رواية سلسلة الاقدار (كاملة جميع الفصول) بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


دافئه
تذكرتها بعد كل تلك الأعوام الطويله بالرغم من تحول ملامحه تحول جذري فقد تغير من مراهق خجول الي رجل جذاب بكل ما تعني الكلمه و لكن تبقي ابتسامته مطمئنه مثلما كانت 
حياها بلطف قبل أن يتوجه مع سالم الي الداخل و الذي كان هو الآخر يقاتل بضراوة ألم قاټل بنكهة غاضبة ضړب أنحاء پعنف و هو يرى تلك النظرات المتبادلة بين الثنائي فمنذ أن عرفها لم يرى تلك النظرات بعينيها كانت تبدو ضائعه متأثرة لا يعلم بالضبط ولكنه غاضب حد الألم و كعادته بدا صارما متجهم الملامح ثابت الخطى يتجاهل ألمه ببراعة مثلما تجاهلها فلم تظفر بلمحه من عينيه و هو يتوجه مع ياسين للداخل تاركا إمرأة محطمة لم يكن ينقصها سوي أصفاد الماضي الڼارية حتي تجهز علي ما تبقي منها 

في الداخل كانت تجلس بخجل كبير منعها حتي من الإلتفات اليه حتي و إن كان هناك شوق كبير يجبرها علي اختلاس النظرات منه منذ أن اجلسها سليم إلي جانب والدتهم التي لا تعلم عدد المرات التي شكرته بها علي إنقاذ حياة طفلتها 
اي حد مكاني كان هيعمل كدا انا معملتش في واجبي 
امينه بوقار
انت راجل محترم و من اصل طيب يا ابني ربنا يوقفلك ولاد الحلال 
تدخل سالم مقاطعا حمله الامتنان التي شنتها والدته منذ أن دخل منزلها قائلا بفظاظه
انت اساسا من اسماعيله يعني عيلتك و اهلك من هنا 
كان يشعر بنفور متبادل بينهم فتحدث بلهجه صلفة
اهلى و عيلتي من المنيا و أرضنا و كل حاجه هناك 
لم تعجبه نبرته
و لكنه تابع بفظاظته المعهودة
و ايه اي جابكوا هنا
تجاهل ياسين عجرفته وقال بعجرفه
نصيبنا 
تدخل سليم لتهدئه الاجواء التي تلبدت حولهم فجأة قائلا 
انت نورتنا النهاردة يا دكتور ياسين و شرف لينا أننا اتعرفنا علي انسان محترم زيك 
ياسين بود 
الشرف ليا يا سليم بيه 
مرت الزيارة بهدوء بعد أن اعتمد سالم الصمت تاركا المجال للجميع بالحديث الذي اقتصر علي تعارف و بعض مزحات مروان و لطف أمينه التي لم تفتها نظرات ابنتها التي تحمل طابعا خاص لذلك المعيد الذي انشرح له ا 
انتهت الزيارة سريعا
بوعد من ياسين الذي وعد بأن يعوض إلي حلا ما فاتها من محاضرات فلم يعد يتبقي علي موعد الامتحانات الا القليل 
قوليلي يا بت يا حلا ايه الي انا شيفاه دا
كان هذا حديث سما التي لاحظت نظرات حلا و ذلك المعيد فاجتاح ملامحها خجل كبير واجابتها بمراوغة
ايه شايفه ايه 
شايفه نظرات و همسات من تحت لتحت و واد قمر طول بعرض و يهبل 
اجتاحها ضيق مفاجئ من تغزلها به فقالت بإنفعال طفيف
ايه يا بت أنت ما تلمي لسانك أنت هتعاكسيه قدامي
ابتسامه خبيثه ظهرت علي ملامح سما التي قالت 
اه يا جزمه بقي في حوارات بتحصل من ورايا طب انت زعلانه منك
حلا بلهفه 
والله أبدا محصلش اي حاجه دا مجرد اعجاب اقولك هحكيلك و انتي قولي دا يبقي ايه
سما بحماس
قشطه 
شرعت حلا بقص الأمر من بدايته علي سما التي كانت منتبه كليا و ما أن انتهت حتي قالت بحيرة 
معرفش بقي الي جوايا دي يبقي ايه
سما بحماس 
يبقي طبيتي يا جميل 
هي مين دي الي طبت يا بنات
كان هذا صوت امينه التي كانت تقف علي باب غرفة الجلوس تناظرهم باستفهام و بجانبها جنة الممسكه بيدها تساعدها فاعتدلت الفتيات و قامت حلا بالحديث بتلهف
لا ابدا دا احنا بنتكلم علي المسلسل بتاعنا 
ما أن أنهت حلا جملتها حتي صاحت سما بلهفه 
اه صحيح يا حلا مش للعشق وجوه كثيرة عملوا منها جزء جديد 
اننفضت حلا للحد الذي آلم ذراعها المضمد ووقالت بحماس
بتتكلمي بجد 
سما بصياح 
اه والله دا زمانه شغال دلوقتي 
هبت سما من مقعدها تدير جهاز التلفاز فتبادل النظرات كلا من امينه وجنة فقالت امينه باستفهام 
والله مانا عارفه مين اهبل من التاني تعالي يا بنتي اما نشوف المسلسل الي بيحكوا عنه دا
امتعض وجه سما حين رأت جنة تتقدم مع امينه الي الغرفه فنادتها حلا قائلة 
تعالي يا سما جمبي نتفرج عالمسلسل
شعرت جنة بالحرج فقالت 
طب هروح انا بقي ارتاح شويه 
هنا صدح صوت خلفهم 
تروحي فين اترزعى الناس بترش الجنينة برا من الحشرات و الحاجات دي خافوا علي نفسكوا 
كان هذا صوت
مروان العابس على غير عادته فأرادت مشاكسته قليلا فقالت
طب اختفي انت دلوقتي احسن يتلخبطوا فيك 
تعالت ضحكات امينه علي مزاحهم و الفتيات فقال مروان بسخريه موجها أنظاره للفتيات 
بتضحكوا علي خيبتكوا أنت وهي و انتي يالي بقيتي شبه امبوبة البوتجاز انت بتتريقي ماشي أما تولدي بس 
صدح صوت حلا الغاضب 
ممكن تخف استظراف شويه المسلسل هيبتدي 
صمت الجميع و بدأ تتر مسلسل للعشق وجوه كثيرة قولوا يارب والنبي تبقي مسلسل 
ملاحظه 
دا اقتباس من للعشق وجوه كثيرة الجزء التاني
تجمعت العائله في يوم مشمس جميل كعادتهم كل اسبوع فقد أصر رحيم عليه دائما حتي ينعم بجميع احباءه حوله و خاصة أحفاده علي رأسهم عزيزه رحيم الصغير
الذي كان يشبه والده و جده بالكثير من الصفات و حتي الملامح يناقضه أخيه ريان الذي كان يشبه والدته في جمالها الخارجي و كان يتمتع بحس فكاهي يضفي بهجه كبيرة علي اجتماعاتهم الي تلك الزهرة الجميلة التي كانت تشبه اسمها قولا وفعلا و قد أصر
هو علي تسميتها بهذا الاسم الذي أسعد كاميليا بصفه خاصة و الجميع بصفه عامة 
و أحباء قلبه عامر و محمود و مراد اولاد رائد الذي لم يفارق بين والده وقد انتوي أن يعوض جده و ذاته عن كل ذلك الحرمان الذي ذاقه لسنوات في البعد و الألم
و أيضا ثنائي الشړ التؤم يوسف و سيف و اللذان يشبهان والدهما أدهم إلى حد كبير فقد ورثوا عنه كل شئ خفة ظله و ملامحه و عبثه حتى جنت المسكينه غرام
من أفعالهم و قد كان الجميع يشفقون عليها ولكن كان الجانب الأكبر من الشفقه يخص مازن الذي رزقه الله بتوأم تيا و تولين و عمار الذي لم يبلغ من العمر ثلاث سنوات فقد كانت الفتاتين غاية في الجمال كانا نسخة من جميلته كارما و جعله هذا طوال الوقت غاضب فقد كان يغار بشدة علي فتياته الثلاث و طوال الوقت يتشاحن من ريان و التؤم المشاغب يوسف و سيف و يقسم بأنه لن يزوج ايا من فتياته بأحد من هؤلاء الاوغاد و نأتي لذلك الثنائي
الهادئ على و روفان و أطفالهم هاشم و مالك و هيا و قد كان الولدان كالقطبين المتنافرين احدهما يشبه على برزانته و الآخر ورث العبث و الجنون ربما من شقيقتيه و أزواجهم أما صغيرته فقد كانت ناعمة رقيقه كوالدتها بملامح غربية جميله كوالدته 
يالا هنقطعكوا النهاردة 
هكذا تحدث أدهم و هو ينظر لغرامه بمشاكسه فقد اتفقوا علي إقامة مباراه لكرة الطائرة بين فريقين فريق الرجال المكون من يوسف أدهم و مازن و رائد و على و فريق النساء المكون من كاميليا المتحفزة و غرام المتوعدة و كارما المشاكسه و هند الغاضبة و روفان اللامبالية و كان التصميم يرتسم علي ملامحهم مما جعل مازن يقترب من تجمع الرجال
وهو ينهر أدهم قائلا 
لا بقولك ايه احنا لازم ننهزم بكرامتنا اومال نقطعهم في اللعبة ينفخونا هما في الحقيقة 
وافقه رائد الذي قال بامتعاض
اه والنبي مش طالبه نفخ انا أساسا متخانق امبارح و متنكد علي اهلي 
رمقه أدهم بتخابث قبل أن يقول 
نسيت تقول انك مطرود و مقضي ليلتك علي الكنبه في المكتب 
علت صيحات الرجال الشامته من حوله فغلف الڠضب ملامحه من انفضاح أمره فاردف بحدة 
روح يا شيخ الله يخربيتك انت يا ابني محدش يستأمنك علي سر أبدا 
على بمزاح
عملت ايه في دنيتك عشان تقع تحت ايد أدهم و هند اللتنين مرة واحده 
مازن بشماته
عمل كتير الصراحه فاكر لما قعدت تقنع كارما انها تتخصص نفسي من وقتها و أنا بحسبن عليك 
نهرهم يوسف بفظاظة
ماتنجز انت و هو هنقضيها رغي مش فاضيلكوا 
رمقه الجميع بتخابث فبادلهم النظرة بوعيد و قال بصوت جهوري 
يالا عشان نبدي
و بالفعل ابتدت المباراة بين شد و جذب حماس وتوعد من كلا الجانبين و انتهت بضربه قويه من يد كاميليا للكرة فأصابت منتصف وجه أدهم الذي تراجع خطوتين للخلف من شدة الضړبة فتراقصت أشجار الحديقه علي نغم ضحكاتهم فزمجر أدهم و هو يضيق عينيه التي حل محل ألمها نظرات متوعده و هو يهرول تجاه كاميليا قائلا بصياح
و كمان ليكي عين تضحكي بعد بوظتي معالم وشي طب وربنا لهوريكي 
توقف علي بعد خطوتين منها حين شاهد كلا من رحيم البالغ من العمر تسع سنوات و ريان البالغ سبع سنوات يقفون بشجاعه لحمايه والدتهم فقال حانقا
لا والله واقفين تدافعوا عن امكوا بعد ما فكت صواميل رقبتي مطمرش فيكوا اي حاجه بعملهالكوت ياد انت و هو دانا مطرمخ علي نص مصايبكوا 
رحيم بفظاظة ورثها عن والده
لا مطبطمرش و يالا يا عمو من هنا عشان معملش معاك الصح 
و صاح ريان مؤكدا علي حديث اخيه
اه يا عمو اسمع كلام رحيم عشان منزعلكش و احنا بردو بنخبي كل عمايلك
السودا عن انطي غرام 
صاحت غرام بتوعد 
نعم يا سي أدهم مصايب ايه الي العيال دي ماسكينها عليك مش كفايه عيالك والي عاملينه فيا
اغتاظ أدهم فصاح معاندا 
عاجبكوا كدا يا ولاد يوسف الحسيني طب وربنا لهنفخكوا كلكوا
لم يكد ينهي جملته حتي تفاجئ من حديث يوسف المتوعد و هو يمر بجوارهم 
لو لقيت خدش واحد في اي حد فيهم هغيرلك ديكورات وشك بجد 
انهي حديثه غامزا محبوبته التي هرولت نحوه قبل أن ترسل لادهم ابتسامه شامته جعلته يصيح بحنق
حسبي الله ونعم الوكيل في المفتري ربنا عالظالم 
تعالت القهقهات من حوله و اتخذ كلا منهم مكانه حول المائده ينتظرون طعام الغذاء و توجهت النساء الي الغرف لتغيير ملابسهم و ما أن جلس رائد حتي زفر بقوة
قائلا
بامتعاض
اوف انا مش عارف اعمل ايه عشان اصالح الست هند هانم دانا لو بعبر خط برليف مكنش الموضوع هيكون صعب كدا
شاركه ادهم حديثه قائلا بحنق 
يا ابني النكد دا بيجري في دمهم يعني كرات ډم حمرا و كرات ډم بيضا و نكد 
تدخل على بتعقل
بص يا رائد النكد جزء من شخصياتهم دا شئ مفروغ منه بس بيبقي درجات علي حسب غلط و لا مغلطتش لو غلطان هيتنكد
 

تم نسخ الرابط