حكايه يوسف وأمنية (من الجزء الأول إلى الاخير كامله)
المحتويات
فأكمل عمر وهو ينظر اليهم
لكن لو اللى عمل كده .. جه واعترفلى وقالى مين اللى وزه .. مش هوصل الموضوع للبوليس ولا هطالبه بتعويض
نظر الجميع الى بعضهم البعض .. وأكمل عمر بلهجة ټهديد
مفيش أدمك الا حلين اتنين يا تفضل ساكت وهجيبك يعني هجيبك مش هتفلت من تحت ايدي .. يا اما تيجى وتعترفلى بكل اللى حصل .. أدامك ساعتين من دلوقتى وبعدها اعتبر عرضى منتهى وهبلغ البوليس فورا
تفتكر اللى عمل كده هييجى يعترف فعلا
زفر عمر بضيق قائلا
مش عارف .. بس مكنش قدامى حاجه تانية أعملها غير كده
قال كرم بتفائل
أنا واثق انه هيعترف .. الناس هنا غلابه وعلى أد حالهم وأكيد هيخاف على نفسه وعلى أهله من الفضايح والشوشرة والسجن .. وهو عارف انك واصل وأكيد ليك معارف كبار .. أنا واثق انه هيعترف
فقال ل عمر بصوت خاڤت
انت فعلت يا بشمهندس لو حد جه اعترفلك مش هتسلمه للبوليس
تبادل أيمن و كرم النظرات وقال عمر مؤكدا دون أن يرفع نظره عن الفتى
بلع الفتى ريقه بصعوبه وكان يبدو عليه التوتر الشديد .. قال له عمر
اعد
جلس الفتى .. صمت قليلا ثم قال
أنا والله مكنت عايز أعمل كده .. بس هى اللى أغرتنى بالفلوس .. قولتلها لأ .. بس هى قالتلى ان محدش يعرف ان أنا اللى عملت كده
جلس أيمن قبالته .. ووقف كرم خلفه ينظرون الى الفتى الذى يتحدث وهو خائڤ مرتجف .. سأله عمر قائله
قال الفتى شارحا
قالتلى اتصل برقم ادتهولى فى ورقة وقالتلى هترد عليا واحده أقولها البشمهندس عمر عايز عم عبد الحميد فى المستشفى واديها عنوان كانت كتبهولى فى الورقة
حثه عمر بلهفه قائلا
ها وبعدين
بلع الفتى ريقه ثم قال بتوتر
عملت كده .. وبعدها راقبت المخزن لحد ما الراجل اللى كان جوه خرج مع بنت .. وقفل المخزن بالقفل .. وهى كانت مديانى مفتاح القفل فتحته وولعت سجارة ورمتها جمب سلك عريته وولعت عود كبريت ورميته على العلف واتأكدت ان الناس مسكت فيه وبعدين خرجت
مين هى اللى قالتلك
تعمل كل ده
بلع الفتى ريقه مرة أخرى وكان قد وصل الى قمة التوتر ثم نظر الى الرجال الثلاثة الذين تعلقت أعينهم به ثم الټفت الى عمر قائلا
الدكتورة مها
اتسعت أعينهم من الدهشة وقال أيمن
الدكتورة مها بتاعة المعمل
اومأ الفتى رأسه بالموافقه
قال الفتى بقلق
مش هتبلغ عنى يا بشمهندس مش كدة
نظر اليه عمر قائلا
لأ مش هبلغ عنك .. ومش هطالبك بتعويض
ثم قال بصرامة
لكن هتمشى من المزرعة
هتف الفتى فى لوعه
ليه كدة يا بشمهندس
قال عمر بقسۏة
احمد ربنا انى هكتفى بطردك .. واحد غيريى كان رماك فى السچن مع كل الخساير اللى خسرتهالى .. بس أنا وعدتك وأنا كلمتى سيف على رقبتى .. بش لازم تطرد عشان اللى يخونى ملوش مكان عندى .. يلا اتفضل روح لرئيس العمال وأنا هقوله يديلك شهر مرتب لحد ما تلاقى شغل .. مع انك مستحقش
خرج الفتى مطأطأ الرأس .. أغلق كرم الباب والټفت اليهم قائلا بدهشة
ايه الفيلم الهندى ده .. مها دى ايه مصلحتها انها تعمل حركة تييييييييييييييييت زى دى
قال عمر بحزم
أنا عندى تخمين بس هستنى لما أسمع من اللى اسمها مها دى بنفسي ..روح هاتها يا كرم بس ما تقولهاش حاجه
ذهب كرم الى المعمل وأحضر الدكتورة مها التى كانت تشعر بتوتر بالغ .. دخلت المكتب فوقف عمر فى مواجهتها قائلا
جبتى منين مفتاح المخزن يا دكتورة
ارتبكت مها وقالت
مخزن ايه يا بشمهندس مش فاهمة
صړخ عمر فيها قائلا
انتى هتستعبطى .. لا مش أنا اللى يتعمل عليا الشويتين دول .. يا تقوليلى على كل حاجه من الألف للياء .. لهروح بنفسي دلوقتى وأعملك محضر فى القسم وشوفى بأه الفضايح اللى هتحصلك من ورا الموضوع ده
بكت مها ولم تستطع التحدث .. فهتف عمر پغضب
خلصيني .. مش هنعد طول اليوم فى النحنحه بتاعتك دى
ثم قال
مين اللى اداكى مفتاح المخزن وقالك تعملى كده
قالت من بين شهقاتها
مدام ثريا هى اللى قالتلى أشوف عامل غلبان وأديه فلوس عشان يعمل كده .. وأهدده ان لو فتح بقه هيتسجن
كانت دهشة كرم و أيمن قد وصلت لذروتها .. قال عمر بإحتقار
مكنتش أتخيل ان واحدة متعلمة زيك والمفروض انها محترمة وبنت ناس تعمل كده .. فرقتى ايه ع نالمجرمين والبلطجية يا دكتورة .. اتفضلى من أدامى وما أشوفش وشك فى المزرعة دى تانى
نظرت اليه باكيه وقالت
بشمهندس عمر أنا آسفه .. أنا مكنش قصدى ..أنا .......
صړخ فيها عمر قائلا
بقولك اتفضلى اطلعى بره المزرعة .. سمعتى ولا سمعك تقل .. وابقى خلى عمتى تنفعك
خرجت مها تجز أذيال الخيبة .. ذهبت الى المعمل وأحضرت حقيبتها وخرجت وهى تحاول تمالك نفسها من البكاء الذى عصف بها
ضړب أيمن كفا بكف قائلا
انا مش مصدق اللى حصل .. ليه عمتك تعمل كده يا عمر
قال عمر
أنا عراف ليه عملت كدة
ثم نهض وتوجه الى بيت المزرعة .. دخل فوجد الجميع فى غرفة المعيشة كالعادة .. عندما دخل أشاحت عمته بوجهها ونظرت الى الجهه الأخرى فى تعالى .. فوقف أمامها قائلا
العامل اللى حړق المخزن .. والدكتورة مها اللى وصلتله تعليماتك .. الاتنين اطردوا من المزرعة
بهتت مدام ثريا حتى أن كوب الشاى الذى تحمله أخذ يتراقص بين يديها المرتجفة .. أكمل عمر قائلا بإحتقار
كل ده عشان تبعديها عنى .. كل ده عشان تكرهيني فيها وفى أهلها .. زى ما روحتى تكرهيها فيا .. أنا مش عارف انتى ازاى عمتى ومن دمى
وقفت مدام ثريا دون أن
تنطق بكلمة .. وخرجت من الغرفة مسرعة لحقتها ايناس .. جلس عمر فى مواجهة والديه وشرح لهم كل ما حدث .. شعر والداه بالأسف لما حدث .. ما هى إلا دقائق حتى نزلت ثريا وايناس وقبل أن تغادر دخلت الى غرفة المعيشة وقالت بنبره متعاليه
أنا ماشية ولما تبقى تتعلم ازاى تتكلم مع عمتك أبقى آجى
ثم غادرت هى وابنتها .. ابتسم عمر فى سخريه وهز رأسه ..
انتشر خبر معرفة العامل الذى قام بحړق المخزن وتم تبرئة عبد الحميد أمام الجميع .. وكانت سعادته وسعاده بناته لا توصف ..
فى المساء وقفت ياسمين فى الشرفة مع ريهام والتى قالت بفضول
نفسي أعرف ايه اللى حصل .. وازاى اكتشفوه .. ولا هو اللى راح اعترف
قالت ياسمين بحيره
مش عارفه .. محدش عارف التفاصيل .. هما قالوا بس انهم عرفوا اللى عمل كده
قالت ريهام بتثائب
طيب أنا داخله أنام بأه سهرت كتير النهاردة
أومأت ياسمين برأسها
فقالت لها ريهام
مش هتنامى
هقف شوية وبعدين هدخل أنام
دخلت ريهام وتركت أختها سابحه فى أفكارها .. تحاول تخمين ما حدث .. وكيف حدث .. ولما حدث ..
فى صباح اليوم التالى توجهت الى شجرتها .. وما ان وصلت حتى وجدت عمر جالسا هناك .. لم تعد هذه شجرتها .. أو شجرته .. بل أصبحت شجرتهما .. همت بالإنصراف .. لكنه أوقفها قائلا
استنى يا ياسمين
لم تتوقف أكملت طريقها فأسرع واعترض طريقها قائلا
انتى كان معاكى حق .. عمتو فعلا هى اللى ورا موضوع حړق المخزن
نظرت اليه بدهشة .. فأكمل قائلا
وهى و ايناس سابوا المزرعة امبارح ورجعوا القاهرة
كانت مازالت تحت تأثير المفاجأه .. نظر فى عينيها وأكمل بصوت رخيم
عايز بس أفهمك حاجه
نظرت اليه فأكمل قائلا
مش عايزك تخافى منى .. أو من حد من أهلى .. ماما وبابا موافقين .. وأنا ميهمنيش رأى حد غيرهم .. وأنا واثق لو اتعرفتى عليهم هتحبيهم وهيحبوكى
صمت قليلا ثم قال وعيناه تغوصان فى بحر عينينها
زى ما أنا بحبك بالظبط
شعرت ياسمين بحرارة تسرى فى جسدها كله .. أرادت الهرب لكنه سد طريقها ثانية قائلا
والله العظيم بحبك ..
ومش ممكن أسيبك أبدا .. ياسمين أنا لو اتجوزتك مستحيل أسيبك أبدا
نظرت اليه وبداخلها حيرة كبيرة تتخبط بها .. قال لها بصوت هامس
قوليلى خاېفه من ايه تانى وأنا اطمنك .. قوليلى ايه تانى باعدك عنى وأنا أشيله من طريقنا
جف حلقها .. لم تستطع النطق .. حاولت الهرب للمرة الثالثه لكنه كان لها بالمرصاد .. ابتسم قائلا برقه
مش هسيبك تهربى .. قوليلى ايه تانى بعدك عنى
نظرت اليه قائله بهدوء
رغم كل اللى انت قولته ده أنا مش عارفه أثق فيك .. لانك واحد مبادئك غير مبادئى .. انت فى حياتك حاجات كتير غلط أنا مش ممكن أقبلها .. ممكن لو سمحت تسيبنى أمشى .. لان مينفعش وقفتنا كده
صمت برهه .. ثم نظر اليها بتصميم قائلا
وأنا هعرف ازاى أخليكي تثقى فيا .. لو هى مشكلة ثقه .. فأنا هعرف أخليكي تثقى فيا وهثبتلك انى أستاهل قلبك يا ياسمين
ثم قال هامسا وآشعة عينيه السوداوين تخترق أعماق روحها
لانى بحبك بجد .. ونفسي تكونى ليا زى ما أنا بقيت بكل ما فيا ليكي انتى .. وملكك انتى .. وراجلك انتى .. والله العظيم بحبك انتى .
نظرت اليه وهى تشعر بالصدق فى كلماته .. وفى عينيه .. وفى صوته .. وأيقنت أنها أصبحت بكل كيانها .. عاشقه له ..
الفصل الاثنان والثلاثون
Part 32
سارت الأيام التاليه فى المزرعة فى هدوء وسکينة .. مازالت ياسمين تعبش مشاعر الحيرة والتخبط .. بين نداء قلبها و نصائح عقلها .. كانت تشعر أنها ممزقة بينهما .. كل منهما يجذبها فى اتجاه مختلف تماما عن الآخر .. كانت تتمنى شئ واحد فقط .. وهو أن يتفق قلبها وعقلها على شئ واحد .. أى ان كان هذا الشئ .. أما عمر فكل ما كان يفكر فيه هو كيف يكسب ثقة ياسمين وكيف يفز بقلبها .. الذى أيقن الآن تماما بأنه جوهره غاليه جدا تستحق التعب للحصول عليها .. منذ أن رحت ثريا و ايناس من المزرعة لم تحاولان الاتصال .. ولم يحاول نور وزوجته مهاتفتها .. فضلوا ترك الأمور لتهدأ لبعض الوقت .. قبل فتح جلسة للعتاب والمصارحه ..
فى بيت المزرعة .. الټفت الأسرة
متابعة القراءة