غابة الذئاب والسحر الأسود بقلم فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز

أتت أمس وتريد أن تعمل تحت أشرافه
ماذا بك جاك
تعلم أستاذي بخبر زفافي اخر الشهر الجاري وحضرت فتاة بالأمس تتسال عنك وتريد ان تنال شرف مساعدتك والتعلم من خبرتك الماهرة و عدتها بأن تلتقي بك اليوم فهي مصاپة إصابة طفيفة في كاحلها وهنا بالمشفى
حسنا جاك احضرها معك واتبعني 
حسنا أستاذي
غادر جاك بحثا عن سيرين وجدها تبكي داخل غرفتها اقترب منها بقلق وهتف قائلا
ماذا بك هل قدمك تؤلمك 
هزت راسها نافية وقالت بصوت حزين
ما ذنبها ليحدث معها ذلك 
ضيق حاجبيه بعدم فهم ثم قال مندهشا
ماذا تقصدين أنا لم افهمك 
الفتاة بأي ذنب قټلت
فهم سبب دموعها ثم جلس بجوارها وقص عليها ما حدث الآونة الأخيرة 
بعدما علمت كل شيء واليوم ستلتقي ب سادم وتكون مساعدته الخاصة ارتجف قلبها پخوف وذعر وهي أيضا لن تتحمل رؤية فتاة بذلك الوضع المؤسف والمحزن.
لعنت حظها الذي اوقعها في قبضة تلك المشعوذة الشريرة وقدرها الذي ساقها إلى هنا كم تمنت أن تعود إلى أحضان والديها ثانيا فهي بحاجة ماسة إليهما. 
نهضت بهدوء وحاولت أستجماع شتاتها وسارت بخطوات متبطئة بجانب جاك كانت تقدم ساق وتأخر الأخرى خوفا من مصيرها المحتم.
طرق جاك باب ثم دلف وهو ينظر خلفه يدعها للقدوم
تفضلي سيرو
خطت بأولى خطواتها ذلك هذا المكان المهيب وعندما رفعت مقلتيها ألتقت بالطبيب سادم بهيئته الجادة وجسده القوي فقد كان يفوقها طولا وملامحه مميزة بوجه ابيض وشعر بني يصل لاسفل عنقه كم يمتلك مقلتيه ساحرتين بلون الموج الثائر وحاجبين بنيين كثيفين وجبهة عريضة وانف مستقم وشفتيه واسعة وعلامة الحسن تزين ذقنه النامية.
جف حلقها بتوتر وهي تطالعه بريبة فرغم وسامته وجمال طلته الساحرة لأي فتاة مثلها إلا أنها لم تشعر إلا بالخۏف 
تقدم هو بخطواته الواثقة ثم مد يده يصافحها بلباقة
مرحبا بك أيتها الطبيبة المصرية 
صافحته بتوتر وهي تؤمي راسها بخفة
مرحبا بك سررت بمقابلتك 
حدثني جاك عنك وسعدت بقرارك هذا ولكن هل انت مستعدة على خوض تلك التجربة معي من الآن وصاعد 
ثم استطرد قائلا
مشاهدتك لشخص ليس بهين على الإطلاق عملنا يحتاج لقلب شجعاع قوي يتحمل قسۏة ما تراه أعيننا ويشعر به وجداننا
تبسم لها عندما علم بخۏفها وترددها وأراد أن تكون لعبته في الوقت الراهن فهو شخص غامض وكثير العلم والمعرفة ويظل يبحث عن كل ما يثير فضوله وتلك الفتاة الشرقية أثارت فضوله 
عندما لم يأتيه اجابتها نظر لجاك وقال بمرح
هيا جاك دورك ك مساعد انتهى من اليوم هيا يا صاح مازال لديك الكثير من تحضيرات العرس وهذه الشرقية الحسناء تتولى مكانك 
شكره جاك بامتنان ونظر لسيرين مودعا اياها 
سررت بمقابلتك سيرو حظا موفقا إلى اللقاء
إلى اللقاء جاك
غادر جاك وهتف سادم متسألا عن أسمها
لم تخبرني الحسناء الجميلة بأسمها 
سيرين 
اسم رائع 
اشكرك 
أعطاها المعطف الطبي لترتديه ثم اقترب من الفراش الذي يوجد أعلاه الفتاة ومعرفة سبب ۏفاتها.
ارتدت سيرين المعطف ورفعت خصلاتها البنيه لأعلى ثم تقدمت منه وفقدت وعيها
قرر تلك الفعلة لتفتح بركتي العسل خاصتها تطالعه بوهن حاولت قراءة أفكاره ولكنها لم تنجح ابتعد عنها بهدوء وهو يبتر كلماته بحنق 
إذا كنت بخير من الأفضل لك العودة من حيث اتيتي هذا المكان لا يليق بك يا شرقية
نهضت غاضبا فقد شعرت باستهزاءه المبطن وهي لن تتقبله وقررت تحدي نفسها كما أنها
لن نستطيع العودة إليجونجان بدونه 
ردت بجدية
شعرت بدوخة فقط من أجل عندم تناولي الطعام ليس إلا
رفع حاجبيه وهو يطالعها بمراوغة ثم قال بتحدي
حسنا نتناول الإفطار معا ثم نعود لاكمال عملنا تفضلي
أشار بيده لكي تغادر معه مكتبة ثم توجها سويا إلى حيث المطعم الخاص بالمشفى وطلب طعام الإفطار لهما وكلما حاول النظر إليها داخل مقلتيها تبتعد هي خوفا من قراءة أفكارها هي الأخرى وينكشف أمرها.
تنهد هو بضيق عندما لم ينجح في اختراق عقلها كأنها وضعت جدارا من الحديد صعب أختراقه 
نهض عن مقعده ثم قال بجدية
هل أنت مستعدة الأن لخوض أول تدريب عملي 
نهضت هي الأخرى عن مقعدها وقالت
بالطبع مستعدة 
حسنا اتبعيني
سار هو بخطوات واسعة وهي خلفه تحاول الالحاق به بسبب أصابة قدمها فهي تسير ببطء 
ثم وقف أمام يتطلع لها وهي تتقدم منه بخطوات ثقيلة فتح الباب ووقف على اعتابه ينتظرها ثم أشار لها بالدخول وبعد أن ولجت للداخل أوصد الباب خلفه بالمزلاج
لوهلة رفعت أنظارها تلتقي بملامحه الصارمة الأن فهو يتبدل من حين لآخر 
هتف هو بمكر وتلاعب
كل ما في الأمر لم اسمح بالازعاج وأنا أباشر عملي
وقعت كلماته عليها بمشاعر متوترة خجلة وتوردت وجنتيها بحمرة قانية هو يتلاعب بها ويتفنن في قراءة لغة الجسد واذا لم يستطع قراءة أفكارها وما يحوم داخل عقلها فهو سعيد الان 
فتاة شرقية حسناء تمتلك من القوام ما يكفي للاطاحة باي شاب ولكن هو ليس كمثله أحد وجدها خجلة وتتصنع القوة ولكن لغتها فضحتها فلديها من التوتر والخۏف الرهبة ومشاعر مشتتة في حضوره ولكن لم يرا بعينيها لغة الإعجاب بشخصه ووسامته.
ظل يجوب ببحور عينيه ذهابا وايابا على ملامح وجهها بدقة يحاول أختراق حصون أفكارها ولكن نجحت سيرين في وضع حاجزا بينهما وقالت بصوت جاد
تفضل أستاذي لبدء أولى خطوات الدرس الأول
ارتدى سادم القفازات الطبية وفعلت سيرين مثله وكشف عن وجه الفتاة
رجفة قوية أحتاجت جسدها ولكنها تمالكت تلك المرة من السقوط والاستسلام
أرد اللعب على مشاعرها كفتاة وازاح الغطاء بأكمله لم تتحمل أكثر من ذلك انهمرت دموعها وهتفت پذعر 
لماذا... لماذا يفعل ذلك 
ثم اردفت قائلة هذا ليس بشړي على الإطلاق
لم يكترث لصړختها المكلومة ليظهر الوشم الذي تركه 
هتف سادم قائلا
كفى عن البكاء وانظري لذاك الوشم 
رفعت مقلتيها تدقق النظر لتتسع دهشتها وهي تردد
هذه زهرة الزنبق ولكنها ترمز للنقاء والعفة
عادت تنظر لسادم ثم قالت بحماس 
يريد قول شيء بها ولذلك رمز لتلك الزهرة تحديدا ترا ماذا يقصد تلك الزهرة ستصلنا للفاعل
قهقه بصوت عال ثم صفق بكفيه اعجابا بحماسها الذي أطاح به عرض الحائط وقال بإجار
يا له من تحليل عميق حقا ايها الشرقية الحسناء ولكنك تتحدثين بحماقة عفوا ولكن لن تستخدمي ذكاءك هذا بعد ذلك دعيني أباشر عملي بصمت تام.
شعرت بالاحراج بسبب حديثه الفج معها السخرية المبطنة وكل همسة تهفوا بها كأنه يبغضها ولا يريدها ولكن لماذا أراد أن تعمل تحت يده لما وافق على تدريبها هل يريد أن يسخر منها على هذا النحو 
فهي علمت بشخصيته القيادية التي لا يسمح لاحد بتجاوزها.
في دنيا الناس مواقف ملهمة مغبون من تجاهلها ومحروم ذاك الذي لا ينصت لقلب عقله ويهتدي بقوته الروحية المخلوقة داخله! 
فلكل منا ميزان وفي داخل كل إنسان صوت يعرف من خلاله ماهو الصواب والخطأ. 
وأن القلب بئر تختزن فيه كل أسرار النفس والحياة فأنصت له ما استطعت واستمع لنبض حديثه ودقات ما يخبرك به.
الفصل التاسع خبايا وأسرار
قيل قديما إن الأرواح خلقت قبل الأجسام وكانت تلتقي فتتشاءم فلما حلت بالأجسام تعارفت بالأمر الأول فصار تعارفها وتناكرها على ما سبق من العهد المتقدم بداية الخلق وبقدر ما يعلو منسوب الحب في القلب بقدر ما تمتزج الأرواح ويفهم كل صاحب صاحبه والعكس صحيح فتعارف الأرواح يقع بحسب ما تضمره القلوب من حب وكراهة ووفق الطباع التي جبلت عليها الأنفس من خير وشړ فالطيب من الناس يحن إلى شكله والشرير نظير ذلك يميل إلى نظيره.
شعر عزيز بعدم ثقتها في نفسها وخۏفها من القادم أراد أن يبدل ذاك الخۏف الذي أحتاج جسدها وجعلها تبعد أنظارها عنه في توتر .
دنا منها وقال هامسا بصوت حاني
نيروز لماذا أنت مترددة في الإفصاح عن ما تشعرين به اتجاهي 
هزت راسها بتوتر وطفت الحمرة وجنتيها
هيا نيروز لا تصمتي هكذا اريد سماع صوتك
تنهد بضيق ثم عاد يردد قائلا 
أعلم بأن مشاعري منساقة إليك وهذا ما أردت قوله دون أخفاء أو تزيف نيروز اريد أن أشاركك كل ما تمرين به وما مررتي في حياتك أريد أن نصبح شخصا واحد ليس أثنان 
ثم أستطرد قائلا 
حسنا سوف أشركك حياتي أولا هل أنت مستعدة لسماعي 
هزت راسها بالايجاب
استرسل عزيزحديثه قائلا
منذ أن كنت طفل صغير ووالدي دائما يوبخني ويتهمني بالفشل كنت حينها أبتسم ولم أكترث للأمر وكأنه لا يعنيني في شيء ولكن كلما كبرت عام يزداد الضغط النفسي وأصبحت أعاني من عدم ثقتي بنفسي قررت أن أوجه مصيري ولن استسلم ومن وقتها واتخذت عهدا على نفسي بأن أصبح شاب ناجح طموح متفوق أجعله يفتخر بي وقبل كل هذا أكون فخور بنفسي وبنجاحي أجتهد وكان لدي حافز امامي على إكمال طريقي والمثابرة ونجحت بتفوق ولكن لم أجد بعين والدي الفرحة التي كنت منتظرها
طمس فرحتي ولكنني لم أيأس التحقت بكلية الطيران وكنت سعيدا بما أنجزته لا يهم رؤية والدي فخور بي أم لا ولكن كل ما يهم أن أكون شاب جدير بالثقة بنفسي وذاتي 
عندما واجهه أبي كان رده أنه يحبني أكثر من نفسه وكان يتمنى لي حياة أفضل

من حياته وان أحصل على كل شيء هو لم يحصل عليه حينها فقط طلبت منه أن يعانقني بحب ولا يخفي علي مشاعره وصارحته أني كنت حزين بسبب بعده عني وتقليله الدائم من شأني
ولم يحاول أن يكون صديق لي تركني وحدي اتخبط من هنا لهناك ولكن رده كان مقنع بالنسبة لي فجميع الآباء يحبون ابنائهم ولكن بدرجات مختلفة وبعضهم لن يجدون التعبير عن ذلك يظنون أنها مشاعر ضعف لا يعلمون بأننا في أمس الحاجة لضمة قوية تشعرنا بوجودهم في ظهورنا ابي الان تغيرت نظرته لي وللحياة بأكملها دائما يغدقني بحنانه وتسالاته واهتماماته بي والان يفكر بأن يزوجني
أبتسم بحب وعاد يقول وهو يرسل إليها غمزة من عينيه اليسرى 
ولكن وقع قلبي اختياره عليك عندما نعود سوف نتم مراسم الزواج
ولن ادعك تترددين بعد الآن أعلم بأن شاب وسيم وكابتن طيار ذا مستقبل باهر ولكن لابد والخروج من هنا
هيا نيروز أفتحي لي قلبك لم تقصي كل ما بداخلك أنا أشعر بك حبيبتي وأرجو أن نتقاسم الأحزان وكل ما في أستطاعتي أن أبدل ذاك الحزن لفرح فقط أرسم على وجهك الجميل هذا أرق إبتسامة ودع الماضي خلف ظهرنا لا نريده أن يسرق فرحتنا بالحاضر الذي نعيشه
أمطرها بكلماته العذبة التي رقت قلبها وأنسابت دمعتها فهي لم تجد أحد قريب منها مثل ذلك الشاب دخل حياتها فجأة وزلزل حصون قلبها الصغير الذي كان رافضا لممارسة العشق ليس لديها ثقة كافية لتخوض تجربة كهذا تخشى أن تنجرح قلبها وهي لن تتحمل جراح فوق چراحها فيكفي معاناتها وما مرت به مع عائلتها التي تنظر لها على أنها مهمشة ليس لها وجود ساخطين عليها وعلى جمالها الأخذ والمبهر للعيون
طال شرودها فنهض عزيز يمد يده ليلتقط كفها بين راحته ثم
تم نسخ الرابط