رواية لن أبقى على الهامش (كاملة حتى آخر الفصل الاخير) بقلم نداء على
المحتويات
لا تعلم من هو تطلع إلى ملامحها بتفحص إلى أن سألها بترقب
همس انتي كويسة
همس بتعب فين مودة
فيصل قوليلي الأول انتي كويسة مودة روحت بيتها أنا معاكي.
اعتدلت همس رغم تعبها قائلة
متشكره تقدر تمشي.
امسك يدها فنفضت يده بقوة فاجأته لتتحدث بتحذير
الايد اللي لمست غيري مستحيل تلمسني تاني يا فيصل كف ايدك ده من شوية كان حاضن ايدها بكل سعادة وشفتك بعيني.
ارجوك طلقني يا فيصل طلقني وابعد عني
هب واقفا ونظر إليها بجدية قائلا بلهجة قاطعة
مش هيحصل يا همس قولتلك قبل كده انا مش هطلقك
ابتسمت همس واجابته بنفس الثقة
متشكره يا دكتور أنا كده عملت اللي عليا
فيصل پغضب
تقصدي ايه يا همس
همس قصدي هتعرفه في وقتها لو سمحت انا تعبانه ومحتاجة أنام مش قادرة اتكلم
لو علمت أنه ابن أبيه لأعلنت ڠضبها ورفضها لوجوده.
جال بخاطره ذكرى بعيدة لزواج والده بأخرى تصغر والدته وتفوقها جمالا كسرت كبرياء وقلب والدته لكنها لم تتخل عنه بل أفنت ما تبقى من عمرها في احتوائه وتربيته بينما ابتعد والده وانشغل بعالمه الجديد ولم يلتقي به منذ تلك الليلة سوى لحظة الوداع الأخير فقد ټوفي والده تاركا خلفه قلوب محطمة
داخل مشفى ضخم يرقد جثمان والده وبجواره اولاده من زيجته الثانية نظر إليهم فيصل بغيرة فها هم يحيطون بوالده في حياته وعقب ۏفاته بينما هو قد حرم منه لم يتسنى له ان ينعم بقربه ولم تأته فرصة لوداعه
تتابعت دموعه بغزارة وكأنه مازال واقفا بينهم فأفاق من شروده وغضبه يحركه
أنا مستحيل اظلم ولادي زي ما ابويا عمل ومش معنى اني هتجوز اني انساهم وهتشوفي يا همس!!
الفصل التاسع
منذ ان عادت بمفردها إلى بيتها ورأسها يدور بداخله تساؤلات لا حصر لها ترى هل هي مخطئة وما الخطأ في وقوع أحدنا أسيرا للحب أما يقولون أن القلوب مأمورة ولا سلطان عليها هي مطلقا لم تتقرب إلى فيصل بل جاهدت في الابتعاد لكنها لم تستطع تلك كانت قناعاتها هي ولكن الحقيقة دائما لها وجه واحد وجهها لا يراه سوى من يبعد عن عينيه غشاوة الرغبة وجنون الامتلاك...
توردت وجنتاها ونظرت إليه بامتنان قائلة
أسفه يا فارس كنت مستعجلة لأني اتأخرت عالشغل.
فارس بجدية ولا يهمك انت دايما مستعجلة يا كاميليا.
كاميليا بحدة
تقصد ايه اسمع يا فارس مش معنى اني رفضت ارتبط بيك تتعامل معايا بالشكل ده انت مهما حصل ابن عمتي.
فارس بكبرياء جريح
وانتي بالنسبة ليا اخت مش اكتر وموضوع ارتباطنا ده كان بسبب إلحاح أمي.
كاميليا بتوتر يعني انت مش بتحبني!!
فارس بسخرية
طبعآ بحبك زي اختي الصغيرة بالظبط واه بالمناسبة مبروك عالخطوبة عقبال الفرح.
كاميليا بعناد قريب ان شاء الله
فارس ربنا يسعدك انت وهو لايقين علي بعض في بينكم كيميا عالية
كاميليا مش عارفه حاسة انك بتتريق ليه
فارس بصوت هامس
لما هتحبي بجد يا كاميليا عيونك هتتكلم قبل ما انتي تتكلمي هتلمع بطريقة مختلفة مش هتنطفي بالشكل ده.
تركها واقفه وغادر صافقا خلفه الباب پغضب فشل في اخفاءه بينما تمتمت هي بحزن
مش نقصاك والله يا فارس ليه كلكم واقفين ضدي.
مر ما يقرب من النصف ساعة وكاميليا واقفه بانتظار سيارة تقلها الي المشفى دون فائدة تأففت بضيق فقد تأخرت للغاية نظرت إلى ساعة يدها وتحدثت پغضب قائلة
اوف هو يوم باين من أوله اتأخرت جدا
تحدث من خلف ظهرها قائلا
تعالي أوصلك في طريقي
التفتت اليه قائلة لأ مش عاوزة
تحرك فارس دون ان يلتفت إليها قائلا
براحتك أنا قولت أساعدك
هرولت خلفه بغيظ إلى أن لحقت به قائلة
استنى انت ما صدقت قولتلك لأ
فارس وهو لازم كل حاجة اتحايل عليكي مرة واتنين
كاميليا بحزن
مش يمكن بشوف رد فعلك بشوفك بتتكلم بجد
ولا مجرد عزومة وكلام عالفاضي.
فارس كل شيء ممكن يا دكتورة تعالي اوصلك مع ان طريقنا مش واحد.
صعدت كاميليا إلى جواره وتحرك فارس في صمت فلم يعد هناك ما يقال.
لم يصدق ياسين انه قد عاد بالفعل إلى بيته وأسرته يقبل يدا والدته بحب واشتياق واشفاق عليها مما أصابها من وهن العمر وتقدمه واه مما يعانيه قلب ابن ابتعد مجبرا عن حضڼ والدته وكلما عاد يستشعر ضعفا يبكي فؤاده خوفا من الفراق
اقتربت أماني تحمل بين يديه الكثير من أنواع الحلوى المختلفة التي أعدتها وتفننت في تزيينها من أجل زوجها الذي تضاعف غربته عشقها له.
كان محاطا بابنائه الثلاث وابنتيه فوق قدميه يستمدان من قوته قوة خاصة فقط بالابنة وابيها.
تحدثت أماني قائلة
انزل يا سما انتي وبوسي اقعدوا جمب بابا علشان يرتاح
اعترض هو قائلا سيبيهم ولا انتي غيرانة منهم
ابتسمت والدته بحب قائلة ربنا ما يحرمهم منك يابني
ياسين ولا منك يا ست الكل
تطلعت إليه أماني بغيظ قائلة
وأنا هغير من ايه انت ليا أنا لوحدي ولا عندك اعتراض!!
قالتها وهي تلوح بالسکين الذي تقشر به حبات البرتقال من أجله فرفع يديه قائلا باستسلام مرح
أكيد طبعا العمر مش بعزقه
تساءلت والدته في تعب قائلة
عملت ايه مع همس يابني
ياسين بترو متقلقيش ان شاء الله خير
الأم يعني اتصالحت مع جوزها ولا عملت ايه
ياسين اخر الاسبوع هروحلها ومش هسيبها غير لما اطمن عليها
أماني بغيرة طفيفة يعني يومين الأجازة هتضيعهم بعيد عننا !
ياسين يعني أسيبها لوحدها يام اسلام
أماني مقصدش والله بس ...
ياسين متقلقيش الاجازة مش هتضيع ولا حاجة ادعولها انتم بس ربنا ييسرلها الخير.
وعندما ترى من حولك قطعة من روحك تتحرك إلى جوارك تختلف الحياة بعينيك ويغمرك مشاعر أخرى لم يخيل إليك ان تحياها
رؤيته لأطفاله وقد تغيرت ملامحهم بغيابه عاما جديدا تدعوه إلى البقاء بعيدآ كي يضمن لهم تلك السعادة والاستقرار الذي يحلم به عليه البقاء بعيدا كي لا يضعف فيهدم بيديه عالمه الذي أسسه هو وزوجته.
في المساء وكما جرت العادة توافد الأهل والاصدقاء علي زيارة ياسين ورؤيته وكانت شقيقتاه أولى الحضور.
أتى أحمد والذي اشتاق الي صديقه تبادلا السلام والحديث لساعات إلى أن حل الليل وغادر كل إلى بيته ونام الجميع والسعادة تحيطهم وبقى هو يتذكر وكأنه لا يتقن شيئا سوى ادخار الذكريات
عودة بالزمن إلى سنوات مضت
تنهد بحزن وتمنى بصدق خالص أن تنعم فرح بحياة هادئة مع زوج يمنحها من الحب ما تستحق
لقد ټوفيت والدتها بعد زواج ياسين بثلاث سنوات ټوفيت من كانت سببا رئيسيا في حرمانه من فرح لكنه مطلقا لم يكن لها سوى الحب والتقدير وعند ۏفاتها كان حزنه مضاعفا من أجلها ومن أجل فرح.
ابتسمت فرح عندما رأته جالسا في انتظار قدوم شقيقها قائلة
ازيك يا ياسين عامل ايه
أجابها مبتسما الحمد لله بخير طول ما انتي بخير
فرح أحمد دقيقتين وجاي تشرب ايه
ياسين ولا حاجة تسلم ايدك قوليلي ايه رأيك في عادل موافقة ولا لأ
فرح بترقب انت ايه رأيك اوافق!
ياسين أنا شايف انه ابن حلال وطيب وهيحافظ عليكي عن أي حد تاني
فرح بشجن وتنهيدة متعبة بس خالتي صعبة مش حنينة زي أمي.
ياسين المهم هو بعدين هي في الأول والأخر خالتك.
لم تستطع البوح بما تريد فما تريد بات محالا ولم يستطع هو أن يخبرها أن الحياة عليها أن تستمر به أو بدونه لكنها وكعادتها أدركت ما يفكر به ولم تتركه في حيرته كثيرا بل أعلنت عن موافقتها قائلة
عندك حق أنا هبلغ أحمد اخويا إني موافقة واخليه يتفق معاهم.
دفعه بكامل قوته لكن مصطفى لم يتركه بل تشبث به قائلا
يا فيصل اعقل بلاش عبط هتفرج الناس عليك
فيصل پجنون أنا انا يترفع عليا قضية خلع ومن مين!!!
همس....معقول قدرت تعملها !!!!!!!!
مصطفى قولتلك همس غير رضوى مصدقتش.
فيصل وأنا مش هسيبها مهما عملت مستحيل اسيبها اوعى يا مصطفى خليني أروحلها.
مصطفى طيب اقعد واهدي بلاش تروحلها وانت متعصب كده
دفعه فيصل ولم يجبه بل اسرع في مشيته وملامحه لا تبشر بالخير
بحث مصطفى عن رضوى إلى ان وجدها فطلب إليها بلهجة جادة قائلا
تعالي يا مدام رضوى حالا عندي عالمكتب
لحقت به رضوي التي صدمت عندما صاح بوجهها قائلا
انتي كنتي عارفه ان همس رفعت خلع !
رضوى اه هي قالتلي
مصطفى بشراسة ومقولتليش ليييه!
رضوى واقولك ليه هي حرة!
مصطفى ممسكا معصمها بقوة يعني ايه حرة مفروض كنتي تعقليها ولا انتي مشجعاها!
رضوى سيب ايدي اقولك ايه وامتي وفين انا مستحيل كنت هقول لأني عارفه انك هتبلغ صاحبك في ساعتها وبعدين انت محسسني ان سيادتك كنت معايا وخبيت عليك انا كل اللي بيني وبين الشغل وبس..
وعموما ده حقها حقه يتجوز وحقها ترفض او توافق.
مصطفى كسر حقها ايه اللي بتقوليه ده دي قليلة الرباية..
رضوى قليل الرباية هو اللي يخون العشرة ويبص علي بنت غير مراته
مصطفى تقصدي مين يا رضوى!
ردي وفهميني قصدك ايه
فيصل انسان محترم وشايلها هي وولاده فوق راسه وبعدين بقاله كتير بيحايل فيها ورافض يطلقها تقوم تخلعه...
وبعدين انتي بتدافعي عنها ليه مش خير ولا ناوية تعملي زيها
رضوى لا اطمن لا انا زيها ولا انت زي فيصل
همس طلبت الطلاق مليون مرة وفيصل رفض أنا بقى مطلبتش الطلاق منك لأني ببساطة عارفه انك هتوافق وما هتصدق همس تقدر تربي ولادها وتعيش وممكن تتجوز واحد احسن من فيصل كمان لكن انا مقدرش ادخل راجل علي بناتي وللأسف مقدرش اتجوز غيرك.
تركته وغادرت وجلس هو يزفر في ضيق مما يدور من حوله
اخذت سوزي تداعب طفلتيها بملل بينما والدة زوجها تشاهد التلفاز
تساءلت سوزي قائلة
هو مصطفى اتاخر النهاردة كده ليه !
اجابتها بضيق ربنا يعينه بيشتغل ويشقي بقى همه تقيل
سوزي پغضب
تقصدي ايه يا حماتي خلي بالك كويس انا مش زي رضوى هسمع واسكت لأ أنا مش بسيب حقي!
والدة مصطفى پصدمة
هتعملي ايه يعني هتيجي ياختي ده بدل ما تنكسفي علي دمك وتسكتي بتردي
سوزي وانكسف ليه جايبة بنتين زي القمر وبعدين العيب في ابنك مش فيا ولا انتي متعرفيش ان اللي بيحدد نوع المولود الراجل مش الست يا حبيبتي.
والدة مصطفى اما انك بجحة بصحيح وانا كنت بقول عليكي مؤدبة
سوزي مؤدبة! وهو انتي ينفع معاكي أدب بس ملحوقة ان ما خليت مصطفى يقلب عليكي مبقاش أنا.
حملت سوزي طفلتيها وغادرت شقة حماتها
متابعة القراءة