رواية قطة في عرين الاسد (كاملة الى الفصل الأخير)بقلم مني سلامه

موقع أيام نيوز


قائله 
دلوجيت يا ولدى أجدر أحكيلك كل شئ انت ومرتك
نظر مراد الى مريم ثم الى زهرة ثم قال 
أنا عارف يا ماما .. مريم قالتلى انك كنتى متجوزه باباها
قالت زهرة 
لا يا ولدى مش جصدى اكده .. آنى جصدى السبب اللى خلى بوك وأهلك يجولولك انى مت وان خوك ماټ
أرهفت مريم أذنيها تستمع الى كلام زهرة بإهتمام .. وكذلك فعل مراد الذى أولاها كل انتباهه .. تحدثت زهرة بضعف وقالت 

زمان جوى .. وجت ما كنت بنت صغيره .. شفنى خيري الله يرحمه وكان رايد يتجوزنى
قال مراد مستفها 
خيري .. اللى هو بابا الله يرحمه مش كده 
صمتت زهرة
قليلا ثم نظرت الى مريم قائله 
لا .. خيري السمري
نظرت اليها مريم بدهشة .. وعقد مراد ما بين حاجبيه وحثها قائلا 
وبعدين يا ماما .. ايه
اللى حصل 
أكملت زهرة بضعف 
وبعدين رفضوا أهلى الجوازه .. لانى من عيلة الهواري .. و خيري من عيلة السمري والعيلتين دول كان بيناتهم عداوة كبيرة جوى .. وتار من زمان جوى جوى .. ومكانوش بيطيجوا بعض .. الكل رفض جوازى من خيري وآنى كنت بنت صغيره مكنش ليا رأى .. بعدها اتجدملى خيري الهواري أبوك يا ولدى كان يجربلنا .. وافجوا أهلى عليه .. لانه من نفس عيلتنا .. واتجوزته
ثم أمسكت بيد مراد وقالت بتأثر 
قسما بالله يا ولدى كنت مخلصة لأبوك طول فترة جوازنا
ثم قالت بأسى 
بس الله يرحم حماتى ويسامحها .. بعد ما خلفتك انت و ماجد تعبت ودخلت المستشفى والدكاتره جالوا انى لازم أعمل عمليه واشيل الرحم .. جدر ومكتوب يا ولدى
نظر اليها مراد بتأثر فأكملت 
حماتى معجبهاش اللى حوصل .. مع انه مرض مش بيدي ولا بيد حدا .. ده بيد اللى خلجنى وخلجك .. كانت بتحاول تخرب عليا بكل شكل .. وكانت بتترجى
أبوك يتجوز عليا .. بس أبوك مرضيش يتجوز ولا رضى يسيبنى .. لحد ما اتفجت مع حريم فى البلد انهم يجولوا انهم شافونى مع خيري السمري
التفتت الى مريم تقول 
أبوكى يا بنتى
اتسعت عينا مريم من الدهشة .. وألجمت الصدمة لسان مراد فنظرت زهرة الى مراد قائله بأعين دامعه 
ظلمونى جوى وكل واحد
منهم نهش فيا زى الكلاب السعرانه .. من غير أى دليل .. مجرد اشاعة وانتشرت وملت البلد
قالت زهرة بأعين دامعة وبلهجة حازمة 
نسوا كلام ربنا نسوا انه جال يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين و كمان جال إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عڈاب أليم في الدنيا والآخرة .. ونسوا كلام حبيبك النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا
تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله .. اللناس اللى بنتجل الاشاعات بدون أى دليل متعرفش ان بكلمة واحدة ممكن حياة انسان تتدمر
وذنبه يبجى فى رجبتها طول العمر
صمتت قليلا وقد بدا الألم فى عينيها يشى بمدى الأڈى الذى تعرضت له .. قرب مراد كفه ووضعه فوق كفها .. اكملت قائله 
بعدها أبوك طلجنى يا مراد .. جالى آنى مش مصدج عليكي اكده بس مجدرش أعيش معاكى وسط الخلج وهما بينهشوا فى عرضك
ثم قالت بأسى 
وحرمنى منكوا انتوا التنين انت وأخوك يا مراد
أجهشت زهرة فى البكاء .. دمعت عينا مريم وهى تنظر اليها وتشعر بمدى الظلم والقهر الذى تعرضت له .. لانها ذاقت من نفس الكأس يوم اتهمها الناس بأنها على علاقة ب جمال .. فكانت مريم أكثر من تشعر بها فى تلك اللحظة .. هدأت زهرة قليلا فقال مراد بحنان 
كفاية يا ماما .. انتى تعبتى ارتاحى شوية .. مش مهم كلام دلوقتى
قالت زهرة بتصميم 
لا مهم لازمن أجول كل اللى كنت كتماه فى جلبى طول السنين اللى فاتت يمكن أرتاح
أكملت قائله 
حاولت كتير أخدكوا أو حتى أشوفكوا انت وخوك .. بس حماتى كان جلبها جاسى جوى .. وكانت رافضه انى أشوف ضفر عيل منكوا .. وأبوك مكنش فى يده حاجه .. مكنش بيكسر كلمة لأمه الله يسامحها .. كانت ست جويه جادره
ثم أكملت 
فى الفترة دى حصلت چريمة جتل فى عيلة المنفلوطى والعيلة دى كانت بتعادى العيلتين الهواري و السمري وكان فى بينهم مشاكل وبين الاتنين خيري من العيلتين .. ولما اتجتل ابن حسن المنفلوطى .. جالوا ان اللى جتله اسمه خيري لانه كتب اكده بدمه على الجدار .. وأقسم حسن المنفلوطى انه يجتل الاتنين خيري .. فالعيلتين اتحدوا مع بعض وهربوهم على مصر وجبل ما أبوك يهرب يا ولدى .. روحت حداهم فى بيت العيلة .. كان بدى أشوفك انت وأخوك .. لجيت ماجد بيلعب جدام البوابه .. محستش بنفسي الا وآنى بخطفه .. وبهرب بيه ..
ثم نظرت اليه وقالت بأعين دامعه 
كان بدى أخدك انت كمان .. بس خفت أستنى أكتر من كده حدا يشوفنى .. ومحستش بنفسي أنى بعمل ايه .. خدت ماجد وطلعت أجرى بيه
تعالت شهقاتها وهى تجول 
انا اتظلمت أوى أوى أوى وملقتش حل أدامى غير كده كان لازم أعمل كده .. سامحنى يا ولدى انتى سيبتك .. سامحنى
اقترب منها مراد معانقا ايها قائلا 
مسامحك يا أمى .. مسامحك .. انتى مغلطتيش .. انتى اتظلمتى أوى .. ربنا ينتقم من كل اللى ظلمك
قالت زهرة بسرعة 
آنى مسمحاهم يا ولدى .. مسمحاهم ربنا يغفر لكل اللى ماتوا
ثم أخذت نفسا عميقا وأكملت قائله 
بعد اكده عرفت بموضوع چريمة الجتل وعرفت انهم أكيد هيدوروا على ولاد خيري ويجتلوهم .. فإضطريت أهرب آنى كمان على مصر .. مكنتش أعرف حدا فيها واصل .. وسبحان الله يشاء ربك انى أهرب فى نفس اليوم اللى هرب فيه خيري السمري و خيري الهواري واټصدمت لما لجيتهم راكبين نفس الجتر .. وجلبى ۏجع فى رجلى .. وفضلت جاعده بعيد عنهم عشان
ميشوفونيش .. بس عيني كانت على خيري السمري هو الوحيد اللى بعرفه واللى ممكن يساعدنى لانى معرفش حدا فى مصر .. بعد ما نزلنا من الجتر التنين اتفرجوا وكل واحد راح فى طريج .. مشيت ورا خيري السمري لحد ما الټفت فجأة وشافنى .. جربت منه وبكيت بين يده وجولت له يساعدنى .. يساعدنى انى الاجى شغل وسكن عشان أعيش أنا وابنى .. بس ربك كان كريم جوى .. وجالى انه هيتجوزنى على سنة الله ورسوله .. ومحدش عرف بجوازنا الا أربعه .. أبوى الله يرحمه وهو اللى جه حدانا فى مصر وجوزنى له .. و عبد الرحمن و مرته .. وبهيرة عمتك يا ولدى
قال مراد بدهشة 
عمتو 
قالت زهرة 
ايوة يا ولدى .. اتصلت بيها وجولتلها انى اتجوزت على سنة الله ورسوله ولما ابنى مراد يكبر جوليله أمك ما غلطتش واصل ومعملتش أى حاجه يخجل منها
ثم غشت العبرات عينيها وهى تقول بصوت باكى 
لكنها جالتلى ان أبوك جالك انى مت آنى وأخوك .. ساعتها حسيت انى مت فعلا يا ولدى
ربت مراد على كتفها وقالت وهى تبكى 
طول السنين اللى فاتت كان نفسى أشوفك مرة واحدة بس .. كان نفسي أجولك أنى عايشه ومظلومة يا ولدى
.. ظلمونى وحرمونى منك ڠصب عنى يا مراد
تنهد مراد پألم .. وتساقطت العبرات من عيني مريم .. بدا على زهرة الإرهاق والتعب فقال لها مراد بقلق 
ماما انتى كويسه 
أومأت برأسها فقال 
طيب نامى واتراحى كفاية كلام كده .. نكمل كلامنا الصبح
غادر الاثنان الغرفة بعدما طلب من الممرضة الحضور وملازمة فراش أمه .. دخلت مريم الى الغرفة وجلست على الفراش واجمة .. دخل مراد وأغلق الباب ومسح وجهه بكفيه ثم نظر اليها قائلا 
انتى أول مرة تعرفى الكلام ده 
أومأت برأسها ايجابا وقالت 
أيوة .. كل اللى كنت عارفاه ان بابا كان متجوز ماما زهرة بعد ما جوزها طلقها
.. وانها جالها مرض وشالت الرحم ومعدتش بتخلف .. وبابا اتجوز ماما وخلفنى أنا واختى
ثم أكملت وهى شارده بحزن 
ماما مكنتش بتحب ماما زهرة ومكنش فى اى علاقة بينهم وبابا كان معيش كل واحد فيهم فى شقة بعيده عن التانية .. ومبتدتش أشوف ماجد و اعرفه غير بعد ما أهلى ماتوا فى الحاډثة .. وبعدها كتبنا كتابنا وكانت ظروفنا صعبة واضطريت أنزل أشتغل عشان مصاريف علاج ماما زهرة كانت كبيرة علينا لانها تعبت أوى بعد ۏفاة بابا وأصلا كان عندها ضغط عالى واعدت فترة كبيرة فى المستشفى وده اللى عطل جوازنا .. لحد ما عرفنا بمرض ماجد بس للأسف معرفناش الا فى مرحلة متأخره جدا ..
قالت پألم 
كان بيبقى تعبان ويخبى عليا لحد ما وقع فى الشغل .. وعرفنا ساعتها ان المړض اتمكن منه تماما .. وماما زهرة تعبت أوى ومعدتش بتتحرك ولا بتتكلم واضطرينا نوديها الدار عشان ياخدوا بالهم منها لانى كنت بضطر انزل اشتغل .. لحد ما ماجد ماټ الله يرحمه
ساد الصمت طويلا بينهما .. دخل مراد يغسل رأسه بالماء البارد .. ثم يجففه ويخرج من الغرفة دون القاء كلمة .. توجه الى مكتبه .. وظل غارقا فى شروده وهو يفكر فى كل ما قيل .
الفصل السادس والعشرون.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
أرادت من مراد أن يفعل مع مريم .. مثلما فعل أبوها مع أمه .. أحكم وضع الغطاء عليها وتوجه الى الأريكة .. شعر پألم فى ساقه .. فخلع الساق الصناعية وتركها فى مكانها تسد فراغ
قدمه تحت الغطاء .. وغط فى سبات عميق .
استيقظت مريم لتجد مراد نائما على الأريكة .. اذن فقد عاد من الأسفل دون أن تشعر به .. نهضت لكى تتوجه الى الحمام .. وفجأة .. وضعت يديها على فمها تكتم شهقتها ودهشتها وفزعها .. رأت مريم الساق الصناعيه واقعه على الأرض بجوار الأريكة .. أخذ قلبها يخفق بقوة وهى لاتزال تضع كفيها على فمها بقوة .. .. نظرت الى مراد لتجده نائما .. اقتربت من الأريكة ببطء وهى تنظر لتلك الساق الموجودة على الأرض .. اقتربت أكثر لترى فى ضوء القمر المتسلل للغرفة الفراغ أسفل ساقه اليمني من فوق الغطاء .. أجهشت فى البكاء وكادت أن تعلو صوت
 

تم نسخ الرابط