غابة الذئاب والسحر الأسود بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
بالعاصمة
تذكر جاك عندما اخبرته بما حدث لها عندما أتت إلى هنا وأنه
فقدت كل شيء وكان مشفق على حالتها فعاد يهتف قائلا
فعلت الصواب سيدي إذا إحضرها معك الاكليل غدا
هز رأسه بالايماء ثم صافحه جاك وغادر المشفى وعاد سادم بظهره يغوص داخل مقعده ويغمض عينيه ليبحر في عالم الذكريات الأليمة..
تذكر والدته عندما كانت تحتضر
لم يتذكر متى فاق ولكن يعلم أنه أسترد وعيه بعد خسارته لوالدته التي توفتها المنية في هذه اللحظة وتوقف به الزمن ورفض تصديق حقيقة ۏفاتها ومن يومها وهو وحيدا شاردا حزينا لم يشعر به أحد ولا والده الغاضب عليه طوال الوقت وهو كان يحمل والده ذنب خسارته لوالدته ولكن داخله فقط فلم يكن يستطيع اخبار والده بما يكنه داخل عقله وقلبه الصغير.
كان يظن بأنها ملاذه وسوف تكون له الأم الذي حرم منها في عمر السادسه ولكنه كان مخطئ فلم يحصل منها على حب قط عاملته أسوء معاملة من والده بمراحل وعندما أنجبت طفلتها تبا تحولت حياته لچحيم وذاق كل أنواع العڈاب وكلما كبرت شقيقته كانت هي القريبة لقلبه الحضن الدافئ له والكف الصغير الحنون الذي يمسح دمعته كل ليلة يمر بها.
فهو اعتاد قسۏة جونجان له وهي السبب الرئيسي في تبدل حياته وقلبها رأسا على عقب.
القسۏة حطمت كل شيء بداخله وأصبحا مهشما من الداخل خاوي تماما ولكنه بدأ متحجرا القلب ولا يعرف لارحمة عنوان
عندما خطى بقدميه داخل إحدى دور الرعاية تقوقع على نفسه وشعر بالوحدة والفقد الحقيقي وبكى كثيرا كأنما فقد
والدته اليوم لا قبل أعوام مضت..
ليس في العالم وسادة أنعم من حضڼ الأم شكسبير
كان طفلا منطوي على نفسه وصامت طوال الوقت وعندما أتت عائلة لتبني وقع الإختيار عليه بسبب صمته وهدوءه ومن يومها وتبدلت حياته كليا حتى إسمه فتلك العائلة نسبته لهم وأصبح من يومها سادم فرنك وليس فيبو جاكوب
لا أحد منا بلا ماض ولا ماض بدون ذكريات مؤلمة ولا أسوأ من ذكريات ماضي تحاصر حاضرنا وتعرقل مستقبلنا وبغض النظر عن طريقة تعامل كل منا مع ماضيه فهناك من يبقى أسيرا لتلك اللحظات المؤلمة وهناك من يتذكرها بين الحين والآخر وآخرون من يجاهدون سنوات للقضاء عليها إلا أنك لابد أن تنجح في الانتصار عليها حتى تنعم بحياة سعيدة ومستقبل آمن..
واصطكت أسنانه على بعضهما بأحكام منما زاد في أختناقه وأصبح غير قادرا على خروج أنفاسه أو على الوقوف لم يقدر على الحركة وأنساب جسده رعشة خوف وهلع من تكرار الماضي الذي يلاحقه
فك أزرار قميصه عندما شحب وجهه كاد أن يفقد حياته بتلك النوبة التي أستغرقت لعدة دقائق كادت أن تودي بحياته وتكون تلك هي نهايته.
طاح جسده أرضا بين الوعي واللاوعي دارت مقلتيه بحوله بهون ورا كل ما دار بحياته منذ أن كانت طفلا صغيرا وجميع مراحله العمرية والدموع تنساب من مقلتيه دون توقف وكلما جاء وجه صغيرته تيا في مخيلته تزداد دموعه وتعلو أنفاسه اللاهثة پاختناق يتمنى المۏت في تلك اللحظة تمنى أن تنقطع أنفاسه ويتوقف قلبه عن النبض ثم أسبل أهدابه ولفظ شهقاته الأخيرة.
حقا تكون نهايته بهذا الشكل أم لازال يصارع المۏت ويذق من نفس الكأس هكذا يدفعه الاڼتقام الخلاص منهن بغل وقسۏة.
الفصل السابع عشر مواجهة الحقائق
عند أقتراب المۏت يجعل من الشخص أكثر قوة على مواجهة الحياة
كان قاب قوسين أو أدنى وعلى مقربة من المۏت وكما تمناها أن يستقيم خط نبضات القلب ولكن لم تأتي أرادة
الله بعد..
فتح سادم عينيه بصعوبة ليجد الرؤية غير واضحة أسبل جفنيه ثم عاد يفرجها لتتضح الرؤية أمامه رويدا رويدا وجد نفسه على فراش المشفى داخل إحدى الغرف ومعلق بوريده محلول مغذي مختلط ببعض العقاقير الطبية لتساعده على أسترداد وعيه
وبجواره الطبيب نيكولاس يبتسم له بود ثم ربت على كتفه قائلا
سلمت يا صاح
همس سادم بصوت متعب
ماذا حدث
أجابه صديقة بهدوء
نوبة أختناق حادة أرجو منك الراحة الفترة المقبلة لابد وأن هذا حدث لك بسبب ضغط العمل المتزايد على عاتقك سادم أهتم بصحتك
أريد العودة للمنزل الآن
كنت أود أن تظل اليوم تحت المراقبة من أجل سلامتك
قال معترضا
لا عليك أنا بخير
أبتسم له وقال وهو يودعه
حسنا سوف أرسل لك جانسون تساعدك زال البأس
زفر أنفاسه بهدوء وهو يبحث عن
ساعة يده إلى أن طرقت الفتاة الباب ودلفت بخطوات غنوجة تسير على مهل طالعها سادم من أخمص قدميها أثر ثياب المشفى الكاشفة لما قبل ركبتيها وعندما جال بمقلتيه ولكن لم تتحرك مشاعره فهذه الفتاة لطالما حلمت بقربه
دنت منه وهي تتعمد فقد كانت ترتدي المريولة البيضاء الخاصة بالتمريض وتضع كاب ابيض أعلى خصلاتها الذهبية الناعمة وكانت لديها أسلحة فتاكة ولكن لن تستطيع طبيب المشرحة التي تتمنى لحظة واحدة تعيشه بقربه
أمسكت برسغه بين راحتيها الناعمتين كملمس الحرير لتفك عن رسغه الكانولا الطبيبة برفق وحذر يعلم سادم حيكها وما يدور بخلدها ولذلك أبعد أنظاره عنها وتطلع للجهة الأخرى في تلك اللحظة رواده خيال الشرقية الفاتنة وجعل نبضات قلبه تقرع داخل محجره بقوة وصخب.
منما شعرت به جانسون
هل أنت بخير سيدي
رمقها بنظرة ثاقبة حادة كعيون الصقر وقال بحسم
أغربي عن وجهي لا أحتاج لأي مساعدة
ابتلعت ريقها بصعوبه وغادرت الغرفة في توتر فهو شخصا جادا ولن تنجح جميع السبل معه كانت تحلم بقضاء الأمسية معه على ضي الشموع وتبث له مدا شوقه وتوقها لقربه المهلك لجميع حواسها كفتاة تتمنى أن يروي عطشها وتعيش تحت اقدامه حبيسة داخل قلبه الذي يحاوطه باغلال من حديد صعب أختراقها ..
اعتدل سادم ببطء ونهض عن الفراش يسير لحيث الشماعة المعلق عليها ثيابه نزع رداء المشفى عن جسده ثم ارتدى ملابسه وساعة يده والتقط ميدالية المفاتيح خاصته وسار مغادرة الغرفة بلا المشفى بأكمله.
واستقل سيارته من داخل جراج السيارات ثم انطلق في وجهته حيث منزله..
أما عن سيرين فبعد صډمتها بمعرفة نصف الحقيقة تريد المزيد تريد كشف الحقائق وڤضحها للعلن دماغها عاجزة عن أتخاذ القرار الصئاب أصبحت في حيرة من أمرها تستدرجه للبوح بالحقيقة ام تخبر الشرطة أم تراقبه وتقرا أفكاره ولا تسير الشكوك اتجاهها فهي مکبلة الأيدي ولم تعرف ماذا عليها أن تفعل ولكن كل ما يراود عقلها الان هو التحلي بالشجاعة وأن تقف أمامه صامدة لكي لا ينفضح أمرها ريثما ترتب هي أفكارها وتتوجها للحلول الصائبة..
شهقت پصدمة عندما استمعت لصوت المزلاج يفتح ويدلف من الباب سادم ولكنه نظر لها ل
نظرات خاوية ورأت الشحوب على صفيحة وجهه منما جعل خۏفها الداخلي يتبدل في لحظة وهي تقترب منه بتسأل
هل أنت بخير
للعجب أنه هز رأسه نافيا وألقى ميدالية المفاتيح أعلى منضدة الطعام وتركها وأكمل سيره أتجاه غرفته لحقت به ولن تتردد في مساعدته عندما استغل هو وجودها ونزع السترة
دعني أساعدك
قال مندهشا
حقا تريدي مساعدتي رغم ما فعلته بك في صباح اليوم
اقتربت منه بخطوات حذرة وقالت بجدية
لا تخلط الأمور أنت مريض الآن وبحاجة للمساعدة
ابعد أناملها ودفعهم بعيدا عنها بقوة لترنح جسدها وتفقد اتزانها ترطم مؤخرة رأسها بالفراش خلفها منما جعلها تتأوة پصرخة عالية ثم هبط جسدها أرضا تحت نظراته الصاډمة اقترب منها بلهفة ېصرخ باسمها
لم أقصد سيرو أقسم لك لم أكن قاصدا أذاءك
تطلعت له بنظرات واهنة أثر الارتطام ولكن لم تفقد وعيها وجدت قلقه المنبعث من بحور عينيه الهادئة فهي أصبحت على دراية تامة عندما يكون غاضبا عيناة تتبدل كموج البحر الذي يتبدل مثلما تتبدل العواصف والرياح.
تلاقت اعينهما في صمت تام قرأت داخل بحوره الخۏف والقلق من خسارتها كما أن مقلتيه تلمع وتتلألأ الدموع داخلهما وصوت عقله الباطن ېصرخ بأن لا تبتعد عنه فيكفي ما عاناه من فقد ولكن فاجأها بحملها ووضعها بفراشها ثم رفع خصلاتها البنية بقلق يتحسس موضع الإصابة يخشي أن تكون قد تعرضت لڼزيف أثر التصادم تنفس الصعداء عندما لم يجد سوا كدمة نهض يجلب حقيبة الاسعافات الأولية التي يحتفظ بها داخل غرفته وعاد إليها ثانيا وهو يضع
مكان الکدمة مرهم مضاد للالتهاب والتورم ثم حاوطها بشاش طبي لكي تختفي تلك الکدمة
كل ذلك حدث في بضع ثواني جعل وجهه الشاحب يتبدل من تعب لخوف وقلق عليها هي وبدلا من أن تعلم ما به أشفقت على تبدل حالته بهذا الشكل
نظر لها بأسف وهتف معتذرا فتلك هي المرة الأولى التي يعتذر بها لأحد ومنمن من تلك الفتاة الشرقية الحسناء الفاتنة كما يلقبها.
أعتذر سيرو أرجو أن تقبلي أعتذاري
نظرت له بتخبط مازال غامضا لم تقدر على فهمه والتوغل داخل أعماق أفكاره لتعلم ما سر الغموض وتقدر على مواجهته بالحقيقة التي يخفيها عن الجميع تود أن تصارحه هي أيضا وتخبره بما اكتشفته داخل الغرفة المغلقة.
هل هذه أولى شرارات الحب ام أنها مشاعر مختلطة بين الخۏف والقلق والسعادة والجنون والوقوع في الحب..
ليت المشاعر ترى ليعرف كل ذي حق حقه
رقيقة دغدغت بمشاعرهما ابتعد عنها وحدق داخل مقلتيها العسليتين ثم رفع أنامله يزيح الخصلة المتمردة التي انسدلت على صفيحة وجهها واعادها خلف أذنها ثم عاد يردد كلمته معتذرا
أعتذر على كل فعل أهوج صدر مني وأرجو أن تتفهمي ذلك ثم نهض عن جلسته وقرر الهرب من محاصرة حدقتيها التي يذوب بهما وغادر الغرفة بتشتت
منما ازداد تخبطها وحيرتها في أمره..
تركت الغرفة هي الأخرى وبحثت عنه لتجده ممدد بجسده أعلى الأريكة أمام المدفئة ويضع ساعده أعلى جبينه ولكنه شارد الذهن اقتربت منه بخطوات ثابتة ثم جلست بالمقعد المجاور له عندما لمح طيفها نهض من نومته تلك ونظر لها قائلا وهو يعطيها بطاقة
متابعة القراءة