رواية عشق بلا رحمة بقلم دينا إبراهيم

موقع أيام نيوز

وتذكرت حديثه الطويل مع مصطفي علي الهاتف وهدوئه النسبي بعدها فقد اخذ مصطفي عهد وهو يحدث عصام مع امام مراد بانه اذا لم يستطع اسعاد سمر قبل زفافهم فانه سيحلها من ذلك العقد !!
هذا ما اخبرهم به مراد بعد ان طلب زوجها التحدث معه بعيدا عن مسامع زوجته الا ان مراد قد طمئنها بحديثهم المجدي !!!
وقفت منال في منتصف الردهه تطلق زغروطه عاليه وهي تحتضن مصطفي و سمر معا وحرصت علي اظهار حنانها وحبها له قبل ابنها بلال الذي ضحك علي اهمالها حتي لا تشعر مصطفي بفقدان والدته وكأن ذلك سيجدي بشئ فهو لن ينسي والدته و لومه لنفسه علي فقدانها  
قبلت منال مصطفي و سمر وقالت بحب وحنان   
مبرووووووك يا حبيبي مبرووووك يا حبايبي ربنا يباركلكم ويسعدكم ..
ثم توجهت واعاده الكرا مع ندي و بلال بينما خاڤت ندي النظر الي والدتها التي تشعر بعيونها الغاضبه ټحرقها !!
دخلت احدي النساء بمبخره كبيرة تبخرهم والفضول والابتسامه ظاهره جدا علي وجه سمر التي تشهد ذلك لاول مره   
وقفت منال تجذب سمر الي منتصف الغرفه وتخبرها بان تبقي مكانها لتأتي بمصطفي امامها وتقول   
يلا يا مصطفي لف سبع مرات حوالين عروستك !!
ضحك بلال وكان اول من اظهر اعتراضه وهو يري نظره الړعب علي وجه مصطفي ..فقال بضحك  
ايه يا ماما ده كتب كتاب مش سبوع !!
تأففت منال وهي تجيبه   
اسكت انت ملكش دعوة !! وبعدين العادة دي بتضمن انك تدخل الحب في قلب عروستك طول العمر وانك علي قلبها مهما حصل !!
قابل مصطفي عيون سمر وكأنه يخبرها بأقباله علي فعل ذلك بالرغم من خرافتها وعدم تصديقه لها ولكنه علي استعداد لفعل اي شئ لكسبها !!
اقترب منها بينما تسمرت هي واحمرت خجلا من تقدمه الذي لم يتوقف حتي وقف بجانبها تماما وتلامس كتفيهما او بمعني اصح اخر كتفها بوسط ذراعه القاسې كالحجر  
اتسعت عيناها وشعرت بان جسدها قد شل من كميه الكهرباء التي صعقتها من ملامسته 
كان مصطفي في عالم اخر وهو يتفحصها امام الجميع دون خجل .. بدأ لفاته حولها وذراعه يلامس ذراعها ليستكمل لفته ليتبعه ظهرها ثم كتفها الاخر و عضمه الترقوه فوق صدرها   
كادت تسيح كالزبد ليس لافعاله فقط بل من نظراته كلما مر من امامها والتقت عينيهما تلك الوعود الجريئة التي تعهدها منه !! 
هز دياب رأسه علي كشوف وجه ابنه الذي لا يستطيع وصفه سوي بالغشومية !! فالان سيتأكد للجميع مقدار حبه لها ابتسم في نفسه وهو يتحدث بينه وبين نفسه مع والدة مصطفي   
دياب بحزن كان نفسي تشوفي اليوم ده يا حاجه بس اللي عند ربنا احسن من اللي هنا !! كان زمان ضحكتك ملت المكان ده وايدك سبقاكي وانتي بتهزئي الواد ابنك !!
وقف ليتوجه الي الداخل حتي شويه !!
وقف مصطفي وتنحنح وهو يقول و كأن الامر عاديا


لا يا مرات عمي انا شايف العشا يبقي علي السطح احسن الجو حر هنا   
ليتدخل بلال مساندا له بقوة  .
ايوة وكمان الدنيا مكشوفه فوق والهوا يرد الروح واهدي من هنا عشان تاخدوا رحتكم  
لوت منال شفتيها وقالت بمكر  
اه يرد الروح وماله يا خويا يلا يا غادة شيلي الاكل وطلعي فوق   
قضبت حاجبيها بغيظ وقالت بتذمر   
الله انا مش لسه مخلصه تقديم هي غادة دي الخدامه بتاعتهم  
وبختها مناال لتخرسها  
بنت عيب دول عرسان هنخليهم يطلعوها ولا ايه !!  
ليقف مراد في اول ظهور له بعيدا عن مقعده بجوار الباب ويقول بحرج  
انا هساعدكم انا اصلا شغال في مطعم ومتعود علي الحاجات دي   
اتسعت ابتسامه غاده فاستدارت لاخفاءها وهي تقول  
طالعه اهوه   
اخذ الاثنان يصعدان بالاطباق و منال تناولها لهم علي السلم   
اخذوا يتبادلون النظرات والابتسامات الخفيفه و دائما يقبض عليها مراد تحدق به و كأنها تحلم فاحمرت وجنتيه اكثر مع انه معتاد علي مغازله السيدات له لكن معظمهم كبار في السن قليلا وليسوا كطفله بريئه حتي نظراتها تشعره بتأنيب ضمير رغما عنه !! 
في اخر نزول لهم امسك لها باب السطح لينزلا معا وغاده تفرك في اصابعها وتبلل شفتيها بتوتر  
بينما يتفحصها هو ويستغفر مرارا حتي استجمع شجاعته ليسألها   
احم انتي عندك كام سنه 
ردت غادة بخجل وخفوت   
17 سنه !!
نظر الي الجهه الاخري واغمض عينه بخيبه امل !! فرق سنوات بينهم هل يعقل ان تنظر له كحبيب مثلا بل هل يعقل ان يوافق احد علي مثل هذه الچريمه !!..
مراد لنفسه حظك يوم ما تحب تقع في طفله   
صعد مصطفي عندما شعر بتأخرهم فقد شعر باطمئنان لعدم اهتمام مراد بسمر كثيرا وتأكد ان لا مشاعر له ناحيتها فقد جعل مصطفي اكثر اهتماماته اليوم هي مراقبه زوجته و تفحصها ومراقبه ملامح مراد للعثور علي اي خطأ او تغيير يشير الي الضيق  
اما الان فهو يخشي علي اخته الصغيرة فقد لمح احمرا وجه ذلك المعتوه قبل الصعود اخر مرة !! مما حثه علي الصعود لحمايتها من ذلك الوغد   
تلجلجت غاده عند رؤيته وتخطته لتدخل الي الشقه بينما تنحنح مراد قليلا وهو يقول   
مبرووك يا مصطفي عقبال ما تفرح باختك   
نظر له مصطفي پحده وټهديد   
اختي لسه صغيرة عقبال ما افرح بيك الاول   
هز رأسه وهو ينظف حلقه ثم اتجه الي الداخل   
مراد لنفسه غبي ما تروح تقوله انا برسم علي اختك اسهل !!
دخل مصطفي ورائهم حتي وصل الي سمر و يجذبها من يدها ليصعدا الي اعلي سبقهم بلال وندي علي الدرج وسعادتهم ظاهره كالشمس   
نظر مصطفي بغيظ نحوها مرة بينما بادلته نفس النظرة بدل ان تعيش اسعد لحظات حياتها يرمقها پغضب ويغرقها بغروره هذا الوقح !!
ما ان صعدا حتي نظر بلال الي مصطفي و كأنه يحثه علي الدخول الي قوقعته بالداخل  
زفر مصطفي و فتح باب الحجره بهدوء و اشار ل سمر بالدخول  
نظرت سمر بتوتر الي الجهه الاخري وقالت  
لا انا هفضل
معاهم هنا !!
لم يبالي باجابتها وجذبها من ذراعها يدفعها بلا جهد يذكر الي الداخل !!
شهقت پصدمه وقالت بغيظ   
ايه الاسلوب ده وقله الذوق !!
انا اللي قليل الذوق ولا انتي !!
عقدت ذراعيها تحت صدرها وقالت بابتسامه صفراء  
انا قليله الذوق ازاي ممكن افهم !!
رد بهدوء وبرود   
طبعا قليله الذوق لما يبقي اتنين لسه متجوزين وعايزيين يقعدوا مع بعض لوحدهم لاول مرة زي الناس الطبيعين يعني مش احنا طبعا بعد الشړ !!!
احمرت خجلا وقالت بعناد  
مفيش الكلام ده علي فكرة خالص   
زفر بقله صبر وقال بضيق   
عاوزة تخرجي عندهم اتفضلي !!
تعجبت من استسلامه السريع والغير 
خجلت اكثر وعادت الي الوراء خطوتين حتي التصقت بالباب بقلق وتوتر مخلوط پخوف بسيط  
لم تعلم ان ظهورها بهذا الخۏف والقلق دائما يثير شئ بداخلها لالتهامها وامتلاكها لتصبح كل مشاعرها ملكه هو !!
رفع حاجبه المقطوع من المنتصف بتحدي وهو يقول بمراوغه   
ايه ډخلتي تاني ليه ما تطلعي !!
هزت سمر رأسها پعنف فاصطنع البراءه بالرغم من مشاهدته لما يحدث في الخارج وهو خلفها الا انه قرر اللعب باعصابها قليلا حتي تتعظ وتستمع لكلامه بعد ذلك   
مد يده ليمسك مقبض الباب بجوارها فامسكت يده بړعب وهي تبعدها وتقول   
لاااااا مش هطلع انا هفضل هنا   
نقطه ضعف !! الان اكتشفها طوال حياته ظن ان لا نقطه ضعف بالنسبه له والتي قد تهدد بفقدانه السيطره ولكن تلك الجنيه الصغيرة اثبتت انها بلمسه واحده صغيرة تستطيع هز كيان رجولته بطريقه لم تفعلها سابقه لها او تقترب منها حتي !!
 نظرت له بعيون متسعه ثم الي يده الضخمه والتي تبتلع كلتا يداها كيف انقلبت الآية من هي تمسك يده الي هو يمسك بهذه اليد الواحده كلتا يداها !!
جذبت يدها بتوتر وهي تري عينيه العسليه

تميل للظلام الحالك 
خرجت من افكارها وهي تشعر برأسه 

٢٩١٢
رمشت مرتين ثم نظرت الي اسفل  وضع يده اسفل ذقنها يرفعه ثم قال   
حاسه بأيه 
حاسه بأيه !!! هل ېقتل نفسه الان ام ينتظر لعل القدر يشفق عليه ويأخذ روحه في تلك اللحظة او تنشق الارض وتبلعه من غباءه !!
استمرت في نظراتها لاسفل وقد احمرت اكثر ما هذا السؤال هي نفسها لا تعرف ما هو شعورها سوي انه يسلب عقلها و قلبها كلما اجتمعا معا حاول ازاله ذراعه من حولها واعطاءها بعض المساحه   
ولكنه قال بمرح غير ابه لمحاولاتها   
في كيميا غريبه بينا وبين الباب !!!.
هزت رأسها لتخبره بانها لا تفهم فتركها حتي يرحمها من خجلها قليلا وعقد ذراعيه امامه ان كان هذا تصوره عن الرحمه فهو مخطأ تمام فما زادته تلك الحركه الا هيبه و ړعبا ليردف  
مش فاهمه ايه بالظبط !!
تنحنحت وقالت بخفوت   
كل كلامك !!!
ضيق
عينيه بغيظ وقال   
انهي لما قلت اني عايز اقرب منك علي طول ولا انك بتقلبي حياتي   
خجلت وقالت بتوتر   
اقصد كيميا الباب  
ابتسم بمكر وهو يشير بينهم   
مش واخده بالك ان مواقفنا الحلوة ورا الباب بس !!
فهمت معني حديثه وتذكرت حاډثه المكتب خلف بابه والان قبلتها الاولي المسروقه خلف الباب !!
مسروقه نعم كما تريد ان تقنع نفسها !! فقد كانت راضيه جدا جدا بشكل يجب ان تخجل منه ليعاتبها قلبها ولكنه زوجك لما لا ليعود صوت عقلها يذكرها باهماله لها طوال هذا الاسبوع   
تغيرت ملامح وجهها من الخجل الي الضيق لتقول بصرامه   
واضح اني بقلب حياتك وانا قدامك بس غير كده شكليات   
استدارت لتفتح الباب والخروج ولكنه منعها من ذلك بان وضع يده علي الباب فاردف بتحذير..
بصي يا سمر انا ماليش في شغل الحريم ده وكلامهم ومش مستعد اقعد احل في فوازير خليكي واضحه وقولي علي طول في ايه !
عقدت ذراعيها وقد قررت عدم اللف و الدوران فهذه العلاقه ستنتهي عاجلا ام اجلا !!
انا فهمه كويس اوي ايه الغرض من كتب الكتاب ده !!
عقد ذراعيه هو الاخر قبل ان يقول  
اتعودي وانتي بتكلميني تبصي في عنيه هي فوق هنا مش في بطني   
نظرت له بغيظ فاستكمل وهو يهز رأسه وكأنها ارضته الان   
غرضه ايه بقا يا ام العريف !!
ردت بكل ثقه وكأنها حلت مشاكل العالم الثالث اجمعه   
عشان تحميني طبعا ومتحسش بتأنيب ضمير من نحيه ماما   
هز رأسه يحاول استوعاب الي اين يتجه هذا الكلام   
اه كملي !!
فتحت ذراعيها لترمي بيدها في الهواء وتقول بضيق   
بس
تم نسخ الرابط