رواية لن أبقى على الهامش (كاملة حتى آخر الفصل الاخير) بقلم نداء على
المحتويات
همس أمامه تنظر إليه بتحدي عيناها لا تحيد عن خاصته تبتسم بهدوء مستفز قائلة
هي كاميليا طارت فقولت ارجع للعش القديم ولا ايه
فيصل بتوتر
كاميليا مالها ومال كلامنا خلاص دي قصة وانتهت
همس عادي شوفلك قصه جديدة مش هتغلب يا فيصل
فيصل پغضب
لا والله شيفاني هوائي كل يوم مع واحدة راحت كاميليا ادور على بنت تانيه.
همس انت ليه بتاخد كلامي بالشكل ده أنا بقولك وجهة نظري على رأي فؤاد المهندس بلاها نادية خد سوسو راحت كاميليا شوف غيرها أصل همس للأسف مبقتش تنفع ولا هترجع
همس اشرب القهوة قبل ما تبرد يا دكتور ولو تحب تخرج معانا تعالى اصل أنا عازمه الولاد عالسينما ومفيش مانع تشرفنا.
تحدثت سوسن إلى مصطفى قائلة
البت اتجوزت وكانت عامله فرح ولا كأنها عيله مدخلتش دنيا قبل كده منها لله البعيدة وانا اللي كنت بقولك ترجعها وصعبانه عليا.
ماما لو سمحتي بلاش تجيبي السيرة دي تاني
سوسن يابني متزعلش حقك عليا هي الخسرانه
رضوى وقد فاض بها الكيل
وهو ابنك هيزعل ليه تخصه في ايه سوزي دلوقتي
سوسن بحدة وانت مالك أنا بتكلم مع ابني.
رضوى تتكلمي مع ابنك بعيد عني وعن بيتي ايه الجبروت بتاعك ده قاعده في بيتي وبتكلميه قدامي عن طليقته نفسي افهم نوعك ايه ياست انت!
رضوى بعصبية مفرطة لأ مش هسكت وانت كمان مالك مش على بعضك من ساعة ما عرفت انها اتجوزت حزين عليها أوي
مصطفى بشراسة وتحذير
ابعدي عن وشي احسنلك يا رضوى أنا مش طايق نفسي
رضوى باكية باڼهيار هبعد يا مصطفى أنا غلطانه اني صدقت ان واحد زيك ممكن يتغير
دلفت إلى غرفتها واحضرت حقيبة يدها وتوجهت إلى خارج الشقة قائلة
سوسن في داهية ياختي اما انك واطيه بصحيح مش طايقه نفسك كده ليه اوعي تفكري علشان رجله بتوجعه حبتين يبقى خلاص بكره يخف ويرجع احسن من الأول واجوزه ستك
مصطفى ملوش لزوم الكلام ده يا ماما استني يا رضوى لو سمحتي
سوسن بغيظ متسيبها يا بني تروح مكان ماهي عاوزه
ارجوكي يا رضوى نتكلم مع بعض كلمتين وبعدها اعملي اللي يعجبك لو سمحتي.
رضوى بحزن لأ أنا تعبت منك خلاص مبقتش قادره اتحمل حرام عليك انت بټنتقم مني علشان حبيتك ايه الذنب اللي عملته في حياتي وبدفعه تمنه على ايديك
مصطفى برجاء واعتذار يا رضوى أنا تعبان واعصابي مشدودة اتحمليني اليومين دول متعودتش منك تبقي قاسېة كده
رضوى منك ومن عمايلك يا حماتي عارفه أنا لولا بخاف من ربنا كنت اڼتحرت بسببك .
سوسن بدهشة وتعجب وكأنها لم تأت من قبل بذنب أو كلمة مسيئة
أنا! ده الناس كلها بتحلف
بحياتي وطيبتي بس نقول ايه بختي مايل معاكي ومع المنكوبه التانيه يلا منكم لله.
انتهى فيلم الكارتون الذي اصر اياد وشقيقه على مشاهدته بدار السينما ابتسمت همس بسعادة نابعة من سعادة طفليها وتساءلت
ها ياقلب ماما مبسوطين
اياد ومؤيد اه مبسوطين كتير يا ماما بابا راح فين
همس بيتكلم في الموبايل وراجع علطول
على مقربة منهما كان يجلس احد الرجال الذي ينظر إلى همس بتقييم وتذكر وكأنه يسترجع برأسه متى رأها من قبل
لحظات وابستم بانتصار وكأنه قد نال جائزة كبرى
اقترب من مجلسهم وتحدث باشتياق قائلا
مش معقول همس....انت همس الحياة
تعجبت همس من ذاك الاسم الذي لم يعرفه أحد سوى القليل من اصدقائها بالخارج وانتبهت إلى من يخاطبها لتشهق بلهفة
معقول! اساف عبدالملك.
الفصل الرابع والعشرون
لقد وصلنا إلى حافة الهاوية وما كان عليك إلا التشبث بيدي لا أن تدفعني دون اكتراث منحتك صك غفران وتمنيت ألا تذل قدمك من جديد لكنك فعلت وتكررت خطيئتك فماذا أنا فاعلة يا قدر لا مفر منه إلا إليه!
دفعها بلطف وإصرار إلى غرفتهما كي لا تغادر المنزل كما أرادت ابتعدت هي عنه قائلة بحدة
قولتلك أنا ماشيه يعني ماشيه.
مصطفى هتروحي فين دلوقتي يا رضوى استهدي بالله يا حبيبتي والصبح نتكلم الوقت اتأخر مش معقول تخرجي من البيت في وقت زي ده وبعدين أمي متقصدش تضايقك هي طبعها متعب شوية طولي بالك.
رضوى پجنون وحدة أطول بالي! لا يا شيخ
بس هنتظر منك ايه غير الكلمتين دول انت عمرك ما خفت على زعلي ولا مرة اتخانقنا فيها وجيت صالحتني كنت دايما أنا اللي ببدأ واتنازل انت اتعودت تدوس وأنا اسامح بس خلاص أنا فاض بيا افهم بقى يا مصطفى رصيدك عندي خلص مبقاش جوايا حاجة تشفعلك.
مصطفى ولازمته ايه الكلام ده مش معقول مع كل موقف يحصل تفتحي في اللي فات يا رضوى انت كنتي منتظره مني ايه اطرد امي مثلا من البيت ولا أعلي صوتي عليها
رضوى كنت منتظره منك تبقى راجل
مصطفى پغضب رضوى!
رضوى بصدق
ايه كلامي ضايقك أسفه بس حقيقي كان نفسي تبقى راجل ليا مش عليا يا مصطفى لما اتقدمتلي عجبني قوة شخصيتك قولت هو ده الراجل والسند اللي طول عمري بتمناه.
تعالت انفاسها وفشلت في كبح دموعها ونظرت إليه بخيبة أمل قائلة
وللأسف مفيش حد كسرني أدك أنا تعبت منك يا مصطفى فاهم يعني ايه تعبت مبقتش عاوزه اكمل معاك بس مضطره حياة مفروضه عليا وڠصب عني عيشاها.
مصطفى پألم ياه للدرجة دي بقيت عبء عليكي
رضوى انت ايه كل حاجة مفروض تدور حواليك انت أنا مبتكلمش عنك ولا عن اصابتك اللي مش فارقه مع حد غيرك انت ايه اللي حصلك ومخليك يائس للدرجة دي رجلك هتتأثر واحتمال تعرج وايه المشكلة غيرك بيحصلهم بتر واپشع من البتر في ناس بتعيش نفسها مكسوره زي حالتي كده وده أبشع مليون.
انت مشفتش رد فعلك وملامحك اللي اتبدلت أول ما امك قالتلك على جواز سوزي.
مصطفى بهدوء أنا مش فارق معايا سوزي ولا غيرها كل الحكاية اني اتفاجئت وبعدين متنسيش انها أم بناتي.
رضوى پقهر
مستحيل انسى وهي دي حاجة تتنسي يا دكتور.
مصطفى محاولا امتصاص ڠضبها
يا رضوى والله ما زعلت عليها أنا بس اڼصدمت انها قدرت تتخطى علاقتنا وتنسى بناتها بالشكل ده وتتجوز وتعمل فرح وتعيش حياتها
رضوى حقها لا عيب ولا حرام
مصطفى ازاي يعني
رضوى زي الناس زي ما انت رميت بناتك ورحت اتجوزت وعملت فرح عادي حقها زي ما كان حقك وقتها ولا هو حلال ليك وحرام عليها
مصطفى بغيظ وحدة
انتي الكلام معاك ېحرق الډم
رضوى يبقى متتكلمش احسن واعمل حسابك من هنا ورايح أنا مش هسكت لحد ولو والدتك حاولت تضايقني هرد وهاخد حقي طالما الذوق مش نافع معاكم
مصطفى طيب اهدي الانفعال غلط عليكي
رضوى انت هتجنني انفعال ايه اللي غلط أنا وجودي معاكم هو اللي غلط بس نصيبي كده.
مصطفى بهدوء وحذر خوفا عليها من فرط ڠضبها
خلاص اللي شيفاه صح اعمليه وأنا أسف يا ستي وبالنسبه لأمي أنا كلمتها بره وشديت معاها واسألي البنات لو مش مصدقاني ومشيت زعلانه مني
استدارت توليه ظهرها فقد هدأت حدتها قليلا وتحدثت بحزن قائلة
كان ممكن من البداية تقولي كده يكفي احسن اني فارقه معاك.
جلس إلى جوارها قائلا
أسف تاني يا ستي وعارف انك مضغوطه مني ومن البيت وأمي والحمل وكل حاجة خلاص بقى يا رضوى مش اتفقنا منزعلش من بعض عالأقل علشان البنات
تنهدت بضعف قائلة اطلع اقعد معاهم وأنا هرتاح شوية واحصلك امتحاناتهم قربت ومش عايزه حاجة تقصر عليهم.
مصطفى حاضر هطلع وهنعمل فشار ونستناكي
رضوى هتعمل فشار!
مصطفى اه نفسي فيه تقريبا بتوحم بدالك
ابتسمت رضوى مرغمه وتحرك مصطفى إلى فتياته تاركا اياها تحظى ببعض الراحة.
جراح القلب لا يراها سوى من نفذت سهامها إلى فؤاده واستقرت بداخله شعور تعجز الكلمات عن وصفه لكن التجربة تجعلك تتشرب مرارته وتدرك مدى قسوته أن تلفحك نيران الغيرة وتتملكك رهبة الفقد
مشاعر آن لك ان تحيا معها.
تملك شديد وحميمية أجفلتها ابتعدت قليلا لكنه جذبها إليه من جديد قائلا
مش تعرفينا يا همس مين الاستاذ
مد اساف يده إلى فيصل قائلا بجدية
اهلا بحضرتك أنا اساف عبدالملك كنت جار همس وزي ما تقول كده متربيه قدام عيني
فيصل بغيظ لا والله غريبه همس عمرها ما اتكلمت عنك
تنحنحت همس بحرج قائلة
مجتش مناسبه يافيصل
تجاهلت الحديث إليه ووجهت حديثها برزانة يشوبها بعض الفضول قائلة
انت نازل مصر زيارة ولا ايه
اساف مبتسما إليها بعينيه وبصره يحتضن ملامحها التي غابت عنه لسنوات لكنها حفرت بداخله
يعني حاجة زي كده رحلة عمل ونوع من التغيير ويمكن ليا نصيب أشوفك.
همس بجديه اكيد طبعا صدفه حلوه جدا انت عارف اني طول عمري بعتبرك أخ ليا
اساف بتنهيدة قوية جعلت فيصل يتطلع إليه بحدة شرف ليا يا همس وحقيقي اجمل حاجة حصلت النهارده ويمكن من سنين اني انقابلت معاكي.
وجه حديثه إلى فيصل قائلا
صدقني همس دي جوهرة صعب تقابل في الحياة زيها كتير
فيصل بغيره واضحة اعتقد اني عارف الكلام ده بما انها مراتي
اساف بلباقة أنا مقصدش اضايقك
همس اطمن يا اساف فيصل جوزي راجل متفتح وفاهم ان كلامك مدح مش اكتر
اساف انا كلامي حقيقة يا همس اتمنى اشوفكم مره تانيه استأذن انا بقى
همس استنى انت رايح فين لازم تيجي تتعشى معانا تحدثت إلى فيصل قائلة
فيصل انت هتسيبه يمشي
فيصل بغيظ لأ ميصحش انت ضيفنا يا استاذ اساف ولازم تتعشى معانا
همس بسعاده اوعى تكون نسيت أكلاتي المميزه
قهقه اساف قائلا
ماهو أنا فاكر علشان كده خاېف أوافق واجي معاكم
فيصل محدثا نفسه
ابو شكلك عيل غتيت اصبري عليا ياهمس انتي والزفت ده
همس يلا يافيصل هات الولاد خلينا نمشي
فيصل ماشي اتفضل يا استاذ اساف
اساف بلاش ألقاب خليها اساف وبس
ابتسم فيصل بمجاملة قائلا
تمام يلا يا ولاد علشان نروح
اياد ببراءة حضرتك هتعيش معانا من تاني صح
التقت الأعين بنظرات متباينه فهمس قد اصابها شيء من الذهول فهي لم تنتظر سؤالا كهذا خاصة في وجود اساف الذي نظر إليها بتقييم وترقب وكأنه ينتظر توضيحا لما قاله اياد بينما نظر فيصل إلى اطفاله بندم فقد غرس بداخلهم احساسا بالخۏف كانوا في غني عنه لولا رعونته هو.
وبعض الأدوية مرارتها فرض ورغما عنا نتجرعه فقسۏة الألم لا تحتمل وكم من جراح نتمنى أن نجد لها شفاءا وان كان علقما.
تحدث فارس بهدوء إلى والدته قائلا
تعبت معاها يا ماما عنيده بشكل صعب لا راضية تاكل
متابعة القراءة