رواية هواها مُحرم (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم اية العربي

موقع أيام نيوز


حسن وتحدث باستفاضة ووضوح 
أمك قالت إنها شافت عندك كتاب عن الإلحاد وأنا جيت علشان أعرف منك الحقيقة .
تعجب طه من هدوء عمه في الحديث لقد كان يظن أنه سيجد ردا أعنف حينما ينكشف أمره ولكنه زفر وتحدث مراوغا 
كتاب عن الإلحاد أيوة فين المشكلة هو معنى إن عندي نوع الكتب دي يبقى أنا ملحد مثلا 
تعمق حسن في عينيه يحاول استكشاف أمره ثم قال بهدوء حتى يحصل على أي معلومات منه 

لا أكيد مش معناه كدة بس لازم والدتك تخاف عليك ولو شافت حاجة زي دي عندك أكيد مش هتسكت إنت واختك أكتر اتنين تهموها في الدنيا .
وأبويا 
نطقها ساخرا بنوع من القهر والڠضب فزفر حسن وتحدث بترو وهدوء 
ماله أبوك يا طه مهما كان سمير قاسې عمره ما هيتمنى ابنه يمشي في سكة الإلحاد والعياذ بالله علشان كدة أنا جاي اتكلم معاك بصراحة وتفهمني إيه صحة الموضوع ده يابني .
ظل ساكنا لثوان يطالع عمه ويفكر قليلا ثم ابتسم وتحدث بهدوء وهو يشعر بأنه
صاحب العقل المستنير هنا ولن يفهمه أي أحد 
ماتقلقش يا عمي الكلام ده مش حقيقي أنا بس بحب أقرأ عن مواضيع كتير وأجمع معلومات إنت عارف إن كل ما
الواحد يقرأ أكتر هيستفيد أكتر .
المهم يقرأ الحاجة الصح اللي تفيده ومايدخلش على عقله معلومات مضللة .
هكذا قالها حسن موضحا فأومأ طه مؤيدا بخبث 
طبعا لازم الواحد يدور على كتب تفيده مش خرافات تأثر عليه طول حياته .
طالعه حسن بنظرة متشككة لثوان ثم أومأ يزفر وقال بتأن 
أهم حاجة واللي أهم من القراءة إنك تتدبر اللي هتقرأه أنا أيام الجامعة قابلت دكتور هو اللي أخد بإيدي بعد ما كنت قربت أخلع من توب عيلتي بسبب قسوتهم وظلمهم وخصوصا جدك الله يرحمه لولا رحمة ربنا والدكتور ده أنا كنت ضعت ومشيت في سكة اللي يروح ما يرجعش وده كله لإن اليأس لما بيتملك من الإنسان بيفتح جواه طرق يدخل منها الشيطان ولو دخل جوة قلوبنا وعقولنا واتملك منها يبقى عليه العوض هيضللك ويوديك في طرق الكبر والتعالي وتشوف نفسك إنك صح وإن كل اللي حواليك غلط .
تحول هدوءه إلى تجهم وأقتمت نظرته من حديث حسن الذي صفع أفكاره وتوترت جلسته بينما تابع حسن بنبرة صارمة وهو ينظر في عينيه 
مافيش حاجة حوالينا صدفة ومافيش حاجة بتحصل في الدنيا غير بسبب وحكمة أوعى تصدق إنك حر نفسك أوعى تخلي شيطانك يتملك منك ويجملك أفكارك لازم تبقى عارف كويس إنت مين وجاي الدنيا ليه ورايح فين .
إنت بتقول لي الكلام ده ليه دلوقتي 
نطقها بحدة دلت على غضبه فتحدث حسن بهدوء وهو يوضح حسن نيته 
أنا بحكيلك عن كلام الدكتور ليا وفي النهاية إنت كبير وواعي وتقدر تميز بين الصح والغلط .
بات يريد خروجه بأي شكل وكأن شيطانه قد حضر ليهاجمه بعدما استمع لكلماته التي يخشاها ويخشى تأثيرها على مطيعه لذا نهض من مكانه يردف بضيق واضح واستفاضة 
أنا عارف كويس إيه الصح وإيه الغلط ومش محتاج لدكتور ولا محتاج مساعدة من حد وياريت يا عمي زي ما إنت من سنين بتهتم بعيلتك وأولادك بس تخليك مكمل في سكتك وتسيبك من دور الأب معايا لإنك مش أبويا أنا أبويا واحد اختار كل حاجة في الدنيا يتمتع بيها إلا ابنه أنا الوحيد اللي رفض يختارني أنا الوحيد اللي شايف إني ماليش لازمة في الحياة ومن الآخر كدة كلامك مش هيفيدني ولا هينفع معايا إحنا سككنا مختلفة .
نهض حسن من مقعده ينظر لابن أخيه الضائع بحزن بالغ وقلبه يؤلمه على حاله وما آل إليه أمره لذا تنهد وقال قبل أن يغادر 
محدش بيختار أهله يابني بس كل إنسان حر في اختيار مصيره وكل واحد بيشوف الحياة من منظور مختلف فيه اللي جواه أمل وثقة في رحمة ربنا وفي اللي بييأس منها ياريت يابني يكون لسة جواك أمل .
والدمار داخله .
وصلا إلى مطار خاص كما أخبره صقر وجلسا أمام مدخله في السيارة ينتظران الطائرة التي في طريقها إليهما .
كانت مشتتة والتزمت الصمت بعدما سألته ولكنه لم يجبها بل كان شاردا يفكر بانزعاج تام .
فقط حديثا مختصرا بينه وبين صقر يعرف منه التفاصيل والتي ما زادته إلا قلقا .
رن هاتفه مجددا فأجاب على الفور قائلا بتهجم 
أسمعك .
تحدث صقر بهدوء 
الطائرة شارفت على الوصول ستعودان إلى مصر ولكن ليس إلى الفيلا اذهبا إلى ذلك البيت الذي كنتما تمكثان فيه في جزيرة جوبال إلى أن أتأكد من تأمينكما احذر أن تترك أثرا .
أغلق معه وترجل يردف وهو يتجه للخلف ليجلب الحقيبة 
هيا خديجة الطائرة على وصول .
أومأت بملامح باهتة وحزينة وترجلت معه فتمسك بكفها يسيران نحو الداخل حيث كان في استقبالهما رجلا على علم مسبق بم سيفعله .
دقائق ووصلت الطائرة وصعدا على متنها وما إن جلسا حتى وجدته يرفع رأسه عاليا ويغلق عينيه بينما أسنانه تصطك غيظا لذا تساءلت مجددا بتوتر 
ممكن بقى تفهمني إيه اللي بيحصل 
كأنها ليست موجودة وكأنه لا يسمعها حيث ظل على حاله حتى بعدما أقلعت الطائرة لذا كادت أن تثور ولكنها تمالكت نفسها بصعوبة إلى أن يصلا ربما الآن هو في قمم غضبه وهذا بالفعل ما يحدث داخله .
يفكر ماذا إن علمت الماڤيا بوجوده حيا هو وصديقه ماذا إن قرروا الاڼتقام منه فيها .
كانت تجلس في شرفة غرفتها تتأمل المكان من حولها .
الحرس والأشجار والسياج والبوابة الحديدية الضخمة والتي على ما يبدو أنها صممت خصيصا لتمنعها
من الهروب .
تضع
ربما كانت ستستريح منه ومن رؤيته وهذا ما قادها لذلك الذنب ولكنها نادمة .
تفاجأت من دخول سيارة والدتها التي أتت بعدما أخبرها عاطف بقرب سفرها خارج البلاد لذا أتت لتراها قبل أن تغادر .
برغم كل ما تشعر به تجاه عائلتها إلا أن رؤيتها لوالدتها وهي تدلف من البوابة أشعرتها ببعض من الراحة ظنا منها أنها أخيرا أتت لتراها ومن المؤكد علمت بأمر إجهاضها .
نهضت بملامحها الباهتة وتحركت نحو الداخل ومنه إلى الأسفل لتراها .
بعد دقيقة وقفت تستقبلها بصمت وترقب لتبادر انتصار قائلة بنبرة باردة 
أدخل ولا هفضل واقفة كدة 
أحبطت نفسيا من بداية اللقاء وأفسحت لها المجال لتمر انتصار من جوارها للداخل وتتجه على الفور تجلس واضعة ساقا فوق الأخرى بتعال .
التفتت أميرة تطالعها لثوان قبل أن تتجه إليها بخطوات متمهلة ثم جلست أمامها وطالعتها بصمت فاسترسلت الأخرى 
عاطف قال لي إنكوا هتسافروا وإنه هيشتريلك بيت في كندا تعيشي فيه وهو هيبقى بين هنا وهناك قلت أجي أشوفك قبل ما تسافري مادام إنت قاسېة في حق أمك ولا بتسألي ولا بتعبري .
يعني هو بالفعل سيبعدها عن هنا كما قال سيرحلها من سجن إلى سجن آخر في بلد آخر ليدوم عڈابها .
تساءلت بنبرة يسقط منها حطام روحها قائلة 
ولو قلتلك إني مش عايزة أسافر وعايزة أطلق منه ممكن تعملي حاجة علشاني 
كانت تعلم يقينا الإجابة التي ستتلقاها ولكنها طرحت سؤالها ليتضاعف داخلها الحق في التخلى عن الماضي تماما ولتمضي دون الالتفات للوراء .
جاءها الرد على هيئة نظرات عڼيفة ونبرة قاسېة تردف بغرور 
أعمل إيه علشانك هو إنت مدياني فرصة أعمل حاجة دا إنت صداه ورافضة حبه ليك من كل ناحية عايشة على أوهام الماضي اللي عمرها ما هتتحقق دا أنا ساعات بتكسف منه على صبره عليك .
ابتسمت بسخرية مؤلمة وهي تومئ لها وتخفي وجهها أرضا ثم عادت تطالعها قائلة بهدوء ممېت 
ممكن أسألك سؤال 
فردت ظهرها على مقعدها تطالعها بثقب وتنتظر سؤالها فتابعت أميرة بشك يراودها دوما 
هو أنا فعلا بنتكوا يعني حقيقي إنت أمي اللي ولدتيني وتعبتي فيا زي كل الأمهات ولا أنا بنت ناس تانية أذيتكوا وحبيتوا تنتقموا فيهم مني 
زفرت انتصار بملل وعادت تنحني قليلا نحوها وتردف بجمود وصقيع غلف قلبها 
لا بنتي وتعبت فيك وفي تربيتك علشان تكبري تكرهيني وتروحي تحبي شهيرة وأولادها أكتر مننا بنتي اللي عارفة كويس شهيرة دي بالنسبالي إيه وبردو اعتبرتها هي اللي أمها وحبت ابنها .
تعالت نظرتها وهي تتابع بتشف ممېت 
بس أول واحدة باعتك هي شهيرة وأول واحدة رفضت ارتباط ابنها بيك هي شهيرة والوحيد اللي حبك بجد وفتح لك قلبه وحارب علشانك هو الراجل اللي إنت دلوقتي شيفاه وحش وعايزة تطلقي منه وقال إيه مش بنتنا .
لا إراديا ظهرت غيمة في عينيها وهي تطالع هذه القاسېة ثم ابتلعت الغصة المتحجرة بصعوبة وتحدثت وأحشاءها تتلوى حزنا 
صح أنا المذنبة الوحيدة في الحكاية دي كان المفروض أقبل بالضړب والقهر واسكت كان المفروض اتجوز واحد مريض نفسي اتجوزني علشان بس ينتقم مني إني حبيت حد غيره كل ذنبي إني كنت بهرب من قسوتكم لبيت عمي المكان الوحيد اللي شوفت فيه حنية وهتفضل طنط شهيرة هي الست اللي طبطبت عليا وقت زعلي مكان أمي .
تعمدت أن تؤلمها كما تفعل معها وبالفعل تجلى الغيظ والكيد على ملامحها وهي تنتفض وتقول بحدة لاذعة 
طنط شهيرة تصدقي أنا اللي استاهل كل ده علشان قلت أجي أشوفك قبل ما تسافري عمرك ما هتتغيري وأنا زعلانة على عاطف لإن فعلا حياته معاك صعبة .
وقفت تتحرك لتغادر بعدما أشعلتها سيرة زوجة حسن فأوقفتها أميرة تقول بترقب 
تعرفي إني كنت حامل حملت وأجهضت من غير ما أعرف وده ليه .
لفت انتصار وجهها قليلا بتعجب ولم تكن تعلم عن هذا الحمل فتابعت أميرة بسخرية مؤلمة 
لإن عاطف اللي حياته صعبة معايا واللي إنت زعلانة عليه دخل عليا بواحدة بعد ما اتجوزها ولما طلبت الطلاق ضړبني وحبسني بس ما تشغليش بالك هو كالعادة عرف يراوغ وماجبش على نفسه أي غلط .
وقفت انتصار مكانها تتعجب من عدم إخبار عاطف لها بهذه الأمور وكادت تتحدث متسائلة لولا جملة نطقتها أميرة پغضب 
ماتجيش هنا تاني .
انتهت وتحركت تصعد للأعلى وتركتها تقف متعجبة ولكن من المؤكد أن ابنتها اخطأت ليصل به الأمر إلى فعل ما قالته .
اندفعت بعدها تغادر من حيث أتت وهي نادمة على مجيئها خاصة وقلبها مشتعل بالكيد والغيرة منذ أن جاءت سيرة شهيرة زوجة حسن الذي كانت تتمناه يوما .
بعد ساعة في الطائرة
باتت ملامح
خالد باردة لا تستطيع خديجة تفسيرها كصفحة بيضاء خالية من الكلمات .
تجلس أمامه منذ ساعة تنتظر أي كلمة منه ولكن طال انتظارها وصعب عليها التحمل لذا تساءلت بترقب وتوتر سيطر على بنبرتها 
خالد هو الشخص ده تبع الماڤيا 
كان شاردا يستند بذقنه على يده وينظر من النافذة
يفكر دوما في احتمالية علم الماڤيا بوجودهما كلما حاول طمأنة نفسه أن الأمر سيحل عاد بذاكرته إلى
 

تم نسخ الرابط