رواية مزرعة الدموع الجزء الثاني بقلم مني سلامه

موقع أيام نيوز


من اللى اسمها مها دى بنفسي روح هاتها يا كرم بس ما تقولهاش حاجه
ذهب كرم الى المعمل وأحضر الدكتورة مها التى كانت تشعر بتوتر بالغ دخلت المكتب فوقف عمر فى مواجهتها قائلا 
جبتى منين مفتاح المخزن يا دكتورة 
ارتبكت مها وقالت 
مخزن ايه يا بشمهندس مش فاهمة
صړخ عمر فيها قائلا 
انتى هتستعبطى لا مش أنا اللى يتعمل عليا الشويتين دول يا تقوليلى على كل حاجه من الألف للياء لهروح بنفسي دلوقتى وأعملك محضر فى القسم وشوفى بأه الفضايح اللى هتحصلك من ورا الموضوع ده

بكت مها ولم تستطع التحدث فهتف عمر پغضب 
خلصيني مش هنعد طول اليوم فى النحنحه بتاعتك دى
ثم قال 
مين اللى اداكى مفتاح المخزن وقالك تعملى كده 
قالت من بين شهقاتها 
مدام ثريا هى اللى قالتلى أشوف عامل غلبان وأديه فلوس عشان يعمل كده وأهدده ان لو فتح بقه هيتسجن
كانت دهشة كرم و أيمن قد وصلت لذروتها قال عمر بإحتقار 
مكنتش أتخيل ان واحدة متعلمة زيك والمفروض انها محترمة وبنت ناس تعمل كده فرقتى ايه ع نالمجرمين والبلطجية يا دكتورة اتفضلى من أدامى وما أشوفش وشك فى المزرعة دى تانى
نظرت اليه باكيه وقالت 
بشمهندس عمر أنا آسفه أنا مكنش قصدى أنا 
صړخ فيها عمر قائلا 
بقولك اتفضلى اطلعى بره المزرعة سمعتى ولا سمعك تقل وابقى خلى عمتى تنفعك
خرجت مها تجز أذيال الخيبة ذهبت الى المعمل وأحضرت حقيبتها وخرجت وهى تحاول تمالك نفسها من البكاء الذى عصف بها
ضړب أيمن كفا بكف قائلا 
انا مش مصدق اللى حصل ليه عمتك تعمل كده يا عمر
قال عمر 
أنا عراف ليه عملت كدة
ثم نهض وتوجه الى بيت المزرعة دخل فوجد الجميع فى غرفة المعيشة كالعادة عندما دخل أشاحت عمته بوجهها ونظرت الى الجهه الأخرى فى تعالى فوقف أمامها قائلا 
العامل اللى حړق المخزن والدكتورة مها اللى وصلتله تعليماتك الاتنين اطردوا من المزرعة
بهتت مدام ثريا حتى أن كوب الشاى الذى تحمله أخذ يتراقص بين يديها المرتجفة أكمل عمر قائلا بإحتقار 
كل ده عشان تبعديها عنى كل ده عشان تكرهيني فيها وفى أهلها زى ما روحتى تكرهيها فيا أنا مش عارف انتى ازاى عمتى ومن دمى 
وقفت مدام ثريا دون أن
تنطق بكلمة وخرجت من الغرفة مسرعة لحقتها ايناس جلس عمر فى مواجهة والديه وشرح لهم كل ما حدث شعر والداه بالأسف لما حدث ما هى إلا دقائق حتى نزلت ثريا وايناس وقبل أن تغادر دخلت الى غرفة المعيشة وقالت بنبره متعاليه 
أنا ماشية ولما تبقى تتعلم ازاى تتكلم مع عمتك أبقى آجى
ثم غادرت هى وابنتها ابتسم عمر فى سخريه وهز رأسه 
انتشر خبر معرفة العامل الذى قام بحړق المخزن وتم تبرئة عبد الحميد أمام الجميع وكانت سعادته وسعاده بناته لا توصف 
فى المساء وقفت ياسمين فى الشرفة مع ريهام والتى قالت بفضول 
نفسي أعرف ايه اللى حصل وازاى اكتشفوه ولا هو اللى راح اعترف
قالت ياسمين بحيره 
مش عارفه محدش عارف التفاصيل هما قالوا بس انهم عرفوا اللى عمل كده
قالت ريهام بتثائب 
طيب أنا داخله أنام بأه سهرت كتير النهاردة 
أومأت ياسمين برأسها 
فقالت لها ريهام
مش هتنامى
هقف شوية وبعدين هدخل أنام
دخلت ريهام وتركت أختها سابحه فى أفكارها تحاول تخمين ما حدث وكيف حدث ولما حدث 
فى صباح اليوم التالى توجهت الى شجرتها وما ان وصلت حتى وجدت عمر جالسا هناك لم تعد هذه شجرتها أو شجرته بل أصبحت شجرتهما همت بالإنصراف لكنه أوقفها قائلا 
استنى يا ياسمين
لم تتوقف أكملت طريقها فأسرع واعترض طريقها قائلا 
انتى كان معاكى حق عمتو فعلا هى اللى ورا موضوع حړق المخزن
نظرت اليه بدهشة فأكمل قائلا 
وهى و ايناس سابوا المزرعة امبارح ورجعوا القاهرة
كانت مازالت تحت تأثير المفاجأه نظر فى عينيها وأكمل بصوت رخيم 
عايز بس أفهمك حاجه
نظرت اليه فأكمل قائلا 
مش عايزك تخافى منى أو من حد من أهلى ماما وبابا موافقين وأنا ميهمنيش رأى حد غيرهم وأنا واثق لو اتعرفتى عليهم هتحبيهم وهيحبوكى 
صمت قليلا ثم قال وعيناه تغوصان فى بحر عينينها 
زى ما أنا بحبك بالظبط
شعرت ياسمين بحرارة تسرى فى جسدها كله أرادت الهرب لكنه سد طريقها ثانية قائلا 
والله العظيم بحبك ومش ممكن أسيبك أبدا ياسمين أنا لو اتجوزتك مستحيل أسيبك أبدا
نظرت اليه وبداخلها حيرة كبيرة تتخبط بها قال لها بصوت هامس 
قوليلى خاېفه من ايه تانى وأنا اطمنك قوليلى ايه تانى باعدك عنى وأنا أشيله من طريقنا 
جف حلقها لم تستطع النطق حاولت الهرب للمرة الثالثه لكنه كان لها بالمرصاد ابتسم قائلا برقه 
مش هسيبك تهربى قوليلى ايه تانى بعدك عنى
نظرت اليه قائله بهدوء 
رغم كل اللى انت قولته ده أنا مش عارفه أثق فيك لانك واحد مبادئك غير مبادئى انت فى حياتك حاجات كتير غلط أنا مش ممكن أقبلها ممكن لو سمحت تسيبنى أمشى لان مينفعش وقفتنا كده 
صمت برهه ثم نظر اليها بتصميم قائلا 
وأنا هعرف ازاى أخليكي تثقى فيا لو هى مشكلة ثقه فأنا هعرف أخليكي تثقى فيا وهثبتلك انى أستاهل قلبك يا ياسمين
ثم قال هامسا وآشعة عينيه السوداوين تخترق أعماق روحها 
لانى بحبك بجد ونفسي تكونى ليا زى ما أنا بقيت بكل ما فيا ليكي انتى 

وملكك انتى وراجلك انتى والله العظيم بحبك انتى 
نظرت اليه وهى تشعر بالصدق فى كلماته وفى عينيه وفى صوته وأيقنت أنها أصبحت بكل كيانها عاشقه له 
الفصل الاثنان والثلاثون
Part 32
سارت الأيام التاليه فى المزرعة فى هدوء وسکينة مازالت ياسمين تعبش مشاعر الحيرة والتخبط بين نداء قلبها و نصائح عقلها كانت تشعر أنها ممزقة بينهما كل منهما يجذبها فى اتجاه مختلف تماما عن الآخر كانت تتمنى شئ واحد فقط وهو أن يتفق قلبها وعقلها على شئ واحد أى ان كان هذا الشئ أما عمر فكل ما كان يفكر فيه هو كيف يكسب ثقة ياسمين وكيف يفز بقلبها الذى أيقن الآن تماما بأنه جوهره غاليه جدا تستحق التعب للحصول عليها منذ أن رحت ثريا و ايناس من المزرعة لم تحاولان الاتصال ولم يحاول نور وزوجته مهاتفتها فضلوا ترك الأمور لتهدأ لبعض الوقت قبل فتح جلسة للعتاب والمصارحه 
فى بيت المزرعة الټفت الأسرة على طاولة الطعام عندما قالت كريمه 
ازى أحوالك انت و ياسمين
نظر اليها عمر قائلا 
مفيش جديد
هى لسه رفضاك 
فكر عمر قليلا ثم قال 
مش رفضانى ومش قبلانى
ابتسم أبوه قائلا 
فزورة دى
قال عمر فى شرود 
لأ مش فزورة بس هى لحد دلوقتى موثقتش فيا أنا اللى مش قادر أفهمه هو ليه هى مش قادرة تثق فيا يعني مش قادر أفهم تحدديا ايه اللى مخوفها منى
نظرت اليه أمه قائله بخبث 
ما يفهمش الست الا الست 
قال عمر بإستغراب 
يعني ايه 
ابتسمت كريمه قائله 
يعني لو أنا
اتكلمت معاها ممكن أقدر أفهم أسباب رفضها
ظهرت علامات السعادة على ۏجع عمر وابتسم قائلا 
بجد يا ماما هتتكلمى معاها
أيوة يا حبيبى 
قال عمر بحماس 
تماما أوى أنا هعزمهم عندنا هنا هى وأختها وأبوها وفرصه الكل يتعرف ببعضه
قالت أمه بهدوء 
أفضل ان أول مقابله تكون بيني أنا وياسمين بس وبعد كده نبقى نعزمهم هنا
قال عمر بحيره 
بس ما أعتقدش انها ممكن توافق تيجي هنا لوحدها
ابتسمت أمه قائله 
خلاص مفيش مشكلة أروحلها مكتبها وكمان عشان أعتذرلها عن اللى ثريا و ايناس عملوه ده الواجب يا عمر
عشان البنت تعرف ان كرامتها مصانه عندنا
قام عمر من فوره وتوجه الى أمه عانقها وهى جالسه وقبل رأسها قائلا 
بجد يا أمى ربنا ميحرمنيش منك فعلا ده اللى كان نفسي فيه بس خفت أطلب منك كده ترفضى ياسمين فعلا لازم تحس اننا بنحافظ على كرامتها وان اللى حصل ده تصرف فردى من فرد واحد فى العيله لكن انتى وبابا حاجه تانيه وأنا فهمتها الكلام ده وقولتلها ان ميهمنيش رأى حد غيركوا انتوا الاتنين
قال نور 
متقلقش ان شاء الله الموضوع هيتحل على خير
ثم الټفت الى زوجته مبتسما 
طالما كريمه بنفسها دخلت فى الموضوع يبقى اعرف انه هيتحل ان شاء الله
نظرت اليهما كريمة قائله 
ربنا يخليكوا ليا انتوا الاتنين
طلب كرم من ريهام الحضور الى مكتبه ذهبت اليه فأعطاها بعض التعليمات وقبل أن تغادر قال لها 
استنى يا آنسه ريهام
توقفت فوقت ودار حول المكتب ليقف فى مواجهتها ظل ينظر اليها بصمت انتظرته أن يتحدث فلم يفعل شعرت بالخجل من نظراته فهربت بعينيها لتنظر الى شئ آخر فقال لها بهدوء 
أنا كنت عايز أقولك خبر يعني بما انك سكرتيرتى وبقالنا فترة شغالين مع بعض يبأه أكيد هتفرحيلى
نظزرت اليه قائله بإهتمام 
خير يا بشمهندس كرم
تفرس فيها لحظة ثم قال 
أنا هخطب قريب
شعرت بقلبها يرتجف بين ضلوعها لكنها حاولت التماسك أكمل قائلا وهو يتأملها 
واحدة كنت أعرفها فى القاهرة
وقع قلبها أرضا شعرت بغضه فى حلقها حاولت قدر الإمكان التماسك قالت بسرعة قبل أن تظهر العبرات فى عينينها 
ألف مبروك بعد اذنك
خرجت لتغادر المكتب ذهبت الى مكتبها جلست وهى تحاول استجماع شتاتها شعرت بالألم غيزو قلبها لم تدرى بنفسها إلا وهى تحمل حقيبتها وتغادر المكتب من فورها 
عادت ياسمين من عملها لتجد ريهام جالسه على سريرها فى حالة يرثى لها اقتربت منها وجلست بجوارها قائله 
مالك يا ريهام ايه اللى حصل 
أجهشت ريهام فى البكاء وألقت بنفسها فى حضڼ أختها قائله 
كرم هيخطب يا ياسمين
قالت ياسمين وهى تربت على ظهرها 
وانتى بتعيطى ليه 
رفعت ريهام رأسها لتنظر الى أختها نظرت ياسمين الى وجهها المبلل بالدموع ثم أدركت ما يعتمل فى قلب أختها قالت ريهام بأسى ودموعها تتساقط على وجنتيها 
أنا بحبه يا ياسمين بحب كرم
نظرت اليها ياسمين بأسى قائله 
الله يهديكي يا ريهام ليه تعلقى نفسك كده وتتعبى قلبك أكيد كان اليوم ده هيجيى ما هو لازم يخطب مش هيفضل كده على طول انتى ليه تعلقى نفسك بواحد اديكي انتى اللى تعبتى فى الاخر 
قالت لها ريهام بحزن 
مش بإيدي والله أنا معرفش اتعلقت بيه ازاى 
ثم قالت بحزم 
أنا مش هروح المكتب تانى خلاص كفايه كدة مش عايزة أشوفه بعد كدة
تنهدت ياسمين بحسره ونظرت الى ريهام قائله 
ده فعلا أحسن حل لان أكيد كل ما هتشوفيه هتتعبى
عانقتها ياسمين قائله 
ربنا يريح قلبك يا ريهام
كانت ريهام متوجهه الى المكتب لتأخذ متعلقاتها وتخبر كرم برغبتها فى ترك العمل عندما وجدت هانى قبالتها تظاهرت انها لا تراه لكنه أوقفها قائلا 
لو سمحتى ثوانى
توقفت ونظرت اليه بنفاذ صير
فقال هانى ببرود 
انتى وأختك اتعاملتوا معايا بإسلوب غريب جدا أكنى واحد جاى أشحت مش جاى أتقدم 
ثم قال بترفع 
أنا بس حبيت أقولك انى صرفت نظر عن الموضوع
قبل أن تفتح فمها للرد وجدت كرم خلفها يقول ل هانى بحنق 
يلا يا ابنى من هنا معندناش بنات للجواز
نظر اليه كل من ريهام و هانى بإندهاش فاقت ريهام من دهشتها لتقول ل كرم 
وحضرتك ايه دخلك فى الموضوع ده 
نظر هانى الى كرم قائلا 
أحب أعرفك يا
 

تم نسخ الرابط