رواية انا لها شمس ( الفصل الاول 1 الى الرابع والاربعون 44) بقلم روز امين

موقع أيام نيوز

 


بإملاء
جهز ورقك كله وقبل ما باب الترشيح يقفل بساعة واحدة هخلي المحامي ياخدك ويقدم لك الورق وبعدها هعمل إجتماع للعيلة وهبلغ الكل وكلنا هندعمك ونعمل لك دعاية في المركز كله
واسترسلت بابتسامة ساخرة 
وأظن أهل المركز مش هيسيبوا إبن عيلة الهلالية ويدوا صوتهم لنصر
ابتسم لدهائها لتكمل هي 
بس خلي بالك الكلام ده سر بينا يا هارون لو خرج لأي مخلوق قبل الساعة اللي اتفقنا عليها هزعلك قوي

قالتها بتحذير شديد اللهجة ليسألها مستفسرا 
إشمعنا أنا يا ستهم ليه مش واحد من إخواتك! 
اجابته لعلمها بشدة غيرة نصر من هارون لانه بالماضي كان أغنى واعرق منه مما جعل والدها وأشقائها يفضلونه على ذاك السعلوق التي تشبثت برأيها وتمسكت به لعشقها له وبالاخير إنساق الجميع لرغبة تلك الجامحة 
علشان إنت الوحيد اللي هتوجع نصر قوي
أرجع ظهره للخلف وابتسم بزهو بعدما فهم المغزى من وراء حديثها.
بعد مرور عشرة أيام منذ سفر العاشقان عادا من جولة عشقهما منذ يومين ليلقيا ترحابا واحتواءا من جميع العائلة فاقت من نومها في حدود الحادية عشر ظهرا تمللت بفراشها وزفرت بضيق لكثرة وخمها في الفترة الاخيرة سحبت جسدها للأعلى لتستند بظهرها على خلفية التخت تغيرت ملامحها بعدما مرت بمخيلتها ما يشغل بالها منذ اليومين حينها فقط ربطت بين التأخير وبين حالة الوخم التي أصابتها منذ عشرة أيام بسطت ذراعها صوب الكومود لتجلب هاتفها وتطلب رقم الصيدلية القريبة من القصر طلبت منهم إحضار جهاز لإختبار الحمل المنزلي ثم تحركت إلى الحمام تحممت وقامت بتمشيط شعرها وارتدت ثيابها وأثناء وقوفها أمام مرآة الزينة لتضع القليل من كريمات الترطيب استمعت لبعض الطرقات لتدخل عزة وهي تحمل كيسا بلاستيكيا صغيرا قد أحضره عامل التوصيل لتنطق بوجه بشوش 
صباحك فل يا ست البنات 
استدارت لتجيبها بوجه شاحب قليلا 
صباح الخير يا عزة
نطقت الأخرى وهي تشير لما بيدها 
دليفري الصيدلية جاب لك الطلبية بتاعتك والست سعاد أدت له الحساب
أقبلت عليها وأخذت الكيس من يدها بطريقة متلهفة تعجبت لها عزة لتسألها مستغربة 
هو أنت طالبة إيه يا إيثار! 
واستطردت بصدق وصل للوقاحة 
أصل فتحت الشنطة بس لقيت علبة مغلفة جوة ومعرفتش أخمن فيها إيه
اتسعت عينيها لتنطق باستهجان 
يعني لو موصيتش الصيدلية يغلفوا الطلب للخصوصية كنتي هتشوفيه عادي! 
ابتسمت لتنطق بطلقائية 
إنت هتكبري الموضوع ليه ده أوردر من صيدلية يعني هيكون إيه غير دوا ولا مرهم
ابتسمت إيثار على تفكير تلك البسيطة التي تعشقها فلن تنسى فضلها عليها مهما مر العمر بهما فهي من شملتها وصغيرها بحنانها وحبها الصادق واهتمت بالصغير وكأنه حفيدها وطالما حرصت على تعليمه الجانب الديني والاخلاقي مع إيثار كشرح الصلاة والقرب من الله وحبه والخشوع منه كل هذا شفيعا لصاحبة أجمل وأنقى قلب كانت تريد أن تخبرها بما يدور بخلدها لكنها خشيت ثرثرتها وهي إلى الأن لم تتأكد من إذا كانت حاملة طفلا من زوجها الحبيب أم أنها أعراضا طبيعية لما مرت به مؤخرا بداية من تعرضها للخطڤ مرورا بسفرها مع الحبيب وتغيير الجو والطعام تحدثت بنبرة هادئة 
ده كريم إلتهابات ومحبتش حد يشوفه
أومأت عزة بتفهم وتحدثت دون الإكتراث واعطاء الأمر أكثر مما يستحق 
طب يلا يا حبيبتي علشان تفطري
إسبقيني على تحت وأنا هحصلك...قالتها بهدوء لتربت عليها الأخرى قائلة بحنو 
متتأخريش عليا عاوزة أشرب معاك فنجان قهوة زي زمان
إبتسمت إيثار لتنطق وهي تمسك
بكفها الحنون 
بس كده من عيوني يا ست عزة
واسترسلت بنبرة حماسية 
وأنا بنفسي اللي هعمل لنا القهوة وهنشربها في الجنينة قدام حوض الورد بتاع علام باشا
ابتسمت المرأة بحنو وتحركت للخارج أما تلك المرتابة فأسرعت بفتح الإختبار وتوجهت للحمام مباشرة وقامت بالإلتزام بالتعليمات المدونة داخل النشرة الداخلية الملحقة بالجهاز وانتظرت تترقب بتمعن وساقيها لم تعد تحملاها من شدة القلق شعرت قلبها تدق بوتيرة مرتفعة لدرجة أنها تستمع لها وتشعر بقوتها لم يكن الحمل الأول لها لكن ظروفه تختلف كليا فحبيبها يستحق أن تزف له البشارة بذاك الخبر المنتظر له ولعائلته بالكامل تلون الإختبار فقد ظهرا الخطان بوضوح لكنها أرادت التأكد أكثر قبل الإفصاح عن الخبر فلن تغامر بمشاعر حبيبها أبدا
توجهت للحديقة تناولت طعامها دون شهية ودخلت المطبخ لتجد الجميع يعملون على قدم وساق لتجهيز وجبة الغداء فقد تخطت الساعة الثانية عشر ظهرا وقفت سعاد لاستقبالها تنحني للأمام وهي تتحدث بجدية نظرا لطبيعة عملها 
أوامر سعادتك يا هانم 
أجابتها ببشاشة وجه وهي تقبل عليهم 
أنا جاية أعمل فنجانين قهوة ليا ولعزة
نظرن جميعهن لبعضهن باستغراب أما عزة الجالسة بجوارهن حول الطاولة فابتسمت بحبور وحنين لتنطق سعاد بنبرة جادة 
حضرتك تقدري ترتاحي في الرسيبشن والقهوة هتيجي لحد حضرتك 
بابتسامة بشوش وتواضع أجابتها 
معلش يا مدام سعاد هكسر لك قوانينك المرة دي
ونظرت لعزة بحنين وحب لتسترسل 
أصلي وعدت عزة إننا نشرب قهوة مع بعض في الجنينة وأنا اللي هعملها لها بنفسي
نظرن جميعهن إليها وابتسمن لتواضع تلك الجميلة فبرغم أنها أصبحت سيدة القصر المستقبلية بكونها زوجة الوريث الوحيد لعلام زين الدين لكنها تتعامل مع الجميع برقي وبساطة ولا تتعالى على إحداهن عكس تلك النجلا التي كانت تعاملهن بمنتهى الغرور والتعالي إبتسمت المرأة وتحدثت بلباقة واحترام زاد أضعاف ما قبل هذا الموقف النبيل 
المطبخ كله تحت أمر جنابك يا هانم
متشكرة يا مدام سعاد...قالتها لتتحرك
نحو موقد الغاز لتهب عزة وتقترب منها لتساعدها جلبت لها وعاء القهوة وأخرى أشارت لها على السكر ومسحوق القهوة وبدأت هي بصنعها بكل الحب وبعد قليل تحركت بجوار عزة التي حملت الصينية واتجهتا إلى الحديقة جلستا بهدوء وبدأتا بارتشاف القهوة باستمتاع وجدت سيارة والدة زوجها تدلف من باب القصر لتصطف جانبا ويهرول السائق ليفتح بابها لتخرج عصمت بهيأتها الوقورة وقفت إيثار إحتراما لها بعدما وجدتها تقبل عليها بابتسامة حنون وهي تقول 
يا سلام على الناس الرايقة اللي قاعدة تشرب قهوة
تحدثت باحترام وهي تشير لها بأن تجاورهما الجلوس 
إتفضلي حضرتك وهخلي عزة تعمل لك فنجان حالا 
أشارت بكفها لتنطق برقي 
متشكرة يا حبيبتي أنا راجعة مصدعة شوية هاخد شاور ومسكن للصداع قبل ما علام باشا يرجع من شغله
بعد إذنكم...قالتها باحترام وانسحبت للداخل بطريقها لتنطق عزة باستحسان
والنبي الست دي زي العسل
بعد حوالي نصف ساعة كانت تجلس أمام مرآة زينتها تضع بعض المرطبات فوق بشړة
وجهها وساعديها بعد خروجها من الحمام استمعت لبعض الطرقات الخفيفة لتنطق بصوت رزين 
إدخل
فتح الباب لتظهر منه إيثار بابتسامتها البشوش لتقف عصمت سريعا تستقبلها فتلك هي المرة الأولى التي تخطو بها لغرفتها 
أهلا يا إيثار
تحدثت بنبرة خجلة 
ممكن أتكلم مع حضرتك شوية 
طبعا يا بنتي إتفضلي... قالتها بترحيب هائل لتنطق الاخرى على استحياء وهي تفرك كفيها ببعضيهما بطريقة أظهرت كم توترها 
أنا عارفة إن حضرتك راجعة من الجامعة تعبانة ومش من الذوق إني أجي وازعجك بس فيه موضوع مهم طالبة مساعدتك فيه
تحركت إليها حين وجدت حيرتها وخجلها الزائد لتمسك كف يدها وتسحبها للداخل حتى وصلا للمقعدين المقابلين للفراش وتحدثت وهي تحسها على الجلوس لتقول 
تعالي يا حبيبتي إقعدي وأطلبي اللي إنت عوزاه من غير كسوف واعتبريني زي ماما بالظبط
تحمحمت وبدأت تتلعثم بالحديث 
أنا المفروض كانت البريود ميعادها من يومين لما اتأخرت طلبت إختبار من الصيدلية وعملته من شوية هو ظهرلي خطين أحمر بس أنا مش حابة أبلغ فؤاد غير لما اتأكد باختبار ډم
واسترسلت بخجل 
فلو عند حضرتك وقت تكلمي فؤاد وتستأذني منه إني أخرج معاك بأي حجة ونروح أي معمل نعمل الإختبار ونتأكد قبل ما أبلغه مش حباه يتأمل ويفرح وبعدين لاقدر الله التيست يكون غلط وأبقى إتسببت له في إحباط
كانت تتحدث بتلقائية غير مستوعبة ما تخطر به تلك العطشة لهذا الخبر الذي طالما حلمت به وانتظرته حتى أنها يأست وظنته سرابا ولن يحدث من كثرة انتظاره بصعوبة أخرجت كلماتها المتلعثمة وهي تنطق 
قولي الكلام اللي إنت قولتيه تاني كده
قطبت جبينها غير مستوعبة ما حدث لتلك السيدة لتتابع بعينين متسعتين 
إيثار إنت بتقولي إنك عملتي إختبار وطلعتي حامل! 
بتلقائية أجابتها 
هو الإختبار ظهر خطين أحمر بس أنا حابة اتأكد 
الحمدلله الحمدلله اللهم لك الحمد والشكر
ابتعدت إيثار لتنظر لها بتأثر شديد فمهما تخيلت فرحة تلك الراقية بذاك الخبر لم تتوقع شدة حبورها التي رأتها بعينيها لتنطق بنبرة هادئة 
أنا مقدرة فرحة حضرتك بالخبر بس ياريت نتأكد الأول لأني مش حابة أحبطك ولا أحبط فؤاد
إنت أصلك مش فاهمة أهمية وقيمة الموضوع ده بالنسبة ليا أنا وسيادة المستشار...قالت جملتها بلهفة لتهرول على الهاتف وتضغط على رقم نجلها وتنتظر أتاها الرد سريعا لتنطق بصوت جاهدت ليخرج متزن 
إزيك إنت يا حبيبي بقولك يا فؤاد كنت حابة استأذنك أخد إيثار معايا عند الكوافير أنا رجعت بدري النهاردة وقولت أروح للكوافيرة بتاعتي وبالمرة أخد معايا إيثار تعمل شعرها
نطق بحزم شديد يرجع لارتعابه عليها خاصتا بعد خروج ذاك الأرعن من محبسه منذ اربعة أيام 
مش هينفع يا حبيبتي إيثار مينفعش تخرج من البيت من غيري
تطلعت لتلك الواقفة تنتظر لتنطق بإصرار 
يا حبيبي البنت محپوسة في البيت مبتخرجش أبدا ولا حتى سمحت لها تستلم وظيفتها الجديدة في الشركة
بنبرة جادة أجابها 
أنا مرتب لكل حاجة يا ماما أول ما أشوف الوقت مناسب لخروجها هتروح تستلم شغلها في الشركة إن شاءالله قبل كده مقدرش أغامر بأمانها
تحدثت وكأنها لم تستمع لمخاوفه لتنطق بنبرة حماسية 
طب علشان خاطري خليها تيجي معايا النهاردة وصدقني مش هطلب منك إنها تخرج معايا تاني 
عجيب إصرارك على خروجها معاك ده يا ماما!...قالها مضيقا عينيه ليتابع باستغراب 
ده أنت عمرك ما اخدتي فريال معاك في أي مكان!
استشاطت من ذاك الفطن لتنطق بصوت متخاذل بعدما قررت اتباع سياسة الإبتزاز العاطفي عليه وتطلعت إلى إيثار لتغمز لها بعينيها بذات مغزى 
خلاص يا فؤاد ومتشكرة لأنك عرفتني مقدار غلاوتي عندك
أغمض عينيه ومسح على وجهه بتعب لينطق بموافقة رغما عنه متفاديا إحزان قلب غاليته 
وأنا مقدرش على زعل دكتورة عصمت الدويري خديها معاك وأنا هكلم نبيل أخليه يجهز عربية باتنين بودي جارد 
شكرته ونظرت إلى إيثار وتحدثت بلهفة وهي تهرول باتجاه
خزانة ثيابها 
روحي إلبسي بسرعة وأنا هغير هدومي وفي ثواني هكون جاهزة
أجابتها بسعادة نابعة لسعادة تلك الراقية 
هكلم فؤاد استأذنه واجهز حالا 
تطلعت عليها باحترام لتنطق بنبرة حنون 
كنت عارفة إن ربنا هيعوض إبني عن اللي حصل له في حياته بس مهما تخيلت مكنتش هوصل لكرم ربنا اللي فاض عليه بيه
اجابتها بعينين تفيض عشقا 
فؤاد ده عوضي ومكافأتي من ربنا هو مش بس جوزي ده حبيبي وأخويا وأبويا ده كل دنيتي هو ويوسف
ابتسمت لها عصمت وبعد قليل كانت تحادث زوجها للإستئذان لينطق بمشاكسة وهو يتحرك باتجاه النافذة الزجاجية بداخل مكتبه يتطلع منه على الشارع 
ده إحنا إطورنا خالص وبقينا شطار وبنستأذن قبل ما نخرج أهو
هو أنت مبتنساش حاجة خالص...قالتها
 

 

تم نسخ الرابط