رواية مزرعة الدموع الجزء الثاني بقلم مني سلامه

موقع أيام نيوز


ولامه عشان عمل كدة فى سفينه ناس غلابه بس ربنا كان له حكمه من كده ان كان فى ملك بياخد السفن ڠصب من الناس وبيصاردها ولما مرت السفينة على خدام الملك مرضوش ياخدوها لأنها كانت معيوبة بعد ما سيدنا الخضر خرقها لو مكنش سيدنا الخضر عليه السلام عمل كده كان زمان الناس المساكين دول خسروا سفينتهم والملك صادرها أنا كل ما بفتكر القصة دى برتاح أوى وبطمن ان ربنا أكيد رايدلى الخير وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم

ونعم بالله وعشان انتى أحستنى الظن بالله أنا واثقه ان ربنا هيكتبلك الخير يا ياسمين ومش ممكن حد يضرك أبدا
ان شاء الله
لسه مصره انك متلبسيش فستان فرح
أيوة يا سماح مش حبه ألبس فستان فرح هلبس فستان حلو أنا اشتريته وجبت عليه طرحه حلوة اوى هيعجبك
ماشي يا حبيبتى المهم تكونى انتى مبسوطة
عانقت سماح صديقتها وهى تدعو الله فى سرها أن يبدل حزنها فرحا
جلست نانسي مع والدتها فى التراس قائله 
حسه ان عمر كل مدى بيبعد عنى
قالت نادين بإهتمام 
ازاى 
مش عارفه بس حسه بكده معدش ملهوف عليا زى الأول
صاحت أمها پغضب 
فالحه يا نانسي فالحه
أوووف يا مامي أنا مش بقولك كده عشان تقطميني
أمال بتقوليلي ليه عشان تحرقى دمي
لأ عشان أقولك اننا رايحين بكره مع عمر على المزرعة بتاعته اللى فى المنصورة دي 
لا أنا
مليش فى الجو ده
قالت نانسي بتبرم 
ولا أنا عايزاكى معايا بس الباشمهندس عمر أصر انك وبابا تيجوا معايا
طيب خلاص مش مشكله الغى السفريه ومتسافريش
قالت نانسي بإصرار 
لأ لازم أسافر معاه
ليه بأه
عشان هناك هعرف ازاى أرجعه عمر اللى ھيموت عليا
والله انتى بتاعة كلام وبس
قالت نانسي بزهو وتفاخر 
بكرة تشوفى
دخل كرم الى مكتب عمر بالشركة قائلا 
ها يا عمر ناوى على السفر امتى 
النهاردة ان شاء الله
طيب تمام أنا جاى معاك
لا مفيش داعى خليك انت 
لا جاي معاك أهو أساعد فى أى حاجه انت شايل الحمل لوحدك
مش لوحدى ولا حاجه أيمن موجود
أهااا أيمن موجود يبقى كرم شكرا مش كده
ضحك عمر قائلا 
تصدق أنا اللى غلطان عايز تيجي تعالى
ثم استطرد قائلا 
على فكرة نانسي ومامتها وباباها جايين هما كمان
أهااا تمام طيب يعني أجى بعربيتى ولا ايه
لا مفيش داعى هاخدك انت ونانسي فى عربيتي وأهما هيجوا بعربيتهم 
متأكد مش عايز أبقي عزول وداخل بين البصلة وقشرتها وتدعى عليا طول الطريق
ضحك عمر قائلا 
لا يا كرم متقلقش أنا أصلا بدعى عليك من غير حاجه 
تشكر يا ذووووء
فى الطريق الى المنصورة انطلقت سيارة عمر وبجواره نانسي وفى المقعد الخلفى يجلس كرم وخلفهم سيارة والد نانسي ووالدتها التفتت نانسي قائله ل كرم 
كده برده متحضرش الخطوبة يا كرم ده انت أقرب صديق لعمر
قال كرم معتذرا 
معلش يا نانسي يومها كان نفسي أحضر بجد بس كان فى سفريه مهمة يومها ومينفعش يقوم بيها غير أنا أو عمر 
ثم ضحك قائلا 
يعني لو كنت حضرت مكنش العريس هيعرف يحضر عشان كده ضحوا بالجنين عشان الدكتور يعيش
أطلقت نانسي ضحكة عاليه قائله 
انت مصييه بجد
توقف عمر بجوار احدى الكافيتريات على الطرق قائلا 
هجيب مايه عايزين حاجه أجيبهالكوا 
نانسي لا ميرسي
كرم آه يا عمر الله يكرمك عايز شيتوس ولمبادا
الټفت له عمر قائلا 
نعم يا أخويا شيتوس ولمبادا
آه
يا عمر بس لمبادا بالشكولاته مليش فى الفراولة
أطلقت نانسي ضحكة عاليه أخرى
محسسنى انى خلفتك ونسيتك يا ابنى انزل هات لنفسك
ما انت نازل يا عمر هاتلى فى ايدك وانت جاى
قال
وهو يخرج من سارته 
حاضر اللهم طولك يا روح
التفتت نانسي الى كرم الجالس خلفها قائله 
معرفش ان دمك خفيف كده يا كرم
دى أقل حاجه عندى
ضحكت مرة أخرى قائله 
كان نفسي صحبك يطلع زيك كده 
عمر
آه بحس انه جد أوى ومتنشن على طول
بالعكس عمر دمه خفيف وتحبي تتكلمى معاه هو بس يمكن اليومين دول اللى شادد شوية عشان ضغط الشغل
طيب ما انت معاه فى الشغل ومع ذلك مش متنشن كده 
صمتت قليلا صم قالت 
الا قولى يا كرم انت بتشتغل ايه عند عمر 
ابتسم بسخريه قائله 
مين ضحك عليكي أصلا وقالك انى شغال عند عمر 
قالت مستفهمه 
أمال ايه 
أنا شغال مع عمر مش عند عمر أنا شريك فى مجموعة شركات الألفى بنسبة 30
رفعت مانسي حاجبها فى دهشة ولمعت عيناها ببريق خبيث وقالت 
تصور مكنتش أعرف يعني انت وعمر شركا
أيوة شركا
فى تلك الأثناء عاد عمر وشعر بالضيق عندما وجد نانسي ملتفه تماما للخلف بهذه الطريقة صعد الى سيارته فاعتدلت نانسي فى مقعدها وانطلق يكمل طريقه الى المزرعة
طرق رأفت باب حجرة صديقه فقال مصطفى 
ادخل يا رأفت
دخل رأفت ونظر الى مصطفى الذى يرتب ملابسه فى حقيبته قائلا 
ها يا درش خلاص ناوي
اه يا ابنى معدش الا يومين على الفرح يدوبك أظبط البدله واتفق مع الحلاق
طيب والشقة مش ناقصها حاجه 
لا كله زى الفل أبويا قام بالشغل كله
أخدت أجازة أد ايه
انفعل مصطفى قائلا 
ولاد ال تيييييييييييت مرضوش يدولى إلا اسبوع واحد طبعا منهم اليومين دول وخمس أيام بعد الفرح بالله عليك فى عريس يخسفوا الأرض بشهر العسل بتاعه من شهر لخمس أيام حاجه تيييييييييييت
ضحك رأفت قائلا 
معلش يا درش أصلك الفترة الى فاتت كنت واخد أجازات كتيره فطبيعي ميرضوش يدوك أكتر من أجازتك اللى بتاخدها كل شهر
يلا خير
هتمشي امتى 
حالا ان شاء الله آه بالحق مستنيك فى الفرح اوعى متجيش تبقى ندل وابن تييييييييت
ضحك رأفت قائلا 
لا متقلقش قاعد على قلبك ومبروك يا عريس
الله يبارك فيك يا رأفت أشوفك على خير يلا سلام
سلام
ثم حمل حقيبته وانصرف 
قال عمر ل نانسي وهما
يسيران معا داخل المزرعة 
ايه رأيك فيها 
فى ايه 
المزرعة
آه آه حلوة
عارفه يا نانسي ده أكتر مكان برتاح فيه لما باجى هنا بنسي كل حاجه فى الدنيا مبفتكرش غير الخضرا والسما والنيل 
قالت نانسي ويبدو عليها علامات الضجر 
بس يا عمر المكان هنا ممل شوية
قال عمر بإستغراب 
ممل 
أيوة متفهمنيش غلط بس دى قريه ومفيش فيها أى حاجه الواحد يسلى بيها نفسه
أولا بينا وبين المنصورة نفسها ربع ساعه بس وفيها أماكن حلوة كتير وثانيا لما باجى هنا مببقاش عايز لا دوشة ولا زحمه بحب أستمتع بالهدوء والسکينه اللى هنا فى المزرعة
رأى شجرة فأسرع الخطى ومسح على جزعها بكفه وارتسمت على شفتيه ابتسامه كبيره قائلا 
شايفه الشجرة دى زرعتها بنفسي من زماان كنت فى اعدادى وجدى ساعدنى وعرفنى ازاى أزرعها 
أقبل رأفت عليهما فانفرجت أسارير نانسي لقدومه فلقد وجدت فيه فرصه للهروب من حديث عمر الذى أشعرها بالضجر التفتت الى عمر قائله 
هسيبكوا بأه تشوفوا شغلكوا 
ثم وجهت حديثها الى أيمن قائله 
ازيك يا أيمن
هز رأسه مرددا 
أهلا بحضرتك
انصرفت نانسي وتركت الصديقان بمفردهما قال أيمن معتذرا 
معلش يا عمر جيت فى وقت مش مناسب ولا ايه أصل فى ورق محتاج امضتك عليه ومخدتش بالى ان خطيبتك معاك الا لما قربت منكوا
ابتسم عمر لصديقه قائلا 
لا يا أيمن محصلش حاجه هات الورق
قرأ عمر الورق ثم أخرج قلمه وذيله بتوقيعه وقال ل أيمن 
اعتقد كده ماشيين بمعدل كويس مفضلش الا الجهه الغربيه
بالظبط كده وكلها يومين ونخلص الرش هناك ان

شاء الله
ربنا يستر ونلاقى نتيجة ومتكنش مصاريف على الفاضى
لا ان شاء الله أنا مستبشر خير
سار الصديقان معا فسأله عمر 
ها ايه أخبارك مع خطيبتك
ابتسم أيمن قائلا 
كله تمام الحمد لله
الحمد لله ناوبين على امتى ان شاء الله
بصراحة محددناش معاد محدد سايبنها بظروفها يعني لما نحس احنا الاتنين اننا مقتنعين ببعض واننا مستعدين للخطوة دى
ربت عمر على كتف صديقه قائلا 
انت ابن حلال وتستاهل كل خير يا أيمن
تسلم يا عمر وانت ايه أخبارك مع خطيبتك 
أزاح عمر يده من على كتف صديقه ونظر أمامه ولم ينطق بشئ فحثه أيمن قائلا 
ايه فى مشاكل بينكوا لما شوفتكوا من شوية كنتوا كويسين
قال عمر وهو شارد 
مش عارفه يا أيمن ساعات بحس انى بحب نانسي أوى وساعات
وساعات ايه 
ساعات بحس ان دماغنا مش راكبه على بعض
ازاى يعني 
تنهد عمر قائلا 
مش عارف حقيقي مش عارف حاسس انى متلخبط وعقلى مبيبطلش تفكير
وجدا جدولا من الماء فجلسا على صخرة أمامه سكت أيمن قليلا ثم نظر الى صديقه وسأله قائلا 
انت ايه اللي عجبك فى نانسي و خلاك تقول هى دى الانسانه اللى عايزها تبقى مراتى 
أخذ عمر يفكر وهو يلقى ببعض الحصى فى الماء ثم قال 
جميله جذابه مرحه
ذكية من عيلة كبيرة
قال أيمن مستنكرا 
بس كده 
سكت عمر وهو يشعر بالحيره ثم وجهه نفس السؤال الى صديقه قائلا 
طيب انت ايه اللى عجبك فى خطيبتك وخلاك تقول هى دى غير حكاية المصحف والمطار
عجبنى حاجات كتير ولما عرفتها وعرفت أهلها حبيتها أكتر واقتنعت بيها أكتر عجبنى أخلاقها وأدبها وحيائها لما ببصلها بشوف فيها أم لولادى 
صمت قليلا ثم أكمل قائلا 
أنا مش بدور على واحدة تكون زوجة وبس يا عمر أو واحدة عشان أشبع رغباتى معاها وشكرا لا أنا بدور على أم لولادى نربهيم سوا ونكبرهم سوا ونعلمهم سوا يكونوا رجاله بجد بدور على واحدة تكون سند ليا لما أتعب أو لما أكبر في السن وأعجز ألاقيها جمبى ومعايا بدور على واحدة تكون سكن ليا وأكون سكن ليها واحده تفهمنى وأفهمها وأحس بيها وتحس بيا وأحس معاها اننا بنكمل بعض وان أنا وهى شخص واحد مش شخصين
أعقب حديث أيمن صمت طويل لا يتخلله الا تغريد العصافير على الشجر وبعد فترة نظر أيمن الى عمر قائلا 
انت حاسس بكده مع خطيبتك 
صمت عمر وعاود القاء الحصى فى الماء ثم الټفت الى أيمن وابتسم قائلا 
لو انت حاسس بكده مع خطيبتك يبقى يا بختك بيها
ابتسم أيمن ولم يعقب بشئ
صحى النوم يا عروسه
هتفت سماح بهذه العبارة وهى توقظ ياسمين من نومها لكنها لم تدرى أن ياسمين لم تذق غمضا منذ يومين كانت تنام على سريرها مغمضة العين لكنها متيقظه ومنتبهه تفكر وتفكر وتفكر تململت ياسمين فى فراشها ونظرت
الى صديقتها قائله 
صباح الخير ايه اللى جايبك بدرى كده
بدرى ايه يا بنتى الساعه 10 والنهارده فرحك قومى ورانا حاجات كتير
قامت ياسمين متكاسله وقالت 
المأذون هييجى العشا هعمل ايه أنا من دلوقتى للعشا
هتفت سماح قائله 
يا ربي وبتقولى هتعمل ايه قومى يا بنتى مفيش وقت يلا
نهضت ياسمين وتوجهت الى الحمام وأخذت دش ساخن لتريح أعصابها المشدودة
قام والد عمر من نومه ليجد زوجته جالسه على السرير وعلامات القلق بادي على محياها فاعتدل جالسا وقال 
صباح الخير يا كريمة صاحيه من بدرى 
تنهدت قائله 
أنا منمتش أصلا من بعد الفجر
ليه يا حبيبتى ايه اللي مصحيكي
قالت بصوت باكى 
شوفته تانى يا نور
هو ايه اللي شوفتيه
الحلم اللي حلمته ل عمر من فتره شوفته تانى النهارده بنفس الشكل ونفس التفاصيل الحية بتجرى عليه وهو بيقع فى البير وبعدها الحية بتهرب منه أنا خاېفه أوى
أمسك يدها فى يده قائلا 
متخفيش ان شاء الله ربنا يحفظه
يارب يارب احميه يارب واصرف عنه السوء
مبروك يا
 

تم نسخ الرابط