رواية هل فات الآوان (كامله إلى الفصل الاخير) بقلم ناهد خالد
المحتويات
أخري مسح وجهه بكف يده وهو يزفر پغضب انتفض راكضا لهاتفه حين استمع لرنينه
_ها يا معتصم
أتاه صوت معتصم الحزين
_داليا باعت الشركه والفيلا والعربيه داليا هاجرت ياسليم ومحدش عارف راحت فين
كمن سقط من أعلي طابق في بناء شاهق الارتفاع منذ ساعات كان يخطط لما سيفعله عند عودته كان يريد أن يلاعبها قليلا ويشفي غليله منها ومن ثم حين يستكفي سيخبرها بحبه لها ويعشون حياه طبيعيه خاليه من الكذب والتلون ولكن الواقع ليس هكذا! وبكل أسف لم تتفق أحلامه مع واقعهفتبخرت أحلامه وبقي واقع مر مؤلم
_ليه يا داليا ليه ټحطمي كل الي كنت بخططله للمره التانيه للمره التانيه بتوفقيني من أحلامي علي كابوس!
تذكر ماقالته في رسالتها فأكمل بحزن طاغي وندم بدأ يزحف لجوارحه
_للدرجادي كلامي آثر فيك! لدرجة أنك تبيعي كل حاجه وتهاجري! عارف أني كلامي كان جارح ووجعك بس متخيلتش أنه وجعك اوي كده! تخيلت هرجع الاقيك زي ما أنت هقرب منك والاعبك شويه ولما اعترفلك بحبي واقولك اننا نكمل مع بعض هتوافقي من غير تفكير! هو أنت مش قلت أنك بتحبيني ازاي قدرتي تبعدي اوي كده!
____________بقلم ناهد خالد ________
بعد شهران
دلفت بخطي واثقه بهو الشركه الواسع اتجهت لمكتبها بثقه
وجلست فوقه أخرجت هاتفها وبدلت الشريحه التي به لأخري دقت رقم أحدهم وانتظرت الرد
_وعليكم السلام ازيك يابشمهندس
_الحمد لله يابشمهندسه
_ها في جديد سليم كلمك
_ لأ هو من وقت ماجه وسألني عنك من شهرين تقريبا مشفتوش
_تمام شكرا
أغلقت معه وأزالت الشريحه وأعادت الأولي نظرت أمامها وهي تتنهد بشرود لما لم يتمم سليم اجراءات طلاقهما للآن! ولما ذهب لمدير شركتها السابق وسأله عنها في اليوم التالي لسفرها وأخبرها أنه كان متعصب وغاضب وفلت منه بأعجوبه بعدما أنكر معرفته لمكانها الحالي ماذا كان يريد منها ولما بحث عنها! أسأله كثيره بعقلها لا تجد لها أي إجابات!
_بعدين بقي هو أنا مش مكتوبلي اشيلك من تفكيري خالص!
عن أي نسيان تتحدث وهي تتذكره كل يوم قبل أن تخلد للنوم وأثناء يومها تجد نفسها شردت به فجأه وكأن لعڼته لن تتركها حتي بعدما تركت البلده بأكملها!
_________ناهد خالد ________
_عاوزه ايه يا معتصم دلوقت
قالها سليم بملل ونفاذ صبر وهو يتحدث لصديقه
_هو أنت مكنتش موجود وأنا بقاله أني مسامحه!
_اومال ليه مش عاوز ترجع البيت بقالك شهرين قاعد في الفندق!
تنهد بحزن وهو يقول
_مش عشان بابا يا معتصم الموضوع خاص بيا
رد باصرار
_الي هو ايه
زفر پاختناق يقول بشرود ظاهري
هدأت ثورة معتصم ونظر لرفيقه بحزن وقال
_طيب أنت قولت الجناح مش الفيلا! ارجع وعيش مع عمي في الدور الي تحت
تنهد يقول
_هفكر
_لسه مفيش أخبار
_لأ
أكمل پغضب وقسماته وجهه تحتد
_الحيوانات الي بعتهم روما مجابوش ليا معلومه واحده من هناك حاسس ان كل الي عملته علي الفاضي يعني روحت بقسيمة الجواز المطار وكلمت ظابط معرفه لحد ما عرفت أنها حجزت في الطياره الي رايحه روما وبعهم عشان يحاولوا يوصلولها بس مفيش فايده
_ايوه يا سليم بس روما مش شارعين ده عدد سكنها ٢ مليون ونص يابني اكيد هياخدوا وقت وكبير كمان يعني مش شهر ونص وعاوزهم يقولولك لقيناها بعدين يمكن تكون اتنقلت جوه البلد ومفضلتش في روما!
أغمض عيناه بتعب وقال
_يمكن
هتف معتصم بجديه
_سليم أنا عارف أنك بتحبها ومتأثر جدا بغيابها بس الشغل ملوش ذنب أنت منزلتش الشركه غير عشر ايام في
الشهرين الي فاتوا وده غلط لازم تنزل تساعد عمي وتتابع شغلك
هز رأسه بتعب مسيطر عليه
_معنديش شغف لحاجه ومعنديش خلق أتابع حاجه ولا انهك نفسي في حاجه كفايه تفكيري الي مبينيمنيش
_ماهو عشان كده لازم تنزل الشغل اكتر حاجه هتلهيك عن التفكير صدقني وهيفيدك
أمسك رأسه بكفيه وهو يفركها بقوه وقال
_أجل كلام دلوقتى أنا عندي صداع رهيب ومش قادر اتكلم
_من قلة النوم اكيد واعتقد أنك مهمل في أكلك ده اكيد يعني
تجاهل حديثه وهو يقول بشرود
_تفتكر عايشه ازاي هناك وهي لوحدها ومتعرفش حد تفتكر عارفه تمشي حياتها خاېفه من الغربه اكيد وهي في مكان غريب ومتعرفش حد فيه مش عارف حالتها ايه دلوقت!
_اكيد حالها صعب ربنا معاها
ياصاحبي أن شاء الله خير
قالها معتصم بحزن وهو يربت علي كتف سليم بمواساه
_________ناهد خالد _______
كانت تتحرك بأرجاء المطبخ برشاقه وهي تدندن
و أديني سيبته و شوفت أهو محصلش حاجة
و الوضع فعلا مختلفش في أي حاجة
باكل و أضحك بشتغل وأعمل كل حاجة
لأ لأ مش زعلانة و كئيبة
مش ماسكة صورته وبتقهر زي العبيطة
و لا ماشية و بخبط دماغي في كل حيطة
مبردش عاللي يقولي كلمة جت بسيطة
بعدك مش متصنف مصېبة
بالعكس حتى أنا حاسة مرتاحة وسعيدة
مطلعش إنها حاجة وحشة أعيش وحيدة
هبدأ حياتي بصفحة فاضية ولسه بيضا
و بشنطة شخصيات جديدة
أنا عارفة إنه زمانه ماشي يقول عليا
أنا واحدة شريرة وقوية ومفترية
شايفين يا ناس الست دي عملت إيه فيا
كدبك سامعاه من وأنا بعيدة
صمتت وهي تضع المقلاه فوف الڼار نظرت لها بشرود وهي تبتلع غصة بكاء احتلت حلقها وأكملت بنبره حزينه
مقدرش أنكر إني لسه في جزء فيا
بيقولي طب كنتي إستنيتي عليه شوية
متمثليش إنك عايشة طبيعي و عادية
متمثليش إنك سليمة
ازداد تنفسها وهوت دموعها التي احتلت عيناها سريعا لا تعرف متي كاذبه هي تعلم تريد أن تتصنع القوه لكنها تفشل! تريد أن تكذب علي ذاتها وتوهمها أنها قد نسته ولكن يشهد عليها الليل ويشهد عليها فراشها الذي تظل تتقلب به لساعات قبل النوم وهو فقط من يشغل تفكيرها وهل ستنسي حب اثني عشر عاما في شهران! وتخشي أن تحتاج لأثني عشر عاما أخرين لتفعل!
استمعت لرنين جرس الباب قطبت حاجبيها بتعجب فمن هنا يعرفها ليدق عليها حتي الشخص الذي ساعدها يسكن في روما بينما هي انتقلت لتعيش في ميلانو بعدما أخبرها بأنه لم يجد لها شركه بالمواصفات المطلوبه في روما ووجدها في ميلانو
فتحت الباب لتجد رجل أشقر وسيم يقف أمامها هتف ما إن رآها الحوار باللهجه الأيطاليه لكن سأكتبه مترجم بالفصحي
_كيف حالك
بخير
ردت بها باقتضاب تنحنح بحرج قبل أن يقول
_ظننت أنك ستحبين أن تنضمي لحفلتي التي ستعقد غدا مساء بالفيلا المجاوره أنها حفله تجمعيه مفتوحه نقيمها كل عام لنتعرف علي المزيد من الأشخاص ولا مانع من تكوين بعض الصدقات الجديده سيكون جيد أن حضرتي ستحصلين علي بعض الرفقاء الجدد
قلبت عيناها بملل وقالت
_أنا امراءه عمليه لا تشغلني هكذا تفاهات اعذرني فقد تركت الطعام علي الڼار
نظر لها پغضب لم يستطع مدارته وهو ينعتها بينه وبين نفسه بإمراءه ليس لديها اي ذوق
_حسنا باعتذر لإزعاجك أيتها المراءه ال العمليه
قال الأخيره بسخريه وذهب
أغلقت الباب واستندت عليه تغمض عيناها بضيق قد قررت أنها لن تتعرف علي أحد خارج نطاق العمل حياتها الشخصيه لن يكون بها غيرها هي ستبقي وحيده للأبد ليس لديها مانع لكن لا تعاني من مرارة الفقد مره أخري
______ناهد خالد ______
_خير يابشمهندس سليم عرفت إنك طلبتني
قالها مدير شركتها السابق وهو يقف في مكتب سليم الذي بعث بطلبه
وقف عن مقعده واتجه له حتي أصبح أمامه وقال بهدوء مصطنع
_اتفضل اقعد يا بشمهندس
جاس وجلس سليم أيضا
_ها تشرب ايه
_لا شكرا مش عاوز
_أحسن
جحظت عين الأخير بتفاجئ لكنه صمت
_ها يا بشمهندس سامعك
بلع ريقه بتوتر وقال
_سامع ايه حضرتك الي طلبتني!
ضغط علي شفتيه يكبح غيظه وقال
_طيب خلينا نعدي استعباطك مراتي فين يابشمهندس
قالها وهو ينظر لعيناه مباشرة توتر الأخير وهو يقول
_معرفش
_مش سامع
قالها سليم بتحذير وكأنه يعطيه فرصه أخيره
_م معرفش
انتفض حين وجد سليم ينتفض من مقعده ويتجه له ليقبض علي لياقة قميصه ويهتف به بصوت جهوري وأعصاب مشدوده
_مراتي فين يالا مادام الزوق مش نافع معاك نبقي نستخدم قلة الأدب
ارتعش المهندس بين يده وهو يقول بلجلجه
_حضرتك مينفعش كده سيبني لو سمحت قولت معرفش مكانها والله ماعرف
ضړب قبضة يده بقوه في صدر الآخر ومازال يمسكه بيده الأخري شعر الأخير پألم صارخ في صدره وهو يستمع لصړاخ سليم به
_ورحمة أمي لو ماقلت هي فين لتطلع
من هنا علي قپرك
_سليم!
صدح هذا الصوت فجأه
صړخ بها معتصم وهو يركض تجاهه ليفض الاشتباك بينه وبين المهندس
اعترض سليم پغضب وهو يحاول إبعاد معتصم
_اوعي يامعتصم مش هسيبه غير لما يقول مراتي فين أنا عارف إن ال ده عارف مكانها
هتف معتصم پغضب
_ياجدع اوعي ميصحش كده اوعي ياسليم بقي واهدي ياخي
_سليم
قالها محمد الذي دلف للتو علي صوت الشجار العالي وأكمل پحده
_سيبه فورا
زفر پغضب
وهو يدفع بالأخير ليرتد للخلف اعتذر منه معتصم ووالده وفر هاربا قبل أن يثور عليه مره أخري
اقترب منه والده حتي أصبح أمامه هتف پحده
_هو أنت بقيت بلطجي علي آخر الزمن
زفر پعنف وهو يقول پغضب
_بابا لو سمحت أنا علي أخري ياريت بلاش كلام معايا دلوقتي
_هو ايه الي علي أخرك أيه ذنب الناس عشان تطلع فيهم غضبك وتبهدلهم بالشكل ده
رد پغضب مازال متمكن منه
_اطلع فيهم ايه! ده عارف مكانها وأنا متأكد بس مش عاوز ينطق
_وهو كده هينطق! اسمع ياسليم أتحكم في أعصابك وفوق لنفسك ولشغلك اعتقد كانت رغبتك في الانفصال وسألتك إذا كان ممكن يبقي في فرصه تانيه بينكوا ولا لأ وأنت قولت لأ متلومهاش بقي أنها
بعدت واتحمل نتيجة كلامك الي قولته يومها لكن أنا مش هتحمل تصرفاتك الطايشه دي كتير من بكره ترجع الفيلا مفيش قعاد في فنادق وترجع تتابع شغلك زي الاول مش يوم كل اسبوعين! في شغل كتير متعطل لأنه تحت إدارتك وهقولك تاني اتحكم في أعصابك وبلاش مشاكل مادام مش عاوز يقول مكانها يبقي اكيد دي رغبتها وياريت تحترمها
ذهب محمد بعدما ألقي كلماته علي مسامع سليم الذي هتف بضجر وهو يقول بعد ذهابه
_احترم رغبتها آه ده في المشمش
هز معتصم رأسه بيأس وهو يقول
_ياسليم لازم تهدي شويه مينفعش كده
نظر له وهتف بلامباله
_معتصم شوف أنت رايح فين
زفر الأخير بيأس واتجه للخارج ذم شفتيه بتوعد وهو يقول
_هلاقيك حتي لو بعد سنينوساعتها مش هسمحلك حتي تفكري في البعد تاني
___________ناهد خالد _______
دلفت السكرتيره الخاصه بمكتبها وهي تقول
_السيد أمير بالخارج يريد مقابلتك
رفعت نظرها باستغراب وقالت
_السيد أمير عثمان
_نعم
قطبت حاجبيها باستغراب ما الذي جاء به لهنا
_دعيه يدخل
ثواني ودلف أمير بابتسامه واسعه هتف ما إن رآها
_اوووه هو القمر بيطلع بالنهار!
ابتسمت بمجامله وردت
_مش شايف أن دي معاكسه قديمه شويه
غمز لها وهو
متابعة القراءة