رواية انا لها شمس( الفصل الثاني والاربعون ) بقلم روز امين

موقع أيام نيوز

بحلاوة اللحظة 
مبروك يا حبيبي يتربوا في عزك وعز بابا وماما
إلتفتت عصمت لتطالع ذاك الناظر لزوجته تارة ولشاشة الجهاز تارة أخرى باذبهلال وتيهة وعلامات الدهشة والفرح ظاهرة على وجهه وفجأة وبدون سابق إنذار بدأت عيونه تلتمع بغيمات الدموع لتهرول إليه والدته لتحتضنه بقوة وهي تردد 
ربنا عوض صبرنا خير يا حبيبي ورزقنا بولد وبنت هيملوا علينا البيت فرحة
ابتعدت عنه ليأخذ نفسا مطولا كي يتحكم بدموع الفرح ويمنعها من النزول لتميل هي وتقترب على إيثار تقبل وجنتيها وجبهتها بحفاوة وهي تتحدث
قولت لك قبل كده إن وشك وش السعد على بيتنا ډخلتي علينا وجبتي معاك الفرح والخير كله
تلبكت أمام سعادة تلك السيدة الهائلة لتنطق بنبرة مرتبكة 
يا حبيبتي يتربوا في عزك وعز بابا وفؤاد 
هرولت السيدة إلى الطبيبة التي تشاهد تلك اللحظة بتأثر شديد لتقول بلهجة حماسية 
من فضلك يا دكتورة عاوزة صورة أوريها لجد الأولاد برة 
أجابتها باحترام وحفاوة 
حاضر يا دكتور عصمت 
مال حتى اقترب من وجهها لينطق بصوت متلبك تأثرا باللحظة 
شكرا لأنك في حياتي وشكرا لربنا لأنه بعتك ليا علشان تحققي لي كل أحلامي
مبسوط... نطقت بها بعينين تفيض حنانا وسعادة لأجله ليخرج صوته متلهفا 
فيه مشاعر مهما حاولنا نوجد لها كلمات هيبقى صعب تلاقي الكلمة الدقيقة اللي تشرح المعني الحقيقي للشعور وتعبر عنه واللي جوايا وحاسس بيه حاليا عمر ما كلمة بسيطة زي مبسوط هتقدر توصفه
نطقت بصوت حنون 
ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
ليكتفي بقبلة حنون بباطن كفها كي يبث لها المعنى الذي شرحه لها من ذي قبل مما أدخلها بحالة من الهيام 
إنتهت الطبيبة من أخذ الصورة وتحركت المساعدة لتنظف لها مكان السائل من فوق بطنها أخذت عصمت الصورة وخرجت سريعا لينطق فؤاد بسعادة 
ماما يا حبيبتي هتطير من الفرحة. 
تنهدت لتنطق وهي تعتدل بجلوسها 
إنتوا عيلة جميلة وتستاهلوا كل حاجة حلوة
بالخارج هرول علام بسؤالها الحنون 
طمنيني على إيثار والبيبي 
نطقت بحبور لطمأنة الجميع بعدما هرول عليها أيهم وقام بالسؤال عن شقيقته 
إيثار زي الفل
ثم رفعت الصورة بوجه علام لتنطق بما جعل من دقات قلب الرجل تقفز من مكانها فرحا ورقصا 
إتفرج على أحفادك يا سيادة المستشار جاي لنا ولد وبنوتة زي القمر وماشاء الله صحتهم زي الفل
انعقد لسانه من هول المفاجأة واعتلت الفرحة ثغره حتى أنه بدا أصغر من عمره من شدة حبوره فهكذا هي الفرحة تمنحنا نشوة من نوع خاص تتخلل إلى أرواحا وقلوبا وتنتقل إلى ملامحنا لتجعلها تبدوا أصغر مما هي عليه بأعوام وأعوام ابتسمت لتنطق من جديد 
إيه يا سيادة المستشار مش هترحب بأحفادك
بيد مرتجفة تناول الصورة ليتمعن بها بعينين لامعتين وقلب ينتفض

فرحا ليخرج صوته أخيرا وهو يقول 
الحمدلله ربنا يمد في عمري لحد ما ينوروا الدنيا وأشيلهم على إيديا وأملي عيني منهم
وضعت كفها على ظهره لتمرره صعودا وهبوطا بحنان وهي تقول بيقين 
إن شاءالله تشوفهم وتربيهم بنفسك مع فؤاد يا علام
تطلع عليها وحنان الدنيا بعينيه لينطق 
إن شاءالله يا حبيبتي
اقترب ماجد ليحتضن علام وهو يربت على ظهره بحفاوة 
الف مبروك يا باشا يتربوا في عزك وعز الدكتورة وسيادة المستشار 
تسلم يا حبيبي...قالها علام بابتسامة بشوشة لينظر الاخر إلى عصمت مهنئا 
مبروك يا دكتورة
نطقت بابتسامة رائعة اظهرت كم حبوها الهائل 
ميرسي يا ماجد
هنأهما ايضا أيهم الذي كان يتطلع على الباب ليجده يفتح وتخرج منه شقيقته يساندها زوجها ليهرول عليها ويسألها وهو يتمعن بملامحها 
إنت كويسة يا إيثار
ابتسمت لطمأنته وهي تقول 
الحمدلله يا حبيبي بخير
إحتضنها وهو يقول بسعادة 
مبروك يا حبيبتي ألف مبروك 
ثم ابتعد وتطلع على فؤاد الذي بادر باحتضانه كي يجنبه حرج اللحظة
تم نسخ الرابط