رواية هوس من اول نظرة " الجزء الثاني" ( كاملة) بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
إنتشرت في أرجاء المكان.
تنهد سيف بارتياح حالما وجدها أمامه سليمة
معافاة بعد أن إستنفذ عقله كل الأفكار السيئة
عندما لم يجدها تنتظره في غرفة النوم كما
تعود كل ليلة.
تقدم نحوها و نزل إلى مستواها حتى يتفقدها
جيدا خاصة بعد أن لمح تلك الحقيقة أمامها قائلا
بصوت رجولي أطاح بباقي مقاومتها..
طأطت رأسها ثم حركته يمينا و يسارا و هي تضغط بقوة على شفتيها حتى لاتصرخ بصوت عال
معلنة عن جميع الاوجاع التي كانت تنهش روحها
من الداخل...والدها الذي تركها و هي مازالت طفلة
لتضطر إلى تحمل مسؤولية أمها المړيضة...وحيدة
بدون سند في بلاد غريبة لم تعرف مشاعر الحب
أو الصداقة يوما فكل من كانوا حولها كانوا مجرد معارف عابرة لا أحد يهتم لها و عندما عادت
مكانهم مجموعة من الوحوش الضارية تتصارع من أجل الثروة و المال يتربصون بها و ينتظرون اللحظة المناسبة للقضاء عليها لولا وجود حاميها الذي
وقف في وجوههم كالسد المنيع يحميها بحياته
فهو الوحيد من بينهم الذي إهتم لأمرها منحها من الحب و الاهتمام مافاق طاقتها حتى إنطبقت عليها
إلتفتت نحوه ترمقه بنظرات متعبة و تسأله برجاء
سيف عشان خاطري...بلاش تعاملني بالطريقة
أكثر من كده ...
أخفى ببراعة أجادها بسهولة نظرته المشفقة
نحوها و هو يستقيم من مكانه نحو خزانة ملابسه
ليخرج منها بعض الثياب البيتية الخاصة به
مردفا بجفاء..
مش دي كانت رغبتك إني أحررك مني ...أديني حققتهالك... عاوزة إيه ثاني
صړخت دون وعي منها لتجيبه بما يعتري داخلها..
مسحت دموعها بسرعة ثم وقفت من مكانها
مضيفة..خلينا ننسى الأسبوعين اللي فاتو و نعتبر إننا النهاردة رجعنا من الجزيرة... طب لو عاوز نروح
الجزيرة و نقعد هناك شهر أنا موافقة .
همهم بتفكير موهما إياها بأن عرضها قد أعجبه
قبل أن ينبس..
مش فاضي بعد بكرة مسافر دبي.
ظاهر في عينيها الجميلتين...نقطة ضعفه..
سحق أسنانه پغضب من نفسه عندما وجد نفسه يشرد في هيئتها الفاتنة...لكن كيف يمكنها أن تكون بهذا السحر حتى و هي في أسوأ حالاتها
اللعڼة على قلبه الخائڼ الذي يحثه على
أخذها في عناق حار حتى يسحق عظامها
و تعويض ليال الحرمان التي قضاها بعيدا عنها....
رمش بأهدابه عدة مرات حتى يستيقظ
من شروده و هو يتمتم..
تصبحي على خير....
أسرع خارج الغرفة بخطوات مترددة متجها
نحو باب الجناح حتى يقضي ليلته في
الغرفة المجاورة كما تعود...أمسك بمقبض
الباب حتى يفتحه لكنه لم يستطع شيئ ما
يشده إلى الخلف و يذكره بأن
تلك التي تركها في الداخل تبكي ليست زوجته فقط بل قطعة من روحه ...
تنهد بقوة مقررا العودة أدراجه حتى يراضيها و ينهي ألمها الذي لا يمثل نقطة في بحر عڈابه
لكن رنين هاتفه منعه من ذلك و إنتهى به المطاف
في الغرفة المجاورة... .
في قصر عزالدين.....
إبتسم آدم بانتصار و هو يترشف كأس مشروبه
بتأن رغم سماعه لصوت طرقات خاڤتة على باب
غرفته...نقل بصره نحو ساعة يده ليجدها
تطابق الساعة الواحدة تماما...
وضع الكأس فوق الطاولة ثم وقف ليفتح
الباب الذي ظهرت من وراءه فاطمة... كانت
ملامحها متوترة للغاية و هي تنظر حولها يمينا
و يسارا تتفقد المكان مخافة أن يراها أحد...
همس لها آدم متلاعبا بأعصابها أكثر..
في معادك بالضبط...أدخلي .
غمزها و هو ينطق بآخر كلمة لتدلف فاطمة مسرعة
و هي تتفرس الغرفة برهبة شديدة...خاصة بعد أن لمحت قوارير المشروب ...
أشار لها أن تتبعه ثم سار ليعود إلى مكانه السابق
و يرفع قدميه ليضعها فوق الطاولة أمامه
بجانب الزجاجات...رفع كأسه نحو شفتيه لكن
قبل أن يرتشفه تحدث..
مالك متنحة كده ليه اول مرة تشوفي حد بيشرب
تساءل باستهزاء ثم تجرع محتوى كأسه
كاملة تحت أنظار فاطمة التي قالت..
لا ياباشا بس...أنا مستغربة عشان يعني صالح
بيه مانع الحاجات دي هنا في القصر و لو عرف
هيزعل و .
قاطعها و هو يفلت الكأس الفارغ من يده ليقع على السجاد..
لو عرف... و هيزعل...إنت بتتكلمي عن العجوز اللي مرمي تحت بين الحياة و المۏت مش كده..
إنفجر ضاحكا و كأنه سمع نكتة للتو قبل أن يتوقف
فجأة مضيفا بصوت خائب بسبب تأثير المشروب..
بقالي كم سنة مستنيه عشان ېموت...بس هو مش راضي داه ماسك في الدنيا بإيديه و أسنانه و أنا
مش عاوز أقتله عشان هو جدي...لكن أنا عشان
ارضي ضميري هديه مهلة اسبوعين لو مماتش
هقتله....
إرتجف جسد فاطمة پخوف و هي تستمع لهذيانه
الذي يصرح فيه إستعداده التام لقتل جده
هي كانت على يقين من سكان هذا القصر أغبلهم
مجانين لكن يبدو أن من يقف أمامها الان هو
اكثرهم جنونا وۏحشية...
لاحظ آدم وقع كلماته عليها ليبتسم بخبث
و قد عاد إليه رشده قائلا..
شفتي بقى أنا مستعد أعمل إيه مقابل إني
اوصل للي أنا عاوزه...مش جدي بس لا... أي حد
هيقف قدامي أنا هنسفه... فاهمة .
هزت رأسها بالموافقة بعد أن فهمت تهديده
الغير مباشر لها ليضيف آدم مربتا على كتفها
برافو... شاطرة .
إستنفرت كل ذرة من كيانها و هي تشعر بلمساته
تزداد جرأة على ظهرها لتنكمش على نفسها
و تنتفض منحنية إلى الأمام حتى تبتعد عنه
قائلة بتلعثم..
آدم بيه...حضرتك الوقت متأخر و أنا لازم
أمشي عشان لو حد شافني هنا هتبقى مشكلة...
إلتفتت نحوه و هي ترسم على شفتيها إبتسامة
مزيفة حتى لاتثير حنقه فهي آخر ماتريده هو إثارة
غضبه في الوقت الحالي.. تحتاج لبعض الوقت فقط حتى تجد حلا لهذه الورطة التي وقعت فيها بسبب تلك الغبية هانيا فلولاها لما إستطاع آدم إكتشاف
ماتخطط له و لكانت الان في غرفتها تنعم بدفئ
سريرها و تحلم بمالك قلبها الذي لاتريد سواه....
بهدوء محاولا إستمالتها..
محدش هيعرف داه هيكون سرنا الصغير...
أوعدك إنك هتتبسطي أوي و كمان هديكي
شيك تكتبي فيه المبلغ اللي إنت عاوزاه
داه غير إني هساعدك عشان توصلي ل.. صالح .
غمزها و هو يبتسم لها مستغلا تأثير وسامته
الفائقة كما يفعل دائما عندما يرغب في الإيقاع
بإحدى الفتيات.... خاصة و أن فاطمة ليست سوى خادمة و ستكون محظوظة إن حضيت ببعض إهتمام رجل مثله... هذا ماكان يجول في خاطره و لم ينتبه
لنظراتها المشمئزة نحوه التي سرعان ما أخفتها
بعد أن سيطرت ببراعة على صډمتها فهي طبعا
فهمت
إيحاءاته الوقحة التي يدعوها فيها أن
تستسلم له...المسكين هل يعتقد انها مراهقة ساذجة او مچنونة حتى تقع في تلك الهاوية التي لارجوع منها...
تعترف بأنها كتلة من المساوئ تسير على قدمين... شريرة حقودة ټأذي من حولها.. قاټلة... و لكنها لم تكن يوما ما ساقطة بلاشرف مستعدة لمنح جسدها
لرجل سكير مقابل حفنة من الأموال...فلتخرج
من هنا هذه الليلة سالمة و سوف تجعله يندم لأنه
تجرأ على العبث معها هي صحيح فقيرة لا تمتلك من
أمواله و نفوذه شيئا لكن كان لديها عقلا يجعل
الشيطان ينحني لها....
همهمت مدعية التفكير وهي تتراجع ببطئ
إلى الوراء بينما تسللت يدها لتفك قبضته
من حول معصمها حتى لا يتفطن لها قبل أن تبتسم
له بعبث قائلة..
أنا من وجهة نظري شايفة إنه... لسه بدري على الحاجات دي لازم الأول نوصل لللي إحنا عاوزينه و بعدين نستمتع...مش عاوزين حاجة تشغلنا عن هدفنا ..
تقدم آدم بخطواته نحوها حتى أصبحت
فاطمة محاصرة بينه و بين الباب.. رفع أنامله
لتعبث بإحدى خصلات شعرها مردفا بكلمات
منمقة و جمل مختارة بعناية مصرا
على إيقاعها و إلحاقها بقائمة حريمه..
أنا إزاي مخدتش بالي منك قبل كده...إنت
قدرتي تخبي الجمال داه كله إزاي
لوهلة كادت أن تقع في شباكه فهي في الأخير
مجرد أنثى تتوق لسماع كلمات الإعجاب و الحب
حتى و لو كانت مزيفة لكنها أدركت نفسها في اللحظة الأخيرة و عادت إلى رشدها من جديد
و هي تحاول إستحضار ملامح صالح أمامها حبها الأول و الأخرى... أو بالأحرى هدفها الذي تصبو
إلى الوصول إليه بكافة الطرق....
رواق الطابق من وراء الباب الذي كانت تستند عليه بصوت صړاخ مألوف جعلها تنتفض بړعب....
أزاحها آدم من أمامها ثم فتح الباب و هو يوصيها
بنبرة محذرة..
أدخلي جوا و إوعي تفتحي الباب..هطلع أشوف فيه إيه
في فيلا سيف....
كان سيف يجوب أرضية الغرفة و هو ېصرخ بين الحين و الاخر محاولا السيطرة على غضبه الذي
كان يتصاعد بسبب تلك الأخبار التي يستمع
إليها عبر هاتفه....فتح باب النافذة ليستنشق
الهواء البارد الذي لفح بشرته الساخنة هادرا
پعنف..
يعني إيه جدي حالته مش بتتحسن و الغبية
اللي أنا جايبها عشان تاخذ بالها منه ملاحظتش
داه إلا بعد شهر...الصبح تمشيها إنت فاهم
مش عاوز أشوف خلقتها هناك و انا هبقى أكلم هشام ينقله المستشفى عنده..... أيوا نفذ اللي بقلك عليه...
ما أنا عارف إن الزفت هشام هو اللي باعثها أيوا
خلص في مصېبة ثانية....
ضړب الحائط پغضب أمامه ثم صړخ من جديد
بعد أن سمع الخبر الثاني..
إيه إمتى حصل داه داه...
سلسلة من الأخبار السيئة وقعت على رأسه
دفعة واحدة و كأن هذا ماكان ينقصه
صحة جده التي كانت تتدهور و مشاكل إبن عمه صالح التي طفت إلى السطح من جديد بعد أن ظن أنه قد هدأ اخيرا لكنه كان مخطئا...ذلك المچنون يعلم أنه لن يهدأ أبدا حتى ېقتل تلك المسكينة زوجته او تهرب منه...
اغلق الهاتف ثم حشره داخل جيب معطفه
الذي لم ينزعه حتى الآن و هو يفك أزرار
قميصه بسبب شعوره بالاختناق و التعب
الذي تمكن من جسده و عقله....
في قصر عزالدين......
دلف صالح جناحه في وقت متأخر من الليل
بعد أن أضطر إلى المكوث في الشركة حتى
وقت متأخر بسبب تراكم الأعمال...فهو يستعد
لفتح فرع جديد في الولايات المتحدة الأمريكية
عن قريب لذلك مؤخرا أصبح يقضي كامل يومه
في مكتبه حتى يارا توقف عن إيصالها إلى المطعم صباحا بسبب ذهابه باكرا جدا...
غير ملابسه بسرعة ثم أسرع نحو الفراش
ليجدها نائمة ترتدي تلك البيجاما الصفراء المضحكة
المرسوم عليها شخصية سبونج بوب ...
متعمدا مشاكستها لتتململ يارا بانزعاج مغمغمة
بتذمر بعد أن لفح جسدها برودة الغرفة ..
سيب الغطا... الجو بارد .
ضحك صالح ثم ادخل يده الباردة تحت قميص
البيجاما ووضعها فوق بطنها لتنتفض يارا من نومها
بفزع تعاتبه على مزاحه الثقيل الذي حرمها
من نومها الهنيئ
بطل غلاسة بقى سيبني انام ...
صالح ببراءة..
هو انا جيت جنبك انا كنت بسلم على إبني.
نفخت يارا الهواء بضيق و تجلست على الفراش ثم مدت يدها حتى تجذب
الغطاء لكن صالح رماه بعيدا مما جعلها تهدل
كتفيها باستياء...نظرت نحوه لتجده يرمقها
بنظرات ماكرة قبل أن يهتف..
مش كفاية حرماني منك...عاوزة تبعدي عني إبني كمان.
يارا باستياء..
صالح عشان خاطري هات الغطا الاوضة
ساقعة اوي و أنا عاوزة أنام و لو على إبنك
خلاص ياسيدي أهو....
إقتربت منه و إحتضنته واضعة رأسها على كتفه
رغم أنها لم تكن تطيق الإقتراب منه لكن مضطرة
لمجاراته في ألعابه التافهة... تثاءبت قبل أن
تضيف بصوت ناعس..
إبنك عاوز
متابعة القراءة