رواية ودق القلب الحجر مكتملة لجميع فصول بقلم الكاتبه المبدعة ميفو السلطان

موقع أيام نيوز

الفصل الأول نوفيلا فرحة مکسورة 
سلوى عليبه 
نضحى من أجل أحباءنا بكل مالدينا من إمكانيات ولكن هل بالنهاية سنجد مقابلا لتلك التضحيات أم ستصبح كأنها لم تكن أبدا بل وسيقع اللوم عليك بأنك من أقدمت على تضحياتك دون أن يطلب منك الآخرون 
فى منزل متوسط الحال بتلك المدينة الصغيرة الإقليمية مدينة يشوبها الهدوء فى هذا الوقت من الصباح فهاهو نهار جديد يحمل من الآمال والأمنيات الكثير منها ما سيتحقق ومنها من سينكسر كالعادة على صخرة الحياة وقسۏتها 

تدخل فرحة والتى لم ينالها من إسمها غير صفته فقط أما بالحياة فهى لم تعش الفرحة حتى الآن فهى آنسة فى التاسعة والثلاثين من عمرها ولكن من يراها يعتقد أنها مازالت فى العشرين وذلك لبراءة ملامحها وجسدها النحيل لكن بتناسق شديد يجذب الجميع إليها تمتلك من طيبة القلب ونقاء السريرة مايجعلها محبوبة من الجميع وذلك مايجعل ملامحها بتلك البراءة لأن مافى قلبها من نقاء يظهر بشدة على وجهها 
ياعماااد قوم إصحى بقه أنا تعبت منك هتتأخر على الشغل 
صاحت بشدة وهى تفتح نوافذ الغرفة حتى يستيقظ عماد أخيها الأصغرذو العشرين ربيعا والذى كان السبب الرئيسى فى تخليها عن حياتها لأجله ولأجل أخواتها 
تملل عماد بنومه وهو يزفر فيه إيه بس يافرحة عايز أنام 
إقتربت منه پغضب زائف وهى تلكزه على كتفه أحسن عشان تبطل سهر لوش الصبح وانت عندك شغل يلا ياحبيبى قوم بقه أنا حضرتلك الفطار بره يلا خدلك دش والبس وصلى واطلع عشان تفطر 
قبلهاعلى وجنتها وهو ينهض من تخته ويقول لها بحب صباح الفل على أحلى أخت بالدنيا كلها اللى عمرها ماهنتنى على نومة أبدا ولازم تزن عشان أصحى 
إبتسمت بشدة عليه وهى بطريقها لخارج الغرفة وتقول مش عشان تشوف شغلك ياحليوة إنت ولا انت ناسى انك موظف فى البريد وده مفيهوش تأخير وشغله من ناااار 
خرجت من غرفته وهى تدعو الله أن يحفظه من كل سوء فهو وأختها فاتن تعتبرهم أبنائها قبل أن يكونوا أخواتها 
خرجت فاتن من غرفتها بعد أن إنتهت من إرتداء ملابسها وهى تبتسم وتقبل فرحة من وجنتها صباح الفل على عيونك يافروحه 
فرحة بحنان صباح الفل على عيونك لابسه بدرى يعنى ورايحة على فين مش انت برضه جمعتك متأخرة النهاردة 
إبتسمت فاتن وهى تقول تصدقى بالله انت حافظه مواعيدى أكتر منى أنا شخصيا على العموم ياستى إياد هيعدى عليا عشان نشوف اللى ناقص فى الشقه قبل مايروح شغله وقبل مااروح جامعتى 
صاحت فرحه پغضب نععععم ياختى وانت ان شاء الله هتروحى كده معاه لوحدك 
فى تلك الأثناء رن جرس الباب فذهبت فاتن لكى تفتح وهى تقول لا يافروحه زياد هيجى معانا 
دخل زياد الأخ الآخر لفرحه محامى يبلغ من
العمر ثلاثون عاما متزوج وعنده طفلان يزن وياسمين يقطن بنفس المنزل ولكن بشقة منفصله فوق شقة فرحة وأخواتها 
ألقى زياد عليهم تحيه الصباح وهو يتجه ناحية فرخة أخذها بين أحضانه وهو يقبل جبينها ويقول البت دى مزهقاكى فى حاجه ولا إيه 
تكلمت فرخة پغضب قال إيه هتروح مع خطيبها يشوفو الشقه طب ده ينفع مش كانت تقولى كنت عملت حسابى ورحت معاها 
إبتسم زياد وقال يافرحه إياد كلمنى إمبارح وقالى وطلب منى إن أنا وفاتن نروح معاه ثم أكمل بثقة يعنى فاتن مكنتش هتروح لوحدها دى تربيتك برده يافروحة وكمان إنت عارفه إن إياد محترم وعارف حدوده كويس جدااا 
تنهدت فرحة وقالت طب تمام يعنى انت هتكون معاهم أنا كده إطمنت ربنا يخليك ليهم ومايحرمهم منك أبدااا 
إقتربت فاتن وأخذتها بأحضانها وهى تقول بإمتنان ولا منك يافروحه دانت أمى وأختى وصاحبتى ربنا مايحرمنا منك أبداااا ياااارب 
خرج عماد من غرفته وهو يصيح بمرح خياااااانه بتحضنى السلعوة دى وتسيبينى إخص عليكى يافرحة مكنش العشم 
إبتسم زياد على أخيه وقال يابنى إكبر بقه أنا معرفش بينك وبين فاتن إيه دانتوا مبتقعدوش فى مكان غير لما تتخانقوا 
تحدث عماد بإمتعاض يا أخى دانا بعد الأيام عشان تتجوز بدل ماهى كاتمه على نفسى كده 
زمجرت فاتن بقه كده مااااشى ياعماد متبقاش بقه تيجى وتستشيرنى فى مشاكلك العاطفيه 
جحظت عينا عماد وهو يقول طب إكتمى وانا كمان مش هديكى فلوس تانى من ورا فرحه مع إنى الصغير وانت أكبر منى بسنتين بس انا اشتغلت وانت لسه فى اخر سنه فى الجامعه وعامله زى المنشار طالعه واكله نازله واكله 
تخسرت فرحة وقالت أيووووة قروا قروا كل واحد يقول اللى عنده 
غمز لهم زياد وهو يقول يلا يازفت على شغلك وانت يافاتن يلا عشان إياد تحت وبيرن سلام يافروحة 
تركها الجميع وهى تقف فى منتصف الصاله تنظر لهم بغيظ من تصرفاتهم فكالعادة أنقذهم زياد من ڠضبها 
إبتسمت عليهم وتنهدت وهى تدعو الله ألا يحرمها الله منهم 
بدأت فى ضب
الأغراض
وتنظيف المنزل حتى تذهب لعملها فهى تمتلك محلا للملابس الجاهزة ذات سمعة طيبة ويدر عليها ربحا وفيرا تنفق منه على إخوتها فهى قد تحملت مسئوليتهم منذ نعومة أظفارهم وتشعر بالراحة والفخر عندما تجدهم أمامها كل يشق طريقة كما يريد 
فزياد أخيها الأصغر منها ب تسعة أعوام قد تحمل معها مسئولية إخوتها عماد وفاتن حيث أن والدتهم قد أنجبتهم بعد فترة كبيرة فهى كانت تمتلك مشاكل فى الحمل ولهذا كانت تنجب على فترات متباعدة وذلك لضعف رحمها 
فعماد أصغر من فرحه ب ثمانية عشر عاما وكذلك فاتن تصغرها ب ستة عشر عاما وعندما ټوفيت والدتهم كانت فاتن فى
الرابعة من عمرها وعماد فى الثانية فتحملت بطيب خاطر مسئوليتهم الثقيلة وضحت بالغالى والنفيس من أجلهم فقط ليس إلا 
أنهت ما تفعله وتوجهت لكى تفتح محل الملابس خاصتها حيث تعمل معها صديقتها حورية ولكنها تأتى متأخرة قليلا وذلك لظروف زوجها وأطفالها 
فتحت فرحة المحل وبدأت فى تنظيم بضائعها حتى تعرضها للجميع بعد أن تعب وجهها من كثرة الإبتسام لجميع المارة والتى يلقون عليها السلام ويسألوها عن أحوالها وأحوال أخواتها فالجميع يحبونها ويعلمون مامرت به ولهذا لا ينفكون فى السؤال عليها دائما 
بدأت فى عملها مع دخول أول زبائنها واندمجت معهم وبدأ يوما آخر من التعب والجهد والرزق الحلال ولكنها أبدا لم تغضب ولم تثر ولم ټلعن الظروف بل إن نفسها راضية تمام الرضا وتعلم أن عوض الله دائما جميل بالنهاية حتى لو تأخر لسبب لا يعلمه أيضا غير الله 
أهلا بك حبيبتى فى قلبى قبل بيتى فلقد سكنتيه وطردتى جميع ساكنيه حتى لم تتركى مكانا به وشغلتيه بعشقك الدافئ وقلبك الجميل 
ظل إياد ينظر لفاتن من مراية السيارة الأمامية فزياد قد جلس بجواره وركبت فاتن بالخلف فلم يزحزح عيناه عنها طوال الطريق لايصدق أن الحلم قد أصبح حقيقة وأنها بعد شهرين فقط ستكون معه وبين يديه 
فهو يعشقها منذ صغرها وكيف لا وهو كان يدرسها بالثانوية العامة وهو مازال حديث التخرج ولكنه متمكن بمادة الجغرافيا ولهذا فتح سنترا للدروس مع أصدقائه كل فى مادته وجاءت هى وهلت عليه كشمس ساطعة أضاءت أيامه فدق قلبه منذ أول نظرة ولكنه تحكم به حتى لا يفتضح أمره وظل كاتما عشقه لها حتى دخلت جامعتها فكان يتابعها عن بعد حتى يشبع عيناه منها وأيضا لكى يطمئن حاله أنها مازالت لم ترتبط بأحد غيره فهو علم ظروفها بالكامل ولهذا فكان يعمل بكل قوة حتى يحصل على شقته ويجهز بها كل شئ لكى تأتى لها كملكة متوجة ولم يكن يعلم أنها الأخرى قد دق قلبها له ولكنها كانت تعتقد أنه من طرفها هى فقط وذلك لإحترام إياد الشديد معها بل إنه لم يكن يرفع عيناه بها عندما تحدثه على العكس من باقى زميلاتها والذى يحدثهم بأريحيه ولم تكن تعلم أنه يفعل هذا لأنه لايستطيع الصمود أمام عيناها لأنها من إحتلت قلبه على العكس من الأخريات 
ذهبوا جميعا للشقة ورأوا تجهيزاتها والتى أعجبتهم بشدة ولم يلقوا أىملاحظة سلبية على أى شئ 
إقترب زياد من فاتن وقال إيه رأيك ياعروسه فى الشقة 
خجلت فاتن وهى تقول جميله يا زياد ربنا مايحرمنى منك أبدا 
قهقه زياد تحت نظرات الڠضب والغيرة من إياد وهو يقول هو أنا ياختى اللى عاملها لو عايزة تشكرى حد فاشكرى إياد ثم غمز له بمرح 
شعرت فاتن وكأن هناك نيران تخرج من
وجنتيها وأن قلبها قد وصل صوت دقاته لإياد 
إبتسم إياد لخجلها الشديد وقال بعشق ظاهر تونه تؤمر وأنا أنفذ ولو مش عاجبها حاجه هغيرها فورا 
ضحك زياد وقال بمرح تونه وقدامى كده أمال من ورايا بتقولها إيه 
إبتسم إياد بقلة حيلة وقال هو أنا بلحق أقول حاجه دانا كتبت كتابى مخصوووص عشان أتكلم معاها براحتى بس زى مانت عارف أبله فرحة عامله عليا حصار ولا أكنى هخطفها وأجرى 
تحدث زياد بإمتنان إنت عارف يا إياد إن فرحة پتخاف على فاتن أكتر من فاتن نفسها وكمان فرحة هى اللى مربياها وعمرها ضاع عليهم ولا اتجوزت ولا عاشت حياتها وكمان ياسيدى كلها شهرين وانت اللى هتزهق منها وتقول تعالوا خدوها 
إبتسم إياد بفرحة وقال عمرها ما تطلع منى دى فاتن هى قلبى وروحى وكمان أنا عارف إن أبله فرحة پتخاف على فاتن وأنا مقدر ده جدا بالعكس بقه أنا بحب ده منها جداا بتحسسنى إن الدنيا لسه بخير وإن فيه ناس لسه ماشيه على الدين والأصول 
رن هاتف زيا فذهب للرد عليه وهنا إقترب إياد من فاتن 
قهقه بشدة عليها وتمنى لو يضمها لقلبه ولكنه لم يفعلها إحتراما وتقديرا لفرحة ولوعده لها أنه لن يقربها إلا فى منزله وهى زوجته أمام الجميع 
يجلس بعمله وهو يركز وبشدة فهى تعاملات ماليه ولابد له من التركيز الشديد حتى لا يخطئ خاصة
وأنه من
أصغر العاملين فى مكتب البريد فهو قد إختصر تعليمه حتى لايرهق فرحة أكثر ورغم تفوقه فى المرحلة الإعداديه إلا أنه قرر دخول دبلوم البريد ومنه سيعمل فى البريد فور تخرجه وبالفعل قد حصل على مايريد وهاهو الآن يكمل تعليمه وقد قدم فى الثانوية المنزلية حتى يكمل حلمه بأن يلتحق بالجامعة وها هو الآن فى الصف الثالث الثانوى أدبى 
أما عند فرحة فهى كانت تعمل بكل كد حتى شعرت بالإرهاق جلست على مكتبها بعد خروج آخر زبون لديها رن هاتفها الخلوى فوجدت أختها أمل نعم فهى لديها أخت أكبر منها بعام واحد متزوجة وعندها ثلاثة أولاد فى عمر الشباب ولدان وبنت 
زفرت بشدة فهى تعلم أختها لا تتصل بها إلا عندما تريد منها شيئا وفقط وكأنها قد نسيت أن لها إخوة يجب أن تسأل عليهم ولو كل حين 
إلتقطت الهاتف وهى تحاول أن تهدأ وأن ترسم إبتسامة على وجهها حتى لو كانت
تم نسخ الرابط