رواية قطة في عرين الاسد (كاملة الى الفصل الأخير)بقلم مني سلامه

موقع أيام نيوز


أأجل الكلام .. بس احنا فعلا مستعجلين جدا .. فياريت أول ما نرجع القاهرة تبتدى فيها
نظرت اليه مريم قائله بجديه 
مفيش مشكلة .. عرفنى ايه اللى محتاجه بالظبط وأنا أبتدى في الشغل أول ما ارجع
قال لها 
تمام .. طيب تحبي أتكلم مع مديرك .. ولا الاتفاق بيكون معاكى انتى
قالت مريم بإستغراب 
مديري .. ليه 

قال مراد 
عشان تكاليف الحملة
قالت مريم بجدية 
لا طبعا مش هاخد فلوس على شغلى
نظر اليها مراد قائلا 
ازاى يعني مش هتاخدى فلوس على شغلك
قالت مريم 
انا أعدة فى بيتك وانت متكفل بمصاريف أكلى وشربي واقامتى .. ازاى عايزنى آخد منك فلوس تمن شغلى فى حملتك
قال مراد بحزم 
دى حاجة ودى حاجة .. متدخليش الأمور فى بعض .. أنتى ملزمة منى طالما انتى على ذمتى .. أى ان كان سبب جوازنا .. انتى مراتى وكل حاجة تخصك ملزمة منى أنا
شعرت مريم بشعور غريب يغمرها وهى تستمع الى كلماته .. تجاهلت شعورها تماما وقالت بهدوء 
برده مش هينفع آخد فلوس على شغلى
قال مراد 
تمام يبأه هتكلم مع مديرك وهو اللى هيوصلك فلوسك عن طريق البنك زى ما اتفق معاكى
قالت مريم وهى تتطلع اليه 
انت ليه عنيد كده
نظر فى عينيها بثبات قائلا 
انتى اللى عنيده
ظلا ينظرات الى بعضهما للحظات .. بدا وكأن كل منهما يحاول أن يسبر أغوار الآخر .. ويغوص فى أعماقه ليستكشفه .. أشاحت مريم بوجهها فجأة وقالت 
هشوف البنات صحيوا ولا لسه
نزل الجميع لتناول الفطار .. بدأووا فى التنزهة بالقرية وعلى شاطئ البحر استنشقت مريم النسمات المنعشة التى تهب من البحر فى اتجاهها فى سعادة .. كانت القرية شبه خاليه فى هذا التوقيت من العام .. فشعرت مريم بالراحة أكثر وهى تقف أمام البحر والسماء وكأنه لا
يوجد شئ فى الدنيا سواهما .. شعرت بالسکينة تغمرها .. خلعت حذائها لټضرب مياة البحر أقدامها برقه .. ابتسمت وهى تستمتع بمداعبة الماء بقدميها .. كانت سارة و نرمين تسيران معا على الشاطئ .. وناهد جالسه بجوار مراد .. التفتت لتتطلع اليه لتجد أنظاره معلقة ب مريم .. شعرت بالأسى وهى تنظر اليه فى صمت .. ثم قالت له بحنان 
أنا حبتها أوى يا مراد
الټفت مراد اليها پحده وقال بإستغراب 
تقصدى مين 
قالت أمه 
مريم
نظر مراد الى البحر صامتا .. فأكملت أمه 
البنت كويسة فعلا .. ليه متحاولش انك ....
قاطعها مراد وعلامات الضيق على وجهه 
ماما لو سمحتى .. ياريت متفتحيش الموضوع ده تانى
قالت ناهد بشئ من العناد 
مراد بالله عليك انت مش حاسس بحاجه نحيتها .. أنا أمك وأكتر واحدة فى الدنيا دى تحس بيك .. أنا عارفه ان مشاعرك بدأت تتحرك نحية مريم
الټفت اليها مراد وقال پعنف 
لا طبعا مين اللى قالك كده
قالت ناهد بعناد 
مش محتاجه حد يقولى أنا ليا عنين بتشوف
نظر اليها مراد قائلا پحده 
لا مش حاسس بحاجه نحيتها ..
ولا هحس فى يوم من الأيام .. ريحي نفسك بأه يا ماما
نهض من مكانه فى عصبية وأخذ يسير على غير هدى
قال المأمور للظابط الجالس أمامه 
جضية غريبة .. آنى مخبرش كيف اللى طخ جمال جدر ياخد طبنجة عبد الرحمن اللى بيأكد انها كانت فى بيته وان محدش غريب دخل البيت
قال الظابط بثقه 
آنى بعرف الحاج عبد الرحمن امنييح مستحيل يعمل اكده يا فندم .. وبعدين ايه مصلحته فى طخ جمال يوم كتب كتابه على حفيدته .. آنى متأكد ان اللى عيمل اكده عايز ينتجم من جمال ومش رايد الجوازه دى تتم
قال المأمور 
تفتكر المعلومات اللى جتلنا عن علاقة جمال ب صباح بنت الحاج عبد الرحمن صوح
قال الظابط 
لازمن ناخد اذن من النيابة وناخد بصماتها .. مش بعيد تكون هى اللى طخته عشان تنتجم منيه .. ده لو المعلومات اللى وصلتنا فعلا صوح وفي حاجه بيناتهم
قال المأمور وهو يرفع سماعة الهاتف 
النهاردة اذن النيابة هيكون عنديك .. الجضية دى لازمن تنتهى فى أجرب وجت جبل ما العيلتين يجعوا فى بعض
جلست مريم على احدى الصخور أمام البحر تتطلع اليه بإستمتاع حينما اقتربت منها سارة قائله 
أعد معاكى ولا هتضايقي
التفتت اليها مريم قائله بسرعة 
لا طبعا يا حبيتبى اعدى
جلست سارة بجوارها وهى تتطلع الى البحر هى الأخرى .. ظلت الفتاتان فى حالة شرود .. قالت مريم 
المكان هنا حلو أوى
ابتسمت سارة قائله 
فعلا ياخد العقل
قالت مريم وهى تتطلع الى البحر فى هيام 
عارفه نفسي فى ايه
ايه 
نفسي أخد مركب وأمشى بيها فى البحر ومرجعش للشط أبدا
ابتسمت سارة ووكزتها فى كتفها قائله بخبث 
و مراد معاكى طبعا
أخرجتها كلمات سارة من حالة الإستمتاع التى كانت تشعر بها .. نظرت مرة أخرى الى البحر صامته واجمة .. قالت سارة وهى تتطلع الى البحر بدورها 
أنا كمان نفسي آخد مركب وأمشى بيها فى البحر ومرجعتش للشط أبدا
قالت مريم بخبث 
لوحدك 
ابتسمت سارة بحزن .. تأملتها مريم قائله 
شكلك كدة بيقول مش لوحدك
قالت سارة بوجوم 
لا لوحدى .. هيكون مع مين يعني
استمرت
مريم فى النظر اليها وقالت 
طيب عيني فى عينك كده
قالت سارة 
سيبك .. كبرى
ثم تركتها وأخذت تتمشى على الشط
اقتربت نرمين من مراد الجالس على أحد الكراسي أمام البحر .. رفع مراد رأسه لينظر اليها ثم يعود ليتطلع الى البحر مرة أخرى .. جلست نرمين على المقعد المجاور له .. بدا عليها التوتر .. ثم حسمت أمرها قائله دون أن تنظر اليه 
عارفة انى غلطت .. غلطت أوى .. أنا آسفه أوى يا أبيه
ظل يتطلع الى البحر .. فأجهشت فى البكاء وهى تقول 
أنا عارفه انى صغرت فى نظرك أوى .. بس والله العظيم أنا محترمة .. أنا مش عارفه ازاى عملت كدة
تطلع اليها مراد لفترة ثم قال 
كنتى بتحبيه ولا كان تسليه ولا كان ايه بالظبط 
شعرت بالخجل .. فقالت بصوت خاڤت 
أنا كنت حسه انه انسان كويس وكان الموضوع بالنسبة لى جد يعني مش تسليه .. بس بعد كدة فكرت بعقلى وقولت لو كان كويس كان جه كلمك على طول ومكنش عمل حاجه من وراك .. عشان كدة قولتله مش هرد عليك تانى ومتتصلش بيا تانى وعندك أخويا كلمه .. ساعتها
هددنى بالصور
ثم نظرت اليه وهى تبكى قائله 
والله قابلته مرة واحدة بس واعدت معاه عشر دقايق .. أنا مش بقول ان ده صح .. بس بقولك
عشان تعرف ان ده بس اللى أنا عملته ومعملتش أكتر من كده .. حتى طلب يتكلم معايا على النت وأفتحله الكام وأنا رفضت
قام مراد وجذبها من يدها أوقفها أمامه وهى تنظر الى الأرض باكية وقال 
مش عايزك تخبي عنى أى حاجة تانى يا نرمين .. أنا أخوكى الكبير وأنا أكتر واحد فى الدنيا دى بيحبك وبيخاف عليكي
قالت نرمين 
عارفه يا أبيه .. أنا أسفه أوى .. عشان خاطرى سامحنى
.. فأجهشت مرة أخرى فى البكاء وتعالت شهقاتها .. مسح على رأسها قائلا 
خلاص يا نرمين أنا هنسى الحكاية دى كأنها محصلتش .. بس توعديني انك متخبيش عنى حاجه تانى ولو أى حد كلمك تعرفيني
رفعت نرمين رأسها قائله بحماس 
أوعدك يا أبيه .. أوعدك
ابتسم لها قائله 
طيب يلا امسحى دموعك دى وناديلهم خلينا نروح نتغدى ونشوف مكان تانى نتفسح
فيه مش هنفضل
مقضينها اعاد على البحر
ابتسمت نرمين ومشت فى اتجاه أمها وأختها و مريم .
كانت سهى جالسه بين ذراعي سامر على ظهر اللانش .. كانت شاردة واجمة نظرت الى هاتفه الذى يمسكه بيده ويتصفح النت من خلاله فقالت بتبرم 
انت على طول كده نت مبتفصلش
قال سامر 
شيفانى بشيت يعني
قالت سهى 
مش وقت جيم .. دى كلها ساعة وماشية
قال لها 
متخليكي بايته معايا النهاردة
قالت سهى بضيق 
مش هينفع المرة اللى فاتت نفدت منهم بصعوبة .. ده غير الكلام اللى بابا
سمعهولى
قال سامر وهى يمط شفتيه 
برحتك
رفعت سهى رأسها وقالت بضيق 
سامر هى الظروف اللى عندكوا فى البيت هتطول يعني
أغلق سامر هاتفه وصاح غاضبا 
انتى يا بنتى غاوية عكننه .. مزاج عندك أول ما تشوفينى مبسوط تروحى فاتحه أم الموضوع ده
قالت سهى بحنق 
سامر انت ليه مش حاسس بيا ومش مقدر مشاعرى
قام سامر من مكانه ونظر اليها قائلا پحده 
بصى يا بنت الناس .. لو جبتى تانى سيرة الجواز أنا من سكة وانتى من سكة أنا مش ناقص خنقة
دخل الكبينه وتركها والدموع فى عينيها وفى داخلها ندم كبير .. لن تتمكن من تجاهله أبدا.
انتهت مريم من فرش أسنانها وخرجت لتجد مراد نائما على فراشه ملتفا بلحافه وينظر الى سقف الغرفة .. توجهت الى فراشها وأخذت أحد الكتب وأضاءت المصباح بجوارها وشرعت فى القراءة .. شعرت بنظراته مصوبة تجاهها فالتفتت تنظر اليه قائله 
لو النور مضايقك أطفيه
هز رأسه نفيا فعادت الى كتابها .. سألها قائلا 
أجاثا كريستى برده 
ابتسمت قائله 
لأ
اتكأ على مرفقه ومد يده الأخرى اليها .. نظرت الي يده الممدوده ثم أغلقت الكتاب ومدت يدها به اليه .. تفحص الغلاف و المقدمة ثم قال 
استمتع بحياتك !
قالت مريم 
بحبه أوى ما بملش من قرائته أبدا
قال مراد وهى يفر صفحات الكتاب 
قرأت كتير لدكتور محمد العريفي بس الكتاب ده مقرأتوش
قالت بحماس 
لو قراته مرة هتدمنه الكتاب فعلا روعة
نظر اليها قائلا 
خلصيه وهاتيهولى أقراه
قالت له 
مفيش مشكله اقراه .. انا اصلا قراته كتير قبل كده .. وبعدين معايا كتب تانية ممكن اقراها
نظر اليها مراد متفحصا 
شكلك بتحبي تقرى كتير
قالت مبتسمة وهى تنظر أمامها 
بابا الله يرحمه كان بيحب يقرأ كتير .. وعودنى على كده
ابتسم مراد قائلا 
أنا كمان خدت العادة دى من والدى الله يرحمه
حملت مريم أحد الكتب بجوارها وشرعت فى قرائته .. الى أن غلبها النعاس فوضعته على الكمودينو وأغلقت المصباح وأولت مراد ظهرها ونامت .. ظل مراد ساهرا يستمتع بقراءه الكتاب الذى شعر بأنه يستحق القراءة بالفعل .. أثناء قراءته عندما أوشك على تقليب احدى الصفحات وجد ورقة تسقط من الكتاب .. أمسك الورقة ونظر الى مريم النائمة .. ثم نظر الى الورقة المطوية فى تردد .. لكن فضوله غلبه ..
ترك الكتاب من يده وفتح الورقة ليجد فيها 
حبيبتى مريم .. بل مهجتى مريم .. بل نور عيني ونبض قلبي .. انت قمر فى سماى .. ونورا فى دنياى .. وبحر شوق فى عيناى .. ورحيق حبك هو مرساى .. أحبك يا من
 

تم نسخ الرابط