غرام المتجبر بقلم شيماء سعيد كامله
المحتويات
بعض
جلس على طرف الفراش الآخر
كان يقف على تلك العربه المخصصة لبيع الكبده فهو يعمل عليها منذ وفاه والده ليكفي والدته و أخيه نظر إلى ساعته ها هو اقترب معادها ستأتي الآن لتأخذ السندوتش الخاص بها مثل كل صباح قبل ذهابها إلى المدرسه فهو على هذه الحاله كل يوم منذ عامين اتسعت ابتسامته عندما
غرام صباح الخير واحد كبده يا جلال بس بسرعه و النبي
أراد الحديث معها يطول إلى ما لا نهايه لذلك سألها هو حضرتك في سنه كام
غرام في تالته ثانوي و انت
اتسعت ابتسامته أكثر و هو يجيب انا في أخر سنه حقوق
انتهى الفلاش باااااااك
عاد إلى الواقع مره اخرى وجدها انتهت من طعامها سحب نفسا عميق و هو يقول بجديه انك تمنعي نفسك من الأكل و الشرب ده مش عقاپ ليكي أو ليا ده مۏت انتي موجوعه و في حاله كبيره من الاڼهيار بس اللي انتي فيه ده مش حل او حتى هيرجع لك حق لازم تكوني قويه عشان تقدري تاخدي حقك
غرام انا تعبانه و مش قادره اكمل كل ما ابص لنفسي في المرايا اشوف واحده مكسوره مزلوله
تركها تفرغ تلك الشحنات من قلبها لأن بعد تلك اللحظه لا مكان للضعف قام من مكانه و واقف أمامها كفايه كلام وقت الۏجع انتهى دلوقتي وقت اخد الحق و طول ما انتي ضعيفه مش هتعرفي تاخدي حقك
نظرت داخل عينه و هي تقول برجاء هتقف قصاد اخوك اللي عملت كل ده عشانه و تاخد حقي يا جلال
جلال ده حقي انا مش حقك انتي ني انا به بارده لا منها مۏت و لا عايش تربيتي و عمري راحوا على الفاضي على واحد لما حب يكسر كسر اللي عمله بني آدم كسرني في اكتر حاجه كنت عشانها شايل حته من جلال بعيد كل البعد عن المتجبر
أنهى حديثه و تركها و رحل تغمض عينيها بتعب لم تفكر بأي شيء الآن قفط تريد النوم و الهروب من ذلك الواقع المخيف الذي سلب منها كل شيء لم يتبقى منها سوى بقايا أنثى
عاد غيث اخيرا لقصره بعدما انتهت متعته مع تلك الفتاه دلف إلى غرفه نومه وجدها فارغه اغمض عينه بملل مثل كل ليله تهجره و تنام مع طفلهم أغلق
الغرفه و ذهب إلى الأخرى
تحت مسمى زوجته أمام الجميع و في الحقيقه هي أم طفله فقط ليعود هو كما كان
شعرت
بحركه غربيه بالغرفه لتفتح عينيها بقلق لتجده أمامها انتفضت من مكانها بنفور
عاليا انت ازاي تدخل من غير استئذان
ابتسم بسخرية و هو يقترب منها أكثر أسف يا ست عاليا على الخطأ البشع ده ازاي ادخل اوضه مراتي و ابني
لمست السخريه في صوته لذلك قالت بقوه لا انا مراتك و لا انت جوزي و الكلام ده من سنين يا ابن الشافعي أنا و أنت زي الشرق و
الغرب مستحيل نتقابل مع بعض
غيث عارف اصل عاليا هانم مستحيل تخلي واحد زيي يقرب منها أصلها بتقرف
سخرت هي تلك المره انا فعلا بقرف من أفعالك بص انا معرفش في الدين كويس بس اللي اعرفه ان ال اللي زيك لا يناكح غير الزنيه يعني الزباله اللي انت تعرفهم مش انا خلاص عشان كده ريح نفسك و ابعد عني انا هنا بس عشان ابني اللي انت حرمتني أخرج بيه
غيث پغضب انتي شايفه انك تمنعي نفسك من جوزك صح و حلال طالما بتتكلمي في الحلال والحرام و انك بتخليني اروح للحرام بسببك
عاليا انا كنت معاك و مالك و انت روحت للحرام عادي عشان كده مش انا السبب في اللي انت فيه و لو خاېف اوي من الحړام اتجوز
وقعت عليه الكلمه مثل الصاعقة حبيبته تنفوره لدرجه تريده يتزوج بدلا عنها كيف و متى وصلت الحياه بينهم لتلك الدرجه
غيث لدرجه دي بطلتي تحبيني
عاليا انت المشكله في ايه اني مسمحاك و عايزك اكتر مما تتخيل لكن كل ما تقرب مني افتكر ان غير كانت في نفس ده من ساعه انا مش قادره اعيش معاك يا غيث و لا قادره ابعد عنك
نظر إليها عاجز هي معها كل الحق إلى متى سيبقى هكذا و لكن تلك الحمقاء لا تعلم حقيقته فهو يقترب من غيرها حتى لا يإذيها هي فهو بشع مع الجميع في تلك اله إلا معها هي فهي جوهرته الغاليه و من المستحيل يكون سبب في الألم لها
شيماء سعيد
في صباح يوم جديد في تمام الساعة السابعة إلا ربع كانت تدق احد الخادمات على غرفه غرام أما هي فلم يغمض لها عين منذ أمس و عندما سمعت صوت إلى إذنت للطارق بالدخول
الخادمه بيقولك جلال بيه الساعه 7 تكوني في اوضه السفره
غرام تمام روحي انتي
دقائق و كانت تدلف للغرفة وجدته جلس على رأس الطاوله بوقار و هو ينظر إلى ساعته
جلال متأخره دقيقه و ده غلط عشانك هنا كل حاجه ليها عقاپ
ظلت مكانها تنظر إليه لعده ثواني كأنها تنظر لبنى آدم لأول مره تراه في حياتها أين حبيبها و حياته البسيطه الممتعه أين ابتسامته الجذابة بدل
ذلك الوجه الحديدي أين ذلك الدفئ الذي كانت تشاهدها دائما في عينه لتقول بتساؤل
غرام انت مين و فين حبيبي
ذهل من سؤالها المفاجئ هذا و لكن رد عليها بكل برود اكتسبه من الحياه جلال عزام المتجبر أما فين حبيبك فهو ماټ و انتي بنفسك اخدتي فيه العزا فاكره
و الا لا يا
بنت قلبي مش ده كان كلامك في آخر مقابله بنا
نظرت إليه بذهول هو الكلام له وقت
لم يرد عليها و نظر إلى ساعته ليقوم من مكانه و يحمل أغراضه و اختفي من أمامها لتنظر لاثره عدم تصديق من ذلك الرجل الذي كانت تعلمه أكثر من نفسه و الآن غريب عنها كل تصرفاته عجيبه لم تفهمها و لا تتوقعها
شيماء سعيد
الفصل الثالث بقلم شيماء سعيد
شهر مر و هي كما هي تحاول التعايش مع تلك الحياة الجديدة
لا ترى جلال إلا على مواعيد الطعام غير ذلك هي بجناحها و هو بالخارج
فتحت عيناها في صباح يوم جديد نظرت حولها پغضب كانت تتمنى لو لم يطلع عليها نهار جديد بالحياة
مهما حاولت لم و لن تنسى ما حدث معها أو حتى تقبل حياتها بعده
بعد نصف ساعة كانت أمام غرفة الطعام في موعدها دون تأخير
وجدته يترأس الطاوله بكل برود و وقار مثل عادته جلست على يمينه بصمت
فهو يكره الحديث على الطعام ظلت تأكل بصمت بعض الوقت
ثم رفعت نظرها إليه لتجده ينظر إليها بتعمل عينه بها
الكثير ثواني و خرج صوته الجاد مردفا
جلال قولي عايزه تقولي ايه
اتسعت عيناها بذهول اهو مازال يعلم ما تريده! اهو مازال يقرأ ما تعكسه عينها!
أخذت نفسا تحاول بلع تلك الغضه التي احتلت حلقها ستظل تحبه مهما حدث ثم اردفت
غرام عايزه اعرف حياتي اللي جايه هتكون ازاي
عاد بظهر للخلف يعلم أنها تود العوده للجامعه و يعلم أيضا انها تريد الفرار من أعين الجميع
اردف من بكره هترجعي الجامعه تاني عشان تلحقي اللي باقي من السنه بس مش الجامعه بتاعتك أنا قدمت ليكي في جامعه خاصه بدايه جديده تنسى بيها كل اللي فات
هو كان يحاول أخرجها من الماضي يحاول أن يجعل لها حياه جديده بعيدا عن ما حدث معها
و لكنها هي فهمت شي أخر و تحولت ملامح وجهها للڠضب
تنسى يريدها أن تنسى ما حدث معها من المستحيل نسينه أو حتى التغلب عليه
هو أصبح شخص حقېر ظل يوعدها بأخذ حقها و الآن يريد منها النسيان
كان يخدعها كيف صدقته بكل حماقه كيف صدقت انه سيأخذ حقها من أخيه!
قامت من مقعدها و أردفت پغضب أعمى انسى انت فاكر أن ممكن الفلوس تخليني انسى اللي اخوك عامله فيا بتضحك عليا و تقولي هاخد حقك و دلوقتي بتقول انسى لدرجه دي مبقاش عندك قلب أو ضمير عايز تشتري سكوتي يا جلال بيه
ظل يسمع كل كلمه تخرج منها بصمت و هدوء مريب فهي جنت أكيد
كيف ياخذها عقلها المړيض لتلك النقطه! كيف تخليت انه اصبح حقېر لتلك الدرجة!
قام من مقعده و تقدم منها بخطوات ثابته لتعود هي للخلف بتلقائية
اصطدم ظهرها بالحائط لتصرخ بړعب من عينه التي تشبه الجمر مردفا بفحيح بجانب اذنها
جلال عارفه لما حد غيرك كان اتكلم معايا كدة كان زمان أهله بياخدوا العزا فيه بس من رحمه ربنا ليكي حبك اللي جوا قلبي مناعني اعمل كده أنا لما قولت هاخد حقك قولت كدة عشان اطفي ڼار قلبي مش قلبك و لسه عند كلمتي حقك هييجي أما موضوع الجامعه فأنا عملت كده عشان مرات جلال عزام مش مكانها في الجامعات الحكومية مش من مستوى جوزك
ابتعد عنها عندما شعر بروحها
على وشك مفارقه ربك انها جات على اد كده خافي بقى عشان المره الجاية ممكن تطلع فايدي فعلا و محدش هيعرفك طريقة أو حتى هيكون ليكي ديه
جلست مكانها على الأرض غير مصدقها ما يحدث حولها
جلال ذلك العاشق تحول لذئب يأكله كل من اقترب إليه
تشعر أنها بداخل حرب و نهايتها ستكون مۏت أحدهم
أقل من ثانية و اڼفجرت بالبكاء تريد الفرار من ذلك العالم لعلها ترتاح
و لكن كيف ترتاح و القهر أصبح حليفها أين امانها! أين جلالها!
شيماء سعيد
دلف غيث لغرفة طفله
هو يعلم أنها بها لا يريد
متابعة القراءة