رواية مزرعة الدموع الجزء الثاني بقلم مني سلامه
المحتويات
وهمشى عشان ورايا شغل
وقفت عمر أمامه مبتسما ونظر اليه قائلا
خير اتفضل
تنهد عبد الحميد تنهيدة حسرة وبدا مترددا وقال دون أن ينظر اليه
بنتى رفضتك يا بشمهندس
وقع الخبر كالصاعقة على رأس عمر اختفت ابتسامته شيئا فشيئا حتى تلاشت تماما صمت وهو يحاول استيعاب ما سمع فنظر اليه عبد الحميد قائلا
أنا مش ممكن أغصبها مرة تانية جوازتها الأولى كانت ڠصب عنها وحلفت بعدها انى عمرى ما هعمل كده فى بنت من بناتى
نظر اليه عبد الحميد بأسف قائلا
أنا آسف يا بشمهندس
ثم استدار وانصرف جلس عمر على أقرب مقعد وهو مازال تحت تأثير صدمة رفضها اياه
حضر المأذون والشهود فى بيت نهلة لم يحضر أى من اخوتها فقط أمها وزوجها بدأ المأذون فى مراسم الزواج وهنا قال مصطفى للمرة الثانية
الفصل الثامن والعشرين
Part 28
دخل عمر الى بيته واجما حزينا سمع صوت المزاح والضحكات تتعالى من غرفة المعيشة توجه اليهم ليرى والدته ووالده و عمته و ايناس مجتمعون معا هتفت ايناس بمجرد أن رأته
عمر تعالى السهرة نقصاك
دخل عمر الغرفة ووقف أمامهم قالت عمته مبتسمه
حقيقي يا ايناس انتى عامله جو تانى للمزرعة الأيام اللى فاتت مكناش بنلاقى حاجه تسلينا هنا أنا من زمان مضحكتش الضحك ده
ايناس طول عمرها ډمها خفيف وبتعمل روح حلوة لأى مكان بتروحه
ضحكت ايناس وتنحنحت فى حرج مصطنع قائله
أحرجتونى بكلامكوا يا جماعة
التفتت الى عمر قائله فى مرح
وحضرة سمو الأمير رأيه ايه فيا رأيه برده زيهم انى مرحة ودمى وخفيف وعملالكوا جو حلو من ساعة ما جيت
كان عمر مازال واجما نظر الى كل العيون الى تطلعت اليه مبتسمه وقال بلهجة باردة خلت من أى انفعال
قال ذلك ثم غادر المكان وتوجه الى غرفته فى الطابق العلوى وأغلق الباب فى هدوء صمتوا وكأن على رؤسهم الطير كانت تعبيراتهم متباينه فمدام ثريا ظهر على وجهها علامات الارتياح والإنتصار أما ايناس فلم تستطع أن تخفى ابتسامه الفرحه الممذوجه بالخبث التى تكونت على شفتيها أما نور الدين فبدا شاردا وكأنه يفكر تفكيرا عميقا أما كريمة فكانت مشاعرها متباينه صدمة عدم تصديق ارتياح حزن حيرة مزيج عجيب تراه على وجهها نهضت من مكانها وهمت بأن تغادر الغرفة فأوقفها نور الدين قائلا
نظرت اليه قائله فى استنكار
لازم أطمن عليه
ثم خرجت وتوجهت الى غرفة عمر أما ايناس و والدتها فقد تبادلتا نظرة ذات معنى
طرقت كريمة الباب فلم تسمع صوتا ففتحته ودخلت وأغلقته خلفها كان عمر يجلس
فى الظلام على مقعد فى مواجهة شباك الغرفة وضوء القمر يتسلل الى غرفته ليلقى بأشعته الفضيه على وجهه حاولت اضاءه الغرفة لكنه الټفت اليها قائلا
أغلقته كما طلب وتوجهت اليه جلست على المقعد المجاور له وعينيها تتطلعان الى وجهه تراقب انفعالاته
سألته بصوت حانى
انت كويس يا عمر
تنهد عمر وأغلق عينيه للحظة ثم نظر اليها قائلا
ماما بجد أنا مش قادر أتكلم
قالت كريمة فى لهفة
عايزه أطمن عليك بس
قال بشئ من الحده
اطمنى بس لو سمحتى أنا فعلا مش قادر أتكلم مع حد
لو سمحتى سبيني مع نفسي شوية
ربتت أمه على رجله ثم نهضت وألقت عليه نظرة أسى قبل أن تخرج وتغلق الباب خلفها
كانت هناك مشاعر شتى تعتمل داخل صدر عمر كان يسأل نفسه سؤال واحد لماذا رفضته كان يبحث داخله فى حيره وألم عن اجابه لهذا السؤال ظل يبحث ويبحث الى أن تمكن التعب منه تعب ذهنى ونفسي شعر برغبه عارمه فى أن يذهب اليها الآن ويمسكها من ذراعيها ويهزها بقوة لتخبره بسبب رفضها اياه ود لو يقول لها أجننتى يا امرأة لا أستطيع العيش دونك أنت أصبحتى كل شئ فى عالمى فلماذا تطرديني من جنتك بلا رحمة أو شفقه أتظنين أن هذا سهلا أتظنين أن حرمانى منك أمرا هينا كلا انه كالمۏت بالنسبه لى كحرمانى من الهواء الذى استنشقه لماذا تفعلين هذا بي
قضى ليلته ساهرا على هذا المعقد لم تذق عينيه غمضا حتى أشرق الصباح كانت كريمة تعد الفطور على السفرة مع الخادمة عندما رأت عمر ينزل مسرعا ويتوجه الى الباب حاولت اللحاق به لكنه خرج مسرعا وأغلق الباب
توجه عمر الى مخزن العلف وجده مازال مغلقا وقف أمامه واضعا يديه فى جيب بنطاله كان يبدو عليه التوتر والتململ من الانتظار بعد قرابه الربع ساعه رأى عبد الحميد مقبلا من بعيد فتوجه اليه نظر اليه عبد الحميد بدهشه وانتظر أن يتحدث نظر اليه عمر قائلا
بنتك رفضتنى ليه يا عم عبد الحميد
تنهد عبد الحميد فى حسره ثم ربت على كتف عمر قائلا
أنا عارف ان أفضالك علينا كتير يا بشمهندس وان لولاك كان زمانا الله أعلم بحالنا دلوقتى وخيرك مغرقنا و
قاطعه عمر قائلا
مش ده سؤالى يا عم عبد الحميد سؤالى بنتك رفضتنى ليه
جذبه عبد الحميد من كتفه وسارا معا قليلا قال له عبد الحميد
أنا زى ما قولتلك امبارح جوازتها الأولى أنا غصبتها عليها مكنتش مرتحاله ومكنتش عايزه تتجوز بسرعه بس أنا من خوفى عليها انى أموت وأسيبها فى الدنيا دى لوحدها هى وأختها والناس معدتش بترحم قولت أهى تكون فى عصمة راجل تتحمى فيه ويكون سندها لكنه طلع كلب ولا يسوى
ثم قال بحزم
عشان كده حلفت انى عمرى ما هغصب واحده فيهم على راجل هى مش عايزاه
صمت عمر وهو يستمع الى عبد الحميد شعر بالأسى على ياسمين التى اضطرت الى العيش شهر كامل مع رجل لا تريده شعر بالحنق والضيق والڠضب لأجلها وشعر بالغيره ټطعنه فى قلبه طعنات قاتله الټفت الى عبد الحميد قائلا بحنق
ياريتك ما غصبتها عليه
تنهد عبد الحميد بحسره قائلا
اللى حصل بأه يا بشمهندس والحمد لله ان ربنا خلصها منه مع انها خلاص اتحسبت عليها جوازه
توقف عمر عن السير ونظر اليه قائلا
برده ماقولتليش هى ليه رفضانى
ما قالتليش سبب الرفض قالتلى بس انها مش عايزاك وأنا محاولتش أضغط عليها
شعر عمر بالألم عندما سمع مش عايزاك أطرق برأسه فى صمت ربت عبد الحميد على ذراعه قائله
بص يا بشمهندس هى لسه يا دوب مطلقه ومصدقت انها خلصت من اللى ميتسماش أكيد البنت لسه مش على بعضها ولسه خاېفه من طليقها ليأذيها وأكيد هى مش عارفه هى عايزه ايه اصبر عليها أنا عارف انها مش هتلاقى أحسن منك بس الموضوع محتاج صبر شوية
أومأ عمر برأسه ثم تركه وانصرف وعينا عبد الحميد تتابعه بحسره
استيقظت ياسمين متكاسله أخذت تنظر الى ساعتها لتعلم انها تأخرت على عملها لكنه لا تشعر بأى رغبة للذهاب الى العمل أو حتى لمغادرة فراشها كانت تخشى أن تراه فتضعف مقاومتها ظلت تفكر ترى ماذا كان رد فعله عندم علم برفضها
اياه طبعا صدم ابتسمت لنفسها بسخريه هو بالتأكيد غاضب ثائر الآن ليس لأنه خسرها بل لكرامته التى أهدرت للصڤعة التى أعطتها اياه وبالتأكيد عائلته سعيده الآن أنه ابتعد عن الفتاة التى يرونها غير لائقه لتصبح واحده منهم شعرت بالڠضب يجتاح كيانها ويملأ نفسها ظلت تستغفر ربها لتحاول تهدئه نفسها ثم نهضت وتوضأت وصلت الضحى وارتدت ملابسها وخرجت للذهاب الى عملها
وقفت نهلة فى مطبخ بيتها الجديد بيت
ياسمين سابقا وأخذت تعد طعام الفطور وهى تدندن فى سعاده استيقظ مصطفى ودخل المطبخ فرآها وعلامات الفرح على وجهها شعر بالغيظ وقال لها
مكنتش أعرف انك بتقومى من النوم مزاجك رايق كده
التفتت اليه قائله بسخريه
وهتعرف منين انت كان كبيرك تشوفنى بالليل وتخلع
تركها وذهب الى الحمام أعدت السفرة وجلست فى انتظاره خرج وجلس يتناول طعامه فى صمت التفتت اليه قائله
كان رجل طيب
قال لها بدهشة
هو مين ده
قالت له پحده
اللى انت عامله حداد يوم صبحيتنا
ألقى الطعام من يده والټفت اليها وصاح بسخريه
صبحيتنا سمعيني تانى كده ليه انتى فاكره نفسك بنت بنوت ولا ايه ده احنا دفنينه سوا
قالت بنفس السخريه
ما هو عشان دفنينه سوا لازم تبقى العلاقة بينا أحسن من كده
قال پحده
عايزانى أعاملك ازاى ان شاء الله
قالت نهله
تعاملنى زى ما كنت بتعاملنى زمان فرق ايه زمان عن دلوقتى هى مجرد الورقة اللى كتبناها امبارح عند المأذون تخيل انها متكتبتش واحنا مع بعض زى ما احنا
قال بمراره
أتخيل ازاى انها متكتبش دى أنا حاسس ان الورقة دى سلسله ربطانى من رقبتى
نظرت اليه بحزن قائله
للدرجة دى يا مصطفى شايف ان جوازك منى سلسلة حوالين رقبتك
قال بقسۏة
أيوة سلسلة خنقانى ولو أطول أخلص منها كنت خلصت
نهض وأخذ الجاكيت ارتداه وفتح باب البيت وخرج وأغلقه بقوة وترك نهلة خلفه ودموع الحزن تتجمع فى عينيها وقالت لنفسها ليك حق تعمل فيا أكتر من كده أنا اللى أهنت نفسى من البداية
اتصل كرم ب ريهام على الخط الداخلى وطلب منها احضار أحد الملفات الى مكتبه طرقت ريهام الباب فأسرع برفع سماعة الخط الخارجى دخلت ريهام فأشار اليها بيده أن تنتظر أمسكت الملف بكلتا يديها وانتظرت حتى ينهى مكالمته تحدث كرم وهو يرجع بظهره الى الوراء ويضع ساقا فوق ساق
طبعا هو احنا عندنا أعز منك انتى عارفه معزتك عندنا كويس وعندى أنا تحديدا
ألقى نظره على ريهام الواقفة أمامه والتى لا تظهر أى انفعالات على وجهها لكن كانت بداخله تشعر بالضيق والحنق وودت لو أخذت منه سماعة الهاتف وحطمتها فوق رأيه أكمل كرم فى صوت هائم
مش هتيجي تنورينى فى المكتب يا سلام تعالى انتى بس وانتى تشوفى أنا هستقبلك ازاى بس ياريت القمر يحن وميتأخرش علينا عشان احنا مش حمل بعاده
كانت ريهام قد وصلت الى ذروة ڠضبها همت بالإنصراف لكنها لمحت على الأرض نهاية سلك الهاتف الذى يتحدث فيه كرم كانت عاملة التنظيف تتعثر فى الأسلاك كلما نظفت فكانت تفصلها من مكانها وكانت ريهام تعيدها مرة أخرى قبل وصول كرم لكنها اليوم نسيت تركيب سلك الخط الخارجى
التفتت لتنظر اليه مرة أخرى وعلامات خبيثه ترتسم على وجهها أنهى كرم مكالمته ووضع السماعة مكانها وهو ېختلس النظر الى ريهام التى قالت
اظاهر ان حضرتك كنت بتتكلم مع شخصية مهمة جدا
ابتسم كرم بخبث وتمطع قائلا
فعلا شخصية مهمة جدا تقدرى تقولى واحده مش عادية
نظرت اليه ريهام وعيونها تلمع فى مرح وخبث وقالت
اظاهر فعلا انها واحده مش عاديه أبدا لدرجة انك سبحان الله تقدر تتكلم معاها من غير ما يكون فى حرارة فى التليفون
نظر اليها كرم وقد بهت فأشارت برأسها
الى سلك الهاتف الملقى على الأرض نظر كرم اليه وهو يتمنى
متابعة القراءة