عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز

 

زينب وردت تحيتها 

صباح الخير ياحبيبتي اقعدي أفطري معانا ..رفعت نظرها إلى راكان 

اووبا راكي باشا متشيك ورايح على فين ليكون مسافر..اتجه الجميع بنظراته عليه 

قوست سيلين فمها وأجابتها 

راكي طول عمره وهو شيك يمكن حضرتك اللي مكنتيش بتركزي بس معرفش الصراحة النهاردة مركزة أوي ليه 

جذبت مقعد وجلست بجوار سيلين ثم رفعت

نظرها إلى زينب 

طنط زينب ممكن أخد سيلين عند الكوافير النهاردة ..حضرتك طبعا عارفة النهاردة أنا ويونس هنلبس الدبل 

صاعقة قوية هزت جسدها بل ارتعشت يديها وتساقط كوب الماء من يديها رفعت عيناها إلى راكان وارتجفت شفتيها وبعينين مغروقتين 

آسفة ماأخدتش بالي ...جذب راكان المنشفة من فوق ساقيه وبدأ يمسح الماء من على ملابسها 

أهدي حبيبتي ولا يهمك اطلعي غيري وارتاحي ..اتجه بنظره إلى سارة 

سيلين تعبانة ياسارة شوفي اختك ولا بنت عمك تروح معاكي قالها وهو يجذب سيلين متجها بها للأعلى 

شعرت بدوار خفيف فتشبثت بذراعيه 

راكان أنا تعبانة أوي ..أردفت بها سيلين بصوتا باكي ...توقف أمام المصعد ويضم وجهها بين راحتيه 

مالك ياسيلي محتاجة دكتور ..أجبلك دكتور حبيبتي..هزت رأسها رافضة حديثه 

لا بس خليك جنبي أنا تعبانة خليك جنبي النهاردة لو سمحت..أدخلها المصعد بهدوء ووصل لغرفتها ..وهو يحملها بين يديه ع ا فقدت الحركة ..وضعها على مخدعها ودثرها بالغطاء 

ارتاحي حبيبة اخوكي أنا جنبك لحد نامي ..انسدلت عبراتها پقهر أمامه 

جثى بركبتيه أمامها 

سيلي إنت حصل معاك حاجة في الرحلة ولا إنت تعبانة جسمانيا 

أغمضت عيناها مدعية النوم أمامه..علها تخرج من آلام قلبها ..نظر إليها والدمع مازال يترقرق من عيناها ..جفف دموعها مقبلا جبينها ثم همس إليها 

أنا مش هتكلم معاك دلوقتي هسيبك ترتاحي وبعد كدا نتكلم ..أو برأسها ثم ذهبت بثبات عميق هروبا من واقعها الأليم

بعد فترة وصل إلى الشركة ..جلس بمكتبه ينظر بساعته ينتظرها ولكن لقد مر الوقت ولم تأت قام الإتصال على السكرتيرة الخاصة به قاطعه دلوف سليم لمكتبه 

أنا هسافر أنا وأنجي إلى الغردقة طبعا ليلى إجازة يومين فالحمل كله على آسر بما إنك مسافر بكرة 

بخطوات ظاهرها ثابت ولكن متعثرة في خيبات أمله منها ومن هروبها المعتاد أشعل تبغه الذي زاد ه أكثر وأكثر فأومأ لسليم دون حديث 

مساء اليوم تم خطبة يونس وسارة

 

في جو عائلي مبهج سوى من سيلين وراكان الذي شعر بوجود خطب ما لأخته 

بإحدى المطاعم المشهورة جلس يتناول عشائه وهي تجلس بمقابلته 

سامعك ياسيلي مالك أيه اللي حصل في الرحلة مخليك حزينة كدا ولا الموضوع متعلق بيونس 

كانت ال ة تجتاحها من حديث أخيهافظلت تنظر إليه مدهوشة من معرفته بادلها نظراتها فخرجت الكل من فمه غاضبة رغم محاولته السيطرة على نفسه 

فيه حاجة بينك وبين يونس مش كدا وهو كالعادة اتخلى عنك وراح سمع كلام توفيق البنداري 

انتفض جسدها من حديث أخيها الغاضب فهزت رأسه رافضة 

لا ياراكان هو قاطعها ع ا أشار بسبباته إليها 

عارفة لو كان جه وطلبك للجواز كنت رفضته فياريت تشيليه من دماغك مش تشليه بس ياسيلين لا دا تمسحيه من حياتك 

حاول أن يهدأ فأردف بهدوء 

مش هو ابن عمنا لكنه مش أمين ياسيلي دا كل ليلة في حضڼ واحدة حبيبتي ودا يوجعني أكتر منك 

انسدلت عبراتها ټ وجنتيها فأردفت 

زي حضرتك كدا ياآبيه ماهو انتو الاتنين زي بعض 

طافت اعينه في جميع الأتجاهات فزفر پ وتحدث ولم ينظر إليها 

مش كل اللي تسمعيه تصدقيه ياسيلين أنا ويونس مختلفين تماما فلو هتصوريني بيونس هقولك يبقى معندكيش ثقة في اخوكي 

انتوا الاتنين واحد للأسف ياراكان هرب اللفظ مت بين شفتيها فجأة سرعان ماوضعت أناملها

على فمها ع ا وجدت نظراته الحزينة إليها ...توقف عن الطعام وأجابها 

يبقى لازم تعرفي اخوكي من أول وجديد 

بعد يومين دلفت إلى مكتبه كان منهمكا في بعض التصاميم التي أمامه ولم يلاحظ وجودها ..فركت يديها وهي تنظر بكافة الإتجاهات لم تعلم كيف تحادثه ..شعر بوجود أحدهم ظنا أنها السكرتيرة الخاصة ..رفع رأسه وتحدث سريعا 

اطلبي قهوتي وابعتيلي سليم ثم اتجه لأوراقه مرة أخرى ..ولكنه توقف ورفع بصره مرة أخرى ليتأكد من وجودها ..وانها ليست وهما. ..همس وهو يطالعها بإشتياق

ليلى إنت رجعتي إمتى واقفة كدا ليه فيه حاجة 

دنت من مكتبه وهزت رأسها 

عندي مشكلة ومفيش غيرك هيقدر يحلها أنا بحاول أتصل بأستاذ حمزة لكن تليفونه دايما مقفول 

نهض سريعا متجها إليها ..وهو يحثها على الجلوس 

بتسألي على حمزة ليه وأنا موجود وبعدين حمزة مسافر ..جلس بمقابلتها وتفحصها بنظراته

ليلى عندك مشكلة ! وعلشان كدا مجتيش الشغل بقالك يومين ومبترديش على تليفوني ! هز رأسه يمينا ويسارا مستنكرا مافعلته بتعاقبي مين بالظبط قالها صارخأستقامت بوقفتها ع ا شعرت بإنقباض شديد في قلبها يكاد يمزقها من الألم من فكرة إرتباطها بذاك الشخص وقف راكان أمامها 

قولتلك عايزك في موضوع مهم عملتي إيه هربتي مني وطلبت أجازة من سليم 

دنى بخطوة منها فلم يعد يفصل بينهما شيئا وهمس إليها 

عايزة توصلي لأيه ياليلى عايزة تقنعي نفسك إني بجري وراك ضحك ضحكة مستهزئة من نفسه وأشار بسبابته 

مهما كنت تعنيلي لكن مبحبش اللي بيشوف نفسه عليا ..نظر لداخل مقلتيها وابتسم بحزن 

مفكرة نفسك هتكسريني ..احتدت نظراته وأكمل 

لا ياباشمهندسة غلطانة مش راكان البنداري اللي تهزه واحدة ست قاطعته ع ا رفعت بصرها إليها اغروقت مقلتيها بالدموع لأول مرة بحضرته فهربت من نظراته الغاضبة.. وهي تتحدث بصوت خاڤت 

راكان محتاجة مساعدتك 

ساد صمتا مخټنق بحزن بينهما ..هو حزن مسيطر پألم قلبه وهي من مطالبة آخر شخص بالنسبة لها مساعدته ..شعر ببعض تأنيب الضمير ع ا شاهد طبقة كرستالية من الدموع تتشكل في حدقتيها .. وأيقن بالفعل إنها تقع بمشكلة 

جذب كفيها وأجلسها وجلس بجوارها على الأريكة

فيه إيه مالك هنا استمعت لرنين هاتفها ارتعشت يديها وهي تنظر للذي يهاتفها ثم رفعت نظرها إلى راكان 

فيه واحد بيهددني وبيهدد بابا ..قالتها وعبراتها تنسدل بقوة لأول مرة أمام عينيه ..عبرات كوت قلبه لا يعلم كيف يزيل ألم قلبه ..كم آلمه دموعها التي ټغرق وجهها هذه المرأة أستولت على كيانه بالكامل اشتعلت نظراته بشكل مخيف وتحدث 

مين دا وعايز إيه وليه بيهددكم 

تلعثمت بالحديث وهي تفرك كفيها وخرجت الحروف من بين شفتيها مت ة 

ابن صاحب الشركة اللي بابا كان بيشتغل فيها دا اللي عمل القضية لبابا قبل كدا

بصعوبة

 

كمم صړاخ قلبه الذي انتفض ڠضبا وألما على مظهرها وخۏفها من ذاك المنحط

أمال بجسده ي ها بنظرات تفحصية 

عايز منك إيه ظل يراقب عيناها الهاربة منه طرق بقوة على سطح المكتب 

بيهددكم بإيه ياليلى ..قاطعهم دلوف حمزة ويتحدث بمرحه المعتاد 

عرفت إنك مسافر..توقف عن الحديث ع ا وجده بجوار ليلى ونظراته تتجلى بالڠضب ...حمحم وتراجع للخلف 

شكلك مشغول هشوف سليم لما تخلص شغلك نهضت ليلى إليه سريعا 

أستاذ حمزة بحاول اتواصل مع حضرتك من يومين ممكن نتكلم في موضوع مهم 

جز على جانب فمه يحاول منع نفسه من ها بقوة ليعلمها كيف تتخطى الحديث معه وتذهب تتحامى بغيره 

لم تعطي حمزة التفكير فأشارت بيديها على الخروج 

هنتكلم في المكتب ..رفع بصره لراكان الذي اشتعلت نظراته ود لو يطبق على عنقه ..أشار حمزة بيديه لكي يهدأ ثم خرج سريعا خلفها 

بعد فترة بمكتبها ..

والدك بالفعل مضى على الشيك دا ..مسحت على وجهها حتى تهدأ وهزت رأسها

بالموافقة 

الندل حطه ضمن أوراق كتيرة وبحكم شغل بابا مضى طبعا زيه زي ورق مهم 

للأسف ياباشمهندسة الموضوع مفهوش ثغرة ..أولا الأمضاء صحيح مش مزور كان سهل نطعن فيه يعني لازم السداد 

أطبقت على جفنيها بقوة فكان لديها أمل بحمزة ..دلف راكان وهو يطالعهم 

إيه ياأستاذ حمزة مالقتش حل للمنهدسة ولا إيه ..قالها بزواية فم ملتوية بعبث ع ا لجأت إلى حمزة ..دنى بخطواته وهو يرمقها وبداخله حربا شعواء تدور بين عقله وقلبه

لماذا تفعل به ذلك 

توقف حمزة متجها إليه وسحب كفيه 

فيه موضوع مهم عايزك تعرفه في قضية عمك قبل سافر ..كان يصوب نظراته لتلك التي كانت بعالم آخر 

أومأ رأسه روح على مكتبي وأنا لاحقك 

همس حمزة إليه 

أمسك لسانك البنت في مشكلة ..قالها حمزة وتحرك للخارج 

دنى واستند بظهره بمقابلها على المكتب ورغم انزعاجه منها إلا قلبه الخائڼ لم يتحمل ضعفها وحزنها

حبس أنفاسه داخل ه ..ضاغطا على كل عصب في جسده ألا ينفلت ويتعصب عليها 

ليلى متختبريش صبري ..رفعت نظرها إليه واكتسى الحزن ملامحها وسقط قناع القوة عن وجهها فاردفت پألما مزق روحه 

ليه مش كنت بتقول إني بدلل عليك ..خلاص الموضوع اتحل وأنا هتصرف 

مسح بكفيه على وجهه في محاولة لتهدئة نفسه من الادرينالين الذي ارتفع عن معدله الطبيعي بسبب هدوئها 

مين دا ياليلى أنا مش مكفيك علشان تحتاجي حمزة 

الموضوع إتحل

إن شاءالله وخلاص لو احتجت لك أكيد هجيلك قالتها بعصبية 

مط شفتيه يهز رأسه 

ليلى السوبر ومن بتعرف تحل مشاكلها كلها من غير حتاج لحد..كان رده على كلامها مختصر ساخر بطريقة آثرت حنقها 

فأخذت جرعة كبيرة من الهواء 

ممكن تبطل تريقة لو سمحت ...رفعت نظرها لت بعيناه الصقرية التي كانت قريبة جدا منها تناظره بطريقة جعلت أنفاسه ساخنة تلفح وجهها فتجلى على وجنتيها فأصبح خديها محمران و ات قلبها التي دقت پ حتى شعرت بأنه يسمعها

بأنفاس مرتجفة ولسان تجمدت فوقه الحروف تسائلت حتى تخرج من حالتها 

كنت عايز مني إيه وعلى فكرة أنا مكلمتش الباشمهندس سليم هو اتصل فأنا

أشش ..إهدي بعدين نتكلم ..اخلص من ال اللي مخلي العيون الحلوة دي تبكي وقف يتأمل شحوبها وعيناها الدامعة لم يتعود على هدوئها وعجزها هكذا 

كم آلمه هذا الشعور والذي كسکين ي ه 

فتحرك بعض الخطوات وتوقف لدى الباب 

أتمنى كونيش مخبية حاجة تانية تراجع ينظر لمقلتيها 

ال دا صدقيني مش هرحمه وهعرفه إزاي يتعدى على خصوصياتي ..

عايز يتجوزنيتصنم جسده وتحولت عيناه لڠضب چحيمي فرجع إليها بخطوة 

كان عايز إيه ياختي يأ إيه...أشار بيديه حتى تعيد ماقالته 

منعت إبتسامة من مظهره ..وحدثت حالها 

هذا الرجل أصبح خطېر على قلبها الضعيف ..خاطرتها فكرة حتى ت ه ..دنت بخطوات فية فأردفت 

عايز يتجوزني هو الصراحة كويس يعني شاب تتمناه اي بنت لكن طريقته بالجواز اللي خلتني ارفضه 

أنحنى ينظر لمقلتيها و عيناه لو خرجت من مقلتيه لأحړقتها 

لا والله..إيه أروح أقوله غير طريقة طلبك في الجواز علشان الجميلة توافق عادي ممكن ادخل 

ملئت ها بأكسجين عطره مبتسمة على عصبيته الم ة فأجابته 

لا

 

طبعا هو لازم حد يعرفه كان المفروض يكون عارف إن بنات الناس مش لعبة 

أخرصي قالها وهو يدقق النظر بمقلتيها أشار بسبباته 

صدقيني كله هيخلص بس بوقته ..تحرك خارجا قبل فقدانه أعصابه أمامها

بعد عدة أيام عادت مياه الأمل تركض من جديد بعدما علمت ما صار لذاك المتجبر المدعو ماجد وحبس راكان له 

جلست أمام مرآتها لأول مرة تنتقي ثيابها بشكل منمق حتى مكياجها الذي أظهرها بطلة خاطفة ارتدت فستانا من اللون الأزرق

 

تم نسخ الرابط