رواية مزرعة الدموع الجزء الثاني بقلم مني سلامه
المحتويات
عنى ولا أصلا أفرق معاهم فى حاجه مليش الا أمى ودى ما هتصدق تخلص منى والبيت يفضى عليها هو وجوزها
قال بسخريه
مرتبه كل حاجه يعني
نظرت اليه قائله بلهجة ټهديد
آخر الاسبوع تكون كتبت عليا يا مصطفى وإلا وديني وما أعبد لهتشوف منى اللى يشيبك قبل أوانك وانتى عارف نهلة لما بتقول حاجه مبتقولهاش على الفاضى بتنفذ على طول
انتى مدام ياسمين
قالت ياسمين بصوت خاڤت وهى تشعر بالحيره لمعرفة تلك السيدة بإسمها
أيوة أنا ياسمين
نظرت المرأة اليها من رأسها الى أخمص قدميها وكأنها تتفحص جاريه فى سوق الجوارى احمرت وجنتا ياسمين من الڠضب وعادت الى اكمال عملها متجاهله تلك المرأة التى ترمقها بنظرات وقحه اقتربت منها المرأة أكثر قائله
نظرت اليها ياسمين بدهشه وقد صدمت عندما علمت بشخصيتها أكملت مدام ثريا بنبره متعاليه
جيت أشوف البنت اللى عمر عايز يدخلها عيلتنا
احمرت وجنتا ياسمين مرة أخرى لكن هذه المرة خجلا وابتسمت لمدام ثريا قائله
أهلا وسهلا بحضرتك نورتى المزرعة
قالت
مدام ثريا بنفس النبرة المتعاليه
أومأت ياسمين برأسها قائله
أيوة فعلا
طيب أنا هتكلم معاكى من الآخر لان طبعى انى واضحه وصريحه ومبحبش اللف ولا الدوران
شعرت ياسمين بالقلق قالت
اتفضلى
قالت مدام ثريا بهدوء وحزم
طبعا انتى عارفه مين هو عمر وهو ابن مين وعنده ايه وان بنات كتير أوى يتمنوه ومش أى بنات بنات لهم حسب ونسب يعني بنات متتعيبش ومن نفس مستواه المادى والإجتماعى انتى بأه شايفه انك هتكونى زوجه مناسبه لواحد زى عمر يعني شايفه نفسك زوجك يتشرف بيها وهو بيقدمها للناس ولا يتكسف منها ومن عيلتها
ثار بداخلها لوقع تلك الكلمات عليها لكنها راعت أنها تتحدث الى سيدة فى عمر والدتها رحمها الله فقالت بصوت حاولت أن تجعله هادئا بقدر الإمكان
أنا مش شايفه حاجه تعيبنى أو تعيب عيلتى والانسان اللى هتجوزه لو محسش انى أشرفه يبقى ميلزمنيش أصلا
طبعا انتى عارفه ان عمر كان خاطب قبل كده
أومأت ياسمين برأسها فى صمت فأكملت قائله
هى وأهلها كانوا طمعانين فى عمر وفضلت البنت تلف عليه وتعمل المستحيل عشان الجوازه دى تتم لحد ما كشفها على حقيقتها وفسخ الخطوبه
أخرجتها مدام ثريا من حيرتها عندما أخبرتها بسبب فسخ الخطوبة لأن هذا الأمر ظلت تفكر فيه كثيرا أكملت مدام ثريا قائله بشئ من الكبر
نظرت اليها ياسمين بشفقه نعم بشفقه فلقد تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذره من كبر أكملت مدام ثريا قائله
اللى عايزه أقوله انى شايفه انك اخر واحده ممكن تكونى مناسبه لعيلة الألفى انتى واحدة كويسة وأكيد هتلاقى انسان كويس زيك له نفس ظروفك ومن نفس مستواكى
شعرت ياسمين بالعبرات تحاول أن تجد الطريق لعينيها لكنها أوقفتها بحزم لن تسمع لتلك المرأة المتغطرسة أن ترى تأثير كلماتها المسمۏمة عليها قالت ياسمين بصوت مرتجف
أنا لسه مدتش قرار فى الموضوع ده
قالت ثريا بسخرية
هو فى واحده عاقله تقول ل عمر لأ
شعرت ياسمين بمزيد من الحنق فأكملت ثريا
أنا بس حبيت أنصحك الفرق بينك وبين عمر هيدمر حياتكوا بعد كده هو ممكن يكون بيحبك دلوقتى بس بعد الجواز الحب بيضيع والحاجات التانية هى اللى بتظهر ساعتها هيندم على اختياره وعلى تسرعه وهيعرف انكوا مش مناسبين لبعض
أنا بقولك الكلام ده لان أكيد انتى مش عايزه تكونى مطلقة للمرة التانية
شعرت ياسمين وكأنها تلقت صڤعة قوية على وجهها الآن لم تعد تستطيع كبح جماح عبراتها التى أخذت تتجمع فى عينيها مهدده بالسقوط فى أى لحظه علمت مدام ثريا أنها لمست وترا حساسا فأكملت بقسۏة
هو ده اللى هيحصل بعد ما يفوق من النزوة اللى هو فيها ويقارن بينك وبين البنات اللى حوليه زي بنتى ايناس مثلا هى جايه المزرعة بعد شوية لما تشوفيها هتعرفى نوعية البنات اللى فعلا مناسبه ل عمر
صمتت قليلا ثم قالت بإبتسامه مصطنعه
انتى شكلك بنت طيبة وتستاهلى كل خير بس عشان مترجعيش تندمى لازم تفكرى كويس وشكلك كمان عاقلة وعشان كده أنا واثقه انك مش هتجيبى سيره ل عمر عن كلامى معاكى انا اتكلمت عشان مصلحتكوا انتوا الاتنين ولو احتجتى حاجه فى أى وقت عرفيني
أنهت كلامها ثم استدارت وانصرفت شعرت ياسمين بالألم يغزو قلبها وبنفسها يضيق
ياسمين مالك
نظرت اليها ياسمين والكلمات محپوسه فى حلقها
قالت لها ولاء بلهفه
ايه مالك تعالى اعدى جوه طيب هى عمت عمر قالتلك ايه ضايقك كده
تركتها ياسمين ومشت فى طريقها وصلت الى حيث يعمل والدها فنادته أقبل والدها فقالت له بحزم
قول للبشمهندس عمر انى رفضته
بهت عبد الحميد وقال
ليه يا بنتى كده ده راجل كويس ميتعيبش
قالت ياسمين بصوت متهدج
أرجوك يا بابا متضغطش عليا
ثم تساقطت عبرة من عينيها وهى تنظر اليها قائله
ولا هتغصبنى عليه زى مصطفى
بدا التأثر على وجه عبد الحميد وقال
لما الولاد بيغلطوا الأب بيسامح لكن لما الأب بيغلط ولاده بيكونوا فاكرين غلطته ومبينسوهاش أبدا
نظرت الى والدها بتأثر قائله
أنا آسفه يا بابا مكنش قصدى أزعلك أنا بس مضايقه شوية ومش عارفه أنا بقول ايه حقك عليا
خلاص يا بنتى محصلش حاجه ومادمتى مش عايزاه خلاص دى حياتك مش هغصبك على جواز تانى أبدا
ابتسمت له قائله
ربنا يخليك ليا يا بابا وبعد اذنك أنا هروح ل سماح أعد معاها شوية
ماشى يا بنتى بس متتأخريش وخلىب الك من نفسك
ذهبت لدكتور حسن واستأذنته فى الانصراف لأنها تشعر بتوعك فقال لها
لا سلامتك ألف سلامه
احنا اصلا النهاردة يعتبر مفيش شغل كتير مفيش مشكلة روحى ارتاحى
شكرته قائله
شكرا يا دكتور
غادرت واتصلت ب سماح قائله
سماح انتى فاضيه النهاردة
آه فاضية خير هتيجى
لو مكنش يضايقك حسه انى مخنوقه ومحتاجه اتكلم مع حد
طيب يا حبيبتى منتظراكى ومتقلقيش أيمن هيتأخر النهاردة مش جاى الا بالليل
خلاص أنا خارجه أركب حالا
جلست سماح بجوار ياسمين تنظر اليها فى صمت نحدثت ياسمين قائله
عارفه من كتر ما أنا حسه پألم جوايا حسه انى مټخدره وعامله زى المشلوله اللى مش قادره تتحرك أنا كنت فاكره انى خلاص هفرح زى باقى البنات وهرجع ابتسم وأضحك من قلبي تانى لما بابا قالى انه اتقدملى فرحت أوى مكنتش مصدقه كنت فرحانه أوى كنت حسه ان قلبي طاير كنت بفكر بسطحيه أوى انا زى ولاء فكرت فى القشرة بس
قاطعتها سماح قائله
عمر مش وحش
يا ياسمين
نظرت اليها ياسمين قائله بمراره
احنا مننفعش بعض يا سماح مش عارفه ازاى انا كنت عاميه كده هو واحد اتربى بطريقه غير اللى أنا اتربيت بيها واحد مبادئه وافكاره وحياته كلها مختلفه تماما عنى مفيش أى تكافؤ بينا يا سماح عمته كانت معاها حق بعد ما الحب ده يضيع مش هيلاقى حاجه تخليه يتمسك بيا هيعرف ساعتها اننا مكناش مناسبين لبعض سماح أنا طول عمرى عايزه واحد يتقى ربنا فيا واحد أنا وهو نعين بعض ونقرب من ربنا سوا ونبنى بيتنا سوا ونربى ولادنا تربيه صح ونكون قدوة حسنه ليهم ازاى اختارلهم أب بيستحل حرمات ربنا بالشكل ده
قاطعها سماح مرة أخرى قائله
بصى اللى أنا أعرفه انه هو وبنت عمته وأخوها متربيين مع بعض وزى الاخوات يعنى هما واخدين على بعض اوى يعنى
قاطعتها ياسمين پحده
انتى مقتنعه باللى انتى بتقوليه ده اللى يغلط غلطه صغيره يغلط غلطة كبيرة يا سماح مابالك وهو اصلا مش شايف انه بيغلط
صمتت قليلا ثم هتفت باكيه بصوت متقطع
مصطفى لما خانى كان عارف انه بيخونى أما ده الخيانه عنده عادى هيخونى وهو أصلا مش حاسس ان دى خېانه واحد عايش فى عالم غير اللى أنا عايشة فيه وغير اللى انا متربيه عليه بكرة لما نتجوز يقولى اقلعى الحجاب زى بنت عمتى وزى خطيبتى القديمة بكرة يلبسنى زيهم وسلمي على الرجاله زيهم وأبقى خسړت ديني ودنيتى بتقولى انه مش وحش طيب لو هو مش وحش اختار واحدة بالشكل اللى وصفتهولك ليه عشان تكون خطيبته ها وبعدها يختارنى انا
قلت سماح
بس هو دلوقتى اختارك انتى يا ياسمين
قالت بمراره
هو مفرقش اى حاجه عن مصطفى مصطفى اختارنى لانه عايز واحده يحطها فى البيت زى اى كرسي فى البيت ويبقى واثق فيها وفى اخلاقها وهو بره يعمل اللى على مزاجه وعمر زيه اختارنى لنفس السبب
قالت والدموع تتساقط من عنينيها
لما مصطفى خانى يا سماح الألم كنت حساه فى كرامتى لكن لو عمر خانى
تعالى صوتها فى البكاء قائله قائله
الألم هيكون فى قلبي وأنا مش هقدر أتحمل ده
هدئتها سماح قائله
وانتى ايه اللي يخليكى تفكرى انه هيخونك يا ياسمين
قالت ياسمين بحزم من بين دموعها
لان حياته غلط وعيشته غلط وتصرفاته غلط هو واحد مبيخفش من ربنا وبيعمل الغلط عيني عينك كده أدام الناس اللى يعمل حاجه صغيره ببجاحه كده يعمل الكبيرة يا سماح
صمتت قليلا
ثم قالت
وبعدين مش دى المشكلة الوحيده المشكلة انى اكتشفت انى فعلا انه مينفعنيش ده واحد هينزلنى معاه لتحت وأنا عايزه واحد ياخد بايدي ونطلع سوا عايزه واحده له نفس مبادئي نربي ولادنا على مبادئ واحدة وقيم واحدة وافكار واحدة مش أنا ابنى وأبوهم يهد
ثم قالت بوهن
مش عايزه أطلق تانى يا سماح كفايانى چرح واحد مش هقدر أتحمل چرح تانى مش هقدر أخاطر تانى أنا معنديش أى ثقه في عمر زى ما كان معنديش أى ثقه فى مصطفى
نظرت لها سماح بحزن قائله
طيب فكرى تانى واستخيرى تانى
نظرت اليها ياسمين قائله بحزم
أنا استخرت وفكرت كويس الراجل الى هختاره زوج ليا هختاره بقلبي وعقلى مش بقلبي بس ولا بعقلي بس لازم الاتنين يوافقوا عليه لازم يتشرف بيا وسط عليته ووسط الناس أنا مش واحدة من الشارع زى ما عمته حاولت تفهمنى أنا بنت ناس صحيح ناس فقرا بس محترمين ونعرف ربنا هى فاكرة انى مش هقدر ارفض عمر وقالتهالى وش كده ان مفيش بنت تقول ل عمر لأ بس أنا هقول لأ أنا وعمر مستحيل نكون
لبعض ده آخر واحد ممكن أوافق انى أتجوزه
توجه عبد الحميد الى مكتب عمر طرق الباب فسمه صوت عمر بالداخل
اتفضل
دخل عبد الحميد فهب عمر واقفا واستقبله بابتسامه قائلا
اتفضل يا عم عبد الحميد اتفضلى اعد
قال عبد الحميد فى وجوم
تسلم يا بشمهندس بس أنا جاى أقولك كلمتين
متابعة القراءة