رواية صرخه على الطريق بقلم ډفنا عمر (كاملة)
المحتويات
شيء سوى المادة وبمثابرة وطموح سينال الكثير وهي بجانبه وتمنحه كل الدعم وكل الحب
بعد مرور شهر!
سارة جايلها عريس يا أمين
قالتها زوجته صابرين وهي تخلع عنه جاكيته فقال بهدوء على أساس مش كل أسبوع تقريبا بيتقدم ليها عريس!
وبعدين مين العريس ده والأهم من كده تفتكري بنتك هتوافق ولا هترفض زي العادة
طيب خليه يجي الجمعة وربنا يقدم الخير
ها هو أدم خطى سور قصدها العالي وصار داخله لكن الخۏف يعكر عليه فرحته ماذا لديه ليخبر به والدها ليس لديه شقة وهي أهم ما يجب توفيره لشاب مقدم علي الزواج يشعر انه تسرع ليته تمهل قليلا وما انجرف وراء حماسه ومشاعره
حديث أبيها الممزوج بالمرح أذاب بعض جليد توتره ليبتسم بتردد لم يبرحه بعد أعذرني ياعمي أنا فعلا متوتر بس ڠصب عني
لا أهدى ومتخافش المواضيع يابني بيحكمها النصيب وبس لو ليك نصيب في بنتي هتاخدها
بيطولها
بس فيه بشړ طلعوا القمر ولا نسيت
نظر له أدم بإعجاب فاستطرد أمين بابتسامة
شوف يا آدم بنتي حكت كل ظروفك وقالتلي عن سبب ترددك الوقت اللي فات ده وذكرت كمان ازاي هي بتقدرك وتحترمك وشايفة فيك اللي انت نفسك غفلان عنه وانا الحقيقة قبل ما اوفق تيجي تقابلني سألت عنك كويس وعرفت كل اللي يهمني اعرفه انك انسان خلوق ومحترم وبار بوالديك وأخوك مهندس ميكانيكا وسمعته طيبة واخواتك في مراحل تعليمية مختلفة
تنهد أمين مستطردا زي مع قلت عرفت اللي يهمني اعرفه عنك والحقيقة كله كان في صالحك أما مستقبلك أنا شايفه واعد لأن واضح انك طموح عشان كده هبلغك ردي
تعلقت أنظار أدم به بلهفة ليقول الرجل
أنا موافق تتجوز بنتي
ذهول جعل فم أدم منفرج لا مصدق سماعه موافقة الرجل هكذا ببساطة ليقهقه أمين
ولد عيب
ومازال تحت تأثير المفاجأة ليوصل امين نيجي بقي للهم الكبير بالنسبة لأي عريس بيبدأ حياته الشقة
عادت ملامح أدم تتوتر وهم بقول شيء فقاطعه الأول اسمعني الأول وشوف اقتراحي سارة عرفتني ان معاك مبلغ مش بطال جمعته وركنه على جنب تمام انا بقي هخدمك في ايه الخدمة الأولى اخلي المبلغ ده ينفع يكون مقدمة شقة كويسة والخدمة التانية اني أأجل مع صاعب العقار دفع الأقساط بتاعتها سنة كاملة تكون انت وسارة اشتريتوا العفش المناسب ليكم والخدمة التالتة انك بعد الجواز تدفع الأقساط كل تلات شهور صحيح وقت السداد هيطول بس مش مهم لأنه بالنسبة لمرتبك هيكون مناسب ايه رأيك بقي
لم تكذب سارة حين قالت انه سينبهر من تفكير والدها ومرونته وحكمته بدقائق معدودة زلل كل عقباته وأوجد له الحلول التي تصون كرامته في ذات الوقت كيف فعل كل هذا!
ناقص خدمة رابعة وأخيرة أني هنزلك مبلغ كويس جدا من سعر الشقة الإجمالي وده لأن صاحب البناية اللي هقترحها عليك عميل قديم عندي وصديق ليا ويتمني يخدمني في اي شيء
ومضت عين أدم بانبهار وتقدير جم وهو يقول أنا مش عارف اقول لحضرتك ايه
بجد ياريت كل الأباء يكونوا بمرونتك وحكمتك وطيبتك مع خطاب ولادهم
تمتم امين بتواضع يا أدم انا كل
اللي يهمني سعادة بنتي غير كده سهل اي حاجة تتعوض انتوا لسه شباب والمستقبل فاتح أبوابه ليكم هتشتغلوا وتبنوا نفسكم لحد ما يبقي ليكم صرح خاص بيكم تفتخروا بيه قصاد ولادكم
أول حاجة هفتخر بيها قصاد ولادي هو حضرتك ياعمي
ابتسم امين بود لأطراءه ربنا يكرمك ياحبيبي ويتمملكم علي خير شوف هتجيب أهلك امتى وانا منتظركم أي وقت
واستطرد مع نهوضه
هنادي سارة تطمنها بنفسك وتقولها علي اتفاقنا وانا هشوف الغدا جاهز ولا لسه
وتركه يطارد الفرحة في قلبه أخيرا جبر الله خاطره ويسر خطواته نحو من حلم بها منذ زمن ولأجلها سينحت الصخور كي تعيش معه برغد وسعادة
الفصل الحادي عشر
تسألين من أنت
أنت يا جميلتي شمسا لا ټحرق
قمر لا يغيب نوره عن سمائي
وطن ستنبت أرضه ألاف السنابل
وأنا لك بئر عشق وحنان لأرضك
و مطرا سيهطل ليروي ثراكي كي تزهري
بعد خمسة أشهر
خلاص حددتوا الفرح يا متر
بوجه مشرق أجابه أيوة يا أشرف اخر الشهر يعني كمان عشر أيام
ربت كتفه بود مبروك يا جسار ربنا يتملك بخير
تسلم يا صاحبى عقبالك يلا شد حيلك أنا اهو هتجوز وسارة وأدم اتخطبوا ومش فاضل غيرك
بإذن الله والدتي رشحتلي بنت تعرفها وربنا يسهل
طب كويس عشان تحصلني بسرعة وتجيب ولد وبنت لولادي عشان نبقي نسايب ولا فاكر هتخلص مني
قهقه قائلا طب افرض يافالح أنا وانت جبنا صبيان وبس
لأ انا حاسس اني هجيب الأتنين ثم تنهد مع قوله أنا نفسي أجيب ولاد كتير يا أشرف عايز عيلة كبيرة تنتمي ليا لوحدي وقتها بس هتروح من جوايا مرارة اني بعيد عن أهلي
تعاطف معه وهو يهتف إن شاء الله تحقق حلمك يا صاحبي هانت
ربنا كريم المهم اعمل حسابك بكره انا وانت واخويا مع ولاد عم شمس رايحين نجيب بدلة فرحي
جاهز من دلوقت يا باشا
حبيبي يا أشرف
ابعتلي صورة البدلة بتاعتك
بعثت رسالتها عبر تطبيق الواتس ليصلها رده بعد لحظات
لأ مش هينفع أصل بيقولوا فال وحش
ضحكت وهي تكتب له
يا سلام يا استاذ انت بتردهالي يعني
أرسل لها رده
أشمعني انتي مخبية عني فستانك واحدة بواحدة يا شمسي
ابتسمت بحنان وهي تراه يرسل لها صورته مرتديا بدلة زفافهما وخلفه شقيقها حمزة وشقيقه رائف كم بدا وسيما يسرق القلب تشتهي أناملها تهذيب شعره الثائر هذا يوما دون أن تشعر أغمضت عيناها وهي ترقيه بكلمات دائما ما تسمعها من والدتها تذكرت افتقاده لوالدته
وأبيه هل يشعر بالحزن ربما يساوره شعور فقدهما القاسې فليعينها الله علي سد فراغهما وتعويضه بفيض حنانها وحبها له
شوفتي طلعت أحسن منك وبعت صورة بدلتي
قاطعها وصول رسالته فابتسمت وبعثت له تشاكسه
برضو مش هتشوف فستاني غير يوم الفرح
أرسل لها إيموشن غاضب فردت بأخر يحرك لسانه بمكايدة
ليختم محادثتهما اللطيفة بكلماته الرقيقة
وصل جسار أمام مركز التجميل بسيارته المزينة بالورود ذهب واللهفة تملأه لرؤية عروسة فقابلته سارة بمشاكسة على فين يا استاذ مش قبل ماتدفع عشان تعدي
رفع حاحبيه بتثبتي أستاذك يا سارة
أيوة وبلاش تضيع وقتنا يا استاذنا هات مبلغ محترم عشان اسيبك تدخل لعروستك
بحث بجيب جاكيته وأخرج بضعة نقود وقال مفيش معايا نقدي غير دول يا مستغلة
قلبت الورقات بين يديها ومطت شفتيها قائلة ولو انه مبلغ لا يرضي طموحي بس مش مهم هكون كريمة واعديك يا أستاذنا
أمسك طرف حجابها وقال بتحذير أنتي هتسيبني اعدي ولا ابوظلك لفة الحجاب
صاحت بړعب لالا خلاص عدي انا بهزر معاك يا استاذ
ابتعدت وتقدم وصار بتوازي جدار قصير انقطع عند غرفتها طرق طرقتان ثم
حرك مقبض الباب ببطء ودلف ليجدها تقف وتعطيه ظهرها تنحنح وقال السلام عليكم يا عروستي
تقدم گ المسحور ينظر لها ثم رفع طرف وشاحها ورمقها بحب وهي مطرقة بخجل يلفها الصمت منذ حضوره
ما شاء الله طالعة قمر
همست بمشاكسة خفيف قمر ولا شمس
ابتسم
وهو يدنو قليلا انتي شمس حياتي اللي هتملاها دفا وقمر ليلي اللي هتغمريه بنورك
رفعت أهدابها والتقت أعينهما بلقاء مفعم بمشاعرهما
التي رغم قصر عهدها جارفة هو وجد بها هوية جديدة وهي تراه حبيب تملكها وصارت تعشقه وقد ظنت أنها لن تعشق أحد بتلك القوة هو من يستحق أن تخلع عنها رداء الخشونة والصرامة اللذان تسلحت بهم لتصد علاقات كثيرة عابرة حاول أصحابها فرضها فرضا وها هي أدخرت كل مفاتنها ومشاعرها له وحده
شمس
ناداها برقة فهمست نعم
ينفع نمشي من هنا علي بيتنا
ابتسمت بحمرة خجل أومال الفرح والمعازيم في القاعة دول منتظرين مين
عاد يهمس بلوعة مش هقدر أصبر عايز نكون لوحدنا
اشتعلت أكثر من فرط خجلها وغمغمت جسار بلاش جنان همس وهو يدنو لوجهها هو بعد ما شوفتك فاضل فيا عقل الحمد لله ان مكتوب كتابنا توجست من أخر كماته هامسة جسار
غيبها بموجة عاطفة تحكمت به ثم قال مبتعدا جسار جاب أخره ابتسمت ووجها مرتبك بعد اكتساحه القصير فتنهد بقلة حيلة للأسف مضطرين نروح القاعة ثم ثني ذراعه لتعلق أناملها به ثم تبادل معها نظرة عشق أخيرة قبل أن يغادروا بسيارته دون عزول بينما حضر آدم بسيارة أخرى ليأخذ خطيبته سارة
داخل قاعة فخمة وقفت عائلتي العروسان يستقبلان الوافدون من الحضور امتلأت الساحة بشخصيات مرموقة وذو شأن من تلا عائلة العروس ومن جهه معارف جد العريس ووالده توفيق
بدأت الأجواء تستعد لاستقبال العروسان اللذان وصلو لبوابة القاعة بالفعل لتنتبه الأحداق بترقب لهما بدأ عبور جسار وعروسه هتافات ندت من الأفواه وهما يشاهدون طلتهما بينما دمعت عين والدتي شمس وسارة أما
الجد فلمعت عينه بحب وفرحة طاغية وهو يري السعادة تنضح من وجه حفيده الغالي ورائف الذي راح هو وريان وحمزة يطلقون صفيرا مبهج تحية للعروسان أما توفيق فكان سعيدا بحق لأجله وتمني داخله أن ينال هذا الشاب ما يعوضه عن فقدان هويته وأهله الحقيقين وكم أثني علي تلك الخطوة في حياة شاب مثله يبحث عن عائلة تخصه وها هو يقترب من تحقيقها
أما إلهام كلما التقت عيناها بعين جسار تجد سحابة حزنه وخذلانه منها لا تزال تظلل نظراته نحوها إلى الآن علاقتهما مازالت خالية من الود بخلاف علاقته بالبقية
تعددت فقرات الحفل الشيقة وتلقى العروسان
التهاني من الجميع وبعد وقت كافي انتهى الاحتفال وتوجه جسار وشمس لجناح كبير بذات الفندق بعد توديع الأهل
عند باب المصعد
قبل أن يدلف بها الجناح مال ليحملها بين ذراعيه عابرا للداخل وهي متعلقة بعنقه مطرقة بخجل وتوتر أنزلها برفق ثم رفع وشاحها الشفاف عنها ثم همس لها أخيرا بقيتي ليا لوحدي ياشمس
قالها بتنهيدة فغمغمت مع إن خطوبتنا كلها كانت كام شهر لكن اتجوزنا بسرعة
كل يوم منهم كان سنة بالنسبالي
نظرت له مليا لتقرأ عينه هل أحبها حقا بهذه القوة في فترة تعارفهما القصيرة تلك
فاكرة اول مرة قابلتك
أومأت بإيجاب ليستطرد رغم حدتك وقتها بس فيكي حاجة شدتني عجبني نظرة عيونك
الشرسة وفي نفس الوقت لمست لحظة ارتجافتها اللي حاولتي تخفيها بس انا فهمتها
إليه أكثر وقال انتي كمان اتأثرتي بيا صح طبعا شوفتيني واد حليوة علي رأي جدي وقولتي في بالك ليهم حق البنات يتلموا حواليا
لكزت صدره محذرة اتلم يا جسار
لتهتف بارتباك جسار لازم نصلي الأول ابتعد
متابعة القراءة