حتي وصلت لإحدى العاملات
بالمكان وتحدثت بصوتها الناعم قائله 
لو سمحتي يا انسه مش عايزين حد يشتغل معاكم هنا! 
رمقتها الفتاه بنظره منذهله لثيابها الغير منمقه واجابتها بأسف 
لا مش عايزين 
اقتربت منها إسراء خطوه وهمست بستحياء ورجاء قائله 
طيب ممكن تديني اي حاجه أكلها حتى لو بواقي اكل من اللي بترموه 
شهقت بفزع حين قبض على معصمها يد قويه استدارت تنظر پغضب لصاحب تلك اليد 
لتتسع عينيها حين وجدت ذلك الرجل الذي تلقبه هي ب المغرور 
جحظت أعين فارس حين
لمح شحوب وجهها الشديد وتحدث بنبره حاول جعلها لينه ولكنها خرجت جامده كعادته 
أهدي يا إسراء انا هنا علشان أساعدك 
مش عايزه مساعده منك أنت بالذات 
همست بها بضعف وهمت بدفع يده بعيدا عنها
البارت ال 
أنت بتخرف بتقول ايه يا جدع
انت! 
وانا مالي يا عم تامر أنا بقولك شوفت مرات أخوك بعيني والباشا فارس الدمنهوري شيلها على ايده وركبها عربيته وجيت أقولك علشان انت ابن منطقتي وميصحش أشوفك بقرون لامؤاخذه تقوم انت سايب المعزه السايبه اللي عندكم وتمسك فيا انا! 
انهال عليه تامر بلكمات عڼيفه متتاليه وبثقه تحدث قائلا 
مرات أخويا أشرف من الشرف يا ابن ال 
أسرع الماره بالطريق بابعادهم عن بعضهما لېصرخ الرجل بغيظ شديد قائلا 
لو مش مصدقني روح شوفها بنفسك في قصر الدمنهوري أكيد هيخدها على هناك زي كل مره وساعتها هتعرف انها خلصت من أخوك علشان تعرف تاخد راحتها مع صاحب الشركه 
تعمد رفع صوته بكلماته السامه حتي يتسبب بفضيحه على الملأ 
رمقه تامر بنظره حارقه وركض مسرعا نحو منزل زوجة شقيقه كانت ملامحه لا تبشر بالخير وكأن شياطين الأرض تملكت منه وتدفعه بقوه لارتكاب چريمة قتل أقسم ان رأي إسراء الآن لن يتركها إلا وهي چثه هامده لا محاله 
وصل للمنزل وخطي مندفعا نحو الداخل لتقابله زوجته
إيمان التي شهقت پعنف فور رؤيته بهذا الشكل وتملك الفزع من قلبها حين رأته يصعد الدرج كل درجتين معا متجه نحو شقة صديقتها الغاليه التي تعبترها بمثابة شقيقتها 
ركضت خلفهوهي تردد اسمه بلهفه قائله 
تامر استني رايح فين بس! 
كانت إلهام تداعب حفيدتها وټحتضنها بحب شديد متمتمه 
قلب ستك ونن عينها يا ضنايا 
قبلتها مرات متتاليه 
نسخه من أمك وهي صغيره يا إسراء سبحان الخالق المبدع ربنا يحفظك انتي وهي يا حبيبتيويرزقك يا إسراء يابنتي بفرحه قريبه تعوضك عن تعبك وحزن قلبك! 
انتفضت بهلع وبكت الصغيره پخوف حين اقتحم تامر الباب الخشبي المتهالك واندفع للداخل وهو ېصرخ قائلا 
انتي فين يا مرات أخويا أنتي فين يا بنت الأصول ! 
أهدي يا تامر مينفعش اللي بتعمله دا 
هتفت بها إيمان پبكاء وهي تمسك ذراعه تسحبه نحو الخارج 
دفعها پعنف بعيدا عنه لتسقط ارضا وتتأوه بصوت خفيض ولكنها هبت واقفه واسرعت بالركض خلفه مرة أخرى 
اندفع هو لداخل الغرفه الوحيده الجالسه بها إلهام ووقف أمامها مباشرة وتحدث بأنفاس متهدجه تدل على شدة غضبه 
بنتك فين يا إلهام 
نظرت له إلهام بذهول وتحدثت پخوف من هيئته قائله 
في ايه يا تامر يا ابني عايز ايه من إسراء! 
مال تامر عليها قليلا وصړخ بوجهها فجأه قائلا 
انا مش ابنك انتي واحده متعرفيش تربيوردي عليا قوليلي فين بنتك الصايعه اللي مرافقه صاحب الشركة وقټلت أخويا علشان يخللها الجو معاه يا إلهام! 
لطمت إيمان وجنتيها وازدات نشيجها وهي تستمع لحديث زوجها اللازع 
بينما اشتعلت أعين إلهام بالڠضب وضمة حفيدتها بيد ودفعته بيدها الأخرى بكتفه بكل قوتها مردده بصړاخ هي الأخرى 
أخرس يا قليل الأدب قطع لسانك انا بنتي متربيه احسن تربيه وصاينه شرف أخوك وهو في قپره ويله اطلع بره من هنا 
انا ساكته على عمايلك دي لغاية دلوقتي علشان خاطر انت اخو رامي اللي كنت بعتبره ابني لكن توصل انك تتهجم عليا بالمنظر دا وتغلط في بنتي يبقي تطلع بره بدل ما ألم عليك الناس واعملك محضر في القسم كمان 
أبتسم لها تامر ابتسامة مصطنعه وتحدث بهدوء مخيف قائلا 
عندك
حق بنتك وانتي أدري بيها وبتربيتها 
توجه بنظره للصغيره التي تختبئ پخوف داخل حضڼ جدتها ومد يده جذبها منها بالقوه غير عابئ لصړختها وصرخات إلهام تردد بنبرة متوسله 
سيب البت يا تامر حرام عليك سيب البت هتكسر ايديها 
بنت أخويا لحميوانا أولى بيها وبنتك اللي مرمغت شرف أخويا في الطين والله ما هسبها 
قالها وهو يسير بالصغيره نحو الخارج بعدما تمكن من أخذها من جدتها بصعوبه 
اقتربت إيمان بلهفه تساند إلهام التي أوشكت علي السقوط من أعلى الفراش وساعدتها على الاعتدال بجلستها وهي تقول بنحيب 
حقك عليا أنا يا خالتي واهدي ونبي وانا هجبلك إسراء لما تامر يهدي 
ضړبت إلهام بكلتا يدها على صدرها مردده پبكاء حاد 
خد البت يا إيمان خد مني البت أقول لامها ايه لما ترجع يا حړقة قلبك يابنتي اللي مش عايزه تهدي ولا تنطفي 
رفعت عينيها الباكيه للسماء وصړخت بحرقه من صميم قلبها 
ظلموا بنتي ياااارب اتهموها وبنتي وانت عالم بيها ياارب اااه يا إسراء أنتي فين يا ضنايا 
داخل قصر الدمنهوري 
صف فارس سيارته وهبط منها حامل بين يديه إسراء الغائبه عن الوعي 
سار بها بخطي مسرعه نحو الداخل لتقابله امرأه بأواخر عقدها الرابع ذات
وقار وهيبه شديده 
عقدت حاجبيها ورمقته بنظره مندهشه مردده 
فارس ايه اللي بيحصل دا! 
وجهت نظرها ل إسراء وتابعت بفضول 
ومين دي! 
هقولك يا عمتي بس قوليلي الدكتوره اللي بعتها على هنا وصلت ولا لسه 
قالها فارس وهو يصعد بها الدرج وعينيه مثبته على ملامح إسراء
الفاتنه رغم شحوب وجهها 
اسمي ديجا يا ولد أنت فاهم واياك تقول عمتي دي تاني 
قالتها خديجه بغيظ وهي تصطك على أسنانها 
وصعدت خلفه الدرج بلهفه وفضول شديد 
انا هنا يا فارس باشا 
أردفت بها الطبيبه وهي تنتفض واقفه وتركض بهروله خلف فارس الذي تحدث بأمر 
تعالي ورايا بسرعه 
لتسرع خديجه نحو فارس بخطوات هادئه وسحبته من يده نحو الخارج متمتمه بخجل 
استني بره يا ولد يا فارس يا نوتي 
رفع حاجبيه بدهشه مرددا كلمتها 
نوتي! 
أشار على جسده مفتول العضلات مكملا 
كل دا ونوتي إزاي يا عمتي! 
اممممم دمدمت بها خديجه بتحذير لتتعالي ضحكات فارس وأشار لها أن تهدأ وهو يقول 
طيب خلاص متزعليش يا ديجا وادخلي للبنت اللي جوه دي ولا ادخلها انا 
لكزته بقبضة يدها بكتفه برفق وعادت لداخل الغرفهوهي تقول قبل أن تغلق الباب 
يا سلام على الانسانيه يا سلام على الشهامه اللي نزلت عليك بس انا فهماك كويس يا ابن أخويا وعارفه انك ھتموت وتشوف البنت لابسه أيه تحت هدومها 
دي حقيقه فعلا قالها فارس بابتسامة لعوب 
لتتورد وجنتي خديجه بحمرة الخجل وپغضب مصطنع قالت 
مافيش فايده فيك خليك انت هنا وانا هفضل معاها وإياك تدخل يا فارس خليك مؤدب مره واحده ولما اخرجلك هتحكيلي كل حاجه بالتفصيل فاهم 
أنهت جملتها واغلقت الباب بوجهه جعلته يعض شفتيه السفليه بغيظ مغمغما 
ماشي يا عمتييييي 
مسح على جبهته محدثا نفسه 
مؤدب إزاي بس يا ديجا بعد ما شوفت بيجامتها الروز اللي طيرت عقلي المره اللي فاتت 
تراقصت ابتسامة ماكره على محياه الوسيمه مكملا 
ياتري لابسه لون أيه المرادي تحت عبايتك اللي تجنن دي يا إسراء! 
رفع إحدي حاجبيه وهم بفتح باب الغرفه وهو يقول 
وانا هحير نفسي ليه انا هدخل أعين بنفسي 
اوقفه رنين هاتفه فأخذ نفس عميق وضغط زر الفتح وتحدث بصرامته المعهوده قائلا 
ايه الأخبار! 
اجابه الطرف الأخر على الفور 
كل اللي قولته حصل فعلا بالحرف يا فارس باشا رجالة سيد وصلوا ل تامر أخو رامي وبلغوه بوجود مرات أخوه في القصر عند سيادتك بقي زي المچنون وطلع على بيت مرات أخوه خد البنت الصغيره واحنا وراه دلوقتي شكله جاي عند سيادتك في القصر 
ساد الصمت لبرهه قطعه فارس بتساؤل 
وجدة البنت فين دلوقتي وإزاي سبته ياخد البنت بالسهوله دي 
احنا عرفنا ان جدتها قعيدهوللأسف سمعنا صوتها وهي بتصرخ وبتنادي عليه زي المجنونه 
أطبق فارس جفنيه پعنف وتحدث بأمر قائلا 
ابعت عربيه تجيب جدتها على القصر هنا حالا وخليكم ورا تامر دا وبلغوني بكل جديد 
تحت أمرك يافندم 
أغلق هاتفه وهم بفتح الباب مره أخرى لتسبقه خديجه التي فتحت الباب وتحدثت بفزع وخوف ظاهر على ملامحها 
فارس الحق البنت حالتها صعبه أوي و 
لم ينتظر لسماع باقي جملتها واندفع نحو الداخل دون أرادته حتي أصبح بجوار إسراء على الفراش التي بدأت تتشنج بقوهوتصطك على أسنانها پعنف وعينيها زائغه 
أسرع بأحتوائها داخل ذراعيه كمحاوله منه لتهدائتها ونظر للطبيبه نظره ارتعد قلبها منها وهو يقول بصوت عال للغايه 
ايه اللي بيحصلها دا انطقي 
اجابته الطبيبه بصوت مرتجف 
درجة حرارتها عاليه جدا بسبب التهاب شديد في چرح ايديها ولازم ننزل الحرارة بحمام ميه بارد حالا 
طلعتيلي منين 
رامي 
متسبنيش خدني من الدنيا
دي انا تعبت 
مش هسيبك 
بمكان أخر 
سيد بيه الواد اخو رامي واخد بنته وطالع على قصر الدمنهوري 
قالها إحدي رجاله پخوف شديد 
لېصرخ سيد بأمر قائلا 
أوعى يدخل بالبنت الصغيره القصر لازم تفضل بره دي اللي هتجيب
رقبة أمها تحت رجلينا 
يعني نعمل ايه يا بيه! 
اجابه سيد بشيطانيه 
امنعه يوصل بيها للقصر بأي طريقه هدده خوفه المهم البنت تفضل بره سطوة الدمنهوري علشان طول ما هي بره أمها هتخرج وتبقي عايزه تشوفها وساعتها تجبلي خبرها 
البارت ال 
داخل قصر الدمنهوري 
بعد مرور عدة
دقائق أغلق فارس المياه البارده التي تنهمر بغزاره عليه هو و إسراء التي بحاله يرثي لها بين يديه 
قام بجذب منشفه كبيره ولفها بها بأحكام لتسرع خديجه الواقفه تنظر بشفقه ل إسراء التي تجاهد لفتح عينيها ولكن شدة تعبها لم تسعفها 
جلبت منشفه أخرى صغيره ووضعتها على شعرها وحملها فارس بين يديه وسار بها للخارج بخطوات حذره خلفه خديجه تتحدث پبكاء ونبره راجيه 
على مهلك عليها يا فارس البنت شكلها بټموت ولا أيه! 
أهدي يا ديجا أول ما حرارتها تنزل هتبقي كويسه 
جلس بها على الفراش ووضعها بحرص عليه ودثرها جيدا بالغطاء مكملا بنبرة ټهديد 
مش كده يا دكتوره 
احححم انا هعمل كل جهدي وإن شاء الله هتبقي كويسه جدا يا فارس باشا 
أردفت بها الطبيه وهي تقوم بتعبئة وتجهيز بعض الحقن والمحاليل الطبيه وبعمليه تابعت 
وجه نظره للطبيبه وتحدث بصرامه وحده 
خلي بالك منها وكلمي المستشفى تبعتلك كل اللي تحتاجيه المهم عايز أشوفها كويسه بأسرع وقت مفهوم 
مفهوم يا فارس باشا 
أغلقت خديجه باب الغرفه خلفهما ونظرت ل فارس بابتسامه عابثه مردده 
غير هدومك على ما أغير للبنت هدومها وهجيلك علشان تفهمني أيه اللي بيحصل دا بالظبط يا فارس باشا 
أنهت جملتها وربتت على كتفه برفق وسارت نحو غرفتها بخطوات مسرعه 
نظرفارس لغرفة تلك من يدعوها بالساحره متمتما بسره 
بالقرب من قصر الدمنهوري 
يقف تامر حامل بيده إسراء الصغيره ويتحدث پغضب
بصوت خفيض حتي لا يزعجها قائلا 
أنت ماشي ورايا ولا ايه يا عماد! 
يا جدع أنت قولتلك انت ابن منطقتي وميهونش عليا اشوفك بضيع كل حاجه في لحظة ڠضب انت لو روحت ببنت أخوك لقصر الدمنهوري هتتاخد منك وهتبقي خسړت أخوك وبنته كمان عشان كده جريت وراك وقولت انبهك للصح 
قالها عماد بخبث 
زحف القلقوالخۏف لقلب تامر وضم الصغيره لصدره بلهفه ونظر ل عماد وقال بتهكم 
وايه هو بقي الصح اللي انت يا عماد هتنبهني ليه! 
جذبه عماد نحو التاكسي الخاص به ودفعه للداخل برفق مكملا بجديه 
تعالي بس نقعد في العربيه خليني أفهمك 
تنهد تامر بنفاذ صبر مغمغما 
اخلص يا عم عماد في ام يومك دا مش فايق لرغيك 
لما تسمعني هتعرف ان كلامي صح وهتشكرني 
أردف بها عماد بثقه وهو يستدير حول السياره وجلس بجواره بمقعد السائق وتابع قائلا بما املاه عليه ذلك الشيطان المسمي ب سيد 
دلوقتي انا قبل ما أجيلك شوفت رجاله فارس الدمنهوري وهما بياخدو ام مرات أخوك ورايحين بيها على القصر عند بنتها تقوم أنت رايحلهم برجلك بالبت الصغيرهوطبعا أمها هتصرخ
وتمسك في بنتها وانت مش هتقدر تقف أدام فارس باشا دا 
ابتسم بنتصار حين لمح القلق والخۏف ظهر على وجه تامر بدأ يقود سيارته مبتعدا عن محيط قصر الدمنهوري وهو يقول 
بنت أخوك أنت أولى بتربيتها واطمن طول ما هي معاك يبقي هتجبلك أمها لغاية عندك وساعتها هتعرف تاخد منها تار أخوك وتريحه في نومته وليك عليا هكلملك كل رجاله الحته والسواقين حبايبي اللي يتمنو يخدموني وهنكون في ضهرك ولو فارس دا فكر يبعت الحرس بتوعه علشان ياخد منك البت هتبقي عاركه هيطير فيها رقاب يا صاحبي 
داخل جناح فارس 
يقف أمام المرآه يمشط خصلات شعره الحريريه بعنايه امسك زجاجه عطره المفضل ذو الرائحه ونثر منها الكثيروهم بالخروج من الغرفه متجه نحو تلك الساحره
ولكن طرقات رقيقه على الباب يعلم هو صاحبتها جعلته ينفخ بضيق ويقول بملل 
ادخلي يا ديجا عارف انك مش هتسكتي غير لما تعرفي كل حاجه 
بالظبط كده 
قالتها خديجه بعدما خطت للداخل واغلقت الباب خلفها
وسارت نحو أقرب مقعد واضعه قدم فوق الأخرى وبأمر قالت 
احكي حالا 
تنهد فارس وهو يقول 
قولتلك هحكيلك بس خلينا نطمن على إسراء الأول 
ضيقت عينيها ورمقته بنظره متفحصهوهي تقول 
اطمن يا فارس إسراء أخدت الدوا اللازم وراحت في سابع نومه والدكتوره جنبها وقالت مش هتفوق قبل الصبح فتفضل احكي بالزوق وفهمني ايه اللي بيحصل علشان
انا مش ابجوره في البيت دا 
أخذ فارس نفس عميق وبدأ يخبرها بكافة شئ حتي انتهي 
يعني إسراء دي للدرجاتي ساذجه علشان تقولهم انها عارفه عنهم كل حاجه وانهم حرميه وفاكره انهم هيسبوها في حالها بعد كلامها دا! 
هتفت بها خديجه بذهول 
حرك فارس رأسه بيأس متمتما 
ما انا بقولك انا بحياتي مشوفتش بغبائها 
ابتسم بإعجاب وتابع بعبث 
غبيه بس تجنن 
لكزته خديجه بكتفه وبتساؤل قالت 
طيب انت ليه ساكت على اللي اسمه سيد دا بعد ما عرفت حقيقته 
ظهر الڠضب على وجه فارس وبتعقل شديد اجابها 
سيد دا انا ممكن افعصه هو واللي
وراه كلهم بس كده مش هعرف أوصل للراس الكبيره 
عقدت خديجه حاجبيها قائله 
مش فاهمه قصدك 
فارس يعني سيد دا مجرد ديل لتعبان كبير لو قطعته التعبان هيهرب وهيفضل عايش مش ھيموت فدلوقتي انا ماسك ديل التعبان اللي هو سيدوعن طريقه هوصل لراس التعبان واقطعها من جذورها 
ولحد ما توصل لراس
التعبان إسراء هتفضل معانا هنا! 
أردفت بها خديجه بدهشه ليدهشها فارس اكثر حين قال بابتسامه مصطنعه وهو يحرك رأسه بالايجاب 
هي ووالدتها وبنتها اللي جاين في الطريق 
همت خديجة بالرد عليه لكن طرقات على الباب وصدع صوت إحدي العاملين بالمنزل بإحترام قائلا 
فارس باشا رئيس الحرس عايز يقابل سيادتك ومعاه واحده ست 
هب فارس واقفا واتجه نحو الخارج وهو يقول 
دي اكيد والدتة إسراء 
استني خدني معاك أرحب بيها دي مهما كان في بيتنا وأكرام الضيف واجب 
قالتها خديجة وهي تسير بجواره لخارج الجناح 
بردهة القصر 
دفع إحدي الحرس الكرسيي المتحرك التي تجلس عليه إلهام الباكيه بصمت 
أهلا وسهلا يا مدام إلهام 
انا فارس الدمنهوري صاحب الشركه اللي جوز بنتك كان شغال فيها 
بنتي هي فين بنتي دي خارجه تعبانه أوي اصبح وانا قولتلها متخرجش مسمعتش كلامي واديني مش عارفه هي فين دلوقتي 
قالتها إلهام پبكاء حاد 
متخفيش إسراء هنا معايا فوق 
نظرت لها إلهام وقالت بلهفه 
بنتي هنا هي فين هي كويسه حصلها حاجه ابوس ايدك وديني عندها عايزه اطمن عليها 
جلس فارس على أقرب مقعد وتحدث بتعقل قائلا 
مدام إلهام أهدي من فضلك واطمني إسراء كويسهوهتطلعي تشوفيها وتطمني عليها كمان بس لازم اتكلم معاكي الأول 
إلهام بابتسامه من بين دموعها انت يا ابني شكلك راجل شهم و زوق زي ما إسراء بنتي قالتلي عنك 
اعتلت ملامح فارس الدهشه وتحدث بذهول قائلا إسراء قالتلك عني كده! 
اجابته إلهام بتلقائيه ايوه يا ابني شكرتلي في أخلاقك وقالتلي انك هتساعدها تاخد معاش جوزها الله يرحمه 
انبلجت ابتسامة على وجه فارسقمعا سريعا حين اجهشت إلهامبالبكاء وتابعت برجاء 
بس الله لا يسيئك يا ابني ساعدنا نرجع بنت إسراء اللي عمها خدها مني ڠصب عني اسراء روحها في بنتها ومتقدرش تبعد عنها لحظه واحده 
أثناء حديثها صدع صوت رنين فارس 
لحظه واحده وابقي معاكي 
أنهى جملته وأجاب على الفور 
ايه الأخبار 
تامر ركب تاكسي وشكله راجع بيته واحنا وراه يا فارس باشا 
خليكم وراه واستني مني تليفون 
قالها فارس وأغلق الهاتف ونظر ل إلهام وقال بهدوء 
انا عرفت اللي تامر عمله معاكي والكلام اللي قاله في حق بنتك وانا اقدر اجيب بنت إسراء منه في غمضة عين بس هجيب البنت من عمها بصفتي ايه! لو عملت كده هبقي بأكد كلامه علينا فعلا 
ابتلعت إلهام ريقها بصعوبه وهي تقول 
عندك حق يا ابني 
جحظت أعينإلهام حين قال فارس 
علشان كده انا بطلب منك ايد إسراء يا مدام إلهام 
نظرت له إلهام نظره يملؤها الحزن وبأسف قالت 
بنتي مستحيل توافق تتجوز بعد جوزها يا ابني 
جملتها اشعلت ڠضب فارس ولكنه تحكم بغضبه وقال بثقه 
مافيش حاجه اسمها مستحيلوانا واثق انها هتوافق 
تابع محدثا نفسه بغرور 
متقدرتش ترفض فارس الدمنهوري 
لتحرك إلهام رأسها بالنفي وبثقه عمياء قالت 
بنتي مش هتوافق دي بتعشق جوزها ومش هتكون زوجه لغيره 
صك فارس على أسنانه وهب واقفا وهو يقول بتحدي 
هتوافق انا هخليها توافق 
البارت ال 
أشرقت شمس صباح يوم جديد 
فارس 
لم يغمض له جفن ظل طيلة الليل بغرفة الرياضه المتواجده داخل الجناح الخاص به يفكر بما يحدث له وظهور تلك الساحره بحياته التي تجعل ابتسامته تظهر على محياه الصارمه كلما تذكر نظرة عينيها الحزينه ابتسامتها الزائفه ملامحها الملائكيه التي تروقه كثيرا 
توقف عن حمل الأوزان الثقيله رياضته المفضله وأمسك منشفه قطنيه يجفف بها عرقه وسار نحو الخارج بخطوات مهروله حين رأي إحدي الممرضات عبر شاشة عرض كبيره تظهر كل شبر داخل وخارج قصره 
تسير الممرضه نحو غرفة إسراء وبجوارها إحدي العاملات بالقصر تقوم بسحب عربه صغيره موضوع
عليها الطعام 
ايه أخبار إسراء هانم دلوقتي! 
قالها فارس بصوته الصارم فأجابته الممرضه بعمليه قائله 
الحمد لله يا فارس باشا الحراره بدأت تهدي شويه بس الهانم رايحه في سابع نومه حاولنا كذا مره نصحيها ومش عارفين ووالدتها طلبت نسبها وهي هتصحيها بس للأسف نامت جنبها ولازم الهانم تصحي علشان تاكل وتاخد باقي علاجها 
أنا هصحيها 
قالها فارس وهو يسير نحو الغرفه وفتح الباب وخطي للداخل دون أدنى أستأذن 
كانت إلهام تجلس بجوار
إسراء بعدما أصرت أن تظل بجانبها رغم إلحاح خديجه عليها حتي تستريح بغرفه بجوار غرفتها وتترك الطبيبه والممرضات برفقة إسراء 
غلبها النعاس بعد ساعات طويله من البكاء الشديد حين رأت مدي تعب وضعف وحيدتها فنامت بثيابهاوحجابها وهي جالسه 
صوت أنين هامس جعلها تفتح عينيها بفزع وشهقت بصوت خفيض عندما وجدت فارس يقوم بحمل إسراء الغارقه بالنوم أثر دوائها
جحظت أعين إلهام من فعلته هذه التي أصابتها بالصمت للحظات انتبه فارس لها فنظر نحوها بابتسامة وهو يقول 
صباح الخير يا مدام إلهام 
خير أيه يا بيه! أردفت بها إلهام بذهول وهي تتأمله بدهشه 
بلحظه كانت مدت يدها وأمسكت يد ابنتها تجذبها عليها ببعض القوه غير منتبه لتلك الابره الموضوعه بكفها مكمله پحده 
حصلت تدخل عليا انا وبنتي واحنا نايمين! انا عارفه اننا في بيتك بس اللي بتعمله دا ميصحش يا بيه واتقي الله
وأبعد إيدك عن بنتي 
أهدي يا مدام إلهام وحاسبي ايد إسراء فيها كالنه 
قالها فارس بلهفه وهو يزيد من ضم إسراء 
لتبعد إلهام يده پعنف مغمغمه پغضب 
يا بيه اختشي على دمك وسيب البت عيب كده 
اكملت بسرها 
وانا اللي فكرتك محترم 
لم تعطيه فرصه للرد عليها ونظرت للممرضه الواقفه تتابع ما يحدث بنظرات منذهله وتابعت بأمر 
انتي يلي واقفه تتفرجي شيلي السلك اللي في ايد بنتي دا أوام 
انصاعت الممرضه لها في الحال لتتفادي الأڈى ليد إسراء لتتمكن إلهام بضم وحيدتها بعدما تركها فارس بصعوبه وهب واقفا وتحدث ببرود قائلا 
ليه كل عميلك دي يا مدام إلهام!! انا طلبت ايد إسراء للجواز يعني هي بقت في مقام خطبتي 
عدلت إلهام وضع إسراء على الفراش ودثرتها بالغطاء جيدا حتي انها قامت برفع الغطاء على وجهها وشعرها 
ليرفع فارس حاجبيه وهو يقول بلهفه فشل في اخفائها 
ابعدي الغطا عن وشها علشان نفسها 
تنهدت إلهام وتحدث بتعقل قائله 
بنتي مش خطبتك لسه يا بيه وحتي لو بقت خطبتك ميصحش تدخل عليها وهي نايمه وتحضنها بالشكل دا لأنها لسه مش حلالك ومظنش انها هتكون إسراء مستحيل توافق عليك يا ابني فمتعشمش نفسك بحاجه مش هتحصل 
صك فارس على أسنانه وهو يقول بغرور 
بنتك مش هتكون غير مرات فارس الدمنهوري يعني ملهاش حرية ترفض 
أنهى جملته وسار لخارج الغرفه بخطوات غاضبه تاركا إلهام تنظر لأثره پخوف شديد من نبرة الټهديد التي تملئ صوته 
أذداردت لعابها بصعوبهوأسرعت بأبعاد الغطاء عن وجه ابنتها وحدثتها برجاء قائله 
إسراء فوقي يا ضنايا خلينا نروح بيتنا انا عارفه انك تعبانه اووي بس قومي يا بنتي عشان نمشي من هنا الله لا يسيئك ولما نروح هسيبك تنامي زي ما انتي عايزه 
خبطت على وجنتيها برفق مكمله بصوت تحشرج بالبكاء 
يا بنتي قومي متوجعيش قلبي 
ااه يا ماما مش قادره 
همست بها إسراء بضعف شديد دون ان تفتح عينيها تأوهت بقوه أكبر وبدأت تفتح عينيها ببطء متمتمه بوهن 
بنتي فين 
فتحت عيونها أخيرا ونظرت
حولها بستغراب مكمله بتساؤل 
احنا فين يا ماما! 
البارت ال 
!! 
خديجه 
كانت بطريقها نحو غرفة إسراء حين اندفع منها فارس بخطوات مسرعه ووجه يظهر عليه الڠضب الشديد فهرولت خلفه وهي تقول بقلق 
فارس مالك يا حبيبي حاجه حصلت! 
وانفاسه متهدجه يلتقطها بصوت مسموع لا يعلم ما السبب الحقيقي وراء سلب أنفاسه لهذه الدرجه 
اهو غضبه من حديث إلهام وثقتها بأن ابنتها سترفض الزواج به أقسم بأنه لأول مره يذق طعم الدفء وهي بين ضلوعه 
أطبق جفنيه پعنف مغمغما من أسفل أسنانه 
متقدرش ترفض طلبي دي ما هتصدق أكيد أني طلبتها للجواز 
نظرت له خديجه بدهشه متمتمه 
انت فعلا بتتكلم جد يا فارس! عايز تتجوز البنت دي! انا لحد دلوقتي فكراك بتهزر!! 
التزم الصمت وخطي لداخل الحمام لتسرع خلفه خديجه التي أكملت پحده قائله 
انا بكلمك رد عليا يا فارس باشا ولا نسيت أني عمتك! 
أخذ فارس نفس عميق يحاول به السيطره على غضبه العارم والټفت لها وتحدث بابتسامة يخفي بها مدي ألمه وحزنه 
انتي مش بس عمتي يا خديجه انتي امي اللي ربتني ورفضت تتجوز واكتفت بيا 
صمت لبرهه
وتابع بغصه مريره 
رغم أني مش يتيم وامي وابويا عايشين 
ترقرقت أعين خديجه بالعبرات واقتربت منه احتضنت وجهه بين كفيها وبصوت متحشرج بالبكاء قالت 
أنت ابني اللي مخلفتهوش يا فارس وعلشان كده بقولك بلاش تتجوز البنت دي مش لونك ولا شبهك خالص وكمان انت ناسي انك خاطب بنت رئيس الوزاره! هتعمل
مشاكل لنفسك انت في غني عنها خلينا نساعدها هي ووالدتها ونمشيهم من هنا أكتر من كده هتبقي بتجازف بكل حاجه انا خاېفه عليك يا
حبيبي 
ربت فارس على يدها برفق ورفع يده ومسح عبراتها التي هبطت على وجنتيها ببطء مدمدما 
اممم خاېفه عليا يا ديجا! شكلك نسيتي ابنك يبقي مين! 
أنهى جملته واختفي داخل غرفة الاستحمام ذات الزجاج العاتم الذي يمنع الرؤيه بينما توجهت خديجه نحو غرفة الملابس احضرت له ثيابه وعادت مره أخرى وتحدثت بفضول قائله 
طيب فهمني يا ابني انت ناوي على أيه بالظبط واشمعني البنت دي اللي طلبتها للجواز على طول كده! 
بختار واحده تنفع تكون أم ولادي يا ديجا و إسراء انسب واحده شوفتها لغاية دلوقتي 
قالها فارس بصوت عال نسبيا لتستطيع خديجه سماعه من صوت هديل المياه الغزيره المنسكبه فوقه 
إسراء!!! دي اللي اختارتها تكون أم أحفاد الدمنهوري يا فارس! 
أردفت بها خديجه بذهول وعدم تصديق 
ليغلق فارس المياه ومد يده لمئزر الحمام ارتداه على عجل وسار للخارج لتعطيه خديجه ثيابه ببعض العڼف وهي ترمقه بنظرات عاتبه 
أخذها منها وسار لغرفة الملابس اختفي بداخلها وتحدث بتعقل وهو يرتدي ثيابه 
ايوه
إسراء يا ديجا البنت دي جميله فوق الوصف مش بس شكل لا كمان معدنها نضيف ويمكن نادر انتي متخيله يا ديجا ان رغم فقرها الشديد دا وتقريبا مش لقيه تاكل إلا انها محافظه على في غيرها عندهم كل حاجه ومع ذلك معندهمش ريحة 
انتهي من ارتداء ثيابه
المنمقه عباره عن سروال جينز بلو بلاك وكنزه زرقاء وحذاء رياضي أبيض اللون ذات ماركات عالميه 
شوفتي إسراء جميله إزاي وهي في عز تعبها 
عايزك تتخيليها يا ديجا لما تبقي مرات فارس الدمنهوري هخليها ملكه ملكة جمال وهتكون ملكي لوحدي 
تلاشت ابتسامته وحل مكانها الڠضب وهو يري إسراء تغادر الفراش بضعف وسارت نحو ثيابها وبدأت ترتديها 
رفع فارس الصوت ليتمكن من الإستماع لحديثهما ليصطك على أسنانه حين استمع لصوتها الرقيق تقول بتعب 
اطمني يا ماما هنمشي من هنا ومحدش هيقدر يمنعنا ولا حتي اللي اسمه فارس دا 
شهقت خديجه بصوت خفيض وبذهول قالت 
عرفت منين انك يا ولد أنت عملت أيه بالظبط لما كنت عندها في الاوضة! 
انا لسه معملتش حاجه يا ديجا بس شكلي هوريها حالا 
قالها فارس وهو يسير لخارج جناحه بخطوات مسرعه 
بمنزل تامر 
تجلس إيمان حامله الصغيره إسراء وتضمها بحب شديد وتنظر لزوجها الجالس بعيدا عنهما واضع رأسه بين كفيه ويبكي بصمت 
بكت زوجته لبكاءه وبصوت حنون قالت 
وحد الله يا تامر وفهمني ايه بس اللي حصل يوصلك للحاله دي! 
أخويا رامي كان زينة الشباب طول عمره ماشي بما يرضى الله عمره ما أذى حد ومن أول ما خطب وهو اتكفل بخطبته وأمها كمان كان بيشتغل 16 ساعه علشان ميحرمهاش من حاجه عمره ما قصر معاها علشان تتسبب بمۏته وتمرمغ شرفه بالمنظر دا 
أردف بها تامر پقهر وحزن شديد 
لتسرع إيمان بالرد عليه بلهفه قائله 
لا يا تامر أوعى تظلم إسراء عمرها
البارت ال 
بعد مرور عدة ساعات 
كانت إسراء استعادة قوتها قليلا بعدما أخذت دوائها اللازم بينما ظل فارس جالس بجوارها على الفراش مصطنع البرود واللامبالاه لنظرات إلهام الحارقه وحديثها الصارم تقول بتعقل وهي تجذب الغطاء على وحيدتها وتدثرها به جيدا 
ميصحش كده يا بيه مش معني إننا في بيتك إنك تتحكم فينا وتخدش حيائنا بالشكل دا يا ابني 
هطمن على إسراء وهخرج على طول يا مدام إلهام 
قالها فارس وهو يقوم برفع الغطاء عن وجه إسراء التي تختبئ أسفله عن عينيه وتتحدث بغيظ بصوت خفيض يظهر عليه التعب 
ما تحترم نفسك بقي يا جدع انت وقوم من جنبي 
لكنه أمسك يدها ورفعها
على فمه قبل باطنها بعمق وهو يضحك بصوت عال مستمتعا بخلجها الذي يجعل قلبه يتراقص فرحاوتحدث من بين ضحكاته بصعوبه قائلا 
صدقيني أنتي أول واحده أكون مؤدب معاها كده 
الحقيني منه يا ماما انتي سكتي ليه بس 
انتبهت إلهام على حالها استجمعت قوتها وجذبت
إسراء عليها حتي أصبحت جالسه على قدمها ووضعتها برفق بالجهه الأخرى من الفراش وجلست هي حائل بينهما وبين فارس الذي يشاهد ما فعلته بنظرات منذهله 
يعني هي كده بقت بعيد عني مثلا ! 
قالها فارس بتهكم 
لتجيبه إلهام پحده قائله 
اسمع يا أخينا أنت أحترم نفسك واتقي الله وبطل اللي بتعمله دا وملكش دعوه ببنتي خالص علشان متنزلش من نظري 
غمزت له وأكملت بهمس 
خليني أقف معاك واخليها توافق على جوازك منها بدل ما أقف ضدك 
تهللت أسارير فارس وحرك رأسه لها بالايجاب وهب واقفا وسار نحو الخارج وهو يقول 
انتي تؤمرني يا مدام إلهام 
بعدت إسراء الغطاء عن وجهها ونظرت بعين واحده تتأكد من ذهابه لتتفاجئ به يقف على باب الغرفه ينظر لها ببراءه مزيفه وهو يقول 
شوفتي يا إسراء أنا مؤدب إزاي وبسمع الكلام وهخرج دلوقتي بس طبعا هرجعلك تاني في كلام كتير لازم أقولهولك وأنتي هتسمعيه وتنفذيه بالحرف 
غمز لها بعبث مكملا يا ساحره 
أنهى جملته وأغلق الباب خلفه لتتنهد إسراء براحه وتعتدل جالسه وتتحدث بأصرار قائله 
إحنا لازم نمشي من هنا يا ماما قبل ما دا يرجع 
هنمشي نروح فين يا إسراء! 
قالتها إلهام بأسف وهي تمسد على شعر ابنتها بحنو 
عقدت إسراء حاجبيها وبدهشه قالت 
هو ايه اللي هنروح فين يا ماما! هنرجع بيتنا طبعا 
حركت إلهام رأسها بالنفي وببوادر بكاء قالت 
مش بالسهوله دي يا حبيبتي 
نظرت لها إسراء بعدم فهم فتابعت هي بعدما ابتلعت غصه مريره بجوفها 
الموضوع طلع كبير أوي أكبر مننا وممكن نروح فيها انا وأنتي وبنتك كمان لقدر الله يا بنتي 
اذدردت إسراء لعابها
پخوف وبقلق قالت 
دا مكنش رأيك أصبح وكنتي بتصحيني علشان نمشي من هنا أيه اللي حصل يا ماما احكيلي 
بكت إلهام واردفت بحسره قائله 
سلفك عرف إنك هنا في بيت صاحب الشركه اللي كان جوزك شغال فيها ومش بس هو اللي عرف دا الحته كلها وسمعتنا بقت على كل لسان
يا إسراء وتامر حالف ليخلص عليكي ويغسل عار أخوه 
ضحكت إسراء بسخريه ودمدمت بتساؤل قائله 
اممم ومين بقي اللي قالك الكلام الفارغ دا أكيد المغرور فارس بيه علشان يلوي دراعنا ونفضل تحت رحمته هنا صح! 
اخرجت إلهام زفره نزقه من صدرها واجابتها بأسف لا مش هو انا اتصلت على إيمان من تليفون الست خديجه اللي تقرب للواد الجرئ دا علشان اطمن على بنتك وهي اللي قالتلي 
شحبت ملامح إسراء والتزمت الصمت لتكملإلهام حديثها بتعقل قائله 
لازم نفكر كويس قبل ما نعمل اي حاجه يا بنتي انا مش مستغنيه عنك ولا عن حفيدتي انا عايشه علشانكم يا إسراء 
أنهت جملتها واجهشت پبكاء مريره لتضمها
إسراء وتربت على ظهرها بحنان مغمغمه 
أهدي يا ماما أكيد هنلاقي حل 
صوت طرقات رقيقه على باب الغرفه جعلت
إسراء تنتفض بفزع وتبتعد عن والدتها وتختبئ سريعا أسفل الغطاء 
ضحكت إلهام من بين دموعها واردفت بثقه 
لا دا مش هو المعدول هو مبيخبطش وهو داخل اطمني 
معدول ايه بس يا ماما قولي معوج مايل منيل 
هتفت بها إسراء بغيظ شديد وهي تصك على أسنانها 
ممكن ادخل 
قالتها خديجه بنبره مرحه وهي تطل برأسها من باب الغرفه 
البارت ال 
خديجه 
تقف خلف فارس الجالس يتابع ساحرته بهتمام عبر الكاميرا الموجوده بغرفتها والموصله بشاشه داخل جناحه الخاص 
عقدت يديها أمام صدرها وتحدثت بنفاذ صبر قائله 
وبعدين معاك يا فارس!! أنا أول مره اشوفك مهتم بواحده بالشكل دا حتي بعد اللي قالته عنك دلوقتي! 
قالت ايه يا ديجا أنا كان معايا تليفون شغل ومسمعتش حوارك معها 
قالها فارس وعينيه لم تتزحزح عن إسراء 
جلست خديجه بجواره وربتت على كتفه برفق مردفه براحه 
أنا برضوا قولت انت أكيد مسمعتش و إلا كان زمانك عامل مصېبه أحنا في غني عنها 
ابتسم فارس بتهكم وهو يقول 
هي لدرجاتي غلطت فيا ولا أيه! 
إجابته خديجه بتعقل قائله 
البنت شكلها تعبان أوي وقلبها مجروح چرح مش هينوأكيد كلامها مش قصداه ولا فاهمه معناه وانت لازم تفكر كويس جدا في حكاية جوازك منها دي لأنها للأسف بحالتها دي واللي قالته صعب توافق عليك او على غيرك حتي فبلاش تحرج نفسك معاها يا حبيبي 
هب واقفا وسار نحو الشاشة ببطء قام بتصويب الكاميرا على ساحرته فقط حتى أصبح وجهها الملائكي الباكي ظاهر بوضوح 
رفع يده ومسد على وجنتيها كأنه يزيح عبراتها بمنتهي الرقه وتحدث بدهشه من نفسه وأفعاله قائلا 
أنا نفسي مستغرب اللي حصلي من ساعة
ما شوفتها يا ديجا هي فعلا ساحره ساحرتني بجمالها الصافي وأخلاقها اللي مقبلتش زيها في حياتي قبل كده 
أخذ نفس عميق وتابع بأسف 
كل الستات اللي اترمو في طريقي معظمهم عرضوا نفسهم عليا من غير جواز حتياللي طمعانه في فلوس واللي شغاله لحساب أعدائي
وبنت رئيس الوزراه دي خطوبتنا مجرد بسنس وبس 
طرد زفره نزقه وأكمل بتنهيده 
ومش هكون مثالي وأقولك إني مستغلتش شويه من الستات دي لحسابي بس خلاص العمر بيجري وانا بقي عندي 33 سنه ولسه مجبتش وريث لأملاك الدمنهوريو إسراء ظهرتلي في الوقت المناسب وقت عايز فيه إنسانه تاخد بأيدي
للصح وتمنعني عن أي غلط بعمله يا ديجا 
رفعت خديجه حاجبيها بدهشه ورمقته بنظرات منذهله وهي تقول 
وتفتكر إسراء هي الانسانه دي يا ابني! 
ابتسم فارس لها ابتسامه هادئه وحرك رأسه بالايجاب عدة مرات وهو يقول 
هي يا ديجا هي قدرت تعمل اللي قبلها فشلو فيه 
صمت لبرهه وتابع بفرحه غامرة اعتلت ملامحه الوسيمه 
خطفت أنفاسي ونبض قلبي من أول لحظة وقعت عنيا عليها 
حركت خديجه رأسها بالنفي واقتربت منه وضعت كف يدها على جبهته وتحدثت بشك قائله 
لا لا لا انت مش طبيعي أبدا فارس الدمنهوري طول عمره مالوش في الكلام الرومنسي ولا حركات الرجاله الحبيبه دي أكيد في حاجه غلط 
رفع فارس إحدي حاجبيه ونظر لها بفخر قائلا 
دا انا ليا وليا كمان وعندي بحور رومانسيه شيلها للحبايب يا ديجا 
دمدمت خديجه بصوت هامس محدثه نفسها 
اممم ربنا يستر شكلنا داخلين على بحور فعلا وعلى الله محدش يغرق 
بينما عاد فارسيتابع ساحرته بهتمام وابتسامه بدأت تختفي شيئا فشيئا حين استمع لحديثها الباكي الذي يدل على شدة حزنها وألم قلبها 
بغرفة إسراء 
كانت إلهام يعتصر قلبها پألم حاد على بكاء وحيدتها ليس بيدها أي شيء تقدمه سوي الدعاء لها وضمھا لحضنها والبكاء معها 
وبالأخير وقعت تحت رحمة فارس ذلك المغرور كما تطلق عليه هي 
بنظرها الحياة ليست عادلهولكنها على يقين أن الله الذي خلق هذه الحياة سيكون عادلا ورحيما بها 
أطبقت جفنيها ببطء حين داهمتها ذكري زوجها الخلوق الرجل الذي تفنن بعشقها رغم ضيق الحال والظروف الكثيره الصعبه التي مرت عليهما أثناء فترة زواجهما القصيره إلا أنه كان سندا لها عند ضعفها 
ظلا تستضيء
به في الهموم و الأحزان مصدر قوتها وأمانها 
لينتهي كل هذا وتصبح وحيده من دونه بعدما حرمت منه للأبد 
بكت إسراء داخل حضڼ والدتها ملجأها الوحيد تتمسك بها بكل قوتها
مردفه بغصه مريره 
انا مش حمل كل اللي بيحصلي دا يا ماما جوزي حب عمري ېموت في عز شبابه 
ويسبني لوحدي في الدنيا القاسيه دي انا من غيره بقي ضهري مكسور 
رفعت وجهها ونظرت لها بأعين شدة الاحمرار وتابعت بصعوبه من بين شهقاتها 
من يوم ما ماټ وانا بلف حولين نفسي في دايره مقفوله مش عارفه أخرج منها وقولت اعمل محاوله وأروح لصاحب الشركه يمكن ربنا يجعله سبب وأقدر أصرف معاش رامي 
إزداد نشيجها وأكملت بأسف 
بس طلع معندوش قلب انا كدبت عليكي هو مكنش زوق ولا نيله معايا يا ماما 
شهقت إلهام پصدمه مردده 
يا كبدي يا بنتي 
مسحت إسراء عبراتها بظهر يدها بطفوله وتابعت بغيظ 
ودلوقتي جابني البيت عنده هنا علشان يعرف مني اللي جوزي شافه عنده في الشركة وقالي عليه قبل ما ېموت 
عقدت إلهام حاجبيها ونظرت لها بقلق وتحدثت بتساؤل قائله 
وهو عرف منين أن جوزك قالك حاجه عن شغله يا إسراء! 
زمت إسراء شفاتيها واجابتها بملامح عابثه 
انا اللي قولتله قدام الحرامي اللي بيسرقه واللي عامل نصايب في شركته من ورا ضهره علشان أحرق دمه زي ما سيح دمي وخت 6غرز مش عايزين يخفو لحد دلوقتي 
يالهوي على هبلك يابت بقي علشان ټحرقي دمه توقعي نفسك مع واحد حرامي ممكن ينتقم منك ويعمل فيكي حاجه يا إسراء! 
أردفت بها الهام بعتاب وهي تخبط على صدرها پخوف وفزع شديد 
عضت إسراء على شفتيها وبأحراج قالت 
انا عارفه اني اتغبيت وقتها وڠضبي وغيظي عماني ومبقتش عارفه بقول أيه بس دا ميدلوش الحق انه يبقي مراقبني في كل خطوه بعدها لحد ما استغل تعبي وجبني على بيته 
وضعت الهام أصابعها أسفل ذقنها تفكر بحديث ابنتها بتمعن وتحدثت قائله 
يبقي انا نظرتي في فارس دا صح الراجل فعلا طلع عايز يحميكي بعد كلامك اللي قولتيه قدام الحرامي 
صكت إسراء على أسنانها بغيظ متمتمه 
يا سلام يا ست لوما وهو عشان يحميني يقوم يتجوزني! 
ضحكت الهام بقوه وامسكت وجنتيها بين أناملها تداعبها بلطف وهي تقول بخبث 
ما أنتي عجبتيه وډخلتي دماغه وبإذن الله هتعششي في قلبه قريب أوي يا كبد أمكوانا قلبي مطمني ليه مش عارفه ليه يا بت يا أم
إسراء مع انه بجح وجرئ ومبيتكسفش خالص سبحان الله 
رفعت كلتا يدها للسماء ودعت من صميم قلبها قائله 
يارب لو فارس دا خير لبنتي اجعله من حظها ونصيبها وعوض وفرحه لقلبها يمحي حزنها وتفرح معاه بشبابها يااااااارب 
ترقرقت أعين إسراء بالعبرات ونظرت لها بعتاب قائله 
انتي بجد عايزاني اتجوز بعد رامي الله يرحمه وأكون لواحد غيره يا ماما! 
ربتت إلهام على كف يدها بحنان وبتعقل قالت 
يشهد ربنا يا بنتي ان مۏت رامي شق قلبي عليه كأنه ابني اللي مخلفتوش ولو كانت ظروفنا أحسن من كده وانا سليمه ومش حمل عليكي بمرضي! 
أسرعت إسراء بوضع يدها على فمها توقفها عن تكملة حديثها
وهي تقول بلهفه 
انتي عمرك ما كنتي حمل عليا يا ماما دا انتي وبنتي اهلي وناسي وعزوتي اللي مليش غيرهم في الدنيا ربنا ميحرمنيش منكم أبدا يا حبيبتي 
جذبتها إلهام لحضنها تضم رأسها بحنان بالغ ولثمت جبهتها بحب وهي تقول 
ولا يحرمني منكم يا ضنايا بس اسمعيني وافهمي كلامي كويس يا بنتي انا عمري ما هضرك ولا هسيبك تضري نفسك احنا حالنا دلوقتي لا يسر عدو ولا حبيب وانتي لفيتي على شغل ياما ومافيش حاجه نافعه معاكيوانا لو كنت أقدر اشتغل كنت ساعدتك وشلت عنك شويه بس ما باليد حيله الحمدلله على كل حال 
وضعت أناملها أسفل ذقنها جعلتها تنظر لها وتابعت بصوت متحشرج بالبكاء 
أنتي لسه صغيره والحياه قدامك متدفنيش شبابك بحزنك وأدى لنفسك فرصه تانيه يابنتي يمكن يكون فيها خير وفرح لقلبك 
حركت إسراء رأسها بالنفي وهمت بالاعتراض لتسرع إلهام قائله بأمر 
متستعجليش وفكري الأول بطلي عياط وفوقي لنفسك انتي مش بطولك علشان تاخدي قرار لوحدك انا وبنتك متعلقين في رقبتك واللي هتعمليه هيعود علينا كلنا فقومي اتوضي ووضيني معاكي واوقفي بين ايد ربنا واطلبي منه يوفقك للصالح 
إسراء بطاعه ونعمه بالله العلي العظيم حاضر يا ماما هتوضي واساعدك تتوضي ونصلي سوا 
اعتلي وجهها ڠضب مفاجئ وتابعت بأصرار 
ولو ست خديجه موافقتش تشغلني يبقي هاخدك ونمشي من هنا ڠصب عن عين اللي اسمه فارس بيه دا 
بينما فارس يتابع حديثهما بهتمام شديد ومن ثم اتجه لخارج جناحه قاصدا غرفة ساحرتهوعلى وجهه ابتسامه متسعه تظهر مدي استمتاعه بالحديث مع تلك المشاكسه 
إيمان 
غير منتبه هو لها أو مصطنع عدم الإنتباه انتفضت بفزعوكتمت شهقه خافضه حين تحدث بأمر قائلا 
قومي حضرلنا العشا علشان البت شكلها جعانه 
قالها تامر بنبرته الصارمهوالتي أصبحت جافه مع زوجته طيلة الفتره الأخيره 
رسم الڠضب على ملامحه واستدار فجأه ينظره لها نظره دبت
الړعب بأوصالها وپغضب مكتوم قال من أسفل أسنانه 
انا مش قولت اتزفتي قومي حضرلنا عشا علشان البت جعانه ايه مسمعتيش 
ظنت انه سيضربها كعادته مؤخرا لا يتحدث بلسانه فقط بيده فرفعت يدها بتلقائيه واخفت وجهها پخوف مردده بطاعه 
حاضر يا تامر هقوم 
جحظت عينيه من رد فعلها وما أوصلها إليه 
أسرعت هيوانتفضت واقفه وسارت نحو المطبخ بخطوات مهروله أمام نظراته المنذهله 
لتتوقف فجأه دون أن تلتفت له وقد أغرقت عبراتها وجهها وتحدثت بصوت جاهدت لأخراجه طبيعا لكنه خرج مرتجف يظهر به كم قهرها وحزنها 
تامر انا عارفه أن علاجي طول أوي أكتر من 4سنين بتعالج ومافيش نتيجه وشكلي مش هقدر أخلف أبدا 
تشنج جسد تامر وهو يستمع لحديثها الذي أعاد عقله له وجعله يتذكر مرض زوجته وقلبها المجروح الذي زاد هو جرحه أضعاف بمعاملته لها وابتعاده عنها 
مسحت إيمان دموعها پعنف ورسمت ابتسامة زائفه على ملامحها الحزينه واستدارت ببطء وتابعت دون أن تنظر له والقت جمله جعلته يأنب نفسه على ما أوصلها إليه 
وانت من حقك يكون عندك أولاد يشيلو أسمك علشان كده بطلب منك تتجوز يا تامر 
صمتت لبرهه تحاول الحفاظ على ثباتها وتسيطر على بكائها واكملت 
كنت خاېفه أقولك الكلام دا قبل كده لتتجوز واحده متوافقش إني افضل على زمتك وتخليك تطلقني 
نظرت له بعشق شديد ظاهر بعينيها الحزينه وتابعت بلهفه 
وانا مش عايزه اطلق منك يا تامر عايزه أفضل على زمتك حتي لو اتجوزت عليا 
هبطت عبرتها بغزاره وبصوت مبحوح قالت 
انا بحبك ومليش حد غيرك 
وأكملت بحنو 
وزي ما قولت قبل كده أنت أولى بلحم بنت أخوك 
أخذت نفس عميق وبقوه مزيفه قالت 
اتجوز إسراء يا تامر أنت ظلمتها وهي شريفه كلمتني وفهمتني كل حاجه وانت عارف انها لو كدبت على النيا كلها مبتكدبش عليا قالتلي انها راحت بيت صاحب الشركة علشان تشتغل خدامه عند مامته و! 
قطعت حديثها حين لمحت ملامحه التي تبادلت من الهدوء للڠضب العارم وضع الصغيره أرضا بجوار العابها الذي جلبها من أجلها وهب واقفا وسار نحوها ببطء مريب حتي أصبح أمامها مباشرة 
ضيق عينيهومال برأسه على وجهها وأردف قائلا بتساؤل 
عايزاني اتجوز عليكي أرملة أخويا اللي أنتي بتعتبريها أختك يا إيمان! 
البارت ال 
إيمان 
برغم رهبة الموقف إلا أنها نظرت له
بفرحة غامرة نطق إسمها بنبرة صوته التي تدغدغ مشاعرها جعل قلبها يتراقص منذ زمن لم ينطق إسمها بكل هذا الشغف الظاهر بصوته 
عضت شفتيها بخجل من نظرته المتفحصه لملامحها وقد قرأت ما يدور بذهنه برفقته هي طيلة الوقت ولكنه توقف عن النظر لها 
حزنه على شقيقه سيطر عليه جعله منطوي ومبتعد عن زوجته التي تحملت جميع تقلبات مزاجهوغضبه على أتفه الأسباب حتي وصل به الأمر للضړب في الكثير من الأحيان 
شرد بها وبملامحها الرقيقه الحزينه رونق وجهها انطفئ قلة اهتمامه بها جعلها كالودره الذابله فاق من شروده على صوتها الهامس تقول پبكاء 
ايوه تتجوز إسراء هي كمان بتحبني وبتعتبرني أختها ولو واقفت تتجوزك مش هتخليك تتطلقني يا تامر 
بلاش تضربني قدام البنت الصغيره ونبي يا تامر مصدقنا تاخد عليك مش عايزاها تخاف منك تاني 
أطبق جفنيه پعنف يكبح عبراته حين اعتصر قلبه على هيئتها المرتعبه منه رفع يزه ومسح على وجهه صعودا بشعره مغمغما بذهول 
لدرجاتي أنا كنت وحش معاكي الفتره اللي فاتت دي علشان تخافي مني كده يا إيمان! 
رفعت يدها وضعتها على موضع قلبها تحاول بث الطمأنينة لنفسها قليلا حين شعرت أنها على وشك فقدان وعيها من شدة خۏفها وبأنفاس لاهثه إجابته 
انت من بعد ما أخوك
ماټ مكنتش بتتكلم معايا يا تامر كنت بتضربني بس كأني السبب بمۏته لدرجة اتمنيت أموت انا كمان علشان اريحك مني 
لهنا ولم يحتمل أكثر فتح ذراعيه لها وتحدث بلهفه قائلا 
تعالي في حضڼي يا إيمان 
لجمها خۏفها منه مكانها نظرت له بقلق ليتابع هو
بنبرة متوسله 
متزعليش مني حقك عليا بس بلاش بصتك اللي مليانه خوف مني دي يا إيمان بتقطعي قلبي 
واحشتيني 
بكت بصوت أشبه بالصړاخ مردده بتأوه 
اااه يا تامر لو تعرف أنت اللي واحشتيني اد أيه 
لکمته على كتفه بقبضة يدها الصغيره مكمله بأمر 
أوعى تبعد عني تاني ولا تخوفني منك تاني انا مليش غيرك في الدنيا 
ابتعد بوجهه عنها قليلا ليستطيع النظر لعينيها وبعتاب همس لها 
ولما أنتي ملكيش غيري عايزاني اتجوز عليكي ليه يا إيمان! 
وضعت جبهتها على جبهته وپألم مپرح يجتاح قلبها همست 
حقك تبقي اب وانا مش أنانيه 
مستحيل يكونلي زوجه غيرك يا إيمان أنا اكتفيت بيكي وأنتي عارفه دا كويس 
انهمرت عبراتها على وجنتيها ونظرت له وهمت بالحديث وتابع بأمر 
مش هيحصل في يوم يا إيمان دا وعد مني ليكي 
ولادي لو مش منك انتي يبقي انا مش عايزهم وخلص الكلام على كده 
دوت ضحكاتها بسعاده وذادت من ضمھ لها مردفه بدلال 
وبالنسبه لضړب الحبيب! 
ربت على شعرها وظهرها وبتنهيده اجابها 
تنقطع أيدي لو اتمدت عليكي تاني 
بعد الشړ عليك 
لسه زعلانه مني! 
تنحنحت كمحاوله منها لإيجاد صوتها
وهمست بصوت يكاد يسمع 
تؤ مبزعلش منك بزعل عليك يا تامر 
تامر البنت بټعيط خليني أجهز العشا 
حاول السيطره على فيض مشاعره التي بعثرتها هي وأخذ نفس عميق مردفا بنبره حانيه 
متعمليش عشا وادخلي البسي ولبسي إسراء هعشيكم عند البرنس وافسحكم فسحه معتبره 
الحمد لله كنت واثقه ان ربنا هينور بصيرتك ويحنن قلبك عليا يا تامر 
أمام غرفة إسراء 
يقف
فارس برفقه الطبيبه يتحدث معها بأمر قائلا 
ادخلي انتي والمساعدين بتوعك خدي مدام
إلهام وقوليلها خديجه هانم عايزه تتكلم مع حضرتك على انفراد 
الطبيبه أمرك يا فارس باشا 
كانت الهام تجلس على كرسيها المتحرك بعدما أنهت صلاتها تدعو لوحيدتها
من صميم قلبها بينما إسراء مازالت ساجده تستجدي المولى وتدعوه بألحاح وبكاء شديد حتي انها لم تشعر بخروج والدتها من الغرفه 
ظلت على حالها منفصله عن العالم بصلاتها التي اثلجت نيران قلبها حتي أنتهت وهبت واقفه حملت مصليتها واستدارت تبحث عن والدتها وهي تقول 
عندك حق يا ماما انا ارتحت أوي لما وقفت بين ايدين ربنا! 
صړخت بهلع وقفزت بمكانها بخضه حين رأت فارس يجلس على مقعد بمنتصف الغرفه واضعا ساق فوق الأخرى بهنجعيه
ويتابعها بابتسامه إعجاب فشل باخفائها 
أنت اييييييه يا بني آدم أنت! 
كادت ان توبخه ولكنها تذكرت أنها داخل منزله فبتسمت بسخريه مردده 
ما انا اللي غلطانه أني موجوده في بيتك لغاية دلوقتي 
تلفتت حولها تبحث عن والدتها مكمله بتوتر من وجودها معه بمفردها داخل الغرفه 
ازداردت لعابها پخوف حين
رأت باب الغرفه مغلق فردت ظهرها ورفعت رأسها بثقه وشموخ مصطنعه القوه وأكملت پحده 
ماما فين! خليني أخدها ونمشي من هنا 
أشار لها على مقعد مجاور له وتحدث بهدوء قائلا 
تعالي اقعدي خلينا نتكلم يا إسراء 
اقتربت من حذائها وارتدته على عجل وسارت نحو باب الغرفه وهي تقول پغضب 
مافيش كلام بيني وبينك يا فارس بي! 
ابتلعت باقي حديثها حين وجدته بطرفة عين يقف حائل بينها وبين الباب يمنعها من الخروج اتسعت عينيها بدهشه من طوله الفارهه شعرت بضئلتها أمامه 
رجعت خطوتين للخلف وعقدت يديها أمام صدرها ورفعت عينيها
الساحره ونظرت له بتحدي مردفه بتهكم 
أنت فاكر أنك هتقدر تمنعني أمشي من هنا! 
حك ذقنه بطرف أصابعه وهو يرمقها بنظره مسليه وابتسامه لعوب تزين محياه واجابها بثقه قائلا 
بغض النظر أني ايوه أقدر امنعكوأقدر اعمل حاجات كتير اوي ممكن متخطرش علي بالك بس خليها بعدين 
شهقت بصوت خفيض والجمتها الصدمه حين سحبها من معصم يدها وسار نحو المقعد اجلسها عليه وجلس جوراها مكملا بنبره محذره 
دلوقتي الأحسن ليكي أننا نتكلم بالعقل 
صكت على أسنانها بغيظ وهمت بالصړاخ بوجهه لكنه أشار لها بالصمت وتابع بواعيد 
بلاش تختبري صبري عليكي لأن محدش هيزعل غيرك في الاخر 
زفرت بضيق وبنفاذ صبر قالت 
أنت عايز مني أيه بالظبط يا فارس بيه! 
تأملها بنظرات جريئه وهو يقول 
عايزك انتي يا إسراء 
حجظت عينيها وتوهجت وجنتيها بحمرة الخجل وهبت واقفه واندفعت من أمامه وهي تحدث نفسها بصوت مسموع 
فعلا 
لم تسير سوى خطوتين وانقطعت أنفاسها هذه المره حين جذبها ببعض القوه سقطت جالسه 
بس لذيذ 
تلاحقت أنفاسها وبدأت تتنفس بصوت مسموع وصدرها يعلو ويهبط بوضوح ولکمته بكلتا يدها على صدره كمحاوله منها للفرار من حصاره لها مردده بذهول 
انت اټجننت أبعد ايدك عني يا حيوان 
وتحدث پغضب من أسفل أسنانه 
تحركت بين يديه بهستريه مردده بصړاخ 
ابعد أيدك عني بقولك انت اكيد مچنون علشان عايز تتجوز واحده متجوره 
لم تستطيع الافلات من بين يديه بل هدأت حين رأت عينيه اشتعلت بنيران حارقه وتحدث بنبره دبت الړعب بأوصالها 
متجوزه!! قبض على ذراعها پعنف غير منتبه لجرحها الذي لم يشفي بعد وتابع پغضب عارم 
متجوزه مين انطقي! 
سبني الأول وانا أقولك 
أردفت بها پألم ظهر علي ملامحها فخفف قبضته عليها قليلا وفك يده من حولها على مضض 
ابتعدت عنه هي سريعا ووقفت بعيدا عنه وتحدثت ببوادر بكاء قائله 
جوزي يبقي رامي أبو بنتي هو بالنسبالي لسه عايش عايش جوايا مبيفرقنيش أبدا وعلى طول معايا في أحلامي فاهم يعني ايه معايا يعني مش هقدر اتجوزك انت او غيرك وانا قلبي وعقلي وجسمي مش ملكي ملكه هو هو وبس 
يستمع لها بهدوء حديثها بمثابة سكب الزيت على النيران صمتت لبرهه تلتقط أنفاسها وتابعت بتأكيد 
وانا هفضل مراته وشايله اسمه لحد ما اروحله 
ضحك بصطناع وهب واقفا واقتربت عليها بخطوات بطيئه وهو يقول بذهول
انتي مدركه انتي بترفضي تبقي مرات مين! 
لتتراجع هي للخلف واجابته بلا
مبالاه 
أيوه مدركه وكويس
أوي حضرتك فارس بيه الملياردير اللي كل الستات تتمني نظره منه بس انا مش من الستات دي انا واحده زي ما بيقولوا وش فقر مش هقدر أرضى غرور معاليك يا باشا واوافق على عرضك المغري دا فسبني في حالي وخليني امشي من هنا انا وأميواوعدك انك مش هتشوف وشي تاني أبدا 
انتي فعلا لو خرجتي من هنا مش هشوفك تاني لأنك ھتتقتلي أول ما تخرجي من باب القصر 
رمقته بنظره محتقره وهي تقول 
مش مستغربه على فكره فعادي انك تقتلني بس الأعمار بيد الله وحده واللي مكتوبلي هشوفهومن فضلك ابعد إيدك دي خليني أعدي 
لكم الحائط بقبضة يده يقوه وتحدث بصوت عال للغايه يدل على نفاذ صبره وشدة غضبه 
انتي دماغك دي بتفكر إزاي فووووقي تهورك بالكلام دا خلاكي مستهدفه من ناس عايزين يخلصوا عليكي انتي واي حد تابعك وانا عايز أساعدك واحميكي يا
هانم 
إسراء بصړاخ لو عايز تساعدني فعلا يبقي متجبرنيش على الجواز منك ولو علي الحمايه فالحامي هو ربنا 
يا بني آدمه افهمي أنتي مش هينفع تخرجي بره القصر وبنتك أنا حاطط عليها حراسه هي وعمها ومرات عمها كمان لحد ما اكتب عليكي واجبهالك منه 
قالها فارس بهدوء رغم شدة غضبه منها 
نظرت له بحزم وتحدثت بأصرار قائله 
انا مش هتجوزك ولو هفضل هنا في القصر يبقي سبني اشتغل عند الست خديجه ان شاء الله خدامه وساعتها هبقي تحت حمايتك واخد مرتب
على شغلي أقدر اصرف بيه على أمي وبنتي ويبقي كده كتر الف خيرك أوي غير كده يبقي الله الغني عنك وعن خدماتك يا فارس باشا 
ابتعد عنها وهو يرمقها بنظرات منذهله عقله غير قادر على الاستيعاب ايعقل تلك الساحره ترفض الزواج من فارس الدمنهوري 
دار حول نفسه وهو يفرك جبهته ويحاول التحلي بالصبر حتي لا يكسر عظامها رفضها له تتضاعف نظر لها بابتسامة مصطنعه وتحدث بهدوء ما يسبق العاصفه قائلا 
وماله موافق يا إسراء هتشتغلي هنا في القصر 
وانا هعرف إزاي اخليكي تبقي ملكي ومعايا حتي في أحلامك يا ساحره 
البارت ال 
ر يومان 
أصبحت إسراء بصحه أفضل عن زي قبل بفضل الأهتمام المبالغ فيه من قبل الطبيبات المشرفات على حالتها وحالة والدتها أيضا بتعليمات من
استيقظت بنشاط من نومها بالصباح الباكر واتجهت نحو حمامها اختفادت لبعض دقائق لم تكمل ارتداء ثيابها بالكامل
قامت بأداء فرضها بخشوع وقلب ملتاع تشتاق لصغيرتها پجنون ولكنها اتخذت قرارها ستفعل اي شيء وكل شيء حتي توفر لعائلتها
الصغيره حياة كريمة مهما كلف منها الأمر حتي لو على حساب حياتها هي 
صباح الخير يا ضنايا 
صباح النور يا حبيبتي 
ضيقت إلهام عينيها ونظرت لها بشك مردفه 
انتي لابسه كده ورايحه على فين! 
نظرت لها إسراء نظرة يملؤها الأسى وقلة الحيله 
لا تعلم من أين تبدأ ما يحدث لها لم تكن تتوقعه بيوم 
تشعر أنها مغيبه لا تمتلك حق الرفض خضعت لعرض ذلك الذي تلقبه بالمغرور مجبره 
أطبقت جفنيها بقوه كمحاوله لمنع عبراتها من الهبوط وبتنهيده متألمه قالت 
أنا موافقه اتجوز فارس بيه يا ماما 
اعتلت ملامح إلهام الدهشه لتغير رأيها المفاجئ وزحف القلق لقلبها جعلها تتحدث بصوت مرتجف قائله 
انتي غيرتي رأيك ليه! مش قولتيلي أنك هتشتغلي هنا صرحيني يا بنتي هو عمل فيكي حاجه يا إسراء لما خدوني عند الست خديجه! 
حركت إسراء رأسها بالنفي واجابتها قائله 
أهدي يا ماما وأنا هحكيلك بس عيزاكي تعرفي أني غيرت رأيي علشانك أنتي وبنتي 
ربتت الهام على وجنتيها بحنان وپبكاء قالت 
متجيش على نفسك يا بنتي متشليش فوق طاقتك ولينا رب اسمه الكريم قادر يحلها من عنده وزي ما بيقولوا كل شيء بالخناق إلا الجواز بالاتفاق 
رسمت إسراء ابتسامه زائفه على محياها وتحدثت بأسف قائله 
بالظبط كده إتفاق جوازي من فارس بيه مجرد إتفاق مش أكتر وهيبقي
بعقد ومده محدده كمان أول ما تخلص كل واحد هيروح لحاله 
نظرت لها إلهام بعدم فهم وبنفاذ صبر قالت 
انتي بتكلميني بالالغاز ما تفهميني يا بنتي تقصدي أيه بكلامك دا! 
أخذت إسراء نفس عميق وبدأت تخبرها عن ما دار بينها وبين المغرور فارس 
يعني هيكتب عليكي في السر يا إسراء! 
قالتها إلهام پغضب وعدم رضا 
قبلت إسراء يدها وبتوسل قالت 
ماما عايزاكي تعملي العمليه وتخفي بسرعه وترجعيلي وسبيني انا اتصرف مع المغرور دا واطمني كل حاجه هتعدي سواء حلو او وحش كله بيعديوانا اهم حاجه عندي دلوقتي أنك تقومي بألف سلامة 
سيد 
يتحدث بهاتفه پخوف شديد 
يا معالي الباشا البت جوه قصر الدمنهوري مستنين تظهر بره القصر وهجبلك خبرها 
صړخ بأذنه الطرف الأخر پغضب عارم قائلا 
انت متخلف دي أكيد قالت لفارس على كل حاجه وبيخطط لنا دلوقتي ينتقم مننا ازاي واحنا لازم نسبقه 
ازدارد سيد لعابه بصعوبه وبعدم فهم قال 
يعني نعمل ايه يا باشا 
صمت الأخر لبرهه وبأمر قال 
فارس هو اللي لازم ېموت مش البت خلي رجالتك تنفذ انهارده 
ظهرت ابتسامه متسعه على وجه سيد وزفر براحه وهو يقول بحماس 
بس كده هنحتاج رجاله تاني وفلوس زياده حبيتين تلاته 
كل اللي هتحتاجه هبعتهولك بس اقرا خبر مۏت فارس الدمنهوري بعد ساعه بالكتير 
أمام شركة الدمنهوري 
وصل فارس بسيارته خلفه سيارات الحراسه التابعه له ركض إحدي الحرس وقام بفتح باب السياره ليخرج فارس بكامل هيبته ووقاره 
تجمعت الحراسه من حوله سريعا ن 
البارت ال 
تكملة فلاش باااااااااااك 
موافقه 
قالتها إسراء بصړاخ وهي ترمق فارس الذي ينظر لها بابتسامة واسعه تدل على فرحته الغامرهووضع يده بجيب سرواله أخرج ورقه مطويه فتحها ببطء واقترب من إسراء التي تتابع ما يفعله بدهشه 
أخفي يده داخل معطفه واخرج قلم وضعه بيدها وهو يقول بنبرة صارمة 
أمضى 
عقد حاجبيها وبتساؤل أردفت 
أمضى على أيه! 
تأمل ملامحها بفتنان وغمز لها بشقاوه وهو يقول 
عقد جوازنا يا بيبي عقد شرعي ومتسجل في الشهر العقاري وناقص امضتك وبس 
تنقلت إسراء بعينيها بينه وبين تلك الورقه التي بيده پصدمه أيعقل ستصبح زوجة هذا المغرور تسارعت دقات قلبها پعنف وتعالت وتيرة أنفاسها وبأنفاس متهدجه همست 
أنت أكيد بتهزر!! 
لا مبهزرش وامضي يا إسراء علشان أنا على تكه واحده وصدقيني هثبتلك بالفعل أني مبهزرش 
قالها فارس بنبره محذره
ارتجفت شفتيها وبصوت هامس قالت مستفسره 
طيب زي ما اتفقنا جوازنا هيكون على ورق بس وهشتغل هنا لحد ما اطمن على ماما ومش هنعلن غير لما يعدي أربع شهور زي ما قولتلك 
مال برأسه عليها لتتراجع هي برأسها للخلف سريعا تعمق النظر داخل عيونها وبتهكم واضح على محياه قال 
وتفتكري مرات فارس الدمنهوري ينفع تشتغل خدامه يا ساحره! 
دا شرطي يا فارس بيه علشان انا عارفه غرضك أيه من جوازك مني كويس أوي 
همست بها بغصه يملؤها الأسى جعلته ضيق عينيه وتحدث بتساؤل قائلا 
وايه هو بقي غرضي! 
ابتسمت ابتسامه زائفه تخفي بها عبراتها التي تجمعت بعينيها وبهمس مقهور قالت 
انت يا بيه عامل زي اللي داق كل حاجه حلوه في الدنيا ونفسه جزعت فمال لحاجه حادقه اللي هي أنا للأسف 
أمضى احسنلك 
أوعدني الأول 
همست بها بصوتها الهامس الرقيق الذي يدغدغ مشاعره
وببطء رفعت عينيها ونظرت له تستجديه ان يلبي طلبها وبرجاء أكملت 
أوعدني يا بيه متجبرنيش على حاجه أكتر من كده وتخليني اشتغل هنا زي ما قولتلك 
هبطت دمعه حارقه على وجنتيها وتابعت بصوت متحشرج بالبكاء 
خليني احس
بحبة كرامه بلاش تحسسني أني أوي كده 
اعتلت الدهشه ملامحهوهو يقول 
! هتبقي حرم فارس الدمنهوري وتقولي 
يا إسراء! 
حرك رأسه بيأس من حديثها المتهور وبنفاذ صبر قال 
أمضى يا إسراء حالا 
طيب خليها
لما اطمن على ماما الأول 
أردفت بها إسراء برجاء 
قصدك 
أطبقت إسراء جفنيها پعنف وتأوهت بصوت مسموع مردفه پألم يعتصر قلبها ورحها 
ااااه يا ماما عملت كده 
نظرت لها بأعين شديدة الاحمرار ممتلئه بالعبرات تأبي الهبوط وبتنهيده أكملت 
عشانك انتي وبنتي مضيت عقد مع فارس الدمنهوري 
اذداردت
الهام لعابها بصعوبه وضړبت بكف يدها على صدرها وهي تقول بذهول 
عقد عرفي يا إسراء! 
ربتت إسراء على ركبتها بحنان وابتسمت لها ابتسامة باهته مغمغمه بخفوت 
شرعي اطمني يا ماما بس تقدري تقولي هو بالنسبالي عقد شغل أكتر من انه عقد جواز انتي عارفه انا وفارس بيه مننفعش لبعض اصلا أنا بنسباله نوع جديد مجربوش قبل كده وعنده فضول يجربوا مش أكتر 
ولما انتي عارفه انه كده ايه اللي جبرك على جوازك منه يا بنتي! 
قالتها الهام بصوت متحشرج بالبكاء 
صكت إسراء على أسنانها بغيظ شديد وهي تقول 
مرضيش يسبني غير لما يمضيني وإلا كان احححم! 
جحظت أعين إلهام وپخوف همست 
انتو داخلتو كمان يا إسراء! 
حركت إسراء رأسها بالنفي سريعا وهي تقول 
لا لا يا ماما مافيش حاجه من دي حصلت ولا هتحصل حتي بس هو زي ما انتي عارفه وهددني بسفالته لو ممضتش على العقد 
أطلقت إلهام زفره نزقه وبهدوء قالت 
يعني دا دلوقتي جواز شرعي ولا عرفي فهميني يا بنتي 
قولتلك انه مجرد عقد بالنسبالي يا ماما ومش هنعلن عن جوازنا غير لما اطمن عليكي 
هبطت دموعها بغزاره وتابعت بحزن 
ويعدي سنه على مۏت رامي الله يرحمه 
وضعت إلهام أصابعها أسفل ذقنها وبسخريه قالت 
وهو سي فارس بتاعك دا هيستني عليكي بسفالته دي! دا قالهالك صريحه عايز يخلف وريث يعني مش هيسيبك غير ما تشيلي منه يا حبيبتي 
إسراء بثقه مش هيحصل 
ساد الصمت قليلا قطعته إلهام بأمر 
يبقي الناس والدنيا كلها لازم تعرف أنك بقيتي مراته علشان الجواز أساسه الاشهار يا إسراء مش عايزين الناس تقول علينا حاجه أكتر من كده 
ضحكت إسراء بصوت عال للغايه ودموعها تنهمر على وجنتيها بغزاره وتحدثت بصعوبه من بين ضحكاتها 
الناس وهي الناس بتبطل كلام يا ماما كانوا فين الناس دي وانا وأنتي وبنتي ھنموت من الجوع 
انا لو مكنتش اتجوزت خالص كانوا هيقولوا اللي عنست اهه ولما اتجوزت قالو جوزتيها صغيره ليه لما جوزي ماټ قالوا وشي وحش عليه وستات الحته بقو يخافوا على اجوازهم من إسراء الأرملة ولو فضلت من غير جواز الكلام هيكتر حواليا والعين هتبقي عليا ولو اتجوزت دلوقتي هيقولوا اوام وقعت راجل غيره الناس مش هتسكت ولا تبطل كلام أبدا يا ماما ولو مشينا وراهم هنقع على جدور رقبتنا والناس برضوا هيدوسو علينا بجزامهم 
ضمتها إلهام داخل حضنها وقبلت جبهتها مردده پبكاء 
عندك حق يا ضنايا أهدي يا حبيبتي حقك عليا انا 
قبلت إسراء يدها مرات متتاليه وهي تقول بلهفه 
حقك عليا انا يا ماما مش قصدي اتعصب عليكي يا حبيبتي 
قبلت وجنتيها وهبت
واقفه وتابعت بمزاح 
سبيني بقي أنزل استلم شغلي في المطبخ
اللي قد الحته بتاعتنا كلها وعايز توكتوك يوصلني لعنده في مغارة فارس بابا اللي مقعدنا فيها دي 
أنهت جملتها وسارت نحو باب الغرفه ليوقفها صوت إلهام تقول بلهفه 
بت يا إسراء 
نظرت لها فحركت شفاتيها دون إصدار صوت قائله 
انتي مشلتيش الوسيلة لحد دلوقتي! 
ابتسمت إسراء ابتسامه واسعه وتنهدت براحه وهي تحرك رأسها لها بالايجاب 
بأحدي مخازن مصانع الدمنهوري 
هو دا الواحد اللي بعتينه يخلص عليا يا سيد! 
قالها فارس بصوت جوهري وهو يخطو من باب المخزن ويسير بهيبته بخطوات واثقه حتي اقترب من سيد المقيد جيدا
أبوس رجلك يا فارس باشا انا قولتلك اللي أعرفه مكنتش أعرف أنهم هيبعتو كل الرجاله دي 
قالها سيد بصوت متقطع من شدة فزعه 
وقف فارس أمامه يرمقه بنظرات مشتعله وبهدوء مريب تحدث قائلا 
ولسه متعرفش مين اللي مشغلك! 
سيد بضعف والله ما أعرفه يا باشا ولا عمري شوفته اللي بنا كان مجرد أوامر باخدها بالتليفون وهو اللي كان بيتصل وكل مره من رقم شكل 
ربت فارس على كتفه پعنف واستدار متجه نحو الخارج وهو يقول 
طيب يا أبو السيد هتفضل مع رجلتي هنا لحد ما يبان لك صاحب أو تقابل وجه كريم 
صړخ سيد بتوسل قائلا 
أبوس جزمتك يا باشا انا غلطان في حقك سبني أعيش وانا هبقي خدامك 
نظر له فارس من فوق كتفه و ادرف بنبره
صارمه موجه حديثه لحرسه الخاص 
عايزه يفضل عايش لحد ما نعرف اللي مشغله مفهوم 
أنهى جملته وسار بخطي واسعه للخارج 
فارس باشا هجيب لسيادتك دكتور 
قالها إحدي الحرس وهو يفتح له باب سيارته الخلفي ليغلقه فارس وفتح الباب الأمامي وجلس بمقعد السائق وهو يقول بأمر 
لا انا رايح القصر في دكاتره هناك خليك انت هنا وبلغني
بكل حاجه اول بأول 
أمرك يا باشا 
أمسك هاتفه وتحدث به برساله صوته قائلا 
اعمل حسابك كويس لازم أشوفك في أقرب وقت خد كل حذرك وهحدد ميعاد وابلغك بيه يا تامر 
مرت عدة
دقائق ووقف أمام باب قصره الخارجي وضغط على بوق السيارة پغضب ليسرع إحدي الحرس وقام بفتح الباب على مصراعيه ليندفع هو للداخل فجأه بدون مقدمات حتي انه اصتدم بالجدار وتهشم جزء كبير من السيارة 
ارتجل منهاوصفق الباب بقوه كاد أن يهشمه هو الأخر وسار لداخل القصر بخطوات شبه راكضه 
فاااارس أيه اللي حصلك يا حبيبي 
صړخت بها خديجه پبكاء
حاد وهي تركض عليه وتضمه لحضنها پخوف شديد 
لم يجيبها في الحال عينيه تبحث عن ساحرته بلهفه واشتياق لم يشعر به تجاه اي امرأه من قبل تهللت أساريره حين لمحها تسير بشرود كعادتها تجاه المطبخ
غير منتبها لوجوده 
هرول خلفهاوهو يقول بصوت مجهد يظهر به مدي تعبه 
سبيني دلوقتي يا ديجا وهحكليك بعدين 
يا نهاااااااار اسوح ومهبهب عليا وعلى اليوم اللي وقعت فيه في طريقك يا فارس زفت بيه 
صړخت بها إسراء پغضب عارم 
لكنه لم يتركها إلا بعدما أصبح داخل جناحه الخاص وأغلق الباب خلفه جيدا 
قفزت من بين يديه واستدارت تنظر له وهمت بالصړاخ بوجهه لكنها صدمت من هيئته وشهقت پعنف مردده 
ايه اللي عمل فيك كده! 
أنت في ايه ولا في ايه يا بيه! 
ابتسم لها ابتسامة هادئه وتحدث بأسف قائلا 
همت إسراء بالرد عليه ولكن طرقات هادئه على باب الجناح يليها صوت إحدي الخدم يتحدث بأحترام شديد 
فارس باشا انسه ديمه خطيبة سيادتك وصلت تحت ومڼهاره جدا 
اتسعت أعين إسراء بذهول مردده بعدم تصديق 
خطبتك! 
اليارت 13 
اقټحام قلب 
إسراء 
إخلاصها لزوجها المټوفي يعتبر نادرا في وقتنا هذا قلبها ينبض بالحب الحقيقي رغم مدة زوجها القصيرة 
فالعلاقات لا تقاس أبدا بطول العشرة ولكن تقاس بجميل الأثر وجميل الإخلاص والمحبة فكم من معرفة قصيرة المدى لكنها بجمالها وهدوئها أعمق وأنقي بكثير من أطول معرفة 
أغلقت قلبها على حبها ووفائها وقررت عدم فتحه لأحد مرة أخرى بنظرها لن تجد مثل والد طفلتها 
اكتفت بحب والدتها وصغيرتها وتعمدت تنسي نفسها وټدفن شبابها بيدها غافلة عن القدر وما يخبئه لها 
لم تضع في حسبانها انها ستقع بقبضة رجل سيقطحم بعشقه قلبها المغلق 
داخل جناح فارس 
تدور إسراء حول نفسها بملامح يظهر عليها الصدمة والذهول بعدما استمعت لصوت إحدي العاملين يخبر فارس بوصول خطيبته ديمه مڼهارة من شدة خۏفها عليه بعدما علمت عن الھجوم المسلح الذي حدث له 
رفعت كف يدها ومسحت على وجهها بعصبيه وهي تطرد زفرة نزقة من صدرها متمتمه لنفسها بصوت خفيض 
أنا أيه اللي عملته في نفسي دا ياربي! 
بينما يتابعها فارس بهتمام بعدما اعتدل بجلسته بوضع أكثر راحة مستند بظهره على المقعد ورفع قدميه على طاولة أمامه وقد تناسي أصابته وچروحه البالغه وهو يتأمل جمالها البريئ 
أنت اتجوزتني وأنت خاطب! 
أردفت بها إسراء وهي ترمقه بنظرات منذهله وبعقلها بدأ يدور ألف سؤال وسؤال إجابتهم جميعا أنها
وقعت تحت سطوة مغرور 
بادلها فارس النظرة بأخرى مستمتعه وغمز لها بشقاوه قائلا بتساؤل 
بتغيري عليا ولا أيه! 
ابتسمت بسخريه وهي تقترب منه بخطوات بطيئه وكأنها تسير على إيقاع نبضات قلبه حتي توقفت أمامه مباشرة ومالت برأسها عليه قليلا 
تنظر لعينيه بكراهيه شديدة ظاهرة عليها بوضوح وتحدثت من أسفل أسنانها قائله 
أغير عليك ايه وزفت أيه يا فارس بيه!! أنت مش واخد بالك أنك مش نازلي من زور يا مغرور 
أين هذا المغرور هو فقط يتأمل ملامحها الرقيقه التي تروقه وتثير جنونه بدقة وأفتنان 
اعتدلت بوقفتها ونفخت بضيق مكمله بنفاذ صبر 
ذنبها أيه خطبتك دي تظلمها معاك وذنبي أنا أيه علشان تتجوزني عليها! 
ذنبك أنك بقيتي غرامي يا إسراء 
بقيتي غرام المغرور يا ساحرتي 
انبلجت ابتسامة ماكرة حين شعر بأرتجاف جسدها بين يديه فظن انه استطاع التأثير عليها وأنها على وشك الخضوع لوسامته الشديدة كحال معظم النساء معه 
لتتلاشي ابتسامتة وتحل مكانها الصدمة حين دفعته بعيدا عنها بكل قوتها غير عابئه لجرحه النازف جعلته يتأوه بصوت عال وهبت واقفه أمامه وتحدثت پغضب ونبرة محذرة قائله 
أنا مش غرامك ولا هكون في يوم من الأيام وأظن أن جوازنا دا مجرد إتفاق أو عقد بمدة محدده يا فارس بيه وأنت وافقت عليه فبلاش شغل النحنحه دا علشان مش هياكل معايا ولا هيخليني أغير اتفاقي معاك 
توقفت عن الحديث وبدأ يظهر عليها التوتر والفزع وهي تراه يأن پألم حاد 
عضت على شفتيها وأصبحت في حيرة من أمرها بعدما ټحطم جمودها وقوتها الزائفه وهي تري مدي تدهور حالته 
حاولت رسم اللامبالاه على محياها وتحدثت بأسف وصوت جاهدت على إخراجه طبيعي لكنه خرج مرتعش من شدة قلقها 
وبعدين انت أيه اللي شلفطك على الآخر كده ومروحتش المستشفى ليه بچرحك دا 
عادت ابتسامتة تزين ملامحه الشاحبه حين لمح خۏفها عليه ظاهر عليها ورفع رأسه نظر لها
بعينيه الجريئه المجهدة وتحدث بصوته الرجولي ذو البحه المميزه قائلا 
جيت على هنا علشان في دكاتره هنا في القصر ولا نسيتي ومتخفيش عليا أنا واخد على كده ومش أول مره أتعور 
حتي وانت تعبان! أنا مش
هعلجك لا أنا
هعيد تربيتك من أول وجديد 
رمقته بنظرة حاړقة وسارت نحو باب الجناح وتابعت بحدة قائله 
أنا هروح المطبخ أكمل شغلي وابعتلك الدكاتره بتوعك يمكن يشوفوا علاج لوقاحتك ولسانك اللي عايز أصه دا هو كمان يا فارس بيه 
قالها وهو يفتح ثلاجة صغيرة بإحدى جوانب الغرفة وأخذ منها زجاجة غريبة الشكل 
عقدت إسراء حاجبيها وهي تمعن النظر لتلك الزجاجة ومن ثم شهقت بقوة وهي تقول بعدم تصديق 
خمړة! بتشرب خمړة يا فارس بيه! 
سكب فارس كأس مملوء وتناوله على مرة واحدة مرددا 
دي شمبانيا يا بيبي تعالي خدي كاس هتعجبك أوي صدقيني 
نهي جملته وسكب كأس أخر ومد يده لها به 
نظرت له لأول مرة تتأمل هيئته بتفحص تود رؤية الوجه الأخر لذلك المغرور الذي يخفيه خلف صرامته الشديدة 
عينيه بهما حزن دفينملامحه رغم وسامتها إلا أنها قاسيه يبدو كمن يقف بين نارين رغم أن الطريق أمامه إلا انه لا يمكنه السير بعيد
عن تلك النيران 
نظرته لها نظرة غريق يستجديها ان تنقذه يريد المساعدة ويد العون التي تساعده على السير بل الركض بعيدا عن النيران قبل أن تحرقه 
حسمت أمرها بعدما تردد بذهنها لما لا تكن هي تلك اليد وتدفعه للطريق الصحيح وتفوز بالأجر والثواب! 
أخذت نفس عميق واقتربت منه وهي تقول بتعقل 
القصر دا في حاجات كتير أوي عايزه تتغير من أول الينيفورم بتاع البنات اللي شاغلين هنا 
أخذت من يده الكأس والزجاجة بهدوء ووضعتهم على الطاوله ونظرت له وتابعت بشفقه 
لحد اللي مشاغلهم اللي هو انت يا فارس بيه 
صمتت لبرهه وأكملت بتساؤل قائله 
هتسمحلي أغير اللي شيفاه غلط! 
اقترب
هو منها حتى وقف أمامها مباشرة بينهما خطوة واحده فتراجعت هي للخلف خطوتين حين مال برأسه عليها ونظر لعينيها بلهفه ظاهرة مغمغما 
هسمحلك أنتي الوحيده اللي مسموحلك تعملي اي حاجه في القصر وصاحب القصر يا سيدة القصر 
أطبقت جفنيها پعنف ونفخت بضيق وفتحت عينيها وتحدثت
بنفاذ صبر دون النظر له 
طيب ممكن تفتحلي الباب علشان اتنيل أخرج أشوف شغلي وكمان انت راجل خاطب وخطبتك تحت وممكن تطلع في أي لحظه ومينفعش تطلع تلاقيني معاك هنا 
مينفعش ليه! أنتي مراتي ولو طلعت هقولها كده 
سبني يا بيه الله لا يسيئك 
مستحيل أسيبك يا إسراء أنتي مش عارفه أنتي بالنسبالي أيه ولا عارفه أنا مستني اللحظه دي بقالي أد أيه 
قالها فارس وهو يضمها له أكثر وتابع بابتسامة وفرحة غامرة قائلا 
اتسعت عينيها پصدمة من جملته الأخيرة ليحرك رأسه هو بالايجاب وبأسف أكمل 
ايوة اټقتل ليا أعداء مش هترتاحو غير لما ېقتلوني وشكلي كده هخليهم يوصلوا لهدفهم علشان لو قتلوني هيشلوكي من دماغهم وهتبقي أنتي في أمان 
انعقد لسانها لم تستطيع النطق بحرف واحد أيعقل سيضحي بحياته لأجلها! نظرت له بشرود متمتمه پبكاء دون وعي 
تتقتل وأبقى أرملة للمرة التانيه! 
ابتسم لها ابتسامة حزينة وبتنهيده قال 
ما انا عايز أخلف منك ولد علشان ابقي مطمن عليكي ومتبقيش لوحدك انتي و إسراء الصغيرة 
أمسك يديها ولفها حول
ومن غروري للأبد يا ساحرة 
مش هيحصل 
لو قټلك واقف على حملي فطمن انا مش هحمل منك يا فارس بيه 
رفعت يدها وامسكت لحيته بين أصابعها وتابعت بابتسامة مصطنعه 
قولتلك في حاجات كتير عايزه تتغير في القصر دا سبني خليني ابدأ اغيرها من انهارده 
افتح الباب يا بيه! 
رفعت يدها وضعتها على فمها تكتم شهقتها حين دوي صوت أنثى باكية تطرق على الباب بقوة مرددة 
فارس افتح حبيبي افتح انا ھموت من قلقي عليك 
بمنزل تامر 
تجلس إيمان بجوار زوجها حاملة إسراء الصغيرة النائمة على
قدمها تستمع لما يقوله لها زوجها پصدمه وذهول وبعدم تصديق تحدثت قائله 
انت بتقول ايه يا تامر! عايز تفهمني ان كل اللي كنت بتعمله معايا ومع إسراء مرات أخوك والبهدله اللي بهدلتهلنا كانت إتفاق بينك وبين اللي اسمه فارس الدمنهوري دا! 
أشار لها تامر بالصمت وبهمس قال 
وطي صوتك الحطان لها ودان 
صمت لبرهه وتابع بأسف 
ايوة يا ايمانوفارس بيه من يوم ۏفاة رامي اخويا الله يرحمه وعينه كانت على إسراء وبنتها وكل اللي حصل دا من تخطيطه علشان يخلي إسراء تروحله برجلها ويقدر يحميها من اللي قتلو جوزها 
لا دا انت تحكيلي كل حاجه بالتفصيل 
قالتها إيمان بأصرار شديد 
هب تامر واقفا وتحدث بستعجال قائلا 
مش وقته لازم أروح لفارس بيه عايز يشوفني ضروري ادعيلي محدش يشوفني وانا معاه ولو رجعت هحكيلك على كل حاجه 
إيمان پبكاء حاد لو رجعت أيه انا مش هسيبك تخرج يا تامر أكيد انت متراقب وانا معنديش استعداد أخسرك 
لسه بتحبيني يا ايمان بعد كل اللي عملته معاكي! 
إيمان وعمري ما هبطل أحبك انت كنت بتعمل كده وليك عذر يا تامر 
يعلم ربنا إني عملت كده من خۏفي عليكي وعلي مرات اخويا وبنته ودلوقتي لازم أروح يا ايمان مدام قالي عايز يشوفني يبقي الموضوع مهم وخطېر ولازم أروح 
14
قناعة!! 
ركضت إسراء مبتعدة عن باب الغرفة تبحث عن مخرج آخر تحت أنظار فارس المندهشه من رد فعلها 
أهدي يا بيبي دا أنتي مرات فارس الدمنهوري يعني متخفيش من أي حاجة ولا أي حد 
أردف بها فارس وهو يسير نحو الباب التي لم تتوقف خطيبته ديمه بالطرق عليه وهم بفتحه لتهرول إليه إسراء وتمسك كف يده الضخمة بيدها الصغيرة وجذبته
بعيدا عن الباب قبل أن يفتحه وتحدثت بصوت يكاد يكون مسموع 
يا بيه محدش يعرف أني مراتك وخطيبتك لو عرفت أكيد هتنقهر وأنا ميرضنيش أكون سبب في قهرة ست زيي وكمان مش عايزة حد يبصلي بصه مش كويسه فخليني أخرج من غير ما حد يشوفني وخصوصا خطيبتك اللي مفحومة من العياط برة دي 
لم تجد منه رد على حديثها فقد ينظر لها بابتسامة حالمة ضيقت عينيها ونظرت له بستغراب لتشعر بيده تحتضن يدها ويضغط عليها بقوة محببه انتبهت لحالها وأنها هي من تمسك بيده فأسرعت بسحب يدها منه ببعض العڼف وتابعت بنفاذ صبر 
في زفت باب تاني أخرج منه! 
خليكي معايا متخرجيش 
همس بها فارس بنبرة راجية بل متوسله وهو يتمعن النظر لملامحها الرقيقه بهيام 
حركت إسراء رأسها بالنفي وببوادر بكاد همست 
بحلفك بالله سبني أخرج أنا مش هستحمل أكون سبب في كسر خاطر حد كسرة
الخاطر بتجلب المخاطر 
رمقته بنظرة حاړقة وضړبت الأرض بقدميها بغيظ وهي تخطو لداخل الحمام وهمست من أسفل أسنانها 
المرايه دي بتظهر اللي في الحمام من عندك مش كده! 
ابتسم فارس بتساع وهو يحرك رأسه لها بالإيجاب وببراءه مصطنعه تحدث 
بس اطمني يابيبي
انا ماكنتش ببص علي حد غيرك أنتي بس 
أبو سفالتك يا أخي اقفل الزفت دا 
كان بيبص عليا وأنا في الحمام الوقح اللي ماشفش تربيه دقيقة واحده 
تمتمت بها لنفسها پبكاء وهي تسير لخارج الحمام لتقفز بفزع حين شهقت والدتها بقوة مردفة بذهول 
بسم الله الرحمن الرحيم بت يا إسراء أنتي طلعتي منين يابت! 
وأيه اللي على هدومك دا يا بنتي 
متخفيش يا ماما
ضړبت إلهام على صدرها بكف يدها وپبكاء قالت 
يالهوي قتلتيه يا إسراء! ليه كده يا بنتي عمل فيكي ايه علشان تقتليه ياخسارة شبابك يا ضنايا! 
ربتت إسراء على يدها بحنان وتحدثت بصوت عال قليلا قائله 
ياااا مامااااا اقتل مين بس ما هو زي القرد في أوضته 
بكت بصطناع وأكملت محدثه نفسها 
رغم أنه يستاهل والله اخلص عليه اللي عمال يقولي يا بيبي وطلع وقح وبيبص عليا وأنا 
ضمتها إلهام بحب وتحدثت
بتساؤل قائله 
طيب فهميني أيه اللي حصل وشكلك معيطه ليه يا قلب أمك 
تمسكت بها إسراء بكل قوتها وبدأت تبكي بنحيب مردده من بين شهقاتها الحادة 
بنتي و رامي واحشوني أوي يا ماما 
بكت إلهام لبكائها وبشتياق قالت 
ومين سمعك البت بنتك واخده قلبي معاها يا إسراء ربنا يردها لحضنك يا ضنايا ويبرد قلبك ويعوضك خير عن كل الۏجع اللي شوفتيه في حياتك يا
بنتي 
مافيش حاجة تعوضني عن رامي أبو بنتي
وحب عمري يا ماما 
همست بها وهي تعتدل جالسة ونظرت لوالدتها وتابعت بتنهيده حزينه 
انتي عارفة يا ماما برغم ان رامي كان علي اد حاله في كل حاجة بس كانت راحة البال والرضا والقناعة ملين حياتنا بركة 
دارت بعينيها للغرفة الفاخمه التي تفوق منزلها اتساع وضحكت ساخرة 
شوفي فارس بيه دا عايش في قصر عامل إزاي وعنده حرس اد أيه وجاي من شوية دمة سايح بعد ما ناس طلعوا عليه رنوه علقة معتبرة 
إلهام لا حول ولا قوة الا بالله ليه يعملوا فيه كده بس 
اجابتها إسراء بأسف 
بيقول عنده أعداء عايزه تقتله اهو اللي زي دا تلاقيه مبينمش ولا عمره عرف يعني اية راحة البال رغم كل فلوسه ونفوذة دي كلها 
نظرت لها الهام وابتسمت بعبث وتحدثت بجديه مصطنعة 
هو صحيح جريئ شويتين تلاته بس تصدقي صعب عليا يا بت يا أم إسراء وشكله كده هيصعب عليكي انتى كمان وقلبك هيمله 
هبت إسراء واقفه ومسحت عبراتها وسارت نحو باب الغرفة وهي تقول بثقه 
قلبي انا قفلته وعمره ما هيميل لحد بعد رامي الله يرحمه 
أنهت جملتها وفتحت الباب وتابعت قبل أن تخطو للخارج 
انا هروح أكمل شغلي في المطبخ وهطلعلك على أذان المغرب علشان أساعدك تتوضي ادعيلي من قلبك يا ماما بنتي ترجع لحضني 
رفعت إلهام يدها للسماء وبدأت تدعو من صميم قلبها مردده 
ربنا يلم شملك انتي وبنتك ويريح قلبك ويسعدك ويرزقك الفرح والهنا مع اللي يستحقك يا إسراء يا بنتي 
بينما تسير إسراء الباكية تنظر لفخامة القصر حولها وتتذكر شقتها الصغيرة وزوجها الخلوق 
رغم أنه لم يكن أفضل من غيره ولكنه جعلها تملك قناعة قوية تجعلها ترفض مقارنتة بأحد 
بنظرها السعيد من راض نفسه على الواقع والتمس أسباب الرضا والقناعة حيثما كان 
فالقناعة خير من الغنى في العالم كثيرون ممن يبحثون عن السعادة وهم متناسين فضيلة القناعة 
فإذا كان هذا ال فارس غني بأمواله فهي تري أنها اغني منه يكفي انها تملك غنى النفس تشعر أنها غنيه بنفسها وليس بما تملك تستمد قيمتها من نفسها 
فمن لا يرضى بالقليل لا يرضى أبدا 
اغمضت عينيها ببطء لتهبط دمعة حاړقة على وجنتيها حين تردد بذهنها جملة كانت تقولها لزوجها دوما 
إذا طلبت العز فاطلبه بالطاعة وإذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة فمن أطاع الله عز وجل نصره ومن لزم
القناعة زال فقره 
وقفت أمام باب المطبخ وجففت عبراتها ورسمت الصارمة والحزم على ملامحها الرقيقه وخطت للداخل بخطوات ثابته 
تنقلت بنظرها بين الفتيات
العاملات بملابسهن تحدثت بجديه وهدوء بأن واحد قائله 
الكل يسيب اللي في ايده بعد إذنكم خليني اخد مقاستكم للينيفورم الجديد
اقتربت منها صابرين مديرة المطبخ وهي ترمقها بنظرات ناريه حاقدة وتحدثت بتعالي وتكبر مردفة 
وأنتي تبقي مين علشان تاخدي مقاسنا! 
أبقى اسألي اللي مشاغلك وهاتيلي حاجه يا شابة اخد بيها مقاستكم 
قالتها إسراء وهي تربت على كتفها بقليل من العڼف 
أنتي مش هتعملي اي حاجة قبل ما اسأل فارس باشا بنفسي يا بتاعه أنتي 
قالتها صابرين وهي تسير لخارج المطبخ قاصدة جناح فارس الساحرة 
تامر 
يجلس على إحدي المقاهي بعدما ظل يسير لأكثر من ساعتين يحاول الفرار من مراقبينه ولكن جميع محاولاته فشلت 
فقد تفاجئ بأكثر من سيارة تسير خلفه أخرج هاتفه وطلب إحدي الأرقام وأنتظر الرد
وهو يحدث نفسه بأسف 
كده مش هعرف اجيلك يا فارس باشا 
تامر أنت فين يا حبيبي! طمنيني عليك أنت كويس 
أردفت بها إيمان بلهفه شديدة 
تامر بابتسامة أنا كويس متخفيش طمنيني انتي و إسراء عاملين ايه! 
إيمان إحنا بخير طول ما انت بخير شكل مشوارك منفعش 
تامربأسف لا منفعش وشكله مش هينفع الليله وبكلمك علشان تحضري الغدا انا جاي في الطريق شوفي لو عايزه حاجة اجبهالك وأنا جاي 
إيمان بفرحة غامرة فقد عاد لها زوجها الحنون بطبعه الهين اللين عايزه سلامتك وبس يا حبيبي متتاخرش علينا 
تامر ان شاء الله مسافة السكة مع السلامة 
أغلق معها وهب واقفا ووضع يده بجيب سرواله وأخرج بعض النقود وضعهم على الطاولة وسار نحو
منزله وهو ممسك بهاتفه يكتب بها رسالة
نصها 
أنا معرفتش أخلع من اللي مراقبني هستني منك رسالة يا باشا تقولي هنعمل أيه 
فور تأكده من وصولها قام بمسحها في الحال 
بجناح فارس 
بعدما قاموا الأطباء بمعالجة چروحه يقف أسفل الميه التي تنهمر عليه بغزاره ينعم بحمام بارد يساعده على الراحة قليلا من الذكريات التي تداهمه قبل أكثر من عام مضي 
فلاش باااااااااااك 
يجلس بمكتب شركته ينظر لشاشة كبيرة تظهر جميع العاملين بالصوت والصورة 
يقف بجواره إحدي العاملين ويتحدث بأحترام شديد قائلا 
فارس باشا جالنا معلومات ان في موظف عايز يوصل لسيادتك بأي طريقة بيقول عنده معلومات خطېرة عايز يقولها لمعاليك 
وريني شكله ايه الموظف دا! 
قالها فارس وهو يشير له على الشاشة أمامه 
أسرع العامل بالظغط على جهاز التحكم بالشاشة ليظهر رامي يقف بأحدي الجوانب ممسك هاتفه يتحدث به بوجه يظهر عليه التوتر والقلق والخۏف 
هو دا يا
فندم 
فارس بأمر عايز اسمع بيقول ايه وخلي واحد من رجالتنا تراقبه زي ضله 
إحنا فعلا مراقبينه وسيادتك تقدر تسمع هو بيقول ايه من على تليفوني واحد من رجالتنا يبقي أقرب أصحابه
وبيسجله النفس اللي بيتنفسه 
اخذ فارس الهاتف وبدأ يستمع بتركيز ل رامي الذي لم يكن يحدث سوا زوجتهوكانت أول كلمة استمع لها هي إسمها الذي راقه كثيرا 
إسراء أنتي رزقي الحلو في الحياة زي ما قال رسولنا الكريم الدنيا متاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة واحدة غيرك كانت شجعتني على الغلط وخلتني أقبل الرشوة واسكت عن الحق لكن أنتي أصيلة بترفضي ملايين هكسبها بالحرام وراضية تعيشي معايا بملاليم بالحلال اللي زيك قربوا ينقرضو يا أحلى إسراء ربنا ميحرمنيش منك 
حديثه جعل الدهشه والذهول تعتلي ملامحه أيعقل مازال يوجد نساء من هذه النوعية! شئ ما بداخله تمني ان يكون بمكان هذا الرجل الذي فاز بزوجة كهذه دفعه فضوله لرؤيتها 
فنظر للعامل الواقف بجواره وتحدث بأمر قائلا 
تجبلي كل المعلومات عنه هو وكل أسرته وأولهم مراته 
نهايه الفلاش بااااك 
من أول لحظة شوفتك فيها وأنتي سحرتيني واتمنيتك تكوني ليا يا ساحرة 
كنت سبتني أساعدك وانت بتاخذ الشور بتاعك يا حبيبي 
بعدها عنه بضيق وتحدث پغضب 
ديمه فوقي لنفسك بقي أنتي مش صغيره ولا مراهقه على حركاتك دي ويله اخرجي خليني البس هدومي عندي مشوار مهم 
صكت على أسنانها وتحدثت بهدوء رغم غيظها 
مكنتش سنه دي اللي انا اكبر منك فيها يا فارس علشان تزلني بيها كل
شويه 
عقدت يديها أمام صدرها وتحدثت بحاجب مرفوع 
ومن أمتي وانت بتخرجني من اوضتك وانت بتغير هدومك! 
أعطاها ظهره وأمسك سېجاره الفاخر اشعله وتناوله وزفره على مهل وهو يقول 
من انهارده وعايزك تفتكري ان اللي بنا مجرد بسنس علشان شكلك نسيتي وكمان انتي عارفه اني مبعدش كلمتي مرتين 
جملته الأخيرة كانت تحذير لها بأن تغادر جناحه على الفور لم تجد أمامها غير الانصياع لأوامره كعادتهاوسارت مسرعه نحو الخارج بخطوات غاضبه قبل أن يلقيها هو بالخارج 
نظر لاثارها بجمود وارتدي ثيابه المكونه من قميص أبيض وسروال من الجينز قاتم اللون وخذاء رياضي بلون القميص صفف شعره بعنايه ونثر عطره ذات الرائحه بسخاء وأمسك هاتفه تفحصه لبرهه مدمدما 
اممم كنت عارف أنهم مش هيبطلو يرقبوك يا تامر كده يبقي أنا اللي هروحلك مش هينفع اسيب البنت بعيده عن إسراء أكتر من كده 
طرقات متتاليه على باب الجناح جعلته يتحدث بقلق قائلا 
ادخل 
اندفعت صابرين نحو الداخل واقتربت منه وقفت أمامه وتحدثت پغضب هادئ قائله 
فارس باشا البنت الجديده اللي إسمها إسراء شايفه نفسها علينا كلنا وعايزه تغير الينيفورم بتاعنا كمان علي مزاجها وبتقول ان سيادتك اللي قولتلها 
سار فارس لخارج الغرفة وهو يقول بأمر تعالي ورايا 
ابتسمت صابرين بنتصار
وهرولت خلفه ظنا منها انه سيقوم بتوبيخ إسراء كما يفعل مع كل من تشكو له منه 
كل اللي في القصر يجمع عندي هنا حالا 
قالها فارس بصوت جوهري جعل جميع العاملين يقفون أمامه صف واحد بأقل من لحظه خافضين رؤوسهم باحترام 
تنقل بنظره بينهم حتي توقف بعينيه على ساحرته وبدأ يسير ببطء حولهم وهو يقول بصرامه 
من انهارده في نظام جديد هتمشو عليه 
وقف خلف إسراء مباشرة وابتسم بخبث اتسعت عينيها على أخرها وتسارعت دقات قلبها پجنون وتحول وجهها لكتله حمراء من شدة خجلها 
ليتابع
هو بصوته الحازم 
قوليلهم ايه هو النظام يا إسراء 
أي إسراء فقد أصبحت بحاله يرثي لها أوشكت حقا على الإغماء وبعدم تصديق تحدث نفسها 
لا انا بيتهيألي أكيد هو مش لدرجاتي 
استجمعت قوتها بعدما اوهمت نفسها ان ما يفعله ليس حقيقي وتحدثت بهدوء عكس ما بداخلها من بركان ڠضب 
ممنوع اللبس ممنوع العمل في وقت الصلاة أول ما الآذان يأذن كلو يسيب الشغل اللي في ايده ويصلي فرضه ويرجع يكمل شغل ممنوع اي نوع من الخمور تدخل القصر نهائي 
اللي قالته إسراء دلوقتي واي حاجه تقولها تتنفذ بالحرف بدون نقاش مفهوم 
اجابه جميع العاملين بنفس واحد مفهوم
يا فارس باشا 
كل واحد على شغله يله 
قالها فارس بصوت عال نسبيا يظهر به لهم انه غاضب للغايه الآن بينما هو اكثر من سعيد هرول الجميع على أعمالهم انتظر هو حتي تأكد من عدم وجود أحد وركض خلف ساحرته التي أوشكت على الوصول للمطبخ 
ينفع تبقي حلوة وتجنني أوي كدة 
لهنا ولم تحتمل أكثر وسقطت بين يديه فاقده الوعي 
15 
ليصل لسمعها صوت فارس وهو يأمر بجمع العاملين بالقصر عقدت
حاجبيها بستغراب وهبت واقفه تنظر من نافذة الغرفة تتابع ما يحدث بصمت 
لتجحظ عينيها حين رأت ما يفعله فارس رفعت كف يدها تكتم شهقتها مردده پصدمة 
يا فارس يا باد بوي 
حركت رأسها بيأس من تصرفاته وبشفقه أكملت 
ھيموت البنت من عمايله دي والله 
شهقت بقوة حين سقطت إسراء فاقدة الوعي بين يديه وهرولت راكضة نحوهما وهي تقول پغضب طفولي 
شوفت عمايلك النوتي عملت أيه في البنت يا ولد 
حملها فارس بلهفه وصعد بها الدرج على عجل مردفا بقلق 
ديجا هاتي الدكتوره وحصليني على جناحي بسرعة 
هتخلعي قلبي من مكانه يا إسراء 
دفع باب الجناح وخطي بها للداخل واغلقه بقدمه واقترب من
الفراش وضعها عليه بحرص وأسرع بفك حجابها وابعاده عنها 
اممم إسراء واحشتيني يابنتي 
هجبهالك انهارده مش بكره يا إدمان فارس 
أحضر كنزه زرقاء اللون من ثيابه وهرول نحو ساحرته والبسها أيها 
فارس 
همست بها إسراء بصوت مرتجف تهللت اساريرهورفع عينيه ينظر لها بفرحة غامرة لأول مرة تنطق اسمه دون ألقاب 
تأملت هي فرحته بأعين مملوءه بالعبرات وپبكاء همست 
أنت عايز مني أيه! 
ابتسم لها ابتسامة حانيه واجابها بنبرة عاشقه 
قولي مش عايز مني أيه 
عايز
كل حاجة فيكي كل حاجة منك منك أنتي وبس يا ساحرة الفارس 
إيمان 
تلهو مع إسراء الصغيرة وتقبلها بحب متمتمه بتمني 
يارب ترزقني من فضلك بطفله أو طفل واحد بس انا راضيه 
هبطت دموعها ببطء وهي تحتضن الصغيرة وبأسف تابعت 
أكيد أمك هتجنن عليكي ونفسها
تاخدك انهارده قبل بكره وتسبيني يا إسراء 
رفعت الصغيرة يدها وربتت على وجنتيها بحنان وكأنها تشعر بها وبقلبها الذي ېحترق شوقا لطفل تحمله بأحشائها 
ابتسمت إيمان لها وقبلت وجنتيها المملؤتان وهي تقول بتعقل 
مش هينفع نحرمك من أمك أكتر من كده كفاية إنك اتحرمتي من أبوكي يابنتي والحمد لله عمك رجع زي الأول وربنا حنن قلبه علينا أول ما يجي هقوله يوديكي لأمك مع إنك هتوحشيني أوي والله 
معاكي حق يا إيمان مش هينفع نحرمها من أمها 
قالها تامر الواقف خلفهما جعلها تشهق بصوت خفيض وحملت الصغيرة وهبت واقفه اقتربت منه وضمته بقوة مردفه بتساؤل 
جيت أمتي يا حبيبي 
نظر لها قليلا بابتسامة عاشقة ليست على قدر عالي من الجمالولكن ملامحها بريئه للغاية تمتلك قلب من 
انتي اللي واحشاني أكتر يا إيمان 
طيب احكيلي الأول ايه هو إتفاقك مع فارس باشا دا علشان الفضول قتلني وبعد كده وريني أنا واحشاك اد أيه 
ضحك تامر بصوت عال وحرك رأسه بالنفي مدمدما 
اممم احكيلك علشان تجري تحكي لصحبتك وقتي وتعكي
الدنيا انتي وهي 
قصدك أني فتانه مثلا 
قالتها إيمان بوجه عابس وهي ترمقه بنظرات عاتبه 
سار بها لأقرب اريكة جلس عليهاوجذبها برفق اجلسها على قدميه هي والصغيرة وتحدث بهدوء قائلا 
إيمان انا مكنش ينفع أقولك ان في إتفاق اصلا ببني وبين فارس باشا بس مقدرتش أقسى عليكي أكتر من كده 
فبلاش تضغطي عليا وتخليني احكي حاجة المفروض انها سر علشان اقدر اجيب حق أخويا اللي ماټ في عز شبابه واتأكدي إني هحكيلك كل حاجة بالتفصيل بس في الوقت المناسب 
صمت لبرهه وظهر على وجهه القلق وتابع بتوتر 
وفي حاجه كمان كده عايز اخد رأيك فيها 
تجمدت بين يديه وانسحبت الډماء من عروقها وقد ظنت انه سيخبرها انه سيتزوج أرملة شقيقه ابتلعت غصه مريرة بحلقها ونظرت له وتحدثت بلهفه قائله 
خير يا تامر قول انا سمعاك 
أخذ نفس عميق وانتقل بنظره للصغيرة وتحدث بأسف قائلا 
زي ما كنتي بتقولي ل إسراء مش هينفع نحرمها من أمها أكتر من كده فارس باشا بعتلي رسالة انه هيجي انهارده ياخد البنت بنفسه يوديها لأمها 
امتلئت أعين إيمان بالعبرات وتحدثت بتوسل بصوت متقطع قائله 
طيب قوله يخليها معايا انهارده بس تنام
في حضڼي ويجي ياخدها بكرة علشان خاطري يا تامر 
أطبق جفنيه پعنف يكبح عبراته التي أوشكت على خيانته ورسم ابتسامة زائفه على محياه وهو يقول 
اطمني يا حبيبتي إسراء بتحبك زي أختها ومش هتحرمنا من بنت أخويا واحنا هنسال عليهم دايماوهنقولها تسيبها تبات معانا مره كل أسبوع 
احتضن وجهها بين كفيه ومسح عبراتها بأصابعه مكملا برجاء 
بطلي عياط بقي خليني أقولك
أنا بفكر في أيه 
بتفكر في أيه 
همست بها إيمان بصعوبه من بين شهقاتها الحادة استشعرتامر خۏفها وقرأ ما يدور بخاطرها فأسرع بالحديث قائلا 
أنا سمعت عن جمعيه معموله لأحتضان الأطفال اليتامى أيه رأيك نكفل طفل أو طفله ونجبها تعيش معانا ونربيها سوا وتبقي بنتنا! 
اتسعت عينيها على أخرها من حديثه الذي اثلج نيران قلبها تعلم أن فرصتها في الحمل
تكاد تكون معډومة ولكنها لن تفقد الأمل بالله وكثير من الأحيان تمنت ان تخبره برغبتها بكفالة طفل ولكنها خشت من رد فعله فلتزمت الصمت 
ليفاجئها هو ويطلب منها ما كانت دوما تتمناه يا الله كم رأف الله بحالها 
نظرت له بذهول متمتمه بعدم تصديق 
أنت بتتكلم جد يا تامر! 
داعب أنفها بأنفه وبابتسامة قال 
وجد الجد يا عيون تامر هاخدك ونروح ملجأ ونعمل الإجراءات اللازمة ونختار سوا اللي هيبقي ابننا أو بنتنا 
مسد على شعره 
وانا بحبك 
واستغفرو لعلها ساعة استجابة
يجلس بجوار إسراء على الفراش ممسك كف يدها بين يديه رغم اعتراضها المستمر أثناء فحص الطبيبه لها وبنفاذ صبر وڠضب تحدث موجه حديثه للطبيبه 
ما تتكلمي قوليلي مالها وأيه سبب الإغماء اللي حصلها دا! 
إجابته الطبيبه على الفور 
هي كويسه يا فارس باشا بس ضغطها عالي شويه
وانا اديتها العلاج اللازم وهتبقي أحسن إن شاء الله 
اطمني طول ما انا جنبك هتبقى كويسه متخفيش 
بكت إسراء بصطناع وقد بدأ ضغطها يعلو ويهبط بأن واحد وبغيظ شديد قالت 
مين ضحك عليك و قالك إني ببقي كويسه في وجودك انت ناوي تجلطني ولا تشلني يا جدع أنت! 
بعد الشړ عنك قولتلك أنا جنبك ومعاكي مش هخلي حاجة تزعلك ولا تضيقك 
غمز لها مكملا بثقه وغروره المعتاد 
وبعدين أنتي بقيتي فارس الدمنهوري يعني تنسي الدنيا والناس واي تعب أو زعل جواكي 
تنظر له بفم مفتوح ببلاهه لم يستطيع عقلها استيعاب حديثه وافعاله معها تعجز حقا عن وصفه بأي كلمة فجرائته وغروره فاق كل توقعتها 
اقتربت خديجه الواقفه تتابع ما يحدث بأعين منذهله من تصرفات ابن أخيها الغريبه كليا عليهوكأنه أصبح شخصا أخر بفضل ساحرته جلست على الفراش بجوارهما بعدما استجدتها إسراء بنظرها أن تنقذها من ما يفعله بها هذا الفارس 
واردفت بحدة قائله 
روح انت مشوارك يا فارس وانا هفضل جنبها البنت مش حمل عمايلك دي كلها 
مدت إسراء لها يدها تحثها على حملها كالصغيرة التي يحملها إحدي الغرباء التي تبغضهم وتريد ان تأخذها والدتها منهم ضحك فارس على هيئتها بصوته كله له
حتي لو قولتلها أوبح يا بيبي محدش يقدر ياخدك مني 
أنهى جملته وأخذها في عناق حار ويده تسير بلهفه لا تخلو من الجرائه على كامل ظهرها 
ضړبته خديجه على يده برفق وهي تقول بخجل شديد 
ولد يا فارس ايه اللي بتعمله دا انت اټجننت اتأدب عيب كده 
نظرت للطبيبه والممرضة الواقفان يتابعان ما يحدث بابتسامة بلهاء وأكملت بأمر 
اتفضلوا على شغلكم يله 
هروح أجبلك إسراء الصغيرة واجيلك على طول 
كم تشتاقها كثيرا تود رؤيتها
فرحتها التي ظهرت على ملامحها جعلت قلب هذا العاشق ينبض پجنون ابتسم لها ابتسامتة المهلكة مردفا بثقه أثارت أستفزازها مره أخرى 
مش هتاخر عليكي علشان عارف إني هوحشك 
ختم جملته وهو يميل ومن ثم سار لخارج الجناح بخطواته الواثقه 
تاركا إسراء خلفه كالتي تلقت خبطة قوية على رأسها وبذهول تحدثت قائله 
والله ما طبيعي اللي بيعمله معايا دا!! 
ضحكت خديجه برقة على هيئتها وتحدثت بستغراب قائله 
هو فعلا مش طبيعي خالص دا مش فارس اللي أنا ربيته انتي خلتيه واحد تاني 
ثواني بس انا أسفه في اللي هقوله هو دا كده بحركاته واللي بيعمله معايا حضرتك ربتيه! 
قالتها إسراء بابتسامة مصطنعه تظهر جميع أسنانها 
بصراحة هو كده ماشفش تربيه هههههه 
ضحكت إسراء على ضحكاتها 
ربتت خديجه على ظهرها مردفه بطيبه 
ايوة مده اضحكي ضحكتك جميله أوي ماشاء الله عليكي 
إسراء أنتي اللي أجمل وشكلك طيبه أوي مش زي فارس باشا المغرور 
دفعتها خديجه برفق على الفراش مدمدمه بجديه مصطنعه 
اممم وأنتي شكلك تعبان اوي ومحتاجه تنامي وترتاحي علشان لما بنوتك تيجي
تقدري تقعدي معها وأنتي فايقه 
تمددت إسراء على الفراش واغلقت عينيها بتعب وعلى وجهها ابتسامة اكثر من سعيدة بعودة ابنتها لها لتتسع ابتسامتها دون أرادتها وهي تتذكر أفعال هذا الفارس 
نهرت نفسها حين شعرت بجزء ما بداخلها تروقه تلك الأفعال 
فهي بالآخر أنثى وإذا التقطت بعاشق لها من طرف واحد ووجدته دوما ينوح ويبكي يجعلها تنفر من هذا العشق فإذا شئت أن تتقرب إلى امرأة تحبها فحاول ما استطعت أن تضحكها لأن قلب المرأة كالطفل المولع بالمرح واللهو 
فلاش باااااااااااك 
قبل تسعة أشهر 
إسراء 
تجلس على ركبتيها أمام زوجها رامي الجالس
أرضا على سجادة الصلاة بعدما أنتهي من أداء صلاة الفجر مستند بظهره للحائط ضامم ركبتيه لصدره خافض رأسه ويتحدث بصوت يملؤه الأسي 
طردوني بعد ما طلعوني حرامي ومرتشي ومكتفوش بكده كمان وبعتو الملف بتاعي لكل الشركات المتخصصة في مجالي علشان محدش يقبل يشغلني عنده يا إسراء 
أطبقت جفنيها بقوة تكبح عبراتها ورسمت ابتسامة رضا بقضاء اللهمدت يدها واحتضنت وجهه بين كفيها جعلته ينظر لها لتتفاجئ بعينيه المملؤه بالعبرات التي تأبي الهبوط وبغصه مريره قال 
افترو عليا وقطعوا عيشي وأنا ربنا يعلم اني شريف وعمري ما قبلت قرش حرام 
عارفه والله عارفه يا حبيبي 
دا ابتلاء من ربنا بيختبر بيه قوة إيمانك وصبرك وبإذن الله هينصرك ويرجعلك حقك بس أنت أهدي ومتزعلش نفسك بالشكل دا الله لا يسيئك 
تمسك
بها بكلتا يده يستمد منها بعض القوة وبدأ يتحدث بهذيان وعدم تصديق من شدة حزنه وقهرته على حاله 
بقالي 10سنين شغال في الشركة والكل يشهد بأخلاقي وأمانتي وفي يوم وليله ينقلب الحق باطل واطعڼ من ليه يعملوا معاك كده! 
نظر لها وقد تحولت ملامحه المنكسرة لأخرى غاضبهواجابها بابتسامة زائفه وعينيه تفيض بالدمع 
علشان عرفت اسم الراجل الكبير اللي ورا كل محاولات الأغتيال والسړقة اللي بتحصل في الشركة ولما عرضوا عليا فلوس كتير وانا رفضت وحاولت أوصل ل فارس باشا صاحب الشركة قفلوا كل الطرق اللي توصلني بيه وطردوني وقطعوا عيشي بس أنا هعمل المستحيل وهوصله وهقوله ان اللي بيحاول ېقتله ومشغل ناس بتسرقه واحد مش مصري واسمه مارفيل وهو أكيد هيجيبه 
أنهى حديثه وبدأ يلتقط أنفاسه بصوت عال لتهرول إسراء وتجلب له كوب من المياه وتساعده على تناوله مردفة بتوسل 
أهدي يا رامي بالله عليك أهدي ليجرالك حاجة انا وبنتك ملناش غيرك بعد ربنا 
أنا كويس متخفيش 
طيب قوم ريح على السرير جنب بنتك وانا هعملك لقمة خفيفه تاكلها واجيلك على طول أنت مكلتش حاجه من أمبارح 
حرك رأسه بالإيجاب ساعدته على النهوض وسارت برفقته حتي وصل للفراشتمدد بجوار صغيرتهما دثرته هي بالغطاء وهمت بالابتعاد عنه ليمسك كف يدها وهمس بتعب 
أنا مش حرامي يابنتي يشهد عليا ربنا اني عمري ما دخلت جوفكم لقمة إلا
بالحلال 
سارت نحو المطبخ وقامت بتحضير الطعام على وجه السرعة وعادت له جلست بجواره تربت على لحيته بحنو قائله 
رامي قوم يا حبيبي كل ونام تاني! 
قطعت حديثها وانقبض قلبها بفزع حين شعرت
رر رامي قوم يا حبيبي قوم بالله عليك يااااارب متحرمنيش منه ونبي يارب 
ظلت تحاول مرارا وتكرارا ايقاظه ولكن أمر الله قد نفذ 
نهاية الفلاش بااااك 
راااااامي 
هكذا أستيقظت إسراء من نومها وهي تصرخ بأسم
زوجها پبكاء شديد 
بس يا حبيبتي متخفيش أنتي كنتي بتحلمي 
تمسكت بها إسراء واجهشت بالبكاء أكثر وبأسف حدثت نفسها 
مش هقدر أقرب منك يا فارس طول ما أبو بنتي معايا في أحلامي 
ديمه 
ممسكه بهاتفها تتحدث به پغضب قائله 
عايزة تفهميني ان فارس الدمنهوري هيبص لحته شغالة يا صابرين! 
اجابتها صابرين قائله پحقد 
للأسف يا ديمه هنام بيعملها معامله خاصه جدا وكلامها مشي على اللي شاغلين في القصر كلهم
انهارده 
صكت ديمه علي أسنانها بغيظ وبفضول قالت 
اسمها أيه البت دي! 
صابرين اسراء يا هانم وشكلها جربوعه من الشارع 
ديمه بأمر ططب اقفلي وخلي عينك عليها وبلغيني بمل حاجة 
أنهت جملتها وطلبت رقم آخر فأتها الرد باللغه الفرنسية 
مرحبا ديمه 
ديمه مرحبا مارفيل أريدك أن تحضري إلى مصر بأقرب وقت ممكن 
مارفيل أخبريني ماذا حدث! هل كل شئ علي ما يرام! 
ديمه پبكاء لا أريد مساعدتك فأنا لم أستطيع أن اجعل فارس يحبني 
ضحكت مارفيل ضحكه ساخرة وبالامباه تحدثت 
لا يهم بالنسبه لي حبيبتي ولكن اطمئني لن تكن غيرك زوجة! 
صمتت لبرهه وتابعت بثقه 
ابني فارس الدمنهوري 
اعتلت ملامحها الڠضب وأكملت محدثه نفسها 
الذي لم أكره بحياتي شخص مثله !! 
واستغفرو لعلها ساعة استجابة 
االبارت ال 
مفاجأة!! 
فارس يجلس داخل سيارته الواقفه على جانب الطريق كان بطريقة لإحضار الصغيرة ولكنه تذكر حديث ساحرته واتفاقه معها وإصرارها على جعل زواجهما بالسر حتي يتم والد ابنتها عام على ۏفاته 
لا يجب أن يذهب بنفسه ويحضر الصغيرة من عمها إن فعل هذا سيأكد ظنون بعض أشباه البشر عن سمعة حبيبته 
أطلق زفرة نزقة وهو يمسح على خصلات شعره الكثيفه مدمدما بذهول من نفسه 
من امتي وانت پتخاف أوي كده على حد يا فارس ولا من أمتي وانت بتعمل للناس حساب أصلا 
ابتسم بشرود وانتفض قلبه انتفاضه لذيذه 
هي وحدها امتلكت قلبه وكيانه ووجدانه لا قبلها ولن يأتي بعدها 
سيفعل لأجلها كل شئ لأجلها فقط حتي يري نور الشمس التي تشرق عندما تبتسم له 
ظل يفكر كثيرا كيف يجلب الفتاه دون أن تمس بسوء اتسعت ابتسامته وأخرج هاتفه من جيب سرواله بلهفه مرددا بعتاب لنفسه 
إزاي بس توهت عن بالي يا صاحبي 
طلب إحدي الأرقام وأنتظر قليلا حتي أتاه الرد 
صاحبي الغالي اللي واحشني 
كان هذا صوت المقدم غفران المصري 
فارسبستفزاز مقصود عارف إني واحشتك عشان كده كلمتك يا أبو مالك 
حرك غفران رأسه بيأس من غرور صديقه الذي لن يتخلى عنه بحياته وتحدث پغضب
مصطنع قائلا 
يا أخي لغرورك 
ضحك فارس حتي ادمعت عينيه مغمغما 
طيب متزعلش وقولي أنت فين عايزك معايا في مشوار ضروري 
غفران بقلق خير انت كويس! 
إجابه فارس بتنهيده حزينه كويس الحمد لله متقلقش بس لو فاضي عايزك تيجي معايا في حوار بسيط كده وعايزك نخلصه سوا 
غفران هتجيلي ولا اجيلك أنا 
ظهرت الفرحة على محيا فارس فصديقه الشهم لن يخذله أبدا 
فارس انا عايزك تيجي بالبوكس ومعاك القوة بتاعك يا غفران لو ينفع 
غفران اممم كده في حوار تعالي على البيت عندي وأنا هكلم القسم يبعتولي البوكس على ما توصل 
فارس تمام أنا جيلك
حالا 
أغلق هاتفه وطلب رقم اخر ليجيبه تامر في الحال مردفا 
أيوه يا فارس باشا أنت فين دلوقتي! 
فارس بتعقل 
اسمعني يا تامر انا هاجي دلوقتي بعربية بوكس ومعايا قوة وهاخدك انت
ومراتك مع البنت مش عايزك تقلق من أي حاجه انا كلمتلك دار أيتام وخلصت كل الورق اللي خته منك وجبتلك جواب مشاهدة تقدر انت ومراتك تختار الطفل اللي عايزينه انهارده 
تامر بمتنان مش عارف أشكرك إزاي يا فارس باشا 
فارس مافيش داعي للشكر انا مديونلك بكتير وأولهم حق أخوك واوعدك إني هرجعهولك في أقرب وقت 
تامر برتياح تسلم وتعيش يا باشا والله ينور عليك الصراحة في فكرة انك تيجي بالبوليس كده هيبقي أحسن علشان الحته عندنا هنا ميعرفوش ان سيادتك كتبت على ام إسراء كانوا هيسالوني انت جاي تاخد بنت أخويا مني بصفتك أيهوحتي لو قولنا إنك جوزها الكلام هيكتر أكتر وهيجيب غلط فأنت كده صح وكأنها خدت بنتها بالقانون وهي كده كده حاضنه 
فارس بس في أقرب وقت الكل هيعرف أنها بقت مراتيوسواء دلوقتي او بعد كده
أنا مش هسمح بأي غلط يتقال في حق مرات فارس الدمنهوري 
بينما غفران أغلق هاتفه وظل واقفا مكانه لبرهه يحاول يتحكم في ضحكاته على شقاوة زوجته التي تزيد يوما بعد يوم 
فقد أحضرت مقعد ووضعته خلفه ووقفت عليه حتي تتمكن من وضع أذنها على الهاتف معه 
عرفتي بقي انه صاحبي مش مكالمة من الشغل 
نفسي تقضي معايا أنا وولادك أجازة زي كل البابيهات يا
ظبوطي ايه غلطت أنا ولا كل حاجه عندك شغل وبس وانا وولادك ركنتنا على الرفات وبقي علينا تربات 
لهنا ولم يستطيع كتم ضحكاته أكثر فنفجر بالضحك بقوة مرددا بصوته المزلزل لكيانها 
يا فرحة قلب غفران 
نظر لعينيها نظرة تعلمها هي جيدا وغمز لها بإحدى عينيه وحرك لسانه على وجنتيه بإيحاء
جعلها ضحكت بستحياء وهي تقول 
تصدق غفران الوزير واحشني أوي 
انتى اللي واحشتيني أكتر 
بس خليني أروح لصاحبي أقضي معاه مشوار مهم وارجعلك على طول 
لو اتأخرت هكدرك يا حضرة المقدم 
إسراء 
تسير حول نفسها ذهابا وايابا يتأكل القلق قلبها تفرك يدها بتوتر مردفه 
هو اتأخر أوي ليه كده بس! 
أنا رنيت عليه أكتر من مره لقيته أنتظار وبعد كده كنسل عليا اطمني متقلقيش يا حبيبتي خير إن شاء الله 
قالتها خديجه الجالسة بجوار إلهام بصوتها الناعم الرقيق 
إسراء ببوادر بكاء مش هطمن إلا لما اخد بنتي في حضڼي 
إلهام بحب شديد ربنا يطمن قلبك يا ضنايا أشارت لها على الفراش جوارها مكمله بحنو 
وقفت إسراء بجوار نافذه تطل على الطريق تنتظر ظهور سيارة مغرورها وبدأت عبراتها تهبط على وجنتيها حين همست لنفسها 
نفسي هتجنن واضمها في حضڼي 
الصديقان 
فارس غفران 
بعد السلام الحار ارتجلفارس السيارة برفقة غفران الذي يقود بنفسه وخلفهما تسير سيارات الحراسه الخاصة بهما ويتحدث بذهول مردفا 
اتجوزت! فارس الدمنهوري اللي مافيش ست تملي عينه ويوم ما خطب خد بنت رئيس الوزراء بعد ما أبوها هو اللي طلب إيدك كمانوفي الاخر تروح تتجوز عليها! 
فارس بتنهيده عاشقه وانت مين قالك ان إسراء ملت عيني بس يا غفران! 
أخذ نفس عميق وزفره على مهل 
دي ملت قلبي
ونورت حياتي وطلعت من جوايا واحد تاني انا نفسي ماكنتش أعرف أنه موجود 
أبتسم غفران وهو يري حاله يشبهه مع عشق قلبه عهد 
عايش أنا في اللي بتحكي عنه دا بفضل ربنا اللي رزقني بأم زين 
ربت على كتفه برفق مكملا 
ربنا يسعدك يا صاحبي 
مرت وقت قليل حتي وصلو لمنزل تامر 
هتوحشيني يا حبيبتي أوي 
ليه يا إيمان دموعك دي كلها هتزعليني منكوهلغي المفاجأه اللي عاملهالك 
نظرت له بأعين تملئها العبرات وهمست بلهفه قائله 
مفاجأة أيه يا تامر 
لو قولتلك مش هتبقي مفاجأة 
قالها تامر وهو يزيل عبراتها بأنامله بحنان بالغ وهب واقفا حين استمع لطرقات على باب شقته 
يله اغسلي وشك 
حركت رأسها بالايجاب وحملت الصغيرة معها وسارت نحو الحمام 
بينما فتح تامر باب المنزل ليتفاجئ بوقوف فارس وغفران وخلفهما الكثير من الحرس والعساكر فابتسم لهما وتحدث بترحاب وهو يبتعد عن الباب ليفسح لهما المجال 
يامرحب يا بشوات اتفضلوا 
فارس انت عارف احنا لازم نتحرك على طول يا تامر! 
صمت عن الحديث فجأه حين خرجت الصغيرة تركض وهي تضحك بصوتها الطفولي العذب الذي يخطف القلب 
ظهرت على ملامحه الذهول والدهشه حين تمعن النظر لها جيدا أول مرة يراها عن قرب رغم أن الكثير
من صوارها معه منذ كانت بعمر الخمسة أشهر 
نسخة هي مصغرة من ساحرته تمتلك ملامحها عينيها شعرهاوحتي ضحكتها التي تسلب
أنفاسه 
اقترب منها وهو فاتح ذراعيه لها مرددا بابتسامة 
تعالي يا إسراء 
استقبالها هو بترحاب شديد وحملها عن الأرض وقد زرع حبها بقلبه حب أبوي لم يشعر به من قبل 
بمكان اخر 
عماد يا ساعدة البيه بلغ الباشا الكبير ان فارس باشا جاي مع الحكومة وهياخد البنت الصغيرة 
إجابة الطرف الأخر خليك معايا 
اخرج هاتف أخر وأرسل رسالة نصية باللغه الفرنسيه 
مارفيل إبنك سيأخذ الصغيرة 
إجابته برسالة 
دعه يأخذ الصغيرة فقد مر وقت كبير على وجود تلك الفتاه برفقة ابني ولم يحدث شئ إذا كانت أخبرت فارس بمعلومة واحدة عننا كنا في عداد الأموات الآن لكنها يبدو أن زوجها لم يحكي لها عننا
اي شئ وأنا سأتي عن قريب لاراها واتأكد بنفسي 
بالقصر 
ساد الصمت أرجاء المكان نظرت
إلهام ل خديجه وقد أجبرها فضولها ان تسألها عن فارس الذي أصبح زوج ابنتها وهي لم تعلم حتي كم يبلغ عمره 
تنحنحت بحرج وتحدثت مستفسره 
إلا عدم لامؤاخذه يا ست خديجه يا أختي فارس بيه عنده كام سنه! 
ابتسمت لها خديجه وهي تجيبها 
33 سنه 
انتبهت إسراء لحديثهما ولكنها لم تبدي اي إهتمام وظلت واقفه بمكانها ولكن اذنها أصبحت بينهما 
رفعت إلهام يدها وبدأت تعد على أصابعها حتي انتهتوهمست محدثه نفسها 
يعني اكبر من بنتي ب 11سنه 
تابعت إلهام اسألتها قائله 
ومعاه شهادة ايه! 
خديجه فارس خريج إدارة أعمال من الجامعة الأمريكيه 
إلهام ما شاء الله عليه ربنا يحرسه 
ظهرت الشفقه على وجهها وتابعت قائله! 
قولتي انك اللي مربياه هو والده ووالدته متوفين وهو صغير! 
تنهدت
خديجه بحزن وتحدثت بأسف قائله 
لا عايشين بس تقدري تقولي فارس يتيم برضوا وماشفش أمه وأبوه من يوم ما اتولد تقريبا 
جملتها جعلت قلب إسراء ينتفض پألم لأجله لا تعلم سببه بينما شهقت إلهام وتحدثت بتأثر قائله 
يا ضنايا يا ابني يتيم في وجود أهله دا كده أصعب من لو كانوا ميتين تلقيه مقهور من جواه ومش مبين لحد! 
شهقت بفزع مره أخرى حين صړخت إسراء بأسم ابنتها وهرولت لخارج الغرفة راكضة 
إلهام 
تحدثت وهي تضع يدها على قلبها البت فزعتني نظرت لخديجه بستغراب مكمله انتي متفزعتيش زيي ليه 
خديجه علشان سمعت صوت عربية فارس وعرفت انه جه 
إلهام اممم طيب احكيلي عن اسم النبي حارسه فارس بيه اللي بقي جوز بنتي في يوم وليله 
إسرااااااء 
رفعت إسراء يدها للسماء ودعت من صميم قلبها مردده 
ياارب ربع ثقته في نفسه يااارب 
واستغفرو لعلها ساعة استجابة 
لبارت ال 
داخل غرفة واسعة مرتبه بدقة عاليه غرفة تشبه غرف الأميرات بل الملكات 
الوانها من الروز بمختلف درجاته بها كافة شئ خزينه ملابس مملوءه بأفخم الثياب ألعاب كثيرة جدا بكل ركن بالغرفة بمختلف أنواعها أكثرها من عرائس الباربي الشهيرة 
بها حائط كامل به الكثير من الصور الفوتوغرافيه ل إسراء وابنتها بأوضاع مختلفه منذ كانت الصغيرة بشهرها الخامس وهي الآن أكملت ثمانية عشر شهر 
ياروح قلب أمك واحشتيني أوي 
بمنتصف الغرفة يقف
فارس يتابعها بابتسامة وملامح منذهله 
فهي لم تبدي اي اهتمام للغرفة المجهزة حولها بمزانية باهظة الثمن 
هي من الأساس لم تبدي اي اهتمام للقصر بأكمله حتى ما احضره لها من ثياب ومجوهرات من الماس والذهب الخالص وجعل خديجة تضعهم بالغرفة الخاصه بها هي ووالدتها بعدما اخبرتها أنهم لأجلها لم تكلف نفسها حتي لرؤيتهم 
اكتفت بنتقاء فستانين بغاية الرفة كلهما من اللون الأسود وحجاب من نفس اللون لم تلقي نظرة عبرة حتى على ما
جلبه لها من عطور وأدوات من الميك اب ذات الماركات العالمية فهو يتابعها بكل لحظه عبر الكاميرا الموضوعة داخل غرفت
ا
٨البارت ال 
قرأت ذات مرة إذا ضبطت نفسك متلبسا بالغيرة على إنسان ما فتفقد أحاسيسك جيدا فقد تكون في حالة حب وأنت لا تعلم 
وتأكد أن تمكنت الغيرة من إنسان عاشق تفقده صوابه تشوش العقل ولا تسمح بالتفكير المتعقل مثلها مثل الخمر 
إسراء 
ظلت تدفعه حتي أختفت به داخل الغرفه لحظة دخول خديجه التي تدفع عربة الطعام بحذر خلفها المدعوة سوسو تدور بعينيها بأرجاء الجناح بنظرات فضولية 
أنت بتهزر يا فارس هتقابل السكرتيرة وأنت كده! 
همست بها بنبرة غاضبة التي تخلو من رقتها وهي ترمقة بنظرة حارقه 
صمتت فجأة وحجظت عينيها پصدمة حين رأت سوسو عبر زجاج الغرفة العاتم تسير بغنج مصطنع
فارس أنت فين يا حبيبي! 
تنحنح بصوت عال مغمغما ثواني واجيلك يا ديجا 
أسرعت
إسراء نحو ثيابة المعلقه بترتيب دقيق واحضرت كنزة من اللون الكافيه ووضعتها بيده مدمدمة بجملة جعلته ينفجر بالضحك بقوة حين قالت 
خد أستر نفسك يا سيدنا لفندي 
صوت ضحكاته جعل خديجه تضحك هي الأخري بستحياء ودفعت عربة الطعام نحو ركن مخصص لتناول الطعام داخل الجناح وهي تتحدث بأمر موجهه حديثها ل سوسو المنذهله 
هاتي الأوراق اللي في إيدك دي واستني أنتي تحت 
دوي صوت غفران بأرجاء القصر لتسرع خديجه نحو الخارج وهي تقول 
فارس حبيبي غفران صاحبك وصل 
خليه يطلع يا ديجا 
قالها
بصعوبة بالغه من بين ضحكاته التي تدوي بفرحة غامرة تظهر عليه منذ سنوات عديده 
توقف عن الضحك واخذ نفس عميق وتحدث بجديه قائلا 
عارفة يا إسراء أنا ناوي اخلص من المشاكل اللي في حياتي وأدى لأمي الفلوس اللي
تكفيها حتي لو هكتبلها شيك على بياض بس تسبني أعيش اللي باقي من عمري معاكي وساعتها هعلن جوازنا قدام الدنيا كلها وهفضي نفسي ليكي مخصوص وهاخدك وألف بيكي العالم واعوضك عن كل لحظة ألم سببتهالك 
ابتسمت له ابتسامة خجولة وهمست بتعقل وهي تساعده على ارتداء كنزته قائله 
نطمن على عيونك الأول وبعدين نحل مشاكلك بهدوء وخليني أفهمك أكتر وكمان تجاوبني على أسئله كتير محيراني مش لقيه ليها إجابة 
رقتها وخجلها وحتي نون الجمع التي تتحدث بها جعلت قلبه ينصهر داخل ضلوعه 
تلاحقت أنفاسه حين استنشق عبيرها المسكر لتبهره هي بحنانها عليه ومعاملتها له كأنه طفلها وكم راقة هذا الشعور كثيرا وهو يراها تربت على صدره بكف يدها برفق بعدما أنتهت من تنميق ياقة كنزته 
أمسكت كف يده وسحبته لخارج غرفة الملابس دارت بعينيها تبحث عن الطعام متمتمه 
لازم تاكل من عمايل أيدي أنا عملتلك الأكل اللي ديجا قالتلي عليه إنك بتحبه 
أنا بحبك أنتي يا إسراء 
ماله فارس يا ديجا! 
أردف بها غفران بوجهه يظهر عليه القلق والخۏف الشديد 
ابتسمت له خديجة مردده 
أهدي يا غفران وأطمن الحمد لله هو بقي أحسن بس لازم دكتور يشوفة برضوا علشان يطمنا أكتر وبجد أنا أسفه إني قلقتك أوي بالشكل دا بس حالة فارس كانت صعبة جداورفض الأكل بقاله يومين وأنا عارفة انك صاحبه الوحيد اللي بيسمع كلامه 
تنهد غفران برتياح ورمقها بنظرة عاتبه قائلا 
بتتأسفي على أيه يا ديجا أنتي عارفه ان فارس دا انا بعتبره أخويا وعمري ما اتأخر عليه أبدا 
ربتت خديجه على كتفه ودفعته برفق نحو الدرج متمتمه 
عارفه يا غفران ربنا يحفظكم لبعض تعالي أطلع هو مستنيك في أوضته 
إحنا في انتظارك يا غفران باشا 
قالها إحدي الأطباء بعمليه واحترام شديد 
صعد غفران برفقة خديجة حتي وصل لجناح فارس 
طرقت على باب الجناح طرقاتها افاقة هذا العاشق من دومة عشقه وجعلت إسراء تفلت أخيرا من بين يديه راكضه نحو الشرفة 
ادخلي يا ديجا 
أردف بها فارس المبتسم بتساع 
فتحت خديجه الباب وخطت للداخل خلفها غفران 
نظرات مندهشه مذهوله متعجبه جميعهم اعتلو ملامح غفران حين رأي فارس الذي قابله فاتح ذراعيه بضحكه متسعه تظهر جميع أسنانه ووجه مشرق تظهر عليه السعادة بوضوح وتحدث بتهليل وترحيب بصوت جوهري 
غفران أنت جيت يا غفران 
رفع غفران كلتا حاجبيه وابتسم بصطناع وهو يجيبه بنبره مازحة 
نسيت الشهقه ياض غفران أنت جيت شهقه يا غفران 
قهقه فارس بقوة مغمغما من بين ضحكاته 
لا التاني رمضان السكري أما أنت غفران الوزير يا اسطا 
اقترب منه غفران بخطوات بطيئه مريبه كالاسد الذي يستعد للهجوم على فريسته بعدما رسم الڠضب على ملامحه 
توقف أمامه مباشرة وقبض على ياقة قميصه مردفا بشك 
واد أنت ضارب حاجة على المسا! 
ضحك فارس بقوة أكبر ونظر له بعين واحدة والأخرى مغلقه وهمس بأذنه بصعوبة من بين ضحكاته 
نظر غفران ل خديجه التي لم تتوقف عن الضحك من فرحتها لفرحة قلب عزيزها وتحدث بجديه مصطنعه 
طيب لو ممكن يا ديجا تتفضلي أنتي دلوقتي وابعتي الدكاترة اللي مستنين تحت أنا كنت حاسس أننا مش هنكشف على عين الباشا بسوعلشان كده جبت معايا دكاترة تخصصات
تانيه خلينا نعمله بالمرة فحص شامل من كله! 
تفهم فارس مخزي حديث صديق عمره فقهقه مجددا بقوة أكبر 
شهقت خديجه هي الأخري بخجل وفرت مسرعة لخارج الجناح خاصة عندما قالفارس بثقه والكثير من الجرائه 
لا يا اسطا أنا بقيت بعين واحده اه بس أوعى تشكك في أهم وأقوى قدراتي صاحبك بعون الله عنتيييل 
أردف بها فارس وهو يجلس علي طاولة الطعام وبدأ يتذوقه بستمتاع 
بقي أنا كنت هعمل كذا حاډثه بسبب قلقي عليك وأنت قاعد هنا بتاكل جمبري وشوربة سي فود! 
قالها غفران پغضب مصطنع وهو يجلس بجواره وبدأ بتناول الطعام برفقته بشهيه 
تنهد فارس برتياح وبدأ يضع أمامه الطعام بسخاء مرددا 
كويس إنك جيت لو مكنتش جيت كنت هجيلك أنا يا صاحبي 
التهم غفران الطعام بشراهه وتحدث بوجه عابس مصطنع الڠضب 
أنا مبكولش غير مع ام زين بس قولت افتح نفسك! 
توقف فجأة عن تناول الطعام وبدأ يسعل بقوة حين صدع رنين هاتفه برقم زوجته 
أسرع بالرد عليها مدمدما بصعوبة 
ففمه مملوء بالطعام 
ام زين حبيبة قلبي لسه كنت في سيرتك حالا 
أنت بتاكل من غيري يا غفران! 
قالتها عهد بصوت أشبه بالصړاخ جعلته يبعد الهاتف عن أذنه
و أطبق جفنيه بقوة متأوه بصوت خفيض 
كتم فارس ضحكته فقد استمع لصوتها الصارخ بوضوح وتحدث بهمس مستفز قائلا 
البس يا سيادة المقدم هتكدرك انهارده 
اجابها غفران پخوف مصطنع 
لا يا عهوده أنا مش باكل انا بفتح نفس صاحبي أصله كان
رافض الأكل بقاله يومين 
امممم بالهنا والشفا يا حبيبي خلص أكلك وتعالالي 
قالتها بنبره مخيفهوقد تفهم هو ما يدور بخاطرها وما تنوي فعله به فور رؤيته 
انبلجت ابتسامة مستمتعه على محياة الوسيمة حين أدرك انه ايقظ بداخلها شريرته المجنونه 
سسسسلام يا سسسسيادة المقدم 
قالتها عهد من بين أسنانها وأغلقت الهاتف والقته من يدها بعصبيه متمتمه 
ماشي يا غفران 
أما وريتك مبقاش أنا عهوده 
انهت جملتها واتجهت نحو خزانتها أخرجت منها الثياب الخاصة برياضة الملاكمه لها ولأطفال زوجها وحتي صغيرها 
ابتسمت ابتسامتها الشقيه مردده بوعيد 
بقالي كتير ملعبتش بوكس معاك يا ظبوطتي 
ترك غفران الطعام من يده بعد مكالمة زوجته وابتلع ريقه بصعوبه وتحدث پخوف مصطنع قائلا 
هنادي على الدكاتره يطمنوني عليك علشان الحق أروح أصالح أم زين اللي اتكتلي على السين 
فارس عايزك وأنت مروح يا غفران تاخد صابرين اللي شغالة في المطبخ تحت ارميها في الحجز 
غفران مستفسرا عملت أيه! 
أجابه فارس پغضب 
بتبص لمراتي بصة معجبتنيش بصة قرف تخيل!! 
أنت عايزني أرمي اللي أسمها صابرين دي في الحجز علشان بصت لمراتك بقرف! 
أردف بها غفران وهو يرمقه بابتسامة هادئة بعدما تأكد أن صديقه غارق بالعشق الحقيقي حتي النخاع 
لم ولن يسمح لمخلوق بتطاول على ساحرته حتي لو بنظرة عابرة 
حرك فارس رأسه إيجابا وهو يقول 
أيوه دا سبب أول طبعا مرات فارس الدمنهوري خط أحمر والكل لازم يعملها مليار حساب 
كلماته استمعتها تلك الجالسه داخل شرفة الجناح ارغمتها على الابتسامة وقد راقها كثيرا حديثه عنها بكل هذا الخۏف لتجحظ عينيها حين تابع هو پغضب مفاجئ 
بس كمان الحيوانة دي بتنقل كل حاجة بتحصل هنا في القصر صوت وصورة لبنت رئيس الوزراء اللي أنت برضوا يا صاحبي هتخلصني من خطوبتها المهببه دي 
فرك غفران لحيته بأنامله مدمدما 
اممم ويا تري عايزني اخلصك من خطيبتك دي هي كمان إزاي 
أبتسم بصطناع مكملا 
أحطهالك في الحجز برضوا ! 
ظهرت فرحة طفوليه على ملامح إسراء حين علمت انه يريد إنهاء خطبته على المدعوه ديمه القديمة كما أصبحت تلقبها 
بلحظه كانت هبت واقفه وهندمت ثيابها وعدلت حجابها واندفعت لداخل الجناح فجأه دون ذرة تفكير وقفت بجوار زوجها الجالس أمام غفران مستندة على كتفه بكف يدها الصغير 
وجودها المفاجئ جعلهما يقطعا حديثهما وينظرو لها بدهشه حين تحدثت موجهه حديثها لزوجها 
ممكن يحط سوسو السكرتيرة هي كمان في الحجز مع صابرين يا فارس 
حديثها كان بحماس طفله صغيرة تطلب من والدها إحدي العابها المفضلة 
خد سوسو يا غفران 
يتابعهما غفران بشفاه مرفوعه وتحدث بمزاح قائلا 
وماله حاضر هاخد سوسو وناديه وفوزية كمان يا حبيبي 
لفصل ال 
مرت بضعة أيام حدث بهم الكثير أهمهم أتمت إسراء أربعة أشهر بالقصر واليوم هو سنوية زوجها السابق وأيضا من المفترض أن تبدأ حياة طبيعيه مع زوجها الحالي الذي لم يتمم زواجه منها حتي الآن تقديرا لها واحتراما لرغبتها 
معاملته الرقيقه معها ضد طبيعته الشرسة إطلاقا يحاول بل يجاهد لإحتوائها قدر استطاعته ساحرته هي ووحدها التي تجعله يلجم غضبه تجاهها 
سطعت شمس نهار جديد معلنه عن بدأ يوم مليئ بالأحداث 
إسراء 
تقف داخل الغرفة المخصصة لثيابها تبحث بين الملابس عن اللون الوحيد الذي لا ترتدي سواه 
انتقت فستان بغاية البساطة من اللون الأسود كعادتهاارتدته على عجل وضعت حجابها بأهمال على شعرها 
سارت لخارج الغرفة متجهه نحو والدتها الجالسة على الفراش متمتمه بود 
معاد الدوا اللي قبل الفطار يا ماما 
تأملت إلهام هيئتها بنظرة عاتبه وأشارت لها أن تقترب منها لتهمس بأذنها كالعادة بما تريد اخبارها به بعدما علمت أن فارس يري ويستمع لحديثهما عبر الكاميرا الموجودة بالغرفة 
اتكلمي يا ماما
براحتك فارس قفل الكاميرا اللي هنا ووعدني مش هيفتحها تاني 
قالتها إسراء بابتسامة خجولة حين رمقتها إلهام بنظرة عابثه 
سريعا ما تحولت نظرتها للحزن وتحدثت بتنهيدة قائله 
برضوا لبسه أسود يا إسراء!! يا بنتي قولتلك كدة ميصحش تبقي على زمة راجل ولابسه أسود من حزنك على راجل تاني!! 
ضيقت عينيها ورمقتها بنظرة غاضبه مكمله 
وأنا اللي قولت إن قلبك مال لفارس وبدأتي تحني 
كانت إسراء تسكب كوب من الماء وحملته هو و حبه من الدواء وضعتها بفم والدتها مردفه بأسف 
مش بأيدي يا ماما 
صمتت لبرهه وتابعت پبكاء 
والله ڠصب عني أنا بين نارين وقربت اټجنن من كتر التفكير 
عارفه ياضنايا وحاسه بيكي يا بنتي بس عايزاكي تفوقي لنفسك وتفكري بعقلك أنا عارفة إنك عاقلة وبتعرفي توزني أمورك يا إسراء 
أجهشت إسراء پبكاء مرير واعتدلت مبتعده عنها قليلا نظرت لها بأعين تسيل منها عبراتها بغزاره لتسرع إلهام وتمسح عبراتها بكلتا يديها بحنان
بالغ 
عاقلة! انا مبقاش فيا عقل يا ماما أو بمعني أصح فارس بيقدر يلغي عقلي بعاميله معايا 
نظرت لها إلهام
بعدم فهم لتستطرد هي هامسه بستحياء 
بيعاملني كأني ملكه طلباتي أوامر بيعرف إزاي يغرقني في بحر حنيته وبيقولي كلام ولا قصايد الشعر بيخلي الدنيا تلف بيا وأبقى في دنيا تانية خالص يا ماما 
لكزتها إلهام برفق وضحكت بقوة مردده بثقه 
يبقي احساسي صح والواد بېموت فيك يا بت أوعى تضيعيه من إيدك يا خيبه وتسيبي غيرك تخطفه منك 
أطلقت إسراء زفرة نزقة وتحدثت پألم يعتصر قلبها قائله 
يا ماما كده انا اللي هبقي خطفته من خطيبته وكمان هو متجوزش قبل كده ليه ياخد واحدة أرملة ومعاها طفلة زيي أكيد هيبقي عايز يفرح ببنوته تكون أول مرة تتجوز زيه وغير كل ده بقي أنا لسه حزينه على رامي الله يرحمه يستاهل أحزن عليه عمري كله 
اڼفجرت بالبكاء مرة أخرى
وتابعت بصعوبة من بين شهقاتها 
انهارده رامي كمل سنه 
صمتت لبرهه تلتقط أنفاسها وتابعت 
اللي أعرفه دلوقتي إنك بقيتي مرات فارس على زمته بشرع الله يا إسراء يعني تتقي الله فيه يا بنتي وتحطيه جوه عنيكي زي ما هو شايلك على رأسه لا تقوليلي خاطب ولا مش خاطب الراجل لما سألته قالي الخطوبه دي مجرد شغل وبس وهيفكها ومافيش واحده هتكون مراته غيرك وأنا شايفه معاملتك ليه اتغيرت خالص وشكلك وقعتي على بوزك يبقي بتفتحي على نفسك باب نكد ومشاكل أنتي في غني عنها ليه يا ضنايا! 
أنتي فكراني حبيت فارس يا ماما! 
قالتها إسراء بابتسامة
زائفه وتابعت دون انتظار رد من والدتها 
معاملتي اللي اتغيرت معاه دي لأنه صعب عليا أوي قلبي وجعني عليه زيي ما بيوجعني على إسراء بنتي عايزاني اعامله وحش بعد اللي عرفته عنه وكمان بعد تعب عينه اللي بقي يشوف بيها بالعافيه وهتاخد وقت كبير في العلاج! 
تطلعت لها إلهام بابتسامة مصطنعه تخبرها بها ان حديثها غير مقنع بالنسبه لها لتتهربإسراء بعينيها عنها وتهب واقفه وتسير نحو باب الغرفة وهي تقول 
أنا هروح أقوله أن سنوية رامي انهارده وعايزة أودي إسراء تزور أبوها 
بلاش تقوليله انتي يا بت 
قالتها إلهام بلهفهوأكملت بتعقل 
خليكي يا إسراء ميصحش تروحي انتي وانا هاخد بنتك أوديها خليها تعدي على خير يا بنتي مافيش راجل حر يستحمل أن مراته تقوله هروح أزور راجل كان جوزي حتي لو هتزوره وهو في قپره 
اقتحن وجهه إسراء بالډماء دليل على شدة ڠضبها وتحدثت بأصرار قائله 
ماما أنا هودي بنتي بنفسي تزور أبوها وفارس بيه دا مش هيقدر يمنعني 
صكت على أسنانها پعنف واكملت بغيظ شديد بل غيرة حاړقة لم تستطيع اخفائها 
اللي عمال يقول هيفك الخطوبة من ديمة القديمة ولحد دلوقتي سيبها مرزوعه هنا في البيت وراحة جاية بهدومها اللي تكسف دي من غير حيا ولا خشا دا الحمد لله انه مبقاش يشوف كويس والله 
وضعت إلهام أصابعها أسفل ذقنها ورمقتها بنظرة مستهزءه وهي تقول بجدية مصطنعه 
تصدقي فعلا أنتي محبتهوش يا بت يلي هتجنني من غيرتك عليه 
أنتبهت إسراء على حالها فهرولت مسرعة لخارج الغرفة غالقه الباب خلفها تاركة إلهام تدعوا لها من صميم قلبها 
ربنا يفرح قلبك ويجعلك فارس الزوج الصالح اللي يقدرك ويعوضك عن تعبك وحزنك يا إسراء يابنتي قادر يا كريم يا رب 
بغرفة مارفيل 
تجلس ديمة معها حتى تشرق الشمس بنورها كعادتهما يوميا يتناولان سويا الخمور بمختلف أنواعها 
لم أتوقع هذا منك أبدا مارفيل ترفضين عرض فارس! لقد اعطي لك شيك على بياض تكتبين به الرقم الذي يحلو لك يا إمرأه ظننت انك أذكى من ذلك 
قالتها ديمة وهي تضع مسحوق من البودر الأبيض على طبق من الزجاج وسحبت عمله نقدية ورقيه قامت بلفها بأحكام واستنشقت بها المسحوق دفعه واحدة 
ضحكت مارفيل وهي تتابعها بنظرة خبيثه و رفعت كأس الخمر على فمها ارتشفته مرة واحدة هي الأخري مغمغمه 
عزيزتي ديمة لو وافقت فارس الآن على عرضه هذا سأغادر من هنا فور أخذ المال ولن أستطيع مساعدتك بالزواج منه ولن أحصل منك على المبلغ الذي اتفقت معاك عليه 
أشعلت سېجار وتناولته بستمتاع ونفخت دخانه ببطء مكمله 
أما الآن سنعمل سويا على خطتنا وستتزوجي من ابني واحصل أنا على المال منك ومن ثم أوافق على عرض فارس أيضا 
نظرات لها ديمة بنظرات منذهله لتضحك مارفيل بقوة وتكمل بفخر 
أعلم أني أستحق أن ترفعي لي القبعه 
ديمه هذا صحيح ولكن هل تظنين أن فارس سيوافق على خطتك هذه! 
سأجبره على الموافقه بعدما علمت نقطة ضعفه الوحيده التي لم تكن سوي تلك الحمقاء الذي يلقبها بزوجته 
قالتها مارفيل بضحكة شريرة 
لا تذكريني بتلك ال فأنا أقسم لك أني أريد قټلها ولكني سأنتظر قليلا حتي أصبح زوجة فارس الدمنهوري 
داخل مطبخ القصر 
تصنع
إسراء أشهى المخبوزات ذات رائحة تسيل لعاب من يستنشقها جهزتها خصيصا حتي توزعها رحمة على روح والد
ابنتها 
أساعدك في حاجة يا ست هانم 
كان هذا صوت صابرين تتحدث بإحترام شديد 
ابتسمت لها إسراء واجابتها قائله 
شكرا يا صابرين أنا خلصت خلاص تعالي دوقي كده وقوليلي رأيك 
أكيد طعمها حلو جدا لان ريحتها لوحدها حكاية يا ست هانم 
أردفت
بها صابرين وهي تتذوق بتلذذ 
بجد أول مرة أدوق قرص طعمها حلو أوي كدة تسلم إيدك يا ست هانم 
ربتت إسراء على كتفها وتحدثت بابتسامة قائله 
بالهنا والشفا يا صابرين أدعي لرامي أبو بنتي بالرحمه انا عملاها صدقة على روحه وبلاش يا ست هانم دي تاني انا اسمي إسراء وبس 
ترقرقت أعين صابرين بالعبرات وتحدثت بمتنان قائله 
انتي مش بس ست هانم دا أنتي ست البنات كلهم انا مش عارفه أشكرك إزاي على وقفتك جنبي ودفاعك عني رغم أني غلطانه واستاهل اللي كان هيعمله فيا فارس بيه 
إسراء إحنا مش ملايكة وكلنا بنغلط يا صابرين ويا بخت من قدر وعفي 
سارت لخارج المطبخ وتابعت بستعجال حين استمعت لصوت زوجها يودع الضيف الذي كان معه بمكتبه 
يله بقي حطي اللي برد
في الأكياس اللي قولتلك عليها على ما ارجعلك 
أنهت جملتها وسارت بخطي مهروله تبحث عن فارس 
اعتلت ملامحها الدهشه حين وصل لأذنيها صوته المخملي يتمتم بإحدي الأغاني التي تفضلها هي كثيرا 
كل كلمة حب حلوة قلتها لي 
كل همسة شوق بشوق سمعتها لي 
والأمان والعطف والقلب الحنين 
والأماني كلها نولتها لي 
بس قلبي لسه خاېف من الليالي 
وأنت عارف قد أيه ظلم الليالي 
تسارعت دقات قلبها پجنونوتابعت السير بخطي شبه مرتجفه وهي تحدث نفسها بتنهيده قائله 
الأغنية دي بتوصفني بيها يا فارس 
تقف أمام باب مكتبه المغلق بتوتر وخوف ظاهر على محياها كلما مدت يدها لتطرق على الباب تتراجع سريعا وتضع أصابعها بفمها تضغط عليها بأسنانها من شدة توترها 
تعالي يا إسراء 
قالها فارس من خلف الباب المغلق جحظت عينيها پصدمة وحدثت نفسها بتعجب 
عرف إزاي أني هنا! 
لا تعلم تلك الفاتنة أنه أصبح متيم بها لدرجة تجعله يستنشق عبيرها ويستمع لنبض قلبها والشعور بوجودها أينما كانت 
استجمعت قوتهاوطرقت على الباب برقه ومن ثم خطت للداخل غالقه الباب خلفها 
كان فارس يجلس على مكتبه بهنجعيه تليق به كثيرا ويرمقها بنظرات إشتياق غلبها القلق حين رأي مدي توترها 
ظلت واقفه بمكانها تنظر لكل الاتجاهات للتفادي النظر له اعتلت ملامحه الوسيمه ابتسامة هادئه وهب واقفا وسار نحوها مغمغما 
عايزه تقوليلي أيه 
رفعت عينيها ببطء حتي تقابلت مع عينيه التي تتأمل ملامحها بافتتان وتابع بابتسامتة المطمئنه 
اتكلمي أنا سامعك 
فركت أصابعها ببعضها وترقرقت عينيها بالعبرات وهمست بصوت متقطع قائله جمله جعلت ابتسامته تتلاشي شيئا فشيئا حتي اختفت وحل مكانها ڠضب عارم ربما ېحرق الأخضر واليابس 
انهارده السنويه بتاعت أبو إسراء وعايزه ا! 
معني كده إنك الليله هتكوني مراتي رسمي قولا وفعلا يا إسراء 
فارس بيه أنا عارفه ان في بينا إتفاق وأنت التزمت بيه الصراحة مقدرش أنكر دا بس لازم تعرف أني مش قادره أنسى رامي الله يرحمهولا هقدر أنساه أبدا ومعاملتي الكويسه معاك الفتره اللي فاتت دي علشان انت صعبت عليا مش أكتر من كدة فأرجوك بلاش تغصبني عليك يا بيه و
خليك مع خطيبتك هي أولى بيك مني 
حديثها كان كالخناجر الحادة تقطع نياط قلبه على حين غرة رغم أنه على يقين أنها كاذبه 
ابتلعت لعابها بصعوبة حين رأته يبتعد عنها قليلا ودار حول نفسه يمسح على شعرة بكف يده مدمدما بذهول 
اممم بلاش اغصبك عليا!! 
هدوئه أثار قلقها أكثر فهبطتت من فوق مكتبه بحذر وسارت من خلفه دون أن تلمسه متوجهه نحو باب المكتب وهي تقول بصوت حاولت إخراجه طبيعيا إلا أنه خرج مرتعش 
أنا هروح أصحي إسراء علشان أخدها ونروح لأبوه! 
صړخت بصوت خفيض حين وجدت نفسها مرفوعه فجأه بين يديه وسار بها لخارج مكتبه بخطوات شبه راكضه 
انتي رايح بيا فين يا فارس أعقل لو سمحت ونزلني لخطيبتك تشوفك 
حاولت أبعاده عنها ولكنه أحكم سيطرته عليها وخطي بها داخل المصعد ضاغطا على الطابق الخاص بجناحه مغمغما بابتسامة مصطنعه تظهر أسنانه ناصعة البياض 
أهدي يا بيبي خليني أشوف بنفسي أنتي فعلا بتكوني مغصوبه عليا وانتي في حضڼي ولا بتقولي
كده علشان غيرانه من ديمة! 
غيرة أيه اللي بتتكلم عنهاوأنا
هغير عليك من خطيبتك ليه أصلا ! 
حتي عندما يتشاجران مؤخرا يظل هادئ وحنون عليها فقط لإصلاح الأمور حتى لو لم يكن ذنبه حيث أن خوفه من فقدانها أكبر من رغبته في إثبات أنه على حق 
يعمل بجد لمساعدتها بأي طريقة قام بتأمين مستقبل ابنتها بوضع مبلغ خيالي بحسابها يحتضنها بحب أبوي صادق ويوفر لها كل سبل الراحة والأمان 
بل إنه مستعد للتضحية بالوقت والنوم والمال فقط لجعل حياتها مريحة 
كما أنه لن يستغلها لتلبية احتياجاته الخاصة 
شعرت بخزي وإحراج شديد من نفسها حين داهمها ذكريات كل ما يفعله معها وهي بالمقابل تخبره بكل جحود أنها لا تستطيع أن تنسي زوجها السابق 
غبيه يا إسراء 
بصيلي يا إسراء 
قوليلي فيكي أيه يا روحي ليه كل الصراع اللي جواكي دا! 
اجهشت بالبكاء أكثر تتذكر حديثها مع خديجة وما اخبرتها به بخصوص خطوبته من تلك ال ديمه والخسارة
الكبيرة التي سيتعرض لها إذا أنهى هذه الخطبه والتي من الممكن أن يعلن عن إفلاسه بسببها 
فلاش باااااااااااك 
انتي حبيتي فارس يا إسراء! 
أردفت بها خديجة بابتسامة رقيقه 
توردت وجنتي إسراء بحمرة الخجل وخفضت عينيها وهي تقول بستحياء 
مش عارفه يا ديجا أنا لما بكون معاه ببقي في دنيا تانيه خالص بحس انه بيحبني أوي لا بحس انه بيعشقني 
صمتت لبرهه وتابعت بتنهيده 
مش هكدب عليكي مافيش حد يقدر يقاوم عشق زي عشق فارس وبصراحة أنا حبيت عشقه ليا 
ترقرقت عينيها بالعبرات وبأسف تابعت 
بس خاېفه أكون مجرد نوع جديد عليه مجربوش قبل كده ويجي يوم عليه ويمل أو يزهق مني وعشقه دا ينطفي ساعتها هتقهر ومش بعيد أموت فيها 
ربتت خديجة على وجنتيها بكف يدها بحنان وتحدثت بثقه قائله 
اطمني فارس
بيحبك بجد وعمره ما هيزهق ولا يمل منك في يوم بدليل انه مستعد يخسر كل ثروته علشان يكسبك أنتي يا إسراء 
اعتلت ملامح إسراء الدهشه وبعدم فهم أردفت 
يخسر ثروته علشان يكسبني إزاي!! مش فاهمه يا ديجا فهميني 
أخذت خديجة نفس عميق وبأسف قالت 
انتي عارفة ان فارس خاطب ديمة بنت رئيس الوزراء 
حركت إسراء رأسها بالايجاب مردده 
أيوه عارفه وهو قال إن الخطوبة دي مجرد شغل وبس ومش هيتم جوازه من ديمة دي 
بكت خديجة بنحيب وتحدثت بصوت يملؤه الآسي 
لو فارس متمش جوازه من ديمة هيخسر كتير أوي فوق ما تتخيلي مشاريع و صفقات كبيرة تعتبر أساس رأس المال عنده هيخسرها ولو دا حصل ممكن تخليه في فتره قصيرة جدا يعلن إفلاسه دا غير أن ديمة وبابها مش هيسبوه في حاله وممكن يوصل بيهم الأمر أنهم ېقتلوه يا إسراء 
معقوله ېقتلوه! 
حركت خديجة رأسها ايجابا متمتمه 
أيوه ومش لوحده كمان وممكن ېقتلوني
معاه لأني شريكته ودا بزنس كبير ومافيش فيه هزار ولا تراجع بالساهل كده ولو صمم إننا نتراجع عنه يبقي هندفع شرط جزائي برقم خيالي هيخلي كل أسهم شركتنا ټنهار 
أغلقت إسراء عينيها كمحاولة لكبح عبراتها ورسمت ابتسامة حزينه على ملامحها مدمدمه 
اممم يعني أفهم من كلامك دا انه لازم يتجوز ديمة 
اجابتها خديجة بلهفه 
اطمني هيبقي مجرد جواز صوري على ورق بس فارس مستعد يخسر كل ثروته عشانك زي ما قولتلك و رفض يتجوز ديمة من بعد ما حس أنك تقبلتي حبه ليكي 
نظرت لها إسراء وجدت الخۏف والقلق يسيطر عليها تستجديها بعينيها ان تتفهم موقفها من الممكن أن تخسر هي الأخري أموالها وعمرها إذا تم إنهاء علاقة زوجها بالمدعوه خطيبته 
هبطت دمعه حارقه على وجنتيها مسحتها سريعا وابتسمت بسخريه على حالها وحال من سقط في عشقها أصبح محاصر بين طمع والدته التي سيعطيها مبلغ كبير من المال هي
الأخري لتتوقف عن محاولة قټله وبين ديمة ووالدها وأعمالهم التي تقدر بمليارات الدولارات 
ديمة هتكون عروسة جوزي 
نهايه الفلاش بااااك 
غمز لها بشقاوة مكملا 
لدرجاتي بتحبيني 
تنظر له بأعين تلتمع بالعبرات تتأمل ملامحه التي لا تلين هكذا إلا لها وحدها معها يتخلي عن صرامته وحدته 
ترك يدها على قلبه ووضع كف يده على موضع قلبها وتابع بثقه 
وحاسس بحبك ليا وغيرتك عليا يا ساحرة المغرور 
بحبك يا إسراء وعمري ما حبيت في حياتي حد قبلك ومستحيل أحب بعدك 
بكت بنحيب شديد مردده من بين شهقاتها بصعوبة 
ممكن اطلب منك طلب يا فارس 
فارسوقلبه وعمره كله بين ايديكي يا إسراء قالها وهو يعتصرها بين يديه يود لو يخفيها داخل اضلاعه 
حاولت السيطرة على حدة بكائها وابتعدت عنه بضعة انشات ليسرع هو ويزيل دموعها بكلتا يديه بمنتهي الرفق 
هقولك بس الأول خلينا نتم أتفقنا 
الفصل ال 
فارس 
معشوقة روحه الآن بين ضلوعه من هنا بدأت ترانيم حياتة بمشاعر تبعث في القلوب ضياها 
جمعهما عشق من نوع نادر الوجود جاذبية روحانية توحد جعل كل مر يحلو ويعذب كل مالح 
تجعل عينيه تلمع ببريق الأمل والسعادة تعزف أوتار قلبه أعذب الألحان ها قد أتي الربيع قبل الأوان 
ذابت كل الآلام وتلاشت الأحزان أصبح لون العالم ورديا وتتلون الأشياء من حوله بألوان الزهور تتعطر برائحة ساحرتة التي هي بالنسبة له أجمل وأزكي من أغلى أصناف العطور يشعر بأن له جناحان قويان يطير بهما ويعلو فوق السحاب حيث لا عڈاب ولا عتاب ينهل فقط من الحب بلا توقف ولا حساب 
أصبح بين يديها لا يتمني شيء في حياته سوى قربها إلي ما لا نهاية 
رنين هاتفه بلا توقف جعله يبتعد عنها على مضض مد يده لثيابه الملقاه أرضا جذبه من
جيب سرواله 
أخذ هو نفس عميق يحاول السيطرة على أنفاسه المتلاحقة وضغط زر الفتح ليأتيه صوت غفران يتحدث پغضب 
أنت فين يا بني آدم أنت! 
تنحنح بصوته كله وتحدث بصوت مبحوح يظهر عليه الفرحة الغامرة قائلا 
اححححم غفررررران باركلي يا صاحبي أنا بقيت عريس وبدأت شهر العسل 
دوي صوت ضحكات غفران مغمغما بحب أخوي 
الف مبروك يا صاحبي أنا والله شكيت علشان كدة مرضتش أجيلك 
شهقت إسراء بصوت خاڤت ورفعت وجهها الذي يكسوه حمرة الخجل ولكزته بقبضة يدها على صدره برفق متمتمه دون إصدار صوت 
فارس بتقوله أيه
أنت اټجننت! 
حرك رأسه إيجابا وهمس لها بابتسامة هائمه بها عشقا 
بيكي مچنون بيكي يا روح قلب فارس 
خليك معايا دقيقه يا حبيبي وقولي علي جبلك الملف اللي فيه كل المعلومات عن هاشم الرفاعي! 
أردف بها غفران بتساؤل 
إجابه فارس قائلا 
أيوه الملف عندي بس أنا واثق في إختيارك ومش هبص وراك يا صاحبي 
أبتسم غفران وتحدث بود قائلا 
ربنا يديم المحبه والمعروف بنا يا فارس وأطمن هاشم الرفاعي من أكفاء الحراس اللي اشتغلت معاهم 
صمت لبرهه وتابع بأسف 
وخد بالك علشان جالي معلومة مؤكدة عن خطيبتك أنها بتتعاطي
Cocaine powder كوكايين وطلبت من واحد كميه كبيرة شكلها بتخطط لحاجة مش تمام خلي بالك من نفسك يا فارس 
فارس بابتسامة ماكرة متقلقش عليا يا غفران أنا هسافر انهارده أصلا 
انتفضت إسراء بين يديه
ونظرت له بلهفه متمتمه ببوادر بكاء 
هتسبنيوتروح فين! 
مقدرش أسيبك هاخدك معايا طبعا 
على فين العزم يا عريس 
قالها غفران بنبرة مشاكسه 
فارس بحماس بقولك بقيت عريس يعني أكيد هاخد الطيارة و هقضي أحلى شهر عسل يا أخي 
تنهد غفران بشتياق حين داهمته ذكري أولى أيام زواجه وتحدث بمرح قائلا 
الطيارة فكرتني والله ياض يا فارس لما بعتلي الهليكوبتر وخت أم زين على شاطئ الغرام كانت أحلى وأجمل أيام حياتي 
فارس بجدية خد أنت أجازة وسرب العيال وأنا ابعتلك الطيارة وعيد أيام المجد يا سيادة المقدم 
غفران بتعقل خلينا فيك أنت دلوقتي يا عريس ومدامك هتسافر انهارده يبقي هكلم هاشم اخليه يروحلك القصر الليله 
تحولت ملامح فارس للڠضب فجأة مغمغما 
غفران أنا عايزك تأكد على هاشم ياخد باله من ديجاوتتابع معاه بنفسك مش عايز مارفيل أو ديمة يتعرضولها نهائي طول فترة غيابي 
اطمن يا فارس وخد بالك انت من نفسك قولتلك وحاول متتأخرش رغم إني عارف إنك هتلزق ومش هنشوفك قبل شهر من دلوقتي ويمكن بعد الشهر كمان 
ضحك فارس بقوة مدمدما 
اممم مجرب أنت يا أبو زين 
غفران بفخر طبعا مجرب يله اقفل وكلم طيارتك وأنا هكلم هاشم سلام 
انتى مش عارفة عملتي فيا أيه ولا عشقك
زاد في قلبي أد ايه يا إسراء 
أنت اللي مش عارف كسفتني إزاي لما قولت لصاحبك إنك بقيت عريس 
قهقه بصوته كله وحاول رفع رأسها ليجعلها تنظر له لكنها دست نفسها بين ضلوعه مردده پغضب طفولي 
أعمل فيك أيه أنا دلوقتي! 
مش اي حد تثق فيه بسرعة كدة يا فارس 
ربت فارس على شعرها وأصابعه تتخلل بين خصلاته الناعمة بنبهار مدمدما 
أنا تقريبا مش بثق في حد غير غفران وديجا 
وطبعا ثقتي فيكي عمياء يا بيبي 
رمقته بنظرة عاتبه ومالت برأسها على كتفه وتحدث بصوت مجهد قائله 
اممم بتثق فيا أوي 
صك على أسنانه پعنف واعتلي الڠضب ملامحه الوسيمة وتحدث بهدوء قائلا 
أنا في الوقت اللي ظهرتي لي فيه كنت سيئ جدا يا إسراء مكنتش بارحم حد حتي نفسي مكنتش مصدق إني ممكن في يوم قلبي يميل لواحدة ست 
وضع أصابعه أسفل ذقنها جعلها تنظر له وتابع بصوته المزلزل لكيانها 
انتي الوحيدة اللي ملكتي قلبي وخليتني أعشقك وصدقيني أنا مش قادر أسامح نفسي لحد دلوقتي على اللي عملته معاكي 
صمت لبرهه وتابع بابتسامة باهته 
حتي غفران صاحبي الوحيد معاملتي معاه مكنتش كده نهائي كنت باتعامل مع الكل على أنه محل شك بس ڠصب عني يا إسراء 
أمسك يدها وضعها على الشق الكبير بصدره مكملا 
من حوالي 9 سنين لما اخدت دي كنت داخل المستشفى مېت تقريبا لدرجة أنهم غطوا وشي وقالوا لخديجة البقاء للهوقتها طبعا الدنيا اتقلبت ونزل خبر مۏتي في ساعتها والمستشفى بقت كلها مباحث وعلى رأسهم المقدم غفران المصري اللي كشف وشيوصړخ فجأة قالهم دا عايش مماتش ولحقوني على العمليات وخرجوا بمعجزة 
صمت قليلا يلتقط أنفاسه وتابع بغصه مريرة وصوت يملؤه الآسي 
كل
دا بسبب امي اللي عايزة تخلص عليا وتورثتي فضلت فترة كبيرة في غيبوبه ولما فوقت عرفت من خديجة ان غفران مسبنيش وفضل هو الحارس بتاعي لحد ما خرجت من المستشفى وبقي صاحبي الوحيد من وقتها 
ممكن متفكرش في اللي فات تاني وخلينا نفكر سوا في اللي جاي 
أمسك يدها قبل بطنها بعمق مرددا 
ممكن جدا يا بيبي بس قوليلي الأول كنتي عايزه تطلبي مني ايه قبل ما! 
توردت وجنتي إسراء بحمرة قاتمةواخفت وجهها بين كفيها متمتمه 
بطل تكسفني يا فارس وخليني أقولك أنا عايزة أيه 
ابعد يديها عن وجهها ورسم الجدية على ملامحه مردفا 
طيب قوليلي عايزة أيه الأول علشان اكلم الطيار يستعد ويجي ياخذنا 
ترقرقت عينيها
بالعبرات وتحدثت بتنهيدة حزينه قائله 
أنتي بتقولي أيه يا بيبي أنا انهاردة هعلن جوازنا للدنيا كلها 
قالها فارس ببعض الحدة لتسرع إسراء قائله بلهفه 
لا يا فارس علشان خاطري بلاش تتسرع ولو عليا أنا فأهلي اللي هي امي وعارفة بجوازي منك وراضيه ومامتك وعمتك عارفين ميهمناش حد تاني يعرف خصوصا لو هيعملنا مشاكل أرجوك اسمعني وافهم قصدي من اللي هقوله 
اسمع أيه يا إسراء ها عايزة تقوليلي اتجوز ديمة مش كدة 
قالها فارس
پغضب وهو يجذبها من ذراعها ببعض العڼف 
حجظت عينيها وهي تطلع به بذهول مدمدمة 
أنت عرفت إزاي! 
إيمان 
تنظر لزوجها بفرحة غامرة وتحدثت بلهفه 
بجد يا تامر هتوديني أزور إسراء وخالتي الهام! 
ابتسم لها تامر ومد يده حمل الصغير منها وتحدث وهو يقبل وجنتيه الممتلئه بحب 
اممم هنروح أنا وانتي والباشا محمود نشوف البرنسيسه إسراء الصغيرة وهناخدها معانا ونروح نزور أبوها الله يرحمه علشان انهارده السنويه بتاعته 
ربتت إيمان علي كتفه مردده 
الله يرحمه ويغفر له يارب تعيش وتفتكر يا حبيبي 
أخرج تامر علبه صغيرة قطيفه من اللون النبيذي من جيب سرواله واعطاها لزوجته مغمغما 
أنا جبت الحلق دا لبنت أخويا أيه رأيك فيه 
فتحت إيمان العلبه بفرحة حقيقيه وتحدثت بصدق 
الله يا تامر زوقك جميل أوي 
قبلت وجنته مكمله 
ربنا يراضي قلبك زي ما
بتراضي اليتيم يا حبيبي 
يعني مش زعلانه علشان مجبتلكيش السلسله اللي كان نفسك فيها! 
قالها تامر بنبرة حانية 
حركت إيمانرأسها بالنفي سريعا 
لا والله مش زعلانه أنا عمري ما أزعل منك أصلا يا تامر 
وأنا عمري ما اخلي حاجة في نفسك ومجبهاش يا أم محمود 
يا حبيبي يا تامر ربنا ميحرمنيش منك ولا من ابننا أبدا يارب 
تامر وهو يضمها له بحب طيب ياللا بقي اجهزي بسرعة علشان نلحق أم إسراء قبل ما تسافر مع جوزها 
هي إسراء هتسافر! 
قالتها إيمان بتساؤل 
اجابها تامر بابتسامة زائفه 
ايوة جوزها بيقولي مسافرين في شغل بس شكلهم كدة تقريبا رايحين يقضوا شهر عسل 
خديجة 
تجلس أمام المرآه تتأمل ملامحها بأعين تملؤها العبرات لا تعلم كيف مر قطار العمر بسرعة البرق لم تدري متي أصبحت بسن الثامنة و الأربعينولكنها تحافظ على جمالها و رونق أطلالتها باهتمام شديد لتظهر وكأنها فتاه لم تتعدي العشرينات بعد وتثبت أن العمر ما هو إلا مجرد رقم 
لا زالت تتذكر الليله الأولى التي رأت بها فارس الذي لم يكن عمره سوي بضعة أيام فقط وهي لم تتم عامها الخامس عشر 
منذ الوهلة الأولى التي وقعت عينيها عليه تعلقت روحها وقلبها به أصبح شغلها الشاغل حتي أثناء دراستها 
تقدم لخطبتها الكثير من الشباب ولكنها فضلت فارس عليهم جميعا بعدما أصبحت هي بالنسبه له عائلته الوحيده وهو الحياة بالنسبه لها 
أما الآن فقد أختلف الوضع بظهور إسراء التي ملأت قلبه بعشقها لم تكن تتخيل أن تصل شدة تعلقه بها بأن يأخذها معه حتي بعمله 
انبلجت شبه ابتسامة على ملامحها رغم عبرتها التي هبطت على وجنتيها ببطء متمتمه بحب صادق 
ربنا يسعدك يا فارس 
انتفض قلبها بفزع فجأة وهبت واقفه ركضت نحو شرفة غرفتها تنظر لما يحدث بأعين منذهله حين رأت الكثير من السيارت تسير لداخل القصر 
ايه اللي بيحصل دا! 
قالتها وهي تهرول لخارج الغرفه متجهه نحر الدرج ومن ثم لباب القصر الداخلي 
تسارعت نبضات قلبها بقوة حين استمعت لجرس الباب يصدع مرارا وتكرارا علي الرغم أنها تقف خلف الباب ولكن يدها لم تسعفها بفتحه عندما رأت عبر الزجاج العاتم خيال من يقف أمامه 
قلبها يخبرها أن اليوم سيحدث شئ لم تكن تتوقع حدوثه أبدا 
افتح الباب يا خديجة هانم! 
أردفت بها إحدي العاملات جعلت خديجة تنتبه لحالها وأخذت نفس عميق ومدت يدها فتحت الباب 
لتقع عينيها على رجل فاره الطول يقف بشموخ وهيبه تليق به كثيرا 
رفعت عينيها ببطء حتي وصلت لوجهه وتقابلت أعينهما للمرة الأولى تسارعت نبضات قلبها
أكثر وتدفقت الډماء نحو وجنتيها وهي
تري ملامحه الصارمه والوسيمة رغم شعرة الذي يغلب عليه الشيب ولكنه زاد وسامته أضعاف 
مساء الخير يا فندم 
قالها الرجل بلهجة جادة وحاده بعض الشئ رمقته خديجة بنظرة متعجبه مغمغمه 
مساء النور أفندم! 
لم يبتسم لها ابتسامة مجاملة حتي واجابها بنفس نبرته التي أزدادت حدة قليلا 
أنا هاشم الرفاعي رئيس الحرس اللي بعته المقدم غفران المصري 
االفصل ال 
بحديقة قصر الدمنهوري 
إلهام 
ربنا يباركلك فيه ويجعله بار بيكي يا إيمان يا بنتي 
غمغمت إيمان بابتسامة واسعه تدل على فرحتها الغامرة يسمع منك ربنا يا خالتي 
تنهدت إلهام بصوت عال وتحدثت بقلق قائله 
يا تري يا إسراء يا بنتي عاملة أيه 
ضحكت إيمان بخجل قائله 
عروسة يا خالتي الله يعني هتكون عامله أيه ادعليها ربنا يفرح قلبها ويعوضها خير عن التعب اللي شافته 
رمقتها إلهام بنظرة ذات مخزيوهي تقول 
ما انا بدعيلها والله يا بت يا إيمان وبدعيلك انتي كمان يا حبيبتي بس انا قصدي ان بنتي پتخاف أوي من صغيرها عمرها ما كانت ترضي تركب مرجيحه ولا عجلة ولا مركب في النيل زي زميلاتهاواتحايل عليها أقولها يابنتي العبي وأفرحي معاهم تقولي لو ركبت المرجيحة ولا مركب بحس أني دايخة جامد وبفضل أرجع 
وضعت يدها على موضع قلبها وتابعت پخوف ظاهر على محياها الطيبة 
أمال هتعمل أيه بقي وهي راكبة الطيارة ومتشعلقة بين السما والأرض كده! 
ربتت إيمان على يدها برفق متمتمه بابتسامتها الحانية أنا عارفة يا خالتي إن إسراء خوافة بس اطمني جوزها معاها وشكله بيحبها أوي وحبه ليها هيطمنها ويضيع خۏفها دا متقلقيش 
وجهت إلهام نظرها ل خديجة التي تبتسم بشرود وعينيها ثابته على شيء ما عقدت إلهام
حاجبيها وتطلعت لما تنظر له وجدت تامر زوج إيمان يقف على مسافة منهم برفقة رئيس الحرس الجديد هاشم الرفاعي 
يقف بهيبة وهنجعيه تليق به كثيرا يرتدي بدلة أنيقة من اللون الأسود وقميص من نفس اللون يخفي عينيه الثاقبه التي تتابع كل شيء حوله بتركيز شديد خلف نظارة شمسية ويتحدث من حين لأخر بجهاز اللاسلكي الموضوع بأذنه يملي أوامره على طاقم الحراسة الخاص به بمهارة واحترافيه 
ابتسمت إلهام بخبث وتحدثت بجدية مصطنعة قائله 
شكله شديد أوي اسم النبي حارسة هاشم دا مش كدة يا خديجة يا أختي! 
أنتبهت خديجة على نظرتها التي اقتربت للبلاهه قليلا وابتعدت بنظرها عن هاشم الذي انبلجت شبه ابتسامة على ملامحه الصارمة اخفاها سريعا حين لمح توترها وتفهم أن إلهام قد لاحظت نظرتها
له فعينيه تراقبها من خلف نظارته 
أيوه فعلا يا لوما شكله شديد خالص 
قالتها خديجة برقتها المعهوده وقد توردت وجنتيها بحمرة الخجل حين رأت نظرة إلهام العابثه لها وابتسامتها الواسعه تخبرها بها أنها قرأت ما يدور بخاطرها وإعجابها بهذا ال هاشم ظاهر على ملامحها البريئه بوضوح 
ابتلعت لعابها بصعوبة وهبت واقفه فجأة وتحدثت باستعجال قائله 
أنا هروح أشوف مارفيل وديمة صحيوا ولا لسه 
اقعدي بس يا خديجة ما أنتي قولتيلي قبل كده أنهم بيصحوا المغرب ولا بعد المغرب كمان عايزاكي تتصلي على فارس واسراء نطمن عليهم الأول نشوفهم وصلوا بالسلامة ولا لسه 
هتصل عليهم حالا من عنيا يا لوما 
قالتها خديجة
بابتسامة وهي تجلس مره ثانيه وامسكت هاتفها تطلب رقم فارس زمت شفتيها وقالت بأسف 
التليفون مغلق برضوا يبقوا في الطريق لسه 
توصلي بألف سلامة أنتي وجوزك يا إسراء يا بنتي غمغمت بها إلهام بسرها وهي تمسد بيدها على شعر حفيدتها الكستنائي الحريري الذي يشبه شعر ابنتها بالمثل 
هبت خديجة واقفة وتحدثت بخجل وارتباك قائله 
أنا هروح اعمل حاجة نشربها كلنا 
وماله يا حبيبتي وبالمرة اعملي حساب أسى الأستاذ هاشم معاكي 
بمكان آخر 
جزيرة الجفتون من أجمل مواقع الغردقة و من أهم المقاومات السياحية 
هبطت الطائره الهليكوبتر الخاصة بمجموعة شركات الدمنهوري 
على جزيرة الجفتون giftun island 
تعتبر هذه الجزيرة الأولى من حيث الأهمية للقطاع السياحي حيث أنها الجزيرة الوحيدة المسموح بالنزول عليها تتميز بموقعها القريب من مدينة الغردقة وبرمالها الناعمة وما يحيط بها من مواقع غوص وتعتبر من أفضل الأماكن السياحة 
هبطت الطائره على مقر خاص بها أعلى إحدي الفنادق الذي يملكها فارس 
من أفخم وأشهر فنادق الغردقه 
وصلنا يا روحي 
رفعت رأسها ببطء ونظرت له بملامح شاحبه من شدة خۏفها وهمست برجاء بصوت مرتعش متقطع 
الحمد لله نزلني بقي يا فارس بسرعة بالله عليك 
تعرقت جبهتها بشدة ارتجف جسدها بين يديه بقوة وشعرت بالهواء ينسحب من رئتيها وقبضت على يده فجأه بأناملها الباردة 
أهدي حبيبتي متخفيش أنتي في حضڼي 
أردف بها فارس وهو يقوم بفك حزام
الأمان من حوالها وحزامه أيضا 
شهقت هي بضعف وهمست بوهن 
فارس نزلني عايزه أرجع 
هات باسكت بسرررعه 
قالها فارس بلهجة حادة لإحدى حراسه الذي هرول مسرعا وعاد حاملا صندوق صغير وضعه أمامها أرضا 
أنزلها بحرس شديد لتبدأ هي تتقيأ پعنف وتأن پألم حاد 
بينما هو يمسد على معدتها بحنان بالغ متمتما بلهفه 
خدي نفسك براحة إسراء أهدي يا روحي متخفيش أنا معاكي 
أنا أسفه بس دي أول مرة اركب طيارة والله 
همست بها بصعوبة بالغة من بين آهاتها الحادة 
هششش أهدي أنا عارف 
قولتلك بلاش أنا اركب الطيارة وأنت اللي صممت 
رفعت وجهها ونظرت له بأعين متسعه وقد أشتعلت وجنتيها بحمرة قاتمة بينما هو التمعت عينيه ببريق متوهج من شدة إشتياقه 
أنت مش قولتلي عندك أجتماع مهم 
هطمن عليكي الأول وبعدين احضر الاجتماعوأرجع اطمن عليكي تاني وتالت ورابع 
سيطرت على مشاعرها معه بصعوبة بالغة ودفعته عنها من كتفيه بكلتا يديها بضغف
أنا اللي عايزه اطمن عليك يا فارسوعايزة أعرف أنت ناوي على أيه الأول مع مامتك وديمة 
ابتلعت غصه مريره بحلقها وحاولت كبح عبراتها التي خانتها وهبطت ببطء على إحدي وجنتيها وهمست بنبرة يملؤها الآسي 
أنا ماعنديش إستعداد أبدا أخسرك ولا هستحمل أشوفك داخل عليا في يوم متعور ولا سايح في دمك زيي ما شوفتك قبل كده مش هستحمل أشوف حياتك في خطړ كده دايما وممكن لقدر الله تروح مني في أي وقت 
صمتت لبرهه واجهشت بالبكاء
أنا عايزاك أنت اللي ټدفني يا فارس فاهم 
طال عناقهما وكل منهما لا يود الإبتعاد عن الأخر لعل هذا العناق المحموم يهدأ ارتعاد قلبهما 
عادت ملامح فارس الهائمه بها لصرامتها فجأه وسار بها نحو الفراش اجلسها عليه برفق وجذب مقعد وجلس عليه أمامها ممسك يدها بين كفيه 
ساد الصمت للحظات تقطعه صوت شهقاتها التي تجاهد للسيطرة عليها رغم
أن هناك جزء بقلبه أكثر من سعيد بخۏفها هذا عليه إلا
أن جملتها الأخيرة جعلت الفزع والړعب يتملك منه خائڤ عليها هي أكثر من نفسه 
قوليلي الأول حاسه إنك أحسن دلوقتي 
حركت رأسها بالايجاب وهمست بستحياء 
الحمد لله أحسن شوية 
وضعت يدها الصغيرة على وجنته وتابعت بابتسامتها الخلابة 
اتكلم قولي اللي جوه قلبك أنا سمعاك 
أخذ نفس عميق وتحولت ملامحه لأخري شرسه مدمدما 
اطمني أنا ناوي على كل خير وهاخد حقي وحقك وحق ديجا كمان من اللي هددوها بيا علشان كدة قالتلك تسبيني اتجوز ديمة 
صمت لوهله يلتقط أنفاسه وتابع وهو يصطك على أسنانه پغضب وغيظ شديد 
مارفيل هتاخد عقابها على كل اللي عملته فيا 
بس عايزه أقولك حاجة مهمة لو هي نسيت إنك ابنها أوعى أنت تنسي أنها أمك يا فارس 
قالتها إسراء وهي تمسد بكف يدها على صدره وكأنها تمتلك مفعول السحر
لمحي الألم الحاد الذي يكمن داخل قلبه بحركتها هذه التي بات يعشقها فارس مؤخرا 
فاكر يا إسراء وعمري ما نسيت أنها أمي وإلا كان زماني مخلص عليها من ساعة ما عرفت أنها هي اللي ورا كل محاولات القټل اللي اتعرضت ليها في حياتي 
صمت لبرهه وتابع بتأكيد 
وبالنسبة لخطوبتي من ديمة أنا هنهيها الليله و مش هاتجوزها طبعا لأني ببساطة 
غمز لها بمكر مكملا بشقاوة لا تخلو من وقاحته 
بحب مراتي اللي هي أنتي يا بيبي
ومستحيل واحدة غيرك أنتي تشيل أسمى أو حتي تدوق حضڼي يا إسراء 
حضڼي وقلبي وكلي ملكك أنتي وبس يا بيبي ودلوقتي بقي سبيني اطمن عليكي بطريقتي وكمان في مفاجأت كتير عاملها ليك انهارده أنا واثق أنها هتعجب القمر بتاعي 
أشتاقك يا نبع الډماء بأوردتي واطمئني ساحرتي لن أتخلي عن قلبك الذي ينبض بحبي فقط أحبيني أكثر وأكثر ودعيني أنا أغمرك بعشقي 
بتجيب الكلام اللي يجنن دا منين بس يا أبو الفوارس! 
بالقصر 
يعني ايييييه سافر فجأة يا ديجا! 
صړخت بها ديمة پغضب شديد لترمقها خديجة بنظرة حارقه مردفه بأمر 
وطي صوتك دا وانتي بتكلمني يا ديمة وفارس سافر علشان عنده شغل مهم 
دارت ديمة حول نفسها پجنون وتحدثت بذهول 
دا أنا بقالي كام يوم هنا معاه في القصر ومش عارفة اتلم عليه يقوم يسافروميقولش هو رايح فين حتي! 
عزيزتي ديمة حدثي والدك وأخبريه عن أفعاله المشينه معك وبالتأكيد سيكون على علم بمكانه ويخبرك 
أردفت بها مارفيل ببرود وهي تتناول سېجارها برفقة كأس الخمر المعتاد لها 
ابتسمت ديمة ابتسامة مصطنعه تظهر بها الحقد والشړ بعينيها وتحدثت موجهه حديثها ل خديجة 
انا هعرف هو فين وهروح له لو حتي في المريخ 
أنهت جملتها وسارت لخارج القصر ساحبه حقيبة ثيابها خلفها 
انتظرت خديجة حتي تأكدت من ذهاب ديمة وتحدثت بصوت عال فجأة قائله بلهجة حادة جديدة كليا على شخصيتها الهادئه 
نادي رئيس الحرس حالا يا صابرين 
هرولت صابرين مندفعه نحو الخارج أمام أنظار مارفيل الساخرة وعادت بعد لحظات برفقة هاشم الذي خطي خلفه أكثر من عاملة غير صابرين 
زحف الړعب لقلب مارفيل حين لمحت نظرة خديجة المتشفيه المسلطة عليها وتحدثت دون إبعاد نظرها عنها قائله بأمر 
خدو مارفيل هانم لمكانها الجديد 
غمغمت مارفيل بعدم فهم قائله 
ماذا يحدث هنا خديجة! 
ابتسمت لها خديجة ابتسامة زائفه مردفه بأسف مصطنع 
حان وقت عقابك مارفيل 
بعد مرور عدة ساعات 
خيم الليل بستائره السوداء التي تلتمع بها رونق النجوم 
داخل الجناح الخاص ب فارس وساحرته 
على فراش وثير مملوء بأروع الورود من اللون العنابي والأبيض وعلب من القطيفه تحتوي على أرقى و أفخم المجوهرات وقطع الماس التي تعتبر نادره 
تغص إسراء بينهما بنوم عميق من شدة إجهادها 
رنين الهاتف المستمر جعلها تتملل بنومها بعدما شعرت ببروده تجتاح أوصلها حين وجدت نفسها وحيدة بالفراش ليست داخل حضڼ زوجها الذي يحتويها ويضمها بحماية تطمئن قلبها وتشعرها بالدفء والأمان 
فتحت عينيها ببطء واعتدلت جالسه بتكاسل تبحث عنه في الغرفة ذات الإضاءة الخافته 
ليصدع رنين الهاتف مجددا فمدت يدها ورفعت السماعة وضعهتها على أذنها ليأتيها صوت والدتها تتحدث بلهفه 
الو إسراء انتي معايا يا ضنايا 
دمدمت إسراء بصوت هامس امممم أيوه ياماما انا معاكي يا حبيبتي طمنيني عليكي وعلى إسراء عاملة أيه وديجا كمان 
أطلقت إلهام أنفاسها الحبيسه أثر قلقها عليها وضحكت بعبث قائله 
احنا زي الفل طمني قلبي عليكي أنتي وعلى أحوالك يا حبيبة أمك 
تنهدت إسراء براحة وهي تتقلب بين الورود وتستنشق عبيرها بستمتاع مغمغمه 
أنا الحمد لله كويسة أوي يا ماما وفرحانه ومبسوطة أوي وحاسة كأني عايشة حلم جميل مش عايزه أصحى منه أبدا 
التمعت أعين إلهام بدموع الفرحة وتحدثت بحب شديد 
ربنا يفرح قلبك ويسعد أيامك ويجعل فارس عوض ليكي وأنتي عوض ليه ويرزقكم بالذرية الصالحة اللهم امين يارب العالمين يا حبيبتي 
كانت ابتسامة إسراء تضئ وجهها وظلت تأمن على دعاء والدتهاولكن تلاشت ابتسامتها شيء فشيء حين دعت لها بالذرية الصالحة تذكرت حينها تلك الوسيلة التي تمنعها من الحمل 
ماما
اقفلي هعمل حاجة وأكلمك تاني 
قالتها باستعجال وهي تستعد بمغادرة الفراش 
افتكرتي الوسيلة اللي قولتلك شيلها من بدري يا إسراء مش كدة 
أردفت بها إلهام بنبرة عاتبة لتستطرد دون أنتظار سماع رد منها 
انتي جوزك جنبك! 
اجابتها إسراء بنبرة مرتجفه تدل
على شدة توترها 
لا عنده شغل مهم قالي هيخلصه متأخر شوية ويرجع 
أخذت إلهام نفس عميق وتحدثت بتعقل قائله 
طيب اسمعيني كويس يا حبيبتي خليكي صريحة مع جوزك من أولها يابنتي وقوليله الحقيقة وهو يوديكي لدكتورة يا إسراء متخبيش عنه أي حاجة ممكن تعمل مشكلة بينكم لو عرفها من برة يا بنتي 
احتقن وجه إسراء بحمرة الخجل وببوادر بكاء همست 
اقوله أيه بس يا ماما هتكسف وهخاف كمان اقوله حاجة زي دي مضمنش رد فعله هيكون أيه او
هيفكر فيا إزاي 
صمتت للحظه وتابعت 
هو قالي لو احتجت اي حاجة أطلبها بالتليفون فأنا هطلب دكتورة تطلعلي هنا في الأوضة قبل ما يجي 
إلهام بنبرة راجية يابنتي ريحي قلبي وأسمعي كلامي وقولي لجوزك ومتخفيش انتي مش عاملة حاجة غلط لكن لو
خبيتي تبقي بتوقعي نفسك في غلط أنتي في غني عنه 
إسراء بعدم اقتناع وقد هيئ لها عقلها بأن فارس من الممكن يسيئ بها الظن حين تخبرة انها تستعمل وسيلة لمنع الحمل وزوجها ټوفي له عام كامل 
طيب يا ماما خليني بس أجرب كده وأسأل حتي دكتورة واشوفها هتقولي أيه قبل ما فارس يجي وهرجع أكلمك تاني غمغمت بها وهي تستعد لإغلاق الهاتف 
طيب يا بنتي هستناكي تطمنيني 
قالتها إلهام بيأس وقد أدركت أن ابنتها لن تستمع لحديثها قبل أن تنفذ ما يدور بعقلها 
حاضر يا حبيبتي اطمني وبوسيلي إسراء مع السلامة 
تحت أمرك يا هانم 
هكذا إجابتها إحدي العاملات المخصصه لها وحدها 
عضت إسراء على شفتيها وهمست بخجل 
لو سمحتي عايزه دكتورة أمراض نسا تطلعلي الأوضة عندي حالا 
داخل المكتب الخاص ب فارس 
يجلس فارس على رأس طاوله بوجهه يظهر عليه الڠضب الشديد يتحدث بصرامته المعهودة 
جعل الجميع يتأهب له ويتابعونه باهتمام وخوف ليطول غضبه أحدهم 
عايز في خلال ربع ساعة بالكتير يكون قدامي هنا كل الملفات الخاصة بشغلنا مع رئيس الوزراء مفهوم 
دوي صوتهم بنفس واحد مفهوم يا فارس باشا 
حرك فارس رأسه بالايجاب وفتح اللاب الخاص به يتفحصه بتركيز شديد 
ساد الصمت قليلا والجميع يتابع عمله بنشاط واجتهاد 
ليصدع صوت رنين هاتفه فأسرع بالضغط على زر الفتح وتحدث بلهفه 
ايه الأخبار 
فارس باشا الهانم طالبة دكتورة عندها في الجناح حالا وصوتها باين عليه التعب سيادتك 
سقط قلب فارس أرضا بعدما تملك منه الهلع من شدة خوفه على زوجته انتفض واقفا فجأة وسار بخطي
شبه راكضه نحو الخارج مغمغما بأمر قبل أن يغادر الغرفة 
محدش يتحرك من مكانه كملوا شغلكم وابعتولي التقرير على جناحي 
أنهى حديثه وغادر الغرفة بهروله متوجه نحو جناحه الخاص به هو وساحرته 
واستغفرو لعلها ساعة استجابة
لفصل ال 
بإحدى عمارات الدمنهوري القريبه من قصر فارس 
داخل شقة من الطراز الحديث مجهزة من كافة شيء ولكن بابها ونوافذها من الحديد 
تقف مارفيل بملامح باهته تنظر حولها بنظرات منذهله وتتحدث بصوت مرتجف قائله 
أين أنا يا خديجة! 
دارت خديجة حولها بخطوات بطيئه تدب الزعر بأوصالها مردفة بهدوء مريب 
هنا شقتك الجديدة مارفيل ستظلين بها إلى الأبد ومن اليوم سيتم معالجتك من إدمان الكحول ولعب القماړ الذي جعلك تخسرين أموالك وتفكرين بأنهاء حياة إبنك حتي تستطيعي وضع يدك القڈرة على أمواله 
فقدت مارفيل السيطرة على خۏفها وبدأت تركض بندفاع كمحاولة منها للهرب مردده 
أنا لم أفعل شيء اتركوني أعود لموطني واقسم إني لن اريكم وجهي مرة أخرى 
سيطرت العاملات على حركاتها الچنونيه وقاموا بتقيدها على الفراش حتي لا ټؤذي نفسها بينماخديجة تقف أمامها ترمقها بنظرات محتقرة وهي تقول بأسف 
رغم أفعالك المشينه ومحاولات قټلك المتعددة ل فارس الذي أوشك على المۏت عدة مرات بسببك أنتي إلا أنه سيبقي بجانبك حتي تتماثلين الشفاء من تلك السمۏم التي تتعاطيها 
غمغمت مارفيل بنبرة متوسلة لا أريد منه أي شيء فقط اخبريه ان يتركني أرحل واقسم لكم أنني لن أعود ثانيا 
بكت بنحيب وتابعت 
سيتركني هنا حتي القي حتفي لا أريد أن أظل وحيدة بين تلك الأبواب الحديديه 
سارت خديجة لخارج الشقة وتحدثت قبل أن تغلق الباب الحديدي خلفها 
هذا أهون عقاپ تستحقيه مارفيل فأنتي صدقا تستحقين المۏت 
أنهت جملتها وأغلقت الباب خلفها تاركه مارفيل تصرخ بنهيار شديد وقد أدركت أنها لن تري ضوء الشمس ثانيا إلا عبر تلك القضبان الحديديه الموضوعه على كل منفذ بالشقة حولها 
خرجت خديجة من المبني خلفها هاشم الذي سابقها بخطوة وقام بفتح الباب الخلفي لها 
ميرسيي 
همست بها خديجة وهي ترتجل السيارة بستحياء 
أغلق هاشم الباب وصعد بجوار السائق مردفا بتساؤل 
هنرجع القصر يا هانم 
لم تجيبه خديجة فقد كانت منشغلة بستنشاق رائحة عطرة بستمتاع 
عقد هاشم حاجبيه ونظر لها بالمرآه وجدها تنظر له بابتسامة شارده لا تخلو من الإعجاب 
الټفت لها وتطلع لملامحها البريئه بابتسامته الرزينه مدمدما 
خديجة هانم 
انتبهت خديجه على حالها فرسمت الجدية على ملامحها التي توردت بحمرة قاتمة وتنحنحت بخجل قائله 
اححم أنتو وافقين ليه 
بسأل سيادتك هنرجع القصر 
قالها هاشم بصوته المزلزل الذي يروق ل خديجة كثيرا لأول مرة بحياتها يثير رجل إعجابها لهذه الدرجة تريد معرفة كل
شيء عنه تشعر بالفضول تجاهه بشدة خاصة حين لمحت يده فارغة لا يرتدي خاتم زواج وهذا أثار فضولها أكثر 
ابتعدت عن عينيه التي ترمقها بنظرات متأملة تزيد من توترها وخجلها وتحدثت بقوة زائفه 
لا عايزه اشم هوا شوية في مكان هادي 
بالجناح الخاص ب فارس وزوجته 
داخل غرفة الملابس الذي قام بنتقائها فارس لزوجته على زوقة الخاص 
أمسكت
ادخل 
أردفت بها وهي تغلق رباط روبها باحكام وغادرت غرفة الملابس حين
تأكدت من وجود الطبيبه بمفردها عبر الشاشه الموضوعه على الحائط أمامها تظهر لها كل ركن بالجناح 
تقف الطبيبه داخل غرفة خاصة بالزوار 
حضرتك دكتورة نسا! 
قالتها إسراء بتواضع أذهل الطبيبه فاجابتها ببتسامة مردده 
ايوه يا هانم أسمى سلمي تحت أمر حضرتك 
بادلتها إسراء الابتسامة متمتمه الأمر لله وحده يا سلمي صمتت لبرهه وتابعت بخجل
وهي تفرك أصابعها ببعضهما قائله بهمس 
بصي أنا مركبة وسيله لمنع الحمل وعايزة اشيلها 
الطبيبه بعمليه تمام أنا معايا كل الأدوات اللي هحتاجها بس لازم اعرف اخر ميعاد للبيريوت بتاعت حضرتك كانت أمتي! 
غمغمت إسراء بستحياء قائله تقريبا من 12يوم 
الطبيبه بأسف كده مش هينفع اشيل لحضرتك الوسيله دلوقتي خالص الأفضل نستني ونشلها بعد أنتهاء البيريوت مباشرة 
صكت إسراء على أسنانها متمتمه بنبرة راجيه 
بس أنا عايزه اشيلها دلوقتي ضروري لو سمحتي 
الطبيبة صدقيني مش هينفع حضرتك اللولب بالذات تركيبه أو شيله يفضل يكون بعد انتهاء البيريوت على طول ودا علشان نتأكد أن مافيش حمل دا أولا وكمان علشان يكون تركيبه أو شيله سهل وميتعبش حضرتك 
همت إسراء بالحديث وقد حسمت أمرها بأن تجعلها تخلصها من تلك
المانع حتي لو هيتسبب بألمهاولكن استمعت لصوت زوجها الذي خطي لداخل الجناح من باب أخر 
ارتعد قلبهاودون أرادتها دفعت الطبيبه برفق نحو باب الخروج متمتمه 
طيب اتفضلي انتي دلوقتي 
انصاعت الطبيبة على الفور وخرجت من الباب بنفس اللحظه الذي دخل بها فارس الغرفه 
إسراء أنتي كويسه حبيبتي 
اممم أنا كويسه اطمن 
بلغوني انك طلبتي دكتورة وصوتك كان تعبان 
وضع أصابعه أسفل ذقنها جعلها تنظر له وتابع بقلق ظاهر على محياه الوسيمه 
فيكي أيه يا روحي قبل جبهتها مرات متتاليه مكملا قوليلي فيكي أيه متتكسفيش مني 
أنا السبب صح قسيت عليكي 
شوقي وعشقي ليكي كانوا أقوى مني حقك عليا مكنتش أقصد أتعبك 
فارس أنا كويسه متقلقش كنت بسأل الدكتورة على حاجة وبس مش أكتر 
همست بها بتقطع 
تعالي خليني أطمن على عيونك بنفسي 
هم بالرد عليها ولكن صدع رنين هاتفه فأخرجة من جيب سروالهوأسرع بالرد 
ها يا غفران أيه الأخبار! 
غفران ديمة عرفت طريقكوفي طريقها ليك دلوقتي بعد ما استلمت كمية كبيرة من البودرة 
كده نفذ اتفقنا يا صاحبي 
قالها فارس وهو يبتعد عن إسراء بتمهل وسار نحو الشرفة 
وضعت إسراء يدها على قلبها تحاول تهدئة دقاته المتسارعة وتنهدت برتياح متمتمه لنفسها 
ياربي كنت نفسي أقولك والله يا فارس بس خاېفه أوي 
هرولت تجاه غرفة الملابس بفرحة غامرة وبدأت تنتقي ثوب جديد ترتديه لزوجها 
خليني اخد عليك شويه كمان وأكيد هقولك مش هخبي عليك يا أبو الفوارس 
انتقت سلوبت بيضاء أخذتها وركضت لداخل الحمام غالقه الباب خلفها 
بينما فارس مازال يتحدث بالهاتف مغمغما 
أنا عايزها تخرج من الحجز متنفعش نفسها تاني يا غفران 
غفران اطمن أنت عارف حبايبي كتير بفضل الله وكلهم يتمنوا يخدموني بس اعمل حسابك سيادة الوزير مش هيسكت على اللي هيحصل لبنته في الحجز يا فارس وهيعرف أننا ورا القبض عليها والحړب هتبدأ بنا وبينه يا صاحبي 
ضحك فارس ضحكه مزيفه وبثقه تحدث قائلا 
الحړب دي هتنتهي وهنطلع احنا الكسبانين اول ما أوري لمعالي الوزير النصايب اللي بنته عملتها صوت وصورة وانها كانت على علم بمين اللي بيحاول يموتني ووقفت تتفرج عليا وتهدد خديجة أنها هتقتلني وكمان عايزه تلبس مراتي قضية يا غفران 
ضحك غفران مرددا 
أديها هتلبسها هي وهتترمي مع البلطجية في الحجز اللي هيدوها شوية ضړب ياض يا فارس هيربوها من أول وجديد متشلش هم حاجة أنت عريس اقفل ياللا وأنا هخلص وأبقى اطمنك سلام 
بينما إسراء أنتهت من أخذ حمام دافء استعادة به نشاطها ارتدت السلوبت الذي زادها جمال فوق جمالها مشطت شعرها الحريري وعقدته ذيل حصان وتركته منسدل على ظهرها 
وضعت لمسات لا تذكر من مساحيق التجميل جعلتها بغاية
الفتنة 
خطت لداخل الغرفة فور خروجها من الحمام تبحث عن زوجها بلهفه وجدته يقف بشرود كما هو بشرفة الجناح 
سارت نحو الهاتف الذي أهداه زوجها لها وقامت بتشغيل إحدي اغانيها المفضله التي وصلت موسيقاها لسمع فارس جعلته يستدير ببطء وقد اختفي ضيقه وانبلجت ابتسامة هادئه حين استنشق عبير رائحة ساحرته 
سار نحوها بخطوات هادئة وعينيه تشملها بنظرة متفحصة لا تخلو من الانبهار بجمالها الفتان حتي توقف خلفها مباشرة 
ساحرتي دعيني أتعطر بأنفاسك ذوبيني أنثريني آجمعيني آملكيني وإجعليني كل شيء يحلو لك ولكن إياك أن تفارقيني 
انا وانت حالة خاصة جدا حالة مش موجوده فعلا 
ومفيش في حياتنا اصلا يا حبيبي عڈاب 
وانت جنبي حاسة اني طفلة 
وحياتي يا
حبيبي حفلة
وفي وش الحزن قافلة كل الأبواب
جنني حبك طيرلي عقلي
انا متهيألي انا جيت الدنيا بحبك 
علمني حبك اسړق من الدنيا
ثانية ورا ثانية و أدوب قلبي في قلبك 
وانت حالة استثنائية ودماغنا هي هي
وحياتنا دي مش عادية اتنين مجانين 
ومفيش بينا حاجة تقليدية
انت الفرحة اللي فيا
عارف العيد والعيدية
انت اللي اتنين
جنني حبك طيرلي عقلي
انا متهيألي انا جيت الدنيا بحبك
علمني حبك اسړق من الدنيا
ثانية ورا ثانية وادوب قلبي في قلبك 
بعد مرور أسبوعين 
غرامه الذي أهاله عليها بكرم و شغف 
سطعت شمس نهار جديد 
كان فارس يجلس على الفراش بجوار ساحرته يتأمل جمال ورقة ملامحها الفاتنة كعادته كل صباح 
إسراء أصحى بقي يا روحي 
صباح الخير يا أبو الفوارس 
صباح الورد يا حياة أبو الفوارس 
فارس وبعدين معاك 
أنا لسه عملت حاجة يا بيبي 
فرحيني بقي وقوليلي أنها خلصت 
لسه انهارده أخر يوم 
برضوا بتتكسفي مني يا إسراء! 
قالها فارس وهو يحاول بأقصى
ما لديه من لطف إزالة كفيها متمتما برفق 
بصيلي يا روحي 
انتي لسه متعرفيش انا بحبك أد أيه! 
عارفه يا فارس وحاسة بحبك قوي كمان 
قالتها إسراء وهي تحتضن وجهه بين يديها الصغيرة 
حرك رأسه بالنفي وهو يرفعها بمنتهي الخفه ويجلسها على قدميه مغمغما 
لا لسه متعرفيش أن حبك عندي أكتر بكتير من كل نفس بتنفسه وكل دقه بيدقها قلبي 
صمت لبرهه وتابع بلهجة أكثر خشونة يثبت لها مشاعره و ملكيته إياها وحده 
بحبك يا إسراء 
بحلم باليوم اللي تقوليلي فيه أنا حامل منك يا أبو الفوارس 
جملته جعلت ابتسامتها تتلاشي شيئا فشيئا وانتفض قلبها أنتفاضة دبت الړعب بأوصلها جعلتها ترتجف بين يديه قليلا وقد حسمت أمرها أن تخبره بوجود تلك الوسيلة اللعينه 
ابتلعت غصة مؤلمة بحلقها بينما إنتفاضة قلبها تزيد و تتدافع وهي تتذكر أنها على ذمته منذ أكثر من أربعة أشهر وكان مخصص لها طاقم من الأطباء داخل قصره يهتمون برعايتها رعاية كاملة وقد ذكرتها والدتها ذات مرة بتخلص من تلك الوسيله فور زوجها منه إلا انها أبت ظنا
منها أنها لن تميل له يوميا 
لم تكن تتخيل للحظه أن يزدهر عشقة بقلبها هكذا رغم أنها قد عاشت من قبل قصة حب مع زوجها السابقولكن الآن تحيا حالة من الغرام معه لم تخطر علي بالها أبدا ولا حتي بأحلامها 
مالك يا روحي! وشك أصفر فجأة ليه كده! 
حمحمت كمحاوله منها لإيجاد صوتها وتحدثت بتوتر قائله 
مافيش حاجة أنا كويسه أطمن 
توهجت عينيه أصبحت كالجمرتين وتحدث بخفوت 
قاس محذرا 
أوعى تكوني خاېفه تخلفي مني لأعمل مع ولادي زيي ما أهلي عملوا معايا يا إسراء! 
جحظت عينيها من تصريحه الخاطئ كليا واسرعت بتحريك رأسها بالنفي مردده 
لا طبعا انت بتقول أيه بس أنا عمري ما فكرت كده فيك أبدا يا فارس دي بنتي بتحبك أكتر مني ومن جدتها كمان 
لكزته بقبضة يدها بكتفه برفق مكمله بعتاب 
إزاي أصلا تفكر أني ممكن اعمل حاجة زي دي واغضب ربنا وامنعك من حقك
في الخلفة 
ابتسم لها ابتسامة حزينه مردفا بمرار 
في جملة بتقول فاقد الشيء لا يعطيه 
تربت على شعرة بحنو وكأنه صغيرها مردده بثقه 
بالعكس فاقد الشيء دا بيعوض غيره من غير حساب زي ما انت بتعمل مع إسراء بالظبط حبك وحنيتك عليها خلتني واثقه إنك هتكون اعظم اب في الدنيا كلها 
حديثها أثلج قلبه وجعل الفرحة تعود لملامحه من جديد فرفع رأسه ونظر لها وتحدث بلهفه قائلا 
وأنا أوعدك أني عمري ما هفرق في معاملتي بين إسراء بنتي وبين ال 12 عيل اللي هتخلفهوملي كلهم هيبقوا ولادي و والله غلاوة إسراء احتمال تكون أغلى منهم كمان 
اعتلت الصدمة ملامح إسراء للحظات ومن ثم اڼفجرت ضاحكة بقوة مردده بذهول 
10 12 عيل ايييه يا افندينا أنت فاكرني أرنبة ولا أيه! 
وأحلى أرنبة بيضة وزي المرمر يا بيبي 
إسراء واحشتيني أوي يا فارس 
مد يده لجهاز تحكم موضوع على جانب الفراش وقام بفتح شاشة كبيرة معلقه بإحدى جدران الجناح لتظهر غرفة الزوار الخاصة بهما تجلس بها كلا من إلهام حاملة الصغيرة إسراء خديجةوحتي إيمان وصغيرها محمود يتسامرون سويا 
ربنا ميحرمنيش منك أبدا يا أحلى أبو الفوارس في الدنيا 
فرت من بين يديه وارتدت روبها الحريري من اللون الكافيه بنفس لون قميصها الذي يعكس جمال بشرتها الناصعه واندفعت بهروله نحو غرفة الزوار مردده بصړاخ يظهر مدي فرحتها 
إسرااااااء يا قلب أمك 
فور فتحها الباب قفزت الصغيرة من فوق قدم جدتها وركضت نحوها بخطواتها الجميلة التي تسعد القلب بطلتها وابتسامتها البريئه الصافيه 
فالس واحشتني 
تعالت ضحكات الجميع على هيئة إسراء التي تتنقل بنظرها بين ابنتها وزوجها بنظرات مصطنعه الڠضب خاصة حين قال فارس 
أهلا أهلا بروح قلب فالس 
الفصل ال 
!! 
خارج جناح مارفيل 
يقف فارس بملامح مرتعدة بجوار والده يتابع الأطباء وهما يحاولون
تهدأت والدته التي دخلت بنوبة بكاء حاد حتي أصبحت على وشك الإنهيار 
كانت مارفيل تصرخ بكل قوتها مرددة بكلمات غير مرتبة تحمل بينها لغز يصعب حله بسهولة أنا صامتة لأجلك لأجلك فارس لأجلك فقط بني 
زفر فارس براحة ونظر لوالدة الذي ينظر لزوجتة بلهفة و أعين تترقرق بها العبرات وتحدث بهدوء قائلا بابا ممكن أتكلم مع حضرتك شوية 
عايز تتكلم في ايه يا فارس! 
قالها محمد وعينيه ثابته على مارفيل يرمقها بنظرات مختلطة بين العشق والاشتياق والعتاب 
سار فارس نحو أقرب مقعد جلس عليه واضعا رأسه بين كفيه وتحدث بتعب قائلا 
في حاجات كتير أنا مش فاهمها وأسئلة كتير مش لاقي ليها أجوبة 
أخذ محمدنفس عميق الټفت ببطء ينظر له مغمغما هجاوبك على كل أسئلتك وهفهمك كل حاجة
يا فارس 
بس ممكن تسبيني مع مارفيل شوية لوحدنا 
صمت لبرهه وتابع وهو يصطك علي أسنانه بغيظ 
من ساعة ما رجعت من برة وأنت
لازق معانا هنا انت مش المفروض عريس وفي شهر العسل! 
رفع فارس رأسه ونظر له بدهشة حين تابع بنبرة ساخرة 
حد يسيب عروسته ويجي يقد جنب أمه يا عريييسس رمقه بنظرة ماكرة ولاعب حاجبيه له بحركة أذهلت فارس وأكمل بأسف 
شكلك كده مرفعتش راسنا ولا أيه! 
لاااااااا لااااااا وكمان لااااااااا بقي دا أنا رفعت راسكم للسما يا أبو فارس 
قالها فارس بفخر وهو ينهض من مكانه واقترب من والده وضع يده حول كتفه وتابع بحاجب مرفوع 
دا أنا فارس الدمنهوري يعني مينفعش تشك في قدراتي ياوالدي 
مال علي أذنه مكملا بتساؤل احكيلي بقي عملت أيه في مارفيل يا أبو فارس يا شقي خلتها کرهت الصنف كله وعايزة تخترع لنا مبيد رجالي يمحينا كلنا! 
رفع محمد حاجبيه ونظر له بشرار وتحدث پغضب مصطنع ما أنا قولتلك هتزفت أحكيلك بس مش دلوقتي خليني أقعد مع حبيبتي شوية قبل ما تفوق وتطردني زي كل مرة 
أنهي حديثه ودفعه للخارج ببعض العڼف لتتعالي ضحكات فارس وتحدث وهو يغمز له بشقاوة 
الله عليك يا ابو الفوارس يا حبيب 
توقف محمد عن دفعه وتنهد باشتياق وهو يقول بجدية 
اه حبيبورجعت مصر بعد كل السنين دي علشان أنا بلدي اللي فيها 
نفخ بضيق وتابع بنفاذ صبر 
ويله اتفضل بقي انت ناسي أن غفران عاملك حفلة عنده انهارده في الشاليه ولا أيه! 
ضړب فارس بكف يده على جبهته وتحدث بأسف 
أيوه فعلا إزاي نسيت دا مأكد عليا وعازم حضرتك كمان 
محمد بهدوء اعتذرله بالنيابه عني أنا هفضل مع مارفيل وأنت إياك المح طيفك هنا الليله خلص حفلتك و خد مراتك وأطلع على اليخت انا كلمت العمال وقالولي انه وصل المينا في الغردقة 
دا هدية جوازك مني أنا مرتضتش اسميه شوف هتسميه أيه أنت بمعرفتك 
شكرا على كل حاجة يا بابا لولاك بعد ربنا كنت خسړت مراتي غمغم بها فارس وهو يقطع المسافة بينهما وعانقه بحب مقبلا كتفه مرات متكررة ربنا ميحرمنيش منك أبدا 
تسمر محمد محله لوهلة لم يبدله عناقه أطبق جفنيه بقوة يكبح عبرات الندم التي تجمعت بعينيه ومن ثم رفع يده وربت على ظهره متمتما 
ولا يحرمني منك أبدا يا ابني 
ابتعد عنه قليلا ورفع يده ربت على وجنتيه بحنو وتابع بابتسامة مش عايزك تشيل هم اي حاجة بعد كده أنا عقبت ديمة على كل اللي عملته ورمتها في مصحة نفسية والدكتورة اللي اسمها سلمي دي كانت متهدده بابنها البنت اللي معها كانت تبع ديمة وخدت نصيبها من العقاپ اطمن 
حرك فارس رأسه بالنفي وتحدث بأسف قائلا 
مش هعرف اطمن طول ما أبو ديمة شريك معاناوواثق انه مش هيسكت على اللي حصل في بنته علشان كده أنا هفضل واخد احتياطات كافية لحد ما أفض الشراكة دي في أقرب وقت 
اعمل اللي يريحك وخليك واثق إني هبقي في ضهرك من هنا ورايح أردف بها محمد بابتسامة يخفي بها لمعة الدموع بعينيه 
أنهي جملته و سار نحو الخارج مكملا باستعجال 
هسيبك أنا بقي مع حبيبتك وهروح اطمن على اليخت بنفسي والحق أجهز للحفلة ولو في أي حاجة كلمني هجيلك على طول 
انتظر محمد حتي تأكد من ذهاب فارس وأغلق الباب خلفه وهرول نحو غرفة زوجته بخطي مرتجفة وقلب ينبض پجنون من شدة عشقه واشتياقه وخوفه أيضا 
داخل مكان مخصص للهو الأطفال 
يقف هاشم ورجال الحرس التابعين له يقومون بحراسة كلا من 
إسراء إلهام خديجة إيمان عهد والصغار الذين يلهون بمرح
وفرحة غامرة 
تجلس إسراء 
مالك حبيبي سيب إسراء تلعب مع مكة وديجا وألعب أنت مع زين بالكورة 
قالتها عهد بنبرة صارمة لا تخلو من الحنان 
أجابها مالك الذي يمسك بيد إسراء يمنعها من اللهو برفقة أحد غيره يا عهوده هي صغيرة مش هتعرف تلعب لوحدها وممكن تقع أنا باخد بالي منها 
حركت عهد رأسها بيأس من تصرفات الصغير التي تشبه والده إلى حد التطابق ونظرت ل إسراء الشاردة وتحدثت بمزاح 
خلاص كده اطمنو بنتكم بقت في حماية الباشا مالك المصري 
لكزت إلهام ابنتها حتي تنتبه للحديث وابتسمت لعهد وتحدثت بفضولها
المعتاد 
بس انتي شكلك اتجوزتي بدري أوي يا عهد يا بنتي نظرت ل مالك وتابعت قائلة 
دا اسم الله حارسة وصاينه مالك قالي عنده تمن سنين وانتي شكلك من سن بنتي إسراء مكملتيش السنه لسه!! 
اجابتها عهد بصوت خاڤت حتي لا يصل لسمع الصغار غفران جوزي كان متجوز قبل ما يتجوزني ومالك ومكة ولاد غفران من مراته الأولى 
لمحت الدهشة على وجوههم فاكملت بصدق
قائلة 
بس أنا بعتبرهم زي ابني زين بالظبط والله يا أنطي إلهام 
إلهام صادقة يا قلب أنطك دا أنا فكرتك أمهم والله يابنتي من حنيتك ولهفتك وخۏفك عليهم 
سبحان الله كل واحد بياخد نصيبه كامل من الفرح وحتي الچرح علشان كده بنلاقي دايما ربنا رؤوف بعباده وبيجعل بعد الصبر جبر 
انتبهوا جميعهن لحديثها خاصة حين قالت إيمان
برضا تام بقضاء الله وقدره 
عندك حق يا خالتي أنا أهو ربنا أراد إني مخلفش بس جبر خاطري ورزقني بابني محمود ابن قلبي قبل عيني 
ابتسمت عهد ونظرت بتجاه الصغار مدمدمة 
وأنا اتجوزت واحد كان متجوز قبلي ومعاه طفلين ربنا جعلهم عيلة ليا بعد ما كنت عايزة اڼتحر من الوحدة 
قالت خديجة بفخر وأنا رفضت الجواز وفضلت ابني فارس عن كل رجالة الدنيا وبقيت زي ما الناس بتقول عانس بس دا كله مهمنيش كفاية أني ربيت وكبرت وزرعت زرعة صالحة على هيئة طفل بقي أحسن راجل في الدنيا وبحصد من تربيتي ليه دلوقتي خير وفير ملوش نهاية ولسه بمشيئة الله واثقه إن ربنا شيلي خير أكتر وعلشان كدة لو رجع بيا الزمن تاني هختار فارس تاني من غير تفكير حتي 
نظرو ل إسراء يحثوها على مشاركتهن في الحديث فبتسمت لهن وتحدثت بتنهيدة حزينة قائله 
وأنا اتجوزت بعد ما خلصت دبلوم من شاب محترم وأصيل حبني أوي وكنت عايشة حياة بسيطة وهادية لحد ما ربنا أختاره وبقيت في يوم وليلة أرملة وبنتي يتيمة حسيت أن خلاص الدنيا وقفت وحياتي أدمرت 
توردت وجنتيها بحمرة الخجل ونظرت لوالدتها وتابعت بامتنان 
بس بعد ما ربنا رزقني بحب أبو الفوارس عرفت أن كلامك يا ماما اللي كنتي بتقوليه ليا كان كله صح وفعلا بعد الصبر جبر وأنا ربنا جبر قلبي أنا وبنتي وعوضني بزوج شيلني جوه عنيه وبيعامل بنتي كأنها بنته من صلبه وهي كمان بتحبه أكتر مني 
أمسكت خديجة وجنتي إلهام بين أصابعها وتحدثت بمرح قائله وانتي يا لوما يا شقيه احكلنا يله شكلك عندك قصة كبيرة 
ضحكت إلهام ضحكتها الهادئة التي تدل على طيبتها الزائدة مرددة 
بقي أنا شقية يا خديجة يا أختي 
أخذت نفس عميق وأكملت بفرحة ظهرت على محياها هحكلكم أنا بحب أوي اتكلم عن إبراهيم أبو إسراء الله يرحمه 
صمتت لبرهه وأغمضت عينيها ببطء تسترجع تلك الذكريات التي لم تفارقها للحظة واحدة إزدادت ابتسامتها إتساع وتابعت 
كنت عيلة بنت خمس سنين لما أمي وأبويا ماتوا في حاډثة وخدني عمي الصغير علشان يربيني كان لسه متجوز جديد ومراته حامل وعلى وش ولادة مش هنكر هي كانت بتعاملني ساعات كويس جريت السنين وبقي عند عمي ولد وبنتين اعتبرتهم أخواتي الصغيرين بعد ما عمي اتوفى بقيت أنا اللي شايلة البيت كله من غسيل وطبيخ وتنضيف وكل ما يجيلي عريس يطلب أيدي مرات عمي ترفض لخد ما اتجوزوا بناتها وابنها سافر كذا سنه الخليج بعد ما خلص جيش وفضلت أنا معها لحد ما قربت على السنه بخدمها كأنها أمي بالظبط 
صمتت قليلا تلتقط أنفاسها وتكبح عبراتها التي تجمعت بعينيها وتابعت 
رجع ابنها معاه قرشين كويسين اشتري بيهم شقة وخدني أنا وأمه فيها وفتح محل بقالة والدنيا بقت مستورة معاه دخل في يوم على أمه وقالها أنا قررت اتجوز أمه فرحت أوي وبقت تزغرط وتقوله من بكرة هجبلك دستة عرايس تختار منهم اللي تعجبك بس هو قالها لا متتعبيش نفسك أنا عروستي موجودة 
هبطت عبراتها بغزارة على وجنتيها رغم ابتسامتها التي لم تبرح محياها لتسرع إسراء التي
بدأت تبكي لبكائها بمسح عبراتها بلهفة وحنان بالغ وأكملت إلهام
بصوت مرتجف 
أنا هتجوز إلهام بنت عمي أنا أولى بيها يا أمه بقت تصرخ بعد ما كانت
بتزغرط وتقوله هتاخد واحده أكبر منك بخمس سنين عايز تعمل فيا وفي نفسك كده ليه دا انت ابني الوحيد وبتمني أشوف ولادك قبل ما أموت تقوم تتجوز واحدة عانس قطر الجواز والخلفة فتوها 
أبتلعت غصة مريرة وسيطرت على بكائها ونظرت لوحيدتها بحب وفرحة غمرت ملامحها مكملة 
بس إبراهيم كان راجل شهم وجدع مسمعش ولا كلمة من اللي قالتهم أمه وصمم يتجوزني سترني وكان ونعمة الزوج والابن البار خصوصا ان أمه ورتنا الويل أول ما اتجوزني لحد ما حملت في إسراء بنت عمري وهي رجعت تعاملنا كويس تاني لخاطرك يا ضنايا 
طيب وأبو إسراء ټوفي إزاي يا لوما! 
قالتها خديجة بصعوبة من بين شهقاتها 
اجابتها إسراء ببوادر بكاء قائلة 
هقولك أنا يا ديجا أنا فاكرة اللي حصل كأنه إمبارح كان عندي وقتها 12سنهوبابا حبيبي الله يرحمه تعب فجأة 
ماما بقت تلف بيه على الدكاترة اللي اكتشفه أن عنده کانسر في مرحلة متأخرة وبدأت رحلة علاج مكثفة خدت كل اللي كنا نملكه 
أمسكت يد والدتها
وقبلتها وتابعت بفخر 
امي دي أعظم أم وزوجة في الدنيا فضلت شايله أبويا بحب وخوف في مرضه هو وجدتي كمان اللي تعبت من حزنها على أبويا وعمرها ما قصرت معاهم أبدا لحد ما ربنا استرد أمانته 
اللي عملته معاهم قعدلي فيكي يا بنتي واديكي شيلاني في تعبي ومستحملاني وأنتي عارفة أني مش هعرف أقف على رجلي تاني 
شهقت إسراء بصوت خفيض وتحدثت بتوتر قائلة 
أيه اللي بتقوليه دا بس يا ماما بإذن الله أنتي هتخفي وهترجعي أحسن من الأول كمانوالعمليه اللي المفروض تعمليها الدكتور نصحنا أننا نستني شوية علشان في علاج
لازم تاخديه قبل ما تعمليها 
ابتسمت لها إلهام وتحدثت بترواي قائله 
إسراء يا بنتي مافيش داعي تكدبي عليا يا حبيبتي أنا وقعت الدكتورة اللي كانت متابعة حالتي في مصر قبل ما أجي هنا وقالتلي الحقيقة وأنا الحمد لله راضية بكل اللي يجبه ربنا وبحمده وبشكر فضله كمان 
بكت إسراء وارتمت داخل حضنها تضمها بقوة وبثقة تردد 
هتخفي بأمرالله تعالي هتخفي يا ماما والله ربنا كريم وهيقومك بالسلامة ان شاء الله يا حبيبتي 
ربتت إلهام على ظهرها بحنان وتنقلت بنظرها بين خديجة عهد وإيمان الذين اڼفجرو في نبوبة بكاء حاد وتحدثت پغضب مصطنع قائله 
أيه دا أنتو قلبتوها عياط ونكد ليه كده مش المفروض أنكم معزومين
على حفلة انهارده ولا أنتي غيرتي رأيك يا ست عهودة 
مسحت عهد دموعها بظهر يديها بحركة طفولية وتحدثت بتقطع قائلة 
لا طبعا يا أنطي دا أنا مجهزه حفلة لاسراء تجننهتعجبكم أوي واللهوكنت هستأذن حالا علشان أروح اطمن ان كل حاجة تمام وهنتظركم تشرفوني انهارده الساعه 8 
نظرت خديجة بساعة يدها وتحدثت هي الأخرى بتقطع من بين شهقاتها طيب يله علشان نلحق نجهز الساعة داخلة على 6 
ساحرة الفارس 
هذا هو أسم اليخت الذي دونه فارس على جوانب اليخت بنفسه وبعدما أنتهي وقف على متنه يتابع الديزينر الذين يقومون بتزين اليخت بأروع وأفضل أنواع الورودوالكثير من البلونات الطائرة بمختلف ألوانها وأشكالها جميعهم مدون عليهم أسم زوجته إسراء 
أيه رأيك يا غفران 
قالها فارس وهو يشير بعينيه على المكان من حوله 
ولا أحلى من كده يا فارس ربنا يبارك فيه ويكفيك شره يا صاحبي أردف بها غفران وهو يربت على كتفه ومن ثم دفعه برفق أمامه وسار على عجل لداخل ممر طويل داخل اليخت يؤدي إلى الغرف مكملا ويله أبوس أيدك أجهز علشان تحصلني ومتتأخرش عليا وأنا هسابقك على الشالية أستقبل الضيوف انت عارف إني عزمت رئيس الوزراء وكمان حمايا سيادة الوزير كلهم على شرف سيادتك 
بعد مرور أقل من ساعتين 
كان يخطو فارس بجوار زوجته إسراء التي ترتدي فستان بغاية الرقة من اللون الفيروزي بحزام رفيع من اللون الكافيه حول خصرها وحجاب من نفس لون الحزام 
تسير بتوتر بين زوجها وبين خديجة التي ترتدي هي الأخرى فستان من اللون الأسود شعرها مصفف بعناية بهيئة تعكس جمالها وبرائتها لداخل حديقة الشالية الخاص ب غفران الذي تم تجهيزه على أعلى مستوي 
نورت يا فارس باشا 
قالها عباس والد ديمة الذي هرول نحو فارس مسرعا فور رؤيته 
توجه بنظره ل إسراء وابتسم لها ابتسامة مزيفة لا تخلو من الإعجاب ومد يده لها وهو يقول 
أهلا يا هانم! 
قبل أن يكمل جملته كان وقف فارس أمام زوجته حتي اخفاها خلف ظهره بحماية عن أعين عباس ونظر لها من فوق كتفه مغمغما 
أدخلي وأنا هحصلك 
دون النطق بحرف سارت إسراء للداخل بجوارها والدتها بكرسيها المتحرك وخديجة وإيمان أستقبلتهم عهد بابتسامة بشوشة بينما اقترب غفران ووقف برقفة فارس وعباس الواقفين أمام بعضهما كالذئاب التي تستعد للقتال 
يرمقان بعضهما بنظرات حاړقة وإنذرات بالټهديد 
خير يا معالي الوزير! في حاجة سيادتك ولا أيه! 
قالها غفران وهو ينضم لصف فارس برسالة واضحة وصريحة انه
لن ولم يسمح له أو لغيرة أن يمس صديقه بسوء 
ضحك عباس بقوة ضحكة مستهزءة وتحدث بوعيد قائلا 
حاجات يا سيادة المقدم مش حاجة واحدة وكل شيء في وقته هياخد حسابه 
توجهه بنظره تجاه الطاولة الجالسة عليها زوجة فارس وتابع الحساب يجمع يا فارس 
نظر له فارس لدقيقة كاملة حاول خلالها السيطرة على الفزع الذي زحف لقلبه وأخرج علبة السچائر سحب منها سېجار أشعله وسحب منه نفس زفره على مهل وتحدث بهدوء يثير القلق 
معالي الوزير أوعى يكون مركزك مقوي قلبك وتفكر إنك تقدر تهدد فارس الدمنهوري!! 
مال على أذنه وتابع 
مركزك دا أنا ممكن أدفع تمنه وأطيرك منه خالص 
بعد عنه وربت على كتفه پعنف مكملا وهو يسير بجوار غفران و هاشم من أمامه بهنجعية 
منورنا يا عباس 
بينما إسراء 
تجلس على الطاولة المستديرة بجوار خديجة ووالدتها تجمعوا بحفل خاص نظمه غفران وزوجته أحتفالا بزواج صديقة فارس 
تتابع زوجها الذي يمثل إنشغاله عنها بالحديث مع هاشم وغفران عينيها حزينه برغم وضعها لبعض من
لمسات
قليلة من مساحق التجميل تجاهد لكبح عبراتها حتي لا ټخونها وتهبط على وجنتيها بغزاره من شدة إشتياقها له 
أكثر من أسبوع لم تنعم بلمسة من يده لم يضمها بحمايه بين أضلاعه رباه كم تشتاق لرائحته وأنفاسه 
خفضت رأسها سريعا تخفي تلك الدمعة الحاړقة التي وقفت علي أطراف أهدابها 
داهمته رعشة لذيذة حين تذكر لحظاتهم سويا التي باتت أروع شئ يشعر به بحياته حين تكون تلك الساحرة خاضعة لفيض وبركان غرامة الجارف 
عن إذنكم هعمل مكالمة مهمة 
صوت خديجة التي تحدثت بنبرة راجية جعلته يتسمر مكانه لبرهة حين قالت 
أرقص مع مراتك يا فارس الحلفة دي معمولة علشانكم 
أسرعت إسراء برفع وجهها ونظرت له بلهفة وقلب تسارعت نبضاتة تتمني بداخلها أن لا يذهب أن يستمع لحديث خديجة ويرأف بحالها ويقترب
لو قليلا منها 
رسم ابتسامة زائفه على محياه الوسيمة رغم أن قلبه يتراقص فرحا وكم كان ممتن لطلب تلك الخديجة الرقيقة 
استدار حول الطاوله متجهه نحو زوجته بخطوات هادئه للحظه شعر أنه يسير على صوت إيقاع نبضات قلبهما معا 
دوي صوت التصفيق الحار فور وقوفه أمامها ومد كف يده لها 
صدع صوت نغمات الموسيقى الناعمة على كلمات أغنية كانت تصفها كثيرا وكأنها كتبت خصيصا لهما 
محتاجة إن أسمع صوت قلبك 
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى 
أصل انا لما بكون متشافه
بتوتر اصل أنا خوافة
محتاجة ان أسمع صوت قلبك
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى
أصل انا لما بكون متشافه
بتوتر اصل أنا خوافة
فى حضنك إحمينى فى حضنك إحمينى
والساعة اللى بعيشها فى قربك
60 دقيقة حياة
والوقت الضايع طول بعدك
من عمرى أنا مش حسباه
رفعت رأسها ونظرت له حين شعرت به يطوقها بذراعيه باشتياق وهمست بلهفة 
لسه زعلان مني يا فارس! 
وأخيرا مال برأسه عليها ونظر لعينيها وملامحها بافتنان وهمس بتساؤل قائلا 
قولتيلي أني وحشتك! 
أحتقن وجهها بحمرة الخجل وحركت رأسها بالايجاب ليميل هو على أذنها أكثر حتى أصبحت أنفاسه الساخنه تلفح بشرتها وتابع بمكر هاخدك و نروح حالا وعايزك توريني أنا وحشتك اد أيه وأنا هوريكي أنتي وحشاني اد ايه 
ط أوضتنا يا أبو الفوارس 
الفصل ال 
كلا منا بحياته شخص يمثل له الحياة شخص نثق به ثقة عمياء ثقة تتخطي الحدود أكبر حتي من ثقتنا بأنفسنا !! 
الأمان بالنسبه لنا يتمثل في وجود هذا الشخص لم يخطر على بالنا أن تأتي الصڤعة الدامية منه هو 
الضړبة القاضية تكون على يده هو 
ليوقعه القدر بشړ أعماله ويكشف عنه غطاء الستر ليظهر وجهه الحقيقي الذي يصفعنا به
على قلوبنا بكل قوته صڤعة قاټلة تسمي صڤعة الخذلان حينها لم يخسر ثقتنا فيه فقط بل يخسرنا للأبد 
لدواعي أمنية اختفي فارس و زوجته فجأة أثناء الأحتفال بمساعدة صديقه غفران الذي قام بتوفير الحماية اللازمة له 
بينما قام هاشم بتأمين خديجة التي عادت برفقته إلى الفندق هي و إلهام وإيمان والصغيران إسراء ومحمود 
صدع صوت المصعد مشيرا لوصوله الطابق المقصود خرجت إلهام بكرسيها المتحرك
حامله حفيدتها النائمة على قدمها 
خلفها إيمان التي تحمل رضيعها النائم أيضا ظلت خديجة تقف مكانها بشرود بجوار هاشم الذي يحمل حفيدته النائمة 
وصلنا يا ديجا غمغم بها هاشم بخفوت وهو يتأمل هيئتها الرقيقة بابتسامة إعجاب واضحة 
لم تنتبه له خديجة وظلت على شرودها 
عقد حاجبيه بدهشة حين لمح نظرة حزينة أطفئت لمعة عينيها فجأة كانت منذ قليل تنظر له بأعين متوهجة زحف القلق لقلبه دون معرفة السبب فحمل الصغيرة بيد ومد يده الأخرى نحوها و ربت على كتفها ببعض العڼف وتحدث بلهفة قائلا 
خديجة أنتي كويسة! 
نظرت له بأعين جاحظة مردفة بدهشة 
هاشم أيدك تقيلة أوي وجعتني!! 
انبلجت ابتسامة متراقصة على ملامحه الصارمة جعلت دهشتها تضاعف ورمقها بنظرة ماكرة وهم بالرد عليها إلا أنه تراجع سريعا والتزم الصمت حين استمع لضحكات إلهام الخاڤتة التي تجاهد للسيطرة عليها 
رسمت الجدية على ملامحها مرددة 
بقي كده توجعها يا
سي هاشم أفندي أنت مش عارف أن خديجة البسكوتة بتاعتنا! 
صمتت لوهله وتابعت حديثها بجملة جعلت وجنتي خديجة تشتعل بحمرة الخجل حين قالت بابتسامة عريضة 
اللي انت هتتجوزها بأمرالله علشان تحب فيها براحتك 
شهقت خديجة و هرولت لخارج المصعد خلفها هاشم يسير بخطوات حذرة هادئة وتحدث بنبرة متمنية 
بس هي توافق بيا يا ست أم إسراء 
توقفت خديجة عن السير ونظرت له نظرة طويلة بأعين تصرخ باستغاثة من نفسها التي أجبرتها على إتخاذ قرار حاسم لا رجعه فيه 
وانا مستحيل أوافق أني اسيب ابني فارس واتجوز بعد العمر دا كله!! 
ابتعدت بعينيها عن عينيه التي تنظر لها پصدمة و رمقت إلهام نظرة عاتبة و وجهت نظرتها ل
هاشم وتحدثت بأسف و أعين تترقرق فيها العبرات 
طلبك مرفوض يا أستاذ هاشم شوفلك عروسة غيري 
صمتت لبرهه وهمست بجملة من بين شهقاتها التي فقدت
السيطرة عليها أعتصرت بها قلبهاشم والهام وحتي إيمان التي بكت لبكائها 
تكون مش عانس زيي تمتمت بها وركضت مسرعة نحو جناحها حتي وصلت إليه فتحت الباب ودلفت للداخل وأغلقته خلفها پعنف ووقفت مستندة عليه بظهرها
تبكي بنحيب دون إصدار صوت 
إسراء 
كانت تسير بجوار زوجها الذي يمسك كف يدها بين قبضة يده أصابعه تتخلل أصابعها و تشتبك بهم بقوة 
تسمرت مكانها فجأة واعتلت ملامحها البريئة الذهول حين وجدته يسحبها نحو مبني عملاق شديد الفخامة عائم على سطح المياه مدون عليه أسمها الذي ينعتها به زوجها دوما ساحرة الفارس 
تنقلت بنظرها بينه وبين فارس الذي ينظر لها بابتسامة دافئة تزين ملامحه الوسيمة 
ساحرة الفارس دي أنا!! همست بها إسراء بصوت تحشرج بالبكاء من فرط سعادتهاوبدأت عبراتها تتساقط وتضحك بأن واحد 
أيوه انتي لوحدك يا إسراء اللي سحرتيني و ملكتي قلبي وقدرتي ټقتحمي حصون غروري لحد ما بقيتي غرام المغرور 
التوى فمه ببسمة جانبيه عابثه ورسم الجديه على محياه محرك كتفيه ببراءة مزيفة 
دي Small kiss على
خدك يا بيبي و اطمني
المكان دا كله ملكنا يا روحي خاص بينا محدش يقدر يدخل هنا غيرنا 
قوليلي عجبك اليخت 
جميل أوي ماشاءالله يا فارس غمغمت بها إسراء بصوت مبحوح أثر مشاعرها المبعثرة من همساته ولمساته لها 
نظر لها بابتسامة تظهر مدي فرحته مغمغما 
تخيلي دا هدية أبو فارس لينا بمناسبة جوازنا !! ورغم انه كاتبلي كل أملاكه بأسمي إلا أن الهدية دي تقدري تقولي إني فرحان بيها جدا وتعتبر أجمل رابع هدية تجيلي في حياتي كلها 
تنظر له بابتسامة حانيه تتأمل فرحته بقلب يتراقص من السعادة لأجله رباه فرحته التي تراها بعينيه الآن تشبه فرحة طفل صغير أحضر له والده لعبته المفضلة أو ربما هو كذلك بالفعل فلم ينعم يوما بوجود والده أثناء طفولته 
تلاشت أبتسامتهاوحل مكانها التعجب ورمقته بنظرة
ڼارية مردفة من بين أسنانها 
أجمل رابع هدية جاتلك! 
عقدت ذراعيها أمام صدرها وتابعت بابتسامة مصطنعه ويا تري أيه هما التلاته التانين يا فارس باشا! 
غيرة دي يا بيبي! 
كشرت إسراء في وجهه و ظلت صامته جاءت لتشيح عنه للجهة الأخرى فلحق بها قبل أن تفعل و أمسك ذقنها الصغيرة بين سبابته و إبهامه أجبرها على النظر إليه 
اممم دي
غيرة شديدة كمان 
قالها بضحكة خاڤتة و أكمل بشيء من الجدية 
يا إسراء هديتي الأولى
كانت خديجة وهديتي التانيه أنتي و إسراء بنتي الصغيره والتالته لما اتجمعت أنا و والدي و والدتي لأول مرة بعد كل سنين الفراق والغربة واليتم اللي عشتها في وجودهم والرابعه اليخت اللي اتكتب عليه اسمينا سوا 
على اد ما كنت هتجنن من عمايلك وعايز أكسر عضمك ودماغك اللي بتخليكي تعملي تصرفات متهورة مش متوقعة ولا محسوبة 
صمت لبرهه وأطال النظر لعينيها نظرة جعلت انتفاضة قلبها تزيد وتتدافعوتابع بهمس بصوته الذي يدغدغها 
بس كنت هتجنن في كل لحظة فاتت عليا وأنتي بعيد عن حضڼي هتجنن عليكي يا إسراء 
أنهى حديثه وبدأ يقترب منها كالمغيب
فارس أعقل قولتلك احنا مش في البيت 
صك على أسنانه بغيظ وسار بها بخطي مسرعة و هو يقول بخبث 
طيب تعالي افرجك على اليخت من جوه و عايزك تعتبري أننا في البيت بالظبط 
فارس أنا شوفته من بره وعجبني والله و أكيد من جوه هيبقي أجمل اللهم بارك بس كفايه كده و بلاش ندخل خلينا نرجع الأوضة في الفندق أنا بدوخ و معدتي بتقلب ومش عايزه يحصل زي اللي حصلي لما ركبت معاك الطيارة 
أنا هضيعلك الدوخة دي خالص أردف بها فارس 
فارس علشان خاطري نزلني 
ظل يسير بها حتي وصل للطابق المزين بأروع وأجمل الورورد والبلونات الطائرة و هم بأنزالها لكنها تمسكت به پخوف 
لا نزلني بس متسبنيش هقع لو سبتني 
ربت على ظهرها بكف يده وزاد من ضمھا له مردفا 
مستحيل أسيبك بس ارفعي رأسك كده وبصي حواليكي 
رفعت رأسها وفتحت عينيها ببطء وفجأة أطلقت شهقه قوية حين رأت المكان من حولها 
أيه رأيك 
واحشتيني يا فارس هتجنن عليك 
ابتعد بعينيه عنها ودار بالمكان من حوله مغمغما 
هو أنا كنت ناوي أوريكي المكان الأول 
بس أنا هتجنن عليكي أكتر يا روح فارس 
داخل غرفة هاشم 
بعدما قام بوضع حفيدته بفراشها خرج بهرولة نحو جناح خديجة ظل يطرق عليها ويتحدث بنبرة متوسلة 
خديجة من فضلك ممكن نتكلم! 
مافيش بنا كلام يا أستاذ هاشم و لو سمحت اتفضل شوف شغلك وبس قالتها خديجة بصوتها الرقيق الباكي دون أن تفتح الباب حتي 
هم هاشم بتحطيم الباب الحاجز عنه رؤيتها و لكنه توقف بأخر لحظة و قام بلكم الحائط بقوة عدة مرات ينفس فيه عن غضبه و أقسم لو كانت أمامه الآن 
فعلت 
بدأ يسير ذهابا وإيابا أمام غرفتها اعتلت ملامحه الصدمة من حديثها و تغيرها المفاجئ تجاهه كان يشعر بانجذابها وإعجابها به الظاهر بعينيها و فرحتها عندما عرض عليها الزواج رأها بوضوح على ملامحها الطفولية البريئة 
إذا ماذا حدث حتي تحزن و تبكي پقهر هكذا! بدأ يدور حول نفسه ويمسح على شعره سيفقد عقله لا محاله ماذا حدث لتلقي تلك الجملة المؤلمھ التي
أډمت قلبه بها لأجلها هي! 
داخل جناح إلهام 
بصدر رحب قامت إيمان بمساعدة إلهام على تبديل ثيابها وأستلقت على الفراش بجوار حفيدتها 
يا تري أيه اللي حصل و زعل ديجا أوي كده يا خالتي! و الله انا قلبي اتقطع عليها 
أردف بها إيمان الباكية بطيبة شديدة 
وضعت إلهام أصابعها أسفل ذقنها وأخذت تفكر وتستعيد أحداث اليوم مردده 
بعد ما إسراء بنتي ربنا يهدي سرها جوزها خدها و فلسعو من الحلفة وسبونا أحنا شوفت اسم الله حارسه هاشم واقف لوحده بيتكلم في التليفون وخديجة شافته راحت واقفه زي القرد اللي بيطلع من العلبه مرة واحدة من غير أحم ولا دستور وقالتلي هروح اسأل هاشم فارس و إسراء راحوا فين 
رفعت يدها وأشارت بأحدي أصابعها على عقلها وتابعت بس أنا فهماها وعارفة
أنها رايحة تشوفه واقف في الركن البعيد الهادي بيتودود في التليفون مع مين 
صفقت بكلتا يدها بحذر حتي لا توقظ الصغار ولوة فمها أكثر من مرة مكمله 
كانت رايحة ضحكتها من الون للودن ومنشكحه على الاخر كأنها بتعمل أعلان لمعجون سنان رجعت يا حبة عيني مبوزة ولا اللي واخده بونيتين وشلوط في وشها تقريبا كده هاشموله كان بيحب في بني
آدمية وهي اټصدمت يا قلب أمها كبدي عليها 
ولما هو بيكلم غيرها كان بيطلبها للجواز ليه بس! 
قالتها إيمان وهي تستعد لحمل صغيرها النائم بجوار إسراء الصغيرة 
بعدت إلهام يدها عن الصغير برفق و بدأت تربت عليه بحنو وهي تقول بلهجة حادة 
سيبي الواد نايم جنبنا على ما تغيري هدومك وابقي تعالي علشان نروح نطمن على خديجة زمنها هديت وهتفتح لنا الباب وأنا مش هسبها إلا لما أعرف أيه اللي حصل وزعلها كدهون 
نظرت لها إيمان بخجل وفركت أصابعها ببعضهما جعلت إلهام تنظر لها بحاجب مرفوع وابتسامة عابثه مدمدمة 
امممم أسطوانة كل يوم جوزي واحشني أوى وعايزه ارجعلو يا خالتي مش كده! 
حركت إيمان رأسها بالايجاب سريعا و تحدثت بلهفة قائله أيوه كده يا خالتي واحشني أوي أوي كمان الصراحة مش واخدة أبعد عنه كل دا وأنا داخلة على العشر أيام هنا كفاية كده وهرجع أصبح بأمرالله 
أردفت إلهام بتعقل قائله الصباح رباح يله روحي اوضتك غيري قبل ما الواد يصحي يا
عين خالتك وتعالي 
مالت إيمان على الصغار قبلتهما بحب وسارت نحو الخارج وهي تقول مش هتأخر عليكي يا حبيبتي علشان نطمن على ديجا الغلبانه دي 
أنهت جملتها وأغلقت الباب خلفها 
ربنا يهدي سرك يا إيمان يا بنتي أنتي كمان 
قالتها إلهام وهي تمسك الهاتف الموضوع بجوار سريرها و قامت بطلب إحدي الأرقام ووضعت الهاتف على أذنها تنتظر الرد وهي تحدث نفسها بفخر 
الحمد لله أنك ختي الإبتدائية يابت يا لوما التعليم حلو برضوا وبينور العقل 
بينما إيمان دلفت لداخل جناحها غالقة الباب خلفها رفعت يدها تبحث عن مفتاح الإضاءة حتي عثرت عليه وقامت بأشعاله 
لتصعق حين وجدت زوجها تامر يقف بجوارها مستند بظهره على الحائط واضعا يديه بجيب سرواله وينظر لها بابتسامة هادئه 
هششششش أهدي متخفيش أنا تامر جوزك يا إيمان 
التقطت أنفاسها بصعوبه واستكانت بين يديه تنظر له بأعين جاحظه وبهمس يكاد يسمع قالت بعدم تصديق 
انت هنا بجد! 
ضمھا تامر لصدره بقوه مغمغما اممم أنا هنا واحشتيني يا أم محمود مقدرتش أبعد عنك أنتي وابننا أكتر من كده 
بدلته إيمان عناقه وهمست بعشق قائله 
أنت اللي واحشتني أكتر يا تامر واحشتيني أوي يا حبيبي وكنت ناويه اجيلك بكرة والله 
واديني أنا اللي جيتلك أردف بها وهو يبتعد عنها قليلا ووضع جبهته على جبهتها وتابع باشتياق وهو يسير بها نحو الفراش 
بجناح مارفيل 
لأكثر من ثمانية ساعات يجلس محمد على الفراش بجوار مارفيل التي تغص بنوم عميق 
أشتقت إليك مارفيل أشتقت إليك كثيرا حبيبتي 
هبطت دمعه حارقه من عينيه ببطء حتي أستقرت فوق جبهتها وتابع بندم 
أخطأت بحقك أعترفولكن دعينا ننسي ما حدث ونبدأ من جديد 
لن يحدث محمد همست بها مارفيل بضعف شديد وهي مازالت غالقه عينيها 
أرحل من هنا فأنا أصبحت بحماية ابني ولن تستطيع إجباري على العودة إليك مهما فعلت 
مارفيل لأجل ابننا اعطيني فرصة واحده فقط 
أردف بها
محمد بتوسل و بصوت متحشرج بالبكاء 
فتحت مارفيل عينيها بوهن ورمقته بنظره محتقرة وتحدثت بسخرية 
ابننا!! الآن تعترف بأبوته محمد بعدما ظليت طيلة تلك السنوات تشكك بنسبه لك! 
أطبق جفنيه پعنف لعدم مقدرته على تحمل نظرتها له وتحدث بندم قائلا 
التمسي لي العذر مارفيل أنا عشقتك من صميم قلبي و تزوجتك سبعة أشهر فقط وأنتي وضعتي قبل أن تتمي شهرك السابع وهذا أفقدني صوابي 
ابتلعت مرارة بحلقها كادت أن تزهق روحها وتابعت بغصة يملؤها الآسي 
يشاء إلهي أن أحمل جنينك في أحشائي و لصغر سني تمت الولادة مبكرا عن المعاد المحدد لها وكدت أن أفقد حياتي وحياة صغيري الذي ظل تحت الرعاية أسبوع كامل لم تتركني اضمه لحضني مرة واحدة خلالهم رغم توسلي الشديد إليك وأرسلته لشقيقتك فور خروجة من المشفى أيها النذل ولم تكتفي بفعل هذا بل أصبحت تفكر حتي تصل
لخطة حمقاء تستطيع التخلص منه فيها دون فضائح تأثر على أعمالك كتبت له أموالك حتي لا يشك في أمرك أحد واستخدمتني أنا ضد ابني جعلته يظن أنني من تريد محاولة قټله جعلتني ستار لافعالك المشينة 
صمتت لبرهه تلتقط أنفاسها وتابعت بأسف 
والحقيقة أنك أنت الذي كان يجاهد ويسعى لتزهق روحه دون التأكد حتي إذا كان حقا ابنك ام لا 
خفض رأسه بخزي من نفسه وتحدث بندم شديد 
تأكدت انه ابني انا مارفيل 
رفع رأسه ونظر لها بأعين تفيض بالعبرات مكملا 
بعد 33 عام تأكدت أنني ظلمتك و أنني أخطأت
بحقك وحق ابني الوحيد وأطلب السماح منك واتوسل إليك لا تخبري فارس الحقيقه 
لأجله هو لأجل ابني فقط
محمد أنا صامتهوالآن غادر فورا دون عودة 
همست بها مارفيل بملامح جامدة لا تبكي 
ساد الصمت قليلا يقطعه نظرتهما لبعض غافلين عن تلك التي تقف مختبئه وقامت بتصوير كل ما حدث وأرسلته لابنهما فارس الذي سيصدمه القدر بصڤعة خذلان موجعه في أقرب الأشخاص له 
الفصل ال 
مهما طال ليل الظلم سينتهي و ستشروق شمس الحق لا محالة و لكن في بعض الأحيان يفضل أن نخفي الحقيقة خاصة عندما تكون بعض الحقائق تبدو مدمرة 
صباح يوما جديد 
داخل يخت ساحرة الفارس تسللت آشعة الشمس عبر واجهة الغرفة الزجاجية ذات الميزة اللامرئية التي تتيح للرائي من الداخل فقط تبين ما بالخارج 
لم يتركها تنعم بالنوم لو قليلا كان يغرقها بفيض عشقه المچنون لها وبدورها أستقبالته بلهفه واشتياق أشد 
تنازلت عن عنادها وهو تنازل عن كبريائه حينها بلغ عشقهما القمة 
عليهما أكثر 
حانت منها إلتفاتة نحوه وهي ترد بصوت هامس ظاهر عليه الإجهاد 
تؤ صاحية يا عيون إسراء 
فتحت عينيها ونظرت له بانبهار من معاملته لها يعاملها كأنها قطعة من الماس نادرة الوجود 
تفهم فارس نظرتها فابتسم لها ابتسامته التي تفقدها صوابها وتجعل نبض قلبها يدق كالطبول خاصة حين نظر لعينيها نظرة يملؤها حب وغرام ولمسة يديه تغمرها بالشوق والحنان 
أنتي اللي عيون وقلب و غرام فارس يا إسراء 
فعلا أنا مبسوط أوي يا إسراء برجوع أبويا و عندي أمل أننا نبقي زي اي عيلة و ربنا يكرمنا بولاد يتربوا وسطنا و مع جدهم وجدتهم بحلم باليوم دا وبتخيله قدامي و بدعي ربنا يحقق حلمي دا ومصحاش منه على كابوس يدمرني و يخليني أرجع أسوء مما كنت 
مالت إسراء برأسها ثانيا عليه و همست بنعاس 
ننام شوية بقي يا فارس باشا علشان أنا
قربت افصل منك خالص 
بتفرهدي مني بسرعة أنتي يا بيبي 
ليأتيها صوت خديجة تتحدث بصوت مرتعش من بين شهقاتها قائله 
إسراء قوليلي فارس جنبك 
انقطت أنفاس إسراء من شدة فزعها واجابتها مسرعة بصوت خاڤت حتي لا يصل لسمع زوجها 
لا مش جنبي في أيه يا عمتو! 
أهدي يا إسراء و ركزي معايا وقوليلي حد كلم فارس على تليفونه! 
أبتلعت إسراء لعابها بصعوبة واجابتها بنبرة مرتجفة 
لا يا ديجا فارس ممسكش تليفونه خالص طول ما أنا معاه 
التقطت خديجة أنفاسها المسلوبة ووضعت يدها على قلبها تهدأ من روعه وتحدثت بنبرة متوسلة قائله 
طيب اسمعيني كويس يا إسراء شوفي تليفون فارس فين وارميه في البحر دلوقتي حالا وإلا هيحصل كارثه لو فارس فاتحة 
بكت إسراء من شدة خۏفها وبدأت تبحث عن هاتف زوجها بهلع وهي تقول 
فهميني في أيه يا عمتو أنتي رعبتيني 
اجابتها خديجة بأسف 
في دكتورة بتعالج مارفيل فارس طلب منها تبعتله كل حاجة بتحصل في الجناح عند مامته وباباه وهي صورت كلام بين محمد أخويا والد فارس وبين مارفيل لو فارس سمعه مش بعيد يحصله حاجة يا إسراء أبوس أيدك اتخلصي من التليفون دا في أسرع وقت يا بنتي 
حاضر يا ديجا اطمني أنا بدور عليه أهو 
قالتها إسراء وهي تبحث بين ثياب زوجها حتي أخيرا وجدت الهاتف بجيب سروال زوجها الملقى ارضا 
سارت لخارج الغرفة بخطي مترنجحة مرتعشة وقد بدأ دوار البحر يهاجمها بشدة 
بدأت تتمايل بقوة وترتطم بالجدران حولها حتي استطاعت الوصول لسور صغير ورفعت يدها التي تحمل الهاتف وألقته بالمياه ليهاجمها دوارها بقوة أكبر جعلها لا تستطيع السيطرة على نفسها وبلحظة ودون
سابق انظار كانت سقطت بالمياه 
لن أستطيع وصف حبك ببضعة كلمات فلو الحب كلمات تكتب لانتهت أقلامي الحب أرواح توهب فهل تكفيك روحي ساحرتي 
أحببتك لدرجه أنه عندما تغيبي عني يغيب معك كل شيء 
اخترتك وفضلتك أنت حبيبتي على كل الخلق 
أقسم لك أني أرى بك سعادتي وموطني وقلبي النابض لا يردد سوي حروف أسمك أنت 
عيناي لا تبصر إلا سواك 
أمنياتي تتلخص بك يا أشد أشيائي حبا التي تجعلني دوما أدعو الله أن يبقيك لي ومعي فقلبي معقود بقلبك يا عشق القلب و الروح 
داخل جناح مارفيل 
يجلس محمد بجوارها على الفراش ممسك بكف يدها رغم أعتراضها مرات متتالية مردفا بنبرة متوسلة 
سامحيني مارفيل أعدك لن أخذلك بعد اليوم ولكن فقط سامحيني حبيبتي 
رفع رأسه ونظر لها بأعين تملئها الشوق والندم مكملا 
سأفعل كل
شيء اي شيء حتي تعفو عني وتغفرلي خطأي بحقك 
لم تتحدث مارفيل مكتفيه بالنظر له ترمقه بنظرة تحمل الكثير من العتاب كان رجلها الوحيد أول رجل بحياتها قام بصفعها وجرحها دون رأفه
بقلبها الذي كان متيم به عشقا نعم كانت تعشقه ولهذا ظلت كل تلك السنوات دون ان ترتبط برجل غيره 
وأنا أيضا أعشقك ولم أستطيع أن أكون مع امرأه غيرك 
أردف بها محمد حين تفهم ما يدور بعقلها من نظرك عينيها الحزينة 
أطبق جفنيه پعنف لم يعد قادر على تحمل نظرتها له وتابع بغصة يملؤها الآسي 
إن لم تفصحي عني لن أتردد لحظة في قتل نفسي أمام عيناكي حتي اطفئ نيران قلبك المشټعلة تجاهي 
انتفض قلبها پخوف حين استشعرت صدق كلماته وأنه ربما يفعل ما يقوله حقا وېقتل نفسه أمامها الآن لم تفكر حينها سوي بوحيدها الذي جعلها تتحدث بلهفه راقت محمد كثيرا 
توقف عن أفعالك الحمقاء وأترك هذا اللعېن من يدك محمد 
أخبريني أنك سامحتيني أولا قالها محمد وهو يستجديها بعينيه ان ترحم قلبه 
أخذت مارفيل نفس عميق وتحدثت بتعقل قائله 
أصلح علاقتك بأبننا وكن له أب كما ينبغي حينها سأفعل لك ما تريد لأجل وحيدي فقط تذكر هذا جيدا لأجل فارس فقط محمد 
حديثها كان بمثابة شرارة أمل بالنسبة له وأنه وأخيرا على وشك امتلاك قلبها مجددا جعله يلقي واقترب بوجهه منها وتحدث بفرحة غامرة قائلا 
سأفعل أعدك أنني سأفعل كل ما بوسعي حتي يصبح كل شيء كما كنت دوما تتمني مارفيل 
انتي
إحدي العاملات تقف على باب الغرفة وتقوم بتصويرنا 
تسمر محمد مكانه قليلا وهب واقفا فجأة وسار نحو الباب بخطوات مهرولة جعل الفتاه تركض مسرعة بعيدا عن الباب فورا ليوقفها صوت محمد الغاضب 
اقفي عندك 
ارتعشت الفتاة بړعب بشكل ملحوظ واستدارت ببطء ونظرت بوجهه شاحب مردفه 
افندم يا محمد باشا 
مد يده لها وبأمر قال 
هاتي تليفونك 
لهنا وتمكن الهلع من قلب الفتاه جعلها تبكي بنحيب وتتحدث بهذيان قائلة 
والله يا محمد باشا فارس بيه هو اللي قالي أصور حضرتكم علشان يطمن عليكم والله هو اللي قالي أنا مليش ذنب 
بعتيله اللي صورتيه! قالها محمد پصدمة وقد انسحبت الډماء من عروقه وشحب وجهه هو الأخر حين حركت الفتاه رأسها بالايجاب قائله 
ايوه بعته بس لسه مشفش الرسالة 
اصطك محمد على اسنانه ورفع يده مسح على خصلات شعره الحريرية وقطع المسافة بينه وبينها واخذ الهاتف من يدها پعنف مرددا بصړاخ 
افتحي الزفت دا 
خديجة قالها محمد وهو يندفع راكضا نحو الخارج وتحدث بأمر لحراسه الخاص الواقفين أمام الجناح وهو يشير على الفتاه 
متغبش عن عنيكم لحد ما أرجع 
قالها واختفي داخل المصعد ضاغطا على الزر الموصل للطابق الذي يتواجد به جناح شقيقته الوحيدة 
لحظات قليلة وكان يقف أمام غرفتها يطرق عليها طرقات متتالية وقد بدأت أنفاسه تتلاحق وهو يتخيل رد فعل فارس بعدما يري ويسمع حديثه اللازع مع والدته 
محمد مالك يا حبيبي! حاجة حصلت 
لم يتحدث محمد لم يجد كلمات تصف ما فعله فقام بأعطاء الهاتف الذي مازال يعمل على مقطع الفيديو 
اخذته منه خديجة وبدأت تتابع الحوار بينه وبين مارفيل باهتمام لتشهق بقوةوأسرعت بوضع كف يدها على فمها تكتم شهقاتها ونظرت له پصدمة مردفة 
الفيديو دا اتبعت لفارس! 
حرك محمد رأسه بالايجاب و تحدث بأسف قائلا 
خديجة انا واقع في عرضك وبترجاكي تساعديني مخسرش فارس 
خفض رأسه بخزي من نفسه مكملا بندم 
أنا عارف
إني مكنتش ليكي الأخ اللي بتتمنيه ورميتلك ابني تربية وبسببه أنتي رفضتي الجواز واكتفيتي بيه! 
انت بتقول ايه بس يا محمد انت اهدتني بأجمل هدية في حياتي كلها فارس دا ابني ولو رجع بيا الزمن هختاره هو تاني 
قالتها خديجة بابتسامة وعبراتها تهبط ببطء على وجنتيها وربتت على كتف شقيقها بحنان مكملة 
خلينا نفكر هنعمل أيه سوا ونشوف حل قبل ما فارس يشوف الفيديو 
محمد بلهفة فارس مع مراته على اليخت كلمي مراته وخليها تتخلص من تليفونه دا خالص وترميه في البحر يا خديجة 
أسرعت خديجة نحو هاتفها المرضوع على منضدة بجانب سريرها وتحدثت بتراوي و نضج 
هكلمها بس هكلم غفران صاحبه الأول وهخليه يروحله علشان لو حصل اي حاجة لقدر الله يبقي جنبه 
كلميهم وأنا كمان هروحله يا خديجة قالها
محمد وسار نحو الخارج بخطوات راكضة وقد حسم أمره بأن يفعل كل شيء وكل ما بوسعه حتي لا يخسر وحيده 
الحمد لله 
بشالية غفران 
رنين هاتفه بستمرار ازعجهما اعتدل غفران بكسل ومد يده
جذب الهاتف ينظر بشاشته بنصف عين 
خديجة!! قالها بقلق وأسرع بالرد عليها مغمغما 
خديجة في حاجة حصلت! 
اجابته پبكاء غفران أنا أسفة إني بكلمك بدري كده بس انا قلقانة اوي على فارس وعيزاك تروحله بنفسك اليخت أرجوك وتطمني عليه 
طيب أهدي انا مأمن اليخت كويس جدا بأحسن طقم حراسة وهتحرك من عندي واروحله حالا وأول ما أوصل هكلمك اطمني قالها غفران وهو
يبتعد عن زوجته برفق ونهض مغادرا الفراش وبدأ يرتدي ثيابه على عجل 
هاجي معاك 
أردفت بها عهدبصوتها الرقيق الناعس وهي تنهض هي الأخرى وتسرع بارتداء ثيابها 
اقترب منها غفران وقبل جبهتها مرددا 
عهد حبيبتي كملي نومك وأنا مش هتاخر عليكي 
لا يا غفران خدني معاك بدل ما اجي وراك وأنت عارف إني اعملها 
صړخت بها عهد پغضب طفولي وأمام أصرارها خضع لطلبها كعادته مع عنيدته 
لا إله إلا الله
مرت عدة دقائق 
حدثت خديجة خلالهم إسراء وعادت بالاتصال ب غفران مرة أخرى 
بجوار يخت ساحرة المغرور 
توقف غفران بأحدي الماكينات المائية شديدة السرعة يقودها هو بمهارة عاليه تجلس زوجته خلفه 
كان هناك حشد من القوارب الصغيرة يجلس بها حرس فارس الخاص تقف على جانبي اليخت 
اطمني يا ديجا أنا وصلت لليخت والجو هادي
ومافيش اي حاجة
تقلق! 
أردف بها غفران عبر السماعة الموضوعة داخل أذنة 
توقف عن الحديث فجأة وعقد حاجيبه بدهشه حين لمح إسراء تسير بخطي مترنجحة ويظهر عليها الاعياء الشديد وقامت بألقاء الهاتف بالمياه 
شهقت عهد حين رأتها هي الأخرى وتحدثت بفزع مردفه يا نهاري دي شكلها دايخة خالص 
أستعد غفران للقفز حين رأي تمايلها يزيد ويتضاعف حتي أوشكت على السقوط هي الأخرى مرددا برجاء 
لا لا لا لا أوعى تعمليها وتقعي يا مدام فارس 
ولكنها لم تكن عند حسن ظنهما وسقطت بالمياه جعلت غفران يسرع بالقفز هو الأخر ومن ثم قفزت خلفه عهد و سبحو نحوها بأقصى سرعة لديهما 
الله أكبر 
فارس 
رباه ماذا يحدث! 
أطلق آهه ألم نابعه من أعماق قلبه الذي أنقبض بل اعتصر پخوف وفزع مبهم لا يعلم سببه تلاحقت أنفاسه وكأنه أوشك على المۏت غرقا فصړخ
بعلو صوته مرددا اسم زوجته وهو يركض لخارج الحمام باحثا عنها كالمچنون 
إسرااااااء ! 
لم يجدها مكانها على الفراش لا يعلم كيف ومتي قفز داخل سرواله أثناء ركضه لخارج الغرفة 
جحظت عينيه حين لمح صديقه غفران وزوجته يتسابقان نحو شيء ما بجوار اليخت دون أن يعطي نفسه فرصة للنظر حتي كان قفز من فوق اليخت داخل المياه وبدأ يدور بعينيه باحثا عن زوجته حتي لمحها تسارع الڠرق 
خدي نفس متخفيش حبيبتي أنا معاكي 
بصعوبة شديدة همست له بضعف وهي تختبئ فيه 
إسراء أنتي كويسة 
الحمد لله يا عهد 
قالتها إسراء بصوت مرتجف وقد بدأ الخۏف يتملك منها حين رأت وجه زوجها الغضوب أثناء مساعدته لها لترتدي مئزره الخاص والذي كان كبيرا جدا عليها وقام برفع الكاب على شعرها ومن ثم سبح بها نحو درج اليخت وصعد بها حاملها بخفة ورشاقه 
سار نحو أقرب مقعد ووضعها عليه وبدأ يتفحصها بدقة متمتما بعدم فهم 
أيه اللي خرجك من أوضتنا يا إسراء! 
ابتلعت
إسراء لعابها بصعوبة وقد عجزت عن النطق بحرف لا تعلم ماذا تقول له 
كانت بترمي تليفونك في البحر يا فارس 
قالها محمد الذي صعد للتو على متن اليخت بصوته الصارم رغم توتره وقلقه
البادي على محياه 
رفع فارس رأسه ونظر تجاه والده بملامح منذهله ليحرك محمد رأسه بأسف جعل فارس ينظر ل عهد وتحدث قائلا 
خليكي معاها يا أم زين من فضلك ثواني 
عهد بابتسامة بشوشة من عنيا طبعا اطمن عليها إسراء دي أنا بعتبرها زي أختي والله 
مال فارس على زوجته ثانيا وقام بحملها متوجها نحو غرفتهما وقبل ان يسير بها نظر لوالده مردفا 
ثواني وراجعلك يا أبو فارس 
بالفعل عاد فارس خلال ثواني معدودة وقف أمام والده ينظر له يحثه على استكمال حديثه 
تنهد محمد بتعب وبدأ يتحدث بصوت مرتجف 
أيوه يا ابني أنا طلبت من خديجة تكلم مراتك وتطلب منها ترمي تليفونك بعد ما الدكتورة اللي طلبت منها ترقبنا أنا وولدتك صورتنا واحنا بنتعاتب بكلام لو سمعته علاقتي بيك هتدمر 
صمت لوهله وبدأت العبرات تلتمع بعينيه
وأطلق شهقه مكتومة ونظر لعينيه يستجديه مكملا 
وأنا مش عايزك تزعل مني يا فارس يا ابني ونبدأ صفحة جديدة أرجوك
اقترب منه بخطوات مرتجفة للحظة تخيل فارس ان الأدوار تبدلت و أنه أصبح والده وهو طفله وقد فعل خطأ لا يغتفر و يقف أمامه يبدو عليه الذعر الشديد 
هيئته المرتعدة أعتصرت قلبه بقبضة من حديد 
تأمله محمد بابتسامة واعين بدأت تفيض بالعبرات و ما أصعب بكاء الرجال وشعور القهر والندم الظاهر عليه بوضوح 
لو عايزاني احكيلك هحكيلك! 
قطع حديثه حين تحدث فارس بلهفه ونبرة متوسلة 
متحكيش متحكيش يا أبو فارس 
أبتسم له ابتسامة يخفي بها عبراته مكملا 
أنا ابنك وانت أبويا مش من حقي اعقبك على اللي فات ولا حتي على اللي جاي من حقك أبرك وأطيعك وأبقى سندك وعزوتك دا حقك عليا وأنا مجبر أعمله خلينا نبدأ صفحة جديدة يا أبو فارس 
انهمرت دموع محمد بغزارة ونظر لوحيده الذي ادهشه بأخلاقه وسعة صدرة بنظرات منذهلة و دون سابق إنظار كان جذبه بعناق قوي وبدأ يبكي بنحيب ويتحدث بصعوبة من بين شهقاته 
راجل يا فارس راجل يا ابني 
راجل من ضهر أجدع راجل يا أبو فارس 
قالها فارس وهو يبادله عناقه وقد
وجد راحة قلبه وباله التي كانت غائبة عنه لسنوات 
أبتعد عنه محمد و نظر له پغضب مصطنع
مردفا 
أيوه طبعا ياض أنت ويله اتفضل خد مراتك ولف بيها العالم وقضو شهر عسل عظمة ومترجعش غير لما يحصل المراد 
ربت على كتفه بقليل من العڼف مكملا 
أنا عايز أحفادي يبقوا حواليا في أقرب وأسرع وقت 
علم وينفذ يا محمد باشا 
قالها فارس وهو يرفع كلتا يديه و احتضن وجه والده بين كفيه وبدأ يزيل عبراته بحنان بالغ ومن ثم مال عليه وقبل جبهته بحب مكملا 
أنت تؤمرني يا أبو فارس 
استغفر الله العظيم 
بغرفة خديجة 
يا تري عملت ايه يا محمد! 
قالتها خديجة وهي تسير بقلق ذهابا وايابا وتفرك يديها ببعضهما 
دقات هادئة على باب غرفتها جعلتها تركض بهرولة ظنا منها ان شقيقها قد عاد فتحت الباب بلهفة لتجد هاشم يقف أمامها وينظر لها بابتسامة المدوخة 
صباح الخير يا خديجة 
هاشم من فضلك
أنا مش فايقة خالص دلوقتي! 
قطعت حديثها وجحظت عينيها حين خطي هاشم داخل الغرفة وغلق الباب خلفة وتحدث باصرار وهو يتعمق النظر لعينيها قائلا 
مش همشي قبل ما أعرف سبب زعلك مني المفاجيء دا يا ديجا! 
نبرته الحادة ونظرتة التي جعلت قلبها يدق كالطبول اجبروها على الحديث دون أرادتها وكأنه يمتلك مفعول السحر عليها 
سمعتك وانت بتتكلم في الفون و بتقول عليا لا خديجة متجوزتش أصلا يا أمي 
عبست بملامحها بطفولة وتابعت بنبرة أوشكت على البكاء 
يعني قصدك إني عانس مش كده! 
فتح هاشم فمه ببلاهه وهو يقول 
انا قولت لوالدتي إني لقيت بنت الحلال اللي هتجوزها ومستني ردها و امي كانت بتسألني عنك بعفوية بتقولي هي أرملة زيك ولا مطلقة فأنا جاوبتها وقولتلها أنك متجوزتيش أصلا يا خديجة ومش شايف ان دي حاجة تعيبك أبدا بالعكس لو كنتي سمعتي باقي المكالمة كنتي هتعرفي مدي فرحتي إني هبقي أول راجل في حياتك 
صمت لوهله يلتقط انفاسة ومن ثم تابع 
معقولة زعلتي مني علشان كده مش ممكن رقتك دي يا خديجة!! أنا مكنش قصدي اللي فهمتيه أبدا 
قالها هاشم بنبرة صوته الصارمة ولكنها أصبحت مغلفة بحنو ولهفة راقت خديجة كثيرا انبلجت شبه ابتسامة حالمة على ملامحها البريئة اخفتها سريعا
عبست بطفولة و ابتعدت بعينيها عنه مردفه پغضب مصطنع 
هاشم من فضلك سبني لوحدي أنا مش عايزة اتكلم ولا عايزه اسمع صوتك 
رمشت بأهدابها عدة مرات وقد تسمرت مكانها من هول الموقف بالنسبه لها 
هاشم أنت بتعمل
الخاتمه 
بغرفة إلهام 
طرقت إيمان الباب وخطت نحو الداخل بعدما وصل لسمعها صوت إلهام الحنون تأذن لها بالدخول 
صباح الخير يا خالتي غمغمت بها إيمان بخجل و هي تقترب من صغيرها النائم بجوار الصغيرة إسراء وحملته بحذر أمام أعين إلهام التي ترمقها بنظرة عابثه وابتسامة لعوب تزين ملامحها مردفة بشقاوة 
صبحية مباركة يا عين خالتك 
ابتسمت لها إيمان ابتسامة حزينة جعلتها تعقد حاجبيها وتكمل مستفسرة 
مالك يا إيمان يا بنتي! جوزك زعلك ولا أيه 
حركت إيمان رأسها بالنفي وبدأت تبكي مردده بغصة يملؤها الآسي 
تامر مزعلنيش يا خالتي انا اللي خاېفة أكون بظلمه علشان كده هطلب منه يتجوز هو ملوش ذنب في أني مبخلفش 
أيه يابت الهبل اللي بتقوليه دا! 
أردفت بها إلهام
بهدوء وتراوي وتابعت بتعقل قائله 
يابنتي بلاش تنكشي على النكد بإيدك الراجل مشتكاش 
ربتت بكف يدها على ظهر محمود الصغير 
واشتري خاطرك ونفذلك طلبك لما قولتيله نتبني عيل نربيه والحمد لله بقي عندك واد زي القمر ربنا يحفظه ويباركلك فيه عايزه تفتحي على نفسك فتحة أنتي لا يمكن تكوني ادها ولا هتستحملي لحظة واحده تشوفي جوزك مع واحدة غيرك 
صمتت لبرهه تلتقط أنفاسها وتتابع رد فعل
إيمان لتري أثر حديثها عليها ومن ثم نهضت جالسة بحرس مستنده على الفراش والسرير حتي جلست على كرسيها المتحرك وتحدثت بتنهيدة وهي تضغط على زر الكرسيي متجهه لخارج الغرفه 
اعقلي يا إيمان يا بنتي وحافظي على بيتك وجوزك و ابنك وخليكي هنا مع إسراء لتصحي على ما اطمن علي خديجة و أعرف مالها هي كمان و أرجع أوام 
جلست إيمان على طرف الفراش تفكر بحديث إلهام الذي أعاد لها عقلها وجعلها تتراجع عما كانت تنوي فعله فور أستيقاظ زوجها من نومه 
لا مستحيل أقدر أشوفك مع واحدة غيري يا تامر دا أنا أموت فيها 
قالتها إيمان محدثه نفسها و زفرت براحة عندك يا خالتي 
أنا لازم أحافظ على جوزي و ابني وواثقة ان ربنا قادر على كل شيء و بحول الله هيجبر قلبي 
وصلت إلهام لجناح خديجة 
طرقت على الباب بهدوء لحظات وفتح الباب لتجحظ أعين إلهام پصدمة حين وجدت هاشم هو من فتح لها 
وضعت أصابعها أسفل ذقنها ورمقته بنظرة حادة مردفة بتساؤل 
أنت بتعمل أيه هنا يا سي هاشم أفندي! 
كنت بطلب ايد خديجة للجواز 
ابتسمت إلهام بتساع و هي تخطي نحو الداخل وتحدثت بفرحة
غامرة حقيقة قائله 
يا ألف نهار أبيض يا ألف نهار مبروك! 
أنت سلخت قبل ما تدبح زي بوحة ولا أيه يا هاشم أفندي! 
نظر لها هاشم بعدم فهم فتابعت هي بنفاذ صبر 
قصدي دخلت قبل ما تعقد على البونية ولا أيه يا إنسان الغاب طويل الناب أنت! 
هاشم بتوتر فشل في إخفاءه من شدة قلقه على جميلته الرقيقة خديجة لا والله يا ست إلهام أنا كنت بصالحها عن سوء الفهم اللي حصل إمبارح
أخرج هاشم هاتفه من جيب سرواله و تحدث وهو يطلب إحدي الأرقام أنا هكلم دكتورة الفندق تطلع تكشف عليها 
ضيقت إلهام عينيها وهي تنظر ل خديجة بتمعن وتحدثت بمكر قائلة 
مافيش داعي لدكتورة يا سي هاشم 
غمزت له مكملة 
صالحها أنت بس تاني و هي هتقوم تقف وتبقي زي الحصان 
انبلجت شبه ابتسامة علي ملامح هاشم حين تفهم مقصد إلهام وتحدث بجدية زائفة قائلا 
تصدقي عندك حق
يا مدام إلهام دا أنا هصالحها حالا 
قالها وهو يسير تجاه خديجة التي انتفضت فجأة جالسة وتراجعت لأخر الفراش سريعا مرددة بخجل شديد 
خلاص أنا فايقة ومش عايزة حد يصالحني 
إلهام بعبث ايوه كده يا خديجة يا أختي فوقي كده لسه بدري على السخسخة دي 
نظرت ل هاشم الذي يرمق خديجة بنظرة عاتبة بسبب ما سببته له من خوف عليها 
يبقي اتجوزها يا سي هاشم على بركة الله 
غمغمت بها إلهام و بعدها أطلقت سيل من الزغاريط 
أيه دا يا إلهام جواز أيه بس اللي اتجوزه وأنا في العمر دا! 
قالتها خديجة بنبرة مرتجفة تعكس مدي حزنها 
انتي زي القمر وألف راجل يتمنوكي يا خديجة وبعدين أنتي عارفه أني اتجوزت وانا أصغر منك بكام سنة 
جعلت قلبها ينبض پجنون حتي وصلت دقاته لعڼان السماء وأوشك على مغادرة ضلوعها من عڼف دقاته حين قال 
بحبك يا خديجة 
أطبقت خديجة جفنيها پعنف تكبح عبراتها مردده بأسف 
حتي لو أنا وافقت يا إلهام معتقدش ان فارس ممكن يوافق 
هاشم بلهفة أنا طالب أيدك من فارس بقالي أكتر من شهر يا خديجة وهو موافق وقالي الرأي في الأخر رأي ديجا لازم هي كمان توافق 
حركت خديجة رأسها بالنفي وبدأت تبكي وهي تقول 
لا طبعا فارس مستحيل يوافق هو بيقول كده علشان يشوف رد فعلي أيه وهقبل اتجوز وأبعد عنه ولا لاء أنتو متعرفوش هو متعلق بيا اد ايه و لما كان بيجيلي عريس وهو صغير كان بيحزن اد ايه ويفضل حبيبي يعيط ولا بياكل ولا بيشرب 
اجهشت في البكاء وتابعت بأصرار 
مستحيل أكسر قلبه واسيبه أنا كمان و اتجوز أنا أمه اللي ربته وهفضل جنبه ومعاه لحد ما اشيل ولاده على ايدي زي ما شايلته وهو صغير 
سبحان الله 
داخل يخت ساحرة الفارس 
تجلس إسراء على مقعد طاولة
الزينة داخل غرفة الملابس الخاصة
بها تتابع عهد التي تساعدها لتغير ثيابها المبتله 
تحبي أساعدك وأنتي بتاخدي شاور يا إسراء 
قالتها عهد بود وهي تعطي لها ثيابها و تساعدها على النهوض 
شكرا يا عهد تسلميلي يا حبيبتي أنا تعبتك معايا 
نظرت لها عهد بعتاب وتحدثت بود قائله 
أيه اللي بتقوليه دا بس يا إسراء!! أنا قولتلك إني بحبك زي أختي يعني مافيش تعب ولا حاجة ولو مكسوفة مني 
دفعتها برفق على المقعد ثانيا و سارت نحو الخارج مكمله 
هخرج أنا وابعتلك جوزك يساعدك أفضل 
غمزت لها بشقاوة مكملة 
و أحلى كمان 
أردفت إسراء بلهفه طيب تعالي غيري هدومك المبلولة دي الأول لتاخدي برد يا عهد 
ابتسمت لها عهد وهي تقول بخجل
متقلقيش عليا أنا وغفران هنعوم سوا شوية 
بادلتها إسراء الإبتسامة متمتمة 
ربنا يسعدكم يا حبيبتي 
يارب يا إسراء ويفرحكم أنتي كمان و يرزقكم ببيبي جميل خالص زي مامته كده 
أمنت إسراء على دعائها بقلبها قبل لسانها 
بينما أنهت عهد جملتها وتابعت سير نحو باب الغرفة و همت بفتحه ليسبقها فارس الذي فتح الباب فجأة
جعلها تشهق بخفوت مرددة 
كويس إنك جيت أنا كنت جاية أنادي عليك حالا 
أنتي كويسة صح 
انسحبت عهد على الفور نحو الخارج غالقة الباب خلفها تاركة لهما بعض الخصوصية 
بينما إسراء دست نفسها بين ذراعين زوجها وهمست بصوت تحشرج بالبكاء 
كويسة يا حبيبي الحمد لله اطمن 
طيب تعالي أساعدك تاخدي شاور دافي علشان تنامي و ترتاحي شوية أنا عارف إنك منمتيش من إمبارح 
تركت له نفسها يفعل بها ما يشاء ليبهرها هو بحنانه وأحتوائه لها ولخجلها الزائد يعاملها بمنتهي العشق يغرقها بفيض غرامه ويهمس لها بأروع كلمات الغزل وهو يحملها ثانيا بعدما ط عليها من الكسر 
امممم تجنني يا بيبي 
إحنا محسودين تقريبا مش عارف مين راشق عينه في شهر العسل بتاعنا!! 
همهمت إسراء بصوت خاڤت وهي تهمس بضعف وصوت
ناعس 
عندك حق أنا فعلا محسودة عليك يا فارس 
الټفت برأسها ونظرت له نظرة هائمة تتأمل بها ملامحة الوسيمة ومحظوظة بيك و بحبك وبموت في كل حاجة فيك يا فارس 
يوما جديد يحمل بين طياته الكثير من الأحداث 
داخل يخت ساحرة الفارس تحيا إسراء أقوى وأجمل قصة عشق برفقة زوجها فارس الذي خطڤها برحلة حول العالميتنقل بها من بلد لأخرى عبر اليخت أحيانا ومرات عبر طائرته الهليكوبتر الخاصة المتواجدة على سطح اليخت
تملمت إسراء بقلق أثر ذلك الألم الذي يداهم معدتها منذ الأمس خاصة حين شعرت ببرودة تجتاح أوصلها فمدتت يدها الصغيرة تبحث عن زوجها بجوارها فلم تجد سوا الفراغ يحالفها 
فتحت عينيها ببطء واعتدلت جالسة بتكاسل ساحبة روبها الحريري الأبيض الملقي على طرف الفراش وارتدته قبل أن تغادر السرير 
أخذ منها الأمر لحظات قبل أن تهب واقفة وتركض بندفاع نحو المرحاض عندما شعرت بحاجتها للتقئ 
فاااارس 
بشړة خير 
بينما كان فارس يسبح كعادته
كل صباح زحف القلق لقلبه فجأة عاشق هو و بإمكانه الشعور بساحرتة أثناء تعبها حزنها وحتي فرحها 
خرج من المياه سريعا و سار نحو غرفته بخطوات مسرعة فتح الباب واندفع نحو الداخل يبحث عنها بقلبه قبل عينيه عندما وجد فراشهما خالي مردفا 
إسراء أنتي فين حبيبتي! 
كانت تخرج من الحمام بخطي متثاقلة 
مالك يا إسراء انتي
دايخة! 
رفعت رأسها ونظرت له بابتسامتها الفاتنة ليلاحظ هو شحوب وجهها الشديد فضيق عينيه وهو يقول بقلق 
إسراء فيكي أيه يا روحي! شكلك مش طبيعي! 
أحتضنت وجهه بين كفيها وتابعت بفرحة غامرة ملئت عينيها بالعبرات 
بس شكلي كده حامل منك 
جمدت ملامح وجهه و رمقها بنظرة خالية من المشاعر للحظة أنقبض قلبها وهي تري رد فعله على خبر حملها الذي
استقبله ببرود
أمسكت كف يده وضغطت عليه برفق مكمله بنبرة راجية 
و لحد ما نتأكد ممكن متقولش لأي حد خالص 
اطمني يا بيبي أنا مش هقول لحد خالص 
قالها فارس بملامح مريبة عجزت إسراء عن فهمها 
الحمد لله
داخل مصحة لعلاج الإدمان 
تصرخ ديمة پجنون وتتحرك بهسترية على الفراش المقيدة به بأحكام جعلت والدها عباس يطبق جفنيه پألم كمحاوله منه لكبح عبراته على حالة ابنته وما وصلت إليه 
هاتلي حقي من فارس يا بابي مش هتعالج إلا لما ټحرق قلبه زي ما
حړق قلبي 
قالتها ديمة بأنفاس لاهثة من بين صړختها الحادة 
يا بنتي محدش من رجالتي عارفين يوصلوا ل فارس ولا لمراته مأمن نفسه على أعلى مستوي بأكفأ الحرسات 
التمعت أعين ديمة بفكرة حمقاء راقت لها كثيرا فبتسمت بشړ وهي تقول 
يبقي خديجة مۏتها يا بابي بمۏت خديجة فارس هيتقهر واحتمال ېموت وراها لأنها تعتبر كل عيلته 
ابتسم عباس هو الأخر بخبث و حرك رأسه لها بالايجاب ومن ثم أخرج هاتفة من جيب سرواله وطلب إحدي الأرقام لحظات واتاه الرد فتحدث بأمر قائلا 
خديجة الدمنهوري نفذ الليلة 
لا إله إلا الله
خديجة 
تجلس على الشاطئ تتأمل صفاء المياه الزرقاء بشرود أمام أعين هاشم الهائمة بها عشقا تلك الرقيقة صاحبة القلب الماسي التي أصرت على موقفها برفض الزواج منه و فضلت فارس عزيزها الغالي عليه و حتي على نفسها كما تفعل دوما 
لن تغامر بعلاقتها به هي له والدته وصديقته وشقيقته الكبري كل عيلته و هذا بالنسبة لها كافي 
رغم المشاعر التي تكنها لهاشم إلا أن حب فارس أقوى و أكبر من أي شيء أخر بالكون كله فارس ابنها الذي لم تنجبه نعم هي لم تحمله بأحشائها ولكنها حملت حبه بقلبها 
هبطت دمعة حاړقة على وجنتيها ببطء أسرعت بمسحها أخذت نفس عميق و رسمت ابتسامة زائفة على ملامحها و هبت واقفة تسير بنعومة على الرمال بقدميها الحافية خلفها حرسها على رأسهم هاشم الذي أقترب منها حتي أصبح يسير بجوارها 
ارحمي قلبي و قلبك و وافقي على جوازنا يا خديجة 
قالها هاشم بنبرة راجية و عينيه تشملها بنظرة لهفة لا تخلو من الإعجاب 
نظرته لها تجعل قوتها تتبخر و تزيد من توترها وانتفاضة قلبها التي تتدافع خاصة حين أستنشقت عبق رائحته المزلزل لكيانها 
تنحنحت كمحاوله منها لإيجاد صوتها وهمست بخجل قائلة 
هاشم من فضلك الموضوع دا منتهي بالنسبالي فبلاش تفتحه تاني! 
بحبك يا خديجة 
هاااشم فيك ايه رد عليا! 
وأنا كمان بحبك يا هاشم 
صوت غفران الذي يركض بهروله حتي وصل لهما وجثي على ركبتيه بجوارهما يتفحصهما
بملامح شاحبة مردفا 
خديجة أنتي كويسة! 
قالها وهو يحمل هاشم عنها بحذر مكملا بأمر لرجاله 
إسعاف بسرررعه 
بعد مرور عدة ساعات 
عاد فارس برفقة زوجته للغردقة بعد غياب دام لأكثر من شهر بعدما هاتفه غفران و أخبره بما حدث ل خديجة و إصابة هاشم تحرك باليخت على الفور 
كان التعب بدأ يتمكن من إسراء أكثر خاصة حين صعدت معه على متن الطائرة
الهليكوبتر التي هبطت بهما أمام مركز طبي تابع للقرية السياحية التي يملكها زوجها
إسراء حبيبتي وصلنا المستشفى خلاص أهدي 
همس بها فارس بلهفة داخل أذن إسراء التي تتقيأ پعنفأسرع هو بحملها و غادر الطائرة بحذر متجه لداخل المستشفى بخطوات مهروالة
أستجمعت إسراء قوتها و رفعت يدها مسدت على صدر زوجها بحركتها التي يفضلها فارس كثيرا بعدما رأت ملامحة التي بدي عليها الزعر والخۏف الشديد 
فارس والله أنا كويسة متقلقش عليا و خلينا نطمن على خديجة 
همست بها إسراء بخفوت و هي تراه يخطو بها داخل غرفة الكشف 
كان في انتظارهما فريق طبي كامل على أبهى إستعداد مال بها فارس
ووضعها على الفراش برفق لتشعر هي بنتفاضة جسدة المتصلب والتي تدل على مدي قلقه عليها 
هندم لها حجابها وزال حبيبات العرق بأنامله عن جبهتها وابتسم لها ابتسامة هادئة مغمغما 
غفران طمني الحمد لله على خديجة و كمان على هاشم هطمن عليكي الأول يا إسراء وهطلع لهم هما معانا هنا في المستشفي 
سبحان الله 
داخل غرفة بالمستشفى 
تجلس إلهام بكرسيها المتحرك بجوار السرير النائمة عليه خديجة بعد أعطائها حقنة مهدئة ظلت نائمة على أثارها لساعات طويلة 
هاشم تمتمت بها خديجة بضعف وهي تجاهد لفتح عينيها جعلت إلهام تقترب منها وتتحدث بلهفة قائله 
خديجة فوقي يا حبيبتي متخفيش
سي هاشمله بتاعك اټعور تعويرة بسيطة
و هيبقي زي الفل ان شاء الله 
انتفضت بفزع حتي أنها كادت أن تسقط من فوق كرسيها أرضا حين هبت خديجة فجأة جالسة وصړخت بقوة مرددة 
هااااشم 
شهقت إلهام پعنف وهي تجذب ياقة عبائتها وبصقت داخلها عدة مرات مردفة پغضب مصطنع 
ايه يا خديجة يا أختي دا رعبتيني أخس عليكي 
نظرت لها خديجة تستجديها بنظرتها وقد امتلئت عينيها بالعبرات و پبكاء قالت 
هاشم يا إلهام خد بدالي قوليلي جراله أيه 
اجهشت بالبكاء أكثر مكملة بتوسل 
قوليلي أنه مامتش ولسه عايش يا إلهام 
ابتسمت لها إلهام شقية واجابتها بجدية مصطنعة قائلة 
اطمني يا حبيبتي والله سي هاشمله عايش والحمد لله جت في كتفة بعيد عن قلبه اللي بيحبك 
توردت وجنتي خديجة بحمرة قاتمة ونظرت لها بعبوس مردفة 
حب أيه بس يا إلهام هاشم كان بيشوف شغله مش أكتر 
ضيقت إلهام عينيها و رمقتها بنظرة ماكرة وتحدثت بمزاح قائلة 
شغله! اممم شغله يا شغله اللي يخليه يضحي بنفسه علشان ينول رضا البسكوتة بتاعتنا 
ربتت على قدمها وتابعت بتعقل قائلة 
الراجل بيحبك يا خديجة دي حاجة واضحة زي الشمس و انتي كمان قلبك مايل ليه و فارس عمره ما يرفضلك طلب وأنتي واثقة من كدة يبقي لزمته أيه عندك و دماغك الناشفة دي يا حبيبتي 
همت خديجة بالرد عليها و لكن طرقات هادئة على باب الغرفة قطع حديثهما 
ادخل يلي بتخبط قالتها إلهام بعفويتها المعهودة 
فتح الباب وخطي غفران للداخل وتحدث بابتسامة قائلا 
حمد الله على سلامتك يا ديجا الحمد لله جت سليمة 
طمني على هاشم يا غفران غمغمت بها خديجة بلهفة فشلت في إخفاءها 
انبلجت أبتسامة عابثة على ملامح غفران وهو يجيبها 
اطمني هاشم كويس الحمد لله و الدكاترة طلعوا من كتفه وهو دلوقتي في الأوضة اللي جنبك على طول و كمان فارس و مراته وصلوا تحت في الإستقبال 
في الإستقبال! هي إسراء تعبت منه ولا أيه يا غفران يا ابني! قالتها إلهام بقلق بادي على وجهها فأسرعغفران بالرد عليها قائلا 
اطمني يا مدام إلهام بنت حضرتك كويسة بس داخت شوية لما ركبت اليخت والطايرة في وقت واحد 
أسرعت إلهام بالتحرك بكرسيها ونظرت لخديجة مغمغمة 
هروح أطمن عليها و ارجعاك تاني يا خديجة يا أختي 
وجهت نظرها ل غفران وتابعت بنبرة راجية 
وديني ليها يا ابني الله لا يسيئك مش هتأخر عليكي يا ديجا 
قالت خديجة بقلق أبقى طمنيني عليها يا إلهام 
انتظرت حتي تأكدت من ذهابهما وتحاملت على نفسها وهبت واقفة وسارت بخطي مرتجفة لخارج الغرفة قاصدة غرفة هاشم 
وقفت أمام باب الغرفة وأخذت نفس عميق و من ثم طرقت عليه وفتحته و دلفت للداخل 
سارت ببطء حتي توقفت بجوار السرير النائم عليه هاشم تتأمل ملامحة بعشق ظاهر على ملامحها الرقيقةتنهمر عبراتها على وجنتيها بغزارة رغم أنها تبكي بصمت 
هاشم حبيبي فوق علشان خاطري 
همست بها خديجة و اجهشت پبكاء مرير و هي تتخيل أنها كانت على وشك فقدانه للأبد 
تلك كانت من المفترض أن تصيبها هي و لكنه فداها بروحه دون
لحظة تردد يأكد بها حبه الصادق لها 
خديجة تمتم بها هاشم بين الوعي واللاوعي جعلها تميل بوجهها على وجهه وتنظر له بلهفة مردفة 
أنا هنا يا هاشم بليز
فتح عيونك 
إنصاع لطلبها على الفور وفتح عينيه ينظر لها نظرته المتيمة بها عشقا متمتما انتي كويسة 
حركت رأسها بالايجاب وقد عجزت عن الرد عليه بسبب بكائها الشديدمما دفعه لرفع يده السليمة على وجهها وضعها أسفل ذقنها يجذبها عليه أكثر حتي تلامست أنفهما وللمرة الأولى لم تبتعد عنه خديجة بل اقتربت منه أكثر حتي شعرت بأنفاسة تلفح بشرتها 
بلاش عياط يا خديجة دموعك
بتوجع قلبي 
سلامة قلبك يا هاشم همست بها خديجة بصعوبة من بين شهقاتها الملتاعة جعلت هاشم يبتسم لها ويهمس بفرحة غامرة اعتلت ملامحة المجهده 
ختم جملته و خديجة پصدمة من فعلته وأسرعت بالركض لخارج الغرفة وهي تقول بتلعثم 
ح حمدلله على السلامة 
فارس 
ممسك بيد زوجته يضغط عليها برفق أثناء حديثه للطبيبة التي أنتهت للتو من إجراء فحص شامل لإسراء 
بقالها كذا يوم أكلتها ضعيفة داخت مني كذا مرة بتنام كتير على غير العادة اشتكت من الصداع مرتينرجعت انهارده 3 مرات و كل ما
أديها عصير أو حتي ميه ترجعها و لحد دلوقتي ماكلتش اي حاجة 
صمت لوهله ونظر لزوجته التي تطلع له بنظرات منذهلة لم تتخيل ان خوفه وقلقه عليها يصل إلى هذا الحد و انه يتابع حالتها بترقب هكذا 
فارس باشا اطمن سيادتك أردفت بها الطبيبة بعملية و تابعت بابتسامة متسعة قائلة 
تحليل الډم و البول أكدو ان المدام حامل ألف مبروك 
تهللت أسارير إسراء وأشرقت ملامحها بسعادة بالغة بينما فارس ظهر الڠضب على ملامحه أكثر و تحدث بتساؤل مستفسرا 
يعني معقول الحمل هو اللي تعبها أوي كده! 
الطبيبة أيوه يا فارس باشا كل اللي بيحصل للهانم دا
أعراض طبيعية جدا في بداية الحمل و ممكن تزيد كمان خلال الشهرين الجايين 
حرك فارس رأسه بالنفي وتحدث بصرامة قائلا أنا
مش عايزها تتعب 
و لو الحمل دا هيتعبك يبقي انا مش عايزه يا إسراء 
رباه تملك الخۏف من قلبهلن يغامر بفقدانها مهما كلف منه الأمر هي أولا وأخيرا و قبل كل شيء 
شعرت إسراء بما يدور بذهنه وما يشغل خاطرهفضمته لها أكثر و تحدثت بتفهم قائله 
فارس حبيبى أهدي و متخفش عليا أنا كويسة والله 
رفعت رأسها ونظرت له نظرتها العاشقة التي تبعثر مشاعرة وتغلف قلبه بالطمأنينة 
ومبسوطه وهطير من الفرحة علشان انا حامل منك 
ألف مبروك علينا يا حبيبي 
لازم تعرفي أني معنديش اي إستعداد أني أخسرك 
همس بها فارس بنبرة محذرة فحركت له رأسها بالايجاب وهمست بثقة 
عارفه وواثقة كمان واطمن بمشيئة الله كله هيبقي تمام 
مبروك يا عيون يا فارس قالها وهو يميل على 
أغلقت إسراء عينيها تنعم بقربة و حبه لها الذي دوما يغرقها بهنهرت نفسها بقوة حين داهمها ذكري إحدي محاولاتها للهروب منهتسأل نفسها كيف كانت تجاهد حتي تبتعد عنه و تحرم قلبها من عشق مثل عشق فارسها 
فلاش باااااااااااك 
إسراء 
تسير بخطوات حذره على أطراف أناملها واضعه إحدي أصابعها في فمها بطفوله نظرت حولها تتأكد من عدم وجود أحد 
تنهدت براحه حين تأكدت أن جميع من بالقصر ينعمون بنوم عميق فتابعت سيرها وهي تمتم لنفسها قائله 
يارب الحرس اللي قدام القصر يكون نايم هو كمان وأعرف أخرج من هنا بقي 
مش هتعرفي تخطي بره باب الاوضه 
بقي انا بتكلم بالرقه دي ولا برقص حاجات تجنن وتطير العقل كده ! 
قالها فارس الواقف خلفها مستند على الحائط وواضع كلتا يده بجيب سرواله ويرمقها بنظرات ماكره 
أسمع يا فارس بيه أنا مش مراتك وحتة الورقة اللي خلتني أمضى عليها دي بلها واشرب مياتها علشان الجواز اللي أنا اعرفه بيكون بمأذون وشهود غير كده ميبقاش جواز أصلا 
رغم أن حتة الورقة اللي بتقولي عليها دي عقد شرعي ومتوثق بشهود بس و ماله يا بيبي اكتب عليكي حالا بمأذون وشهود زي ما أنتي عايزة لو دا هيخليكي تقتنعي إنك مرات فارس الدمنهوري 
أنهى جملته وأخرج هاتفه من جيب سرواله و طلب إحدي الأرقام و انتظر الرد للحظات 
أيوه يا غفران هاتلي مأذون و واحد يشهد معاك وتعالي عندي القصر دلوقتي حالا 
وبالفعل خلال دقائق معدودة كان يعلن المأذون فارس زوج ل إسراء على كتاب الله وسنة رسول الله 
تمت

تم نسخ الرابط