رواية خطايا بريئة(الفصل التاسع والعشرين إلى الواحد والثلاثين) بقلم ميرا كريم
المحتويات
لتوها ناثرة خيبات الألم التي احرقت قلبه
حرام عليا أنا انا وهي مش حرام عليها مش حرام عليها تخدعني وتمثل عليا الحب مش حرام عليها تستغفلني وتكون على ذمتي وبتهرب من بيتي علشان راجل تاني
مش حرام عليها تستخف بيا وبمشاعري ليضرب موقع خافقه بقوة ويستأنف بحړقة بالغة
أنا كل ذنبي إني حبيتها حبيتها وهي اتفننت بعذابي من كتر ما كنت بتنازل وبتنازل افتكرتني معنديش احساس و استهترت بيا وفضلت راجل تاني عليا أنا اللي عمري كله بتمنلها الرضا وسخرت حياتي ليها ولأملكها ولمشاكلها وهن صوته و تأوه بحړقة وتمتم مټألما وهو يعتصر موضع قلبه بيده
كان يتحدث بحړقة شديدة ودمعاته تعصاه وتتهدل من عينه وكأنها هي ايضا لم تصمد وتنازلت عن عزتها وسقطت كي تنعي حال ذلك العاشق الذي انفطر قلبه بفعلتها
اهدي يا ابني اهدي الله يخليك نادين مستحيل تعمل كده دي بنتنا واتربيت على ايدنا هي كانت بتغلط وبتعاند وكان ليها اسبابها لكن مهما عملت
نفى برأسه پجنون وصړخ پقهر وهو يدور حول نفسه كالثور الجريح يطيح بكل شيء يطاله بيده
لأ أكيد انت غلطان بنتي متعملش كده
أهتاج على الأخير وهتف مستنكرا دفاعها
كفااااااااية بقى تدافعيلها كفاية تقفي في صفها كفاية تيجي عليا انا ابنك ومفروض تحسي بيا وتعملي اللي
يريحني انا
كانت حالته مريعة بشكل جعلها تكاد ټموت قهرا عليه لذلك حاولت مسايرته بقلة حيلة
هخرجها من حياتي وللأبد
قال جملته الأخيرة وهو يندفع نحو غرفتها ويجذب أحد الحقائب من فوق الخزانة ودون ان يدع ثريا أن تخمن الأمر كان يلملم ملابس نادين وحاجيتها بكل فوضوية داخل الحقيبة مهمهما بحديث غير مفهوم وكأنه يطمئن ذاته أن كل شيء سيكون افضل برحيلها
ارتمت ثريا على الحقيبة تغلقها كي تمنعه صاړخة
لأ ليها اهل انا هكلم خالها عبد الرحيم يجي ياخدها
يالهوي لأ ابوس ايدك يا بني أنت عارف نوايا خالها بلاش يا ابني حرام عليك انت كده بټنتقم منها
لأ أنا كده هحافظ عليها من شړ نفسها يمكن اللي معرفتش اعمله معاها خالها يعرف يعمله
مش هسيبك تفرط في وصية غالية وعادل ولو كنت أنت طلقتها ده مش هيغير كونها بنتي اللي كبرت على ايديا والأمانة اللي هتفضل متعلقة في رقبتي ليوم الدين
وانا كمان نفذتها أحنا ضيعنا سنين يا امي بنحافظ على حاجة رخيصة ملهاش قيمة
وهنا لم تحتمل أن يشكك بعرضها وكيف يفعل وهي بذاتها فطنت لما حدث بينهم قبل سفره ولم تتحدث كي لا تحرجها فكم كانت تود تأنيبه حينها ولكن السعادة التي كان عليها قبل سفره جعلتها تقنع ذاتها انها زوجته وبلأخير وأن حفل زفافهم سيكون بعد أيام
اخرس متقولش كده أنت متأكد من عفتها ومتقدرش تنكر اللي حصل بينكم
رأى اللوم بعيناها جليا ورغم عدم إنكاره إلا أن عقله كأي رجل شرقي يؤمن بعرفية أفكاره ويضخ في شرايينه دماء حارة حامية ترفض المساس بطرف ثوب من ستحمل أسمه وتربي أبناءه
مأنكرتش ومعملتش حاجة حرام بس العفة مش في الشرف بس يا أمي
طب استهدي بالله وحياة امك عندك ورحمة ابوك بلاش بلاش يا بني
زئر بقوة وصړخ بهياج والشيطان يغشي على عينه ويعمى بصيرته
بلاش أنت تصعبيها عليا بدل ما أروح اقټلها واقتل الكلب اللي كانت مرفقاه عليا واخلص الدنيا من سبيني ابعدها احسن أنا مش هقدر اتحمل اشوفها قدامي لازم تخرج من حياتنا وللأبد
أعتصر قلبها بقبضة مؤلمة عندما هدد پقتل نادين وپقتل ذلك الكلب الذي ذكر أسمه ولم تعي على ذاتها إلا والأرض تميد
بها ليتهدل جسدها بين يديه ويتلقفها ورغم وهنها إلا أنها لم تكف عن الرجاء
أنا قلبي وجعني يا ابني الله يخليك هيحصلي حاجة وتكون أنت السبب اهدى وغلاوتي عندك وبلاش توجع قلبي عليكم واللي تقولي عليه هنفذه بس بلاش تبلغ عبد الرحيم وټعذب عادل في تربته
اغمض عينه بقوة وكأنه يحجم شياطينه وتراجع مرغما دون حديث فتفهمت هي وربتت على ظهره بحنو فما كان منه غير أن يرمي رأسه بين أحضانها لتشعر هي بأهتزاز جسده وصوت بكائه المكتوم الذي إن دل على شيء فهو يدل على هول ما يشعر به من حزن فدموع الرجل أكثر صدقا من دموع الأنثى ولن تتساقط إلا لأمر جلل وبالطبع فعلتها كانت كافية بأنشطار قلبه فمن كانت الروح لروحه احرقت قلبه بكل براعة وتعطرت برماده
أفاقت من شرودها وهي تشعر بدمعاتها الساخنة تنسكب من عيناها تنعي حال فلذة قلبها فبعد انهياره بين يدها نهض بعيون خاوية جف الدمع بها وأصر أن ترافقه ويغادرون المنزل بل المحافظة بأسرها فما كان منها غير أن تسايره فقط على أمل إقناعه والتأثير عليه وخاصة انه اخبرها من بين الحديث أن صديقة نادين تولت أمرها ولم تتركها ورغم قلقها العارم عليها إلا أنه لم يمنحها أي فرصة للأطمئنان بذاتها فقد حاولت وحاولت إقناعه بشتى الطرق ولكن هو ظل على عناده وعندما يأست وعلمت بأمر مغادرة نجل المسيري للبلد أطمئن قلبها و طلبت منه أن تعود لها فلم يمانع واخبرها انه لن يعود معها فقد اخذ قراره ولا شيء سيردعه عنه مسحت بحنان فوق خصلات نادين ثم دثرتها بالغطاء واطمئنت عليها و وتوضأت وظلت طوال الليل خاشعة لله ترجوه بقلب أم ملكوم ومتحسر على حال ابنائها طالبة من المولى عز وجل صلاح حالهم
ساومها كي تبرئه من كافة حقوقها و لدهشته وافقت وأصرت بقوة على الطلاق فما كان منه غير أن ينطق بها ويطلق سراحها فحقا كان يشعر بشعور عظيم من خيبة الأمل فمن خسر من أجلها كل شيء فرت من حياته هاربة تاركته ينعي غبائه وذلك الشيطان اللعېن برأ خطيئته و دفعه دفع كي ينساق خلفها كالمغيب معصوب العينين يشبه الأضحية التي تنساق لنحرها
فها هو يجلس وحيد ينفث سجائره بشراهة وهو يطالع ذلك الفراغ الموحش بعيون دامية و وجه شاحب و ذقن مستطالة تشابه رجل الكهف تحيطه هالة من الندم والحزن يرثى لها فكل ما يفعله هو التفكير والتفكير واسترجاع
كل ما مر به إلى ان زال شتاته و وصل لذلك الضوء المنبثق من نهاية النفق المعتم الذي أقحم نفسه به بكل طواعية
فكان ينعي كل شيء خسارته في عمله والتي تتفاقم يوم عن يوم وصعب عليه ملاحقة توابع خسارته فمن كان يعتمد أن يسانده بالمال انشقت الأرض وابتلعته وكأن القدر تأمر عليه دفعة واحدة
فحتى زوجته ورفيقة دربه خسرها وانكر فضلها من كانت لا تكل منه يوم بسبب أي ازمة أو مشكلة بل كانت تدعمه بكل الطرق وتساعده بكل طاقتها التي بالفعل استنفذها كاملة وجعلها بعد أن كانت تستجدي حبه واهتمامه أصبحت تمقته ويصعب عليها حتى أن تنطق بأسمه وتنفر حتى أن يلمسها بيده أما عن ابنائه فقد ادرك انه لا يملك شيء بتلك الحياة أثمن منهم فهم ثمرة عمره التي بكل أسف خرب تربتها الخصبة بيده فحقا يشعر بالخزي من ذاته ومن أفعاله فهو يفتقدهم بشدة وكم يريد أن يدثرهم بين احضانه حد الأكتفاء ولكن كيف وهو يشعر بالخزي من نفسه فبأي حق سيذهب لها بعد فعلته فكم كان يمنى نفسه الآن بأعادة يوم واحد من الماضي كي يشبع حنينه إليهم عندما كانوا
يهرولون إليه حين عودته من العمل هاتفين بسعادة مهللين لمجيئه ويستقبلوه بشقاوتهم وضحكاتهم التي كان تشعره بالضجر حينها ويتحجج صارخا كونه ينعم بالكثير من الصخب خارج المنزل ولا ينقصه ضجيجهم حينها ويا ليته لم يفعل وياليته لم ينقم على نعم الله حينها وياليته حافظ على ذلك السلام الذي كان يأتي مرافق لربيع بسمتها
فقد أدرك اخيرا أن هناك خسارات كبيرة الى حد لا خسارة بعدها تستحق الحزن والندم وهو خسرها
وخسر كل شيء بعدها
أما عنه فكان يقود سيارة الأجرة التي تعينه بجانب وظيفته بأحد الشركات على تحقيق ذلك الهدف البعيد الذي يشعر أنه كالنجم الساطع في السماء يصعب الوصول إليه مهما دأب في السعي
فقد تنهد بضيق وهو يتذكر حديثها الأخير المفعم بالكبرياء فنعم هو أخطأ حين كان يود أن يتخلى عنها ولكن يقسم أن الأمر ليس بيسير عليه بالمرة ورغم أن صديقتها برئتها إلا أن أخذ الأمر منه وقت وفير كي يحاول أن يقنع به عقله ويزحزح تلك القناعات الراسخة التي تشقيه فنعم يحبها بل يعشقها وكم يود أن يكلل هذا الحب الطاهر بقلبه بالحلال فقد أدرك انها تستحق الوعد ولا داعي لكتمان مشاعره أكثر هي محقة لابد أن يكون واضح معها ومع ذاته وهو الآن يعلم ما عليه فعله ويقسم أنه لن ييأس وسيفعل من أجلها أي شيء
أنت كويس يا شقيق وحياة ابوك ركز في الطريق
انتشله من شروده صوت غليظ ساخر يأتي من المقعد الخلفي ليزفر حانقا ويجيبه پحده
مركز وأوي كمان متقلقش
وبنظرة عابرة نحو ذلك الراكب بالمقعد الخلفي كانت كفيلة أن تجعله يتوجس منه ويفطن بفطرته كون وجهه وتلك البسمة الساخرة التي تعتلي وجهه ليست مريحة بالمرة وحتى نظراته كانت تحمل شړ غريب لم يريحه لأ والانكى انه طلب منه أن يوصله لأحد الطرق الصحراوية البعيدة وبالطبع لم يرفض طلبه فهو اولا وأخرا يسعى لنيل رزقه ولكن لا مانع من توخي الحذر
فقد توقف بجانب الطريق وتحجج قائلا وهو يتدلى من السيارة دون أن يعطيه وجه للأعتراض
العربية سخنت و عايزة تزود ميا ثوان وراجع
ضيق الراكب الذي لم يكن سوى سنقر عينه بشك بينما هو بالفعل فتح شنطة السيارة واخرج منها أحد العدد الحادة التي يحتفظ بها في شنطة السيارة ثم رفع كنزته و وضعه بحزام بنطاله من الخلف كي لا يلفت النظر ثم تناول زجاجة المياه وتوجه بها الى مقدمة السيارة بعدما فتح كبوتها وقام بأضافة القليل من
متابعة القراءة