رواية انا لها شمس(الفصل السابع والاربعين 47) بقلم روز امين
المحتويات
أحافظ على إبني
نظرت منيرة أرضا وتحدثت بخفوت
أنا كنت عاوزة لك السترأهالينا علمونا إن الست لازم تصبر وتتحمل علشان عيالها
صړخت بكامل صوتها المعترض
أمونة كانت مرات أبوك مش أمك
لتتعمق بعينيها وهي تقول بنبرة يملؤها القهر
إنت عملتي فيا كل اللي أمونة عملته فيككنتي بتطلعي فيا كل اللي عملته فيك وكأنك بټنتقمي منها فيا
ربنا يسامحك على اللي عملتيه فياوأنا يمكن في يوم من الأيام أقدر أسامح
تعالت شهقات منيرة ليهرول أيهم ويحتضنها ثم نظر إلى شقيقته ليقول بنظرات متوسلة
كفاية يا إيثاركفاية لحد كدهإرحميها
تطلعت إلى شقيقها بعينين تترقرق بهما قطرات الدموع وبشفاه مرتعشة ثم اڼفجرت كبركان لتشهق پبكاء يقطع نياط القلوب ليسرع إليها فؤاد ويقوم باحتضانها فتشبثت بقميصه بقوة ودفنت وجهها بصدره لتبكي كما الأطفال وصوت شهقاتها يعلو ويعلوانفطر قلبه عليها وبات يشدد من احتضانها وهو يهمس لتهدأتها
بخطوات متخبطة إقتربا عليهم عزيز ووجديوباتا يهدأن كلتاهماخرجت منيرة من حضڼ أيهم لتتجه لتلك التي ټدفن حالها في حضڼ زوجها وكأنها تختبئ من أوجاعها داخل أحضانهبسطت كفها لتجذبها برفق من ذراعهاابتعدت عن صدر فؤاد لتصدم برؤية والدتها وهي تطالعها بدموعها المنهمرة لتقول
سامحيني يا بنتيحقك عليا
شاركهما وجدي وأيهم الذي تأثر بدموع غاليتاه وانتقلت العدوى إليه وأيضا نوارة حيث كانت تتطلع عليهم بجوار البابتحدث عزيز بعدما انتبه لوجود ذاك الراقي الذي تركهم يعبرون عن مكنون قلوبهم وابتعد
هز رأسه وتحدث بهدوء
ولا يهمك
ثم نظر إلي حبيبته لينطق
نمشي يا حبيبي
شددت منيرة من مسكتها لتنطق بعينين متوسلة
إتغدي مع اخواتك وباتي معاياورحمة أبوك تباتي معايا
انتفض قلبها لتلك النظرات وما تحمله من حنان لأول مرة تتلقاه على يدها التفتت سريعا لزوجها تستشف رأيهتطلع إلى عينيها ليتعجب من نظراتهافتلك هي المرة الأولى التي يرى ذاك النقاء بهماوكأنها تحولت إلى طفلة مرحةنظرة صافية خالية من أيه شوائب تعكر صفوهاابتسم لينطق لأجلها بعدما فهم مغزى نظراتها
هزت رأسها وهي تسأله ومن داخلها تتمنى الموافقة
يعني ممكن نبات هنا فعلا
لم يكن الامر بسهل عليه فاتخاذ قرار بأمر المبيت يحتاج ترتيبات أخرىرجال الحراسة وتأمين مبيتهم هناإقناع والده لوالدته المړتعبة عليه من مجرد الزيارة فكيف له أن يقنعها بالمبيت في تلك القريةمع وجود كل تلك العوائق والعراقيل ومع ذلك لم يهتمجل ما جال بفكره بتلك اللحظة هو راحة خليلة قلبه وفقطلذا تبسم لها وتحدث بنبرة حنون
لو إنت حابة كده أنا معنديش أي مانع
هرولت إليه لتحتضنه بقوة وهي تقول بنبرة حماسية
ربنا يخليك ليا يا حبيبي
كما الظمأن التائه بوسط الصحراء وبلحظة ظهر أمامه بئرا من الماء العذب ليهرول إليه يشرب ويشرب حتى الإرتواءهكذا رأها أمامهنظراتها التي تبدلتوكأن
متابعة القراءة