رواية خطايا بريئة(الفصل الثامن إلى العاشر) بقلم ميرا كريم
المحتويات
....كانت قفلت ساعتها وقولتلك كنت قاصد أضايقك زي ما ضايقتيني
أغمضت عيناها بقوة تحاول كبح أفكارها وتقبل الأمر دون جدال أكثر فلا يوجد لديها خيار آخر على أي حال لتنهض تقترب منه وتقول بقلة حيلة وهي تضع يدها على ذراعه
أنت كل دنيتي يا حسن بلاش تعمل كده وتستغل إني مليش غيرك
الټفت لها وهو يشعر بشيء من تقريع الضمير وقال برهبة بثتها به ثريا بجدارة
كوبت وجهه بين راحتيها بعدما تدخل قلبها اللين كعادته
مقدرش انت روحي يا حسن ربنا ما يحرمني منك
أبتسم وهو يأمن على دعوتها
حمقاء هي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولكن دائما تجد له مبرر لكافة افعاله ولم لا وهي ليس لها أحد سواه فقد نشأت ببيت عمها وربيت مع أبنته بعد ۏفاة عائلتها بحاډث مروع اودى بحياتهم وحين تزوجت هي توفى عمها وسافرت ابنته مغتربة مع زوجها بأحد بلاد الخليج لتبقى هي وحيدة دون ملجأ او سند غيره
استعدت هي بنشاط على غير عادتها وقررت انها هي من ستقوم بإيقاظه اليوم تجهزت مرتدية بنطال أزرق من خامة الجينز ويعتليها كنزة وردية ذات حملات رفيعة وحذاء رياضي يماثل لون كنزتها وقد اجلت سترتها لحين خروجها لتنظر مرة أخيرة بالمرآة وتبعثر خصلاتها القصيرة كي تبدو هوجاء كما تفضلها ليلفت نظرها أضاءة هاتفها التي تتعمد ان تضعه على وضع الصامت طوال الوقت بسبب غباء طارق الذي لن يكف عن إلحاحه الذي حقا كاد يصيبها بالسأم تجاهلت الهاتف تماما و توجهت بخطى واسعة نحو غرفته ودلفت دون حتى أن تطرق بابها وحينها وجدت ما لم تحسب حسابه قط لتتعالى وتيرة انفاسها وظلت تتراجع للخلف وهي تشعر بأن كل خلية بجسدها تنتفض من شدة ذعرها حين سقطت عيناها عليه هو بطلته القاسېة التي لا تعرف اللين وبعيناه التي يسطع بها المكر قائلا
الفصل التاسع
أن المرأة يسحرها أولا الأمان الذي يزرعه الرجل من حولها بعدها كل شيء
يأتي من تلقاء نفسه.
كيفك يا بنت غالية توحشتك
ابتلعت غصتها و همست بجزع
خالي!!
چرى ايه يا جلب خالك مش هتسلمي عليا وتحبي على يدي ولا إيه
هزت رأسها ببسمة باهتة وتقدمت في ثبات تصافحه متجاهلة جملته الأخيرة
زفر بقوة عندما لم يروقه سلامها البارد الخالي من الإحترام بتاتا بالنسبة له وهدر وهو يطالعها بنظرات خبيثة من أخمص قدميها حتى رأسها
منورة بناسها يا بت غاليةوين چوزك وكيف مهملك مايعة إكده
شملت ذاتها بنظرة عابرة بعدما تفهمت المغزى من حديثه وكادت تجادل ولكن اتى رد يامن ملاحق لها
قالها يامن وهو يخرج من المرحاض
اهلا بالغريب ليحول نظراته لها ويتسأل بخبث بين
مكسوفة من چوزك إياك
استغرق الأمر ثانية واحدة كي تلاحق الموقف بهز رأسها وقولها بمكر لا يضاهيها احد به
لا يا خالي انا بس خۏفت يبرد علشان الشباك مفتوح
لتهرول إلى النافذة المفتوحة وتغلقها ببسمة متوترة تحت نظراته الفاحصة
عندك حج يا بت غالية چوزك بردك ومن حجك تنخلعي عليه
تناوبوا النظرات المتوترة بينهم قبل أن يضيف عبد الرحيم وهو يسند ظهره بأريحية ويطوف بعينه محيط الغرفة
بس الأوضة زينة وعفشها مليح
ابتلعت هي غصة بحلقها وتوارت خلف ظهره وهي تتفهم الغرض من سؤاله بينما يامن نظر لها نظرة مطمئنة وهدر بكل ثبات
اه يا حاج كله تمام وكويس أن الأوضة عجبتك أصلها ذوق نادين وكل حاجة من اختيارها هي
اتحشم وروح استر نفسك وألبس خلجاتك يا غريب والله عار عليك تستجبلني وأنت إكده
تنهد يامن بثبات بينما كادت هي ان تبتعد عن مرمى يده ولكنه ضغط أكثر كانه يود ان يطمئنها ويجعلها تتمسك بثباتها كونه بجانبها وسيتولى الأمر ليرد بنبرة قوية مبطنة بمغزى وصل للآخر بكل وضوح
والله يا حاج أنا في أوضة نومي ومع مراتي وانت على راسي بس المفروض كنت استقبلك في الصالون مش هنا
زفر عبد الرحيم انفاسه دفعة واحدة وهو يلعن بسره ذلك الذي يدعوه غريب كونه احرجه بلباقة وخرب تخطيطه فكم تمنى أن يجد شيء واحد فقط يدل على أن حياتهم ليست طبيعية كأي زوجين ليتحمحم يجلي صوته بخشونة ثم قال وهو ينهض من جلسته
عندك حج يا غريب بس اعذرني كنت متوحش بنت خيتي ومجدرتش أصبر لما أمك فتحتلي باب الدار وچريت أدعبث عليها
لم يشغله حرف واحد مما تفوه به غير نعته بالغريب مما جعله يهدر قائلا بنبرة جادة وبملامح ثابتة
يامن اسمي يامن يا حاج مش غريب واظن سهل ميتنسيش
ضاقت عين عبد الرحيم وعقب بنبرة مغتاظة بشدة
واه مغلطتش في البخاري إياك
قطع حديثه دخول ثريا وقولها بوجوم شديد
أنت هنا يا عبد الرحيم انا عملتلك الشاي وخرجت ملقتكش
أجابها بخبث وهو يتناوب نظراته بينهم وكأنه يسبر أغوارهم
كنت بطل بدي اطمن على بت خيتي
لترد نادين بنبرة متسرعة مهزوزة تضاهي رجفة جسدها
انا كويسة الحمد لله يا خالي وفي احسن حال مع جوزي
هز عبد الرحيم رأسه بخيبة أمل وهو ينظر لهم نظرات مشككة وكانه يريد ان يخترق بها دواخلهم
لتتدخل ثريا بتهكم بعدما لوت شدقيها
أديك اطمنت والحمد لله تعالى بقى أشرب الشاي بتاعك قبل ما يبرد
وسيبهم يكملوا لبس ويحصلونا
أومأ لها وسبقها بخطواته لتنظر هي لهم نظرة مطمئنة وتلحق به مغلقة باب الغرفة خلفها ليزفر هو أنفاسه دفعة واحدة بإرتياح بينما هي جلست على أقرب مقعد قائلة بعيون زائغة وبجسد ينتفض
انا خاېفة
أجابها بنبرة مطمئنة وهو يجثو امامها و يحاوط ذراعيها بحنان
انا معاك وخۏفك ملوش داعي
صوبت نظراتها المشتتة إليه وقالت بتوجس
زيارته غريبة وكلامه أغرب
تنهد وهو يمرر يده على طول ذراعيها كي يهدئها قائلا بنبرة حنونة بثت بها بعض السکينة
اهدي هو مش اول مرة يزورنا اكيد شوية وهيمشي انا عايزك تثقي فيا هو ميعرفش الاتفاق اللي بينا احنا قدامه زي اي اتنين متجوزين وحياتنا طبيعية لازم نأكد له ده
طالعت ناعستيه پضياع وتساءلت پذعر حقيقي وهي تكوب وجهه بين يدها
وافرض عرف ان جوازنا على الورق وبس هتسيبه ياخدني معاه
نفى برأسه بقوة وكانه ما تقوله هي المستحيل بعينه وهدر بنبرة قاطعة وهو يصعد لمستواها
مش هيعرف ابوك الله يرحمه أمني عليك ومستحيل أخل بوعدي ليه ولا ليك
ليأتيه سؤالها الذي اشعره لأول مرة انها تود ان تنتمي له
افرض اخدني وڠصب عليك تطلقني
نفى برأسه من جديد وكأنه على حافة الجنون وقال بفطنة
خالك كل اللي يهمه الفلوس و هو
عارف ان كل املاكك بأسمي مستحيل يعمل كده...
اهدي ومټخافيش انا جنبك يا نادين مستحيل اسيبك
اول مرة تيجي أوضتي من نفسك! كنت عايزاني
اومأت له وأخبرته بتوتر وهي تواليه ظهرها وتجاهد تلك النبضة العاصية بخافقها
كنت جاية أصحيك
طالع ظهرها لوهلة مستغرب ذلك التغير المفاجئ وهدر قائلا وهو ينهض يرتدي ملابسه
بس انا صاحي من بدري وعملت رياضة كمان
جعدت حاجبيها المنمقين باستغراب فتلك المعلومة لم تكن تعلمها عنه ربما لأنها لم تنهض باكرا مثله ولذلك لم تلحظ ممارسته للرياضة قط لتخبره وهي مازالت تواليه ظهرها
انا بكره الصحيان بدري ...بس قولت ألحقك علشان تكون معايا وانا بجرب العربية بس خالي بقى الله يسمحه نشف دمي
ضيق ناعستيه وباغتها بسؤاله وهو ويتذكر جملة عبد الرحيم التي أغاظته
هو أنت كنت هتخرجي كده بلبسك ده
نفت برأسها واخبرته بملل وهي تقلب عيناها
لا طبعا انا عارفة تعليماتك كويس انا كنت هلبس بليزر طويل علشان متتعصبش كالعادة
لثوان لم يصلها رده حتى انها كانت تشعر بحركته اثناء حديثه ولكن الآن صوت خطواته يقترب شيء فشيء لتحتبس انفاسها وتغمض عيناها وهي تسير لخارج الغرفة
انا هستناك برة
لتتأوه بقوة عندما كادت تتعثر بطرف الطاولة التي تتوسط غرفته ولكن يده سندتها
انت مچنونة
بتجري ليه
قولت علشان تلبس كنت هستناك برة ............
انا لبست خلاص خليك دقيقتين وأخرج معاك
كادت ان تتذمر كعادتها ولكنها وجدت ذاتها تهز رأسها بطاعة ليبتسم هو ويبتعد كي ينهي ارتداء ملابسه أمام نظراتها الثابتة التي لا تنم عن أي شيء سوى تشتتها
أما هي فظلت ملازمة غرفتها منذ عودتها وحمدت ربها كون زوجة أبيها تبيت اليوم عند والدتها فكانت حريصة للغاية أن لا يراها أحد واكدت على الحارس عدم اخبارها وبالفعل لم يجادلها وكأنه مدين لها باعتذار مسبقا أغمضت عينيها بقوة وهي تدعوا الله ان لا يفتضح أمرها ولكن كيف و محبة تجلس فوق رأسها وتنهال عليها بأسئلتها
ريحي قلبي وقوليلي حصل ايه
وكنت فين ودم مين ده اللي على هدومك
سؤالها الأخير حاز على كافة أنتباهها مما جعلها تنهض تتفقد ملابسها التي نزعتها عنها فور وصولها لتغمض عيناها بقوة وهي تشعر بتقريع الضمير مما أصابه بسببها لتقرر أن تحدثه تطمئن عليه وبالفعل تناولت هاتفها وطلبت من محبةبلطف
داده انا كويسة ومحصلش حاجة متقلقيش........ هحكيلك بعدين بس ممكن تسبيني دقيقة لوحدي
انصاعت لها محبة وغادرت وهي تهز رأسها بعدم رضا بينما هي نقرت على شاشة هاتفها وطلبت رقمه وانتظرت بتوتر بالغ أن يجيبها
في تلك الأثناء كان هو ممدد على فراشه يستجدي النوم كي يهرب من تساؤلات شقيقته التي صرعت بها رأسه وهلعها منذ رأت هيئته الرثة حين عاد للمنزل ولكنه طمئنها واخبرها انه شجار بسيط وجرحه سطحي وقد تم تقطيبه ولا داعي للقلق لتتركه بمفرده كي ينال قسط من الراحة التي لا يعلم أين السبيل لها بعد ما حدث زفر في ضيق وهو يتناول هاتفه وعلم هوية المتصل لينتفض من فراشه ويظل يمسد جبهته بتردد كبير حسمه بقوله وهو يفتح الخط
خير حضرتك
ابتلعت غصتها وتسألت وهي تشعر بخزي من نفسها
أنت كويس
تمام
وچرح ايدك
قولتلك بسيطة كلها كام غرزه مش مستاهلة
انا كنت قلقانة وحابة اطمن عليك
ألجمه حديثها و لا يعلم بما يجيبها لتستأنف هي بعرفان
انت حد جدع اوي وانا بجد آسفة
قالت جملتها و كادت تغلق الخط لولآ انه باغتها بأخر شيء توقع ان يصدر منه
بلاش ټأذي نفسك
فرت الدموع من فيروزتاها أجابته بنبرة مخټنقة بعبراتها يسودها اليأس
نفسي ملهاش قيمة عندي ولا عند أي حد
زلزلت قاع قلبه للمرة الثانية وظل يتسأل لم كل هذا اليأس ولم فضوله اللعېن يدفعه لاستكشافها حقا لا يعلم كل ما يعلمه أنها خالفت توقعاته وأثبتت له كالجميع انها ليست محل ثقة.
بكرر اسفي مرة تانية ...
جملتها تلك انتشلته من مداهمة افكاره وإن كاد يجيب اغلقت الخط دون ان تنتظر رده مما جعله يلقي بالهاتف بجانبه ويلعن تحت انفاسه فحقا هي تشتته للغاية فماذا يفعل هل يخبر ابيها وينصاع لرغبة
متابعة القراءة