رواية عشق لاذع (كاملة حتي الفصل الاخير)) بقلم سيلا وليد
المحتويات
بفراشه فنهض متجها لشرفته يستنشق بعض الهواء حتى يهدأ من لوعة إشتياقه وعشقه
زفر الهواء المكبوت بداخله مرة واحدة وارتفاع وهبوط صدره جعل ثورته الحاړقة تتخطى ثباته ثم اتجه يحمل هاتفه متجها إلى معشوقته..ولج للداخل وجد جواد جالسا بمكتبه يعمل على جهازه طرق على باب الغرفة فسمح له بالدخول
مساء الخير ياعمو..خلع نظارته الطبية وأشار له بيديه
معطل حضرتك..ترك الجهاز بعدما اغلقه
لو مش فاضي افضالك حبيبي..اومأ برأسه
حبيبي ياعمو نهض جواد متجها إليه يربت على كتفه ثم أشار إليه بالجلوس
أكيد جاي علشان مراتك مش كدا..جلس أمامه يطأطأ رأسه للأسفل بخذي
عارف حضرتك زعلان مني بس والله ياعمو أنا كنت محروق أوي على جنى وربى وقتها كسرتني رفع رأسه يطالع عمه وعيناه يرتسم بها الاسف الشديد
هز جواد رأسه ساخرا ثم رجع بجسده يضع ساقا فوق الأخرى يشبك أنامله يطالعه ثم مط شفتيه
قولتلي إنك مش عارف تعيش من غيرها نهض عز عندما فهم ما يشير إليه فجلس على عقبيه يحتوي كفيه
عمو جواد لو سمحت بلاش تحرمني من مراتي وابني
انحنى جواد يدقق النظر بعينيه وأردف
فين دماغك ياحضرة المهندس العبقري ماسك شركة كبيرة عريضة وتحت ايدك آلاف من الناس بيسترزقوا وانت فاشل في حياتك امتى هتقدر تسيطر على غضبك وتفرق بين حياتك الخاصة وحياتك الاجتماعية
رغم انك دوست عليها قدامي الا خلتها تروح معاك وتصونك في ضعفك وحزنك لكن انت عملت ايه
نهض وڼصب جسده وغضبه ينفر بعروقه
عاملتها وكأنها مش موجودة محبتش اخواتها يدخلوا في حياة اختهم أوس جه ووقف قدامي وقالي اختي مش يتيمة يابابا علشان عز يعمل فيها كدا استدار إليه يرفعه من جلوسه واستأنف
ورغم كدا مخلتش حد يدخل في حياة اختهم وقولتلهم لما اموت اعملوا اللي عايزينه انت عملت ايه
روحت
عملت لعبة خايبة الاهبل مايعملهاش طفل علشان ايه توجع جاسر
ضغط على فكيه يرمقه بنظرات ڼارية متحدث بهسيس
ليه ياباشمهندس علشان قال ايه جاسر اتجوز أخته ..دفعه جواد على المقعد عندما فقد سيطرته على غضبه وبدأ يدور في الغرفة يمسح على وجهه پعنف
إنت ياعز انت تكسر ربى ليه يابني دا انا السعادة مكنتش سيعاني لما قولتلي بتحبها وشوفت الحب دا وقولت مستحيل يزعلها في يوم من الأيام دا هيكون سندها لو حصلي حاجة هيفديها بروحه لكن ايه اللي عملته ولا حاجة اول ما حصلت عليها وانت بتذلها ..أشار
ملوحا بيديه وهتف بنبرة حادة
لا فوق دي بنت جواد الألفي يالا عندها بدل الاخ تلاتة وبدل الأب اتنين يعني متفكرش أنها وحيدة وملهاش سند وروح اسأل ابوك وقوله ربى بنتك ولا لا اقترب يغرز عيناه به
لو قالك كلام غير دا هطلع اشلها من فوق واوصلها لحد عندك
جلس على مقعده محاولا السيطرة على أنفاسه التي شعر بإنسحابها من المكان مما جعله يفتح زر كنزته الشتوية مطبق الجفنين ..اتجه عز إليه سريعا
عمو جواد مالك ..أغمض عيناه يسحب نفسا ويطرده بهدوء قائلا بصوت متقطع
أنا كويس يمكن علشان اتعصبت شوية فتح عيناه يطالعه ثم تحدث
سبني لما اروق من ناحيتك ياعز وتحسسني انك هتصون وقبل ما تتكلم في حاجة الكلام اللي سمعته من فترة لربى انا فعلا مكذبتش عليها كان لازم أشدها علشان لما تثبت حبك ليها تكون مستعدة من غير ضغطوطات لكن اقسم برب العزة ياعز لو حسيت مجرد احساس انك هتغدر بيها وقتها انا اللي هرفع قضية خلع مش طلاق
أشار بيديه للباب
روح دلوقتي وتعالى الصبح شوف ابنك دا اللي عندي دلوقتي استدار متحركا والام الفراق كحمل جبال فوق ظهره قائلا
حاضر ياعمو هسمع كلامك واحترامه اكيد اسبوع ياعمو واحد وبعد كدا هاخدها بيتي بعد إذنك ..تحرك بعض الخطوات إلا أن جواد أوقفه فاستدار إليه ..نهض جواد متجها إليه ثم توقف أمامه
عايزاها تروح لأخوها الكبير وتستأذنه انا بعد كدا ماليش دعوة بمشاكل حد ليها اخ كبير دا اللي ترجعله علشان هو هيكون كبير العيلة من بعدي وحضرة المهندس العظيم عارف حقيقة صحة عمه يعني ممكن الصبح أو في أي وقت يقولك عمك تعيش انت ...اقترب عز منه يحتضنه ومعالم الحزن سيطرت عليه قائلا بنبرة متحشرجة بالبكاء المخټنق
بعد الشړ عليك ياحبيبي يارب أنا وانت لا..ربت على ظهر يمسد عليه بقوة
مفيش حد دايم يابني الدوام لله وحده المهم ياحبيبي متزعلش مني لازم احفظ كرامة بنتي فلازم تتعب ياعز روح لجاسر وقوله عايز ارجع مراتي
اعتدل يزيل دموعه قائلا
لا ياعمو هروح لجاسر علشان يرجع هنا مبقاش ينفع يبعد أكتر من كدا وزي ما حضرتك لسة قايل كبير العيلة ومينفعش كبير العيلة يكون برة العيلة
اومأ له جواد قائلا
تفتكر هتقدر تقنعه ياعز انا مقدرتش ابتسم عز من بين وجعه يهز رأسه بالايجاب
لو انا مقدرتش فيه اللي يقدر ياعمو
ابتسم جواد عندما فهم ما يشير إليه فتحدث والراحة تخترق روحه
عايزكم كدا دايما ياعز اوعى تتخلى عنه أو هو يتخلى عنك تكونوا سواسية وتاخدوا معاكم جواد القوة في الاتحاد ياحبيبي واللي يغلط توقفه بالعقل مش بالبلطجة يابن صهيب وتأكذ ياعز عمر القرارات العصيبة مابترفع بلد لازم تفكر وتوزن الكلام مليون مرة ربنا ميزنا بالعقل ياحبيبي
جلس يرتدي نظارته مرة أخرى يشير بيديه
عطلتني عن شغلي..اقترب منه عز متسائلا
عمو جواد حضرتك مش هتعمل العملية ..رمقه بنظرة اخرصته فأشار محذرا
لو حد عرف ياعز اعرف وقتها مستحيل اسامحك اياك حد يعرف ولا حتى والدتك سمعتني ..خليك راجل مع عمك يابن صهيب متخليش نظرتي فيك تنزل
امال بجسده يستند على المكتب وأردف
بس بيجاد يعرف مااقتنعش بكلام الدكتور وهو اللي عرفني مش الدكتور زي ما حضرتك فاهم
روح دلوقتي ياعز بيجاد مستحيل يتكلم هو راجع بكرة علشان سبوع ابنك وكمان فرح ياسين
جذب عز المقعد وجلس عليه بجواره
عمو جواد مش هتحاول مع بابا تاني يرجع حي الألفي
تنهد جواد پألم وشعر بنخز بصدره ثم رفع نظره إلى عز
سيبه شوية ياعز بلاش تضغط عليه وقت مايحس أنه عايز يرجع هيرجع بكرة هروح اشوفه واتكلم معاه تاني ..تذكر شيئا فأردف متسائلا
هو ريان المنشاوي مازروش ولا إيه
نهض عز من مكانه وأجابه
اه من يومين همشي محتاج حاجة..توقف مستديرا
عرفت ولادك كلهم لازم يكونوا موجودين في اجتماع مجلس الادارة وكويس إن بيجاد راجع متنساش أنه له نسبة برضو
ماشي هكلمهم ياسين هنا هقوله يعرف جاسر واوس عارف طبعا
اومأ برأسه وتحرك قائلا
تصبح على خير
وانت من أهله قالها جواد متنهدا ثم رجع لعمله قام برفع هاتفه
عملت ايه فيه جديد!
لا يافندم من امبارح ومفيش جديد غير إن ابن عمها بيعدي عليها كل فترة والتانية
وجاسر!
لا ياباشا من وقت ماكان هنا امبارح مرجعش ومعملش حاجة..توقف ثم تحدث قائلا
فيه حاجة يافندم حضرة الظابط قالي معرفكش بس من وظيفتي لازم اقولك
استمع إليه بتركيز
حتى استمع لحديثه
حضرة الظابط اټصاب بكتفه هو راح للدكتور وخرج الړصاصة الړصاصة في مكان مش خطېر بس لازم حضرتك تعرف
اومأ جواد متفهما فأكمل الرجل حديثه الذي جعل جواد يهب فزعا من مكانه
إنت بتقول ايه وانت عملت زي ما قالك
صمت الرجل لبرهة واجابه
دي أوامره ياباشا واسف كان لازم انفذها..مسح على وجهه وتحول وجهه للوحة من الڠضب بنفور عروقه وتحول عيناه التي ألهبت بنيران جهنم حاول السيطرة على غضبه فتحدث متسائلا
عملتها كام مرة
مرتين!..متعملهاش تاني سمعتني ..قالها وأغلق الهاتف يلقيه بقوة على المكتب
وتحدث مزمجرا
وبعدين معاك يابن جواد ليه يوم عن يوم عايز تلوث نفسك
هوى على مقعده يضع رأسه بين راحتيه وانفاسه تتسارع داخل صدره
ولجت غزل إليه تطالعه بصمت ثم اقتربت حيث جلوسه
جواد !!..رفع رأسه ينظر إليها ثم أشار إليها
تعالي حبيبتي..تقدمت حتى استندت على المكتب امامه
مش كفاية شغل ياله علشان ننام روبي نامت هي وابنها فقولت نرتاح احنا كمان وتريح نفسك
نهض من مكانه وسحب كفيها
أنا هلكان فعلا ياغزل وعايز انام
الف سلامة على حبيب غزل المهمل في صحته
ابتسم يسحبها متجها لغرفته
بمكان بعيدا خارج مصر
عامل ايه حبيب بابي..وضعت رأسها على كتفه مبتسمة
تعبانة اوي يابيجاد المرة دي صعبة عن حمل سفيان
طبع قبلة على رأسها
معلش حبيبي هانت كلها كام شهر وترتاحي
ابتسمت من بين أوجاعها
كام شهر بتصبرني يعني..استمعت لمربية طفلها
مدام ..سفيان عايز حضرتك..نهض بيجاد بعدما وضع وشاح ثقيلا على كتفها
خليكي مرتاحة هشوفه ورجعلك ..اومأت بابتسامة ضعيفة ثم اتجهت لهاتفها تهاتف والدتها
مامي ..اخباركم ايه
كانت تجلس أمام مرآة الزينة فردت قائلة
إحنا كويسين ياقلبي اخبارك ايه وأخبار حبيب نانا إيه
قصدك اللي جوا ولا اللي برة
ابتسمت غزل ونظراتها من خلال المرآة على جواد الذي يجلس متراجعا على الفراش مغمض العينين فتحدثت
اللي جوا واللي برة ياله متتأخروش علينا وجدو كمان وحشهم اوي ..نهضت غزل من مكانها قائلة
أيوة حبيبتي بابا صاحي دلوقتي..مسدت على رأسه
كلم ياجدو ام سفيان ..ابتسم وهو يحذبها بين ذراعيه مجيبا على ابنته
غنونة بابا..انسابت دموعها تهمس له
بابا وحشتني اوي ياحبيبي..اعتدل متسائلا
غنون بتوجع قلب باباها وبتعيط ولا ايه ..شعرت بوجود بيجاد جنبها فإجابته بعدما أزالت عبراتها
لا ياحبيبي ...وحشتني روبي عاملة ايه وجاسر يابابا لسة مرجعش حي الألفي
كلنا كويسين ياحبيبتي وبعدين ماانت بتكلمي مامي على طول وعارفة الاخبار..ابتسمت تنظر لبيجاد وهتفت
طول عمرك جواد الألفي ياحضرة اللوا
مبروك الحفيد التالت عقبال الرابع والخامس إن شاءالله
أطلق ضحكة خاڤتة ثم انحنى يطبع قبلة على رأس غزل
كفاية عليكوا كدا يابابا علشان تعرفوا تربوه مع اللي جاي قولي للحلوف اللي جانبك اتهدا يالا
قهقه بيجاد يخطف الهاتف من يد غنى
طول عمرك قارش ملحتي ياحمايا معرفش بتغير مني ولا ايه يعني مش كفاية عليك غزالتك عينك من مراتي
ارتفعت ضحكات جواد يغمز لغزل
شوفتي الحلوف بيقول ايه..ثم استأنف حديثه
إنت هترجع بكرة ولا لا ياحيوان
تدفع كام وانا ارجع !!
اممم ..تمتم بها جواد فأردف بنبرة رخيمة لا تقبل الجدال
غنى تكون في مصر بكرة علشان فرح اخوها ومتنساش اختها ولدت واياك اسمع نفسك ..قالها وأغلق
متابعة القراءة