رواية رياح الألم ونسمات الحب _ بقلم سهام صادق
المحتويات
ثم صمتت قليلا طب ما ټخطفها وبكده مش هنحتاج نلعب لعبتنا وكل واحد فينا يروح لحاله وانا اخد الفيديو بتاعي وباقي فلوسي واسافر لتتذكر حسام قائله وأبدء حياتي في أمريكا
وهي تبقي ملكك باقي العمر بعد ما ټخطفها وتطلقها منه
فنظر اليها محمود طويلا حتي لمعت الفكره في ذهنه ليعطيها ظهره وهو سارح في ذلك الظلام الذي ينير شرفة مكتبه واقتربت هي منه بكأس مثلج قائله عجبتك الفكره
منها الكأس وهو ناظرا لها بتفكير قائلا نفذي المطلوب منك من غير نقاش مفهوم
اقترب منها هشام ضاحكا وهو يتأمل نظرات أعينها المرتبكه فيتذكر فنجان القهوه الذي أسكبته عليه قائلا كنتي عايزه
ياسميه لدرجادي بتكرهيني
فنظرت اليه سميه بحب وأخفضت رأسها خجلا مكنش قصدي انت الي خلتني أرتبك
فلمعت الدموع في عينيها حتي قالت بصوت مخټنق انت اتقدمتلي عشان ترد فضل بابا وماما عليك اسفه يابشمهندس انا
مش موافقه علي الاحسان ده وشكرا اوي علي فرصة الشغل الي اقدمتها لوالدي وكادت ان تنهض من امامه
بها حتي أخفض رأسه بأسي يمكن ربنا جمعني بيكي وخلاني اعرفك عشان اقدر ارد الدين الي في رقبتي لأهلك
فأخفضت سميه رأسها أرضا قائله هتتجوزني ليه مدام مبتحبنيش
لتفتح هي احد عينيها مقتربه منه تتمسح في كالقطط حتي ابتعدت واضعه بيدها علي أنفها
فأبتسم فارس علي حركتها قائلا مالك مش هي ديه نوع الريحه الي بتحبي تشميها ياهانم
فأبتسمت اليه بوهن وهي واضعه بيدها علي رأسها التي بدأت في الدوار وأنزلت قدماها من علي الفراش وهي تقول احكيها لنفسك انا كبرت خلاص علي الحاجات ديه وقبل ان تكمل باقي حديثها معه وجدها تسقط وهي مغيبه عن كل شئ حولها
فتطلعت اليه ثم نظرت الي الكتاب الذي امامها فقالت بتثاوب محستش بالوقت وانا بذاكر
فوضعت سلمي صغيرتها جانبا واغلقت الكتاب الذي بين أيديها وأقتربت منه قائله خليك هنا يامنصور ممكن
ولاول يشعر بأن داخل هذه المخلوقه عالما لا يفهمه فأبتسم وظل يفرد شعرها الاسود بيديه حتي قال اول مره تطلبيها ياسلمي
فأبتسمت سلمي ومازالت بين كنت الاول بخاف منك ام انت دلوقتي كل حياتي ومبقاش ليا حد غيرك مش بيقولوا حافظ علي الناس الي بتحبهم وخليك ديما جنبهم عشان ميجيش يوم وټندم
منصور بشده فقال پخوف معلش نسيت انك بالنسبالي عصفوره صغيره
وبدء يحركها بسعاده فشعوره بأنه سيصبع ابا من طفلته كان شعورا لا يوصف قد جعل النوم يفر من بين جفونه هاربا اليها
فأبتسم فارس بأعين لامعه وهو مازال تاركا بيده علي تلك النبته الصغيره في رحمها
علي قد ما انا سعيد اني هكون اب بس سعادتي انه هيكون منك انتي اكبر بكتير من اي حاجه مش متخيل ان الرابط الي بينا بقي اكبر وهنكون اسره صغيره وهيكون ولادي منك انتي ونعجز ونشيب سوا
فضحكت هنا بعفويتها واعتدلت من نومتها قائله بس انت الي هتعجز الاول ثم وضعت بيدها علي شعره ولمحت شعره بيضاء فقالت وهفضل انا صغيره ياعجوز
فارس اليه حتي دمعت عيناه من الضحك عفويتك ديه بحس اني نفسي أخبيكي جوايا ومتبقيش روحي بس تبقي انا كمان
نظر الطبيب اليه ثم عاود النظر الي تلك الرشته التي تضم بعض الادويه قائلا الادويه ديه مينفعش المدام تاخدها تاني
فظل ينظر اليه مازن بتعجب حتي أخرجه الطبيب من دهشته قائلا لان ده غلط علي صحة الجنين
فنظر اليها
وتحرك الطبيب لكي يغادر الغرفه لينظر مازن اليها بسعاده يتخللها الألم تاركها ذاهبا خلف الطبيب
فسقطت دموعها پألم وأغمضت عيناها الي ان غفت دون أن تشعر
ليعود هو اليها ثانيه وجلس بجانبها ناظرا لها بأسف شاكيا لأول مره لأحد قائلا بصوت هادئ لا يتخلله الغرور والكبر عيشت طفوله مرفهه بس عيشت طفل يتيم مع جدي كان بيشوف فيا ديما أبنه الوحيد الي ماټ هو ومراته في حاډثة عربيه بعد ما أقضوا عيد جوازهم السادس رباني وكأنه بيربي ابنه من جديد أداني الحنان كله بس فضل ديما يعلمني ان أنا مازن الدمنهوري لازم ابقي كذا واكون كذا واعمل كذا بقيت الحياه الاستقراطيه هي أساس حياتي وبما اني وريثه وكل حاجه بأسمي أنا كان لازم أحافظ علي الامبراطوريه اللي هو تعب فيها تأسيسها طول حياته وبقيت مازن الدمنهوري اصغر رجل أعمال اشتغلت وانا عمري عشرين سنه وصمت مازن قليلا حتي قال بأسي حياتي كلها كانت شغل في شغل مفتكرش اني عيشت قصة حب زي اي شاب في سني حتي فكرت اني أسس أسره مكنتش في دماغي كنت ديما بخاف أن ولادي يعيشوا نفس مأساتي بس فجأه حسيت اني محتاج فعلا زوجه ارجع من شغلي القيها بتضحكلي انام في واشتكيلها همومي وجيتي انتي ياريهام في الوقت الي كنت بفكر فيه بكده انتي ظهرتي في حياتي فجأه ثم أبتسم بسعاده قائلا وهو ېلمس وجهها النائم عارف انك هتسامحيني بصعوبه بس أديني فرصه واحده أخليكي فعلا تنسي الماضي انتي وجعتيني اوي لما صرحتيني بحبك لشخص تاني بحاول انسي بس لسا صوتك جوايا ديما بيفكرني ان في حد تاني في حياتك
ثم نهض من جانبها ووقف يتأملها للحظات حتي غادر غرفتها بعد ان غلق الانوار وطبع حانيه علي جبينها
لتستيقظ هي بأعين مدمعه لامسة دموعها بأيديها كي تزيلها وتحسست جنينها وهي لا تعلم هل مازن هو قدرها الذي دعت الله دوما بأن يمنحها رجلا يحيا من اجلها وتحي هي أيضا من اجله اما هي حياه ستعيشها فقط دون روحها
الفصل الثامن والعشرون
_ رواية رياح الألم ونسمات الحب
_ بقلم سهام صادق
فاضت عيناه بالدموع وهو يتذكر حديث الطبيب معه فنظر للتقرير الطبي الذي معه بخصوص زوجته حتي قال بصوت يتخلله الألم ازاي الحاله متأخره وازاي ان الامل ضعيف
فنظر اليه الطبيب بعدما ازاح نظارته الطبيه وظل للحظات يفرك في عينيه فقال للاسف مستر يوسف من ساعة فحوصات مدام نيره اللي عملتها قبل الولاده كان المړض عندها بس كان لسا في بدايته والطبيبه
اللي كانت مسئوله عن نتائج الفحوصات كانت شاكه في الامر بس
اتلاهت عن الموضوع وكتبت التقرير بدون اي ملاحظه وللاسف بعد ماسافرت بلدها لظروف طارئه افتكرت الامر من جديد واكتشفت ان شكها كان صح بس مين قال الامل ضعيف لسا الامل موجود
فوقف يوسف والڠضب يكاد حتي قال يعني بسبب اهمال حتت دكتوره مراتي هتضيع مني بعد ايه حضرتها جايه تكتشف ان شكها صح بعد ما خلاص مافيش امل انا مش هسكت علي اهمالكم ده فعلا كلكم مهملين وحيات المړضي مجرد تجارب بين ايديكم
فتنهد الطبيب وهو يشعر بما يدور بداخله وقال بلهجته السوريه بعدما اشفق عليه ده امر ربنا ومحدش يقدر يعترض عليه
فجلس يوسف ثانية بعدما خارت قواه وهو يتنفس بصعوبه وبأعين دامعه ديه حب عمري وحياتي كلها مش قادر اصدق ان حياتنا فجأه كده هتتغير وممكن افقدها في لحظه
فظل السكون يحاوطهم وصار شريط ذكرياتهم معا أمام اعينه فتذكر ضحكاتها له وغيرتها التي تصل الي حد الجنون فسقطت دمعه قد سالت معها جميع الالم وهو يري معاها حياته بدونها فيقول بصوت ضعيف لاء مش هتسبيني يانيره هتعملي العمليه وهتخفي
كان وجهها الشاحب ونظرات اعينها المتعبه كفيله ان تجعلك تنظر اليها بأشفاق لتفتح جوليا عيناها
فتأملها حسام ببتسامه باهته حتي قال ليه منزلتيش الطفل ياجوليا مدام قلبك ضعيف ومش هيستحمل
فأمتلئت عين جوليا بالدموع حتي ازداد احمرار جفونها وقالت بصوت مشتاق عشان جوليا كان نفسها في بيبي من هشام جوليا محبتش راجل غير هشام وأبتسمت وهي شارده في بعض ذكرياتهم معا وتذكرت تلك الليله التي عصفت بذلك الجنين فلمست بطنها وهي تقول خلي بالك منها ياحسام لما اولدها متسبهاش جوليا ملهاش حد هنا
فأبتسم حسام پألم وهو يشاهد ارتجافها هذا قائلا بعدما التف بوجهه بعيدا ارتاحي انتي دلوقتي وان شاء الله انتي اللي هتربيها بنفسك ويخطوا بخطوات سريعه كي يغادر غرفتها عازما بأن يهاتف هشام ويخبره بكل شئ
ويذهب امام مرء عينيها لتنام علي وسادتها بتعب وهي تحدث طفلتها عارفه بابا حلو اووي ياورد انتي لما هتكبري هتبقي نفسك تتجوزي واحد زيه بس مافيش غير هشام واحد وبس
وقفت نسرين خلفه تشم رائحة عطره القويه وأغمضت عيناها وهي سارحه في كل تفاصيله فأنتبهت لصوته وهو يقول في حاجه تانيه عايزه تتوقع يانسرين
فتنحنحت نسرين بستحياء مزيف حتي قالت اه يافندم اتفضل الملف ده محتاج توقيعك
فظل فارس ينظر الي الملف دون النظر اليها لتعود هي للنظر اليه وهي تقول بداخل نفسها مكنتش فاكراك حلو اووي كده لاء وشخصيه جذابه والاهم من ده كله فلوسك علي وهي تتذكر هنا بكره وابتسمت وهي تقترب ثانية من اذنيه تتنفس رائحة شعره حتي افاقت علي حركته المفاجأه قائلا كده كل الاوراق اتمضت اتفضلي علي مكتبك
فتأملت نسرين جموده وصارمته ومشيت امامه بخطي هادئه وزيها الذي لا يشبهها ابدا وقبل ان تغادر مكتبه الټفت ثانية اليه بعد ان عاد هو بين ارواقه مرة اخري فقالت وهي تخفض برأسها هو انا ممكن اروح حفلة افتتاح مستر محمود يافندم
فرفع فارس وجهه من بين اوراقه قائلا مدام هو عزمك اكيد ليكي الحريه أنك توفقي او ترفضي ده شئ يرجعلك ومش معني ان انا رئيسك في العمل هتدخل في حياتك
فكان حديثه هذا معاها مثل كوب الماء المثلج الذي اسكبه عليها بكلماته فنظرت اليه
متابعة القراءة