رواية خطايا بريئة(الفصل الثامن والثلاثين إلى الأربعون) بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز

هو اللي عملتيه فيه شوية ده انت كنت قليلة الذوق بشكل والله ما عارفة جاب طولة باله عليك دي أزاي...
ابتسمت رهفوردت وهي تقلب عيناها وتشعر بالخزي من عجرفتها السابقة
سعاد اقفلي انا غلطانة إني كلمتك
خلاص خلاص حقك عليا هقفل بس اوعديني أنك متخليش بمعاهدة السلام اللي بينك وبينه وهتخليك على حياد ومش هتخسريه
حاضر يا سعاد هحاول
خلي بالك من نفسك ومن الولاد 
حاضر
طرقات صاخبة على باب شقتها جعلتها تهرول قائلة
يوه ما براحة ياللي على الباب هي الدنيا طارت
اه طارت يا شهد وطار عقلي معاها بسبب اخوك
قالتها ميرال بعدما فتحت الباب لها لتعقب شهد على حديثها
والنعمة انتو جوز مجانين وهتجننوني معاكم
يا شهد هو اللي مش عايز يريحني
وهنا قالت شهد بصراحة متناهية 
انا اه بحبك وادافع عنك برقبتي بس هو معاه حق ...صاحبتك واطمنتي على جوزها وأجلتي مرة بسببهم...وبعدين هي بنفسها قالتلك افرحي يبقى ايه لزمتها
ما انا جاية علشان اقوله إني اقتنعت ومعنديش مانع
بس انا عندي
قالها وهو يخرج من غرفته ويجلس بسأم على أحد مقاعد السفرة امامها لتشهق هي پخوف وتهرول له متسائلة
هو ايه اللي عندك!
اجابها وهو يكبت بسمته بصعوبة بالغة على خۏفها ويدعي الڠضب 
مانع يا ميرال...عندي مانع ومش موافق
فرت الډماء من وجهها وتلعثمت وهي على حافة البكاء
محمد انت بتقول ايه
نكزته شهد بذراعه ووبخته
بس يا خويا اقعد كده...قال مش موافق قال ده انت ھتموت عليها ...وبعدين اتلم ومتخلنيش اسيحلك واجرصك عندها
ابتسم هو بلا فائدة لتربت هي على ظهر ميرال وتطمئنها
سيبك منه ده بينغشك
بجد!
قلد صوتها وكرر قولها ببسة مشاكسة وهو يهز رأسه
بجد...اه بجد...انا عارف مش هسلك معاك وشهد في صفك
عقبت شهددون مجاملة 
اه ياخويا في صفها وعلى أد حبي ليك على أد ما بحبها
امتنت ميرال لها
ربنا
يخليك ليا يا شهد...انت الوحيدة اللي مش بهون عليك
هنا عاتبها هو بعيون ضيقة 
هي بس اللي مش بيهون عليها تزعلك مش كده
اه ما انا هونت عليك
تنهد بعمق وقال بنبرة صادقة 
عمرك ما تهوني يا ميرال انا بجد مقدر اللي حصل ومقدر شعورك ناحية صاحبتك...ومش قاصد ازعلك وعلشان كده سبتك براحتك أنت اللي تقرري
طب انا قررت واستأذنت بابي ومعندهوش مانع نكتب الكتاب بكرة
تنهد بأرتياح وقال مرحبا
ولا انا عندي مانع
اتسعت بسمتها وهللت فرحة
طيب حيث كده بقى انا يدوب احضر نفسي ومحتاجة اشتري شوية حاجات من المول وعايزة شهد معايا
عقبت شهد بعفوية على طلبها
معاك فين انا مفهمش في شرى المولات بتاعكم ده وبعدين البت طمطم عند حماتي وكنت شوية وهروح اجيبها
علشان خاطري يا 
ولا منك
شاكسهم هو بعدما شهد على ما يدور بينهم ضارب كف على أخر بقلة حيلة
اتفقتوا ربنا يستر
ماشي أمري لله اخرجوا بس ياريت متتأخروش علشان طمطم 
هزت رأسها بطاعة وبينها وبين نفسها تحمد ربها أنه عوض احتياجها وحرمانها بأنتمائها لهم.
ابتاعوا الكثير من الاشياء حين وقفت هي مشدوهة أمام أحد العارضات الزجاجية لأحد المحلات لتباغتها شهد مستغربة
في ايه مال وشك جاب سبع الوان كده ليه!
أجابتها بخجل ووجهها يتوهج حد الاشتعال
هااابدا أصل
قالتها وهي تشير بنظراتها على أحد المعروضات التي جعلت شهد تعقب على حرجها
اصل ايه! ده لانچري يا موكوسة ايه اول مرة تشوفيه
لأ بس اوي! هو في ناس بتلبس كده !
لوت شهد شدقيها واخبرتها وهي تجذبها من رسغها ليجلسون على احد المقاعد بالساحة الواسعة داخل ذلك المركز التجاري 
اه يا ختي الحاجات دي عادي بعد الجواز
شهقت وقالت قبل أن ترفع الكوب البلاستيكي لفمها كي ترتشف جرعة وفيرة من محتوياتها حتى تداوي جفاف حلقها
ازاي بس يا شهد انا اموت من كسوفي لو لبست حاجة كده
بيتهيئلك وكسوفك ده مش هيبقى ليه لازمة لما تاخدي عليه
هزت ميرال رأسها بشيء من الأقتناع لتتسائل شهد
هو انت مش شايلة حاجات من دي للجواز
نفت برأسها وقالت بحرج وهي تلملم خصلاتها
لأ انا اصلا اتكسف اشتريها.
لوت شهد فمها وعقبت على حرجها
على رأي البت طمطم انت ابيضة
معقول معندكيش خلفية عن حاجة
وانا هعرف منين يا شهد انا طول عمري لوحدي لا عندي اخت ولا أم ولا حتى صاحبة عاقلة جربت وتفهمني
تنهدت شهد بحزن على حالها وكم شعرت بالمسؤلية تجاهها
انا معاك يابت اعتبريني امك واختك وصاحبتك ومش هسيبك وكل قشاية في قلب بيتك هجهزها معاك
تهللت اسارير ميرال وشكرتها من قلبها وتسائلت بعدها
تعرفي إني عمري ما سألتك عن جوزك الله يرحمه
الله يرحمه
احكيلي عنه يا شهد اتجوزتيه عن حب
لأ بس كان ابن حلال وطيب ويتحب ولما اتقدملي حمود ارتحله وقالي انه هيبقى أمين عليا والشهادة لله كان محترم والخلق كلها بتشهد بكده وعمري ما شوفت منه غير كل خير
هو ماټ ازاي
اجابتها بتنهيدة وبملامح متهدلة
كان صنايعي و وقع من على السقالة وراح وفاتني انا والبت
واستها ميرال وهي تربت على يدها المسنودة على الطاولة
معلش ربنا يرحمه
ابتسمت شهد وامنت على دعوتهاثم قالت
طب مش عايزين نتأخر زي ما قال حمود علشان طمطم عند حماتي
حاضربس شكل حماتك طيبة علشان كده لسه بتوديها لغاية دلوقت
اه طيبة ويتموت فيا وعلطول دعيالي اصل انا مش بسيبها وبتقي ربنا فيها ما انا عندي بت وربنا هيقعدو فيها لتضيف ذلك المثل الشعبي القديم المتوارث 
اصل كل حاجة سلف ودين حتى المشي على الرجلين
قهقهت ميرال بقوة على ذلك المثل العجيب الذي لأول مرة تسمعه وعقبت
انت بتقولي حاجات عجيبة يا شهد
لوحت بيدها التي تحمل كوب عصير مثلها وقالت بخفة
مش اعجب من الكوكتيل اللي انت طلبهولي ده والنعمة ۏجع بطني 
هو ماله الشاي بالقرنفل على الأقل اعرفه وعمره ما قصر معايا
لتقهقه ميرال من جديد وتشاركها هي ضحكاتها حين وصلهم صوته وهو يقترب منهم
ميرال ايه الصدفة الحلوة دي مقولتيش انك جاية هنا
اندثرت ضحكات شهد ونظرت له نظرة عابرة متوترة في حين قال هو دون مصافحة
ازيك يا
مدام شهد 
هزت رأسها بمعنى انها بخيربينما ميرال قالت مرحبة
اهلا أبيه كاظم بتعمل ايه هنا!
ابدا كنت بحاول اشتري فستان ل سنا لكن فشلت فشل ذريع...هو ينفع تسعدوني في اختياره
اكيد يا أبيه هنيجي معاك
زجرتها شهد بنظراتها وجذبتها لتهمس بأذنها
نروح معاه فين هنتأخر وحمود هيعلقنا..
ترجتها ميرال بصوت خفيض للغاية لم يصل له
معلش مش هنتأخر هنجيب الفستان بسرعة اصل عيب نكسفه
تنهدت شهد موافقة ونهضت مضطرة معهم وهي تشعر بعدم الراحة فرغم تحفظه وهيبة شخصيته إلا أنها توترت وشعرت انها تحت المجهر بحضرته.
بينما هو كان يشعر بلأمتنان لتلك الصدفة التي قدرها الله كأشارة مبشرة تمهد لمشيئته. 
سيبوني خد مني كل حاجة كل حاجة... ده ذنبها...ذنبها... وذنب ناس كتير انا مش عايزة اعيش سيبوني...
ذلك ما كانت تصرخ به حين حاول أحد الأطباء اعطائها حقنة المهدئ المعتاد الذي وصف لحالتها بعد ذلك الاڼهيار العصبي التي انتابتها بعد فعلته بها فلم تعي على ذاتها إلا وهي بالمشفى بعدما وجدتها خادمتها حين عودتها بالصباح ټنزف بشدة وبحالة مريعة يرثى لها فقد قامت بالإبلاغ وتم نقلها لأقرب مشفى بعد أن تم اڠتصابها بكل ۏحشية وتم فعل كل الأفاعيل بجسدها بشكل لا ينتمي للأدمية بشيء لا والأنكى أنه لم يكتفي بذلك بل سرق كل مالها ومصوغاتها التي جنتهم من خلف سذاجة الرجال وقهر نسائهم فكانت لسوء حظها تحتفظ بكل شيء في منزلها ولم يمر الأمر عليه فهو ليس بذلك الغباء حتى انه لم يترك شيء يدينه ومحى أي أثر له يدل على دخوله منزلها من الأساس وأثبتت
التحقيقات التي اجرتها الشرطة فور اتهامها له أنه فر من البلد تاركها تجني ثمار ما جنته يديها وتتجرع مرارة القهر التي أذاقته لغيرها.
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير .
قالها المأذون بعدما انتهى من عقد قرانهم
وفور نطقه لأخر جملة تعالت الزغاريد والمباركات من حولهم وهاهي بعد انقضاء الحدث السعيد تصحبه معها كي تريه ذلك الركن المحبب لها بالحديقة الخاصة بالقصر حيث زهور الأقحوان...فكانوا يسيرون معا ونظراتهم متشابكة والبسمة لا تفارق وجههم يتنهدون تنهيدات مسهدة مفعمة بسعادة قلوبهم 
اخيرا بقيت حلالي يا حلو
اخيرا يا حمود انا قلبي دقاته بترقص وخاېفة يقف من الفرحة
تنهد تنهيدة محملة بالكثير وهمس وهو يلملم خصلاتها ويضعها خلف اذنها 
سلامة قلبك ودقاته يا حلو...ربنا يقدرني واسعدك
انا مش عايزة حاجة تانية من الدنيا انت كل احلامي يا حمود 
وهنا صرح بنظرات حالمة أفقدتها عقلها
وانت سر قلبي اللي معرفتش ادفنه جوايا...و النجمة البعيدة اوي اللي عمري ما اتخيلت إني اوصلها أو امتلك قلبها يا ميرال
أنت مملكش قلبي وبس أنت امتلكت روحي وعقلي وكل كياني أنا بحبك اوي يا حمود بحبك
لم يستطيع كبح رغبته أكثر من ذلك بعد حديثها فقد ترك العنان لرغبة قلبه حين
حلو أوي يا حمود
مش بس على فكرة
أنت ازاي حلوة كده حرام عليك
بعد الشړ عليك يا حبيبي
همست بها بلهفة وخوف قبل أن تطرق رأسها وتعي لزلفة لسانها
لتتسع بسمته ويشاكسها وهو يرفع وجهها بطرف انامله
قولتي ايه
حمود خلاص بقى متكسفنيش
يخربيت حمود وسنين حمود دي... ده يا سبحان من كان مصبرني على حمود اللي كانت بتطلع منك تقومي تقوليلي يا حبيبي لأ انا كده مضمنش نفسي بصراحة والشيطان زي ما انت عارفة شاطر
أنت بقيت غريب!
انا مش عرفاك! فين حمود
قهقه هو بكامل صوته الرجولي وطوح رأسه للخلف بطريقة رفرفت قلبها وجعلتها تتسأل ترى للمرة الكام التي وقعت بها بحبه
لتهدأ ضحكاته ويلتقط نظراتها ثم يقول مشاكسا
متبصليش كده بقى علشان ارجع مؤدب...وبطلي جر شكل انا ماسك نفسي بالعافية 
شهقت متفاجئة من جرأته الغير معهودة ثم دبت الأرض بحذائها وكأنها تود ان تنشق وتبتلعها كي تخفي خجلها
أنت غلس وهمشي واسيبك
كادت تخطوا خطوتين بعيد عنه ولكنه لحق بها وهو بالكاد يخفي بسمته المستمتعة
خلاص ياحلو ... ميبقاش زعلك وحش...
نفت برأسها ليضيف مشاكسا
شكلك عايزة تتصالحي مش كده
قالها بغمزة من عينه ذات مغزى تفهمته هي وتوجست خيفة منه و تقهقرت بخطواتها
لأ خلاص انا مش زعلانة...مش زعلانة
قهقه من جديد على ردة فعلها ثم عقب يطمئنها
طب خلاص تعالى نرجع و وعد مش هغلس عليك تاني
حانت منها بسمة هادئة وهي ترى نظراته الصادقة وهزت رأسها بموافقة
ليختصر هو المسافة التي صنعتها 
بصي علشان ابقى صريح هو مش وعد اوي يعني... ويجوز اخل بيه
حمود
يخربيت حمود
قالها وهو يقلب عينه بنفاذ صبر وببسمة واسعة وهو يكمل سيره معها وبينه وبين ذاته يحمد الله الذي أتم نعمته عليه على خير.
بينما في الجانب الأخر للقصر وخاصة على تلك الأرجوحة الكبيرة كانت تجلس الفتاتان وتقوم هي بدفعهم برفق حين قالت سنا وهي
تم نسخ الرابط