رواية وبها متيم انا بقلم امل نصر
المحتويات
بهذه الترحاب الغير عادي
عارفك مقلق مني بس حقك عشان المشاكل والخناقات اللي تمت ما بينا في أول تعارف بس انت لازم تعذرني يا عم الحج دي خالتي وبناتها وبنت جوزها يعني كلهم حريم لو انت مكاني لازم هتخاف وتقلق من أي دكر يقرب منهم.
دكر !
قالها حسن بازدراء ليواصل استنكاره
ما تنقي الفاظك يا أستاذ ابراهيم.
معلش بقى اصلك مش متعود على لغتنا يبقى نديك عذرك.
رد حسن بابتسامة خالية من المرح
ماشي يا سيدي الله يحفظك ع العموم انا مش شايل منك ولا حاجة انت بنفسك قولت اننا هنبقى عيلة يعني عفا الله عما سلف.
وضع كفه على صدره مرددا بتفاخر
تشكر يا عم البشمهندس واحنا كمان رجالة ونعجبك.
وحاجة تانية عشان نبقى على نور خالتي وبناتها وشهد معاهم دول أمانة في رقبتي مش بس عشان خطيبتي منهم لااا دا عشان مسؤليتهم عليا انا وابويا من قبلي كمان يعني من ساعة ما عم ناصر ماټ مقتول.......
مقتول!
يعني مش مقتول بالظبط.... بصراحة مش عارف بس دا اللي اتقال وقتها يعني عشان الطار اللي عليه.
للمرة الثانية يقاطعه حسن
طار كمان انت بتقول ايه
متصنعا الندم ردد إبراهيم يدعي الأسف
يا نهار أبيض أنا بايني لبخت ولا ايه بس اقولك بصراحة بقى إنت لازم تعرف ما هي لو شهد مقالتلكش يبقى عندها حق اصلها حاجة تكسف يعني.
حاجة ايه اللي تكسف يا جدع انت هو في ايه بالظبط
اطرق برأسه ليطلق تنهيدة مطولة قبل أن يجيبه
شوف يا عمنا انا هقولك ع الناهية انت طبعا ملاحظ ان شهد وأخواتها مقطوعين مسألتش نفسك في مرة هما ازاي كدة ملهمش عم ولا ايها صنف راجل في عيلة ابوهم
ظل حسن بصمته وقد عبس وجهه وتجهمت ملامحه بشدة لينطلق الاخر في حديثه
كالعادة حينما يغلب في البحث عنها عندما تغيب تسحبه قدميه نحو الغرفة التي تبعد تقريبا عن كل الصخب في المنزل حيث تحتل جهة وحدها لتكون كالمأوى الامن لها بذكرياتها مع الكتب القيمة والأشياء الأخرى التي ضمتها مكتبة والدها قديما.
طرق بخفة قبل أن يدفع الباب ويلج إليها فوجدها أمام النافذة الزجاجة الضخمة والتي تحتل جزءا كبيرا من الحائط حيث تطل على الحديقة وما تحتويه من اشجار خضراء وزهور تبعث بالروائح المختلفة في الأجواء بمشهد يريح العين ويسر القلب هذا في الحالة العادية وليس في هذا الظرف حيث يعصف بها القلق والحيرة كما يراها الان.
شدد عليها هو الاخر ليحتويها ويغمرها بدفئه عله يخفف عنها ولو قليلا ظلا على هذا الوضع لمدة من الوقت لا يصدر سوى صوت أنفاسهم حتى قالت اخيرا بعد فترة طويلة من الصمت
يا ترى هيعمل فيها لما يعرف منها ولا المصېبة كمان لو كشف الموضوع لوحده.
زفر يطرد دفعة كثيفة من الهواء ليرد شاردا في اللون الأخضر أمامه وكأنه يحدث نفسه
مش هيعمل حاجة.
استلت نفسها منه لتنظر إليه بتمعن سائلة
هو مين اللي مش هيعمل حاجة هو انت ناسي ان احنا بنتكلم عن مين
نفى برأسه ليردف بتصميم
لأ مش ناسي وعارفه كويس كمان وبرغم كدة بقولك انه مش هيقدر يأذيها.
بنظرة ساهمة كانت تتطلع إليه لتقول بعدم اقتناع
لا دا انت باينك نسيت بجد يا طارق ولا يمكن مش مقدر حجم المصېبة اللي عملتها رباب دا كارم اللي ممكن ېقتل قتيل لو حد فكر بس يمس صورته.
واصل يجيبها بالنبرة الواثقة
ما هو دا اللي انا خاېفة منه.
هتفت بها مقاطعة بتشدق ورد محافظا على هدوئه
حتى لو دا حصل برضوا هيلين في الاخر هي بس عايزة شوية حرص وصبر وزي ما قولتي انتي لازم الحقيقية تيجي منها هي الاعتراف مهما كانت خسايره في البداية واضحة لكن ع الأقل بيقصر مسافات كتير من البحث والحيرة.
يعني هو قالك انه كان هربان من الطار ولا الطار اتاخد منه.
سألته مجيدة بعد أن سرد أمامها الحديث الذي دار بينه وبين هذا المدعو ابراهيم وجاءت إجابته بفتور قد حل على كل خلية من جسده
صمتت قليلا متمعنة النظر في ملامحه قبل أن يخرج صوتها
طب وانت
إيه اللي مزعلك خاېف يعني لا يعايروك بأهل ابوها هما فينهم دول انت ليك البنت مالك بيهم
اطلق زفيرا خشنا بيأس قبل أن يجيب سؤالها
يا ماما افهمي الكلام اللي قالوا الولد ده خطېر دا بيقولك ان أهلها دول كانوا هياخدوها هي واخواتها بعد ابوها ما ماټ بس ابوه هو اللي وقفلهم وجعلهم في حمايته وانهم لحد دلوقتي متربصين للبنات عشان يستولوا على ملك ابنهم والبنات يجوزوهم في البلد هناك.
بانفعال حاد هدرت به والدته
إزاي يعني هي سايبة اوي لدرجادي ثم ايه اللي يأكد ان كلامه صح مش يمكن بيألف من مخه.
لا يا ماما الكلام ده حقيقي مش بيألفه من مخه.
قالها أمين والذي كان حاضرا الجلسة بينهم على اريكة وحده وتابع منشغلا في التلاعب على هاتفه
انا بعت لواحد صاحبي بيخدم هناك في البلد اللي قال عليها ابنك هي فعلا بلد خطېرة والعيلة دي تقريبا ليها تاريخ طويل في القټل والسجن بين افرادها وأفراد العيلة التانية.
بقلب الأم خرج صوت مجيدة بلوعة على حياة ابنها
يعني ايه هو كدة في خطړ على اخوك.
رد أمين بحمائية غاضبا
دا مين دا اللي يقدر يقربله الكلام دا أبعد من خيالك يا ماما احنا عيلتنا مش هينة دا غير ان لو هنفكر بالعقل كدة وبهدوء ايه اللي يخلي الناس دي تقرب من حسن دول ما بياخدوش الطار من البنات هياخدوا من جوازهم اللي برا العيلة هما اخرهم يعملوا مشاكل.
رددت خلفه تريد تأكيدا
الكلام دا بجد يا أمين ولا انت بتقول كدة بس عشان تهديني
بابتسامة مطمئنة رد يجيبها
والله زي ما بقولك كدة يا ست الكل دا اخويا على فكرة يعني هخاف عليه زيك.
خاطبه حسن بتساؤل
طب ايه هي نوعية المشاكل دي عشان اخد حرصي
ترك أمين الهاتف من يده ليردف بجدية حازما
قبل ما اقول على أي شيء بعد الكلام اللي سمعته من الواد ده عندك استعداد تكمل ولا ناخدها من قاصرها يا بن الناس وندور على واحدة تانية ونريح دماغنا بقى من القلبان ولا تعب القلب.
لا طبعا انا مقدرش استغنى عن شهد.
قالها على الفور وبدون تردد ابتسم أمين ثم توجه بنظراته نحو والدته ليعرف رأيها وردت هي الأخرى
عن ثقة
شهد ممتازة من كل النواحي دا كفاية انها حركت قلب اخوك بس برضوا انا لازم اطمن .
تنقل بنظراته نحو الاثنين قبل أن يعرض عليهم قائلا
عشان نريح نفسنا من الأول كدة يبقى منعا للأخد والرد شهد تبقى في حمايتنا رسمي ساعتها اهل ابوها لا هيقدروا يقربوا منها ولا حتى هيبقالهم عين يواجهونا بيها
في اليوم التالي
وقد كانت في طريقها نحو المغادرة بعد ان تجهزت وارتدت ملابسها للذهاب إلى العمل تفاجأت بهذا الطرق العڼيف على باب منزلها فتحت لتصعق بهذه المجموعة المتجهمة من الرجال يتقدمهم الظابط عصام قائلا بحزم
مدام ميرنا عندنا أمر بتفتيش المنزل.
وقبل أن تستوعب وجدت مجموعة الرجال يندفعون لداخل منزلها وورقة الأمر المكتوب توضع في كفها خطفت نظرة نحوها قبل ان ترفع رأسها للرجل سائلة بعدم فهم
أمر إيه وليه انتوا جايين عندي تدوروا على مين بالظبط
رد يجيبها بهدوء
حضرتك احنا مش بندور على شخص احنا بندور على حاجة مسروقة ومجموعة من الأدلة وصلتنا ليكي.
هتفت پغضب تدافع عن نفسها
ايه الكلام الفارغ ده أنا موظفة محترمة في أرقى فندق في البلد يبقى ايه اللي يخليني اسړق انا عايزة اعرف ايه الحاجة اللي بتدوروا عليها بالظبط
الخاتم الألماظ بتاع مدام ناهد.
قالها عصام ليتابع انسحاب الډماء من وجهها وعينيها التي برقت بعدم تصديق ثم تحول هيئتها للجزع مع نداء أحد الرجال وهو يقترب بخطواته السريعة منهما
لقينا الخاتم ده يا سعادة الظابط كان وسط مجموعة من المجوهرات في دولاب الهدوم.
تناوله الاخير بابتسامة متسعة وهو يرفعه أمام عينيها قائلا
وكمان وسط مجموعة من المجوهرات دا انتي جامدة اوي بقى يا ميرنا.
على صوت المنبه المزعج استيقظ ليرتفع برأسه وامتدت ذراعه ليتناوله من أعلى الكمود قبل أن يغلقه ظل لمدة من الوقت على وضعه هذا حتى استعاد كامل وعيه ليعتدل بجزعه يزفر أنفاسه بخشونة ممررا كفه يده على شعر رأسه المتناثر فوقعت عينيه على صورتها الملتصقة بالحجم الكبير على الحائط أمامه مباشرة ليتذكر فراشه البارد من دونها وهذا الروتين الممل لأيامه التي مضت وهي غائبة عنه رغم قصر عددها إلا أنه يشعر بمرورهم كالرهر عليه اكثر من خمس سنوات مضت ولم تفارقه اكثر من يوم أو يومين بالأكثر في أصعب الظروف نتيحة سفره أو ازدحام أعماله الكثيرة لقد اشتاقها واشتاق قربها اشتاق الحياة بوجودها بل
تنهد ليتحامل على بؤسه ونهض ليرى كم الأعمال التي تنتظره في غياب عدي ثم بحثه المتواصل على من تسببوا بهذه الفرقة بينهما حتى يجد الإجابة عن السؤال الذي ارق نومه
ما السر وراء فعلتهم هذه
قبل ان يغادر الغرفة صدح هاتفه بالرقم المميز تراجع ليتناوله على الفور ليجيب محدثه
الوو يا عدي صباح الخير......... الحمد لله يا سيدي المهم انت ايه أخبارك......... معقول! لدرجادي جدها صعب....... طب يا بني ما تكلم اخوك خليه يشوفلك صرفة انت عارف مصطفى جامد قد ايه هناك....... يعني رافض التعاون معاك! انا كنت متوقع كدة...... لا طبعا متسلسمش ولادك من حقك......
متابعة القراءة