رواية أنا لها شمس الفصل( الرابع والأربعون 44) بقلم روز امين

موقع أيام نيوز


وإحنا عيشنا عمرنا كله مغروسين في الطين يا حسين 
نطق حسين بكلمات خاڤتة لشدة خزيه من حاله 
زمان كنا مجبورين نكمل في الطريق ڠصب عننا وإنت عارف كده كويس  بلاش تكمل فيه بعد ما بقيت حر نفسك وسيد قرارك
إقترب طلعت من عمرو ليحاوط كتفه برعاية لينطق بجشع ملئ قلبه بعدما قرر أن يستغل الفرصة لصالحه كعادته 

سيبك منه ده عقله تعبان وشكله هيقلب درويش خلينا في المصلحة وخدني معاك في سكتك 
قطب جبينه يتعجب تلونه السريع لكنه عاد وتذكر طبيعة شقيقه ليتابع الأخر بنهم 
قولت إيه 
سأله مستفسرا باستغراب
قولت إيه فيه إيه يا طلعت! 
نطق الأخر بجشع ظهر بعينيه 
تدخلني معاك في شغلك ونمسكه مع بعض زي أيام أبوك
نطق حسين باعتراض 
بلاش يا طلعت إنت شفت بعنيك اللي حصل لفلوس أبوك وأخرتها خلينا نشتغل ونأكل عيالنا لقمة حلال يمكن ربنا يقبل توبتنا ويبارك لنا فيهم
جذب طلعت عمرو من يده وتحدث بنبرة حماسية كي لا يدع فرصة لحسين للتأثير عليه بكلماته عن التوبة وكأن الشيطان تمثل بهيأته 
سيبك من الكلام اللي مش هيأكل عيش ده إحنا واخدين على المصاريف الكتير والعيشة الحلوة إحنا وولادنا الفقر مايمشيش مع اللي زينا صدقني
لم يكن ينتظر حديث شقيقه كي يقنعه فهو يعلم ماذا يريد وقد خطط لخطواته القادمة وانتهى الأمر نظر إلى طلعت وتحدث بنبرة جادة 
حاضر يا طلعت  جهز نفسك بكرة على العصر هاخدك أعرفك على الرجالة ونبدأ شغل  أصلي موقف من ساعة اللي حصل 
هز رأسه متلهفا وتحدث بتملق 
حاضر يا اخويا وتقدر تسيب لي الرجالة وأنا هضبطهم لك واخليهم يمشوا زي الساعة حاكم أنا عارفك قلبك حنين وهما عاوزين الشدة 
هز رأسه عدة مرات وهو ينظر لتغير شقيقه الجذري معه تحت حزن قلب حسين الذي لا حيلة له ويشعر بضعفه أمام شقيقيه
بعد مرور إسبوعين 
داخل ڤيلا أيمن الأباصيري في تمام الساعة التاسعة صباحا حيث تجهيزات حفل زفاف إبنته لارا والكل يعمل على قدم وساق لإتمام جميع الترتيبات للحفل الذي سيقام عند الثالثة عصرا حيث قرر أيمن إقامته بمنزله لبعد منزل والد العريس بمحافظة منيا الصعيد وكان والد العريس قد قرر إقامته داخل أحد الفنادق الكبرى لكن أيمن طلب منه أن يقيمه بحديقة المنزل حيث مساحتها الشاسعة تستطيع جمع جميع المدعوين من طرف العائلتين ولجت تتأبط ذراع زوجها حيث طلبت منه أن تأتي مبكرا كي تحضر تجهيزات العروس وتشارك تلك العائلة الجميلة التي احتضنتها برعاية فرحتهم وقد واجهت صعوبات في إقناع ذاك الذي أصبح ېخاف عليها من كل شئ وأي شئ تتبعهما إحدى العاملات التي تعمل بمنزل علام زين الدين حيث تحمل صندوقا به الثوب التي سترتديه إيثاروالذي صمم خصيصا لها من قبل إحدى أشهر بيوت الأزياء العالمية المتواجدة بباريس عاصمة الموضة والجمال تجاورها إحدى العاملات في أحد مراكز التجميل تحمل ما ستحتاجه لتزيين تلك الجميلة  كل هذا قد أشرف عليه مالك فؤادها بنفسه كي يبث السعادة في نفس معشوقته
تحدث وهو يتحرك باتجاه أيمن وزوجته حيث خرجا سريعا لاستقبالهما بعدما أبلغهما حارس البوابة 
مش عاوز أعيد كلامي يا إيثار ما تجهديش نفسك وتخلي بالك كويس قوي من نفسك ومن ولادي متخلنيش أندم إني وافقت إنك تيجي قبلي
سأمت حديثه المكرر للمرة التي لا تعلم عددها منذ أن سمح لها بالأمس بحضور الزفاف مبكرا بعد مداولات استمرت لعدة ساعات وكأنها داخل إجتماع عمل تحاول جاهدة
 

تم نسخ الرابط