رواية هواها مُحرم (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم اية العربي

موقع أيام نيوز


إن آسيا هانم على وصول خليني أروح أخلص شوية التزامات وأرجعلك علطول .
تبدلت ملامح الاسترخاء إلى التعجب والحنق الطفولي قائلة بنبرة متطلبة 
التزامات إيه يا صقر مش قلت إن النهاردة بتاعي أنا 
ابتسم لها ثم انحنى يقبل وجنتها وعاد يعتدل قائلا 
كنت ناوي كدة فعلا بس الأفضل تكوني إنت وآسيا هانم لوحدكوا وأنا مش هتأخر .

زفرت باستسلام تومئ له ووقفت تخطو معه لتودعه وتحضر ضيافة لاستقبال والدتها .
تداخل الضجيج في رأسها وهي في عمق نومها لتنكمش ملامحها مستشعرة هذا الاهتزاز الذي يجاورها لتفتح عينيها ببطء وتنظر على مرمى بصرها حيث كان هاتفها على الكومود يجاورها ويعلن عن اتصال صامت من أحدهم .
تحمحمت ومدت يدها تتناوله وتطالعه لتجدها والدتها .
أجابت بنعاس وبنبرة حنونة قائلة 
سلام عليكم عاملة إيه يا ماما .
تحدثت نسرين باشتياق ويجاورها بهجت يترقب سماع صوت ابنته بلهفة 
ديچا حبيبتي وصلتي بالسلامة ليه مكلمتنيش أول ما جيتوا قلقت عليك .
تنفست خديجة وهي بين أحضان هذا النائم بعمق ثم تحدثت بهمس حتى
لا تقلقه 
معلش يا ماما إحنا بخير يا حبيبتي وصلنا من ساعتين تقريبا بابا ومازن عاملين إيه وحشتوني جدا ونفسي أشوفكم أوي .
تنهدت نسرين باشتياق مماثل وهي تبتسم وزوجها يشاور لها أن تناوله الهاتف فقالت 
خدي بابا عايز يكلمك أهو .
ناولته الهاتف فالتقطه يردف على الفور بلهفة 
تعالي لما أشوفك يا خديجة وحشتيني أوي يابنتي .
سبقها قلبها إليه وتملكها حنينا قويا لعناقه ورؤيته لذا تنهدت وسريعا قالت ما طرأ على عقلها 
وانت كمان وحشتني جدا يا بابا .
زفرت ونظرت لهذا النائم بعمق ثم عادت تتحدث بترقب 
إيه رأيك لو تجيب ماما ومازن وتيجوا انتوا نفسي أشوفكم أوي .
نظر لزوجته التي استمعت لعرض ابنتها وأشارت إليه برفض وحرج ولكنه تحدث بقبول متجاهلا رفض زوجته 
تمام يا خديجة هنيجي نشوفك ونرجع علطول .
انتابتها سعادة رسمت على ملامحها وتجلت في نبرتها حينما قالت 
ماشي يا بابا هستناكوا .
ابتسمت عليه والتفتت تحاول التململ من بين يديه ونجحت ثم وضعت الوسادة بدلا عنها فانكمشت ملامحه بضيق كأنه يرفض تلك القطعة القطنية ويريد قطعته الغضة الأنثوية ولكنه برغم ذلك يكمل نومه .
ترجلت وتحركت نحو الحمام
لتغتسل وتبدأ في تحضير نفسها لاستقبال أسرتها .
يجلس عمر في الملحق الخاص به يفكر فيم حدث منذ قليل ولم هاتفته تلك الفتاة وماذا تريد 
خرج يحمل هاتفه ويحاول الوصول لها فلم تجبه رفع نظره نحو غرفتها ليجدها مضاءة لذا عاد يكرر اتصاله بها ولكنها أيضا لم تجبه .
فكر قليلا هل يصعد إليها خاصة وآسيا هانم ليست هنا بل ذهبت لزيارة ڼارة ولكن ليس أمامه سبيلا آخر لذا زفر وتحرك نحو المنزل ليراها .
فتح الباب ودلف يتحمحم بحرج فما يفعله في الآونة الأخيرة مخالفا تماما لم اعتاد عليه وما يفضله ومع ذلك هو يكمل خطاه نحو الأعلى حيث غرفتها وكأنه مجبر خاصة وهي تتدلل ولا تجيبه .
وصل إلى غرفتها وتنفس بقوة ثم رفع يده يطرق بابها ليجده مواربا وصوت أغاني تصدح من الداخل فقطب جبينه متعجبا بعدما لمح غرفتها خالية .
ناداها وهو يفتح الباب بحذر فلم تجبه لذا تملكه القلق وأخذته قدماه نحو الداخل وهو مستمرا في ندائها بهدوء وعيناه تتفحص الجوار .
الغرفة خالية منها وكلمات الأغنية تتردد على مسامعه 
لو جاي في رجوع انساني شوفلك موضوع تاني ارجع ليه للي أذاني وعليا بإيه 
هز رأسه متنهدا على تلك المشاغبة ووقف يبتسم حيث تسحبه كلمات الأغنية كالرمال المتحركة .
كانت قد انتهت من حمامها وارتدت مئزرها وتحركت نحو الخارج بملامح حزينة وعبوس ودموع كلما جفت عادت تتلألأ .
خطت من الحمام واتجهت نحو السرير لتلتقط ملابسها وما إن اعتدلت لتقف وتبدأ في فك مئزرها حتى وجدته يقف أمامها يطالعها بجحوظ وتخشب فاتسعت عيناها وأطلقت صړخة 
عاااااااااااااا .
حل وثاق قدميه وهو يسرع نحو الخارج ويغلق الباب وقلبه ينبض بصخب ويردد پصدمة وعيون تكاد تسقط منه 
يابنت المجانين .
أما هي فوقفت تنظر لهيأتها ويداها تغلق طرفي مئزرها پصدمة وما إن اطمأنت ووعت لنفسها تنظر حولها حتى تحدثت بخجل 
عمر 
عادت تخطو نحو الباب وتفتحه لتجده ينزل الدرج عائدا من حيث أتى فنادته قائلة بحرج 
عمر استنى .
توقف يلتفت لها فوجدها تسرع إليه حتى لحقته فتحمحمت وقالت وهي تحدق به 
معلش أنا بس اتفاجئت بيك قدامي فاټخضيت تعالى نطلع .
امتدت يدها تتمسك بكفه فتحمحم هو الأخر بتوتر خاصة من هذا الموقف الذي وضع نفسه فيه وتحدث بحرج شدشد وهو يحاول إفلات يده منها 
أنا رنيت عليك كتير ماردتيش فكرتك زعلانة ماكنتش أعرف إنك بتاخدي شاور علشان كدة طلعت اطلعي إنت غيري هدومك وهستناك تحت في الجنينة .
تكتفت تطالعه بحنق وقالت موبخة حينما ذكرها 
مهو أنا فعلا زعلانة منك جدا .
أومأ يطالعها بثقب ويردف مشيرا برأسه نحو غرفتها 
أيوة مانا عارف ومشغلة أغنية بتقول لو جاي في رجوع انساني أرجع ليه للي أذاني أنا أذيتك يا مايا 
أومأت له عدة مرات وهي تقول مؤكدة 
أيوة طبعا أذتني وخبيت عني إن اللي كلمتك دي هي البنت اللي اسمها إيمان العدلي .
صدم من معرفتها بهويتها وعاد التوتر يسلك طريقه إلى ملامحه متسائلا 
عرفتي إزاي 
تأكدت من شكوكها بسؤاله وقالت موضحة 
من صوتها طبعا .
تنفست بعمق وطالعته بثقة تسترسل 
بتحاول تقرب منك صح مفكرة إنك هتعجب بيها .
لا يعلم أينكر هذا الإدعاء أم يؤكده ولكنه قرر تجاهله لذا قال ويديه تمسك بيديها تحررهما قائلا بحب 
مايا خلينا ننسى اللي حصل النهاردة ده كله ومانخليش حد يكون سبب إننا نزعل مع بعض أنا بجد مضايق جدا علشان إنت زعلانة .
حررت كفها وجهه تقول بحنان وعيون تبدلت بها دموع الحزن بدموع السعادة والراحة 
مش زعلانة
ماقدرش أزعل منك أبدا .
ابتسم وتنفس براحة وهو يميل على كفها بحب ثم رفع حاجبيه في إشارة منه نحو غرفتها متسائلا 
طب والأغنية 
هطلع أغيرها .
نطقتها بابتسامة ناعمة فتنهد حبا بها ثم نظر حوله وعاد إليها يقول بنبرة تحمل من العشق ما يكفيهما ويفيض 
طيب يالا اطلعي غيري هدومك وتعالى نقعد سوا تحت لحد ما آسيا هانم ترجع .
أومأت له بحب ورفعت سبابتها تقول محذرة 
تمام بس تعمل للبنت دي بلوك ولو حاولت تتواصل معاك تاني عرفني .
أومأ لها مطيعا فابتسمت لذا تنهد قائلا 
هستناك تحت .
تركها وأكمل نزوله بينما هي صعدت تقفز بسعادة حتى دلفت غرفتها واتجهت على الفور تبدل الأغنية بغيرها
لو أقولك إني بحبك الحب شوية عليك .
انتهت من تحضير نفسها حيث ارتدت فستانا طويلا منقوشا بورود
بيضاء وأكمام طويلة .
تركت خصلاتها حرة دون قيود لتصبح أكثر حيوية وثقة ونشاط .
التفتت تطالع هذا الذي ينام على بطنه ساحقا الوسائد أسفله بفوضوية وغطاء رقيق فقط يغطي نصفه .
زفرت ثم خطت تجاهه ثم انحنت قليلا لتقابل نصف وجهه الظاهر ونادته بنعومة قائلة 
خالد اصحى يالا .
توغل صوتها إلى أعماق مسامعه فابتسم ولم يستيقظ فمدت يدها تلكزه بخفة عند كتفه وتعاود النداء قائلة بنبرة أعلى قليلا 
خااالد يالا اصحى بابا وماما جايين .
تجعدت ملامحه وغزلت خيوط الضيق فوق وجهه ثم فتح عينيه يطالعها بنعاس لثوان يتأكد مما سمعه فابتسمت له وعادت تردف بهدوء 
يالا يا حبيبي قوم اجهز علشان زمانهم على وصول .
انتفض يجلس بحركة سريعة كشفت عن جسده قائلا باستنكار وضيق 
جايين فين 
تعجبت من نبرته وأصابها الإحباط والصدمة وهي تجيبه 
جايين هنا ! كلموني وقلتلهم ييجوا أشوفهم فيها إيه 
مسح بكفيه عن وجهه ليستيقظ جيدا ويهديء من ضيقه أمامها ثم عاد يطالعها قائلا بنبرة مستفهمة 
مافيش بس اتفقنا نروهلهم بكرة يأني ألشان كدة استغربت .
تنفست بقوة تهديء من خفقان قلبها ثم اتجهت إليه وجلست بالقرب منه تردف بنبرة مترجية ومحذرة في آن واحد 
خالد لو سمحت خليك كويس مع بابا أنا بزعل جدا لما بتتخانقوا سوا .
رفع رأسه قليلا وأسبل جفنيه يهديء من زوبعته ثم عاد يطالعها قائلا بهدوء يخفي ضيقا انتابه 
تمام يا خديجة .
ابتسمت له ثم نهضت تردف بترقب 
تمام يالا قوم خد شاور وأنا هنزل أحضرلهم ضيافة .
رأى الفرحة في عينيها فلم يرد أن يحزنها بالرغم من أنه كان يود قضاء الوقت معها يود قضاء كل أوقاته معها بمفردهما فقط .
لم عليها أن تعطي لعائلتها جزءا من وقتها يفترض أن تكن ملكه مثلما هو ملكها دون عائلة تأخذه منها .
لم من الأساس يجب على الشخص أن يكون له عائلة يحبها .
خرج من أفكاره الأنانية على ملامحها التي تنتظر حديثه فأومأ قائلا وهو يتحرك 
تمام يالا .
زفرت تنهض وترجل هو يخطو نحو الحمام پغضب يجاهد ليلجمه خاصة وأنه لا يحب رؤية ذاك البهجت ولكنه مضطر .
بعد قليل
تقف قبالته تتطلع على ملامحه
الوسيمة وهي تضع له القليل من مخمرية الزهور الاستوائية التي تفضلها عن العطور . 
تفردها على بشرته بحب قائلة 
إيه رأيك 
أطرق يطالعها ثم قال بخفة في جانبيها 
رائحتها شهية مثلك .
انتفضت ضاحكة وهي تبتعد عنه قائلة بسبابتها كتحذير 
بس يا خالد بغير جدا .
ضيق عينيه بمكر وخطى نحوها خطوات مدروسة كأسد احتجز فريسته وعلم نقطة ضعفها وهي تبتعد محذرة تخشى حتى الالتفات الذي حاولت تجربته ولكنه أسرع ينقض عليها فصړخت ضاحكة وهو يحملها بين يديه بوزن خفيف يساعده على العبث معها .
تتلوى لتحرر نفسها منه ولكنه وضحكاتها تتعالى لثوان مرت مستمرا في فعلته حتى كادت ضحكاتها ټخنقها وهي تصرخ في محاولة منها ليفلتها بعدما باتت أنفاسها تبتعد فشهقت وبدلا عن القهقهات أصبحت تسعل وشحبت ملامحها فتوقف يطالعها پصدمة ثم أسرع إليها بقلق يدلك ظهرها ليسعفها قائلا 
حسنا خديجة اهدئي .
ظلت تسعل وتضع كفها على صدرها منحنية تلتقط أنفاسها 
أنا آسف يبدو أنني بالغت ولكنني أحببت ضحكاتك .
حصل خير .
تبدلت حالتها فقد شعرت أن أنفاسها ستتوقف لذا تحركت تغادر الغرفة وتركته في حالة ضيق تستحوذ عليه .
طوال حياته حرم من اللهو واللعب والمرح والقهقهات العالية .
حرم من أم تدلله وحرم من أب يرشده عاش محروما للشغف والحب .
حتى بعد أن شب وبات يسترق العبث واللهو والملذات بنفسه وبرغم ذلك لم يشعر بأي سعادة
سعى في الأرض ليحصل على شعور ېقتل حرمانه فلم يجد .
لم يجده سوى معها فقط منذ أن دلفت حياته بدأت تعطيه من نهر حنانها ولطافتها وتصب في أرض حرمانه القاحلة فيرتوي شيئا فشيئا.
يعلم أن عبثه كثيرا عليها وأحيانا مبالغا فيه ولكنه ينسى قسۏة زمانه معها ينسى كل شيء معها .
زفر پاختناق فقد تمادى للحد الذي يمكنه إصابتها بالأڈى لذا نهض من فراشه يخطو نحو الخارج ليراها ويطمئن عليها .
كانت قد توجهت للغرفة المجاورة تقف في شرفتها تستنشق القليل من الهواء لتنعش رئتيها مجددا بعدها التقطت غطاءا لرأسها
.
ناداها وهو يخطو في الردهة
 

تم نسخ الرابط