حاجة فكرت فيها إني مش حتجوز طول عمري.... أطلقت ضحكة قصيرة مستهزئة مضيفة مش قلتلك عبيطة... مسح محمد وجهه بحيرة غير مصدق لما يسمعه...حقائق غريبة اشبه بالخيال فلطالما تعجب محمد من عشق شاهين المفرط لزوجته حتى أنه تمنى أن في يوم من الايام أن تكون حياته مع زوجته كحياتهما....و هاهي نور الان تصدمه بحقائق مغايرة للواقع.... إلتفت نحو نور التي لم تتوقف عن البكاء ليشعر بالشفقة نحوها...بالرغم من انها لأول مرة تتحدث معه هكذا دون قيود او أقنعة... لأول مرة يعلم ماتفكر به لا و أيضا تشاركه مشاعرها... يبدو أنه يوم المعجزات بالنسبة لمحمد..... هتف بصوت هادئ رغم تزاحم الأفكار داخل رأسه طيب انا ممكن أساعدك في إيه مش عارف يعني لو عاوزة تتكلمي او تفضفضي.. انا موجود.... نظرت نحوه بعينين دامعتين تعكسان مدى ضعفها قائلة برجاء مش عاوزاك تسيبني.... أرجوك.... إتسعت عيناه بدهشة و هو يرمقها بنظرات غير مفهومة قبل أن يهتف تقصدي إيه نور و هي تعض شفتيها بتوتر و دقات قلبها بدأت تتسارع بسبب خۏفها من ردة فعله خلينا مع بعض.. بلاش طلاق عشان خاطري.... و أنا مستعدة أعمل أي حاجة إنت عاوزها . يحق له ان يرفض فبعد كل مالاقاه منها جفاءها و صدها له كلما حاول أن يتقدم بعلاقتهما....لم تهتم به يوما او تشاركه اي تفصيل من حياتها كباقي الأحباء... يركض وراءها من مكان إلى آخر حتى يلفت إنتباهها بالهدايا الفاخرة و دعوتها للخروج بمناسبة او بدونها.... فماذا قدمت له هو... قلبها يكاد يخرج من مكانه و هي تنتظر جوابه...رغم توعدها بداخلها انها لن تتركه مهما كان جوابه.... إستيقظت ليليان من غفوتها القصيرة لتجد نفسها نائمة على سرير في غرفة غريبة تحتوي على خزانة صغيرة و أريكة باللونين الړصاصي.. إتسعت عيناها بدهشة و كانت ستصرخ لو لا ذكريات الصباح التي تدفقت داخل رأسها في هيأة مشاهد متفرقة... تمتمت بانزعاج و هي ترمي رأسها على الوسادة إيه اللي أنا عملته داه لفت جسدها بالغطاء ثم بدأت بالبحث عن ملابسها التي للأسف لم تجدها...عادت لتجلس مرة أخرى على الفراش مقابل الباب و هي ټضرب رأسها بكفها قائلة بحنق عجبك كده اهو بقيت محپوسة بالمنظر داه.. أضافت بحزن و عيناها تلتمعان بالدموع لشعورها المرير بالذل و الإهانة بعد ما وصل للي
هو عايزه سابني مرمية هنا زي....أي وحدة من بنات الشارع.... أجهشت بالبكاء و هي تعض أناملها حتى تمنع خروج شهقاتها.. تزامنا مع دخول أيهم للغرفة وفي يده عدة أكياس... رمى الاكياس جانبا ثم إنحنى على ركبتيه أمام ليليان ليدير رأسها نحوه و يحيط وجهها بيديه الفصل السابع الجزء الثانى في إحدى النوادي الراقية تجلس زوجة خيرت الشناوى والد عمر... فريدة هانم مع إحدى صديقاتها اللواتي يشتركن في نفس الصفات....التكبر و التعالي عن بقية الناس و لايهتممن سوى بمكانتهن في المجتمع..... فريدة بملل و هي تتفحص ساعتها الفاخرة ذات الماركة العالميةيوه يا شيري الساعة بقت عشرة الصبح و فيفي و نبيلة لسه مجوش لحد دلوقتي بصراحة انا زهقت أوي من القعدة هنا. أجابتها الأخرى بنبرة متعالية نبيلة أكيد زمانها في الطريق ما إنت عارفاها دايما بتيجي متأخرة...و فيفي زمانها وصلت إسكندريةعند إبنها....الدكتور عادل..... أرجعت فريدة خصلات شعرها الأصفر وراء أذنها
بحركة عفوية تزامنا مع قولها و ليه تروحله.... ماهو دايما هو اللي بيجي هنا هو و مراته. تصنعت شيري إبتسامة متملقة قبل أن تهتف راحت عشان تشوف حفيدها.... اصل مرات عادل إمبارح ولدت و جابت ولد..... إنحنت لتأخذ كوب عصيرها لتترشفه و هي تكمل بنبرة متكبرة و كأن من ولد هو حفيدها عقبال مانشوف أحفادك إنت كمان يا فريدة.... زمت فريدة شفتيها بضيق وهي تشيح بوجهها للجهة الأخرى مدعية عدم الاهتمام أنا عندي جاسر و لجين و إلا ناسياهم يا شيري..... شيري بابتسامة خبيثة أقصد أحفادك ولاد عمر...أصلي مستغربة يعني عنده ثلاث سنين متجوز و لحد دلوقتي مخلفش.... شهقت في آخر كلامها مدعية الأسف لتكمل بنبرة كاذبة اااوه سوري يا فريدة متأخذينيش يا حبيبتي انا مش قصدي بس... قاطعتها الأخرى إشارة من يدها قائلة مفيش داعي للأسف انا فاهمة قصدك كويس بس إنت أكيد عارفة إن مراته هي اللي مبتخلفش... و هو عشان إبن أصول لسه صابر عليها و مش عاوز ربنا يعوض صبره خير و يرزقه بالذرية الصالحة قريب. قلبت الأخرى عينيها من لهجتها الجافة التي تتميز بها فريدة لتجيبها آمين... عمر شاب كويس و يستاهل كل خير.... أهي نبيلة جات الحمد لله.... أشارت لصديقتها من بعيد تحييها و هي تحمد ربها أنها نجت من لسان فريدة السليط رغم أنها هي من بدأ باستفزازها..... أما فريدة فقد إرغمت نفسها على الابتسام و تصنع الفرحة برؤية صديقتها الأخرى و تجاوز ما حدث لكن في داخلها تشعر أن ڼارا عارمة تشتعل داخلها لتمضي بقية الجلسة و هي تتقلب على الجمر.... لتقود سيارتها بعد إن إنتهت جلستها الصباحية المعتادة مع صديقاتها تجاذبن خلالها مختلف أطراف الحديث حول عدة مواضيع... تافهة.. وصلت إلى المبنى الرئيسي لشركات الألفي لتدلف بكل غرور و تكبر دون أن تلقي التحية على أحد.... إستقلت المصعد الخاص بالمدراء ليصعد بها نحو الطابق الاخير الذي يوجد به مكتب إبنها عمر... دلفت بخطواتها الواثقة و هيأتها الأنيقة التي لا تعكس عمرها الحقيقي بل من يراها يقول أنها سيدة في مقتبل العمر بشعرها الأصفر و وجها الذي تملأه مساحيق التجميل..... ملابسها الباهضة و حذائها ذو الكعب العالي الذي زادها طولا. طرقت الباب بطريقة مهذبة قبل أن تدلف للداخل لتجد عمر كعادته منكبا على حاسوبه المحمول و أمامه عدة ملفات أخرى... رفع رأسه لتتهلل اساريره عندما وجد والدته أمامه فبالرغم من إختلافه معها بشأن زواجه إلا أنه مازال يحبها و يفرح كثيرا لرؤيتها....إلتف من وراء مكتبه متجها نحوها بيدين مفتوحتين لمعانقتها لكن فريدة هانم تجاهلته و هي تجلس على الاريكة تاركة عمر ينظر نحوها پصدمة.... تنهد بصوت مسموع قبل أن ينمحي الابتسامة من علي شفتيه ليقول و هو يتجه نحو الكرسي المفرد ليجلس عليه و أهلا يا أمي....منوراني بزيارتك السعيدة دي. زمت فريدة شفتيها بضيق و هي تنظر نحوه باستهزاء قائلة عشان كده بقالك أسبوع لا بتيجي و لا بتقول عندي عيلة أسأل عليها... الظاهر إن الهانم تأثيرها جامد اوي عليك....لدرجة إنها مخلياك مش فاكر أهلك. تنحنح عمر و هو يدعك رقبته المتشنجة بسبب جلوسه وراء المكتب منذ الصباح الباكر متزعليش مني اصلي كنت مشغول جدا الايام إلى فاتت عشان عندنا شغل كثير... يادوب أروح أنام على طول... بس إن شاء الله حبقى آجي أتغدى عندكم يوم الجمعة . اصدرت فريدة صوتا من بين شفتيها يدل على عدم رضاها قبل أن تهتف بسخرية لا كثر خيرك يا حبيبي و يا ترى حتيجي وحدك و إلا حتجيب ست الحسن و الجمال معاك...أمال هي فين أنا لما دخلت ملقيتهاش في مكتبها يعني . أجابها عمر بحذر و قد علم أن وراء مجيئها حكاية ما تلاقيها عند كاميليا مرات شاهين أصلها لسه جديدة في الشغل و أحيانا
هبة بتروح عشان تفهمها الحاجات اللي مش عارفاها... لو عايزاها حبقى أكلمهالك تيجي . فريدة بتكبر و أنا حعوز منها إيه يعني و هي حتة عيل مش قادرة تجيبه... الدكتور عادل إبن صاحبتي فايزة الشريف متجوز بقاله سنة و إمبارح مراته جابت ولد مشاء الله زي القمر انا صورتي بقت وحشة اوي قدامهم و هما بيسألوني إمتى حنفرح بأولاد عمر.... قاطعها بصرامة بعد أن فهم ما تنوي إليه هذا ليس غريبا على والدته فهي في كل مناسبة لا تتوانى عن قول ما تريده دون الاهتمام بالآخرين ما يهمها فقط هو مكانتها الاجتماعة أمام صديقاتها... بصي يا ماما أنا بجد تعبت و زهقت و انا بعيد نفس الكلام في كل مرة... انا بحب مراتي و ميهمنيش كلام الناس اللي حضرتك عاملاله حساب و هما مين اصلا عشان يفرحولنا انا أخلف او مخلفش هما مالهم دول ناس منافقين و آخر همي رأيهم
و بتأسف جدا لما الاقي شخص راقي و مثقف زيك مخه مليان بحاجات تافهة و ملهاش قيمة زي دي.... لو عاوزة تتكلمي في اي حاجة ثانية فأهلا و سهلا و لو مش عاوزة أرجوكي بلاش تزيدي عليا و إرحميني...انا تعبان من الشغل و مش ناقص.... وقف من مكانه محاولا إنهاء الحديث بأسلوب لين لكن فريدة كان لها رأي آخر فڠضبها تضاعف بسبب فشلها مرة أخرى في جعله يطيع كلامها لتهب من مكانها تصړخ پغضب إنت لحد إمتى حتفضل كده كل أما آجي أكلمك تقلي بحب مراتي.... داه إيه التخلف اللي إنت فيه داه... مراتك مين ها... مش كفاية إنك جايبها من الشارع مش عارفينلها اصل و لا فصل و تجوزتها ڠصب عننا كلنا.... خلتك تخسر عيلتك عشانها و في الاخر مقدرتش حتى تفرحك بحتة عيل يشيل إسمك.... مسح عمر وجهه بارهاق وهو ينظر نحوها بخيبة أمل رغم تعوده على أسلوبها الجاف في الحوار قائلا بعد أن رسم ملامح اللامبالاة على وجهه أنا حافظ الاسطوانة المشروخة دي اصلي لاسف من اول شهرين جواز و انا كل أسبوع بسمعها مرة و أحيانا مرتين ثلاثة...و لو على العيلة فكلهم قابلين هبة و بيحبوها بابا و إخواتي مكانش عندهم اي إعتراض عليها إنت بس اللي مش متقبلاها عشان عقلية الطبقات و الباشوات اللي لسه معششة في دماغك...من الاخر إنت عاوزة إيه ياست ماما . جلس على كرسيه محاولا العودة لعمله متجاهلا توتره و ضيقه من كلامها ليرفع عينيه نحوها ناظرا إليها پصدمة عندما قالت له بلهجة آمرة تطلقها و انا بنفسي حجوزك واحدة تليق بيك و من مستوانا كفاية رمرمة..... صړخ عمر بصوت عال بعد أن ضاق ذرعا من تصرفاتها و چنونها ماما... لو سمحتي داه مكان شغل مينفعش نتكلم في حاجات خاصة هنا.. في ناس كثير هنا و ميصحش حد يعرف أسرارنا.... حملت فريدة حقيبتها متجهة نحو الباب قائلة و هو في حد ليه معرفش بحكايتك فتحت الباب لتجد هبة تجلس وراء مكتبها رأتها لتقف و تلقي عليها التحية بأدب لكن فريدة نظرت إليها باشمئزاز من فوق إلى أسفل قبل أن تشير باصبعها نحوها