رواية مزيج العشق بقلم نورهان محسن (كاملة)
المحتويات
لاننا مالناش الا بعض كانا انا وهي لوحدنا في الدنيا.. اتجوزها وعشنا كلنا مع بعض.. كنت بعتبره اخويا الكبير وعوضنا عن دفي الاسرة اللي اتحرمنا منه
كارمن بتساءل كان اسمه ايه يا ماما
لفظت مريم الاسم بشكل عفوي كما لو كان محفورا في ذاكرتها احمد راشد.. عدت سنين كتير انا كبرت ودخلت الجامعه وهما خلفو ولد وبنت اسمهم يحيي ومريم
واصلت حديثها بدموع في يوم انا كنت مع ابوكي اخدني وروحنا اسكندرية قضينا اليوم كلو هناك.. لما رجعت البيت لاقيت المساعد الخاص لأحمد بيبلغني ان عربيتهم اتقلبت واتحرقو جواها.. محدش عاش منهم وزي ما حصل معاكي وقعت واتحجزت في المستشفي مالحقتش الډفن ولا قدرت اودعهم لأخر مرة
مريم بحنو اتكلمي مع جدك هو كمان من وقت ماعرف وهو حزنه زاد علي ظلمه لأبوكي.. اقعدي معه وصفي اي حاجة في قلبك نحيته
مريم بإنزعاج ماشي بس فين ملك انتو بقالكم يومين واخدينها مني مش عارفه انام من غيرها
ابتسمت كارمن لتقول بلطف وهي تمسح دموعها هروح اجيبهالك يا ست الكل
عند كارمن
دخلت غرفة نومها بعقل شارد فيما أخبرتها به والدتها عن أختها وأولادها نفضت كل الأفكار عن رأسها بعد أن أغلقت الباب خلفها واستدارت ظننا منها أن أدهم كان جالسا في انتظارها بعد أن أخذت الطفلة منه منذ دقائق لتعطيها لوالدتها وطلبت منه انتظار عودتها إليه.
لا تعلم لما شعرت بالڠضب والإحباط ربما لأنها أرادت أن تخبره عن كل ما حدث لها منذ بداية اليوم وحلمها المزعج وكلام والدتها حتى تستريح قليلا من التوتر العصبي الذي اصابها.
اردفت بتنهيدة خلاص مش مشكلة نأجل الكلام للصبحاكيد تعبان ونام ڠصب عنه
في غرفة زين وروان
استيقظت روان منزعجة من صوت المنبه المزعج كم تكره هذا الصوت لأنه يخرجها من أحلامها الوردية.
فتحت روان عينيها ببطء وتكاسل وأخذت تتأوه بضجر من ذلك المزعج الذي لا يريد التوقف.
زفرت روان بتمتمة يالهوي عليك يا زين وعلي نوم امك التقيل دا.. يا زين.. يا زينووو.. قوم وراك شغل
اردفت بابتسامة لعوبة على فمها مفيش مفر انت اللي اضطرتني لكدا
سقط قلبها في قدميها ونظرت إليه بعيون واسعة مندهشة وهو يخفض يده
من علي فمها لتقول پصدمة هو انت صحيت من امتي !!
زين ببرود من يالهوي عليك وعلي نوم امك التقيل
حاولت روان أن تتكلم لكن انعقد لسانها فخرجت الكلمات غير مترابطة يا خبر.. احم.. انا مكنش قصدي انا..
نظرت روان إليه باسمة الثغر ببلاهة لتقول بصوت مبحوح صباح الفل
زين بعبوس ايه الصباح الناشف بتاعك دا
زين بنصف عين ايوه لسه
روان بتذمر طفولي ايه دا انت بتدلع يلا قوم عشان تلحق تنزل علي شغلك
زين بجدية معرفش ليه حاسس انك بتهربي من مرواحك الجامعه يا روان
زاغت عيناها وتلعثمت في الرد لا خالص.. انا ههرب ليه
حرك ذقنها لتواجهه مباشرة وغمغم بإصرار قولي الحقيقة
لم تستطع أن تتجادل معه أكثر وهو لن يتركها دون أن يحصل على إجابة قائلة بتردد بصراحة خاېفة اروح وتحصل مشكلة بينا وانا ماصدقت اننا مبسوطين
أغمض أدهم عينيه متضايقا من نفسه ثم هتف بتساءل انتي لسه بتفكري اني مابثقش فيكي مش كدا
أدارت عينيها ولم تجيب على سؤاله.
حدقت في عينيه عندما بدأ يداعب بشرتها الناعمة بإبهامه مردفا انسي كل حاجة فاتت.. تصرفي كان من غيرتي عليكي.. عارف انها صعبة شويتين بس استحمليني
استأنف حديثه مبتسما بمزح انا زي جوزك برده
ضحك عليها وهو يضرب رأسها بخفة وتنهد بقلة حيلة من چنونها هو دا اللي لفت نظرك من كل كلامي
وضعت روان يدها على خده قائلة بحب مش عارفة اوصفلك قد ايه كنت محتاجة اسمع منك الكلام دا
صمتت قليلا
ثم اردفت بدلع طفولي بس دا مايمنعش اني اسمع منك كلمة بحبك علي طول.. من حقي كمواطنة اسمعها منك دايما
روان بتحذير واستعطاف اعقل يا زين انت عندك شغل ومتأخر كمان
أدار وجهه ونظر إلى الساعة المعلقة على الحائط ثم ابتعد عنها قائلا متذمرا كل مرة بتفلتي من ايدي بحجة مقنعة ملاحظة مش كدا
هتفت بمرح وهي تنهض من جانبه دي حظوظ بقي.. انا غيرت وهروح الجامعة
زين بإبتسامة برافو يا قلبي
نظرت إليه ببراءة قائلة بدلال ممكن توصلني في طريقك
زين بضحكة من عيوني
في قصر ادهم البارون
تجلس ليلي في الشرفة الكبيرة وتحمل كوبا من الشاي بالنعناع كما تحب.
سبق نادين صوت رنين كعبها العالي لېحطم هدوء المكان وقالت بإستخفاف صباح الخير يا طنط
نظرت ليلي إليها بعين غاضبة من سخريتها متمتمة صباح النور
أردفت ببرود بينما كانت نادين تسير وتجلس علي المقعد الأخر أمامها بالمناسبة ادهم ومراته راجعين انهاردة من السفر
نادين بتعجب بالسرعة دي غريبة ماكملوش يومين يعني
ليلي بسخرية انا حبيت اعرفك قبل ما تخرجي وترجعي متأخر زي كل يوم من وقت ما سافرو
كانت نادين متوترة من أسلوب تلك المرأة العجوز فتذمرت حتى لا تلاحظ عصبيتها ايه يا طنط انتي عايزاني اتحبس في البيت يعني مش كفاية اني متجوزة ابنك ومش مراعيني خالص جواز بالاسم بس
تشدق وجه ليلي بابتسامة جانبية قائلة بصرامة احمدي ربنا يا نادين انه مستحملك ومش عايز يطلقك لحد دلوقتي واسلوب كلامك معايا تعدليه بلاش دور الزوجة المظلومة اللي انتي عايشة فيه دا واضح كلامي
تمتمت نادين بحنق واضح
اما في الصعيد
تحديدا في غرفة نوم ادهم وكارمن
تملمت كارمن في نومها إلى الجانب الآخر من السرير ووضعت يدها على مكان نوم أدهم لتتفاجأ أن المكان كان فارغا.
نهضت وفتحت عينيها الزرقاوين تتثاءب بنعاس تحدق في الغرفة لتدرك أنها كانت وحيدة فيها.
مدت يدها إلى الطاولة المجاورة للسرير وأخذت هاتفها لتنظر إليه مخاطبة نفسها انا نمت كتير اوي كدا.. الساعة بقت 10 ونص.. ادهم شكلو سبقني علي تحت.. بس ماصحنيش معه ليه دا!!
عند ادهم
كان يسير في الأراضي الخضراء حول المنزل وقد استيقظ منذ الفجر وتسلل من جانب كارمن ثم جاء إلى هنا وحتى الآن كان يفكر فيما سيفعله ويحاول ترتيب أفكاره بهدوء وتمهل.
أخرج هاتفه من جيب بنطاله وضغط على زر الاتصال.
بعد لحظات سمع صوته قائلا بمرح صباح الخير يا ابو الاداهيم
ادهم بضجر صباح النور مش وقت سخافه علي الصبح يا مالك
مالك بحيرة في ايه يا ادهم شكلك قرفان ليه كدا
تنهدت ادهم قائلا بهدوء مفيش حاجة انت فينك
مالك في البيت هفطر واروح الشركة
ادهم طيب لما توصل احجزلي علي طيارة باريس انهاردة بليل او بكرا بالكتير
مالك صبرك عليا عشان اترجم الكلام.. انت مش في الصعيد يا بني
ادهم بملل ايوه راجعين انهارده هنتحرك من هنا علي الظهر وبليل نوصل مصر
مالك بدهشة ايه اللي هيرجعكو
بسرعة كدا في مشاكل ولا ايه !! ماتفهمني عدل
ادهم بهدوء مش ضروري تفهم بعدين هبقي اقولك.. المهم دلوقتي نفذ اللي قولته.. يلا سلام
مالك بقلة حيلة ماشي اللي تشوفه.. سلام
بعد فترة وجيزة في المندرة
الحج عبدالرحمن ايه يا ولدي الكلام دا.. معقول تسافروا بسرعة كدا لسه مالحقناش نشبع منكم
ادهم بإحترام سامحني يا حج عبدالرحمن لكن عندي شغل كتير لازم اتابعو بنفسي
أومأ الحج عبدالرحمن برزانه وتفاهم اذا كان الموضوع شغل خلاص يا ولدي ربنا يكتبلك التوفيق ويصلح حالك
ادهم بإبتسامة تعيش يارب
عند كارمن
خرجت كارمن عايزنا نرجع مصر انهاردة
نهضت كارمن علي قدميها قائلة بإستفهام ليه نرجع هو كان قالي اننا ممكن نقعد اسبوع.. وبعدين هو ماقاليش بنفسه ليه
مريم بتبرير يمكن زهق من القعدة هنا.. انتي عارفه طبع ادهم شغل وخروج.. حياته مختلفة خالص عن الحياة هنا يا بنتي..
ثم اردفت مجيبة علي سؤالها هو اكيد اتحرج يقولك عشان ماتزعليش منه
كارمن بقلة حيلة ماشي هحضر الشنط واجهز نفسي
مريم لا سيبي انتي الشنط وروحي اقعدي مع جدك زي مافهمتك امبارح بعد مانفطر كلنا سوا قبل السفر
كارمن بضيق حاضر هغير هدومي...
في الاسفل
تناول الجميع وجبة الإفطار في جو هادئ.
لم يتحدث أدهم وكارم أثناء الإفطار لكنهما تبادلا بضع كلمات بسيطة ردا على أسئلة الجميع.
بعد فترة وجيزة
كانت كارمن تجلس على بعد مسافة صغيرة من الحاج عبد الرحمن في المندرة بناء على طلبها رحب الجد بذلك ثم جلسوا يتحدثون بهدوء.
استرسل الحج عبدالرحمن حديثه انتي عارفه يا كارمن يا بنتي قبل ما تيجي.. كان عندي خبر بكل حاجة عن طريقة جوازك من ادهم وعدم رضاكي عن الوضع وانك اضطريتي لكدا عشان مافيش حد يقف في ظهرك
حاولت كارمن أن تقاطع حديثه جدي
الحج عبدالرحمن خليني اكمل كلامي وبعدين احكي علي راحتك
كارمن بإحراج اسفه اتفضل يا جدو
الحج عبدالرحمن بنفس الهدوء كنت ناوي اطلقك منه واخليكي تعيشي تحت سقف بيت اهلك ووسط عزوتك حتي لو هو مارضيش.. لكن بعد ما شوفت قد ايه هو انسان كويس وطيب.. كمان
امك نفسها حكيتلي كل حاجة بيعملها عشانك وعشان الصغيرة فبدأت افكر من تاني
اختنق صوته لكنه أصر على أن يخرج ما في قلبه وامتلأت عيناه بالدموع التي بدأت تتساقط بهدوء قائلا بندم وألم انا غلطت يا بنتي في حق ابوكي جيت عليه كتير من صغره.. مش عشان مابحبوش بالعكس دا ابني البكري الغالي اللي من يوم ما اتولد اعتبرته السند والعون ليا.. يمكن عشان كدا قسيت عليه من غير ما ادري.. وبعد اللي حكيته ليا امك اتأكدت اني خلفت راجل بصحيح
هتفت كارمن بإندفاع بجد يا جدي دا رأيك فيه
ابتسم علي لهفتها وقال بمحبة ايوه يا حبيبتي انتو صحيح ظروف جوازكم كانت غلط وقاسېة بس قلبكو نظيفة وهتنجحوا في حياتكو مع بعض ان شاء الله
ابتسمت كارمن من بين دموعها قائلة بسعادة حقيقية ربنا مايحرمنيش منك يا جدي ويخليك لينا يارب.. انا كمان فرحانه اوي اني شوفتك وعرفتك كنت محتاج ليك جدا في حياتي
بعد قليل
نظرت مريم اليها بإبتسامة وقالت سامحيني يا حبيبتي مش بإيدي لكن اوعدك هنيجي تاني انا حبيت المكان وحبيتكو اوي
متابعة القراءة