رواية صماء لا تعرف الغزل بقلم وسام الأشقر

موقع أيام نيوز


ايه لكل ده مش فاهم انت حتى مش متأكد من شكوكك قالها شادي بلوم شديد ليوسف 
يجلس أمامه واضعا راسه بين كفيه مستندا علي مكتبه يقول ببطء مش قادر افكر ياشادي دماغي بقالها شهرين مشلۏلة خاېف أكون أذيتها بغبائي وهي مش عايزة تريحني مش بترضى تكلمني 
شادي بلوم يابني اهدى انت قولتلي انك مش فاكر وانك لقيت حاجتها علي سريرك ده مش دليل ان في حاجة حصلت بينكم

شادي بمراوغة طيب نفرض ان ده فعلا حصل انت هتعمل ايه 
هتجوزها قالها مندفعا بدون تفكير 
فيكمل بارتباك غلطتي ولازم أصلحها ماتبصليش كدة ليرفع شادي حاجبه بابتسامة من امتى يوسف الشافعي بيفكر في كدة اقولك الحق انت تتمنى من جواك انه يحصل عشان غرضك ده 
يوسف هروبا من صديقة يمسك هاتفه محاولا الاتصال
بها للمرة الذي فقد عدها 
كان يعرفها ويعرف اسمها علمت بعدها انه ابن عمها الثاني المغمور الذي لم يذكر اسمه مرة واحدة أمامها فكانت صدمة لها ان تعرف بوجود ابن عم شقيق ليوسف وملك كانت متخوفة من

البداية منه ظنا منها انه سيكون بنفس أخلاق شقيقة ولكنها اكتشفت انها تتعامل مع شخص مختلف كليا عن شقيقة مرح كثير المداعبة خدوم لأبعد الخدود 
لتكتشف بعدها وظيفته التي سببت لها توترا جليا كان يعمل طبيبا متخصصا في الانف والأذن والحنجرة 
علمت بعدها سبب اتجاه
والدها لهذه البلدة بالأخص بعد ان طلبت منه پبكاء فيدالمكتب عرضها علي طبيب متخصص لحالتها مع الإبقاء علي سرية الموضوع وقد كان 
لتنتفض فزعة صاړخة من صوت عالي كصوت انفجار وتسمع صوت ضحكات يامن عليها لتقول له پغضبانت مش هتبطل اللي بتعمله ده اعمل فيك ايه 
يامن بضحك طيب اعمل ايه بذمتك بقالي ساعة عمال انده عليكي وانا شايل اكياس من السوبر ماركت والحاجة تقيله قولت اجرب افرقع كيس منهم عشان اطمن علي العملية انتي عارفة لازم اطمن علي حالتي
غزل بطفولة طيب !!! خد عقابك بقي مافيش اكل ليك ولا حاجة حلوه 
غزل بتفكير خلاص سماح المرادي ياابيه 
يامن بلوم كدة !! طيب مافيش ايس كريم علي البحر انهاردة
غزل برجاءلا لا حرمت خلاص الا الآيس كريم 
يدخل ناجي عليهما يقول موال كل يوم إنتوا مش هتبطلوا نقار مع بعض صدعتوني 
يامن بتحية رسمية لا يافندم هنسكت خالص 
ناجي موجهها حديثه لهايوسف كلمني انهاردة زي كل يوم وطلب انه يكلمك وانا قولتله انك نايمة زي ماقولتي انا نفذت رغبتك اللي مش عارف سببها ايه ومستني تيجي بنفسك تصارحيني باللي مضايقك فينصرف تحت نظراتهما المراقبة وتسمع يامن يتساءل لسه مش عايزة تكلميه وتردي عليه 
تهز رأسها بالرفض والضيق ليكمل بجدية عمي بدأ ياخد باله ان في حاجة وهروبك مش صح لازم مواجهة ومسيرك هترجعي انت هنا بس لحد مااطمن علي العمليتين اللي عملتهالك وتعدي فترة النقاهة مش اكتر 
يسمعها تجيبه بحزن مش عايزة ارجع ولا عايزة أواجهه انا بكرهه
خليني معاك هنا صدقني مش هضايقك 
غزل بتساؤل محيرممكن اعرف حاجة محيراني من ساعة ماوصلت انت ليه مش بتكلم يوسف ولا هو بيكلم وليه محدش جاب سيرتك هناك حتى المدة اللي عشتها هناك مارجعتش ولا مرة تزورنا 
يامن بابتسامته خلابةزي ماتقولي كدة في خلاف كبير بيني وبين يوسف الخلاقه و ايه مسيرك تعرفي في يوم 
يقطع حديثه رنين هاتفها المستمر ليقع عينه علي اسم المتصل فتصدح ضحكة عالية منه عندما شاهد الاسم التي تسجله به ليقول اثناء ضحكه ههههه مش ممكن انتي مشكلة ههههه 
غزل ترفع حاجبهاوتهدده بالضړب بملعقة الغرف تقول
ممكن افهم بتضحك علي ايه دلوقت
يامن مهدءا حاله انت عارفة لو يوسف عرف انتي مسجلاه ايه علي التليفون هيعمل فيكي ايه هينفخك ههههه
غزل بكبرياء اعمل ايه ! مالقتش وصف يناسب اخوك الا ده بقولك ايه انت ناوي تقوله! 
يامن لا طبعا انا مش مستغني عنك بس اطمني هو مسيرة يعرف لوحده هههههه
فتشرد هي في شاشة الهاتف التي تضئ باسمه المستعارالبذئ قاطع الأنفاس 
يقول پغضببرده مش بترد اعمل ايه انا هتجنن
شادي بعقلانيةممكن تهدى انت كده هتخلي عمك يشك اهدى هي مسيرها ترجع مع عمك هو ماقالش هيرجعوا امتى 
يوسف بضيق هو انا اعرف سافروا فين وليه عشان اعرف هيرجعوا امتى عمي بقاله مدة مش صريح وبيلاعبني كل اما اساله حاسس انه مخبي حاجة مش عايزني اعرفها 
طيب انا هقوم انا واه ابقي رد علي مكالمات نانسي عشان قلبت دماغي وحالفة لاتيجي الشركة لو ماردتش عليها 
يوسف بشرودان شاء الله 
تجلس امام كتابها شاردة في صفحاته لاتفقه شيئ منه منذ ساعات حاولت التركيز اكثر من مرة لتعود الذكري السوداء لخيالها وتشتت افكارها أين كان عقلها عندما تهور قبلها معها يؤلمها ضميرها علي ماصدر منها تتمنى لو كانت تتصف ببعض الشجاعة لتواجه الجميع بأفعالها البذيئة 
فتسمع صوت طرقات حجرتها ليدخل محمد علي وجهه ابتسامة خلابة 
توتا بتعمل ايه 
تجيبه تقى بهدوءكنت بحاول أذاكر لان الامتحانات قربت 
لتراه يجلس أمامها كأن يوجد شئ يريد قوله تقى انا ملاحظ بقالي مدة انك قافلة علي نفسك ومتغيرة ومش متعود علي سكوتك ده طبعا في حاجة مخبياها عليا انا اخوكي ومهما كان سندك 
لتعقد حاجبها بتوتر حاجة حاجة زي ايه مافيش طبعا انا بس حاسة اني مرهقة وكسلانه اروح الجامعة فقولت استغل ده واذاكر في البيت 
مخمد بعدم اقتناع بس كدة 
ضميرها وندمها 
بعد مرور اسبوع علي الجميع 
وأثناء تأملها له سمعت صوت هاتفه فينفض النوم من عينيه ويمد يده يفتح المكالمة لينتفض جالسا يقول ايوه ياعمي 
مطار ايه 
يعني انتو فين ليكمل حديثة
وهو يقوم بارتداء ملابسه علي عجالة 
معلش اصلي كنت نايم ومش مركز 
يعني وصلتوا انا جاي في الطريق خمس دقايق 
يكاد ان يغلق ليقول بلهفة عمي عمي هي هي غزل معاك ! فيبتسم بدون ان يشعر ليقول 
انا جاي حالا
ليخرج مهرولا بسعادة غريبة علي وجهه ممسكا بحذائه تحت أنظارها الذاهلة لتقول لنفسها هو اټجنن ولا ايه ده حتي ماسلمش عليا 

مبهمة بالنسبة له ملامح باردة ترتدي نضاراتها الشمسية تخفي عنه عينيها 
يرجع بذاكرته منذ لحظات عندما كان يقف متوترا بصالة الانتظار منتظرا وصولها ليس الا ينظر الي ساعته للمرة الألف يأخذ المكان ذهابا وإيابا ليشاهد ظهور عمه من بعيد فتتسارع انفاسه بقوة غير مسيطرا علي ارتباكه فيبحث عنها باعينه الصقرية لعله يلمحها ليجدها بعد طول انتظار تظهر بإطلالتها الصيفية بفستان ابيض مكشوف الذراعين الذراعين الذراعين من يمسك ذراعها ! ليرفع عينه لتشل حركته ويثبت مكانه من صډمته عندما رأي أخيه يامن غزل اليه اثناء سيره وابتسامة جلية تظهر عليه ولا وجهها ليفتح فمه وتجحظ عينيه بقوة 
يقترب منه عمه يسلم عليه ويقول بمكر يوسف اقفل بوقك ياحبيبي الڈبان هيدخل جواه
فينصرف من جانبه بكل هدوء حتي يصل اليه يامن وهو غزل بمرح ايه ياجينيرال مش هتسلم علي اخوك حبيبك 
ليفيق يوسف من صډمته يقول من بين اسنانه شرفت يا ياخويا
الفصل الثالث عشر
يفيق من شروده ينظر اليها مرة أخرى بمرآته ليقطع عليه أخيه تأمله قائلا 
خلي بالك من طريقك الطريق قدام مش ورا 
ليجد علي اسنانه ويلقي عليه نظرة توعد منه ثم يجلي صوته محدثا عمه لعله يستشف سبب سفرهما المفاجئ يقول
هو إنتوا كنتوا في تركيا!
فيجيبه ناجي بابتسامة وقورة
اكيد يايوسف اومال يامن رجع معانا ازاي 
يتوتر اكثر و يتساءلهو إنتوا كنتوا عند يامن ! 
ليجيبه يامن هذه المرة ببرودمقصود
تفتكر هيكونوا
في تركيا ومش هينزلوا عندي دي كانت احلى ايام فيلتفت القابعة بصمت يغمز بعينيه لها مكملا
ولا ايه ياغزل البنات فتكتفي هي بابتسامة خفيفة له 
لتجحظ عين المشتعل غيظا من هذا التدليل وهذه الجرأة فمن الواضح ان يامن أخذ مكانا خاصا لديها ليدللها بهذه الوقاحة امام عمه وامامه فيوجه سؤاله لعمه مرة اخري بإصرارهو إنتوا سافرتم ليه ومبلغتنيش ليه ياعمي عشان أكون معاكم 
يجيبه ناجي بطيبة زائدة ياااه يايوسف دي قصة كبيرة احنا سافرنا ياسيدي عشان 
باااابا!!!!!كلمة واحدة صارمة كانت كفيلة ان تصمت والدها من الاسترسال بحديثه ليلاحظ يوسف وجهها ينظر لوالدها بلوم فيشك في ان هناك حدث ما لايريدان أعلامه به 
يحاول يوسف معرفة ماهو الشئ فيقول سكت ليه ياعمي كمل
ناجي بتوتر ايه اه بعدين بعدين يايوسف هتعرف بعدين 
فيفكر يوسف في الشئ اللذان يخفياه عنه عن قصد 
ظل فترة الليل يأخذ الحجرة ذهابا وإيابا القلق يتملكه والضيق ېقتله لقد انهي علبة كاملة من سجائره في فترة اقل من ساعة لما تتهرب منه يجب عليه مواجهتها ومعرفة حقيقة الامر وماحدث بينهما فهو لايتذكر شيئا فقط يريد الاطمئنان علي حالها بانه لم يصبها باي اذى ولكن كيف وأخيه يلازمها كظلها لايتركها ابدا حتى يستطع الحديث معاها تتعامل معه كأنها تعرفه منذ زمن وليس من فترة وجيزة لاتتعدى الأشهر القليلة شتان بين معاملتها له ولأخيه وعند هذه النقطة شعر بحړق إصبعه من سيجارته عندما انتهت وهو شارد كما احترق صدره 
ليعزم للخروج من حجرته اليها لابد ان يحدثها حتى لو ابت ذلك 
يخرج كاللصوص علي أطراف أصابعه يتلفت حوله فالكل نيام في هذا الوقت حتى وصل لها وبدأ يطرقه بخفه يقول بصوت منخفض خوفا من ان يسمعه احد غزل غزل انت صاحية 
غزل افتحي انا عارف انك صاحية نورك قايد غزل ردي عليا انا عايز اكلم معاكي 
كانت تجلس فوق فراشها تتصفح جوالها الجديد الذي اشتراه لها والدها تقرأ رسايل عامر لها
لترسل له رسالة تخبره باخر أخبارها الجديدة في سعادة منها 
لتنتفض من جلستها عندما سمعت صوت طرقات باب الغرفة وسماع اكثر صوت تكره في حياتها فتتوتر ويتملكها الخۏف ويبقي نظرها معلق للباب بذهول كأنه سيقتحم غرفتها في اي لحظةلتجحظ عينيها عندما رأته يحاول فتح الباب من القبض ولكنها طمئنت حالها وشكرت ربها انها قامت باغلاقه من الداخل بالمفتاح لتبتسم بشماته وهي مستمتعة بصوت رجائه لها بان تسمعه وتتحدث اليه 
لتأتي فكرة جهنمية في رأسها فتزداد ابتسامتها بانتصار 
وقف يكاد ان يجن منها انها لاتجبه لاتريد إراحته ابدا لا تسمع لتوسلاته لينتفض علي صوت رجولي يقولانت واقف بتعمل ايه في وقت زي ده قالها يامن وهو واضع يديه في خصره 
ليبتلع ريقة بتوتر ويمسح علي
شعره من هذا المأزق يقولكنت كنت بطمن علي غزل لا تكون محتاجة حاجة 
يامن بسخرية لا اطمن هي مش محتاجة حاجة روح نام انت
يوسف بتوتر تصبح علي خير 
ليبتسم يامن بمكر مما حدث ويقوم بإخراج هاتفه المحمول من جيب سرواله يكتب رسالة فيها انقذتك من البذيئ عدي الجمايل ياغزل البنات 
ثم ينصرف مفكرا في حال أخيه وعلي وجهه ابتسامه غريبة لايعلم سببها 
بعد مرور يومان
يخرج من غرفته علي أذنه هاتفه يحدث شادي يبلغه بضرورة الحضور مبكرا لمراجعة بعض الاوراق قبل إمضائها 
فيجيبه يامن برجاءيوسف اطلع دلوقت مش
 

تم نسخ الرابط