رواية هل فات الاوان بقلم ناهد خالد (كاملة)

موقع أيام نيوز

حاجه هتعملها بس متجرحنيش بكلامك الي قولته 
رد بعقلانيه 
طب قوليلي لو كان حد تاني مكاني مش وارد لما شاف رقم صاحبه عندك وبينكوا مكالمات كتير ورسايل يفكر أنك بتخونيه وخصوصا أنه لسه خارج من موضوع مشابه ومكتشف خېانة صاحبه الأولاني وفضلت اسألك وأنت مبترديش عليا ومتبرريش مش كان ممكن الډم يغلي في عروقه وغضبه يعميه وميتفاهمش معاك أصلا ويضربك لحد ما يطلع عينك وفي الآخر يطلقك ده مش
كان وارد أنا مش برر لنفسي بس أنا بوريك أني بجد اتحكمت في أعصابي لأقصي درجه وعارف أني غلط في كلامي ليك بس أعتقد المفروض تلتمسيلي العذر يعني دي اللحظه الوحيده الي اڼفجرت فيها وأقسملك أني متخيلتش كلامي هيوجعك للدرجادي عارف أنه يضايق ويوجع بس مش لدرجة احساسك الي وصلتهولي في الرساله 
آلمها لأنه وبجهل منه ضغط علي الچرح الذي تركته لها والدتها لو لم تكن قصتها لما آلمها لهذه الدرجه التي يستغربها حديثه عن كرامتها علي حق فهي نفسها تسآلت لاحقا أين كانت كرامتها وهي تتفق مع والده كي يغصبوه علي زواجها منه ويضعونه أمام الأمر الواقع لما لم تعزز نفسها ! إذا ما يألمها حديثها عن كونها معقده تحتاج لمصحه وما شابه و الأمر معها متعلق بقصة والدتها التي لايعلم عنها شئ ! 
أوليس الإنسان في وقت غضبه يفلت لسانه أحيانا أوليس هي أيضا بوقت ڠضبها ممكن أن ټجرح أحدهم ثم ټندم أشد الندم أوليس هذا أول خطأ يخطأه بحقها ! أوليس العفو عند المقدره ! وهي تشعر أنها تقدر ربما تحتاج لقليل من الوقت بعد لتقدر تماما لكن عالأقل لديها بوادر القدره نحن لسنا ملائكه نحن بشړ نستحق فرصه ثانيه وثالثه وعاشره مادمنا نقدر علي إعطائهم وإن كانت قدرتها تتوقف عند الثانيه فلتعطيها له إذن وإن لم يقتنصها فسيكون هو الجاني علي نفسه 
تسائلت بهدوء 
أنت عاوز أيه دلوقتي ياسليم 
رد بلهفه 
تسامحيني علي الي قولته ليك 
أومأت بإيجاب تقول 
سامحتك وأنا كمان غلط أتمني تسامحني 
ابتسم باتساع وقال 
أنا مسامحك من زمان يا داليا 
طيب أنت ليه مطلقتنيش لدلوقتي 
سألها بمراوغه 
أنت ليه مطلبيتهاش 
ردت بصدق 
مكنش عندي استعداد اتواصل معاك تاني ولا مع معتصم ولا مع عمي الحقيقه بس كنت بتابع دايما مع مدير شركتي السابق وبسألها إذا كنت بعتله الورقه ولا لأ 
لوي شفتيه بضيق 
وأنا الي فكرتك هتقولي عشان مقدرش ابعد عنك !
راوغته في الحديث وتسائلت 
مفيش أخبار عن حسن وريهام 
جاراها في تهربها وهو يقول 
عرفت أن حسن باع بيته وسحب فلوسه من البنك وسافر دبي تقريبا هيستقر هناك عشان يعرف يشتغل وريهام الإتيليه بتاعها قفل وفي مشاكل كتير بينها وبين أبوها ومن بعدها مبقتش اسأل عن اي حاجه تخصهم 
أحسن ربنا يسهلهم 
حمحم بتوتر وهو يعتدل في جلسته ونظر لها بأعين صافيه وقال بنبره محبه صادقه 
داليا أنا أنا بحبك 
انحبست أنفاسها وهي تستمع لحديثه لا تصدق أنها وبعد عناء سمعتها منه أخيرا ! كتائه في صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء وأخيرا وبعد أن أضناه العطش عثر علي بئر ماء ليروي به عطشه شعرت بانتشاء كبير وكلمته تتسلل علي استحياء لأذنيها لتدلف بعدها لقلبها فتزلزله وتسرع دقاته حتي يكاد يتوقف !
أنا بحبك بجد وكنت عارف أني مش هقدر أكمل من غيرك مش هقدر أدخل حياتي حد غيرك ولا أشوف ست تانيه في بيتي ومراتي وعلي اسمي في حاجات كتير اوي حسيتها معاك مش هقدر احسها مع حد تاني لو كنت استنيتي اسبوع واحد كنت هتلاقيني جايلك وبعتذرلك وبقولك ندي لبعض فرصه
تانيه أنا أصلا كنت ماشي من مصر وانا ناوي أني هرجع وهعمل ده ووعدت قلبي أني مش هدخل جناحنا تاني إلا بيك صدقيني أول مره أحب حد اوي كده بعد أمي الله يرحمها أقدر أقولك أنك خدتي مكانها عندي طبعا محدش بيعوض الأم بس أنت بديل ليها بنسبة 95 مثلا ودي حاجه عمري ما اتخيلت أني هلاقيها مع حد أنا عرفت ارجع لحياتي تاني الي افتقدتها بعد مۏت أمي لمدة 5 سنين بسببك ومعاك أرجوك وافقي نرجع ومتخليش كلام في وقت ڠضب يهد حياتنا ويضيع حبنا أنا مش هعرف أعيش إلا بيك 
ابتسمت بهدوء تقول 
الكلام الي بتقول عليه وقت ڠضب ده معلم فيا وممرش بالساهل عليا وعمري ماهعرف انساه 
احتل الحزن معالم وجهه وهو يقول 
طب قوليلي اعمل ايه عشان تنسيه 
ردت بهدوء 
أنا عمري ماهنساه مهما عملت احنا مش بننسي يا سليم احنا بنتناسي وأنا ممكن اتناساه لو عملت الي هقولك
عليه 
رد بلهفه حقيقيه 
قولي وأكيد هعمله 
زفرت أنفاسها ببطئ وقالت 
قرر نهائي طلقني يا سليم 
اتسعت عيناه وهو ينظر لها بدهشه أحقا بعد كل ما قاله تطلب الطلاق بعدما شعر بقرب مسامحتها له تفاجأه بطلبها هذا ! متي ستكف عن جعله يرفرف في سقف الأحلام ومن ثم توقعه علي الواقع المرير ! 
نظر لها پضياع حقيقي انعكس في عيناه وهو يتمتم 
ليه بعد كل الي قولته وقولتي أنك سامحتيني وهتتناسي الي حصل ليه يكون ده ردك !
تنهدت تقول 
جوازنا من الأول كان غلط ومابني علي باطل فهو باطل 
وأنا قولتلك هنفتح صفحه جديده وكأننا لسه متجوزين وقولتلك مش هعرف أعيش من غيرك 
ردت ببرود 
دي مشكلتك أنت حلها مع نفسك أنا عن نفسي هعيش عادي جدا 
صدر الجمود
علي ملامحه رغم آلامه الداخليه وهو يقول 
أنت ليه بتتعاملي كأنك مغلطيش !
ردت ببرود كسابقه 
مين قال ! أنا غلطانه وعارفه ده بس أنت قدرت تسامحني وإن نكون سوا معندكش مانع أنا مش قادره نكون سوا سامحتك ماشي بس مش حاسه نفسي قادره دلوقتي نكون مع بعض 
مسد جبهته بيده بعد أن شعر بصداع يجتاحه سألها بإجهاد 
يعني مفيش لينا فرصه تانيه 
ردت بجمود مماثل لجموده تلك الليله 
لأ 
أومئ عدة مرات برأسه إيجابا وقال بهدوء لا يعلم كيف يتحكم بأعصابه حقا ولكن لن يفعل ما يوجعها منه هكذا وعد نفسه من قبل 
ماشي بس أنا مش هطلق ده قرارنا احنا الاتنين مش قرارك لوحدك وأنا رافض الطلاق 
تلاعبت بالقلم الموضوع علي مكتبها وهي تقول 
عرفت مكاني منين 
رد باشتعال داخلي حين ذكرته بالأمر 
الكازنوفا أمير بيه 
ذمت شفتيها تقول 
توقعت تعرف أنه هو الي ساعدني من أول ماجيت هنا 
تستفزه تستفزه ليخطأ فتثبت له أن هذا طبعه ولن يتغير لكن بالفعل لم يكن طبعه يوما 
وقف عن مقعده يقول 
اعتقد أنت محتاجه تفكري في الي عملتيه تاني مكنش يصح تطلبي منه المساعده وأنا محذرك منه قبل كده ومتنسيش أنك متجوزه يعني المفروض يكون في حدود في كل شئ 
أنهي حديثه وذهب ! أهذا كل شئ ! استسلم لرغبتها أم ماذا ! 
ولكنها لاحقا علمت أنه لم يستسلم أبدا لمدة أسبوع كامل كان يأتي لها يوميا بعد أن قرر البقاء في ميلانو عدة أيام وها هو اليوم السادس تقريبا لوجوده متحليا بكل السماجه التي بالعالم وهو يتطفل عليها بشكل غير طبيعي بل وجلس معها في منزلها ! أو أراد هذا ولكنها رفضت رفض قاطع فاضطر للمكوث بفندق 
كان يجلس فوق مكتبها نصف جلسه وهو يعبث بأوراق عملها كطفل صغير رفعت رأسها پحده له تقول 
بس أنت بتعمل ايه ! هو مره الورق ومره الديكور وامبارح تغير وضع المكتب من غير علمي هو فيه ايه واخده ابن اختي معايا !
ابتسم ببراءه يقول 
زهقان وأصلا ميعاد الغدا عدي وأنا جعان 
رفعت حاجبها بغيظ 
ماتروح تاكل يا سليم المطعم جنبنا ! أصلا ماتفكر كده تتفسح وتشوف البلد بدل ما أنت فوق راسي طول اليوم كده !
عقد حاجبيه برفض يقول 
لا ياختي أخاف حد يتحرش بيا 
ضحكت بشده علي تعابير وجهه الجاده والمنافره لحديثه في الوقت ذاته ولكن تجمدت ابتسامتها وهو يكمل 
والبنات هنا زي القمر كده بيلمعوا ما شاء الله 
نظرت لها بأعين تشتعل بشرارات الغيره وهي تقول ببرود ظاهري 
ده أنت الي بتتحرش بيهم مش هم


أشار علي نفسه باستنكار 
أنا أعوذو بالله ! ليه اتعميت عشان أبص بره وأنا معايا ال
قاطعته وهي تقف عن مقعدها بتوتر تقول 
يلا نروح نتغدي أحسن أنا جعانه 
ابتسم بخبث وهو يشير لها لتسبقه 
سليم بقالك ربع ساعه باصص في المنيو وساكت !
رفع بصره لها ورد بهدوء 
اعمل ايه 
جزت علي اسنانها بغيظ 
اطلب هتعمل ايه يعني يلا ورايا شغل !
نظر لها باستغراب يقول 
اطلب ايه ! اطلبيلي أنت زي كل يوم ! ولا هو لازم كل يوم خڼاقه لحد ما تطلبيلي !
ردت بضيق 
اومال بتبص في المنيو ليه 
ابتسم باقتضاب يقول 
بتسلي لحد ما تطلبي !
جزت علي أسنانها بغيظ تقول 
ياربي هيشلني والله 
ألف بعد الشړ عليك ياروحي إن شاء الله أنا وأنت لأ يارب ا
بس بس 
أتاه اتصال منذ دقائق وكان معتصم بعدما أنهاه لاحظت تهجم وجهه الواضح حاولت كبح فضولها لكنها فشلت فقالت بتساؤل 
في حاجه 
زفر بضيق يقول 
لازم ارجع مصر الديزين الأساسي في عرض باريس لازم أبدأ تصميم فيه مفاضلش غير شهر علي العرض 
ردت بضيق واضح 
بجد أنت بتهزر يعني عرض مهم زي ده مخلصتش الديزين بتاعه لدلوقتي المفروض تعمله قبلها ب 3 شهور عالأقل !
رد بصدق وجديه 
دماغي مكانتش مظبوطه خالص ومعرفتش اركز الفتره الي فاتت ومكنش عندي شغف لحاجه فمقدرتش أعمله 
تسائلت بغباء 
ليه كل ده 
نظر لها بصدق قائلا 
كنت مشغول بيك دماغي كانت معاك طول الوقت وكون أني ممكن معرفش الاقيك ومتكونيش جنبي باقية حياتي كان كفيل يقفلني من كل حاجه 
حمحمت بتوتر وهي تشعر بالخجل ينتابها
أثر حديثه لم
تتوقع أن تكون هي السبب في الحاله التي تحدث عنها 
اعتقد أنت لازم تنزل النهارده لو عرفت والفتره الجايه هتحتاج شغل كتير جدا عشان تلحق تخلصه 
نظر لعيناها بعمق متسائلا 
مش هترجعي معايا 
أخفضت بصرها عنه تقول 
أنت عارف أني نقلت حياتي هنا مبقاش ليا حاجه هناك 
قال بأمل 
يعني هو ده السبب 
نظرت له وردت بهدوء 
لأ بس هنزل ليه ولمين ! احنا حكايتنا خلصت ياسليم 
ابتسم بسخريه يداري بها حزنه وقال 
واضح أن ال ساعه الي قضتهم معاك مكنش لهم أي تأثير أنا هقوم عشان اجهز حاجتي واحجز الطياره مع السلامه 
أنهي حديثه وأخذ متعلقاته وذهب دون نظره أخري لها 
تعلم أنها تزودها ولكن لا تريد أن تخدعه مره أخري لا تريد أن تعود ولديها قلق منه أو
مازالت كلماته تتردد بداخلها 
___________ ناهد خالد _______
شهر كامل مر 
وللعجب كان يحدثها كل يوم ليطمئن عليها وكم أدهشها بفعلته فقد ظنت أنه سيرمي طوبتها كما يقولون بعد آخر حديث بينهم رغم أن المكالمه لم تتجاوز ال دقائق لكنه يفعلها وربما يكون مشغول علمت في أحد مكالماته أنه لا ينام سوي ساعتان في اليوم وابتعاده عن التصميم لمدة عام كامل جعله يحتاج لوقت كي يستعيد أفكاره ورغما ما به من مشاغل لم ينساها والأعجب أن طوال هذا الشهر لم تتصل به مره واحده
تم نسخ الرابط