رواية مزيج العشق بقلم نورهان محسن (كاملة)

موقع أيام نيوز


منير.. كده عايز تحرمني اشوف الحاجات الحلوه ديه
ياوليه اسكتي.. يقولوا علينا ايه جاين نحسدهم
لوت شفتيها ممتعضه من تلك الكلمه تضع كفوفها أمام عينيها تفرد اصابعها الخمس
الله اكبر.. ده انا عيني مليانه ياخويا
وقبل ان تستطرد حديثها كانت قدر تتقدم نحوهم بسعاده
وحشتني ياخالي... كده متسألش عليا الفتره ديه كلها
ضمھا منير اليه بحب سعيدا لرؤيتها

قولتله ياقدر انك هتزعلي مننا... وهو يقولي عرسان وعيب كده... ده انا كنت جيالك الصباحية

وعملالك اكل انما ايه بس منه لله خالك
لا انتي شكلك ناويه على طلاقك النهارده
فتحت سميره عينيها على وسعهما تتسأل
تطلق مين
في حد غيرك هنا راديو
ابعدي انتي ياقدر ياحببتي
اتسعت عيني قدر ذهولا وهي ترى سميره تزيحها عنها وبعدما كانت بداية اليوم اشراقا انتهت بكدمة زرقاء فوق عينيها نادمه أشد الندم انها وقفت حائل بينهما
ارتكزت عيناها عليه تخفي مشاعرها بصلابة دربت عليها نفسها لأيام
أياما لا تعلم كيف قضتها والغيره تنهش قلبها ولكن ما اطفئ لهيب قلبها المعلومات التي جمعتها عن تلك التي تزوجها
امرأة ألقاها زوجها بعدما عاد لحبه القديم... لن تغير من انثي عاديه بل ابسط من تلك الكلمه.. كما أنه يترك عروسه بعد يومين زواج يالها من علامة مبشرة
شردت في ليالي زواجهم فلم يتركها شهاب الا بعد اسبوعين امضياهم بين باريس وإيطاليا يغرقها بحبه يشعرها بأنوثتها
ابتلعت مرارة حلقها عند هذا الحد من الذكريات لتشيح عينيها بعيدا عنه قبل أن تفضحها مشاعرها وتقف أمامه تتوسل اليه ان يعود لها ويغفر لها لقد تعلمت الدرس بجداره وعلمت انها من دونه أنثى ناقصه
كان السيد نشأت يتابعها بعينيه من حينا لآخر رغم رفضه لتوليها الاجتماع معه الا انه في النهايه رضخ لتوسلاتها
انتهى الاجتماع الذي تم فيه وضع أسس بدايه بناء المشروع.. لينهضوا جميعا
كانت أول المغادرين تتباطئ بخطاها بثقه رغم واهيتها الا انها أرادت ان تكون أمامه هكذا...
اقترب أدهم من شهاب بعدما أصبحوا بمفردهما
شايف ان شيرين اتجاوزت الازمه
التمعت عيني ياشهاب وهو يجمع أوراقه
اتمنى يكون ده حصل فعلا... وتبدء تشوف حياتها
تنهد أدهم يومئ له برأسه ليتحرك شهاب مغادرا لكنه توقف وهو يتذكر ذلك الاقتراح الذي اقترحته عليه قدر
هات عهد وتعالوا اتعشوا معانا... قدر عزماكم
تعالت الدهشة فوق ملامح أدهم فهو لم يعتاد على ذكر اسم عروس عمه الجديده ولكن لا بأس بقبول الدعوه ومعرفه تلك الزوجه عن قرب
اقترب منها متعجبا من وضعها لكفها فوق عينها يسألها
أنتي ليه حطه ايدك كده... مالها عينك
اشاحت عينيها بعيدا عنه تبتلع ريقها تهتف بتعلثم
مافيش حاجه... انا عيني بس ۏجعاني
طب وريني
وقف قابلتها بعدما ابتعدت بجسدها عنه لتتسع عيناه وهو يرى عينها بكدمتها الزرقاء
ايه اللي عمل فيكي كده.. مش معقول تكوني وقعتي ديه مش منظر وقعه
وبعد برهة كان يضحك وهو يستمع اليها غير مصدقا ما يسمعه
يعنى خالك منير في خبر كان دلوقتي
تعجبت من مزاجه وكأن الحكايه اعجبته لينظر إليها يتمالك انفاسه الهائجة من تلك المشاعر الجديده التي باتت ټقتحم قلبه عائدا لملامحه الجامده
تحبي اتصل بأدهم وألغى العزومة
لا لا انا هحاول اخفيها بأي كريم
واقتربت من المرآة تنظر اليه تسأله
هي ورمه اوي
تحسسها بأصابعه برفق ينفي برأسه وبمواقف بسيطة كانت خطواتهم تتقارب
اجتذب صړاخ عهد عيناهم بعدما كان هو وادهم مندمجين في حديثهم
ضحكت رغما عنها وهي ترى عهد تتعلق بعنقها تشكرها بسعاده
بجد ياقدر هتعرفيني على اخت صاحبتك ويبقى ليا صحاب
سعاده عهد كانت لا توصف فلم يكن لديها يوما اصدقاء كباقي أقرانها... الكل كان يراها فتاه منطوئه لا تصلح للصداقه
دمعت عيناها تشكرها مجددا بأمتنان حقيقي
وانتي كمان هتكوني صاحبتي مش كده
تعلقت عيني ياادهم بها يشعر
بالضيق كلما وجدها تبكي..يلعن الظروف التي جعلتها تعيش حياه كتلك الحياه التي عاشتها ثم زواجها بتلك الطريقه وكأن لا حق لها بأختيار حياتها.. التعاطف والشفقه كانوا اساس مشاعره يقربناه منها اكثر ناسيا بغضه للمشاعر بعد حكايته مع لبنى
اما شهاب فعيناه كانت تلمع بنظرات جديده يخصها بها وحدها.. يخصها لأول مره لامرأة.. انها حقا مصدر بهجة وسعاده.. ف الصغيره التي كانت تجلس طيلة جلست العشاء منطويه لا تتحدث معهم تصيح الان بسعاده
اقترب منهم أدهم وقد اثار الحديث بينهن فضوله
ممكن اعرف ايه سر السعاده ديه كلها
اتسعت ابتسامة عهد عندما انتبهت على صوته لتنهض مقتربه منه تتعلق بذراعه مما ادهشة لترفع عيناها نحوه وليتها لم ترفعهما فبراءتهما تصيبه برجفة لا يعلم سببها
قدر هتعرفني على اخت هناء صاحبتها بنت في سني وممكن نذاكر سوا
هتفت بحماس مما جعله يبتسم يطالع قدر بنظرة ممتنه يلوم نفسه انه للحظه اعترض على قرار شهاب بالزواج منها
مش عارف اشكرك ازاي يامدام قدر
وتعلقت عيناه بعهد التي وقفت تنظر ببراءة إليهم
عهد اختي واحنا من هنا ورايح اخوات... مش كده ياعهد
لتومئ عهد برأسها فتنحنح شهاب يجلي حنجرته مقتربا منهم مازحا
شكل هيبقى في العيله في حلف نسائي ياادهم وهنبدء نخاف
لتتعالا ضحكات أدهم يتذكر منذ اشهر كانت حياتهم تخلو من عنصر النساء ولكن اليوم يقفان بجانب امراءتان يليق بهم لقب طفلتان
تفتكر لازم نبدء نخاف
ضحكت عهد رغم فهمها الطفيف لما يدور حولها لتبتسم قدر ترمقهم بأريحيه
شكلنا مش هنسلم منهم النهارده ياعهد
فأقتربت منها عهد تسألها تحت نظرات أدهم
مش كانوا قاعدين بعيد عننا.. ايه اللي جابهم
لتتسع عيني أدهم ف عهد بدأت تتكلم وانطلق لسانها اخيرا
شكلنا بنطرد بالذوق ياادهم
هتف بها شهاب وهو يضحك مما جعل أدهم يشاركه الضحك ومنذ زمنا طويلا لم يعيشوا تلك الحاله العائلية الدافئة
وانقضت السهره... ليتسطح شهاب فوق فراشه يعيد مقتطفات اليوم على عقله فيبتسم وهو يتقلب فوق فراشه لتقع عيناه على صورة صغيره.. ظل يطالعه للحظات الي ان نهض فوق فراشه لديه رغبه في الذهاب إليها متعللا انه يريد شكرها على ذلك اليوم السعيد والاطمئنان على عينيها
وضعت أمامه فنجان قهوته وهي تتثاوب تنظر اليه وهو غارق في مطالعة حاسوبه
محتاج مني حاجه تانيه
رفع عيناه إليها ليبتسم رغما عنه فقد كانت تقف أمامه مغلقة العينين تفتح فمها وتغلقه بتثاوب من شدة نعاسها
شكرا ياعهد... روحي نامي انتي
اماءت برأسها وسارت بخطوات متمهلة ورغم ذلك لم تنتبه لطرف السجادة المنقلب لتتعثر قدمها فتقع رغما عنها متآوه
اه
صرخه خافته نبهته فترك فنجان قهوته ناهضا إليها بقلق
مالك ايه اللي حصلك
السجاده وقعتني
هتفت بها بطفوله مما جعله يضحك بقوه على عبارتها
خلاص معلش هاتي ايدك قومي
التقط يدها لتبتسم وهو ينهضها برفق
انت طيب اوي ياادهم...انت اكتر حد عملني كويس بعد ابله رحمه
استعجب اسم المرأة التي أصبحت مؤخرا تتحدث عن طيبتها ورعايتها لها.. فيبدو انها الوحيده التي اهتمت بها
اسندها برفق حتى وصل بها لغرفتها يفتح لها بابها
يلا نامي عشان عندك بكره يوم طويل ومذاكره كتير
سطحها فوق الفراش ثم غطاها وكل هذا كانت تتابعه بعينيها الناعسه ومشاعر جديده كانت تدب داخل قلبها الصغير لتتفتح براعمه لكن هو كان يركز على هدف واحدا انه سيعوض تقصيره بحق شقيقته بها لعلا ضميره يرتاح
طرقة خافته افاقتها من دوامة مشاعرها فمجرد ان وضعت دفترها جانبها دلف للغرفه يطالعها
لسا صاحيه
اماءت له برأسها تحاول ان تتحاشا النظر اليه مرتبكه من وجوده تجذب الغطاء الخفيف نحو جسدها
كنت هنام
شعر بتوترها فتحسس عنقه وهو يتراجع منسحبا

وكأنه نسي ما اتي من أجله
اه افتكرت.. كنت جاي اشكرك على اللي عملتي مع أدهم ومراته
انا كنت مبسوطه اوي بوجودهم
واردفت وهي تتذكر عاصم وقد ظنت أدهم مثله
أدهم وعهد طيبين اوي.. وانا حبيتهم
كان غارق في صراعه بين عقله وقلبه لا يعرف ايخلق حديثا اخر ام ينسحب بهدوء
ليأتي صوتها وكأن هذا ما ينتظره
هو انا ممكن اطلب منك طلب
تراجع بخطواته يطالع ارتباكها وفركها ليديها بعدما ارتكزت بركبتيها فوق الفراش.. منامتها كانت متحشمه بشده فلم تدرك ان حشمتها جعلت فضوله كرجلا يدقق في ابسط تفاصيلها
عنقا مرمريا طويلا وبشرة نقيه وغرة تتدلي فوق جبينها وخصلات متمرده تتناثر خلف عنقها
انا كنت مقدمه على دورة لغه انجليزيه في المعهد وكمان دورة الكمبيوتر معرفتش أكملها بسبب الظروف
بهتت ملامحها وهي تتذكر حاډثة اختطاف عاصم لها فهى لم ولن تنسى ماعاشته على يديه ولكن تحاول أن تتجاوز هذا من أجل شقيقها ويكفيها ماتعيشه في كوابيسها
نظراته كانت مركزه عليها مما جعلها تشعر بالارتباك تنظر لازرار منامتها العلوية
أدرك فداحة خطأه بعدما استوعب تحديقه بها الذي طال تنحنح حرجا يشيح عيناه بعيدا عنها يمنحها الجواب
شوفي المواعيد بتاعتك وبلغيني بيها عشان أبلغ السواق بيها
تهللت اساريرها بسعاده بعدما كانت تخشي رفضه.. وذكري
بعيده كانت مشابها مع كريم عندما طلبت منه تعلم الخياطه في إحدى الدورات قابل يومها فكرتها بسخريه حتى عندما أرادت ان تستكمل دراستها الجامعيه لم يكن على لسانه الا ان المرأه ليس لها إلا بيتها وراحة زوجها وانجاب الأطفال وتربيتهم
يعنى انت موافق بجد
ايوه موافق... انا مش متجوزك عشان اهدم أحلامك ياقدر... وده علم وتطوير من الذات ومن واجبي اشجعك
اتسعت عينيها غبطة فتفكيره مشابه لفكر أخيها عمر حتى انها يوما كانت تتمنى لو ان تتزوج رجلا مثله ولكن زواجها من كريم جعلها تدرك ان أخيها نموذج نادر من الرجال
متقلقيش مش هكلفك حاجه انا معايا فلوس اقدر اصرفها على..
احتدت عينيه فأبتلعت باقي حديثها
اي حاجه تخصك من هنا ورايح فأنا المسئول عنها مش معنى أننا حطين فرصه لجوازنا عشان نتقبل بعض تفتكري انك مش مسئوله مني
وقد تبدلت نظرة عيناه التي كانت تحوي دفئا
اتمنى مسمعش منك الكلام ده تاني
ومن دون حديث اخر انصرف من الغرفه
لتضيق عينيها تخبر حالها بمزيد من صفاته
لطيف وحنون ومتفهم لكنه عصبي وبيقلب بسرعه... كوكتيل غريب 
ازداد حنقه وهو يراها تجلس وسط المزارعين ترتشف معهم الشاي وعلى افواههم ابتسامة متسعه لم يمر على عملها سوي اثنتي عشر يوما ورجاله لا يهتفون الا
البشمهندسه اخبرتنا.. البشمهندسه طلبت منا ..البشمهندسه أمرتنا هكذا كانت ردود رجاله الذين يتولون شئون الأرض في غيابه
انتفض المزارعين من حولها كما كان حال رجاله الذين هبوا فزعا من رؤيته... الكل ركض نحو عمله يكمله لتقف هي مكانها ترمقه بنظرات جامده تنتظر سماع صوته الفظ
والله عال العال يابشمهندسه مجمعالي العمال حواليكي تتسيروا وتشربوا الشاي
ده وقت الراحه بتاعنا ياعاصم بيه
ومدت يدها بكأس الشاي خاصتها وهتفت ببرود تعلمت ان تتبعه معه
تحب تشرب شاي
استنكر حديثها فمن هي لتقف أمامه تحادثه هكذا... كانت تثير حنقه بشخصيتها مما جعله يرمقها بنظرات ساخره وعيناه لا تحيد عن وجهها
اومال لو كان يتبصلك كنتي عملتي ايه
كان وقع كلماته كالصاعقة التي اخترقت صميم قلبها.. ارتجفت شفتيها فأخذت تضغط عليهما بقوه حتى لا تظهر ارتجافهما
مش محتاجه اعرف منك نظرتهم ليا ايه.. ومش كل الناس بتبص على الوشوش
واقتربت منه ترفع سبابتها نحو عقلها ثم قلبها
في ناس بتبص هنا وهنا ياعاصم
 

تم نسخ الرابط