رواية انا لها شمس ( الفصل الاول 1 حتى الفصل الخامس والأربعون 45 ) كاملة وحصرية بقلم روز امين
المحتويات
بعد ما كنت فقدت الأمل
هرولت فريال لټحتضنها وهي تقول بصوت لم تسعه الفرحة..
مبروك يا إيثار .. وأخيرا فؤاد هيبقى أب
بادلتها العناق بقلب يتراقص لسعادة الجميع التي تفاجأت بها .. فمهما تخيلت ردة فعل الجميع لا يمكن أن يصل خيالها لما تراه الأن من حالة رائعة من المشاعر المختلفة .. احتوى فؤاد وجنتي والدته وبات يجفف لها دموعها وهو ينطق بصوت متحشرج تأثرا بالحالة..
وتابع بدمعة فلتت من عينيه رغما عنه وهو يعتذر بعينيه قبل لسانه..
أنا أسف يا ماما .. عارف إني تعبتك كتير معايا .. بس والله كان ڠصب عني
وبعينين متألمتين لحال والدته نطق بصوت مرتجف..
سامحيني
لم تتحمل كلمات نجلها الحبيب لتدخل بنوبة بكاء يقطع نياط القلب وهي تتحدث متأثرة..
جفف دموعه وترك والدته بعدما وجد والده يقترب عليه ليجذبه ويسكنه وإلى هنا وسكت الكلام .. ظلا كليهما يعانق الأخر ويربت فوق ظهره بقوة دون أن يتفوه أحدهما بحرف .. فكانت المشاعر أبلغ من أي كلام وأي حديث يستطيع شرح ما يشعر به كلاهما
من مشاعر .. وأخيرا إبتعد عنه ليهمس أمام عينيه بتفاخر..
واسترسل بأيحاء فهم مغزاه الأخر..
أحب فيك إخلاصك وتفانيك في العمل
ابتسم ليهمس لأبيه مندمجا مع تلميحاته..
معاليك لسه مشوفتش حاجة من إنجازات إبنك .. ده أنا هبهر سعادتك
أرجوك...قالها علام برجاء ليطلق كلاهما ضحكات مشاكسة .. عانق شقيقته أيضا ليتجه إلى تلك الواقفة تراقب عينيه بترقب وتمعن شديد .. وقف أمامها يتمعن بمقلتيها دون نطق حرف وبدون سابق إنذار جذبها ليشملها بقوة كأنه يريد شق صدره ليخبأها داخله ولا يراها سواه .. مدت يداها تحاوط ظهره وتمسح عليه بلمسات رقيقة ناعمة ولينة .. أراح رأسه فوق كتفها وډفن وجهه بجانب عنقها لتشعر بجسده يهتز بقوة تعجبت لها .. انتفض داخلها وهي تستمع لصوت أنين خاڤت يصدر منه لتتيقن أنه يبكي .. يا الله فحبيبها لأول مرة يبكي واختار هي بالذات ليبكي داخلها ويخرج مكنون صدره .. مسحت بكفها فوق ظهره بلين وباتت تحركه صعودا وهبوطا وهي تهمس له بصوت يقطر منه حنانا جعل جسده بالكامل يتخدر..
زادت شهقاته مع إهتزاز جسده مما جعل والديه وشقيقته يهرولون عليه للوقوف معه وهو يستقبل أهم خبر وأكثر اللحظات تأثرا بحياته .. حاوطته عصمت هو وزوجته بذراعيها وتعالت شهقاتها هي الأخرى تأثرا وشاركتهم فريال لتتعالى أصوات دموع الجميع في صورة يبكي لها الحجر
إهدى يا فؤاد وحاول تتماسك علشان الشغالين
توقف عن البكاء وحاول جاهدا التحكم بحالة الشتت التي اصابته فور تلقيه الخبر .. أخذ نفسا مطولا قبل أن يبتعد قليلا وبسرعة قام بتجفيف دموعه وهو يشيح بوجهه بعيدا عنها ثم تطلع على عينيها وحاوط وجهها بكفيه لينطق بصوت متحشرج بفضل البكاء..
عمري كله أشكرك على هديتك ليا مش هيكفي
واسترسل بشفاه مرتجفة..
شعور واحد بس من اللي حسيته النهاردة أنا وأهلي محتاج عمر بحاله لتسديد الدين
ابتسمت وشعرت بروحها تتراقص فرحا لا لشعورها بأنها صاحبة جميل عليه حاشى لله .. بل لشعور السعادة التي منحته للجميع وبالاخص فارسها الهمام .. نطقت بصوت متأثر..
الدين أنا اللي هعيش عمري كله أسدده ل ربنا سبحانه وتعالى وانا بسجد له في كل ركعة بصليها وأشكره على هديته ليا
تناست جميع من حولها وحاوطت وجنتيه بأناملها الرقيقة لتهمس بروائع الكلمات التي نزلت على قلبه كقطرات من ندى الصباح فأنعشته ليزدهر..
إنت أقيم وأعظم هدايا حياتي يا فؤاد
تهللت أساريره وشعر بانتعاشة روحه ليفيق على كلمات شقيقته المشاكسة التي وجهتها لوالديها..
طب يا جماعة أنا شايفة إننا ننسحب لأن شكلنا بقى وحش قوي
تعالت ضحكاتهم لينتفض جسده وكأنه استفاق من وقوع الخبر عليه ليهتف وهو يتفحصها بعناية وتلهف..
تعالي يا حبيبي إرتاحي
سحبها إلى الأريكة وأجلسها عليها ليهرول بجذب الوسادة الصغيرة ويضعها بمقدمة الأريكة لتريح ظهرها عليها ليرفع هو ساقيها ويمددها بطول الأريكة تحت خجلها من علام الذي شعر بهذا وحول بصره ليجلس بعيدا يشكر ربه في سريرته .. سألتها عصمت بنبرة حنون واهتمام..
مرتاحة كده.
هزت رأسها بذهول وسعادة هائلة شملت روحها جراء الإهتمام المبالغ التي تتلقاه على أيادي أفراد عائلة زوجها الحنون .. فشتان بين هذه العائلة الراقية
وبين عائلة نصر البنهاوي .. تحدثت عصمت وهي تتأهب للتحرك للداخل..
هخليهم يجهزوا لنا الغدا حالا
واسترسلت تسألها بحب ظهر بين بعينيها..
نفسك رايحة لحاجة يا حبيبتي اخليهم يجهزوها لك..
أجابتها باقتضاب..
لا يا ماما .. أي حاجة موجودة هاكلها
لتسألها الاخرى باهتمام بالغ..
طب لو حسيتي نفسك في أكله معينة أو فاكهة بلغيني على طول وأنا بنفسي هعملها لك بإيديا
رفع فؤاد أحد حاجبيه لينطق مشاكسا والدته..
يا سيدي على الدلع اللي عمرنا ما شفنا حتى ربعه
لكزته في ذراعه بخفة لتقول قبل أن تنصرف..
كان حد فيكم جاب لي حفيد قبل كده علشان ادلعه زيها..
هتفت فريال معترضة بملاطفة..
قصدك إيه يا ست ماما .. يعني أنا مجبتلكيش أحفاد قبل كده.
لتتابع وهي تنظر إلى فؤاد باعتراض مصطنع..
ولا علشان ده حفيدك من إبنك المدلل والقريب لقلبك
بالظبط كده...قالتها نكاية في صغيرتها ثم انصرفت إلى المطبخ لتهتف الأخرى تشتكي لوالدها تحت ضحكات الجميع..
سامع كلام الدكتورة يا سيادة المستشار
رفع كفاه لينطق بمداعبة..
خرجيني من مشاكلك إنت والدكتورة .. مفيش راجل عاقل يدخل نفسه بين إتنين ستات
مطت باعتراض وتذمر مصطنع .. ثم تحركت وجلبت غطاءا لتناوله لشقيقها الذي غمر جسد حبيبته ثم جلس على ركبتيه أرضا ليسألها بلهفة ظهرت برجفة صوته الحنون..
إنت كويسة .. فيه حاجة بټوجعك.
هزت رأسها يمينا ويسارا قبل أن تنطق بمشاكسة في محاولة منها لإخراجه من دوامة تلك المشاعر المختلطة التي سيطرت عليه..
أنا كويسة يا حبيبي .. بس عاوزة أنام
لبرهة ضيق عينيه قبل أن يفتحهما مشدوها بعدما فهم المغزي لينطق بأسف لائما حاله..
أنا أسف يا حبيبي .. إزاي مخدتش بالي من حاجة زي كده..
تبسمت لتلمس وجنته بنعومة وهي تقول للتخفيف عنه..
أنا نفسي مكنتش فاهمة إن النوم الكتير ده وراه تشريف ولي العهد .. قولت أكيد من اللي حصلي في الفترة الاخيرة والسفر وتغيير الجو والاكل
إبتسامة سعيدة لاحت فوق ثغره لينظر لبطنها مكوث صغيره بكم من الحنان لا يوصف .. أمسكت كفه تحثه على النهوض من جلوسه على الأرض وهي تقول بنبرة تشبه حنان الام..
قوم يا حبيبي علشان رجليك متوجعكش
همس بنبرة رجلا عاشقا حتى النخاع..
فداك تعبي وكل عمري يا عمرى .. ثم أنا مرتاح طول ما أنا جنبك .. تعبي الحقيقي في بعدك عن يا إيثار
واسترسل بعشق جارف..
إوعي تبعديني عن مهما حصل
تبسمت له وكادت أن تجيبه لكنها توقفت حين استمعت لصياح صغيرها الذي نطق باسمها وهو يهبط مهرولا من فوق الدرج تجاوره عزة التي تحاول اللحاق به بعدما أفلت كفه منها .. حيث حضر من المدرسة منذ قليل لتأخذه للأعلى وقامت بتحميمه وتغيير ثيابه بأخرى بيتية نظيفة..
مامي
شعرت بروحها ترفرف فرحا لرؤية من تبتهج النفس ويرق القلب له لينطق فؤاد وهو يشير له بحرص وقلب يرتجف ړعبا لأجله..
إنزل براحتك لتقع يا حبيبي
واسترسل منبها..
إمسكيه كويس يا عزة
هتفت تلك التي تهرول باتجاه الصغير حتى تمسكت بكفه الرقيق..
تعالى هنا يا مغلبني .. كده تفلت من إيدي
كان يجذبها للأسفل وهو يقول..
سبيني يا عزة .. إنت تخينة وبتنزلي في وقت كتير وأنا عاوز أروح لمامي
ضحك الجميع على ذاك المشاكس الصغير لينطق علام لائما له..
ينفع نقول لواحدة ست إنت تخينة يا چو..
اجابه وهو يهبط عبر الدرج..
لا يا جدو مش ينفع
سأله بشكل تربوي..
لما بنغلط في حد بنقول له إيه يا
چو.
نظر الصغير إلى عزة ليقول بابتسامة عذبة وعينين بريئة تدخل على النفس تبهجها..
سوري يا عزة
ولا يهمك يا نين عين عزة...قالتها لتنظر بهلع على تلك المتمددة على الاريكة ويوضع خلف ظهرها وسادة لتهتف مستفسرة بصوت قلق وهي تهرول باتجاهها..
مالك يا إيثار.
هرول الصغير ليرتمي غاليته بعدما وقف فؤاد ليفسح له الطريق لتهتف عزة بحدة وشراسة ظهرت بعينيها..
إوعي يكون اللي مايتسمى عمل لك حاجة تاني..
عزة...قالها فؤاد بنظرات تحذيرية وهو يعلمها بوجود الصغير .. ليتابع بابتسامة أظهرت طيران روحه وهيامها..
مبروك .. هتبقي تيتا
اتسعت عينيها بذهول ممتزجا بالسعادة قبل أن تهلل فرحا..
حامل
واقتربت ټحتضنها بحفاوة..
إنت حامل بجد يا إيثار.
ابتسمت لتهز رأسها تطمأنها .. حولت بصرها تتطلع على ذاك الواقف يضع كفيه بجيبي بنطاله لتنطق وهي تغمز له..
عيني عليك باردة يا سيادة المستشار .. الله أكبر
ابتسم بزهو ليداعبها بكلماته المشاكسة..
إحنا فينا من القر ولا إيه يا عزة.
ضيقت عينيها لتقول بنبرة صادقة..
العين متحسدش حبايبها يا باشا .. وإنت جوز الحبيبة الغالية
حبيبتي يا عزة .. ربنا يخليك ليا...قالتها تلك المتسطحة بنبرة حنون
اما فؤاد فأجابها وهو يرفع رأسه بزهو مصطنع أراد به مشاكستها التي بات يتقبلها مؤخرا بل ويعتاد عليها من تلك الطيبة..
حتى لو هتحسدي .. أنا الحسد مبيقصرش فيا
همست بصوت لا يسمعه سواها..
شوفي يختي الراجل وهو واقف منفوخ هيفرقع من الغرور زي الديك الرومي
انتشلها صوت علام الذي تحدث بنبرة توحي لشدة سعادته..
بمناسبة الخبر السعيد ده أنا محضر لك مفاجأة يا عزة
هتفت تسأله بسعادة..
خير يا سعادة الباشا.
أجابها بهدوء..
إن شاء الله هطلعك تحجي السنة دي .. بس متنسيش تدعي لنا وإنت واقفة على جبل عرفات
ترقرقت الدموع بعينيها لتنطق بعدم تصديق..
بتتكلم بجد يا باشا
عزة...قالها فؤاد لتنتبه لحديثها مع والده الذي نطق بكل تواضع مقدرا فرحة تلك المرأة البسيطة..
طبعا بتكلم جد يا عزة .. هو موضوع زي ده ينفع فيه هزار..
هتفت بسعادة وصوت حماسي اظهر تحمسها واشتياقها لقضاء تلك الفريضة
العظيمة التي طالما تمنتها وطلبتها من الله عز وجل..
متأخذنيش يا باشا .. من فرحتي معرفتش نفسي بقول إيه
إعتدلت إيثار لتمسك بكف تلك الحنون لينطق علام بطريقة راقية..
ولا يهمك يا عزة .. وألف مبروك
هتفت بفرحة..
يبارك لنا في عمر جنابك
ابتسم لها فؤاد لينطق بابتسامة سعيدة لأجلها..
مبروك يا عزة .. يا بخت اللي يرضى عنه علام باشا
ردت عليه بمشاكسة..
عقبال ما ترضى عني إنت كمان يا سيادة المستشار وتغير معاملة مرات الأب اللي بتعاملها لي دي
كل ده ومش راضي عنك يا مفترية...قالها مستغربا لتضحك وهي تجيبه..
بحب أناغشك يا باشا .. ده أنت جوز الغالية
ابتسم برضا لتنطق إيثار بسعادة لأجلها..
مبروك ياعزة
نطقت بسعادة وصوت حماسي..
الله يبارك فيك يا نور عيني ..
متابعة القراءة