رواية خطايا بريئة(الفصل الخامس والثلاثين إلى السابع والثلاثين) بقلم ميرا كريم
المحتويات
وعيها ثم نظر ل قمر يوصيها عليها بنظراته واتبع عبد الرحيم حانقا...وبعد دقائق قال عبد الرحيم بغطرسة وبنبرة متجبرتة ما أن اجتمع هو وحامد معه بأحد الغرف
چيت ليه يا غريب انت مش طلجتها وخلصنا
جيت علشان أخد مراتي
ومين جالك إني هوافج يا غريب رچوعك ليها ده باطل وكان لازمنا تكتب عليها من الاول ويكون في حضورها وحضور الولي عليها
لع ينفع يا بوي لو زي ما هو جال يبجى طلاجه منيها رچعي ويحج ليه يردها من غير حتى موافجتها طالما لساتها في عدتها
استنكر عبد الرحيم وهو ينظر ل يامن نظرات حاقدة
ممصدجش أني الحديت ده اكيد وراه ملعوب منيه هو وامه
إياك تجيب سيرة أمي انت فاهم ...وبعدين ملعوب ايه اللي بتتكلم عنه أنت اخر واحد ممكن يتكلم عن الخطط والمؤامرات
وهنا طفرت نوايا عبد الرحيم على حديثه حين قال مندفع دون تفكير
أني عاوز الصالح ليها وابن خالها اولآ بيها وبمالها منيك
زمجر هو غاضبا وركل الطاولة التي أمامه بقدمه ثم زعق بصوت جهوري رجت له حيطان المنزل وهو يكاد ينقض عليه لولآ إحالت حامد بينهم
حاول حامد ردعه بعقلانية وطولة بال
استهدى بالله يا چوز بت عمتي و روج ابوي ما يجصدش وأني متچوز ومرتك كيف خيتي تمام
صړخ يامن منفعل وعروقه نافرة من شدة غضبه
لأ يقصد ابوك راجل جشع وكان فعلا عنده استعداد يجبرك ويجبرها علشان الفلوس وبس وفاكر أن فلوسها حق مكتسب ليه وان أي حاجة هي بتملكها هو احق بيها علشان في الأصل بتاعة اخته...وفكرة انه عايز مصلحتها دي كدبة حقېرة منه عمري ما صدقتها ولا صدقت حنيته عليها وكنت عارف نواياه من زمان
طالما حديتك صوح وكنت خابر اللي في ضميره طلجتها ليه وهملتها!
ابتلع غصة مريرة بحلقه وعجز عن الرد ليستغل عبد الرحيم الأمر بتبجح
بت خيتي مش لعبة في يدك يا غريب ويكون في معلومك هي مبجتش ريداك وهي اللي چت معايا بخاطرها عشان إحنا اهلها وناسها وكلمة ملهاش تنين بت غالية مهتخرجش من داري وڠصب عنيك هطلجها وهتغور من إهنه
عشم ابليس في الجنة أنا مش هتحرك خطوة واحدة برة البيت ده غير ومراتي معايا ومفيش قوة على وجه الأرض تقدر تجبرني أطلقها
بس أنا مبقتش عايزاك يا يامن
وهتطلقني زي ما خالي قال
قالتها هي بعدما استعادة وعيها ولملمت شتاتها ووقفت أمامه تستند على ذراع قمر تنظر له بشموخ وبرأس مرفوعه عاليا تنم عن ثورتها بادلها هو بأخرى مشدوهة معاتبة لا يصدق ما تفوهت به لتوها
يا فرچ الله أهي چت منيها وجالتلك مبجتش ريداك ياريت تغور وتحس على دمك
اعترض حامد على عجرفة أبيه
بكفياك يا بوي همل الراچل يتفاهم مع مرته وتعال معاي
استنكر عبد الرحيم
متجولش مرته
عاتبه حامد وهو يجذبه من يده كي ينصاع له
لع مرته بلاش تضلل نفسك يا بوي أنت حاچچ بيت ربنا وخابر زين أنها لساتها مرته
زاغت نظراته وظل على مكابرته ولكن مع محاولات حامد استطاع أن يجعله ينصاع له ويخرج معه بعدما أرسل ل قمر نظرة تفهمت المغزى منها وراحت تجلسها على أقرب مقعد
وتهرول للخارج مغلقة الباب خلفها كي تمنحهم بعض الخصوصية
بينما عن صاحب الناعستين فقد دام تشابك نظراتهم وتحاكت بالكثير حين همس بخزي من نفسه قبل أي شيء
للدرجة دي كرهتيني يا نادين
نظرت له نظرة مطولة لم يتفهم مغزاها إلا حين أجابته بنبرة ثابتة يقطر العتاب منها
کرهت نفسي أكتر علشان صدقتك
تقدم منها وقال بصدق نابع من صميم قلبه وهو يجثو مقابل لجلستها
بس أنا عمري ما كدبت عليك وكل كلمة قولتها كنت أقصدها
حانت
منها بسمة مټألمة تفيض بالأسى وتهكمت وهي تتحاشى النظر لعينيه
أنت واحد كداب... وكل وعودك كدابة حتى الحب اللي عيشتني فيه وحاولت تقنعني بيه كداب زيك
هز رأسه وهو كفوف يدها الباردة ويمرر ابهامه حول بنصرها يلحظ أنها نزعت دبلته التي وعدته ان لن تنزعها مهما حيت ليحتل الحزن ناعستيه ويستنكر إدعائها
مكدبتش أنا عمري ما بطلت أحبك أنت الحقيقة الوحيدة اللي في حياتي
تنهدت هي تنهيدة مثقلة بالكثير وقالت بسخرية مريرة وهي تنزع يدها نزع من بين يده وترشقه بنظرات قاټلة
صح بأمارة ما سبتني ورفضت تسمعني...وصدقت كلام الحقېر عني...وشككت في برائتي مع انك كنت متأكد أنك أول راجل
اطرق رأسه وعجز عن الرد حتى أنه نهض و ولاها ظهره متهربا من نظراتها فنعم هو لا يكذبها ولكن ماذا يفعل بتلك الهواجس والشكوك التي كانت تعصف به لتستأنف هي
مسألتش نفسك ليه خليتك تقرب مني...
أدار رأسه لها و رفع ناعستيه يتأهب لأسبابها في حين صرحت هي بما كانت تأمل به
كنت هقولك بس كنت ھموت وانا بتخيل إني ممكن اخسرك وفكرت في كل الاحتمالات غير انك تبعد عني...قولت لو اتأكدت هيتشفعلي عندك وهيأكدلك أني عمري ما خنتك... ولو حصل وخسرتك كنت هعيش على الذكرى دي طول عمري لتتناول نفس عميق نابع من حطام قلبها وتستأنف بنبرة مخټنقة على حافة البكاء
بس أنت خذلتني...خذلتني...واتخليت عني في أكتر وقت أنا كنت محتجالك فيه... أنت وقفت تتفرج عليا من بعيد وانا بمۏت بالبطيء ومفيش حاجة اتشفعتلي عندك... وطلقتني لتتمسك مكان خافقها الذي يعتصر من شدة خذلانه لها وتضيف ودمعاتها تعصاها وتفر هاربة من سجن عيناها
طلقتني وكأنك عمرك ما حبتني ولا وعدتني بألف وعد أنك عمرك ما هتسبني
كان ڠصب عني
صړخت به بأنهيار وهي تنفض يده وتهب من جلستها
مفيش حاجة اسمها ڠصب عنك أنت كنت اناني ومفكرتش غير في نفسك وفي كرمتك ومشغلتش بالك غير بأنتقامك مني ولا فرق معاك أن بمر بأيه من غيرك
نفى برأسه مستنكرا واقترب من جديد يكوب وجهها مدافعا عن ذاته بعيون راجية يلتمع بها الدمع
نادين ارجوك اسمعيني اللي حصل مكنش سهل عليا ابدا
نفضته عنها من جديد وقالت ودمعاتها تزف عتابها
ولا كان هين عليا بس الفرق بيني وبينك أنك انت كرامتك وكبريائك كانوا اهم مني
مرر يده بين خصلاته بعصبية وهو يشعر ببراكين ثائرة برأسه حين تذكر الأمر وعقب على اتهامها موضحا دوافعه بنبرة مټألمة مفعمة بخيبة الأمل
أنا طول عمري محاوط عليك وكنت فاكر إني كده بحميك... الهوا الطاير جنبك كنت بحسده علشان بيقدر يلمسك وأنا لأ ومكنش هين عليا اشوفك شبه و بين ايده...لټختنق انفاسه ويستأنف بإنهزام نابع من هشيم كبريائه
فكرة أن راجل غيري لمسك كانت هتجنني انت متعرفيش المشهد ده اتكرر في دماغي كام مرة من ساعتها انا عقلي كان هيتشل...هيتشل
كرر آخر كلمة وهو يضرب بكفوف يده على رأسه وكأنه يريد نفض ذلك المشهد اللعېن الذي يعذبه عن رأسه في حين غمغمت هي وجسدها يرتجف تتذكر ذلك الشعور اللعېن التي مرت به وقتها
أنا مكنتش معاه بمزاجي هو خدرني وخطڤني أنا كنت بستنجد بيك وقتها ...أزاي قلبك طاوعك تصدقه وتكدبني
فرت دمعاته تضامنا مع اڼهيارها واقترب
لما قالي الكلام ده عليك في وقتها مكنتش قادر أميز او افرق والشيطان هيئ لي حاجات كتير وكل اللي كان في راسي وقتها أن كلامه منطقي... تعلقت بيده التي تكوبها وتراجعت برأسها تنظر لناعستيه الثائرة المغلفة بالدموع بنظرة مؤنبة زلزلت كيانه واشعرته انه المذنب الوحيد لذلك اضطرته يذكرها بفداحة أفعالها التي دفعت أفكاره لذلك
متبصليش كده ... أنت كنت بتقابليه وانت على ذمتي كنت بتعشميه وبتسهري وبتضحكي وبترقصي معاه وبتستغفليني...لتتهدل معالم وجهه بحزن ممېت ويضيف
الفترة دي انا كنت بتمنى منك كلمة واحدة تريح قلبي وكنت بعمل علشانك المستحيل علشان ترضي عني كنت بتحمل طريقتك وعجرفتك وكرهك ليا اللي كان واضح اوي في عيونك وقتها ولما عرفت اسبابك عذرتك وسامحتك بس عمر ما جه في بالي بعدها أنك تتغيري وتحبيني وكنت حاسس دايما إني في حلم وهصحى منه على كابوس وعلشان كده لما قالي أنك كنت بتمثلي عليا الحب صدقته علشان أنت خذلتيني مرة وكدبتي عليا ألف مرة قبليها وأي راجل لو كان مكاني كان قټلك وقټله
أي راجل غيرك مش أنت...اه غلطت
وندمت...ندمت... وعارفة أن ده مش كفاية بس مش مبرر ليك علشان تصدق خيانتي وتتخلى عني أنا كبرت قصاد عينك واتربت على ايدك
اهدي...حقك عليا...حقك عليا يا نادين انا مش هسيبك تاني ابدا
طالما انا بشعة كده رجعت ليه بعد كل ده يا يامن... رجعت ليه
أجابها بصدق نابع من صميم قلبه الذي مازال ينبض من أجلها و هو يعتصر عيناه و
كنت بعاند وبكابر لغاية ما شوفتك يومها هناك حسيت إني مهما حاولت ابعد روحي متعلقة بيك وبوجودك جنبي...سامحيني
وخلينا ننسى ونرجع لبيتنا ونبدأ من جديد
استكانت بين
يده وكانت تستمع له بهدوء مريب استغربه كثيرا بعدما هدأت شهقاتها وتوقفت عن البكاء فظن أنها تفهمته واقتنعت بأسبابه ولكن هي كعادتها خيبت كافة أماله وفاجأته حين قهقهت پجنون وبكامل صوتها بين يديه ودفعته عن جسدها وهي تتعمد أن تذيقه مر ما أذاقها فقد هبت واقفة وابتعدت عنه راشقة أياه بعيون دامية وبنظرات مستنفرة بعدما أزاحت بأناملها دمعاتها عن وجهها قائلة بنبرة قوية لا تضاهي اڼهيارها وضعفها السابق
نرجع... وننسى...أنا مش هرجع معاك ولا هتحرك من هنا أنت عمرك ما اهتميت بأسبابي وانا كمان ميهمنيش اسبابك ومفيش حاجة في الدنيا هتقدر تنسيني اللي عملته فيا
ذلك آخر ما تفوهت به تاركته يقف مشدوها بملامح واجمة وعيون حزينة نادمة ينظر لآثارها.
استغلت تواجد ابنائها بالمدرسة وذهبت لشراء احتياجاتها من الطعام بأحد المجمعات التجارية الضخمة وأثناء سيرها ودفعها لعربة المشتريات لمحت تلك السيدة العطوف تقترب منها وتقول بود
ازيك يا بنتي
ابتسمت رهف وردت بأدب
الحمد لله يا طنط
والولاد عاملين ايه
كويسين الحمد لله...حضرتك صحتك عاملة ايه
الحمد لله نحمد ربنا
أومات رهف ببسمة هادئة وقالت وهي تسير برفقتها تستأنف لملمت ما يناسبها
ربنا يديك الصحة ياطنط مبسوطة إني شوفتك
اجابتها كريمة ببسمة بشوشة مستفيضة بكل اريحية
انا اللي حظي حلو النهاردة إني شوفتك بصراحة كنت زهقانة وقولت انزل امشي رجلي أصل مش بالعادة اجيب الطلبات دايما نضال اللي بيجبها
وبصراحة قولت اشيل عنه
تنهدت بضيق عند ذكره وتذكرت حديثه الصائب الذي اخجلها من ذاتها..لتبتسم
متابعة القراءة