رواية وبها متيم انا بقلم امل نصر
المحتويات
تقولي إيه يا رباب
ردت بهمس وكذب
مبقولش حاجة واعمل اللي انت عايزه.
كز على أسنانه بضيق فتدخلت والدته تأخذ حفيدها منه
براحتكم انتوا الاتنين انا هاخد عمار ونروح لوحدنا على الأقل يتعرف على ألأطفال اللي زيه من العيلة.
تحركت ذاهبة وقبل أن تصل للباب أوقفها بقوله
استني يا ماما.
الټفت تجيبه
نعم.
القى بنظرة خاطفة نحو التي ما زالت على صمتها تكظم غيظها وتنظر في أي جهة إلا نحوه.
إحنا كمان رايحين معاكي.
تطلعت إليه بلهفة فتابع حازما
ساعة بالكتير ونكون راجعين.
قالها وتحرك يسبق والدته في المغادرة والټفت إلى كنتها تبادلها ابتسامة النصر وقد نجحت خطتهما
في منزل ناصر الدكش
خرجت من غرفتها القديمة بعد أن ارضعت صغيرتها تهتف بأسماء أهل المنزل من شقيقاتها الفتيات
يا رؤى يا أمنية انتوا فين يا بنات
تحركت على الصوت لتلج إليهم وتتسمر على مدخل الغرفة ترمقهم بدهشة
يا ما شاء الله فاتحين درج الفلوس بتاع اختكم وبتندهوا عليا كدة عادي طب انا هفتن عليكم
ضحكت أمنية معقبة وهي تحصي عدد الأوراق النقدية التي في يدها
روحي افتني يا اختي هي علم بكل شيء أنا أصلا واخداهم لعبد الرحيم عشان يلف بيهم ع العمال ويقبضهم ما انتي عارفة يا عسل اختك في الصالون دلوقتي ومش فاضية.
هتفت بها رؤى قبل أن تتناولهم من أمنية لتضعهم على الحزمة التي معها لتردف
ع التمانية اللي معايا يبقى كدة اربع تاشر حلو اوي على أجرة العمال احنا لسة ورانا مصاريف كتير.
رمقتها شقيقتها الكبرى بإعجاب لتكمل بخطواتها حتى وصلت لتجاورهم على الفراش قائلة بفخر
ما شاء الله عليكي يا أمنية خدتي ع الوضع وبقيتي تتكلمي زي شهد بالظبط باين الشغل نفعك.
طبعا أكيد الشغل للست أحسن من أي شيء وأي راجل حتى وانا الحمد لله مش بشتغل عند حد انا بشتغل في ملك ابويا الله يرحمه وبكرة المكتب بتاعه يبقى أكبر مكتب مقاولات فيكي يا جمهورية بإيد بناته ان شاء الله أسيبك بقى.
قالت الأخيرة وهي ترفع الحقيبة التي امتلأت بالنقود أعلى كتف ذراعها ثم لفت حجابها على عجالة وخرجت على الفور عقبت فريال في أثرها
ردت رؤى بابتسامة مبتهجة
ومتخسش ليه وهي استلمت تقريبا معظم الشغل مع الشهد وطول النهار على رجليها ما هي الانتخة زمان هي اللي كانت متخناها.
اومأت فريال تهزهز في ابنتها بتفهم قبل أن تقول
سبحان الله بعد ما فاقت من الوهم بتاع الحب مع الزفت ابراهيم اللهي ربنا ياخده اختي حست بنفسها ياريتها اڼصدمت بحقيقته من زمان.
تفوهت رؤى بالعبارة ثم تناولت منها الصغيرة تداعبها وتشاكسها وسألتها اثناء ذلك
ماما فين مش سامعة صوتها يعني
مصمصت فريال بشفتيها لتقول بامتعاض
اهي اللي عايزة الصدمة صح هي امك تصدقي بالله الست دي لحد الآن بتكلم خالتك وحزينه ع اللي حاصلها هي وابنها.
سمعت رؤى وامتعض وجهها بضيق تتمتم
ربنا يهدي.
بداخل المحل الذي افتتح حديثا خطت حتى توقفت بجوار العارض الزجاجي تستند عليه بمرفقها مستغلة انشغال الأخرى بترتيب بعض البضائع من هدايا وأغلفة وعلب أدوات مكياج مختلفة تأملتها قليلا بتسلية قبل أن تجفلها بصيحتها ممازحة
عندكم شامبو يا انسة
شهقت مودة بخضة قبل أن تلتف اليها بوجه مزعور لكن سرعان ما استعادت توازنها لترد مستجيبة للمزاح وتهتز بجسدها تقليدا للمشهد المشهور
لأ يا ختي عندنا دباديب.
ضحكت صبا بملأء فمها حتى ظهرت أسنانها البيضاء لتردف بمرح
أموت أنا في قفشات الأفلام.
رمقتها مودة بتفحص يعجبها هذا الإشراق الذي يزين ملامح صديقتها فقالت بمشاكسة
انا شايفة الحلوة مزاجها عالي النهاردة إيه ناوية تحققي أمل الأستاذ شادي وتخرجي معاه
أطلقت شهقة تصنعت بها الصدمة لتنكر قائلة
اطلع مع مين يا ست مودة عايزة بت ابو ليلة تطلع مع عريسها اللي كتب كتابه عليها بس امبارح كمان مش كفاية انه رضي بيه وسلمه جوهرته النفيسة كمان عايزاه يسمح بالسرمحة والكلام الفارغ ده
يا شيخة!
قالتها بتهكم قبل أن تتابع وتسألها بفراسة وتوجس
بت انتي كلامك مش راكب على بعضه معايا إيه اللي وراكي.....
قلم يا مودة.
انتفضت مجفلة وخرجت هذه المرة شهقتها بغير افتعال لتستدير إليه وتجده أمامها مباشرة يرمقها بأعين مشټعلة يعتلى تعابيره الغيظ مكررا نحو مودة
التي أردفت تحييه
أهلا يا استاذ شادي نورت المحل.
أهلا بيكي يا مودة ناوليني قلم حبر لو تسمحي.
اردف بالكلمات وأبصاره لم تحيد عنها فقد كانت شهية بشكل موجع وجهها المشرق بابتسامة ساحرة كشمس أخرى تضيء المكان من حوله تلهث بابتهاج طفلة انتهت من الركض واللعب اللون المميز بعينيها يشع بشقاوتها المحببة حتى وهي تجعله يدور حول نفسه بأفعالها
إيه بتبصلي كدة ليه
سألته تدعي عدم الفهم وقد امتدت يده على العارض الزجاجي وكأنه يحاصرها ليجيب بتحفز
هي مين اللي مينفعش تخرج مع خطيبها حتى وهو كاتب كتابه عليها امبارح وعشان ما هي جوهرة نفيسة
توسعت عينيها تتصنع الأجفال لتردف
يا نهار أبيض هو انت سمعت الكلمتين اللي جولتلهم من شوية...... دا كانوا هزار.
طالعها بتشكك يجسر نفسه حتى لا يتأثر وقد كانت كقطعة السكر أمام عينيه فتابعت تزيده
وعلى فكرة الهزار مكانش مع مودة دا كان معاك انت عشان كنت متأكدة انك جاي ورايا بعد ما عديت جصادك وعملت نفسي مش واخدة بالي منك وانت بتفتح باب العربية جبل ما تمشي على شغلك.
كالعادة تأخذه بيدها إلى البحر وتعيده عطشان كما يقال في الفلكلور الشعبي زمجر بوعيد وتشكيك يتمتم
عارفة يا صبا لو ما بطلتي عمايلك دي هيحصل إيه
بتحدي نابع من ثقتها في عشقه رددت بلهجة يغمرها الدلال
يعني هتعمل إيه يا أستاذ شادي أنا مغلطتش فيك أنا بت مؤدبة وماشية في طوع ابويا اللي جاعدة في بيته فيها حاجة دي
لم يرد على الفور بل ظل على تواصله البصري معها عدة لحظات بملامح مبهمة قبل أن يغلبه طبعه وابتسم ليردف متوعدا
خليكي في طوع ابوكي اللي مطلع عيني ده ومحرم عليا حتى القعدة معاكي كلها تلت أسابيع شايفة
رفع كف يده أمامها ليشير على الأصابع الأخيرة مرددا
التلاتة دول بس يعدوا يا صبا وانا هطلع عليكي انتي وابوكي القديم والجديد.
خلاص على ما يعدوا يعدلها ربنا عن إذنك.
قالتها وتحركت مغادرة على الفور لتختفي كالزئبق في كل مرة يلتقي بها زفر أنفاس خشنة وظلت ابصاره معلقة بأثرها يضغط بأسنانه على شفته السفلى مغمغما
ماشي يا صبا ماشي.
حينما التف نحو الأخرى وجدها ممسكة بالقلم صامتة وقد بدا أنها كانت مندمجة في المشاهدة امتدت ذراعه نحوها ليفيقها بقوله
القلم يا مودة.
ها
بقولك القلم يا مودة.
اه اه خد اهو.
تناوله منها ثم أخرج ورقة نقدية أعلى من سعرها وضعها أمامها ثم غادر على الفور.
طب استنى خد الباقي طيب .
حينما لم يتراجع أو يلتف جعدتها لتضعها في جيب سترتها وابتسامة غزت محياها تردد
الله ېخرب عقلك يا صبا جننتي الراجل.
عادت لترتيب المتبقي من بضائعها تلقي بنظرة شاملة على مملكتها الصغيرة بعد أن تمكنت اخيرا من الحصول بمساعدة من صبا التي أصبحت
متابعة القراءة