رواية سراج الثريا بقلم سعاد محمد سلامه كاملة

موقع أيام نيوز


بعيدا وتوجه ناحية
ثريا بلهفهنظرت له لوهله كآنها تستغيث به وهي تنظر الى غيث الذي كاد يسقط أرضا من قوة دفع سراج لهلكن فجأة إختفي وظل مكانه ضباب كثيف يشبه هالة الدخان... ذهل عقل ثريا وهي تنظر نحو سراج الذي يقترب منه ذاك الضباب الذي فجأة خرج منه عينين غيث الدخانيه ويدين تكاد تقترب تقبض على عنقه وهي تحاول تحذيره لكن صوتها يخرج بلا صدى... لكن تلك العينان تحدجان بها وتقتربان منها عينين مخيفه تشعان دخانا وبداخلهما ينصهر فيضان هادر بل غادر..

فتحت عينيها فجأة حين وصل الى أذنيها رنين هاتفها هلعت وإعتدلت جالسه لحظات غائبة عن الوجود تنظر حولها كآن عقلها يستكشف المكان 
حولها لم يفسر عقلها المكان للحظات شعرت كآنها بالشقة التى تزوجت غيث بها رائحة عطره تسيطر على حاسة الشم لديهاتشعر بغثيان منها جسدها كآنه إلتصق فى الآريكه التى تجلس عليها...
إيه كل الرن ده ومش سامعه صوت الموبايل...
توقفت للحظه ثم عاودت الحديث بخباثه وإيحاء مرحه 
هو سراج رچع يتغدا فى الدار وقال يتغدا فى الشجه ولا لاه إنت لساك فى فترة نقاهه.
فهمت ثريا حديث سعديه وتفوهت بحنق 
لاه سراج مش إهنه فى قنا كلياتها سمعت انه راح مع خطيبته السابقه الأقصر أكيد عشان يفسحها.
زفرت سعديه نفسها بلوم قائله 
ما عشان إنت خايبه يا بنت أختى الهبله مش عارفه تحوطي على جوزك وعاوزه بس تبهدلي نفسك في الغيط والمحكمه... أنا لو مكانك كنت إستغليت إنى عيانه وإتسهوكت على الراجل
قعدته جنبي مش أضربها طناش.
تهكمت ثريا بنزق 
إتسهوك عليه ضحكتيني يا خالتي سيبك من سراج قوليلى متصله
عليا دلوك ليه.
زفرت سعديه بإستهزاء 
خليك خايبه زي أمك كنت متصله أقولك فى ست جارتي بنتها أهل چوزها طردوها هى وچوزها من الدار ومش عارفه تعمل إيه مش هيقدر يأجر لها شقه يادوب رزقه مكفيه معيشه هو وهى وولادهمجوزها سأل إن ممكن لو إشتكي فى المحكمه ياخد منيهم الشقه تاني بس مش حمل مصاريف محكمة.
فكرت ثريا قائله 
وموسطش ناس يحاولوا مع أبوه ليه يمكن يرضي يرجعه بالتراضي.
تهكمت سعديه قائله 
تراضي إيه ده هيجوزوا أخوه فى الشقه.
تهكمت ثريا 
تنهدت سعديه قائله
بلاش تاخدي منها أتعاب يا ثريا جوزها على قد حاله كفايه مصاريف القضيه اللى هيرفعها على أبوه الجاحد.
إبتسمت ثريا قائله
هو أنا فاتحه المكتب ده سبيل لجيرانك وأصحابكمفيش مره يجيلي من وراك قضيه كده متريشه.
ضحكت سعديه قائله
الحق عليا بشغلك.
تبسمت ثريا قائله
صح كتر خيرك...بس خفي عليا شويه نفسي فى زبون ولا إتنين يدفعوا فلوس مش كله لاقف كدهسيبك من جيرانك وأصحابك الفقرا دولصاحبي ناس غنيه زي خالى ومراته كده.
تنهدت سعديه بآسف
خالك ده مش هيدخل الجنه بسبب إنه واكل حق الولايابس ربك يمهل ولا يهملعرفت إن الموكوس إبنه دخل فى مشروع تربية فراخ والفره صابته كم مره ورا بعض كسرته فى مبلغ محترم وماضي على نفسه شيكات وهيبيع من الأرض عشان يسد له ديونهيلا يا بت ربنا يغنينا بالحلال ويعفنا عن الحړام.
أغلقت الهاتف مع سعديه وضعته على طاولة المطبخ أمامها وجلست ترتشف بعض قطرات المياهعاد لها جزء من ذاك الحلموتمركز عقلها على نظرة عين غيث لهاتلك العينان الثعلبية
فتح ذاك الوسيط باب إحد الغرفه يتنهد براحه قائلا 
حمد لله عالسلامه يا أفندم.
إبتسم سراج له قائلا 
أخيرا وصلت يا سيادة المقدم وصلت متأخر.
تبسم له قائلا 
طمني على إصابة سيادتك.
نظر سراج الى عضد يده اليسرى قائلا 
إصابه خفيفه ړصاصه فى عضد إيدي الشمال والړصاصه مخترقتش العضم يعتبر چرح سطحي.
إبتسم الوسيط قائلا 
طبعا النسر الأشول يقدر يصتطاد التعابين مهما كان سمهم قوي... بس نفسي أعرف سبب لمحاولة إغتيال سيادتكرغم إن معروف إن سيادتك سيبت الخدمة فى الجيشإيه الهدف من العمليه الإرهابيه دي فى الوقت ده بالذات.
إبتسم سراج وهو ينهض من فوق تلك الآريكه قائلا 
إنت قولتها الوقت ده بالذات... معروف غرضهم إيه.
لم يفهم الوسيط وتسأل 
مش فاهم يا أفندم.
وضع سراج يده اليمني على كتف الوسيط قائلا 
التمويه.
فهم الوسيط قائلا 
قصدك...
قاطعه سراج بتأكيد 
أيوه تمويه بس أوعي تكون غفلت عن تتبع عملية نقل الأثار.
نفي الوسيط ذلك قائلا 
أومأ له سراج قائلا
عشان كده لازم نراوغ ونظهر إن عملية التهريب تمت بنجاح كمان عشان حماية الراجل بتاعنا اللى عندهم.
اومأ له متفهما 
تنهد سراج قائلا 
دلوقتي مش لازم الإعلام يعرف حاجه عن الحاډثه اللى حصلت.
تنهد الوسيط بآسف قائلا. 
للآسف يا أفندم إنت عارف الإعلام بس يشم خبر ويبقي صراع السبق بين القنوات الفضائية والمواقع الاليكترونيه بس طبعا طلع تصريح من الداخلية بأن الحاډث كان بسيط وتقريبا مفيش خساير فى ارواح الأبرياء وإن تم التعامل مع العمليه بشكل سريعوطبعا يا أفندم ده بسبب ذكاء سيادتكفعلاتقريبا مفيش أرواح بشريه أتأذت غير المجرمينتقريبا تلفيات فى بعض العربيات وإصابات خفيفة واضح أنهم كانوا مركزين مع حضرتكميعرفوش إنهم بيتعاملوا مع
النسر الأشول .
إبتسم سراج قائلا
تمام...متأكد إن هيبقى فى تبعيات للى حصل دهسواء فى القيادة العامه للجيش وكمان
للمجرمين اللي فكروا إن خلاص كده وصلوا لهدفهم بنقل بضاعتهم بسهولهأنا لازم أرجع اسيوط الليلة طالما الاعلام ذاع الخبر أكيد هيبقى فى قلق...
قبل أن يكمل حديثه كان هاتفه يصدح أخرجه من جيبه ونظر له ثم للوسيط وتنهد قائلا 
زي ما توقعت الخبر وصل لسيادة اللواء والد تالينهرد عليه أطمنه.
حدثه سراج بهدوء وأخبره بإصابة تالين بطلقه بأحد كتفيها وبأن الآصابه ليست خطېرة.
أغلق سراج الهاتف ونظر ل الوسيط قائلا 
هروح أطمن على تالينعرفت إن إصابتها هي كمان مش خطېرة وباباها سيادة اللواء بيقوب هيجي على طيارة خاصه مش هياخد وقت لحد ما يوصل لهنالازم قبل المسا أكون فى أسيوط. 
ب دار العوامري 
كآن ما حدث لها وفقدانها لأهم ما تمتلكه المرأة وهو رحمها 
كآنه جعلها تفقد الرحمة بقلبها هى أول من رأت على الهاتف خبر تعرض سيارة سراج لحاډث إرهابى... شعور بداخلها كآنه شخص لا تعرفه تبسمت ولمعت عينيها تقول بهمس مسموع 
واضح إنها فعلا قدم النحس عالراجل اللى بتتجوزه ېموت.
سمعت ذلك كل من ولاء ووالدتها الجالستين معهاتسألت ولاء بفضول
تجصدي مين بحديتك ده.
رفعت عينيها ونظرت لفضولهن وأجابتهن بنبرة شماته 
هو في غيرها ثريا 
شوفوا فى خبر عالموبايل وبيقول إن فى عملية إرهابيه وكان مقصود بها ظابط سابق فى الجيش وقالوا إسم سراج العوامري.
إنتفضت ولاء ونهضت واقفه تقول بإستفسار 
وسراج جراله إيه.
احابتها إيناس ببرود 
معرفش إنت خابرة الحكومة مش بتقول الحقيقه والأخبار أوقات بتهول الموضوع.
نظرت ولاء لبرودها وقالت 
هطلع أغير هدومي وأروح دار عمران بالتوكيد زمان عنديه خبر عن سراج.
تهكمت إيناس وظلت جالسه هى ووالدتها التي لا تقل عنها شمت قائله 
ذنب غيث هيخلص من سراج...مش إتجوز أرملة ولدي أنا دعيت عليه ميشوفش الهنا معاها... زي ولدي.
لمعت عين إيناس بنظرة شامته وبسمة تشفي.
بالمدينه
أسفل تلك البنايه الذي يقطن بها والد قسمت 
ترجل إسماعيل وذهب للناحيه الأخري يساعد رحيمه
على النزول من السيارة تبسمت له بحنان وهي تعطيه يدهارفع نظره لأعلى تبسم حين وجد قسمت تقف فى شرفة شقتهمأشار لهاتبسمت لهوهي تضع يدها فوق قلبها...
لاحظتهم رحيمه وتبسمت قائله
إطمن يا واد ان شاء الله هتبجي من نصيبكوهي اللى هتربطلك عقلك السارح.
آمن على قولها قائلا 
يسمع منك يا خالتي أنا معتمد عليك مع الراجل الديكتاتور ده بيقول عليا برجوازي.
لم تفهم رحيمه كذلك لم تعرف نطق الكلمه وسألته 
بر.. 
بروز... برزواجي يعني آيه يا إسماعيل.
أجابها 
دي شتيمة يا خالتي معرفش معناها نبقي نسأل آدم عليها هو المثقف اللى فينا.
أومأت له قائله 
تمام لما نخلص هنا تاخدني دار العوامري الواد سراج جلبي متاخد من ناحيته من الصبح.
تهكم لها قائلا 
متقلقيش يا خالتي عليه ده نسر بيصتطاد تعابين خلينا مع الراجل الديكتاتور يارب بس أتجوز قسمت هكربه فى راسه بأعلى فولت يمكن عقله يوزن.
بعد قليل فتحت قسمت باب الشقه ورحبت ب رحيمه التى تبسمت لها قائله 
إنت قسمت.
اجابتها بهمس 
تبسمت لها رحيمه بحنان قائله 
حلوه كلمة طنط منك وإنت كمان حلوه يحق للواد إسماعيل يتمسك بيك إطمني انا الحمد لله ربنا بيلين القاسيه فى إيديا.
تبسمت قسمت بآطمئنان... بينما آتى والد قسمت سائلا 
مين اللى كان بيرن جرس الشقه يا قسمت.
إنزاحت قسمت من أمام رحيمه التى تقدمت للداخل قائله بمودة 
أنا رحيمه فى أمانه عندك بتاعتي وجايه أخدها.
نظر لها بإستغراب قائلا 
أمانة إيه يا حجه.
تبسمت له قائله
يسمعها منك ونحج سوا إن شاء اللهمش تقولى إتفضلي الاول وتضايفني بكوباية ميه.
شعر معها بالراحه والسکينه فقال بود
آمين أتفضلي يا حجه...هاتي عصير يا قسمت فى الصالون.
شعرت قسمت براحه من إستقبال والدها ل رحيمه
بعد قليل جلست رحيمه تنظر ل والدة قسمت التى جائت بفضول تتعرف على تلك السيدة التى أخبرتها عنها قسمت لاحظت هدوء فى الحديث بينها وبين زوجها لاول مره يكون هكذا مع شخص غريب يتعامل معه لأول مره لكن رجحت ذلك ربما لبشاشة ورقي حديث تلك السيدة..
نظرت رحيمه نحو قسمت التى أعطاتها كوب العصير وتبسمت ل والدها قائله 
بص بقي أنا
الزمن علمني ادخل البيوت من أبوابها أنت عندك أمانه وانا جايه النهارده عشان أخدها لصاحب نصيبها.
نظر لها
بفضول سائلا 
إيه الأمانه دي ياحجه.
نظرت نحو قسمت وتبسمت 
قسمت هي الأمانه أنا جايه أخطبها لإبن أختي اللى فى مقام إبني الصغير... وعارفه إنك مش هتكسفني وهتوافق... ده دكتور وقدامه المستقبل.
شعر بإحراج وتحنح قائلا
مش لازم أشوفه الاول وأسال عنه وأعرف أخلاقه.
إبتسمت رحيمه قائله
إنت شوفته قبل إكدهوقسمت تشهد على أخلاقههو صحيح هوائي بس وقت الجد راجل ويسدتربيتي.
زاد الحرج لدى والد قسمت وتبسم قائلا
ميمنعش برضوا أشوفه تاني.
إبتسمت رحيمه وغمزت ل قسمت التى شعرت بالخجل ونهضت خرجت من الغرفه قائله 
حقك... عشر دقايق وهتلاقيه إهنه.
بالفعل قبل مرور عشر دقائق صدح رنين باب الشقه فتحت قسمت الباب وتبسمت ل إسماعيل الذي سأل بترقب. ها باباك مزاجه هادي أنا جبت له بسبوسه تغير عشان ميقولش عليا برجوازي.
ضحكت قسمت قائله 
أيوه طنط رحيمه معاه فى الصالون وشكلها أقنعته.
إبتسم إسماعيل وهو يدخل الى غرفة الضيوف... تبسمت رحيمه وقالت بفخر 
تعالى يا إسماعيل سلم على أبو قسمت.
نظر والد قسمت الى إسماعيل بعد ان كان هادىا إنتفض واقفا يقول 
مستحيل أجوز بنت لسليل البرجوازي.
نظر إسماعيل نحو رحيمه التى نهضت واقفه تسأل 
هو إيه البر بر بزواجي ده يا اخويا وبعدين إنت هترجع فى حديته معاي مش من شويه كنت بتقول أنا أجهزها واجيبهالك لحد عندك أهو إسماعيل ده إبني إكده هتكسفني جدامه.
تردد والد قسمت بحرج وهدأ قليلا ثم قال بإعتراض 
يا حجه...
قاطعته رحيمه بنظرة عتاب قائله 
هتقول إيه خلينا نفرح بالعيال وانا اضمنلك إن إسماعيل هيصون بنتك فى عنيه.
تردد والد قسمت لكن بحنكة رحيمه أقنعتهفقال بإندفاع
تمام انا موافقبس الجواز يكون خلال شهرين بالكتيروالعفش والشبكه وتجهيزات الشقه كمان عليه.
كاد إسماعيل ان يعترض لكن رحيمه قاطعته وقالت
انا كنت هقول إكده أنا
 

تم نسخ الرابط