رواية انا لها شمس (الفصل الاول الي الفصل الرابع والأربعون 44) بقلم روز امين كاملة

موقع أيام نيوز

 


شفقة منه وبونت جدعنة زي ما بلغتيني
تطلعت عليها ثم أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول بهدوء حذر بعدما قررت الإكتفاء بهذا الحد كي لا تثير ڠضب تلك الهادئة 
على العموم أنا متشكرة إنك احتفظتي بالكلام ده بينا وأتمنى فؤاد ميعرفش عنه حاجة
أجابتها بملامح وجه جادة ونبرة صارمة 
إطمنيلو عاوزة أقول له كنت قولت له لما جالي أوضتي يومها وسألني عن التغيير اللي حصل في معاملتي ليه ساعتها اتنرفذ عليا وسألني لو عاوزة أتكلم كنت إتكلمت وقتها وبرأت نفسي من تصرفي اللي ضايقه وأزعجه بشكل لا تتخيليه

للحظة خجلت من حالها وتخيلت حزن شقيقها التي تسببت هي بهقاطع لحظة صمتهما إقدام فؤاد بإتجاههما ليسأل حبيبته بنبرة أب لإبنته وليس زوجا 
خلصتي مكالمتك يا بابا 
أه يا حبيبي خلصتها...قالتها وهو يسحبها ليغمرها لتطمئن قليلا وبرغم هذا نطقت بنبرة خرجت مرتبكة رغما عنها 
سلامة عمرك يا فؤاد
إبتسم لها ثم إلتفت والأهم إنها تثبت إنها جديرة بإسم فؤاد علام
رفعت الاخرى قامتها لتقول بنظرات قوية بها تحدي 
أهم من إني أكون جديرة بإسم فؤاد علام هو إني اكون جديرة واستحق حبه وحنانه اللي قدمهم لي في وقت كنت في أمس الحاجة ليهم
لتتابع بكلمات تقطر صدقا وهي تتعمق بعيناي حبيبها 
شكرا يا
حبيبيشكرا على حبك وحنانك وإهتمامك بمشاعري ومشاعر إبني شكرا على على كل حاجة حلوة حصلت لي وكنت سبب رئيسي فيها
بحبك...نطقها بوله لتبتسم وهي تشير بعينيها باتجاه فريال كي ينتبه فضحك لتتحدث وهي تنسحب تاركة المجال لهما ولكي تهتم أيضا بصغيرها 
أنا هروح أخد چو ونطلع علشان ياخد شاور
لتتابع وهي تنظر للصغير الواقف بجوار علام يساعده بالإهتمام بري الزهور وسعادة الدنيا فوق ملامحه 
شكله تعب سيادة المستشار معاه
بالعكس بابا بيحبه جدا واتعلق بيه...قطبت جبينها لتتطلع بتعجب على تلك التي نطقت الكلمات بعفوية ودون إدراك منها لتحمحم بإحراج كي تكمل مجبرة على الإعتراف بالحق 
الولد مهذب ولذيذإسمحي لي أهنيك على إسلوب تربيتك ليه
ميرسي...قالتها وهي تميل برأسها وتضع كفها فوق صدرها بطريقة مسرحية لتتابع 
دي شهادة غالية ومميزة من فريال هانم علام في حق الفقيرة إلى الله إيثار الجوهري
طالعتها بأعين متفحصة قبل أن تسألها بتشكيك 
مش عارفة ليه عندي إحساس إنك بتتريقي 
بنبرة جادة اجابتها 
أنا مبعرفش
أتريق على حد وده مش إسلوبي لما الكلام ميعجبنيش مابردش وبلتزم الصمت والمفروض إن اللي قدامي يعرف من سكاتي إن كلامه ازعجني
رفعت فريال حاجبها فقد راق لها إسلوب تلك ال إيثار لم تنكر إعجابها بشخصيتها القوية وردودها الجاهزة والقوية والمنمقة بالوقت ذاتهلماحة ذكية تمتلك من الحنكة ما يجبر الاخرون على إحترامها
كانت نظراته تتابع كلتاهما بتمعن واهتمامتنهد ثم تحدث قاصدا حبيبته
إطلعي يا روحي شوفي هتعملي إيه ل يوسف وسبيه مع عزة تنيمهوأنا ساعة بالكتير وهطلع لك 
ثم مال بجانب أذنها ليهمس بوقاحة 
متنشيش الخلخال 
وقح...همست بها ليطلق قهقهاته العالية تحت استغراب فريال للتحول الجذري الذي حدث لشقيقها الكبير العاقلسيادة المستشارخرجت من بين لتنظر لها وبابتسامة هادئة تحدثت 
بعد إذنك يا فريال
اومأت بهزة من رأسها لتنسحب تحت نظرات ذاك المغرومتنهد لينظر من جديد إلى شقيقته ليسألها بمشاكسة 
مش عارف ليه حاسس إن فيه حاجة بينك وبين إيثار أنا ما اعرفهاش
تلبكت لتسأله بعيني زائغة ترجع لبرائتها وعدم خبثها 
حاجة حاجة زي إيه يا فؤاد! 
ما أنا لو أعرف مكنتش سألتك...قالها بحيرة مفتعلة ليتابع بنبرة جادة وقد استشف بدهائه بعدما ربط الاحداث ببعضها أن شقيقته هي من قالت ذاك الحديث الذي سألته عنه إيثار ليلة أمس وما إذا كان أبلغ والده عن مشاكلها مع عائلتها أو عن إنتوائه لتركها بعد أن تحصل على حضانة الصغير 
مش عجباني العلاقة بينكم حاسس إنكم واقفين لبعض على الواحدة
ليتابع وهو يهز رأسه باستنكار 
مرتاحتش لنظراتكم لبعض ولا لكلامكم 
تحمحمت تنفي شعوره لتقول 
شعورك مش في محله المرة دي يا فؤاد
ابتسم ليجيبها بنبرة حنون 
أتمنى
تعمقت بعينيه لتفاجأه بسؤالها 
إنت بتحبها بجد! حيوية وعنده تطلعات وأحلام
كانت تنظر إليه بعينين حنونلقد تأكدت من عشق شقيقها الحبيب لتلك القوية الأبية لا تنكر أنها أعجبت بصفاتها
لكنها وإلى الأن لم تضع ثقتها الكاملة بها وستظل تلاحقها إلى أن يثبت العكس فاقت على صوت شقيقها الذي نطق يطالبها بعيناه 
علشان كده ياريت متحاوليش تضايقيها ولا تزعليها لأن ساعتها هتكوني بتزعليني أنا مش هي
نطق كلماته بدهاء ليصل معناها لشقيقته وها هي الأن تبصم بأصابعها العشرة أنه كشف امرها بفطانتهتعلم علم اليقين أن شقيقها ليس بالرجل الغبي وسيربط التفاصيل ببعضها ليصل بالنهاية أنها من أخبرت تلك المرأة التي جلبها إلى القصر لينصبها على عرش قلبه
تعمق بعينيها يتنظر جوابها فأومأت له بابتسامة خاڤتة وقد إعتراها الخجل من إكتشاف فعلتها الغبية
ولجت إلى جناحها الخاص بهما لتشهق حين رأت التجهيزات التي أشرفت عليها عصمت بذاتهالم تكن مرتها الاولى التي تلج بها إليه لكنه أصبح مختلفا تماما بعد أن وضعت بعض اللمسات السحرية التي حولتهكانت الغرفة مزينة بألوان هادئة ودافئة تعكس الهدوء والراحة لساكنيهاأثاثها بسيطا وأنيقا بالوقت ذاتهاما المفروشات فكانت من الألوان الزاهية لإضفاء جوا من الدفء والحيوية تتوزع مصابيح الإضاءة بشكل متناغم مما يخلق أجواءا مختلفة حسب الحاجةفمنها الإضائة العالية ومنها الخاڤتةسعدت بشدة لتبتسم تلقائيا وهي تتطلع لأوراق الزهور المنثورة على الارضية بشكل متناسق وبسيط بلونيها المميزان الأبيض والأحمررفعت بصرها لترى طاولة مستديرة بالمنتصف مليئة بأصناف متنوعة من ثمار الفاكهة المحببة لدى كلاهمابالإضافة إلى كأسان فارغان لإستعمالهما في المشروب البارد المتواجد بتلك القنينةعلى الجانب يوضع وعاءا من الكريستال المبهر مملؤا بالشيكولاتة المحببة لديهايبدوا أن حبيبها هو من جلبها خصيصا لنيل رضائهاأخذت نفسا عميقا لتستعد ل ليلتها المميزة حيث يتطلع فارسها إلى الكثير والكثير من الدلال والغنچ كتعويضا له عن عنادها وصرامتها في التعامل معه منذ زواجهما ولچت لداخل الحمام لتختفي بداخله وتنعم بالإستجمام داخل حوض الإستحمام ودلال حالها بإضافة بعضا من الزيوت العطرية إلى الماء وأيضا أوراق الورود المخصصة لهذا الغرض خرجت بعد قليل لتجفف شعرها بجهاز مجفف الشعر الكهربائيإرتدت ثوبها الخاص الذي أختاره لها فؤادها لتتحرك وتقف أمام مرآة الزينة لتصعق من شدة جمال الثوب عليها فقد أختير بعناية فائقة من قبل ذاك المغروموضعت بعض مساحيق الزينة البسيطة للغاية لتظهر جمال عينيها وشفتاها المكتنزة حيث لونتها بأحمر
مطت لتمثل الحزن بأعينها وتسأله بغنج ودلال 
قصدك إني مكنتش حلوة إمبارح ومش عجبتك!
غمرها بنظرات يملؤها حنان الدنيا قبل أن ينطق بۏلع
إنت سحرتيني إمبارح مش بس عجبتيني
واسترسل موضحا الفرق بإبانة 
بس اللي حصل بينا إمبارح كان من روح عاشقة عطشانة ومتشوقة لقرب روح الحبيبالنهاردة الوضع يختلف إحنا النهاردة بنكتشف بعض لأول مرةإمبارح تقاربنا كان من حبيب لحبيبه بس النهاردة إشتياق راجل للست اللي هوسته من أول مرة شافها فيه وأتمنى يعيش معاها اللحظة دي
ليسترسل متسائلا بغمزة من عينيه
فهمتي الفرق 
إبتسمت لتجيبه بدلال 
بحاول 
أنا هفهمك بس بطريقة عمليه... قالها بغمزة وقحة لتبتسم بسعادةتحرك مجبرا إلى الخزانة ليخرج العلبة ويخرج منها ذاك الخلخال الألماسي الذي دفع فيه مبلغا طائلا من المال لينتهي به الأمر بأسفل ساق تلك الرائعةمال بطوله ليركع تحت قدماها وبدأ بتلبيسها إياه بساقها اليمنى تحت ذهولها من المنظرلو كان أحدهما أبلغها قبل مدة أن فؤاد علام ذاك المتكبر المغرور سيركع تحت
دي الدكتورة عصمت متوصية بيك قويشكلها حبيتك وجدا كمان
ناولها الكأس لتمسكه بين أصابعها وهي تقول بمشاكسة
وأخبار إبن الدكتورة عصمت في حبي إيه! 
أجابها بصوت مسحور 
إبن الدكتورة عصمت عشق وداب وسلم الراية البيضا من أول نظرة 
إبتسمت فرحا لترفع خصلة من شعرها تمردت لتضعها خلف أذنهاإرتشف من كأسه ثم تبادلا الشراب كل من كأس الأخرأنزل كأسه ليمسك بواحدة من الشيكولاتة ويزيل عنها ورقتها نظر لعيناها وقضم نصفها لتذوب بفمهتحت سعادتهما التي لا توصفابتعد ليغمز لها يذكرها 
فاكرة الشيكولاتة اللي جبتها لك في اليوم إياه
ابتسمت خجلا ليتابع هو بمداعبة 
أنا شاكك إنك طمعتي في العلبة لوحدك وقصدتي تنكدي عليا علشان تنفردي بيها
أطلقت ضحكة عالية ليزبهل ذاك العاشق من جمال ضحكتها الحماسيةكرر ما فعله معها وذابا معا لأبعد حد ليبتعد بعد قليل تحت حاجتهما للتنفستحرك صوب جهاز الموسيقى لتنطلق بعد قليل موسيقى ذكرتها بماضيها الجميل قبل أن تفرمها طاحونة الزمان
تسللت إلى مسامعها تلك الموسيقى الحالمة لتغمرها بشعور رائع وكأنها موسيقى من الجنة حتى تلك الشموع المتناثرة هنا وهناك بإضائتها الخاڤتة منحت المكان جوا رائعا من الخيال كانت الموسيقى للملحن خالد الأمير الخاصة بفيلم الراقصة والسياسي فقد كانت تعشقها وتذكرها بأيام صباها حيث كانت ترى الدنيا بأعين بريئةتطلع إليها ليقول وهو يغمز بعينيه 
سمعيني بقى صوت رنة خلخالك يا حرمنا المصونعاوز أتمزج بصوت الرنة
بس كده من عيوني... قالتها لتنطلق مندمجة لأبعد حد مع الموسيقى لتتمايل هنا وهناك بطريقة جعلته يفتح فاهه مشدوها من شدة ذهوله كان يشعر بأن لديها حسا موسيقيا وتستطيع الرقص لكنه لم يتوقع تفوقها لهذا الحدجلس على الأريكة يتطلع على رقصها المبهر بأعين عاشقةينظر للخلخال وهو يهتز بساقيها ليحدث صوتا رائعالم يكن يوما من الرجال المنجذبون للرقص ولا لتلك الحركات لكن الأمر معها مختلفا تلك الجملة بات يكررها كثيرا مؤخرا وبفضلها
تأججت مشاعر الإشتياق لديه من حركاتها المٹيرة لقلبه العاشق وروحه المشتاقة وما شعر بحاله إلا وهو ينضم لها ليشاركها الرقصضحكت لتقول بصوت لاهث تأثرا برقصتها 
فين سيادة المستشار علام زين الدين والدكتورة عصمت الدويري ييجوا يشوفوا إبنهم المبجل رئيس النيابة بيعمل إيه
ضحك مقهقها ليهمس وهو يشاركها الحركات 
سيادة المستشار بيتحول لمراهق قدام عيون حبيبه
ليتابع وهو يضمها له 
جبارة إنت يا إيثارقدرتي تخرجي اللي مكنش موجود جوايا أصلا
أصلا... قالتها بدلال ليجيبها بمداعبة 
أصلا 
ظل يرقصان إلى أن انتهت الموسيقى فحملها سريعا بين ساعديه واتجه لفراشهما الوثير ليضعها عليه برفق وانضم معها لينعم الحانية وعشقها المسكر وحلاوة غرامها الفريد الذي يتذوقه للمرة الأولى على يداهاغابا لوقت ليس بالقليل داخل عالمهما الخاص الملئ بكل ما هو ساحر ومبهررفع نفسه ليستند بعدها على خلفية السريرضمھا لتستند إلى كتفهرفع يده ووضعها على كتفها لتضم نفسها إليه وتمسك يدها بيده واليد الأخرى تتخلل أصابعهما ببعض لتقول بهمس أثار جنون حبيبها 
خليني دايما جنبك يا
فؤاد 
ظلا يتحدثان لوقت طويل حتى غلبهما النعاس ليتمدد وهو يتملكها ليضع رأسها فوق صدره مكبلا إياها نطق بمداعبة بصوت متحشرج تأثرا بنعاسه 
يلا نامي يا حبيبي علشان عندنا بكرة حفلة چاكوزي بدري فكراه
ابتسمت باستمتاع حين تذكرت ذاك اليوم لتسأله بأعين مغمضة من شدة نعاسها 
هو أنت مش هتروح الشغل بكرة 
تؤ...صوتا أخرجه من بين ليتابع موضحا
أخدت بكرة كمان 
بسم الله لا قوة إلا بالله 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الثلاثون
_أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين 
وممنوع نقلها لأية
 

 

تم نسخ الرابط