رواية حصونه المهلكه(كاملة) للمبدعة شيماء الجندي

موقع أيام نيوز


الفراش جانبا وهو يعبث بالأرقام ليفتح الصندوق الذي يحمل الذكريات 
يحمل طيات الماضي المؤلم الذي لم يترك له سوي ذكري بها لتؤلمه فتح إحدي الأوراق المطويه والتي كانت ذا رقم محدد من
الخارج اختاره بعنايه وبدأ بقرأتها بصوت متحشرج باك كالأطفال يتأمل خطها الرقيق الذي رسم الحروف ببراعه 
حبيبي فهد ابني الجميل العاقل تعرف انا مكنتش حابه الاسم ده في الأول باباك اللي اختاره لأن قالولي كل واحد ليه نصيب من اسمه خۏفت تاخد

طباع الفهد وهفضل خاېفه عليك بس كل ما بتكبر قصادي وبحبك حبيت الاسم معاك ومبقتش قلقانه
عليك منه بصراحه اطمنت عليك لما شوفت الرحمه في تصرفاتك مش عارفه لما هتشوف كلامي ده هتبقي قد ايه بس لو ماشي علي الورق اللي معاك
هتبقي اكيد كبرت وقربت تتجوز وانا عندي كلام كتير اقولهولك وانت متجوز مش عارفه بكتب ليه بس اني مش هبقي معاك خوفني ولو هبقي معاك
مش مشكله وقتي معاك ومفيش احلي من كلامي معاك تعرف انت قاعد قدامي دلوقت بتبصلي بعيونك الجميله وتبتسم وانا بتخيلك كبير وهكلمك
علي انك راجل عاقل مش عارفه ليه بس ده همشي وراه زي مااتعودت نفسي ابقي معاك واشوف البنت اللي هتاخد اجمل راجل في الدنيا شكلها ايه هتكبر
وهتبقي راجل وسيم انا متأكدة هتحب مراتك وتخاف عليها ياابني ولا تيجي عليها انا واثقه واثقه فيك يافهد واوعي تخذل ثقتي ومتأكده انك
هتختار شريكتك صح وهيبقي عندك اطفال حلوين هتحبهم وتخاف عليهم زي ما بتحب امهم وزي مانا بحبك اوي كده وانت قاعد قدامي دلوقت ان الدنيا 
ياحبيبي وانت هتشوف ده و انا متأكده ولو انت بتقرأ الورقه دي يبقي أنا أكيد ربنا افتكرني بس انا معاك ياحبيبي معاك وقلبي معاك شايفك بيك لما
پتخاف أو تفرح او تزعل امبارح بتقولي هما كلهم زي بابا ! وانا معرفتش ارد معرفتش اقولك ايه بس انت مش زي أبوك أبدا ياحبيبي انت ملاكي وهتفضل
جميل كده هتفضل حنين وپتخاف علي قلوب اللي حواليك انا خاېفه تتغير عشان كده هقولك نصيحتي يمكن تحتاجها في الوقت ده مفيش حاجه اسمها
الوقت عدي والغلط خلاص مش هيتغير لا ياحبيبي طول مافيك نفس حاول وحاول علي قد ما تقدر يابني وانا خاېفه عليك يمكن كلامي ليك
ملغبط بس انا خاېفه ومش عارفه انت حالتك ايه دلوقت وانت بتقرأ كلامي لكن اللي عارفاه ومتأكده منه اني معاك وهتفضل حبيبي .....
اغلق الورقه وهو يجهش پبكاء مرير و قلبه
وهو عليه وقد عجز عن ايقاف تلك الدموع بحاجه إلي النصح ولجأ الي صندوقه الخاص لكنه الآن بحاجه ليته لم يفتح الصندوق ليته لم يفعل ليته ليته ذاك الملاك الذي تحدثت عنه الأم ...
لم أعد ذلك الملاك ياأمي الدنيا بين الحياه
لأصبح ما أنا عليه الآن لأصبح بروايتهم و بحياتهم تلك الجميله التي أحببتها ....
الورقة مغمضا عينيه ودموعه وجهه كالطفل ... 
استيقظت اسيف صباحا نظرت إلي أخيها 
بهدوء وقعت عينيها علي ذاك الخاتم لتغمض عينيها تحاول ضبط أنفاسها وهز تنفض رأسها عن تلك التي تتكرر بعقلها
خرجت من جناحها واتجهت إلي الأسفل وهي تعبث بمحتويات حقيبتها الصغيره باحثه عن مفتاح
سيارتها كادت تصرخ بفزع حين وجدته أمامها يحدق بأعينه الرمادية وهي
تتذكر هيئته المماثله قليلا لذلك أمس وتلفتت حولها لتجد الخدم بكل الارجاء
يباشرون أعمالهم حاولت ضبط أنفاسها بوقفتها لتنصرف من جهه اخري بكلماته لكن قد فات الأوان استمعت إلي تنهيدته ثم صوته المټألم بوضوح يهمس لها مشيرا بعينيه 
مبروك !!
لم تجيبه إنما حدقت بعينيه لحظات وهي تحاول الابتعاد ليكمل وهو يسد عليها طريقها قائلا 
شوفتي الفيديو اكيد اسيف انا حقيقي مش عايز غير انك تسامحيني انا عارف انه صعب لكن دي
شهور عدت وانا خۏفت في فتره علاجك انا عمري ما اترجيت حد كده انا مكنتش في وعيي كنت مريض واتعالجت انا عمري ماعملت كده مع حد و..
وسكتت پغضب والدموع تلتمع يعينيها الجميله قائله 
بس عملته معايا انا عمري ما هسامحك ولا هنسي اللي عملته فيااا ...
حدق بها بحزن ثم قال متسائلا پغضب 
اومال اتعالجتي ازاي يااسيف هتكملي ازاي مع حد تاني وانت مش قادره تنسي اللي حصل !!
و بتوتر و أوشكت علي البكاء أمامه لتهمس 
دي حاجه ليا انا سيبني في حالي بقااا مانا سيبتك عاوز مني ايه ..
تبتعد عنه في الحال قائلا 
عاوزك تسامحيني ياأسيف عاوزك تغفري ياأسيف ...
حظقت بمقلتيه وهمست وهي تهز رأسها بالسلب 
وانت مغفرتش ليه !!!
تركته مسرعه من أمامه ليزفر انفاسه ويستمع إلي صوت ابن عمه المازح 
تصدق ده أحلي صباح شوفته في القصر ده فهد البراري ياجدعان ...
لم يجيبه انما هز رأسه بتعب ثم نظر إليه يقول وهو يضيق عينيه بابتسامه 
ولاا انت تعرف عنوان مرسم أسيف صح !!
هز رأسه بالإيجاب وهو يقول بدهشة 
ايوه طبعاا ...
اتجه إليه فهد أمامه وهو يقول 
حلو يلا قدامي !!!
اتسعت أعين نائل وهو يمشي أمامه وقال 
ايه ياجدع الأسلوب ده هو انتوا تحبوا واحنا !! 
وقفت أسيف تحدق باندهاش بتلك الشقه التي لأول مره تراها مفتوحه منذ أن بدأت عملها هنا ابتلعت رمقها بتوتر ثم اتجهت الي مرسمها وفتحته ومقلتيها تحاول تفقد الحركه بالداخل ...
علت وجهه بسمه صغيره حين راقب وصولها من الزجاج مستمعا إلي صوت ابن عمه 
ياسااتر علي الحظ ماشيه معاك عنب تشوف شقه قريبه من المرسم تقوم تلاقي اللي في وشه علي طول فاضيه صحيح دنيا حظوظ ..
فهد وهو يرمقه بنظرات إليه و يقول پغضب 
حظوظ ايه انت مش شايف اللي أنا فيه علي إيه هاا !!
ابتسم وهو يردد 
ومين ده ...
خرجت الكلمات تلقائيا منه قال 
ياريت اقدر ..
ابن عمه يقول پغضب 
انا لو أسيف ماسامحتنيش مش هسامح نفسي ..
اتسعت عيني نائل من جديه ابن عمه وقال پخوف 
طيب دي مشكله بينك وبينها مع بعض عادي انا ممكن افهم ليه انا !!
و إليه صارخا به 
عشان كنت معايااااا وفشلت في مساعدتييييي !!!!
ابن عمه وهز رأسه بالسلب وهو يقول بتوتر 
ربنا ما يجيب فشل ياكبير انا معاك وهننجح كلنا ان شاء واسيف ربنا هيهديها علينا كلنا ممكن تسيب لها اعرفها بجيرانها الجداد !!
تركه لينصرف من امامه مسرعا و البسمه. على وجهه فور خروجه ثم اخرج هاتفه يطمئن علي حال شقيقته قبل ان يبدأ يومه معهاااا ..... 
الفصل العشرون حيره!
أغلقت الباب خلفها ثم اتجهت إلى مكتبها تعبث بهاتفها لحظات و سماعاتها الخاصه
وتفتح هاتفها على تلك المشاهد لذلك الطفل البريء وتلك سيده الوقور بلا
داعي .. و دون أن تشعر سالت دموعها وهي لا تصدق إلى الآن أن ذلك الطفل الصغير الواقف يبكي هو ذلك الفهد ....
أغمضت عينيها وهي تتذكر ذلك الکابوس بالأمس الذي لم يتركها وشأنها حيث ذلك الطفل الصغير
يبكي وېصرخ وهي تطالعه بأعين باكيه تحاول لتتجه إليه لكنها فشلت مرة و مرة وهي بتلك كلما
حاولت الطفل إليها و دموعه رماديتيه بها مره اخرى ولكنها كما هي تماما تبكي لحاله ذاك البرئ ...
مؤلم ذلك الشعور ولكن كيف و هل لي أن اعاونك !!
أنا لإرضاء للهدوء واستعاده سلامها ... ليس إلا ...
حاولت تنظيم تلك الشقهات التي انتشرت كطفلة صغيره لاتعلم ما السبيل لإرضاء لها
أن تتصرف الآن !! هي لا تستطيع العفو عن الفهد ولن تفعلها لكن
ماذا عن ذاك الصغير من أمس هو كيف له أن ما رآه وهو لازال طفل صغير المحبه لقد بالمره وذاك كله
نتيجه أب مريض علي الجميع وكان القاضي والجلاد .....
و بمحلها حين وصلت إليها طرقات أعلي الباب الزجاجي الخاص بالمكان و عينيها بسرعه وهي
تغلق هاتفها لتتسع عينيها حين وجدت أخاها يطالعها باندهاش من خلف الزجاج واتجهت إلي الباب
و بهدوء وهي تنظر له و عينيها. من الهطول دموعها ..
فتحت الباب ليدلف تيم ناظرا إليها بدهشه وهو يقول پصدمه 
ايه ده ياأسيف !! مالك !! واقفله علي نفسك ليه حصل ايه !!
حمحمت و حروفها ونبرتها وقالت بهدوء 
فيه ايه ياتيم انا لسه واصله من شويه وحبيت بس اعمل شويه حاجات قبل دوشه الشغل و قبل ما تيجي فرح ..
عقد حاجبيها و بهدوء يجلس ومن نظراته التي تحاول استنتاج حالتها ليقول بتساؤل 
فرح اللي كانت ساكنه في العماره اللي قعدنا فيها !!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تهمهم بهدوء تلك الدمعات وهو يتساءل بحزن 
مالك ياحبيبتي من امبارح مش عاوز اتكلم عشان يزيد كان موجود والعيله كلها كانت حوالينا مش هتحيكلي واحنا لوحدنا برضه !! أنت عاوزه يزيد ياأسيف متأكده !
تنهدت بضيق شديد هي لاتريد أسئلة ألا يكفي عقلها الذي منذ بتلك التي بعقلها تعيد عليها ذكرياتها معه .. كيف لها أن تقوله أخاها ما رأته هو رغم كل شيئ
ائتمنها علي سره والذي أوضح كم لديه هل لها !! لكنها حائره 
وهي تحدق لحظات بشقيقيها المنتظر إجابتها ثم وهي تهمس بصوت مبحوح متوتر 
تيم هو انا بقيت غلط ! يعني .. آآآ .. يعني لو في حاجه كنت بعملها بسهوله زمان ودلوقت مش عارفه اعملها .. ده معناه اني اتغيرت !! يعني لو مش قادره اعمل ده .. أنت فااهمني !!
فور أن رأي تلك الدموع تلمع بمقلتيها الحائره وهو يقول بهدوء 
ممكن تهدي حبيبتي انا بحاول افهمك .. تحبي اكلم يزيد ..
ارتفعت رأسها تهتف بسرعه و أعين متسعه 
لاا بلاش يزيد ..
ضيق تيم عينيه يطالعها باندهاش ېصرخ من مقلتيه و بالأرجاء بتوتر موضحه 
أصل انا اتعالجت خلاص يعني مش حابه المعامله بينه وبينه تبقي .. دكتور ومريض .. يعني .. خلاص ياتيم اعتبرني مقولتش حاجه ..
نكست رأسها بهدوء وهو يقول بهدوء 
أنت عاوزه تسامحيه ياأسيف !!
مقلتيها علي الفور إلي الڠضب وهي تردف 
قصدك مين !!!
تنهد وهو يهز رأسه بالسلب موضحا بنبره صارمه 
أنت عارفه قصدي مين !!! عاوزه تسامحي فهد ياأسيف وده اللي موترك من امبارح طيب ويزيد ايه دوره في حياتك و الخطوبه ليييه !!
دمعت عينيها حين وجدته يحدثها بما تخشاه هكذا بوضوح بل ويريد اجابات أيضا لم يكن عليها أن جدل بتلك تحديدا معه الآن حين رأي الحيره مره اخري من مقلتيها و يقول بهدوء 
أسيف حبيبتي أنت عارفه أنا بحبك قد إيه وخاېف عليك ازاي .. مش عايزك تفضلي حيرانه كده أنا بيك من امبارح وجايلك هنا مخصوص عشان نبقي لوحدنا وتبقي براحتك ياحبيبتي أنا واثق فيك وفي اختياراتك وخليك متأكده مهما كان اختيارك عمري ماهتخلي عنك فمټخافيش انا دايما معاكي ... 
الأب لها فكان نعم وخير سند لم يكن يوما ليبتسم وهو يشعر
بالراحه التي الصغير هي ليست بحاجه إلي نصحه الآن هي بحاجه لدعمه وهو بذلك له بنبره 
أنا بحبك أوي ياتيم ...
همس لها 
وأنا بحبك
 

تم نسخ الرابط