للقدر حكايه سهام صادق
المحتويات
جالسه فوق الفراش تقرء في كتاب الله... صدقت ونظرت نحو شقيقتها فلمعت عيناها بسعاده وهي ترى ياقوت بأبهي صوره وهيئتها كهيئه نساء المجتمع المخمل التي قد ظهرت عليها
طالعه جميله ياياقوت
تمتمت بها ياسمين بحب حقيقي لتقترب ياقوت ثم دنت منها تلثم خدها
أنتي اللي جميله وعيونك جميله ياحببتي
ابتسمت ياسمين فربتت فوق خدها
اسرعت ياسمين بقطع عبارتها
لا متلغيش خروجتك مع جوزك عشاني... اخرجي واتبسطي عشان ترجعي تحكيلي عملتي ايه
ابتسمت بحب لنقاء شقيقتها وطيبتها.. لم يؤثر كره زوجة ابيها لها بقلب شقيقتها وكأن بطن واحده قد حملتهما فشقيقتيها من والدتها لم يكونوا مثل ياسمين فالوحيدة كانت القريبه منها تراها اختها الكبرى
هتفت بها وهي تلقى عليها قبلة بالهواء ثم غادرت الغرفه واغلقت الباب خلفها
ابتسم وهو يشعر بملمس قبلتها فوق خده
لا ده انا كده اوديكي كل يوم معرض
ضحكت برقه وهي تناوله سترته
وانا موافقه
بقيتي مكاره ياحببتي
ماهي اللي تتجوز راجل زيك لازم تبقى كده... ياقوت الهابله مكنتش نافعه
مسمحش ليكي تغلطي فيها... بس منكرش اني ياقوت الجديده بقت خطړ عليا
ألتقط منها سترته وهو يخبرها بعبارته الاخيره.. فلطمت صدره بخفه
بقيت اتعلم... ماهو الأهبل مش بيفضل اهبل بيتعلم ياحمزه باشا
ضحك بخفه وهو يفحصها بنظراته
باشا ايه ده انتي اللي بقيتي باشا
ومال نحوها يتسأل
ومهما فعل لن يتخيل ان سبب في تغيرها لكل هذا هي السيده سميره صاحبه البنايه التي كانت تقطن بها عندما أتت من بلدتها.. زياره دون سبب قررت فعلها اكراما لطيبة تلك المرأه ولم تنتهي تلك الزياره هكذا انما اتبعه اتصالا من والدتها تخبرها انها ألتقت بزوجة ابيها في عرس أحد اقاربهم لتخبرها ان ابنتها خائبه الرجا لا تملئ عين زوجها وستعود إليهم مطلقه فما الفائده من فتاه أتيه من خلف البهائم
ركلة قويه ركلها بها صيغارها لتتآوه ثم ضحكت
مش عيب كده
ابتعد عنها بعدما كان غارق في اغداقها بمشاعره لينظر لها وهي تضع يدها فوق بطنها ثم ابتسم بعد أن استعب مقصدها
وجعك اوي
ضحكت وهو تمسك يده تضعها فوق بطنها واليوم أيضا لم تنتبه لحديثها كما لم ينتبه هو
مسح على بطنها بخفه وعيناه قد لمعت
تعرفي ان شعور الابوه جميل اوي... نفسي اشيله على أيدي واتابع كل خطوه وهو بيكبر قدامي
وتنهد وهو يتذكر فتره إصرار ناديه على زوجة وسؤالها المتكرر له كيف لا يتمنى تجربة ذلك الشعور
تعرفي ان ناديه كان عندها حق..
ورفع كفيه يمسح فوق خديها وعيناهم ثابته نحو بعضهما
انا كنت محتاجكم فعلا ياياقوت..
وانتهى الكلام وهو يحتضنها ولأول مره يشعر انه تحرر من الماضي الذي كان يحاوطه وعاد حمزه ذو الثالثه والعشرون عاما
...........................
ابتسمت هناء بخفه وهي تنظر اليه وهو يعلمها كيف يتم اكل طعام السوشي
مهما حولت يامراد مش هعرف
رمقها وهو يضيق عيناه
طب جربي قدامي ووريني
زمت شفتيها
وهي تخبره بقدراتها
يامراد انا عارفه نفسي انا غبيه
ضحك على نعتها لنفسها بالغباء
بيعجبني فيكي صراحتك ياحببتي
ألتمعت عيناها بشړ ولكن بشړ لذيذ يروقه
قصدك ايه يامراد... بدل ما تقولي لا انتي مش كده ياحببتي
اكدب يعني ياحببتي
مراد الناس
همست اسمه برقه وهي تسبل اهدابها بطريقتها العفويه ليقرب مقعده منها
بعد مراد ديه... نفسي اروح ابوس ايد وراس عمي
كانت نغم تدلف برفقة إحدى صديقاتها تلك اللحظه وقد أختارت ذلك المطعم بعدما استمعت لسكرتيرة مكتبه وهي تحجز له فيه
اشتعلت الغيره في طيات قلبها ولكنها تمالكت نفسها واتجهت نحوهم وهي تشهق دون تصديق
مش معقول... ايه الصدفه ديه
رمقها مراد بأبتسامه مصطنعه وهو يتمنى داخله الا تعزم نفسها وتطلب رفقتهم
فعلا يانغم صدفه عجيبه
ونظر نحو صديقتها ليرحب بها وبعدما شعرت نغم بعدم رغبته في اطاله الحديث معها وكيف يقبض على كف هناء التي رحبت بها أيضا ولكن داخلها كانت لا تتمنى رفقتها لشعورها بمشاعرها نحو زوجها
صورة كانت تلتقط لثلاثتهم وعنصر اخر كان يدخل في تصفية الحسابات ولكن تلك المره كان العنصر داعما
ناقص تدخلي جوه اللوحه ياياقوت
ابتسمت على مازحته
لو سامحت متتريقش عليا... انت كمان بتنسي نفسك وسط شغلك
همهم مفكرا وهو يحك ذقنه
عندك حق... بس انا اسمع ان الرسامين مجانين شويه
افندم
هتف بها أحدهم كان يمر جانبهم مستنكرا حديثه
اسفين يافندم
تقبل الرجل اعتذارها رامقا حمزه بنظرات ساخطه... ثم انصرف لتكتم هي صوت ضحكاتها
عجبك كده
أشار نحو حاله وهو يهتف بسخط مماثل
بقى انا يتبصلي البصه الحقيره ديه
مش انت اللي غلطت
امتعض وهو يجرها خلفه
مش اتفرجتي ودقتتي كل رسمه يلا بينا
اسرع في جذبها خلفه وهي تضحك رغما عنها متمتمه بأسمه حتى اوقفهم صوت هاشم
ازيك ياحمزه
صافحه حمزه وقبل ان يهتف هاشم بسؤالها لما لم تخبره برغبتها بالمجئ لهنا وكانت أتت برفقته
عن اذنك ياهاشم
ألتقط يدها ثانية تسأله بفضول
رايحين فين بس قولي
ولم يعد يسمع اي حديث اخر فقد ابتعدوا عنه.. كانت عيناه تتبعهم ليتنهد وهو يمسح على وجهه وكان قلبه لأول مره يخفق بقوة راغبا بتلك المشاعر
..............................
فتحت ندي عيناها واغلقتهما ثم عادت تكرر فعلتها بسهاد... كان شهاب جالس جوارها يعمل على حاسوبه
مالك ياندي
اعتدلت في رقدتها وهي تزفر أنفاسها لا تعرف كيف تنهي قلقها وحيرتها
شهاب انا بقيت خاېفه على مريم
لم تفضح امر مريم فقد أقسمت لها أن لا تفشي سرها ولم ترغب أيضا في ڤضح ابنة شقيقتها وتغير نظرت الجميع لها ... تعرف طباع مريم اذا عوقبة سيزداد الأمر سوء معها
مالها مريم ياندي
مريم كبرت ياشهاب واحنا لسا مش حاسين انها كبرت
ابتسم وهو يتذكر كل تفاصيل طفولتها ثم تسأل
طيب ما اي حد بيكبر ياندي... وطبيعي اننا لسا مش حاسين ان مريم كبرت... ديه لسا طفله بضافيرها
انا قولت برضوه مش هتفهمني ياشهاب
كاد ان يجيبها الا ان رنين هاتفه جعله ينظر لها فنظرت له هي الأخرى بنظرات فاحصه
مين اللي بيتصل بيك دلوقتي
ألتقط هاتفه وكانت الأسرع في رصد اسم المتصل
انت رجعت تعرف معتصم من تاني ياشهاب
لم يعطيها اجابه تريحها فهتف مجيبا
ايوه يامعتصم... بتقول ايه
ثم اردف ساخطا تحت نظرات ندي
يعنى متصل بيا دلوقتي تقولي بحب سمر سكرتيرتك... اقفل يامعتصم
لتتسع عين ندي ذهولا
معتصم وسمر مش معقول!
.............................
جلس جوارها فوق الفراش بخفه حتى لا تشعر به... تأملها وحديث احد اصدقائه يدور بعقله ويخترق أذنيه
يعني يوم ما تتجوز يافرات تتجوز واحده خريجة سجون...
وعندما لم يتلقى منه صديقه اجابه هتف غير مصدقه
حبيتها ياحضرة المقدم
وعند نطق صديقه ذلك اللقب... كانت اجابته
صباح الخير ياحضرت الفنانه
ابتسمت رغما وهي تفرك عيناها
صباح النور
هي الساعه كام دلوقتي
نظر لساعته ثم عاد يشبع عيناه منها
لسا فاضل ساعتين على ميعاد شغلك... اهم حاجه تفطري قبل ما تخرجي ياياقوت سامعه وهسأل ندي لا الا انتي عارفه العقاپ
حاضر
اعملي حسابك هنتغدي بره النهارده
وياسمين
ابتسم وهو يعود لهندمة أكمام سترته
هنغير مثلا ولا ايه
فوثبت على اقدامها تشاكسه مثلما يفعل
هغير ليه مثلا.. انا متجوزه حمزه الزهدي بعيلته الكبيره وانا راضيه
وتعلقت بعنقه تتلاعب بحاجبيها
بس ده ميمنعش اني طماعه في حقي فيك
اجاده إلقاء عبارتها لتتسع ابتسامته شيئا فشئ
حمزه الزهدي ليكي انتي لوحدك
ومال نحو اذنها هامسا
بقيتي تعرفي تغويني صح ياياقوت وحمزه الزهدي رفع رايه الاستسلام
وابتعد عنها غامزا
وكسبتي الجوله
وليست النساء من تخسر اذا قررت الفوز
..............................
سارت بالمزرعه بخطي شارده تتأمل العاملات وهم يعملون... تتذكر حالها وكيف كانت تعامل بقسۏة
الكل كان ينظر لها بحسد يتهامسون بالشئ الذي اخبرتها به حوريه من الاقاويل التي تدور عنهم
ربتت حوريه فوق كتفها بعدما تركت مكان اشرافها الذي نقلت اليه
الكل بقى يحسدك على اللي انتي فيه... ومدام الواحده مننا معملتش حاجه غلط تمشي رافعه راسها
ابتسمت صفا لها فرغم انها لم تخبرها بتفاصيل زيجتها من فرات الا ان كلمه واحده اخبرتها بها فصدقتها
انها لم تكن عشيقة لفرات وان هذا الطفل ناتج عن زواج وليس طفل ژنا
ياريت الناس كلها زيك ياحوريه
كادت ان ترد عليها حوريه الا ان ألتقطت عينيها قدوم فرات نحوهم وجانبه يسير عنتر
جوزك جاي علينا.... اروح اشوف شغلي انا بقى
وانصرفت حوريه سريعا بخطوات مرتبكه... ليقترب منها فرات
فهتف عنتر
ازيك ياهانم
هانم كلمه فهمت وادركت انها لا تساوي شئ حينا دلفت السچن لسنوات وقد جردها وعلمها ان الكل سواسيه ولكن عيشتها مع هؤلاء جعلوها تستشعر معنى الكلمه وعزوة اللقب وداخلها يضحك ساخرا.. ف هذا الذي ينعتها ب الهانم يوما ضربها بعصاه التي مازال يحملها
الدكتوره مستنياكي!
تعلقت عين الخادمه الصغيره بالزوجين وعيناها تلمع بشغف
منذ خدمتها بالمنازل لم تقابل
زوجين هكذا
انتبه شريف على وقوفها وتحديقها بهم
مش حطيتي العشا خلاص تقدري تروحي
ابتلعت لعابها بحرج ومسحت يداها بعبائتها
اه يابيه...اجي بكره الساعه كام
شريف متخلهاش تتأخر عليا بخاف اقعد لوحدي وانت في شغلك
هتفت بها مها فتمتم بحنو
حاضر ياحببتي
ونظر نحو الخادمه التي تدعو نعمه
متتأخريش بكره الساعه تسعه تكوني هنا
حاضر يابيه
وانصرفت الخادمه وهي تهتف داخلها
ده كان بيبوسها قبل ما ادخل عليهم...
ثم اردفت بحسره
ناس عايشه ومتهنيه وناس بتخدم في البيوت
اتبعت رؤى مريم حانقه بعدما سدت عليها جميع الطرق بأنها لن ترافقهم في سهراتهم ثانيه وقد اعترفت لخالتها بخطيئتها
خلاص بقى يارؤي..قولت مش هسهر تاني معاكم
كانوا قد وصلوا لبوابه المدرسه.. لتتعلق عين مريم بهديل التي وقفت تطالع المدرسه بحسره واعين دامعه
أسرعت مريم نحوها ولكن رؤى ظلت واقفه بعيدا تتابع الامر بعينيها فهى لا تحب هديل ولا تراها الا شريدة متطفله علي طبقتهم
عندما اقتربت مريم منها... ألتفت هديل بجسدها واسرعت في الإبتعاد
هديل استنى ياهديل.... انتي صحيح طلعتي من المدرسه
سقطت دموعها... فالمنحه قد دمرها والدها في نهايه عامها الثاني بأخر امتحان بعدما تهجم على مدرستها
ولم يعد لها لا مستقبل ولا حضڼ والدتها الحاني فقد تركتها ورحلت لعالم اكثر راحه من قسوه والدها وذل الحياه
هديل ردي عليا
جذبت مريم مرفقها لتدور هديل نحوها بعينيها الباكيه
ليه سيبتي المدرسه ياهديل
اللي زي مبيتعلموش يامريم... ارجوكي سبيني في حالي
أرادت الهروب من نظراتها ولكن مريم عادت تسألها بفضول عن احوالها وكيف لن تكمل سنتها الاخيره وتدلف للجامعه مثلهم... وما كانت ثرثرتها الا تزيدها حسره
كفايه كلام يامريم.... مش هبقي ولا هكون زيكم... انا دلوقتي بدور على لقمة عيشي عشان اعيش
وقفت مريم صامته تتابعها وهي تتحرك بعيدا عنها ورؤي تقف على مقربه تناديها ف السائق الخاص بها قد أتى
ألتفت مريم بجسدها لترحل كما وقفت هديل ولم تتحرك وعادت تلتف مرة أخرى تتذكر صڤعة والدها لها بأن لا تعود الا وقد وجدت وظيفه تعمل بها
مريم
ادارت مريم جسدها لتنظر إليها.. فأطرقت هديل عيناها ارضا
ممكن تساعديني ألاقي شغل... اي شغل انا موافقه اشتغله حتى لو خدامه عندكم
ذلذلت الكلمه قلبها... ف زميلتها التي تماثلها بالعمر تطلب ان تعمل لديها خادمه وهي تعيش كالملكه لا شئ تطلبه الا ويلبي لها
وبعد اكثر من نصف ساعه كانت اثنتيهم
متابعة القراءة