رواية هل فات الآوان (كامله إلى الفصل الاخير) بقلم ناهد خالد

موقع أيام نيوز


أن يتجه لغرفتها لم يستطع أن ينام دون أن يطمئن عليها أثارت ريبته بمظهرها يعلم أن هناك شئ تخبأه ولكن يخشي أن يكون هو السبب بحالتها دون قصد منه
ما أن اقترب من باب غرفتها حتي استمع لصوت شهاقتها المكتومه شعر بشئ سئ يوخز قلبه وشعور أسوء يجتاحه مابها! ما كل هذا الحزن الذي ظهر عليها فجأه ودون سابق إنزار عزم علي ضرورة معرفة ما بها

استمعت لصوت مقبض الباب يدار فأغلقت عيناها وأخفت شهاقتها لتدعي النوم
شعرت باقترابه منها ومن ثم جلوسه بجوارها وفجأه وجدت يده تحط علي كتفها
_داليا ممكن تقومى أنا عاوز أتكلم معاك
لم يصدر منها سوي همهمه بسيطه جعلته يهتف بضجر
_بطلي استهبال أنا عارف أنك مش نايمه سمعتك وأنت بتعيطى
اعتدلت في نومتها ونظرت أمامها تقول 
_نعم يا سليم 
لف حتي جلس أمامها وهو ينظر لعيناها المضجره بالحمره وقال بلوعه صادقه
_مالك بس أيه الي حصل عشان الي أنت عملاه في نفسك ده
لم تجيبه والتزمت الصمت فأكمل 
_طب أنا زعلتك قولت حاجه تزعلك من غير ما أقصد
نفت بهدوء وهي تقول 
_أنا بس افتكرت بابا
زفر بنفاذ صبر وقال پحده 
_داليا!
ضغطت علي شفتيها حين استشعرت عدم تصديقه لها قالت بهمس يكاد يسمع 
_افتكرت ماما لما اتكلمت عن مامتك
وهنا استشعر صدقها اضطربت أنفاسه وهو يدرك أنه ودون قصد منه عبث بذكريات حزنها قال بتوتر 
_أنا آسف مخدتش بالي أ
قاطعته وهي تقول بحسره 
_لا متعتذرش أنا بس لما اتكلمت عن افتقادك لحضن مامتك حسيت أني مش عارفه أفهم شعورك يمكن لأني مش فاكره حضنها ويمكن ملحقتش تحضني
شردت بذكريتها بعيدا وهي تكمل بحزن دفين 
_في حاجات كتير أوي
افتقدتها حاجات كتير كانت المفروض تبقي جنبي فيها ومكانتش بابا كان معايا دايما بيحاول يعوضني بس للأسف مش كل حاجه كان ينفع يحل محلها فيها احتاجتها كتير اوي بس ولا مره قلت عشان بابا ميحسش أنه فشل يعوضني عنها
كانت دموعها تتهاوي دون شعور منها شعرت بكفيه يمسحان دموعها برفق فخرجت من شرودها ونظرت له وجدته يكوب وجهها بين كفيه وهو يقول بابتسامه 
_طب تسمحيلى أجرب الي عمي الله يرحمه فشل فيه!
قطبت حاجبيها بعدم فهم فأكمل 
_محتاج فرصه أجرب فيها ولو فشلت
صمت قليلا ثم قال بمرح
_نجرب تاني احنا ورانا حاجه!
ردت بسخريه 
_لي محسسني أننا هنفضل مع بعض كتير!
تنهد بهدوء وهو يتفهم حديثها وقال بحماس 
_أيه رأيك ندي لبعض فرصه يعني أنا شايف إن الشهر ونص الي قضيناهم سوا كانوا لطاف أوي شايف أننا متفاهمين ولو كملنا يمكن تكون حياتنا ناجحه ونقدر نبني أسره سعيده
نظرت له بتمعن قبل أن تقول 
_عشان طلقت ريهام
نفي برأسه سريعا وقال 
_لأ أنت مش بديل يا داليا أعتقد إننا قضينا أسبوعين من قبل حتي ما أعرف حقيقة ريهام معتقدش أن طريقتي كانت مختلفه معاك متغيرتش عن طريقتي لما عرفت حقيقتها وقررت أني مش هكمل
معاها أنا بجد عاوز ناخد فرصه عشانا مش عشان اي حاجه تانيه وطبعا القرار ليك
تسائلت بلهفه وقلبها يرقص من حديثه ومن تلك الفرصه التي يتحدث عنها والتي تمثل لها حياه
_أيه الي خلاك تغير رأيك يعني أيه الي جد عشان تقرر تكمل وناخد فرصه
أمسك كفيها وهو يقول بابتسامه سحرتها
_أتعودت أتعودت عليك مبقتش شايف البيت من غيرك لما
بدخل الجناح أول حاجه بدور عليها أنت ولما بكون في الشغل ببقي عاوز أخلصه وأرجع حبيت البيت بوجودك فيه يا داليا شوفته بعين تانيه عين أحلي وأجمل برتاح في الكلام معاك وبحس فيك عوض عن أمي يمكن ده حسيته من راحتي في الكلام ك ويمكن لأن من يوم ما توفت وأنا بطلت أعمل حاجات كتير رجعت أعملها معاك زي أني بقيت بتغدي في البيت وبفطر قبل ما أنزل وأرجع بدري ونسهر قدام ال TV ونتكلم وفي ايد تانيه بتعمل الي اتعودت أعمله من يوم ۏفاتها في حد بيهتم بيا وبهتم بيه حاجات كتير أكتر من أني أقعد أعدهالك دلوقتي بس أنا عاوزك في حياتي وبتمني لو ننجح أننا نكمل مع بعضوأنا واثق أننا إن شاء الله هننجح
أغمضت عيناها تخرج نفسها من حالة الهيام التي أنتابتها أثر حديثه يكفيها ما قاله ويفيض لم تحلم يوما أن يقول ربع حديثه هذا بل وبهذه السرعه!
_لي واثق أننا هنكمل الحياه الزوجيه غير الحياه الي فاتت الفتره الي فاتت مكنش حد مننا بيدخل في حياة التاني ومكناش بالقرب الي هنكونه لما نقرر نكون زوجين بجد في أمور تانيه كتير هتدخل حياتنا والأكيد هيدخل معاها بعض المشاكل
هتف بإصرار 
_كل ده طبيعي مفيش حياه ورديه بس أوعدك أنك لو وافقت هعافر لآخر نفس عندي في علاقتنا الجديده
وهل لها أن ترفض! مسكين لا يعلم أنها منذ الكلمه الأولي كادت تخر خاضعه لحديثه وتعطيه ألف فرصه وليست فرصه واحده
_موافقه
_______ناهد خالد ___
وكانت نقطة البدأ
وضحكات تزلزل أركانه يغمض كلا منهما عيناه براحه ونشوه لم يعرفوها من قبل والأكثر أنهم يغمضون أعينهم وهم يتمنون أن يمر الليل بسرعة البرق ليستيقظوا فيروا بعضهما مره أخري يشتاقون لفراقهم ليلا! ولهذا قرر سليم منذ أسبوعان دمج شركاته مع شركتها وأصبحوا تحت سطوة إداره واحده مكتب واحد يضم كلايهمارغم تذمرها ورغبتها في مكتب منفرد لكنه لم يلتفت لها ولعله علم في الثلاثين يوما الماضيين أنه أحبها استوطنت قلبه واحتلت حياته كغزو مفاجئ دون حسبان ولكنه مرحب!
_____________ناهد خالد __________
_سليم!
همهم وهو ينظر للأوراق أمامه بدقه وتركيز ذمت شفتيها بضيق وقالت 
_أنا جعانه
رفع نظره لها وقال بابتسامه حانيه
_عنيا تاكلي أيه
قطبت حاجبيها بتذمر تقول
_أنت برضو هتطلب دليفري
تنهد قبل أن يسألها بحذر
_اومال عاوزه اي يا داليا
ابتسمت بحماس تقول
_تعالي ننزل ال rest area الاستراحه وناكل تحت
ابتسم باقتضاب 
_ياحبيبتي مانا هطلب الأكل من ال rest area!
_ايوه بس هنا!
قال بنبره حازمه
_مش هننزل نقعد في وسط موظفين الشركه كلهم وناكل يا داليا وأنت عارفه أني مش هوافق
ردت پحده
_لي مالهم الموظفين!
_مالهمش بس احنا هنا بنبقي علي راحتنا مش هرتاح معاهم
تمتمت بخفوت 
قطب حاجبيه يتصنع عدم السماع وكبت ضحكته بصعوبه
_بتقولي حاجه يادودي
ابتسمت بغيظ وقالت 
_لأ
وكالعاده يفوز هو وينفذ ما يريد وكما توقعت لم يخلو الطعام حركاته التي تخجلها كإصراره علي إطعامها بيده من حين لآخر و مغازلته الصريحه لها والتي تجعل الحمره تنتشر في وجهها واقترابه المباغت لها يأخذ بعض القبلات البريئه كما يتدعي حين تنهره علي فعلته! رغم أنه علي هذا المنوال طوال الشهر المنصرم لكنها لم تستطع ألا تخجل! ورغم هذا إلا أنها ترفرف كالفراشات وقت الطعام ورغم تذمرها البادي له إلا أنها تحب ما يفعله وبشده فصدق من قال يتمنعن وهن الراغبات
_____________ناهد خالد __________
_سولي!
لم يجيبها هذه المره فربما تكون العاشره التي تناديه فيها لا تنفك كل دقيقه وتناديه لتخبره أنها
_سولي مش قادره أمشي بقي تعبت!
هذا هو حالها منذ أن دلفوا للتسوق تتذمر لا تفعل شئ آخر
وقف بالعربه التي يجرها ليضع بها المشتريات
_بعدين يا داليا أنا لو واخد بنت أختي مش هتتعبني كده!
ردت بتذمر ك الأطفال
_ياسليم بقالنا ساعه بنلف في المول وفي الآخر ايه ده!
قالتها وهي تشير للمشتريات الموضوعه بالعربه 
_شاور وبلسم وسبراي بس بقالنا ساعه بنلف في القسم وفي الآخر هم دول الي جبتهم بعدين أنت بطئ اووووي يا سليم أنت بتقف قدام كل رف وبتقف قدامه تفحص كل الي فيه! لي يا حبيبي أنت عارف أنت محتاج ايه هاته ونخلص
نفخ بضيق يقول 
_ياداليا قولتلك أنا ال التسوق عندي متعه وبعدين يمكن أشوف منتج جديد يعجبني أجيبه كمان أنا بفسحك
_تفسحني!
قالتها باستنكار وأكملت 
_أنا تعبت من مشي السلحفاه دي
نقل المنتجات للرف السفلي للعربه وفجأه وجدته يحملها ويضعها في العربه شهقت بخجل وهي تقول 
_سليم ايه ده الناس هيقولوا عليا ايه نزلني
تحرك بالعربه وهو يقول
_هشش خليك مكانك سيبك من الناس المهم مسمعش صوتك بقي
صمتت رغم خجلها ممن
حولها ثوان وتناست الجميع حينما بدأ ينتشلها لعالم لم يكن به غيرهما بدأت تضحك بإنطلاق حينما أصبح يضع الأشياء فوقها ويسرع بالعربه تاره ويبطئ بها تاره أخري
أنتهوا أخيرا من جولتهم واتجهوا لسيارته
هتف وهو يستقل المقعد جوارها 
_اتبسطي
أومأت سريعا بإيجاب 
_اووي شكرا ياسليمأنا من زمان متبسطش كده
لمعت الفرحه بعيناه لفرحتها هكذا وقال 
_أولا مفيش شكر ما بينا أنا جوزك ثانيا بعد
كده متعارضنيش لما أخدك مكان مش علي مزاجك عشان كل مره بتتذمري وفي الآخر بتتبسطي
ابتسمت بصفاء تقول 
_حاضر
_مادام
رافض الشكر يبقي عالأقل تاخد مكافأه
ابتسم بغبطه وهو يقول بسعاده ومكر 
_اعملي حسابك كل يوم هتلاقي مفاجأه أو خروجه حلوه المهم اي حاجه آخرها مكافأه
أنهي حديثه بغمزه عابثه جعلتها تتورد خجلا وهي تشيح ببصرها عنه
_______ناهد خالد _______
في اليوم التالى
ركضت تستقبله ما إن استمعت لصوت الباب يفتح فهي بالمعتاد تعود في الرابعه عصرا ولا يقبل أن تنتظر أكثر ليتولي هو الأعمال حتي التاسعه مساء ابتسم بإتساع وهو يطالع وجهها فتح ذراعيه ليستقبلها بأحضانه رغم أنه لم يمر سوي سويعات علي وجودها معه ولكن هذه عادته دوما خرجت من أحضانه تبتسم بسعاده وهي تقول 
_أنا طبخت حمام
اتسعت عيناه بدهشه طفوليه وهو يقول
_بجد!
صفقت بحماس وهي تؤكد
_ايوه وطلع شكله يجنن
اتجه للمطبخ سريعا وهي خلفه رآه يتوسط طاولة المطبخ فهتف بانبهار
_ايه ده! شكله جااامد لا وكمان متفتحش منك في التحمير
أتاه صوتها السعيد تقول 
_لا محصلوش حاجه وشكله حلو زي الي بيبقي في المطاعم أو ال tv 
ابتسم بغبطه يقول بفخر 
مطاعم ايه بس ده أحلي منه ألف مره دي الحمامه بترقص بالصلاه على النبي
ضحكت بشده ضحكه مرحه يتخللها الكثير من السعاده لإطراءه علي ما فعلت هكذا
عندما تنجح بشئ ما مهما كاتت تفاهته يقف ويصفق لها مبديا إنبهاره وفخره بما فعلت وهي تبدو كطفل صغير رسم رسمه أشادت بها والدته فجعلته يحلق سعيدا بأن رسمته نالت إعجابها بهذا الشكل
___________ناهد خالد ________
باليوم التالي
_يعني ايه يا داليا علاقتكوا دلوقت شكلها ايه
قالها محمد باستفهام وهو لا يعرف ما وصلت إليه علاقتهما فقط قد أخبرته منذ فتره أن سليم قرر أن يعطي لعلاقتهما فرصه للإستمراريه وهذا فقط مايعلمه وبالطبع يري حب ابنه لها في عينيه ولكن أثارت استغرابه حين سألها منذ قليل بمرح عن إذا كان هناك حفيد آتي قريبا توترت وتغيرت معالم وجهها فأثارت ريبته وما زاد الأمر سوء حين قالت أنا وسليم علاقتنا زي ما هيا
ردت بلجلجه
_عمي احنا آه بقينا عارفين أننا مستمرين في علاقتنا بس الي أقصده إن علاقتنا كزوجين لسه زي ما هيا
رد بتقطيبة حاجب 
_قصدك لسه متممتوش جوازكم
ضغطت علي شفتيها بحرج وهي تومئ له بالإيجاب تسائل باستغراب 
_طب لي
توترت وهي تجيبه 
_سليم قالي أنه هيسبني براحتي لحد ما أنا الي أقوله أني جاهزه نبدأ شكل جديد لعلاقتنا هو مش عاوز يضغط
 

تم نسخ الرابط