رواية " مزرعة الدموع" (كاملة حتى الفصل الأخير)للكاتبة منى سلامة

موقع أيام نيوز


حق .. وانك فعلا حسه بحاجه نحيته والا مكنش كلامى زعلك كده .. ربنا يعلم انى ماقولتش الكلام ده الا عشان مش عيزاكى تتجرحى .. أو يتلعب بيكى .. خاصة وانى واخده بالى ان عمر مهتم بيكي .. وواخده بالى من نظراته نحيتك .. أنا مكنش فى خوف عليا .. لانه مكنش حاسس بيا أصلا .. لكنى لما حسيت انه بيحاول يقربلك .. خفت عليكي .. قولت لازم أنبهك ..

قامت وحملت حقيبتها قائله 
أنا مضطرة أمشى دلوقتى عشان اتأخرت .. أشوفك بكرة ان شاء الله
قالت ذلك وغادرت .. وظلت ياسمين مكانها شاردة واجمه.
التف الجميع حول طاولة العشاء فى بيت المزرعة .. ساد الصمت طويلا .. ظلت كريمة ترمق ابنها الجالس أمامها بنظراتها بين الحين والآخر .. قطعت أمه هذا الصمت قائله 
نسيت أسألك ايه الحړق اللى فى ايدك ده يا عمر
ألقى عمر نظرة على الحړق فى يده وتحسسه قائلا 
عقاپ
قالت بدهشة 
عقاپ
قال بمراره وقد شرد قليل 
أيوة عقاپ .. عقاپ من ربنا
قاطعت مدام ثريا حديثهم قائله
ايناس جايه بكرة 
التفتت كريمة اليها قائله بإبتسامه 
كويس 
قالت مدام ثريا بلهجة قوية 
كانت جايه أصلا عشان تتعرف على عروسة عمر .. بس بما ان الموضوع اتقفل .. هتيجي تعد يومين ونرجع سوا
ترك عمر الملعقة من يده پحده ونظر الى عمته قائلا 
أنا ما قولتش ان الموضوع اتقفل
توتر الجو .. قالت مدام ثريا پحده 
يعني ايه 
نظر اليها عمر بحزم قائلا 
يعني أنا هتجوز ياسمين .. الموضوع متقفلش
ثم نظر الى والدته نظره ذات معنى قائلا 
يا هى .. يا مفيش جواز
صاحت عمته غاضبة 
أنا مش فاهمة انت ليه مصر عليها .. هو اللى خلقها مخلقش غيرها
حاول عمر تمالك أعصابه .. لكن كلمات خرجت پحده شديدة 
أنا مش فاهم انتوا ليه حكمتوا عليها من قبل ما تشوفوها .. مش تشوفوها الأول وتعدوا معاها وبعدين تقرروا هى مناسبه ولا مش مناسبه .. رغم ان القرار ليا بس برده انتوا عيلتى ويهمنى ان العلاقه بينكوا وبين الانسانه اللى اخترها تكون كويسه
قالت أمه ببرود 
نشوفها أو منشوفهاش ده مش هيغير واقع انها مطلقه
أضافت عمته فى عصبيه 
وبنت موظف

________________________________________
على المعاش يعني لا ليها أصل ولا فصل
قام عمر من فوره غاضبا وأزاح كرسيه وقال 
كفاية لحد كدة سمعت بما فيه الكفاية
خرج غاضبا من البيت وتوجه الى سيارته .. ركب بعصبيه ثم انطلق خارج المزرعة 
ساد الصمت فى حجرة الطعام وتوقف الجميع عن تناول طعامهم .. قال نور الدين موجها حديثه لزوجته وأخته 
انتوا ليه مصريين تخسروه 
نظرت اليه أخته پحده قائله 
يعني انت عاجبك اللي ابنك عايز يعمله ده
قال پحده مماثله 
وهو عايز يعمل ايه .. يتجوز على سنة الله ورسوله .. ايه المشكلة فى كده
ظهرت علامات الڠضب على وجه كريمه وقالت 
عايز يتجوز واحده مطلقه 
وايه المشكله يعني .. طالما شايف انها مناسبه ليه .. وطالما ان جوازتها الأولى كان الغلط من جوزها مش منها .. وكمان جوازها كان شهر واحد زى ما قالنا
قالت كريمه بإستغراب
يعني انت موافق .. موافق ان ابنك الوحيد يتجوز واحده كانت متجوزه قبل كده
قال بحزم 
أيوة موافقه .. لان دى حاجه تخصه هو لوحده ملناش اننا نتدخل فيها .. وابنك راجل مش عيل صغير .. بيدير مجموعة شركات كبيرة فى مصر .. مش هيقدر يدير حياته 
قالت كوثر فى ڠضب مكتوم 
انتوا حريين وافقوا زى ما انتوا عايزين .. أما أنا فمش ممكن أبارك الجوازه دى .. عنده مليون بنت مش لاقى الا دى ويختارها .. ليه من قلت البنات فى البلد .. واحدة زيها تيجي ايه جمب بنتى ايناس عشان يسيبها ويبص لبره .. ايناس مش عجباه .. والست اللى سبق لها الجواز هى اللى عجباه 
نظر اليها نور الدين قائلا ببرود 
هو حر .. يختار البنت اللى على مزاجه .. اذا كانت البنت دلوقتى مبتتغصبش على الجواز .. هنيجى نغصب الولد 
قالت ثريا بتعالى 
ويتغصب ليه .. هى ايناس دى فى زيها .. بنت عيله وأدب وأخلاق وجمال ومال وحسب ونسب .. يعني لقطة أى شاب يتمناها
قالت كريمة مبتسمه تحاول تلطيف الجو 
طبعا دى ايناس دى ست البنات
قالت لها ثريا بتهكم 
قولى لابنك .. بدل ما يبص بره العيله .. احنا أولى بلحمنا
قالت ذلك ثم انصرفت غاضبه الى غرفتها
دخل أيمن الأنتريه وقدم الى عمر صنيه موضوع عليها شاى وطبق من الكيك .. ونظر الى صحبه قائلا 
دوق بأه الكيك ده .. حاجه كده عمرك ما دوقت زيها فى حياتك
تناول عمر رشفه من فنجانه وظل صامتا .. نظر اليه أيمن قائلا 
أنا كنت متوقع كده
نظر اليه عمر قائلا 
انت هتقولى زى كرم .. هو كمان كان متوقع كده .. اشمعنى أنا الوحيد
 

تم نسخ الرابط