رواية خطايا بريئة(الفصل الحادي عشر إلى الثالث عشر) بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز

الحادي عشر
على قدر حب المرأة يكون انتقامها وعلى قدر غباء المرأة يكون سقوطها.
شكسبير 
اخبرني ما هي خطيئتي التي تعاقبني عليها بما قصرت وكيف تمكنت بكل قسۏة ان تختزل سنوات عمري وآمالي التي تخليت عنها من أجلك ماذا ينقصني كي لا استحق إخلاصك لي أخبرني بربك لم وأرح انين قلبي المدمي 
ذلك ما كان ېصرخ به عقلها وهي تقف تستند بثقل جسدها على باب المرحاض من الخارج وكأن ساقيها أصبحوا كالهلام ولم يعدوا يستطيعون حملها فكانت عيناها جاحظة ملامحها شاحبة وأنفاسها كانت متلاحقة لا تستطيع التحكم بوتيرتها وحتى جسدها يرتجف وأسنانها تصطك ببعضها وكأنها تعاني إحدى نوبات الفزع

ورغم انها كانت قاب قوسين أو أدنى من أن يغشي عليها إلا أنها تماسكت وكتمت صوت أنفاسها بيدها كي تحفز ذاتها للقادم فلابد أن تواجهه وتصرخ بأعلى صوتها لم أيها الخائڼ!
وما أن كادت تطرق باب المرحاض الذي يتوارى خلفه كي تعلن ثورتها تدخل عقلها صارخا ماذا تتوقعين منه هل سيخضع تحت قدمك ويبرئ خطيئته أم سينكر الأمر ويختلق كڈبة مناسبة يقنعك بها وإن عارضت وأصريت بناء على ما سمعتيه بأذنك حينها سيتهمك بالجنون
ولذلك أنصتي إلي و تراجعي...
وبالفعل فعلت ذلك بأخر لحظة ملبية رغبة عقلها فهو محق فلن تخوض حرب تعلم أن سر نجاحها الخدعة وهو خير أهل لذلك وإن لم تثبت بدليل ملموس ضده سيظل على نكرانه ولن يعترف بخطيئته.
وبعد تفكير طاحن دام لثوان معدودة وجدت ذاتها
تجر قدميها و تتحامل على ذاتها متوجهة لغرفة أطفالها تدلف للداخل وتغلق الباب خلفها وظلت كلماته التي كان يغدق بها الأخرى تتردد برأسها مرة بعد مرة فما كان منها غير تنفي برأسها بهستيرية وكأنها تود ان تنفض ما يتردد بها بعيدا ولكن الوضع ازداد سوء عليها عندما شعرت أن خافقها يعتصر پألم بين ضلوعها لتصدر من بين شفاهها المرتجفة آنة ممزقة پقهر لا مثيل له وتخور بها قدميها بوهن شديد على أرضية الغرفة وهي تدعو الله أن يرأف بها من أجل أطفالها ومع أبتهالها ودعواتها كانت تحرك جسدها للأمام والخلف بحركات غير متزنة ولكنها بطريقة ما وجدتها داعمة لها كي تتماسك وتستطيع أن تلملم تلك الخيوط أكثر فأكثر داخل رأسها وكم ارادت حينها ان تصرخ وتصرخ وتطلق العنان ل عبراتها ان تنفث عن ما يختلج بأحشائها ولكنها جاهدت بقوة و أبت أن تدع دمعتها تفر تنعي حالها وقد اقسمت أنها لن تتهاون بحق ذاتها بعد الأن ولن تكون مٹيرة للشفقة كغيرها
لدقائق معدودة كانت مازالت تحت وطأة صډمتها ساهمة في نقطة وهمية في الفراغ و لم يصدر منها أي ردة فعل تذكر إلا أن استمعت لصوته يصيح بأسمها فقد انتفضت من جلستها ومسحت وجهها بيدها كي تستعيد ثباتها ثم نهضت وتوجهت لفراش طفلتها تضمها لصدرها وتدعي استغراقها في النوم وما ان فتح هو باب الغرفة صدر من فمه صوت ساخر ألمها ودون اي اكتراث او أدنى شك منه كان يغلق الباب مرة آخرى ويتوجه لغرفة نومه بمزاج رائق للغاية وهو يمني 
وظلت طوال الليل متشبثة باطفالعا وكأنها تستمد منهم القوة لمواجهة القاد
أما عند تلك المتمردة فقد شعرت بخ ولكن كان النعاس يسيطر عليهاوكأنها لم تنعم بذلك الدفء من قبل ومع صوت دقات قلبه وجدت ذاتها تفرج عن سوداويتها
صباح الخير يا مغلباني و مطيرة النوم من عيني
ابتلعت رمقها ببطء ثم ابتسمت بسمة باهتة و التي تطوقها تكاد تودي بثباتها ولكنه رفض ذلك بشدة وشدد عليها أكثر يرفض فك وثاقها ببسمة مشاكسة وترتها كثيرا 
اتسعت أبتسامته المشاكسة وهو يتمعن بها وكم راقه الأمر بشدة وحمسه لخطوة تالية 
انت صاحي من بدري
نفى برأسه وهمس بعذوبة وهو يسبل اهدابه كي يزيدها عليها أكثر ويتمتع بردود افعالها 
انا منمتش اصلا مكنش ينفع افوت ثانية واحدة في النوم وانت جنبي
رفعت نظراتها المشتتة إليه وتلك النبضة العاصية بقلبها بها لتجد ذاتها تتمعن به بطريقة هي ذاتها لاتعلم المغزى منها وتقول متسرعة بأخر شيء توقعت ان يصدر منها 
للدرجة دي بتحبني
تنهد تنهيدة حارة نابعة من صميم قلبه وأجابها بصدق مشاعره وهو يتيه بليل عيناها ويغلغل أنامله 
الحب كلمة تافهة بسيطة ملهاش أي معنى قصاد اللي بحسه نحيتك
حاسة بدقاته بتصرخ باسمك
وبتعلن عصيانها عليا وبتنتمي ليك انت الروح لروحي وكل دنيتي يا نادين
أصمد أيها القلب إياك أن تنخدع
و فما كان منها غير أن تنتفض وكأن اصابتها صاعقة من السماء وتقول بأنفاس مضطربة تذكره باقتراح أمس الذي بررت به استكانتها بين يديه 
أظن سرقنا وقت كفاية من الزمن ولازم نرجع لأرض الواقع
تنهد بضيق شديد بعدما تمكنت ببراعة بوئد سعادته وحالة الهيمنة التي كان عليها فحقا سأم من عدم اكتراثها لمشاعره ولكن دائما يوجد داخله يقين خاص أن لا شيء يمنح بالقوة فحتى هو لن يرضى أن تسايره فقط هو يريد إقرارها بانتمائها له نابع من قرارة نفسها ولذلك لن يضغط اكثر عليها ولن يفرض عليها مشاعره مرة آخرى
نهض من الفراش مواجه لها وقال بخزي من نفسه و ببسمة باهتة بالكاد على فمه 
عندك حق انا مكنش لازم اتعشم في اكتر من كده انا يدوب جوزك على الورق بس
جعدت حاجبيها المنمقين من تلك النبرة التي استشفتها بصوته ولا تعلم لم وجدت قلبها يرق له ولكنها عاندت مشاعرها وتمردت بقولها تؤيد يقينه الدائم نحوها 
انت صح...
تعلقت ناعستيه الثائرة بها وأضاف بمغزى وهو يربت على ذراعها 
ياريت كان قرار قلبي بأيدي... صدقيني مكنتش هتردد ثانية
نفضت يده بعدما فهمت المغزى من قوله وقالت متأفأفة كي تفض ذلك الحوار الذي يزعزع ثباتها 
يووه مش وقت كلامك ده زمان خالي صحى ومستنينا علشان نفطر معاه
وانا كمان عندي محاضرات ومش عايزة اتأخر عليها
قالتها وهي تتناول ملابسها خاصة الأمس من جانب الفراش وتتوجه بخطى واسعة نحو المرحاض تاركته يستشيط ڠضبا من عنجهيتها و يلعن قلبه الذي يميل لها.
كانت بحالة يرثى لها منذ عودتها للمنزل بلأمس فقد كانت مجهدة تجاهد إلحاح عقلها وحالة التعود التي تمكنت منها في الآونة الأخيرة فمنذ ما دار بينهم لم تنم ولم يغمض اللحظات منه تترأى أمام عيناها وحديثه المشجع يتردد بعقلها يحثها على الأمتناع عن تلك التي تسلبها كافة إرادتها لا تنكر انه تمكن من إقناعها وأثر عليها بمنطقه ولكن دون إرادة تشعر أنها بأمس الحاجة لها الآن
انتشلها من حالتها دخول زوجة أبيها إليها قائلة بتهكم وهي تشعل الأضاءة كي تنير تلك العتمة التي تسيطر على الغرفة 
هي الهانم معندهاش جامعة ولا ايه هتفضلي نايمة كده كتير
طالعتها ميرال دون اكتراث واستكانت من جديد تدثر  ولكن
دعاءاستهجنت فعلتها وصړخت بها 
انا بكلمك لازم تحترميني وتردي عليا
لم تجيبها ايضا بل لم تعطيها اهمية من الأساس مما جعل دعاء تستشيط ڠضبا وتهدر بتوعد مليء بالخبث 
طيب انا لازم اخلي فاضل يشوف صرفة في قلة ادبك و استهتارك ده
بنتي مش قليلة الأدب يا دعاء
قالها فاضل بحدة وهو يقف على أعتاب الغرفة ومحبة تقف خلف ظهره
ارتبكت دعاء وقالت وهي ترشق
محبة شذرا فهي تعلم انها هي من اتت به لهنا 
انا مش قصدي وبعدين انا عايزاها تروح جامعتها وتبطل استهتار لكن يظهر كلامي معجبهاش بدليل انها منطقتش بكلمة من ساعة ما دخلت الأوضة ومقدرتنيش
تنهد فاضل بعمق وهو يدعوها للخروج بيده قائلا 
اتفضلي يا دعاء وياريت بعد كده متدخليش في حياة بنتي و متضغطيش عليها
ربعت دعاء يدها ورفعت حاجبيها تستشيط ڠضبا من هجومه الغير معتاد عليها لتقول بتهكم كي تذكره بمعضلته 
واللهي انا بحاول اساعدك علشان متخرجش من تحت طوعك زي امه المتفاجئة و قوله بصوت جهوري منفعل 
اخرسي و متفتحيش بؤك بكلمة تانية فاهمة
وضعت يدها على موضع صڤعته غير مستوعبة ما حدث صاړخة بوجهه 
انت بتمد ايدك عليا يا فاضل !
وبحذرك لو مخرجتيش دلوقتي مش هخليك على ذمتي يوم واحد
كانت تستمع لكل ما يدور وهي مغمضة العينين تدعو الله أن تفقد وعيها كي تهرب من ذلك الواقع المرير التي ترفضه ولكن عندما ذكرت دعاء والدتها لم تشعر بذاتها إلا وهي تنتفض من الفراش متسألة بتوجس وبنبرة واهنة 
انت قولتي ايه
أجابتها دعاء بغيظ كي تشعل فتيل الماضي وټحرق قلبه وقلبها كي تفض غليلها 
اللي سمعتيه واللي ابوك عمره ما اقدر يعترف بيه امك هربت علشان راجل تاني ورمتك
جز فاضل على نواجذه وكادت عينه تطلق شرار ولكنها لم تتأثر فهي تعلم أن حالة الڠضب التي هو عليها ستتلاشى نهائيا عندما تستغل مدى تأثيرها عليه ولذلك نظرت له نظرة طويلة معاتبة ثم أضافت قبل أن تخرج من الغرفة 
انا هخرج بس اللي حصل ده مش هعديه يا 
وما أن وصلت لموقع محبة مالت برأسها عليها قائلة بنبرة كارهة متوعدة 
إن شاء الله لسانك ده هقطعهولك قريب يا حيزبونة
صدر من فم محبة صوت ساخر ثم لوحت بيدها بلا مبالاه وتحركت من امامها كي لا تتمادى معها وتخسر عملها دعاء الأرض بحذائها وهي تستشيط ڠضبا وتقسم انها ستجعلهم جميعا يدفعون الثمن.
بينما هي كانت تحاول أن تستوعب ما تفوهت به تلك الصفراء لتوها فما كان منها غير أن تتساءل بعيون زائغة و بتوجس شديد 
الكلام ده صح يا بابي
زفر فاضل انفاسه بحنق ثم هز
يعني امي اتخلت عني بسببه
جلس فاضل بالمقعد المواجه له يحتضن رأسه بين يده ويتنهد تنهيدات مثقلة بذكريات ماضي أليم يخجل من ذكرها ولكن لابد أن تخبرها الحقيقة الآن على أي حال فبعد أن أخبرته
محبة بمحاولة انتحارها وحالات الهياج التي تنتابها قرر أن يزيح ذلك العبء الثقيل من فوق كاهله 
حاولت كتير اخبي علشان صورتها في عينك متتهزش وقولت كفاية عليك تعرفي أنها انانية وكنت بقول فكرتك عنها انها كده أحسن بكتير ما تكون خاينه
تهدلت دمعاتها بحزن يدمي القلب وصړخت مشككة وهي تنهض وتتحرك بعدم اتزان 
انت اكيد غلطان انت بتقولي كده علشان اكرهها ومفكرش فيها اكيد داده قالتلك... صح
نفى برأسه وصرح لها 
دي الحقيقة يا ميرال انا لما اكتشفت علاقتها بالتاني واجهتها وكنت فاكر انها هتنكر أو تترجاني وتطلب مني اسامحها بس هي كانت بجحة وبررت انها بتحبه وكمان طلبت
تم نسخ الرابط