رواية قطة في عرين الاسد (كاملة الى الفصل الأخير)بقلم مني سلامه
المحتويات
اقترب منها فرآى حبات العرق تنبت على جبينها سمعها تهمس بشئ ما .. فاقترب منها قائلا
بتقولى حاجه
فتحت عينيها بصعوبة شديدة بدت وكأنها فى عالم آخر تمتمت بصوت متحشرج
عايزة ماجد
اقترب مراد منها أكثر وأرهف سمعه قائلا
بتقولى ايه
أغمضت عينيها قليلا ثم فتحتهما ببطء ونظرت اليه تتطلع الى وجهه قائله بصوت مبحوح
سألها بإهتمام
ماجد مين
أبعدت وجهها واستسلمت للنوم مرة أخرى .. وضع مراد يده على جبينها ووجهها ليجد حرارتها مرتفعه للغاية .. حاول ايقاظها
مريم .. مريم
التفتت اليه ببطء وبدا وكأنها لا تستطيع فتح عينيها .. نزل مسرعا الى الأسفل ونادى دادة أمينة وأخبرها بأن حرارة مريم مرتفعة توجهت معه الى غرفتها وتحسستها ثم قالت
قال لها مراد بإهتمام وهو يلقى نظرة على مريم
هى طلبت منك دوا
قالت أمينة بأسى
أيوة قالتلى جسمها ۏاجعها وخدت برد فادتلها دوا أنفلونزا .. لو
كانت قالتى حرارتها عاليه كنت ادتلها خافض حرارة كمان
توجه مراد الى هاتفه واتصل بأحد الأرقام .. لم يجب فعاود الاتصال مرات ومرات الى أن أجاب الطرف الأخر
قال مراد بإهتمام
أيوة يا أحمد أنا مراد
قال أحمد بصوت ناعس
أيوة يا مراد خير فى حاجة خالتى والبنات كويسين
أيوة بس مراتى تعبانة شوية
حرارتها مرتفعة جدا ومش عارف أعمل ايه
قال أحمد وقد أفاق
طيب متقلقش أنا هلبس وأجيلك حالا
جلست أمينة بجوار مريم تقوم
بعمل كمادات لها علها تخفض حرارتها .. كانت مريم مازالت فى عالم آخر لا تعى ما يدور حولها .. قالت أمينة
توجهت للأسفل .. كانت مريم تتمتم بكلمات غير مفهومة .. اقترب منها متفحصا اياها .. سمعها تقول
ماجد .. ماجد
ظلت تردد الإسم كل فترة وأخرى .. الى أن حضر أحمد ابن أخت
ناهد .. فإستيقظت ناهد على صوت سيارته .. نظرت ناهد الى مريم بعطف واقتربت منها لتتحسس وجهها وقالت
دى سخنة أوى
شكلها خدت
برد جامد .. عايزكوا تحطوها زى ما هى كده تحت الدش عشان الحرارة تنزل شوية
الدوا ده تاخده هو والحقنة دى وان شاء الله الصبح هتكون أحسن
شكره مراد وتوجه معه الى سيارته مودعا .. ثم اتصل مراد بالصيدلية وطلب منهم احضار الدواء .. عاد الى الغرفة ليجد أمينة و ناهد قد أخذا مريم ووضعاها تحت الدش كما أمرهم الطبيب عادا بها الى الداخل وشرعت ناهد فى تغيير ملابسها فإلتفتت ناهد له قائله
ساعدنى يا مراد
فتنحنح مراد وقال وهو يغادر الغرفة مسرعا
هروح أشوف الدوا
بعد نصف ساعة تسلم مراد الدواء وصعد به الى غرفته ليجد ناهد جالسه بجوار مريم النائمة فى فراشه وتحتسى شيئا ساخنا .. أخرج الدواء وقرأ الروشته ثم الټفت الى أمه وأعطاها التعليمات .. قالت مريم وهى تشعر بالحرج لوجودها فى فراش مراد
أنا أسفه يا طنط تعبتك معايا
ابتست لها ناهد قائله
لأ أبدا يا حبيبتى لا تعب ولا حاجه بس قلقتينا عليكي أوى ليه مقولتيش انك تعبانه
تمتمت مريم بصوت خاڤت
أنا قولت شوية برد وخلاص
أعطتها ناهد الدواء .. ثم نهضت قائله
الحمد لله شكل الحقنة ريحتك كتير .. نامى واتدفى وان شاء الله تكونى بكرة أحسن .. لو احتجتى حاجه خلى مراد يناديلى
قالت مريم بتأثر
شكرا يا طنط
خرجت ناهد من الغرفة وتابعتها مريم بنظرها الى أن أغلقت الباب خلفها فأسرعت
مريم بإزاحة الغطاء ونهضت من الفراش تحت أنظار مراد التى تراقبها وأخذت أحد الأغطية ووسادة فقال لها مراد
مفيش مشكلة خليكي نايمة هنا النهاردة
لم ترد مريم ولم تلتفت اليه وتوجهت الى الأريكة ونامت عليها ودثرت نفسها وأشاحت بوجهها عنه .. جلس مراد على فراشه يتطلع اليها بين الحين والآخر .. الى أن شعر بأنها استسلمت للنوم .. فتمدد على فراشه وظل يفكر فى صاحب الإسم الذى كانت تتفوه به أثناء مرضها الى أن شعر بالإرهاق فألقى نظرة عليها قبل أن يستسلم للنوم هو الآخر .
استيقظ مراد من نومه فجرا كعادته أطفأ المنبه وما كادت قدماه تطأن الأرض حتى وقع نظره على مريم الساجدة فى أحد أركان الغرفة .. ظل ينظر اليها للحظات ثم توجه الى الحمام توضأ وخرج ليجدها وقد أنهت صلاتها وتوجهت الى الأريكة لتعاود النوم .. ألقى عليها نظرة قبل أن يخرج .. صلى فى أحد المساجد القريبه وعاد ليجدها تغط فى النوم .. جلس على فراشه وظل يتأملها بإستغراب .. شعر بأن هذه الفتاة كاللغز الذى يكبر كل يوم شيئا فشيئا .. نفض تلك الأفكار من رأسه واستسلم للنوم .
فى الصباح استيقظ مراد على صوت الباب وهو يغلق .. نهض وهو يلقى نظرة على الأريكة الفارغة .. نزلت مريم لتجد ناهد و سارة جالستان معا أمام التلفاز .. قامت سارة وتوجهت نحوها قائله بلهفة
مريم عاملة
قالت ناهد بإهتمام
قمتى ليه يا حبيبتى خليكى مرتاحه النهاردة
ابتسمت مريم وقد سعدت لهذا الإهتمام منهما
الحمد لله أنا كويسة جدا
ثم التفتت الى ناهد وقالت بتأثر
متشكره جدا يا طنط على تعبك معايا امبارح
أشارت لها ناهد لتجلس بجوارها .. ربتت على ظهرها قائله
انتى دلوقتى عندى زى نرمين و سارة بالظبط
فمتقوليش كده تانى
قالت سارة وهى تنصرف
هقول لدادة تحضرلك الفطار
التقت ب مراد الذى كان متوجها اليهم فقالت له مبتسمه
صباح الخير يا أبيه كويس انك صحيت عشان مريم متفطرش لوحدها
قال مراد
صباح النور يا سارة .. هى فين
أشارت سارة الى غرفة المعيشة وقالت
مع ماما بتتفرج على التى فى
دخل مراد الغرفة قائلا
صباح الخير
ابتسمت له ناهد قائله
صباح النور يا مراد
ألقى مراد نظرة على مريم التى بدت أفضل حالا قبل أن يجلس على أحد المقاعد .. لم تلتفت اليه مريم وظلت تتظاهر بمتابعتها للتلفاز .. قالت ناهد فجأة وهى تضحك
ايه ده مراد ملبسك الدبلة فى اليمين
اضطربت مريم وهى تنظر الى دبلتها .. تطلع مراد الى يدها فى صمت .. قامت ناهد بنزع الدبلة من يدها اليمنى ووضعتها فى اليسرى قائله بمرح
أيوة كدة بدل
ما الناس تضحك علينا
شعرت مريم بالتوتر وهى ترمق دبلتها التى أصبحت فى يدها اليسرى .. دقائق وحضرت سارة لتخبرهما بأن فطورهما معدا .. قالت مريم وهى تشعر بالضيق
أنا شبعانه على فكرة .. شوية ولو جعت هاكل
قالت ناهد بإصرار
لا يا حبيبتى انتى تعبانه وبتاخدى دوا تعالى على نفسك معلش .. وبعدين مراد هيفطر معاكى عشان يفتح نفسك للأكل
سخرت مريم فى نفسها .. واضطرت مرغمة للتوجه خلفه الى غرفة الطعام .. ران عليهما الصمت .. الى أن قطعه مراد فجأة
انتى مش المفروض كنتى متجوزة
صمتت مريم قليلا ثم قالت دون أن تنظر اليه
كان مكتوب كتابى
طال صمته وبدا عليه التفكير .. ثم قال فجأة
مين ماجد
خفق قلب مريم بشدة وهى تنظر اليه بدهشة .. فنظر اليها قائلا ببرود
كنتى امبارح عماله تقولى اسمه طول الليل
توترت مريم وعادت الى اكمال طعامها دون ان تجيب .. فأعاد سؤاله بتهكم
مين ماجد .. ويا ترى ده قبل جمال ولا بعده .. مظنش انه بعده ملحقتيش يا دوبك عرفتى جمال من هنا واتدبستى فيا من هنا
نظرت اليه مريم وقالت بتحدى
وهتفرق معاك ايه عرفته قبل جمال ولا بعد جمال .. ولا حتى عرفته وأنا عارفه جمال .. ما هو اللى معندهاش أخلاق لدرجة انها تسمح
لنفسها انها تعمل علاقة مع راجل غريب مش هيفرق معاها لو عملت علاقة مع راجلين فى نفس الوقت
ثم نهضت بعصبية وفتحت باب الشرفة ووقفت فيها .. كانت تغلى من الڠضب .. ظل جالسا فى مكانه للحظات ثم توجه الى الخارج .. نظرت اليه مريم و هو يفتح باب سيارته ويهم بالركوب .. حانت منه التفاته فتلاقت نظراتهما للحظات قبل أن تتوجه مريم الى الداخل .
وحشتيني ونفسى أشوفك
تسللت تلك العبارة عبر الهاتف الى أذن نرمين فردت بضيق
أنا مش فاهمة انت عايز ايه بالظبط
قال حامد بهيام
نفسي أشوفك تانى يا نرمين بجد وحشتيني
قالت نرمين پحده
انت مش شايف ان الحكاية سخفت أوى .. قولتلى عايز أقابلك مرة عشان محرجش نفسي مع أخوكى .. وقابلتك رغم ان دى أول مرة أعمل حاجه زى كده وبجد انت مش متصور أنا حسه بايه دلوقتى .. حسه انى مضايقة أوى من نفسي
قال حامد ببرود
انت معملتيش حاجه غلط احنا أعدنا فى مكان عام حتى مطولناش
قالت نرمين بضيق
بس أنا مش كده .. أنا مش بقابل حد ومش يتكلم مع حد .. ولو مراد عرف انت مش متصور ممكن يعمل فيا ايه .. انت متعرفش مراد
قال حامد بسخرية
لا عارفه كويس .. عقليه متخلفة
قالت نرمين پغضب
لو سمحت مسمحلكش تقول على أخويا كده .. مراد مش متخلف مراد راجل وبيخاف علينا
قال حامد بسرعة
حبيبتى أنا مش قصدى أنا بس من ضيقي قولت كده
قالت نرمين بحزم
بص يا حامد .. أنا مش هقدر أتكلم معاك فى التليفون تانى .. لو انت فعلا زى ما بتقول عايز تتقدملى خلاص عندك أخويا اتكلم معاه
قال حامد
طيب عايز أطلب منك طلب واحد بس
ايه هو
انتى عندك ايميل
قالت وهى تشعر بريبه
أيوة
قال حامد
طيب تعالى نتكلم على الميل وافتحى الكام
قالت نرمين بعصبية
لأ مش هفتح الكام ومش هكلمك على الميل
قال حامد بإصرار
عشان خاطرى مرة واحدة بس
قالت نرمين فى حنق
قولت لأ .. ومعلش لو سمحت مضطرة أقفل
أنهى حامد المكالمة و قد اغتاظ مما فعلت فتمتم لنفسه
مش حامد اللى يتقاله لأ
جلس طارق واجما فى مكتبه .. يشعر بالحزن والأسى
.. يحاول أن يبحث عن مخرج ل مريم من تلك الورطة .. امتدت يده الى هاتفه واتصل ب مى .. اضطربت مى عندما رأت رقمه وخرجت من غرفتها وتوجهت الى أمها فى المطبخ وقالت
ماما أستاذ طارق بيتصل
التفتت الها أمها وقالت
طيب ردى عليه
وقبل أن تتحدث
متابعة القراءة