رواية خطايا بريئة(الفصل السادس والعشرين إلى الثامن والعشرين) بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز

لغاية ما تاخد فلوسها وبعد كده كانت هتسيبك
كانت مازالت تهز رأسها بل انتابتها تلك النوبة القديمة فقد كانت تؤرجح جسدها للأمام والخلف بعدم اتزان وتضع كفوف يدها على أذنها وكأن عقلها لا يود أن يستوعب أن ذلك يحدث بالفعل ...حاولت ميرال وصړخت بذلك المتبجح 
كداااااب...يا يامن متصدقهوش هو بيستفزك...هو خطڤها انت مش شايف شكلها مستحيل تبقى جاية معاه برضاها
لم يدع ل ميرال أن تكفي دفاعها وكأن عقله رفض أن يصغى إليها فقد زمجر بقوة كالۏحش الحبيس ودهس شاشة الهاتف القابع تحت قدمه بكعب حذائه بقوة حتى هشمه وجعله غير صالح
اخرسوا مش عايز اسمع صوتكم كفاية
وهنا انقض أحمد المسيري على ولده وقبض على منكبيه رافعه من موقعه هادرا بټهديد مخيف جعل طارق يتلجم ويكاد يتوقف قلبه من شدة خوفه
قسما بالله لو فتحت بؤك يا 
ليدفع به نحو اثنين من رجاله ويأمرهم بصرامة متناهية
وبالفعل إنصاعوا له
بينما هو كان يتناوب بينهم النظرات و يشعر أنه بكابوس مزعج يصعب عليه الاستيقاظ منه كاد يود أن يظل ثابت ولا يشكك بها ولكن كيف وذلك المقيت ذكر له عدة شواهد ثابتة وحديثه يبدو منطقي تماما ومطابق للأحداث السابقة تثاقلت انفاسه وتهدلت معالمه بتشوش بين الجميع پضياع وبعيون يحتلها الألم وهو يشعر أن قسم ظهره لتوه ومرغ وجهه بالوحل من هول افعالها ليربت احمد بيده على كتفه ويأمر رجاله أن يتركوهم لتتهدل ذراعيه ويركز نظراته على إنهيارها تزامنا مع قول أحمد المهادن الذي يحثه على التعقل
خدها وامشي من سكات يا ابني واللي حصل النهاردة تمحيه من ذاكرتك للأبد...ربنا أمر بالستر 
من وطأة حديثه كان يشعر أن الأرض تميد به فلا هو قادر على الرفض ولا هو قادر على الخنوع شيء بداخله يدفعه للجنون وافتعال ألف ثورة عارمة ولكن شيء في اعماقه الممزقة التي تعودت منها على الخذلان كان يخبره أنها بالفعل آثمة. 
أغمض عينيه لبرهة قبل أن يجر جسده ويقترب يجثو أمامها قابض على ذراعيها متسائلا بترقب وبقلب تتخاذل دقاته مټألمة من شدة ترقبه لأجابتها
اللي قاله ده صح لم تجيبه بل كانت تنظر له نظرة لم يراها طوال حياته بعينيها وتنبأه بشيء يستحيل عليه تقبله لذلك صړخ من جديد وهو يرج بها
ردي
عليااااااااااااااااااااااااااا
نفت برأسها بهستيرية ليكرر بإصرار من جديد ولكن بنبرة مرعبة رجت لها الجدران
ردي علياااااااااااااا كلامه صح
عجز لسانها عن الرد من شدة خزيها وظل نحيبها الحارق يتزايد ويتزايد بأنهيار تام ليحتل الألم تقاسيم وجهه وتفر دمعة هاربة من عينه وهو يستشف ما المغزى من صمتها وحينها شعر بخنجر انغرس بقلبه شطره لنصفين واغشى شيطانه على بصيرته اعماها ودفعه دون هوادة أن ينطق أخر كلمة توقع أن تصدر من فمه و يطاوعه قلبه بها 
أنت طالق
نزلت تلك الكلمة عليها كالصاعقة نفضت كافة دواخلها واحرقت قلبها فحتى صوتها المحصور بحلقها أنطلق وصړخت ترجوه وهي ترتمي بجسدها تتمسك بساقه حين هب واقفا
لأااااااااااا...لأ... لأ يامن اسمعني يامن متسبنيشيامن انا مليش غيرك .مليش غيرك يا يامنانا غلطت بس ندمت والله ندمت هو كدااااااب خليني افهمك...
نفضها عنه باشمئزاز وقال بعيون مټألمة يفر منها الدمع دون وعي وهو يخطوا بعيد عنها
أنا اكتفيت اعذار ومن اللحظة دي أنت بره حياتي وللأبد يا نادين يا راوي
ذلك أخر ما تفوه به تاركها تصرخ بأسمه بحړقة وقهر لا مثيل له قبل أن يستنكر ويرفض عقلها ويتوقف عن العمل 
ترى للحديث بقية!
أم تلك نهاية قصتهم...دعونا نتمهل ربما مازال القدر يخبأ بين طياته الكثير

تم نسخ الرابط